الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولي منه إجازة بما يجوز له وعنه روايته، وقد عمل بعض تلامذة العلامة قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر جزءاً حسناً، جمع فيه مشايخ شيخنا تقي الدين المذكور الذين سمع منهم والذين أجازوا له، وأوقف عليه قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر فكتب عليه كتابة حسنة.
أبو العباس صاحب أفريقية وتونس
725 -
796هـ - 1325 - 1394م أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر بن يحيى بن عمر بن ونودين، السلطان أبو العباس بن الأمير أبي عبد الله بن السلطان أبي بكر بن الأمير أبي زكريا بن السلطان أبي إسحاق بن السلطان السعيد بن أبي زكريا ابن الأمير أبي محمد عبد الواحد بن الأمير أبي حفص بن أبي زكريا بن الشيخ
الأجل أبي حفص الهنتاني المصمودي الحفصي، صاحب مملكة أفريقية وملك تونس.
ولد بقسطنطينية سنة خمس وعشرين وسبعمائة.
قال الشيخ تقي الدين المقريزي رحمه الله: وأمه أم ولد تدعى نشوان سوداء، نشأ في حجر أبيه حَتَّى مات سنة خمس وأربعين، فكفله أخوه الأمير أبو زيد عبد الرحمن متولي قسنطينة من قبل جده السلطان أبي بكر ونقله إِلَيْهِ، فما زال بقسنطينة حَتَّى قدمها السلطان أبو عنان فارس بن السلطان أبي الحسن المريني من فاس يريد تملك أفريفية من الحفصيين، ونزل قسنطينة في سنة خمس وخمسين، ففر منه واليها أبو زيد، ولحق بتونس دار ملكهم، فقبض أبو عنان عَلَى أبي العباس وعلى أخيه زكريا، وحملهما إلى فاس وسجنهما بمدينة سبتة مدة سبع سنين، فلما مات أبو عنان وقام من بعده بملك مرين في فاس أخوه أبو سالم
أفرج عن أبي العباس وعن أخيه زكريا وأقدمهما عليه بفاس، فبادرا إلى طلب الإذن بتوجههما إلى بلادهما، فأذن لهما، فسارا مجدين وسلكا عَلَى البرية، ونكبا عن طريق الجادة خوف الطلب، فبدا لأبي سالم في عودهما، وبعث في طلبهما ففاتاه، وقدما قسنطينة وعليها يومئذ أخوهما الأمير أبو زيد عبد الرحمن فملكها منه أبو العباس، واختفى أبو زيد يوماً وليلة، ثم ظهر ليلاً وطرق أبا العباس وقبض عليه، وسيره وأولاده عَلَى الجب، ثم رفعه من ساعته، وعرفه قدرته عليه، ثم سلمه البلد وخرج عنها سحر ليلته إلى تونس، فملك أبو العباس قسنطينة في سنة اثنتين وستين، وأضاف أليها بعد ذَلِكَ بجاية، ثم قتل ابن عمه أبا عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى بن أبي بكر، وتنكر عَلَى عمه السلطان أبي إسحاق إبراهيم بن أبي بكر وخرج عليه، وجمع لحربه، وسار إلى تونس فلم يظفر بطائل، وعاد إلى قسنطينة حَتَّى مات عمه، وقام من بعده ابنه السلطان أبو البقاء خالد بن أبي إسحاق إبراهيم بن أبي بكر، فحشد أبو العباس لمحاربته، ونزل عَلَى تونس في يوم الجمعة سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، وحصرها، فمال إِلَيْهِ العامة وأمكنوه من المدينة حَتَّى دخلها من يومه، فنهبتها