الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَسْكِينُ الْجَوَارِحِ، فَإِنْ أَرْسَلَهُمَا وَلَمْ يَعْبَثْ بِهِمَا فَلَا بَأْسَ، كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ فِي الأُْمِّ (1) .
(ج)
دُعَاءُ الاِسْتِفْتَاحِ وَالتَّعَوُّذُ وَالْبَسْمَلَةُ:
65 -
ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ - الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ - إِلَى أَنَّ مِنْ سُنَنِ الصَّلَاةِ دُعَاءَ الاِسْتِفْتَاحِ بَعْدَ تَكْبِيرَةِ الإِْحْرَامِ. لِحَدِيثِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا - قَالَتْ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ قَال: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ (2)، وَلِمَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ لِلصَّلَاةِ قَال: وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَاّ
(1) حاشية ابن عابدين 1 / 320، 327، والشرح الكبير مع حاشية الدسوقي 1 / 250، بلغة السالك 1 / 246 ط. عيسي الحلبي مغني المحتاج 1 / 181، شرح روض الطالب 1 / 145، والمجموعة 3 / 310 المكتبة السلفية المدينة المنورة كشاف القناع 1 / 333، 391.
(2)
حديث عائشة: كان إذا استفتح الصلاة قال: (سبحانك اللهم وبحمدك) . أخرجه أبو داود (1 / 491 - تحقيق عزت عبيد دعاس) ثم أشار إلي إعلاله. ولكن له طرق أخري يتقوى بها ذكرها ابن حجر في التلخيص الحبير (1 / 229 - ط. شركة الطباعة الفنية) .
أَنْتَ. أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ. ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَاّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَِحْسَنِ الأَْخْلَاقِ لَا يَهْدِي لأَِحْسَنِهَا إِلَاّ أَنْتَ. وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَاّ أَنْتَ. لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ وَأَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (1) . وَقَدْ وَرَدَ فِي السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ صِيَغٌ كَثِيرَةٌ فِي دُعَاءِ الاِسْتِفْتَاحِ غَيْرَ هَاتَيْنِ الصِّيغَتَيْنِ.
وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى كَرَاهَةِ دُعَاءِ الاِسْتِفْتَاحِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) وَحَدِيثِ: " الْمُسِيءِ صَلَاتَهُ " وَلَيْسَ فِيهِ اسْتِفْتَاحٌ (3) .
وَتَفْصِيل الْكَلَامِ عَلَى دُعَاءِ الاِسْتِفْتَاحِ فِي مُصْطَلَحِ: اسْتِفْتَاحٌ (4 211) .
(1) حديث علي ابن أبي طالب: أنه إذا قام للصلاة قال: " وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ". أخرجه مسلم (1 / 534 - 535 - ط الحلبي) .
(2)
حديث أبي هريرة: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يفتتحون الصلاة. . . ". أورده ابن عبد البر في كتابه الإنصاف (2 / 163 - ضمن مجموعة الرسائل المنيرية) وذكر تضعيف أحد رواته.
(3)
حاشية ابن عابدين 1 / 328، حاشية الدسوقي 1 / 252، مغني المحتاج 1 / 155، كشاف القناع 1 / 344، المجموعة 3 / 315.