الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51 - باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة
ثنا محمود بن غيلان ثنا بشر بن السري نا سفيان عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف الليل ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام الليل".
قال: وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة وأنس وعمارة بن رويبة وجندب وأبيّ وأبي موسى وبريدة.
حدثنا محمد بن بشار نا يزيد بن هارون أنا داود بن أبي هند عن الحسن عن جندب بن سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا تخفرو الله في ذمته".
قال أبو عيسى: حديث عثمان حديث حسن صحيح.
وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان موقوف.
وروى من غير وجه عن عثمان مرفوع.
حدثنا عباس العنبري نا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري عن إسماعيل الكحال عن عبد الله بن أوس الخزاعي عن بريدة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.
* الكلام عليه:
حديث عثمان رواه مسلم من حديث عبد الواحد بن زياد عن عثمان بن حكيم به، وحديث الترمذي أتم من طريق سفيان عن عثمان وحديث جندب سكت
عنه الترمذي وهو صحيح أيضًا بإخراج مسلم إياه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن بريد بن هارون به، وقال: جندب بن عبد الله، وهو صحيح هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العلقي بطن من بجيلة علقة بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث، صحبته ليست بالقديمة يكنى أبا عبد الله نزل الكوفة ثم البصرة وحدث بهما عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب وحذيفة، ومن الرواة عنه من ينسبه إلى جده فيقول جندب بن سفيان.
وحديث بريدة أخرجه أبو داود وغرابته تفرد إسماعيل بن سليمان الضبي البصري الكحال به عن عبد الله بن أوس ذكر هذا التفرد الشيخ أبو الحسنن الدارقطني ويمكن مع التفرد أن يكون حسنًا فإن إسماعيل قال فيه أبو حاتم: صالح، وابن أوس وثقه ابن حبان.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غدا للمسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح". اتفقا عليه واللفظ للبخاري.
وعنه أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المشاءون إلى المساجد في الظلم أولئك الخواضون في رحمة الله"، رواه ابن ماجه.
وحديث أنس أنه سئل هل اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمًا؟ فقال: نعم أخرّ ليلة صلاها العشاء إلى شطر الليل ثم أقبل بوجهه بعدما صلى فقال: "صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها" قال: فكأني انظر إلى وبيص خاتمه، رواه البخاري.
وعن أبي بن كعب قال: كان رجل لا أعلم أحدًا أبعد من المسجد منه فكان لا تخطئه صلاة فقيل له أو قلت له لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء والرمضاء قال ما أحب أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد
ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد جمع الله لك ذلك كله"، رواه مسلم.
وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي يتنظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا والذي يصلي ثم ينام وفي رواية حتى يصليها مع الإمام في جماعة"، رواه البخاري ومسلم.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعًا قد حفزه النفس قد حسر عن ركبتيه فقال: "أبشروا هذا ربكم قد فتح بابًا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى" أخرجه ابن ماجه عن أحمد بن سعيد الدارمي عن النضر بن شميل عن حماد عن ثابت عن أبي أيوب يحيى بن مالك الأزدي المراغي عنه.
أبو أيوب يحيى بن مالك روى له الجماعة إلا الترمذي، ووثقه النسائي وغيره.
وفيه عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليبشر المشاؤون في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة"، رواه ابن ماجه.
وفيه عن أبي الدرداء قال ابن أبي شيبة نا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد لقي الله بنور تام يوم القيامة".
وحديث عثمان الذي تقدم ذكره رواه مسلم قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنا المغيرة بن سلمة المخزومي قال: نا عبد الواحد بن زياد نا عثمان بن حكيم نا عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد
وحده فقعدت إليه فقال: يا ابن أخي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله".
وحدثنيه زهير بن حرب قال نا محمد بن عبد الله الأسدي، ح وحدثني محمَّد بن رافع قال نا عبد الرزاق جميعًا عن سفيان عن أبي سهل عثمان بن حكيم بهذا الإسناد مثله.
كذا قال عن لفظ سفيان مثله يعني مثل اللفظ الذي ساقه عن عبد الواحد وبينهما بون بعيد فلفظ عبد الواحد: "إن صلاة العشاء في الجماعة كقيام نصف الليل وإن صلاة الفجر كقيام الليل كله"، ولفظ سفيان:"إن العشاء كنصف الليل والعشاء والفجر كقيام الليل كله"، كما ذكره الترمذي، وكذلك ذكره أبو نعيم عن لفظ سفيان وكذا هو عند أبي داود أيضًا، فاللفظان مختلفان أعني لفظ حديث عبد الواحد مع حديث سفيان وقد ساقه أبو عمر من حديث أبي حفص الأبار عن عبد الرحمن عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة العشاء في جماعة تعدل قيام ليلة وصلاة الفجر في جماعة تعدل قيام نصف ليلة". وهذا اللفظ ثابت وقد رفعه عن عثمان عبد الواحد بن زياد وسفيان ووقفه مروان الفزاري عن عثمان بن حكيم وكذا عن يحيى بن سعيد رفعه الأبار، كما ذكرناه وخالفه مالك وحماد بن زيد وابن المبارك وابن عيينة فوقفوه.
حكى ذلك الدارقطني ثم قال بعد الفراغ من تعليله: والأشبه بالصواب حديث الثوري وقد خرجه مسلم في الصحيح.
وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله: لأن أشهد صلاة
الصبح في جماعة أحب إلى من قيام ليلة.
فيه دليل على أن إعمال الفرائض والسنن وإقامتها على وجوهها أفضل من النوافل والتطوع كله وكذلك قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله أفضل الفضائل أداء الفرائض واجتناب المحارم.
وهذا شيء لا خلاف فيه، وترتيب الفضائل عند العلماء: الفرائض المتعينة كالصلوات الخمس وما أشبهها.
ثم ما كان فرضًا على الكفاية كالجهاد وطلب العلم والصلاة على الجنازة.
ثم السنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة كالعيدين والكسوف والاستسقاء.
ثم كل ما واظب عليه من النوافل كصلاة الليل والوتر وركعتي الفجر وما أشبه ذلك.
ثم سائر التطوع.