الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
84 - باب ما جاء في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود وما بعده إلى () باب ما جاء في التشهد
* الكلام عليها من وجوه:
الأول: من حيث الإسناد حديث وائل بن حجر قال فيه الترمذي: عن الحسن الحلواني قال يزيد بن هارون .. ولم يرو شريك عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث.
قال أبو الفتح: قد روى شريك عن عاصم بن كليب حديث: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أذنيه. رواه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة عن شريك عن عاصم عن أبيه عن وائل.
وحديث: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في الشتاء فرأيت أصحابه يرفعون أيديهم في ثيابهم في الصلاة. رواه أبو داود عن الأنباري عن وكيع عن شريك عن عاصم عن علقمة عن وائل.
ورواه الطبراني من حديث شريك عن عاصم عن أبيه عن وائل.
وحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بآمين رواه الطبراني من حديث شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل.
وقد روى حديث الباب عن عاصم غير شريك كما سنذكره.
وأما النسائي فرواه في موضعين من كتابه أحدهما عن إسحاق بن منصور أنا يزيد بن هارون به.
قال أبو عبد الرحمن: لم يقل هذا عن شريك غير يزيد بن هارون.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرف أحدًا رواه مثل هذا عن شريك، ثم قال: وروى همام عن عاصم هذا مرسلًا ولم يذكر فيه وائل بن حجر.
قال أبو الفتح: من شأن الترمذي التصحيح بمثل هذا الإسناد فقد صحح حديث عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل: لأنظرن إلى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فلما جلس للتشهد الحديث.
وأنما الذي قصر بهذا التصحيح عنده الغرابة التي أشار إليها وهي التفرد الذي وقع في طريقه وقد حصل فيه التفرد في موضعين: أحدهما: تفرد يزيد بن هارون به عن شريك كما صرح به النسائي وهو لا يحطه عن درجة الصحيح لجلالة يزيد وحفظه.
والثاني: تفرد شريك عن عاصم، فقد قال الترمذي: لا نعرف أحدًا رواه مثل هذا غير شريك وفي بعض النسخ: عن شريك كما ذكرناه فعلى رواية من رواه غير شريك تقتضي تفرد شريك به عن عاصم وكذا قال البخاري وغيره، وبه صار حسنًا فإن شريكًا لا يصحح حديثه منفردًا.
وأما قول الترمذي: وروى همام عن عاصم هذا مرسلًا ولم يذكر فيه وائل بن حجر فيقتضي هذا وما تقدم من تخريجه إياه عن شريك عن عاصم أن شريكًا وهمامًا روياه عن عاصم معًا وإنما اختلفا في الإرسال والإسناد، فأسنده شريك وأرسله همام وليس كذلك إنما رواه همام عن شقيق عن عاصم فأرسله كذلك ذكره أبو داود قال: قال همام: وثنا شقيق حدثني عاصم بن كليب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا المرسل مع علة الإرسال علة أخرى وهي الجهالة بشقيق هذا، وهو شقيق أبو ليث روى عنه همام بن يحيى لم يعرف بغير ذلك، فمرسله معلل بما ذكرنا ومسنده معلل بتفرد شريك.
وفي الباب مما لم يذكره عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر حتى حاذى
بإبهاميه أذنيه ثم ركع حتى استقر كل مفصل منه في موضعه ثم انحط بالتكبير فسبقت ركبتاه يديه. رواه الدارقطني وقال: تفرد به المعلي بن إسماعيل وسيأتي في الكلام على فقه هذه الأحاديث عكس هذا.
وأما حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير" فرواه أبو داود وفيه: "وليضع يديه قبل ركبتيه" عن سعيد بن منصور عن عبد العزيز بن محمد وعن قتيبة عن عبد الله بن نافع نحو ما رواه الترمذي.
رواه النسائي عن قتيبة كذلك.
ورواه أيضًا عن هارون بن محمد بن بكار بن بلال عن مروان بن محمد عن عبد العزيز بن محمد كلاهما عن محمد بن عبد الله بن حسن وهو ابن حسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي ذكره ابن أبي حاتم وقال: لقي نافعًا وغيره وحدث عنه الدراوردي وغيره. مات سنة خمس وأربعين يعني ومائة وعمره خمس وأربعون سنة ولم يحكم عليه بأكثر من الغرابة من حديث أبي الزناد وقال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قال: وقد روي عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. قال: وعبد الله بن سعيد المقبري ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره.
قال أبو الفتح: عبد الله بن سعيد هذا يكنى أبا عباد، قال أبو أحمد: الحاكم ذاهب الحديث.
أنا أبو العباس الثقفي قال سمعت: عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول: جلست إلى عبد الله بن سعيد مجلسًا فرأيت فيه يعني الكذب.
وقال أحمد بن حنبل: هو منكر الحديث متروك الحديث.
وقال يحيى بن معين: ليس بشيء لا يكتب حديثه.
وقال أبو زرعة: هو ضعيف لا يوقف منه على شيء.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه الضعف عليه بين.
روى له الترمذي وابن ماجه وينبغي أن يكون حديث أبي هريرة هذا داخلًا في الحسن على رسم الترمذي لسلامة رواته من الجرح.
فعبد الله بن نافع هو الصائغ مدني فقيه كان يفتي بمذهب مالك وقد وثقه بعضهم.
ومحمد بن عبد الله بن حسن مستور الحال (1).
والمقبري روى عنه جماعة من الأعيان منهم الثوري وصفوان بن عيسى وابن فضيل وعبد الرحيم بن سليمان ومروان الفزاري وهشيم.
والمتابعة لحديث أبي الزناد بحديث ابن المقبري عن أبيه لم تخل من تقوية للحديث ولذلك ذكرها الترمذي وهو ممن يخرج حديثه كما ذكرنا وهي عند البيهقي وعللها بضعف عبد الله بن سعيد المقبري، وفيه مما ليس عند الترمذي حديث سعد بن أبي وقاص: كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بالركبتين قبل اليدين. رواه
(1) في هامش نسخة السندي:
محمد بن عبد الله بن حسن يلقب بالنفس الزكية، قال في "النبلاء": حدث عن نافع وابن أبي الزناد.
وعنه عبد الله بن جعفر المخزومي، وعبد العزيز الدراوردي وابن نافع الصائغ.
وثقه النسائي وغيره.
فلا يصح في مثل هذا أن يكون مستور الحال!
ابن خزيمة في صحيحه وهو ضعيف لضعف يحيى بن سلمة بن كهيل راويه من طريق مصعب بن سعد عن أبيه والمشهور عن مصعب عن أبيه نسخ التطبيق.
وحديث أبي حميد مخرج في "صحيح البخاري" ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من غير وجه.
قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس ووائل بن حجر وأبي سعيد.
* * *