الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[89 - باب ما جاء في الاعتدال في السجود]
قال: ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب" وصححه.
وذكر في الباب عن عبد الرحمن بن شبل وأنس والبراء وأبي حميد وعائشة.
وأخرج فيه حديث أنس بسنده وصححه.
قال أبو الفتح: قد أخرجه الترمذي بسند حديث جابر هذا أربعة أحاديث في كتابه.
أحدها: حديث الباب وصححه.
والثاني: "ما على الأرض من نفس منفوسة -يعني اليوم- تأتي عليها مائة سنة
…
" وحسنه.
والثالث: "يعذب ناس من أهل التوحيد
…
" وصححه.
والرابع: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون
…
" وحسنه.
ومثله روايته عن هناد عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "يا مثبت القلوب ثبت قلبي
…
" الحديث.
وهو عنده حسن، ولا يتوجه عليه الاعتراض في التفرقة بين التصحيح والتحسين في هذه الأحاديث حتى يستووا من حيث الشواهد والمتابعات، ومن حيث السلامة من العلل.
فأما حديث الباب في الاعتدال في السجود: طريق جابر فشواهده كثيرة من
حديث ابن شبل وأنس والبراء وغيرهم، ثابت بعضها في الصحيح، كما سيأتي.
وما عداه فيأتي الكلام على كل منها في موضعه إن شاء الله تعالى، وحديث عبد الرحمن بن شبل قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد، كما يوطن البعير.
رواه أبو داود -وهذا لفظه- والنسائي وابن ماجه.
وحديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اعتدلوا في السجود، لا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب". رواه البخاري ومسلم.
وحديث البراء وأبي حميد تقدما في باب التجافي في السجود.
وحديث عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين، فكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي جالسًا.
وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، وكان ينهى عن عقبة الشيطان، وكان ينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم. رواه مسلم.
* * *