الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(16) بَابُ مَا لَا يَجُوزُ مِنَ الثَّمَرَةِ في الصَّدَقَةِ
1607 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ أَبِى أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجُعْرُورِ وَلَوْنِ الْحُبَيْقِ أَنْ يُؤْخَذَا فِى الصَّدَقَةِ". [ن 2492، ط 1/ 270/ 34، قط 2/ 130]
===
اليهود؛ لأنهم كانوا شركاء وكانوا غير أمناء، وأما المسلمون فلم يخرص عليهم.
(16)
(بَابُ مَا لَا يَجُوزُ مِنَ الثَّمَرَةِ في الصَّدَقَةِ)
1607 -
(حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، نا سعيد بن سليمان) الضبي بفتح ضاد معجمة وشدة موحدة، نسبة إلى ضبة بن أود، أبو عثمان الواسطي، البزار، المعروف بسعدويه، سكن بغداد، وسمى ابن حبان جده كنانة، وسمى ابن عساكر جده نشيطًا فوهم، قال أبو حاتم: ثقة مأمون، وقال العجلي: واسطي ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان صاحب تصحيف ما شئت.
(نا عباد) بن العوام، (عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل) بن حنيف، (عن أبيه) سهل بن حنيف (قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجُعْرور) على وزن عصفورٍ، لون من التمر الدقل يحمل رطبًا صغارًا لا خير فيه (ولون الحبيق) وهو نوع من أنواع التمر رديء، منسوب إلى ابن حبيق اسم رجل، ويقال: بنات حبيق.
وفي "القاموس": وَعَذْقُ حُبَيْقٍ - كزُبَيْرٍ-: تمرٌ دَقَلٌ، وفي "المصباح المنير": حبقت العنز حبقًا- من باب ضرب- ضرطت، ثم صغر، وسمي به الدقل من التمر لرداءته (أن يؤخذا في الصدقة) أي في الزكاة عن الجيد، قال الأصمعي: لأنهن من أردأ تمورهم.
قَالَ الزُّهْرِىُّ: لَوْنَيْنِ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَأَسْنَدَهُ أَيْضًا أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِىِّ.
1608 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ الانَطَاكِيُّ، نَا يَحْيَى- يَعْنِي
===
(قال الزهري) في تفسيرهما: (لونين من تمر المدينة) بدل من الجعرورِ ولونِ الحبيق.
(قال أبو داود: أسنده أيضًا أبو الوليد (1)، عن سليمان بن كثير، عن الزهري) وقد أخرجه الإِمام مالك في "موطئه" (2) موقوفًا على ابن شهاب: مالك، عن زياد بن سعد، عن ابن شهاب أنه قال: لا يؤخذ في صدقة النخل الجعرورُ، ولا مُصْرَانُ الفارةِ ولا عَذْقُ ابن حبيق، قال ابن شهاب: وهو يُعَدُّ على صاحب المال، ولا يؤخذ منه في الصدقة.
قال الزرقاني (3): وهذا رواه أبو داود من طريق سفيان بن حسين وسليمان بن كثير، والنسائي من طريق عبد الجليل بن أحمد اليحصبي، الثلاثةُ عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث. زاد النسائي في روايته: وفيه نزلت: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} (4)، انتهى.
قلت: فغرض أبي داود بهذا الكلام ترجيحُ الرفع على الوقف. قلت: لكن حديث النسائي مرسل لأنه لم يذكر فيه سهل بن حنيف.
1608 -
(حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، نا يحيى- يعني
(1) أخرج روايته الطبراني في "الكبير"(6/ 76)، رقم (5566)، والدارقطني (2/ 130)، والحاكم (2/ 284)، والبيهقي (4/ 136).
(2)
"الموطأ"(1/ 270).
(3)
"شرح الزرقاني"(2/ 128).
(4)
سورة البقرة: الآية 267.
الْقَطَّانَ -، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِى صَالِحُ بْنُ أَبِى عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، وَبِيَدِهِ عَصًا، وَقَدْ عَلَّقَ رَجُلٌ مِنَّا قنا حَشَفًا، فَطَعَنَ بِالْعَصَا فِى ذَلِكَ الْقِنْوِ وَقَالَ:«لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْهَا» ، وَقَالَ:«إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . [ن 2493، جه 1821، حم 6/ 28]
===
القطان-، عن عبد الحميد بن جعفر، حدثني صالح بن أبي عريب) بفتح المهملة وكسرِ الراء، وآخره موحدة، واسمه: قُلَيب بالقاف والموحدة مصغرًا، ذكره ابن حبان في "الثقات"، (عن كثير بن مرة، عن عوف بن مالك قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجدَ، وبيده عصًا، وقد علَّق (1) رجل منا قنا حَشَفًا) هكذا في النسخة المجتبائية، وفي المصرية لفظ "منا" فقط، وفي المكتوبة في المتن:"منَّا حشفًا"، وعلى الحاشية بطريق النسخة:"حشفا"، وفي الكانفورية:"قنا حشفًا"؛ فالظاهر أن لفظ "منا" تصحيف، ولفظ رواية النسائي (2):"وقد علَّق رجل قِنْوَ حَشَف"، وفي ابن ماجه (3):"وقد علق رجل أقناءً أو قِنوًا"، ولفظ: قنا جمع قناة بمعنى الرمح، وليس المراد ها هنا هذا، والمراد ههنا القنو بالكسر والضم، وهو الكباسة، جمعه أقناء وقنيان وقنوان مثلثتين، كذا في "القاموس". ولم أجد (4) في اللغة أن القنا بمعنى القنو أو جمعه.
(فطعن بالعصا في ذلك القنو، وقال: لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها، وقال: إن رب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة) أي يأكل جزاء الحشف.
(1) واستنبط في "الكوكب"(1/ 516) بتعليق القنو في المسجد على إباحة تعليق المراوح في المسجد، انتهى. (ش).
(2)
وذكر الحافظ لفظ النسائي: "قنا حشف". ولفظ الطحاوي: "وأقناء معلقة في المسجد"، وفي شرح الطحاوي عن أبي داود:"وقد علق رجل منا حشفا"، وفي "الدر المنثور" برواية أبي داود وغيره:"أقناء معلقة". (ش).
(3)
"سنن النسائي"(2495)، و"سنن ابن ماجه"(1821).
(4)
موجود في "لسان العرب"(15/ 204). (ش).