الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِى فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ! فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنْ لَمْ تَجِدِى لَهُ شَيْئًا تُعْطِينَهُ إِيَّاهُ إلَّا ظِلْفًا مُحْرَقًا فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ فِى يَدِهِ» . [ت 665، ن 2574، حم 6/ 382، خزيمة 2473، ك 1/ 417، ق 4/ 177]
(33) بَابُ الصَّدَقَةِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ
1668 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِى شُعَيْبٍ الْحَرَّانِىُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَىَّ أُمِّى
===
(يا رسول الله، صلَّى الله عليك، إن المسكين ليقوم على بابي) سائلًا (فما أجد له شيئًا أعطيه إياه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لم تجدي له شيئًا تعطينه إياه إلَّا ظلفًا) قال في "القاموس": الظلف بالكسر للبقرة والشاة والظبي وشبهها بمنزلة القدم لنا، جمعه: ظُلوف وأظلاف، (محرقًا فادفعيه إليه في يده) أي يد المسكين، والمقصود مبالغة في غاية ما يُعطى من القلة، ولم يرد صدور هذا الفعل من المسؤول عنه، فإن الظلف المحرق غير منتفع به إلا إذا كان الوقت زمن القحط.
(33)
(بَابُ الصَّدَقَةِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ)
هل يجوز أو لا؟ والمراد من الصدقة صدقة النفل
1668 -
(حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، أنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير، (عن أسماء) بنت أبي بكر الصديق، وكانت زوجة الزبير (قالت: قدمت عليَّ أمي) حكى الحافظ في "الفتح"(1) في رواية أخرجها ابن سعد، والطيالسي، والحاكم من حديث عبد الله بن الزبير قال: "قدمت قتيلة- بالقاف والمثناة مصغرة-
(1)"فتح الباري"(5/ 233).
رَاغِبَةً فِى عَهْدِ قُرَيْشٍ، وَهِىَ رَاغِمَةٌ مُشْرِكَةٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّى قَدِمَتْ عَلَىَّ،
===
بنت عبد العزى بن سعد على ابنتها أسماءَ بنتِ أبي بكر في الهدنة، الحديث". قال الحافظ: عرف منه تسمية أم أسماء، وأنها أمها حقيقة، وأن من قال: إنها أمها من الرضاعة؛ فقد وهم، قال: ووقع عند الزبير بن بكار أن اسمها قيلة، ورأيته في نسخة مجردة منه بسكون التحتانية، وضبطه ابن ماكولا بسكون المثناة، فعلى هذا من قال: قتيلة، صغرها، قال الزبير: أم أسماء وعبد الله ابن (1) أبي بكر قيلة بنت عبد العزى، وأما قول الداودي: إن اسمها أم بكر، فقد قال ابن التين: لعله كنيتها.
قال الحافظ (2): زادَ الليث عن هشام كما سيأتي في "الأدب""مع ابنها"، وذكر الزبير أن اسم ابنها المذكور الحارث بن مدرك بن عبد عمرو بن مخزوم، ولم أر له ذكرًا في الصحابة فكأنه مات مشركًا، وذكر بعض شيوخنا أنه وقع في بعض النسخ "مع أبيها" بموحدة ثم تحتانية وهو تصحيف. (راغبة) أي في صلتي أو راغبة عن الإِسلام، قال الحافظ: ونقل المستغفري أن بعضهم أوَّله، فقال: وهي راغبة في الإِسلام، فذكرها لذلك في الصحابة، ورده أبو موسى بأنه لم يقع في شيء من الروايات ما يدل على إسلامها (3).
(في عهد قريش) إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمراد به زمان الهدنة والصلح ما بين الحديبية والفتح (وهي راغمة) أي كارهة للإسلام (مشركة) على دين آبائها، وحكى الحافظ (4) في رواية: أنها قدمت بهدايا زبيب وسمن وقرظ. فأبت أسماء أن تقبل هديتها أو تدخلها بيتها، وأرسلت إلى عائشة: سلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لتدخلها (فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي،
(1) في "فتح الباري": "ابني" بالتثنية، وهو الصواب.
(2)
"فتح الباري"(5/ 234).
(3)
قال النووي: الأكثر على أنها ماتت مشركة (4/ 97). (ش).
(4)
"فتح الباري"(5/ 233).