المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة: - إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

[البناء]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات

- ‌بين يدي الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌باب أسماء الأئمة القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم:

- ‌باب الاستعاذة:

- ‌باب الإدغام:

- ‌فصل يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأول في حكم ذال إذ

- ‌الفصل الثاني في حكم دال قد:

- ‌الفصل الثالث في حكم تاء التأنيث:

- ‌الفصل الرابع في حكم لام هل وبل:

- ‌الفصل الخامس: في حكم حروف قربت مخارجها وهي سبعة عشر حرفا

- ‌الفصل السادس: في أحكام النون الساكنة والتنوين

- ‌باب هاء الكناية

- ‌باب المد والقصر:

- ‌باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة:

- ‌باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين:

- ‌باب الهمز المفرد:

- ‌باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها:

- ‌باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره:

- ‌باب وقف حمزة وهشام على الهمز، وموافقة الأعمش لهما:

- ‌باب الفتح والإمالة

- ‌مدخل

- ‌فصل: في إمالة الألف التي هي فعل ماض ثلاثي

- ‌فصل: في إمالة حروف مخصصة غير ما ذكر

- ‌باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف:

- ‌باب مذاهبهم في ترقيق الراآت وتفخيمها

- ‌باب حكم اللامالت تغليظا وترقيقا

- ‌باب الوقف على أواخر الكلم

- ‌باب الوقف على مرسوم الخط:

- ‌باب مذاهبهم في ياآت الإضافة

- ‌باب مذاهبهم في ياآت الزوائد

- ‌مدخل

- ‌سورة الفاتحة مكية

- ‌سورة البقرة:

- ‌سورة آل عمران:

- ‌سورة النساء:

- ‌سورة المائدة:

- ‌سورة الأنعام:

- ‌سورة الأعراف:

- ‌سورة الأنفال:

- ‌سورة التوبة:

- ‌سورة يونس عليه السلام:

- ‌سورة هود مكية

- ‌سورة يوسف عليه السلام:

- ‌سورة الرعد:

- ‌سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام:

- ‌سورة الحجر:

- ‌سورة النحل:

- ‌سورة الإسراء:

- ‌سورة الكهف:

- ‌سورة مريم عليها الصلاة والسلام:

- ‌سورة طه:

- ‌سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

- ‌سورة الحج:

- ‌سورة المؤمنون:

- ‌سورة النور:

- ‌سورة الفرقان:

- ‌سورة الشعراء:

- ‌سورة النمل:

- ‌سور القصص

- ‌سورة العنكبوت:

- ‌سورة الروم:

- ‌سورة لقمان:

- ‌سور السجدة

- ‌سورة الأحزاب:

- ‌سورة سبأ:

- ‌سورة فاطر:

- ‌سورة يس:

- ‌سورة الصافات:

- ‌سورة ص:

- ‌سورة الزمر:

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت:

- ‌سورة الشورى:

- ‌سور الزخرف

- ‌سورة الدخان:

- ‌سورة الجاثية:

- ‌سورة الأحقاف:

- ‌سورة محمد "صلى الله عليه وسلم

- ‌سورة الفتح:

- ‌سورة الحجرات:

- ‌سورة ق:

- ‌سورة الذاريات:

- ‌سورة الطور:

- ‌سورة النجم:

- ‌سورة القمر:

- ‌سورة الرحمن عز وجل:

- ‌سورة الواقعة:

- ‌سورة الحديد:

- ‌سورة المجادلة:

- ‌سورة الحشر:

- ‌سورة الممتحنة:

- ‌سورة الصف:

- ‌سورة الجمعة:

- ‌سورة المنافقين:

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق:

- ‌سورة التحريم:

- ‌سورة الملك:

- ‌سورة ن:

- ‌سورة الحاقة:

- ‌سورة سأل:

- ‌سورة نوح عليه الصلاة والسلام:

- ‌سورة الجن:

- ‌سورة المزمل:

- ‌سورة المدثر:

- ‌سورة القيامة:

- ‌سورة الإنسان:

- ‌سورة المراسلات

- ‌سورة النبأ:

- ‌سورة النازعات:

- ‌سورة عبس:

- ‌سورة التكوير:

- ‌سورة الانفطار:

- ‌سورة المطففين:

- ‌سورة الانشقاق:

- ‌سورة البروج:

- ‌سورة الطارق:

- ‌سورة الأعلى:

- ‌سورة الغاشية:

- ‌سورة الفجر:

- ‌سورة البلد:

- ‌سورة الشمس:

- ‌سورة الليل:

- ‌سورة الضحى:

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة التين:

- ‌سورة العلق:

- ‌سورة القدر:

- ‌سورة لم يكن:

- ‌سورة الزلزلة:

- ‌سورة العاديات:

- ‌سورة القارعة:

- ‌سورة التكاثر:

- ‌سورة العصر:

- ‌سورة الهمزة:

- ‌سورة الفيل:

- ‌سورة قريش:

- ‌سورة أرأيت:

- ‌سورة الكوثر:

- ‌سورة الكافرون:

- ‌سورة النصر:

- ‌سورة تبت:

- ‌سورة الإخلاص:

- ‌سورة الفلق:

- ‌سورة الناس:

- ‌باب التكبير:

- ‌المراجع المعتمدة:

- ‌فهرس المحتويات:

الفصل: ‌باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة:

‌باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة:

وتأتي الأولى منهما للاستفهام ولا تكون إلا مفتوحة، ولغير الاستفهام وتأتي الثانية متحركة وساكنة فالمتحركة همزة قطع، وهمزة وصل، فهمزة القطع بعد همزة الاستفهام تقع مفتوحة ومكسورة ومضمومة.

فالمفتوحة على ضربين: ضرب اتفق القراء العشرة على قراءته بالاستفهام، وضرب اختلفوا فيه فالمتفق عليه بعده ساكن صحيح، وحرف مد، ومتحرك.

أما الذي بعده ساكن صحيح فوقع في عشر كلم في ثمانية عشر موضعا، وهي "أأنذرتهم" [البقرة الآية: 6] و [يس الآية: 10] و"أأنتم "[البقرة الآية: 140] و [الفرقان الآية: 17] وأربعة بـ[الواقعة الآية: 59، 64، 69،72] وموضع [بالنازعات الآية: 27] و"أأسلمتم"[آل عمران الآية: 20] و"أأقررتم"[آل عمران الآية: 81] بها و"أأنت"[المائدة الآية: 116] و [الأنبياء الآية: 62] و"أأرباب"[يوسف الآية: 39] و"أأسجد"[الإسراء الآية: 61] و"أأشكر"[النمل الآية: 40] و"أأتخذ"[بيس الآية: 23] و"أأشفقتم"[المجادلة الآية: 13] فقرأ قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر بتسهيل الثانية منهما بين الهمزة والألف، مع إدخال ألف بينهما، وافقهم اليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير إدخال ألف، وهو للأزرق عن ورش عند صاحب العنوان والطرسوسي والأهوازي وغيرهم والأكثرون على إبدالها له ألفا خالصة مع المد المشبع للساكنين، وإنكار الزمخشري لهذا الوجه رده أبو حيان وغيره ووافق ابن محيصن الأصبهاني إلا في "أأنذرتهم" معا فقرأه بهمزة واحدة وقرأ هشام من مشهور طرق الداجواني بالتحقيق من غير ألف، وبه قرأ الباقون وهم: ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح وافقهم الحسن والأعمش، واستثنى الصوري من جميع طرقه عن ابن ذكوان "أأسجد" بالإسراء فسهل الثانية منهما وقرأ هشام من طريق الجمال بالتحقيق، وإدخال ألف فتحصل لهشام ثلاثة أوجه: التسهيل مع الإدخال من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني، والتحقيق مع الإدخال من طريق الجمال عن الحلواني، والتحقيق من غير إدخال من مشهور طرق الداجواني وبقي وجه رابع ممتنع من الطريقين وهو التسهيل بلا ألف، لكن صح هذا الوجه لهشام من طريق الداجواني في "أأعجمي" [فصلت الآية: 44] و"ءان كان"[نون الآية: 14] و"ءأذهبتم"[الأحقاف الآية: 20] فقط كما يأتي قريبا إن شاء الله تعالى، وتقدم لهشام قصر المنفصل ومده عن الحلواني وكذا عن الداجواني عن ابن مهران، وصاحب الوجيز فتحصل لهشام ستة أوجه إذا جمع هذا الهمز مع المنفصل في نحو:{أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ} [الواقعة الآية: 72] جمعها النويري في بيت فقال:

وسهل كأنتم بفصل وحققن

معا لهشام كلها أمدده وأفصرن

قوله: معا متعلق بحقق فقط أي: حقق بالفصل وعدمه معا وقوله: كلها أي: كل هذه الثلاثة مع مد المنفصل وقصره، وبقي حرف واحد يلتحق بهذا الباب "أَإِنْ ذُكِّرْتُم"

ص: 64

[يس الآية: 19] قرأه أبو جعفر بفتح الهمزة الثانية وتسهيلها مع الإدخال وخرج بهمز القطع نحو: "آلذكرين، الآن"[الأنعام الآية: 143، 144] و [يونس الآية: 51، 91] .

وأما: الذي بعده حرف مد ففي موضع واحد وهو "أآلهتنا"[الزخرف الآية: 58] فقرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيل الثانية، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن ولم يبدلها أحد عن الأزرق، بل اتفق أصحابه على تسهيلها بين بين، لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر باجتماع الألفين وحذف إحداهما والباقون بتحقيقها، وهم: عاصم وحمزة الكسائي، وكذا خلف وروح وافقهم الأعمش واتفقوا على عدم الفصل بينهما بألف كراهة توالي أربع متشابهات وبيان ذلك أن "آلهة" جمع "إله""كعماد" و"أعمدة" والأصل "أألهة" بهمزتين الأولى زائدة والثانية فاء الكلمة وقعت ساكنة بعد مفتوحة قلبت ألفا "كآدم" ثم دخلت همزة الاستفهام على الكلمة فالتقى همزتان في اللفظ الأولى للاستفهام والثانية همزة أفعله، فعاصم ومن معه أبقوهما على حالهما وغيرهم خفف الثانية بالتسهيل بين بين، فلو فصلوا بينهما بألف لصارت رابعة وهم يكرهون توالي أربع متشابهات كما تقدم، ولم يقرأ أحد هذا الحرف بهمزة واحدة على لفظ الخبر فيما وصل إلينا، وأما ما جاء عن ورش من رواية الأذفوي من إبدالها فضعيف قياسا، ورواية مصادم لأصوله كما في النشر فلا يعول عليه.

وأما: الذي بعده متحرك فحرفان "ءألد"[هود الآية: 58] و"أأمنتم"[الملك الآية: 16] والقراء فيهما على أصولهم المتقدمة في نحو: "ءأنذرتهم" لكن لا يجوز المد للأزرق حالة الإبدال على الألف المبدلة لعدم السبب، وهو السكون فالمد فيها بقدر ألف فقط، وهو الأصلي ولا يجوز أيضا أن يجعل من باب "آمن" لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على الشرط، وخالف قنبل أصله في حرف الملك فأبدل الهمزة الأولى واوا من غير خلف وسهل الثانية من طريق ابن مجاهد من غير ألف، وحققها من طريق ابن شنبوذ، وهذا في الوصل فإن ابتدأ حقق الأولى وسهل الثانية على أصله.

وأما: الضرب المختلف فيه بين الاستفهام والخبر ولا يكون بعده إلا ساكن، ويكون صحيحا، وحرف مد فالساكن الصحيح وقع في "ءأنذرتهم" معا و"ءان يؤتي" بآل عمران و"ءأعجمي" المرفوع بفصلت و {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} بالأحقاف و"ءان كان" بنون1.

فأما "ءأنذرتهم" معا2 فعن ابن محيصن بهمزة واحدة والجمهور بهمزتين.

1 هذه الآيات هي نفسها التي تم تخريجها أعلاه فليعلم. [أ] .

2 قوله معا أي: في الموضعين بآل عمران. [أ] .

ص: 65

وأما: "ءان يؤتي" فقرأه ابن كثير بهمزتين على الاستفهام الإنكار أي: مع تسهيل الثانية بلا فصل بينهما وافقه ابن محيصين والأعمش والباقون بهمزة واحدة على الخبر.

وأما "ءاعجمي" المرفوع1 فقرأه قنبل من رواية ابن مجاهد من طريق صالح بن محمد وغيره، وهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني، وكذا رويس من طريق أبي الطيب بهمزة واحدة وهو طريق صاحب التجريد عن الجمال عن الحلواني ورواه صاحب المبهج عن الداجوني عن أصحابه عن هشام، وافقهم الحسن، وقرأ قالون وأبو عمرو وابن ذكوان وكذا أبو جعفر بهمزتين على الاستفهام وتسهيل الثانية مع إدخال الألف، لكن اختلف عن ابن ذكوان في الإدخال فنص له جمهور المغاربة وبعض العراقيين على الفصل ورده الداني ونص له على ترك الفصل غير واحد.

قال ابن الجزري: وقرأت له بكل من الوجهين، وأشار إليهما في طيبته بقوله: ءأعجمي خلف مليا، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني والأزرق في أحد وجهيه والبزي وحفص بتسهيل الثانية مع عدم الإدخال، وبه قرأ قنبل في وجهه الثاني، وكذا رويس في ثانيه أيضا، وافقهم ابن محيصن، والثاني للأزرق إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين وقرأ هشام من طريق الداجوني إلا من طريق المبهج بالتسهيل والقصر، وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح بالتحقيق مع القصر، وقرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني إلا من طريق التجريد بالتسهيل والمد، وخرج بقيد فصلت:"ءأعجمي"[النحل الآية: 103]، [وفصلت الآية: 44] وبالمرفوع منصوب، وتحصل لهشام ثلاثة أوجه: القراءة بهمزة واحدة على الخبر وبهمزتين محققة فمسهلة مع القصر والمد.

وأما {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} فقرأه بهمزة واحدة على الخبر نافع، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة والكسائي، وكذا خلف وافقهم ابن محيصن بخلف عنه، واليزيدي والأعمش، وقرأ ابن كثير والداجوني عن هشام من طريق النهرواني، وكذا رويس بهمزتين على الاستفهام وتسهيل الثانية مع القصر، وافقهم ابن محيصن في ثانيه، وقرأ هشام من طريق المفسر والجمال بالتحقيق والمد، وقرأ ابن ذكوان وكذا روح بالاستفهام والتحقيق مع القصر وافقهما ابن محيصن في ثالثه، وقرأ هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني وكذا أبو جعفر بالمد والتسهيل، فصار لهشام ثلاثة أوجه: تسهيل الثانية مع القصر والمد وتحقيقهما مع المد وعن الحسن إبدال الثانية ألفا مع المد للساكنين.

وأما {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} فقرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص والكسائي وكذا خلف بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر، على إنها أن المصدرية في موضع المفعول.

1 انظر الصفحة السابقة. [أ] .

ص: 66

مجرورة بلام مقدرة متعلقة بفعل النهي أي: "وَلا تُطِع" من هذه صفاته؛ لأن كان متمولا وافقهم ابن محيصن، واليزيدي والمطوعي، وقرأ هشام من طريق الحلواني وابن ذكوان من طرق أكثر المغاربة، وكذا أبو العلاء عن الصوري عنه، وكذا أبو جعفر بهمزتين محققة فمسهلة مع المد، وقرأ هشام من طريق المفسر بالتحقيق والمد منفردا به، ولذا أسقطه من الطيبة وقرأ هشام من طرق الداجوني إلا المفسر وابن ذكوان من باقي طرقه، وكذا رويس وجها واحدا بتسهيل الثانية مع القصر، والباقون وهم أبو بكر وحمزة وكذا روح بتحقيقهما مع القصر، وافقهم الشنبوذي عن الأعمش، وعن الحسن إبدال الثانية ألفا مع المد للساكنين.

وأما: إن كان الساكن حرف مد من المختلف فيه فوقع في كلمة واحدة في ثلاثة مواضع وهي: "ءآمنتم"[الأعراف الآية: 123][وطه الآية: 71] و [الشعراء الآية: 49] فقرأ قالون وورش من طريق الأزرق والبزي وأبو عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد، وكذا أبو جعفر بهمزة محققة وأخرى مسهلة، ثم ألف بعدها وافقهم اليزيدي، ولم يدخل أحد بين الهمزتين في هذه الكلمة ألفا لما تقدم في "ءآلهتنا" وكذلك لم يبدل الثانية ألفا أحد عن الأزرق كما في "ءآلهتنا" أيضا وقول الجعبري وورش على بدله بهمزة محققة وألف بدل الثانية وأخرى عن الثالثة ثم تحذف إحداهما للساكنين إلى آخر ما قاله تعقبه في النشر، ونقله عنه في الأصل مقرا له على عادته، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وحفص وكذا رويس بهمزة واحدة محققة بعدها ألف في الثلاثة، وافقهم ابن محيصن، وقرأ قنبل حرف الأعراف بإبدال الهمزة الأولى واوا خالصة مفتوحة حالة الوصل كما فعل في "النشور، ءأمنتم"[الملك الآية: 16] وحققها في الابتداء واختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد وحققها ابن شنبوذ "وقرأ"[طه الآية: 71] بهمزة واحدة على الخبر من طريق ابن مجاهد وبهمزتين محققة فمسهلة من طريق ابن شنبوذ "وقرأ"[الشعراء الآية: 49] بهمزة محققة وأخرى مسهلة وألف بعدها، والباقون وهم هشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بهمزتين محققتين وألف بعدهما، وافقهم الحسن والأعمش واتفقوا على إبدال الهمزة الثالثة ألفا في الثلاثة.

الضرب الثاني من أقسام همزة القطع: الهمزة المكسورة ويأتي أيضا متفقا عليه بالاستفهام ومختلفا فيه فالمتفق عليه سبعة كلم في ثلاثة عشر موضعا "أئنكم"[الأنعام الآية: 19] و [النمل الآية: 55] و [فصلت الآية: 9]"أئن لنا"[الشعراء الآية: 41]"ءأله"[النمل الآية: 60،64] خمسة "ائنا لتاركوا، ائنك لمن، ائفكا"[الصافات الآية: 36، 52، 86]"أئذا متنا"[ق الآية: 3] فقرأها قالون وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين الهمزة والياء والفصل بينهما بألف، وافقهم اليزيدي، وقرأ ورش وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل كذلك، لكن من غير فصل بألف، وافقهم ابن محيصن وقرأ ابن

ص: 67

ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بالتحقيق بلا فصل، وبه قرأ الداجوني عن هشام في الباب كله عند جمهور العراقيين وغيرهم وهو الصحيح من طريق زيد عنه، وفي المبهج من طريق الجمال عن الحلواني وافقهم الحسن والأعمش الأحرف ق "أئذا" عن الأعمش فبهمزة واحدة، وقرأ هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني ومن طريق الجمال عن الحلواني في التجريد عنه بالتحقيق والمد في الجميع وهو المشهور عن الحلواني عند جمهور العراقيين، وطريق الشذائي عن الداجوني وأحد وجهي الشاطبية، واختلف عن هشام في "أئنكم لتكفرون" بفصلت فجمهور المغاربة على التسهيل وجها واحدا مع الفصل بالألف وجمهور العراقيين عنه على التحقيق مع الإدخال وعدمه، كما تقدم والوجهان في الشاطبية كجامع البيان وخص جماعة الفصل بالألف عن هشام من طريق الحلواني في سبعة مواضع، بلا خلاف وهي "أئن لنا" بالشعراء "أئنك، أئفكا" بالصافات "أئنكم" بفصلت وهذه الأربعة مما تقدم و"أئنكم، وأئن لنا" بالأعراف و"أئذا ما مت"[مريم الآية: 66] وتركوا الفصل في غيرها وهو مذهب أبي الحسن وابن غلبون وابن شريح ومكي وابن بليمة وغيرهم، وكذا اختلف عن رويس في "أئنكم لتشهدون " بالأنعام فحققه من طريق أبي الطيب خلافا لأصله وأجرى له الوجهين التسهيل والحقيق صاحب الغاية وهو بالقصر على أصله1.

تنبيه: "أئن ذكرتم"[يس الآية: 19] أجمعوا على قراءته بالاستفهام، وتقدم فتح همزته الثانية لأبي جعفر، فهو عنده كـ"أنذرتم" والباقون يكسرونها، فهو عندهم من هذا القسم.

والمختلف فيه: من المكسورة بين الاستفهام والخبر نوعان مفرد، ومكرر.

فالمفرد: في خمسة مواضع "أئنكم لتأتون الرجال، أئن لنا لأجرا" كلاهما [بالأعراف الآية: 81، 113]"أئنك لأنت يوسف"[يوسف الآية: 90]"أئذا ما مت"[بمريم الآية: 66]"أئنا لمغرمون"[الواقعة الآية: 66] .

فأما الأول: "أئنكم لتأتون الرجال" فقرأه نافع وحفص وكذا أبو جعفر به بهمزة واحدة على الخبر، والباقون بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم المتقدمة تحقيقا وتسهيلا وفصلا.

وأما الثاني: "أئن لنا لأجرا" فقرأه نافع وابن كثير وحفص وكذا أبو جعفر بهمزة واحدة وافقهم ابن محيصن والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم، كذلك وهما من السبعة التي خصها بعضهم بالمد عن الحلواني عن هشام.

وأما الثالث "أئنك لأنت يوسف" فقرأه ابن كثير وكذا أبو جعفر بهمزة واحدة

1 صاحب الغاية هو العلامة ابن مهران النشر: "1/ 89". [أ] .

ص: 68

على الخبر وافقهما ابن محيصن والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم.

وأما الرابع: "أئذا ما مت" بمريم فقرأه ابن ذكوان من طريق الصوري بهمزة واحدة على الخبر أو حذف منه أداة الاستفهام للعلم بها، وهو الذي عليه جمهور العراقيين من الطريقين، وابن الأخرم عن الأخفش وافقه الشنبوذي عن الأعمش، والباقون بهمزتين على الاستفهام وهم على أصولهم وبه قرأ النقاش وغيره عن ابن ذكوان والوجهان له في الشاطبية وغيرها.

وأما الخامس: "ائنا لمغرمون" فقرأه أبو بكر بالاستفهام والتحقيق مع القصر والباقون بالخبر.

النوع الثاني: الذي تكرر فيه الاستفهام، ووقع في أحد عشر موضعا في تسع سور في الرعد "أءذا كنا ترابا أءنا" [الرعد الآية: 5] موضعان {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا} [الإسراء الآية: 49، 98]، {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [المؤمنون الآية: 82] ، "أءذا كنا ترابا أءنا لمخرجون" [النمل الآية: 67] "أءنكم لتأتون الفاحشة"{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} [العنكبوت الآية: 28،29]، "إءذا ضللنا في الأرض أءنا" [السجدة الآية: 10] موضعان {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} ، {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} [الصافات الآية: 16، 53] ، {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [الواقعة الآية: 47] ، {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ، أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا} [النازعات الآية: 10] .

فأما: موضع الرعد وموضعا سبحان وموضع المؤمنون والسجدة وثاني الصافات فقرأها نافع والكسائي وكذا يعقوب بالاستفهام في الأول وبالإخبار في الثاني، وقرأها ابن عامر وكذا أبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما.

وأما: موضع النمل فقرأه نافع وكذا أبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، وقرأه ابن عامر والكسائي بالاستفهام في الأول وبالإخبار في الثاني، وبزيادة نون في "أئنا لمخرجون" والباقون بالاستفهام فيهما.

وأما: موضع العنكبوت فقرأه نافع وابن كثير وابن عامر وحفص، وكذا أبو جعفر ويعقوب بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني وافقهم ابن محيصن والباقون بالاستفهام فيهما، فلا خلاف عنهم في الاستفهام في الثاني منها.

وأما: الموضع الأول من الصافات فقرأه نافع والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني، وقرأه ابن عامر بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني والباقون بالاستفهام فيهما.

وأما: موضع الواقعة فقرأه: نافع والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب بالاستفهام

ص: 69

في الأول والإخبار في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما فلا خلاف عنهم في الاستفهام في الأول كما تقدم في ثاني العنكبوت.

وأما: موضع النازعات فقرأه نافع وابن عامر والكسائي وكذا يعقوب بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني، وقرأ أبو جعفر وحده بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما وكل من استفهم فهو على قاعدته المقررة في ائنكم تحقيقا وتسهيلا وفصلا، إلا أن الجمهور عن هشام على الفصل كما قطع به في الشاطبية، كأصلها وفاقا لسائر المغاربة وأكثر المشارقة، وأجرى الخلاف فيه كغيره من المتفق عليه من هذا الضرب سبط الخياط والهذلي والصفراوي وغيرهم، وهو القياس كما في النشر.

الضرب الثالث: الهمزة المضمومة ولا تكون إلا بعد همزة الاستفهام وجاءت في ثلاثة مواضع متفق عليها وواحد مختلف فيه فالثلاث المتفق عليها {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ} [آل عمران الآية: 15]، {أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} [ص الآية: 8] ، {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ} [القمر الآية: 25] فقرأ قالون وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما وافقهم اليزيدي لكن اختلف في الفصل بالألف عن قالون وأبي عمرو فالفصل لقالون طريق أبي نشيط والحلواني في جامع البيان من قراءته على أبي الحسن، وعن أبي نشيط من قراءته على أبي الفتح وعليه الجمهور من الطريقين، وروى عنه القصر من الطريقين ابن الفحام، وهو في الجامع للحلواني وأما أبو عمرو فروى عنه الإدخال في الجامع وكذا غيره، وروى عنه القصر جمهور العراقيين والمغاربة ولم يذكر في التيسير غيره، والوجهان في الشاطبية وغيرها وقرأ ورش وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير فصل، وافقهم ابن محيصن والباقون بالتحقيق بلا فصل واختلف عن هشام في التسهيل والتحقيق والفصل وعدمه، ووقع الخلاف عنه بالنسبة للسور الثلاث على ثلاثة أوجه: الأول التحقيق مع القصر في الثلاثة كابن ذكوان وعليه الجمهور من طرق الداجواني، الثاني التحقيق مع المد فيها وهو في التجريد من طريق الجمال عن الحلواني، وأحد وجهي التيسير وبه قرأ مؤلفه على فارس يعني من طريق ابن عبدان عن الحلواني، الثالث التحقيق والقصر في آل عمران والتسهيل والمد في ص والقمر وهو الثاني في التيسير، وعليه جمهور المغاربة والثلاثة في الشاطبية كالطيبة.

والموضع المختلف فيه من المضمومة "أأشهدوا خلقهم"[الزخرف الآية: 19] فقط فقرأه نافع وكذا أبو جعفر بهمزتين مفتوحة فمضمومة مسهلة بين بين، وفصل بالألف أبو جعفر، واختلف عن قالون في المد، والوجهان عن أبي نشيط في الشاطبية كأصلها وعلى المد من الطريقين ابن مهران، وبه قطع أبو العز وابن سوار للحلواني من غير طريق الحمامي وقطع له أي: لقالون بالقصر أكثر المؤلفين كقراءة ورش من طريقيه.

وأما همزة الوصل: الواقعة بعد همزة الاستفهام فتأتي على قسمين: مفتوحة،

ص: 70

ومكسورة، فالمفتوحة ضربان: ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام، وضرب اختلفوا فيه.

فالمتفق عليه ثلاث كلمات في ستة مواضع "آلذكرين" موضعي [الأنعام الآية: 143، 144]"الآن" معا [يونس الآية: 51، 91]"آلله أذن لكم بها"[يونس الآية: 59]"الله خير"[النمل الآية: 59] فاتفقوا على إثباتها وتسهيلها لكنهم اختلفوا في كيفية التسهيل، فذهب كثير إلى إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين، وجعلوه لازما ومنهم من رآه جائزا وهو في التبصرة والهادي والكافي وغيرها وعليه جملة المغاربة والمشارقة، وأرجح الوجهين في الحرز وهو المشهور في الأداء القوي عند أهل التصريف كما قاله الجعبري1، ووجه البدل بأن حذفها يؤدي إلى التباس الاستفهام بالخبر وتحقيقها يؤدي إلى إثبات همزة الوصل وصلا، وهو لحن والتسهيل فيه شيء من لفظ المحققة فتعين البدل، وكان ألفا؛ لأنها مفتوحة ا. هـ. وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين قياسا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح، إذا وليها همزة الاستفهام وهو مذهب صاحب العنوان وغيره، الوجهان في الحرز وأصله ولم يفصلوا بينهما بألف لضعفها عن همزة القطع.

والضرب المختلف فيه: وقع في حرف واحد وهو "به السحر"[يونس الآية: 81] فقرأه أبو عمرو، وكذا أبو جعفر بالاستفهام فيجوز لكل منهما وجهان: البدل والتسهيل بلا فصل كما ذكر وافقهما اليزيدي، والشنبوذي عن الأعمش، والباقون بهمزة وصل على الخبر فتسقط وصلا وتحذف ياء الصلة قبلها للساكنين.

وأما: همزة الوصل المكسورة بعد همزة الاستفهام نحو: "أفترى على الله، أستغفرت لهم، أصطفى، أتخذناهم سخريا" فاتفقوا على حذفها لعدم اللبس، ويؤتى بهمزة الاستفهام وحدها على خلاف بين القراء في بعضها يأتي في محله إن شاء الله تعالى، وهنا انتهى الكلام على الهمزتين اللتين أولهما للاستفهام.

فإن كانت الأولى: لغير استفهام فإن الثانية تكون متحركة، وساكنة فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر وهي في كلمة في خمسة مواضع وهي "أئمة" [التوبة الآية: 12] [والأنبياء الآية: 73][وموضعي القصص الآية: 5، 41] و [موضع السجدة الآية: 24] ، فقرأها قالون وورش من طريق الأزرق وابن كثير وأبو عمرو وكذا رويس بالتسهيل والقصر، وافقهم ابن محيصن واليزيدي وقرأ ورش من طريق الأصبهاني بالتسهيل كذلك، والمد في ثاني القصص وفي السجدة كما نص عليه الأصبهاني في كتابه وهو المأخوذ به من جميع طرقه، وفي الثلاثة الباقية بالقصر كالأزرق، وقرأ أبو جعفر بالتسهيل مع الفصل في الخمسة بلا خلف، واختلف عنهم في كيفية التسهيل فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنه بين.

1 الإمام الجعبري صاحب كتاب شرح الشاطبية. النشر: "1/ 64". [أ] .

ص: 71