المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الهمز المفرد: - إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

[البناء]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات

- ‌بين يدي الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌باب أسماء الأئمة القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم:

- ‌باب الاستعاذة:

- ‌باب الإدغام:

- ‌فصل يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأول في حكم ذال إذ

- ‌الفصل الثاني في حكم دال قد:

- ‌الفصل الثالث في حكم تاء التأنيث:

- ‌الفصل الرابع في حكم لام هل وبل:

- ‌الفصل الخامس: في حكم حروف قربت مخارجها وهي سبعة عشر حرفا

- ‌الفصل السادس: في أحكام النون الساكنة والتنوين

- ‌باب هاء الكناية

- ‌باب المد والقصر:

- ‌باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة:

- ‌باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين:

- ‌باب الهمز المفرد:

- ‌باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها:

- ‌باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره:

- ‌باب وقف حمزة وهشام على الهمز، وموافقة الأعمش لهما:

- ‌باب الفتح والإمالة

- ‌مدخل

- ‌فصل: في إمالة الألف التي هي فعل ماض ثلاثي

- ‌فصل: في إمالة حروف مخصصة غير ما ذكر

- ‌باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف:

- ‌باب مذاهبهم في ترقيق الراآت وتفخيمها

- ‌باب حكم اللامالت تغليظا وترقيقا

- ‌باب الوقف على أواخر الكلم

- ‌باب الوقف على مرسوم الخط:

- ‌باب مذاهبهم في ياآت الإضافة

- ‌باب مذاهبهم في ياآت الزوائد

- ‌مدخل

- ‌سورة الفاتحة مكية

- ‌سورة البقرة:

- ‌سورة آل عمران:

- ‌سورة النساء:

- ‌سورة المائدة:

- ‌سورة الأنعام:

- ‌سورة الأعراف:

- ‌سورة الأنفال:

- ‌سورة التوبة:

- ‌سورة يونس عليه السلام:

- ‌سورة هود مكية

- ‌سورة يوسف عليه السلام:

- ‌سورة الرعد:

- ‌سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام:

- ‌سورة الحجر:

- ‌سورة النحل:

- ‌سورة الإسراء:

- ‌سورة الكهف:

- ‌سورة مريم عليها الصلاة والسلام:

- ‌سورة طه:

- ‌سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

- ‌سورة الحج:

- ‌سورة المؤمنون:

- ‌سورة النور:

- ‌سورة الفرقان:

- ‌سورة الشعراء:

- ‌سورة النمل:

- ‌سور القصص

- ‌سورة العنكبوت:

- ‌سورة الروم:

- ‌سورة لقمان:

- ‌سور السجدة

- ‌سورة الأحزاب:

- ‌سورة سبأ:

- ‌سورة فاطر:

- ‌سورة يس:

- ‌سورة الصافات:

- ‌سورة ص:

- ‌سورة الزمر:

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت:

- ‌سورة الشورى:

- ‌سور الزخرف

- ‌سورة الدخان:

- ‌سورة الجاثية:

- ‌سورة الأحقاف:

- ‌سورة محمد "صلى الله عليه وسلم

- ‌سورة الفتح:

- ‌سورة الحجرات:

- ‌سورة ق:

- ‌سورة الذاريات:

- ‌سورة الطور:

- ‌سورة النجم:

- ‌سورة القمر:

- ‌سورة الرحمن عز وجل:

- ‌سورة الواقعة:

- ‌سورة الحديد:

- ‌سورة المجادلة:

- ‌سورة الحشر:

- ‌سورة الممتحنة:

- ‌سورة الصف:

- ‌سورة الجمعة:

- ‌سورة المنافقين:

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق:

- ‌سورة التحريم:

- ‌سورة الملك:

- ‌سورة ن:

- ‌سورة الحاقة:

- ‌سورة سأل:

- ‌سورة نوح عليه الصلاة والسلام:

- ‌سورة الجن:

- ‌سورة المزمل:

- ‌سورة المدثر:

- ‌سورة القيامة:

- ‌سورة الإنسان:

- ‌سورة المراسلات

- ‌سورة النبأ:

- ‌سورة النازعات:

- ‌سورة عبس:

- ‌سورة التكوير:

- ‌سورة الانفطار:

- ‌سورة المطففين:

- ‌سورة الانشقاق:

- ‌سورة البروج:

- ‌سورة الطارق:

- ‌سورة الأعلى:

- ‌سورة الغاشية:

- ‌سورة الفجر:

- ‌سورة البلد:

- ‌سورة الشمس:

- ‌سورة الليل:

- ‌سورة الضحى:

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة التين:

- ‌سورة العلق:

- ‌سورة القدر:

- ‌سورة لم يكن:

- ‌سورة الزلزلة:

- ‌سورة العاديات:

- ‌سورة القارعة:

- ‌سورة التكاثر:

- ‌سورة العصر:

- ‌سورة الهمزة:

- ‌سورة الفيل:

- ‌سورة قريش:

- ‌سورة أرأيت:

- ‌سورة الكوثر:

- ‌سورة الكافرون:

- ‌سورة النصر:

- ‌سورة تبت:

- ‌سورة الإخلاص:

- ‌سورة الفلق:

- ‌سورة الناس:

- ‌باب التكبير:

- ‌المراجع المعتمدة:

- ‌فهرس المحتويات:

الفصل: ‌باب الهمز المفرد:

وحركة ما قبلها قال الداني: وهو مذهب أكثر أهل الأداء، وقال جمهور المتأخرين: تسهل بين الهمزة والياء فدبروها بحركتها فقط، وهذا هو الوجه في القياس والأول آثر في النقل كما في النشر عن الداني، وأما من سهلها كالواو فدبرها بحركة ما قبلها على رأي الأخفش فتعقبه في النشر بعدم صحته نقلا، وعدم إمكانه لفظا، فإنه لا يتمكن منه إلا بعد تحويل كسرة الهمزة ضمة أو تكلف إشمامها الضم، وكلاهما لا يجوز لا يصح، وإن ابن شريح أبعد وأغرب حيث حكاه في كافيه، ولم يصب من وافقه وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيقهما في الأقسام الخمسة على الأصل، وافقهم الحسن والأعمش والله أعلم1.

1 للمزيد انظر النشر: "1/ 370". [أ] .

ص: 75

‌باب الهمز المفرد:

وهو الذي لم يلاصق مثله وهو ثلاثة أنواع: ما يبدل وما ينقل وما يسكت على الساكن قبله، فالأول وهو المبوب له ينقسم إلى: ساكن ومتحرك، ويقع فاء وعينا ولاما.

القسم الأول: الساكن ويأتي بعد ضم نحو: "يؤمنون، يؤتي، رؤيا، مؤتفكة، لؤلؤ، تسؤكم يقول، إئذن لي" وبعد كسر نحو: "بئس، وجئت، وشئت، ورئيا، وهيء، والذي اؤتمن" وبعد فتح نحو: "فأتوهن، فأذنوا، وأمر، مأوى، اقرأ، إن يشأ، الهدى ائتنا" فقرأ ورش من طريق الأصبهاني جميع ذلك بإبدال الهمزة في الحالين حرف مد من جنس سابقها في الأسماء والأفعال، فبعد الضم واوا وبعد الكسر ياء وبعد الفتح ألفا فدبرها بحركة ما قبلها1، واستثنى من ذلك خمسة أسماء وهي:"البأس، والبأساء، واللؤلؤ" حيث وقع "ورئيا" بمريم و"الكأس، والرأس" حيث وقعا وخمسة أفعال "جئت" وما جاء منه نحو: "جئناهم، جئتمونا" و"نبئ" وما جاء منه نحو "أنبئهم، ونبئهم، نبأتكما، أم لم ينبأ" وقرأت حيث جاء نحو: "قرأنا، واقرأ، ويهيئ، وتؤوى، وتؤويه" وأما من طريق الأزرق فخص الإبدال بالهمز الواقعة فاء من الفعل فقط2 نحو: "يؤمنون، يألمون، ولقاءنا ائت" واستثنى من ذلك ما جاء من باب الإيواء3 نحو: "المأوى، وفأووا، وتؤوي، وتؤويه"4 ولم يبدل مما وقع عينا من الفعل إلا "بئس" كيف أتى و"البئر" و"الذئب" وحقق ما عدا ذلك، وقرأ أبو عمرو من روايتيه جميعا ووافقه اليزيدي بخلاف عنهما بإبدال جميع ما تقدم إلا ما سكن للجزم أو البناء، وما إبداله أثقل أو يلتبس بمعنى آخر أو لغة أخرى.

1 أي: لتعذر تسهيلها وإخلال حذفها ولما يترتب على تدبيرها بحركة ما بعدها من اختلاف الأبنية.

2 أي: لأنها تجري مجرى المبتدأة فألحقها بأصلها من النقل.

3 أي: لأن التخفيف إذا أدى إلى التثقيل لزم الأصل وهو محقق في تؤوي للواوين والضمة والكسرة.

4 هذه الكلمات حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ] .

ص: 75

فأما الأول وهو الجزم: فوقع في ستة ألفاظ الأولى "ننسأها"[البقرة الآية: 106] خوف اللبس فإنها بالهمز من التأخير وبتركه من النسيان الثانية "تسؤ" في ثلاثة مواضع "تسؤهم"[آل عمران الآية: 120] و [التوبة الآية: 50] و"تسؤكم"[المائدة الآية: 101] الثالثة "يشأ" بالياء في عشرة مواضع "إن يشأ يذهبكم"[النساء الآية: 133] و [الأنعام الآية: 133] و [إبراهيم الآية: 19] و [فاطر الآية: 16]"مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأ"[الأنعام الآية: 39]"إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأ"[الإسراء الآية: 54]"فإن يشأ الله يختم، إن يشأ يسكن الريح"[الشورى الآية: 24] الرابعة "نشأ" بالنون في ثلاثة مواضع "إِنْ نَشَأْ نُنَزِّل"[الشعراء الآية: 4]"إِنْ نَشَأْ نَخْسِفُ"[سبأ الآية: 9]"وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ"[يس الآية: 43] الخامسة "وَيُهَيِّئْ لَكُم"[الكهف الآية: 16] السادسة "أَمْ لَمْ يُنَبَّأ"[النجم الآية: 36] .

وأما: الثاني وهو ما سكن للبناء فوقع في إحدى عشرة كلمة وهي "أنبئهم" بالبقرة و"نبئنا" بيوسف "نبئ عبادي، ونبئهم عن" بالحجر "نبئهم أن" بالقمر "أرجئه" بالأعراف، والشعراء "وهيئ لنا" بالكهف "اقرأ كتابك" بالإسراء "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك، اقرأ وربك" بالعلق.

وأما: الثالث وهو النقل ففي كلمة في موضعين "َتُؤْوِي إِلَيْكَ "[الأحزاب الآية: 51] و"تؤويه "[المعارج الآية: 13] لأن إبداله أثقل من تحقيقه لاجتماع الواوين حالة البدل.

وأما: الرابع وهو الالتباس ففي موضع واحد هو "رئيا"[مريم الآية: 74] لأن المهموز لما يرى من حسن المنظر والمشدد مصدر روى الماء: امتلأ.

وأما الخامس وهو الخروج من لغة إلى أخرى ففي كلمة في موضعين "مؤصدة"[البلد الآية: 20] و [الهمزة الآية: 8] لأن آصدت كآمنت بمعنى أطبقت مهموز الفاء، وأوصدت كأوقيت معتلها ومؤصدة عند أبي عمرو من المهموز فحقق لينص على مذهبه مع الأثر واستثنوا أيضا بارئكم موضعي البقرة حالة قراءته بالسكون محافظة على ذات حرف الإعراب وانفرد أبو الحسن بن غلبون وتبعه في التيسير بإبدالها، وحكاه عنه الشاطبي قال في النشر: وذلك غير مرض؛ لأن إسكان الهمزة عارض فلا يعتد به.

وقرأ: أبو جعفر جميع هذا الضرب بالإبدال، ولم يستثن من ذلك كله إلا كلمتين "أنبئهم" بالبقرة و"ونبئهم" بالحجر واختلف عنه في "نبئنا" بيوسف وأطلق الخلاف عنه من الروايتين ابن مهران، واتفق الرواة عنه على قلب الواو المبدلة من همز رؤيا والرؤيا وما جاء منه ياء، وإدغامها في الياء التي بعدها وإذا أبدل "تؤوي، وتؤويه" جمع بين الواوين مظهرا.

تنبيه: إذا لقيت الهمزة الساكنة ساكنا، فحركت لأجله كقوله تعالى: {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ

ص: 76

يُضْلِلْهُ} بالأنعام "فَإِنْ يَشَأِ اللَّه" بالشورى حققت عند من أبدالها في نظيره قبل متحرك، وهو الأصبهاني عن ورش وأبو جعفر، فإن فصلت من ذلك الساكن بالوقف أبدلت لسكونها. نقله في النشر عن نص الداني في جامعه، وإذا سكنت المتحركة للوقف نحو:"نشأ، ويستهزئ، ولكل أمرئ" فهي محققة اتفاقا عند من يبدل الساكن كالأصبهاني وأبي جعفر أما حمزة فعلى أصله في الوقف.

وههنا: حروف وافق بعض القراء فيها المبدلين، وهي سبعة ألفاظ أحدها "الذئب" ثلاث [بيوسف الآية: 83، 14، 17] فقرأها ورش من طريقيه والكسائي وكذا خلف بالإبدال. ثانيها:"يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج"[الكهف الآية: 94] و [الأنبياء الآية: 96] فقرأها بالهمز عاصم وافقه الأعمش والباقون بغير همز ثالثها: "اللؤلؤ، ولؤلؤ" قرأه بالإبدال أبو بكر كأبي عمرو، وأبي جعفر وافقهم اليزيدي. رابعها:"المؤتفكة، والمؤتفكات"1 قرأه بالإبدال فيهما قالون من طريق أبي نشيط عند ابن سوار وصاحب الكفاية وأبي العلاء وغيرهم، وهو الصحيح عن الحلواني ورواه الجمهور عن قالون بالهمز والوجهان صحيحان عنه كما في النشر. خامسها "ضيزى" [النجم الآية: 22] قرأه ابن كثير بالهمز على أنه مصدر كذكرى وصف به وافقه ابن محيصن والباقون بالإبدال، على أنه صفة على وزن فعلى بضم الفاء كسرت لتصح الياء، كما قاله أبو حيان أي: لأن الصفات إنما جاءت بالضم أو الفتح والكسر قليل ثم قال: ويجوز أن تكون مصدرا أيضا وصف به، والضيزى الجائزة سادسها:"رئيا"[مريم الآية: 74] قرأه بتشديد الياء من غير همز قالون وابن ذكوان وكذا أبو جعفر والباقون بالهمز. سابعها: "مؤصدة"2 معا قرأهما بالهمز أبو عمرو وحفص وحمزة وكذا يعقوب وخلف وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، والباقون بالإبدال وعن الأعمش من طريق الشنبوذي إبدال "سؤلك" بطه وعن الحسن إبدال أنبئهم ونبئهم مع كسر الهاء، وعن ابن محيصن إبدال نحو:"الهدى ائتنا".

القسم الثاني: الهمز المتحرك وهو ضربان: قبله متحرك وساكن.

أما الأول: فاختلف في تخفيف همزة على سبعة أحوال.

الأول: مفتوحة قبلها مضموم فإن كانت فاء من الفعل نحو: "يؤيد، يؤاخذ، يؤلف، مؤجلا، مؤذن، فليؤد، المؤلفة" فقرأه ورش وكذا أبو جعفر بالإبدال واوا لكن اختلف عن ورش في "مؤذن"[الأعراف الآية: 44] و [يوسف الآية: 70] فأبدله من طريق الأزرق على أصله وحققه من طريق الأصبهاني، وكذا اختلف عن ابن وردان في حرف واحد "يُؤَيِّدُ بِنَصْرِه" [آل عمران الآية: 13] فروى ابن شبيب وابن هارون كلاهما عن الفضل ابن شاذان وكذا الرهاوي عن أصحابه عن الفضل تحقيق الهمز فيه

1 حيث وقعت. [أ] .

2 انظر الصفحة السابقة التعليق: "19، 20". [أ] .

ص: 77

وكأنه روعي فيه وقوع الياء مشددة بعد الواو المبدلة فيجتمع ثلاثة أحرف من حروف العلة، وروى سائر الرواة عنه الإبدال، وإن كانت عينا من الفعل فقرأه ورش من طريق الأصبهاني بالإبدال في حرف واحد، وهو "الفؤاد، وفؤاد"[هود الآية: 120] و [الإسراء الآية: 36] و [الفرقان الآية: 32] و [القصص الآية: 10] و [النجم الآية: 11] والباقون بالتحقيق في ذلك كله، وإن كانت لاما من الفعل فقرأ حفص بإبدالها واوا في "هزؤا" المنصوب وهو في عشرة مواضع أولها "أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا" [البقرة الآية: 67] ويأتي باقيها إن شاء الله تعالى، وفي "كفوا" وهو في [الإخلاص الآية: 4] .

الثاني: مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في "رِئَاءَ النَّاس"[البقرة الآية: 264] و [النساء الآية: 38] و [الأنفال الآية: 47] وفي "خاسئا"[الملك الآية: 4] وفي "نَاشِئَةَ اللَّيْل"[المزمل الآية: 6] وفي "شانئك"[الكوثر الآية: 3] وفي "استهزئ"[الأنعام الآية: 10] و [الرعد الآية: 32] و [الأنبياء الآية: 41] وفي "قرئ"[الأعراف الآية: 204] و [الإنشقاق الآية: 21] و"لنبوئنهم"[النحل الآية: 26] و [العنكبوت الآية: 58] و"ليبطئن"[النساء الآية: 72] و"ملئت"[الجن الآية: 8] و"خاطئة" و"الخاطئة" و"مائة، وفئة" وتثنيتهما واختلف عنه في "موطئا" من روايتيه جميعا كما يفهم من النشر، ووافقه الأصبهاني عن ورش في "خاسئة، وناشئة، وملئت" وزاد "فبأي" واختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو: "بأي، أرض، بأيكم، المفتون" والباقون بالتحقيق في الجميع واختص الأزرق عن ورش بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في "لئلا" "بالبقرة، والنساء، والحديد وافقه الأعمش.

الثالث: مضمومة بعد مكسور، وبعدها واو فقرأه نافع بحذف الهمزة في "الصابون" [الآية: 69 بالمائدة] وضم ما قبلها لأجل الواو، وقرأ أبو جعفر جميع الباب كذلك نحو:

"الصابون، متكون، مالون، ليواطوا، ليطفوا، مستهزون، قل استهزوا" لأنه لما أبدل الهمزة ياء استثقل الضمة عليها فحذفها ثم حذف الياء لالتقاء الساكنين، ثم ضم ما قبلها لأجل

الواو، واختلف عن ابن وردان في "المنشون" والوجهان عنه صحيحان كما في النشر، قال فيه: وقد نص بعض أصحابنا على الألفاظ المتقدمة ولم يذكر "أنبؤني، وأتنيؤن، ونبؤني، ويتكؤن، ويستنبؤنك" وظاهر كلام أبي العز والهذلي العموم على أن الأهوازي وغيره نص عليها، ولا يظهر فرق سوى الرواية، والباقون بالهمز وكسر ما قبله.

الرابع: مضمومة بعد فتح وبعدها واو وهو "ولا يطون، لم تطوها، أن تطوهم" فقط فقرأه أبو جعفر بحذف الهمز فيهن قال في الدر: أبدل همزة "يطأ" ألفا على غير قياس فلما أسند للواو التقى ساكنان فحذف أولهما، وانفرد الحنبلي بتسهيلها بين بين في "رؤف" حيث وقع.

الخامس: مكسورة بعد كسر وبعدها ياء فقرأه نافع وكذا أبو جعفر بحذف الهمزة في

ص: 78

"الصابين" بالبقرة والحج وزاد أبو جعفر حذف الهمزة من "متكين، والخاطين، وخاطين، والمستهزين" حيث وقع والباقون بالهمز وتعبير الأصل هنا بالبدل لا يظهر.

السادس: مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني، وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في "أرأيت" حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو:"أرأيتم، أرأيتكم، أرأيت، أفرأيت" واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدالها بعضهم عنه ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين، وهو أحد الوجهين في الشاطبية، والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس، وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق، وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو:"أرأيت" وكذا "أءنت" تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي، وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو:"صواف"[الآية: 36] لوجود الإدغام كما يأتي إن شاء الله تعالى آخر الوقف على أواخر الكلم، وقرأ الأصبهاني عن ورش "رأيت أحد عشر كوكبا، ورأيتهم لي، ورآه مستقرا، ورأته حسبته، ورآها تهتز، ورأيتهم تعجبك" بالتسهيل في السنة، وقرأ أيضا بتسهيل الهمزة الثانية في "أفأصفاكم ربكم"، وفي "أفأمن أهل القرى، أفأمنوا مكر الله، أفأمنوا أن تأتيهم، أفأمن الذين مكروا، أفأمنتم أن يخسف بكم" ولا سادس لها، وكذلك سهلها في "أفأنت، أفأنتم" وكذلك سهل الثانية من "لأملأن"[في الأعراف الآية: 18] و [هود الآية: 119] و [السجدة الآية: 213] و [ص الآية: 85] وكذلك في كأن حيث أتت مشدة ومخففة نحو: "كأنهم، كأنك، كأنما، كأنه، ويكأنه، لم يلبثوا" كذلك الهمزة في "وَاطْمَأَنُّوا بِهَا"[الآية: 7 في يونس]"اطْمَأَنَّ بِه"[الآية: 11 في الحج] وكذلك همزة "تَأَذَّنَ رَبُّك"[الآية: 167 بالأعراف] فقط بلا خلاف، واختلف عن البزي في رواية ابن كثير في "لأعنتكم" [الآية: 220] فالجمهور بالتسهيل عنه من طريق أبي ربيعة، وروى صاحب التجريد عنه التحقيق من قراءته على الفارسي وبه قرأ الداني من طريق ابن الحباب عنه، والوجهان صحيحان عن البزي، وقرأ أبو جعفر بحذف همزة "متكأ" [الآية: 31] بيوسف فيصير بوزن "متقى".

أما السابع: وهو المكسور وقبله فتح فلا خلاف فيه من طريق هذا الكتاب إلا انفرد به الحنبلي عن هبة الله عن ابن وردان في "تطمئن ويئس" حيث وقع ولم يروه غيره ولذا لم يذكره في الطيبة.

الضرب الثاني: المتحرك بعد ساكن إما ألف أو ياء أو زاي فأما الألف فاختلف في إسرائيل وكأين في قراءة المد و"هاءنتم واللاتي"1.

فقرأ أبو جعفر بتسهيل "إسرائيل، وكأين" حيث وقعا وافقه المطوعي عن الأعمش في "إسرائيل".

1 حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ] .

ص: 79

وأما "هأنتم"[الآية: 119] في موضعي آل عمران وفي النساء [الآية: 109] وفي القتال، فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بتسهيل الهمزة بين بين مع الألف، وافقهم اليزيدي والحسن، لكن اختلف عن ورش فمذهب الجمهور عنه من الطريقين التسهيل مع حذف الألف بوزن "هعنتم" وروى آخرون عنه من الطريقتين إثبات الألف كقالون إلا أنه من طريق الأزرق يمد مدا مشبعا على أصله، وروى بعضهم عنه من طريق الأزرق إبدال الهمزة ألفا فيمد للساكنين فيصير لقالون وأبي عمرو إثبات الألف مع المد والقصر، لكونه منفصلا عند الجمهور ويتحصل لهما في "هاءنتم هؤلاء" من جمع المدين المنفصلين ثلاثة أوجه قصرهما ومدهما وقصر هاءنتم ومد "هؤلاء" ليكون الأول حرف مد قبل همز مغير، وللأزرق ثلاثة حذف الألف بوزن "هعنتم" وإبدال الهمزة ألفا فيمد للساكنين، وإثبات الألف كقالون لكن مع المد المشبع، وله القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل كما تقدم، فيصير أربعة، وللأصبهاني وجهان: حذف الألف كالأول للأزرق وإثباتها مع المد والقصر لتغير الهمزة أيضا، ولأبي جعفر وجه واحد وهو: إثبان الألف مع القصر فقط، والكل مع التسهيل كمن مر، وقرأ الباقون وهم: ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بتحقيق الهمزة بعد الألف، مثل "ما أنتم" وهم على مراتبهم في المنفصل من المد والقصر، وافقهم الأعمش وابن محيصن بخلف عنه في حذف الألف، واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد حذف الألف فيصير مثل "سألتم" كالوجه الأول عن ورش إلا إنه بالتحقيق، وروى عنه ابن شنبوذ إثباتها كالبزي، واعلم أن ما ذكر في هذا الحرف هنا هو المقروء به من طرق هذا الكتاب، كالنشر الذي من جملة طرقهما طرق الشاطبية كأصلها وبه يعلم أن البحث عن كون الهاء بدلا من همزة أو للتنبيه لا طائل تحته كما نبه عليه في النشر وتبعه النويري وغيره؛ لأن قراءة كل قارئ منقولة ثابتة سواء ثبت عنه كونها للتنبيه أم لا، والعمدة على نقل القراء نفسها لا على توجيهها قال فيه: ويمنع احتمال الوجهين عن كل واحد من القراءة فإنه مصادم للأصول ومخالف للأداء، ويأتي لذلك مزيد إيضاح في حرف القتال إن شاء الله تعالى1.

تنبيه على قول الجمهور أن ها من "هاءنتم" للتنبيه لا يجوز فصلها منه لاتصالها رسما وما وقع في جامع البيان من قوله: إنهما كلمتان منفصلتان تعقبه في النشر بأنه مشكل يأتي تحقيقه في الموقف على المرسوم إن شاء الله تعالى2.

وأما "اللائ" بالأحزاب [الآية: 4] والمجادلة [الآية: 2] وموضعي الطلاق [الآية: 4] فقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بحذفها، واختلف الذين حذفوا الياء في تحقيق الهمزة،

1 انظر الصفحة: "506". [أ] .

2 انظر الصفحة: "102". [أ] .

ص: 80

وتسهيلها وإبدالها فحققها منهم قالون وقنبل وكذا يعقوب، وقرأ ورش من طريقيه وكذا أبو جعفر بتسهيلها بين بين، واختلف عن أبي عمرو والبزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج وغيره، وقرأ به الداني لهما علي أبي الفتح وقطع لهما بإبدال ياء ساكنة في الهادي وغيره وفاقا لسائر المغاربة، فيجمع ساكنان فيمد لهما والوجهان صحيحان كما في النشر وهما في الشاطبية، كجامع البيان وافقهما اليزيدي وكل من قرأ بالتسهيل، إذا وقف قلبها ياء ساكنة، ووجهه أنه إذا وقف سكن الهمزة فيمتنع تسهيلها بين بين لزوال حركتها، فتقلب ياء كما نقله في النشر عن نص الداني وغيره فإن وقف بالروم فكالوصل.

وأما إن كان الساكن ياء قبل الهمزة المتحركة فاختلف فيه من ذلك في "النسيء"[الآية: 37 بالتوبة] وفي "بريء بريئون" حيث وقع و"هنيئا مريئا"[الآية: 4 بالنساء] و"كهيئة"[الآية: 49] و [المائدة الآية: 110]"ويايئس"[الآية: 87] و"يأبه" وهو بيوسف "استيأسوا منه، لا تيأسوا، إنه لا ييأس، استيأس الرسل" وبالرعد "أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا"[الآية: 30] .

فأما النسيء فقرأه ورش من طريق الأزرق وكذا أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء قبلها فيها والباقون بالهمز.

وأما "بريء" و"بريئون" حيث وقع و"هنيئا، ومريئا" فقرأه أبو جعفر بالبدل مع الإدغام بخلف عنه من الروايتين.

وأما "كهيئة الطير"1 معا فاختلف فيه كذلك عن أبي جعفر أيضا، وقرأ الباقون ذلك بالهمز ووجه الإدغام في الكل أن قاعدة أبي جعفر فيه الإبدال فيجتمع مثلان أولاهما ساكن فيجب الإدغام.

وأما "ييئس" بيوسف والرعد فاختلف فيه عن البزي فأبو ربيعة من عامة طرقه عنه بتقديم الهمزة إلى موضع الياء مع إبدال الهمزة ألفا وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، وافقه المطوعي عن الأعمش في سورة الرعد، وإنما جاز إبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتحة كرأس وكأس، وإن لم يكن من أصله ذلك، وروى الآخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب كالباقين بالهمزة بعد الياء الساكنة من غير تأخير على الأصل، فإن الياء من يئس فاء والهمزة عين.

وأما إن كان الساكن زايا قبل الهمز المتحرك فهو واحد وهو "جزءا"[الآية: 260 بالبقرة] و [بالحجر الآية: 44]"جزؤ مقسوم" وبالزخرف "مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا"[الآية: 15] فقرأه أبو جعفر بحذف الهمز وتشديد الزاي وهي لغة قرأ بها ابن شهاب الزهري وغيره ويأتي توجيهها في الفرش إن شاء الله تعالى، وذكر في سورة البقرة إن أبا جعفر يقرؤ "هزوا" كذلك ولعله سبق قلم.

1 أي: في سورتي آل عمران والمائدة: "49"، "110". [أ] .

ص: 81

وبقي من هذا الباب حروف اختلفوا في الهمز وعدمه فيها لغير قصد التخفيف، وهي "النبئ" وبابه و"يضاهئون، وبادئ، وضئاء، والبريئة، ومرجئون، وترجئ، وسأل"1.

فأما "النبئ" وبابه نحو: "النبيؤن، والأنبئاء، والنبوة" فقرأه نافع بالهمز على الأصل وقد أنكره قوم لما أخرجه الحاكم عن أبي ذر وصححه، قال: جاء أعرابي إلى رسول الله فقال يا نبيء الله فقال: "لست نبيء الله ولكني نبي الله"، قال أبو عبيد: أنكر عدوله عن الفصحى أي: فيجوز الوجهان ولكن الأفصح بغير همز، وبه قرأ قالون في موضعي الأحزاب وهما "للنبي إن وبيوت النبي"2 إلا في الوصل، ويشدد الياء كالجماعة فإذا وقف همز.

وأما "يضاهئون"[التوبة الآية: 30] فقرأه عاصم بكسر الهاء ثم همزة مضمومة قبل الواو وافقه ابن محيصن والباقون بضمة الهاء ثم واو من غير همز.

وأما "بادئ"[هود الآية: 27] فقرأ أبو عمرو بهمزة بعد الدال وافقه اليزيدي والحسن والباقون بالياء.

وأما "ضئاء"[الآية: 5 بيونس]، و [الأنبياء الآية: 48] و [القصص الآية: 71] فقرأه قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد في الثلاثة على القلب بتقديم الهمزة على الواو، إن قلنا إنه جمع أو على الياء إن قلنا إنه مصدر ضاء، وزعم ابن مجاهد أن هذه القراءة غلط مع اعترافه أنه قرأ كذلك على قنبل، وقد خالف الناس ابن مجاهد فرووه عنه بالهمزة بلا خلاف والباقون بالياء في الثلاثة مصدر ضاء لغة في أضاء أو جمع ضوء كحوض وحياض وأصله ضواء، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وسكونها في الواحد.

وأما "البريئة" موضعي لم يكن فقرأهما نافغ وابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد الياء؛ لأنه من برأ الله الخلق أي: اخترعه فهي فعيلة بمعنى مفعولة والباقون بغير همز مع تشديد الياء تخفيفا.

وأما "مرجئون"[الآية: 106 بالتوبة]"وترجئ"[الآية: 51 بالأحزاب] فقرأهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وكذا يعقوب بالهمزة من أرجأ بالهمز لغة تميم وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بغير همز من أرجى المعتل لغة قيس وأسد.

وأما "سأل"[المعارج الآية: 1] فقرأه بالهمز ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف وافقهم الأربعة والباقون بالألف3.

1 حيث وقعت. [أ] .

2 تقدم تخريجها قريبا. [أ] .

3 للمزيد انظر النشر: "1/ 390". [أ] .

ص: 82