المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة البقرة: مدنية آيها مائتان وثمانون وخمس: حجازي وشامي وست كوفي - إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

[البناء]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات

- ‌بين يدي الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌باب أسماء الأئمة القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم:

- ‌باب الاستعاذة:

- ‌باب الإدغام:

- ‌فصل يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأول في حكم ذال إذ

- ‌الفصل الثاني في حكم دال قد:

- ‌الفصل الثالث في حكم تاء التأنيث:

- ‌الفصل الرابع في حكم لام هل وبل:

- ‌الفصل الخامس: في حكم حروف قربت مخارجها وهي سبعة عشر حرفا

- ‌الفصل السادس: في أحكام النون الساكنة والتنوين

- ‌باب هاء الكناية

- ‌باب المد والقصر:

- ‌باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة:

- ‌باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين:

- ‌باب الهمز المفرد:

- ‌باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها:

- ‌باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره:

- ‌باب وقف حمزة وهشام على الهمز، وموافقة الأعمش لهما:

- ‌باب الفتح والإمالة

- ‌مدخل

- ‌فصل: في إمالة الألف التي هي فعل ماض ثلاثي

- ‌فصل: في إمالة حروف مخصصة غير ما ذكر

- ‌باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف:

- ‌باب مذاهبهم في ترقيق الراآت وتفخيمها

- ‌باب حكم اللامالت تغليظا وترقيقا

- ‌باب الوقف على أواخر الكلم

- ‌باب الوقف على مرسوم الخط:

- ‌باب مذاهبهم في ياآت الإضافة

- ‌باب مذاهبهم في ياآت الزوائد

- ‌مدخل

- ‌سورة الفاتحة مكية

- ‌سورة البقرة:

- ‌سورة آل عمران:

- ‌سورة النساء:

- ‌سورة المائدة:

- ‌سورة الأنعام:

- ‌سورة الأعراف:

- ‌سورة الأنفال:

- ‌سورة التوبة:

- ‌سورة يونس عليه السلام:

- ‌سورة هود مكية

- ‌سورة يوسف عليه السلام:

- ‌سورة الرعد:

- ‌سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام:

- ‌سورة الحجر:

- ‌سورة النحل:

- ‌سورة الإسراء:

- ‌سورة الكهف:

- ‌سورة مريم عليها الصلاة والسلام:

- ‌سورة طه:

- ‌سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

- ‌سورة الحج:

- ‌سورة المؤمنون:

- ‌سورة النور:

- ‌سورة الفرقان:

- ‌سورة الشعراء:

- ‌سورة النمل:

- ‌سور القصص

- ‌سورة العنكبوت:

- ‌سورة الروم:

- ‌سورة لقمان:

- ‌سور السجدة

- ‌سورة الأحزاب:

- ‌سورة سبأ:

- ‌سورة فاطر:

- ‌سورة يس:

- ‌سورة الصافات:

- ‌سورة ص:

- ‌سورة الزمر:

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت:

- ‌سورة الشورى:

- ‌سور الزخرف

- ‌سورة الدخان:

- ‌سورة الجاثية:

- ‌سورة الأحقاف:

- ‌سورة محمد "صلى الله عليه وسلم

- ‌سورة الفتح:

- ‌سورة الحجرات:

- ‌سورة ق:

- ‌سورة الذاريات:

- ‌سورة الطور:

- ‌سورة النجم:

- ‌سورة القمر:

- ‌سورة الرحمن عز وجل:

- ‌سورة الواقعة:

- ‌سورة الحديد:

- ‌سورة المجادلة:

- ‌سورة الحشر:

- ‌سورة الممتحنة:

- ‌سورة الصف:

- ‌سورة الجمعة:

- ‌سورة المنافقين:

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق:

- ‌سورة التحريم:

- ‌سورة الملك:

- ‌سورة ن:

- ‌سورة الحاقة:

- ‌سورة سأل:

- ‌سورة نوح عليه الصلاة والسلام:

- ‌سورة الجن:

- ‌سورة المزمل:

- ‌سورة المدثر:

- ‌سورة القيامة:

- ‌سورة الإنسان:

- ‌سورة المراسلات

- ‌سورة النبأ:

- ‌سورة النازعات:

- ‌سورة عبس:

- ‌سورة التكوير:

- ‌سورة الانفطار:

- ‌سورة المطففين:

- ‌سورة الانشقاق:

- ‌سورة البروج:

- ‌سورة الطارق:

- ‌سورة الأعلى:

- ‌سورة الغاشية:

- ‌سورة الفجر:

- ‌سورة البلد:

- ‌سورة الشمس:

- ‌سورة الليل:

- ‌سورة الضحى:

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة التين:

- ‌سورة العلق:

- ‌سورة القدر:

- ‌سورة لم يكن:

- ‌سورة الزلزلة:

- ‌سورة العاديات:

- ‌سورة القارعة:

- ‌سورة التكاثر:

- ‌سورة العصر:

- ‌سورة الهمزة:

- ‌سورة الفيل:

- ‌سورة قريش:

- ‌سورة أرأيت:

- ‌سورة الكوثر:

- ‌سورة الكافرون:

- ‌سورة النصر:

- ‌سورة تبت:

- ‌سورة الإخلاص:

- ‌سورة الفلق:

- ‌سورة الناس:

- ‌باب التكبير:

- ‌المراجع المعتمدة:

- ‌فهرس المحتويات:

الفصل: ‌ ‌سورة البقرة: مدنية آيها مائتان وثمانون وخمس: حجازي وشامي وست كوفي

‌سورة البقرة:

مدنية آيها مائتان وثمانون وخمس: حجازي وشامي وست كوفي وسبع بصري، اختلافها ثلاث عشرة1 ألم كوفي "عَذَابٌ أَلِيمٌ" شامي وترك "إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" إلا "خائفين" بصري "يَا أُولِي الْأَلْبَاب" مدني أخير وعراقي وشامي بخلف عنه "مِنْ خَلاقٍ" الثاني تركها مدني أخير "وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" غير مكي بخلف عنه2 "مَاذَا يُنْفِقُون" حجازي إلا إياه3 و"لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون" الأولى مدني أخير وكوفي وشامي "قَوْلًا مَعْرُوفًا" بصري "الحي القيوم" حجازي إلا الأول4 وبصري وعدها الكل أول آل عمران وتركها بـ"طه""مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" مدني أول، وفيها مشبه الفاصلة اثنا عشر من خلاق الأول "وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ""هم في شقاق، والأنفس والثمرات، في بطونهم إلا النار، طعام مسكين، من الهدى والفرقان، والحرمات قصاص، عند المشعر الحرام، ماذا ينفقون" الأول "منه تنفقون، ولا شهيد" وغلط من عزاها إلى المكي، وما يشبه الوسط اثنان:"كن فيكون، ليكتمون الحق وهم يعلمون"5.

القراءات قرأ "ألم" بالسكت على كل حرف من حروفها الثلاثة أبو جعفر، وكذا ما تكرر من ذلك في فواتح السور نحو:"المص، كهيعص" لأنها ليست حروف المعاني بل هي مفصولة6 وإن اتصلت رسما، وفي كل واحد منها سر لله تعالى، أو كل حرف منها كناية عن اسم لله تعالى، فهو يجري مجرى كلام مستقل وحذف واو العطف لشدة الارتباط والعلم به وقرأ:"لا ريب فيه"[البقرة الآية: 2] بعد لا النافية حمزة بخلفه لكن لا يبلغ به

1 المواضع المذكورة اثنا عشر والظاهر أن الثالث عشر هو: ولا شهيد على القول بعده للمكي.

2 أي: فمن هذه يسقط ولا شهيد ومن تركه يعده، والصحيح الأول؛ لأن التوقيف ورد بتعبير آية الدين بآية واحدة ا. هـ.

3 هكذا بالأصل وصوابه إلا المدني الأخير.

4 أي: إلا المدني الأول.

5 سيأتي كل موضع في مكانه إن شاء الله تعالى. [أ] .

6 أي: يقرأ: "أ، ل، م - ك، هـ، ي، ع، ص" وهكذا يفصل الإمام أبو جعفر هذه الآيات كل حرف على حدة في جميع المواضع. [أ] .

ص: 166

حد الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط كما تقدم "وعن" الحسن "لا ريبا" فيه بالتنوين حيث وقع بفعل مقدر، أي: لا أجد ريبا والجمهور بغير تنوين مع البناء على الفتح.

وقرأ" "فيه هدى" [البقرة الآية: 2] بوصل الهاء بالهاء بياء لفظية على الأصل ابن كثير وافقه ابن محيصن، والباقون بالاختلاس، وأدغم الهاء في الهاء أبو عمر وبخلف عنه، وكذا يعقوب من المصباح مع المد والقصر والتوسط في حروف المد، وافقهما ابن محيصن واليزيدي بخلف عنهما والحسن والمطوعي.

تنبيه: تقدمت الإشارة إلى أن هذه الأوجه الواردة على سبيل التخيير كالأوجه التي يقرأ بها بين السور وغيرها، إنما المقصود منها معرفة جواز القراءة بكل منها، فأي وجه قرئ به جاز تستوعب الكل في موضع إلا لغرض صحيح، وكذا الوقف بالسكون والإشمام والروم وبالمد الطويل والتوسط والقصر، وكان بعض المحققين كما تقدم لا يأخذ إلا بالأقوى، ويجعل الباقي مأذونا فيه، وبعضهم يرى القراءة بواحد في موضع وبآخر في آخر، وبعضهم يرى جمعها في أول موضع أو موضع ما على وجه التعليم والإعلام وشمول الرواية، أما الأخذ بالكل في كل موضع فلا يتعمده إلا متكلف غير عارف بحقيقة الخلاف، نعم ينبغي أن يجمع بين أوجه تخفيف الهمزة في وقف حمزة لتدريب المبتدئ، ولا يكلف العالم بجميعها، ومستند أهل هذا الشأن في الأوجه المذكورة أن أهل الأداء لما كانوا على الأثبات في النقل بحيث كانوا في الضبط، والمحافظة على ألفاظ القرآن في الدرجة القصوى، حتى كانوا لا يسامحون بعضهم في حرف واحد، اتفقوا على منع القياس المطلق الذي ليس له أصل يرجع إليه، أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو أصل يعتمد فإنه يجوز عند عدم النص، وغموض وجه الأداء، بل لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي؛ لأنه في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي، كما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وإثبات البسملة وعدمها وغير ذلك، وحينئذ فيكفي في المستند النقل عن مثل هؤلاء الأئمة، المعول عليهم في هذا الفن، وأما كثرة الوجوه بحيث بلغت الألوف، فإنما ذلك عند المتأخرين دون المتقدمين؛ لأنهم كانوا يقرءون القراءات طريقا طريقا فلا يقع لهم إلا القليل من الأوجه، وأما المتأخرون فقرءوها رواية رواية، بل قراءة قراءة، بل أكثر، حتى صاروا يقرءون الختمة الواحدة للسبعة أو العشرة فتشعبت معهم الطرق، وكثرت الأوجه، وحينئذ يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق، والأوجه، وإلا وقع فيما لا يجوز، وللشيخ العلامة النويري تألف مفيد نحو كراسة فيما ذكر، وقد لخصه في شرحه الطيبة شيخه رحم الله تعالى الجميع1، وإذا تقرر ذلك فليعلم أن الصحيح جواز كل من الثلاثة الوقف العارض لكل قارئ، وإشمام المضوم ورومه وروم المكسور ووجهي ألم الله للاعتبار بالعارض وعدمه، والمد والتوسط والقصر مع إدغام نحو:"الرَّحِيمِ، مَلِكِ" إلى غير

1 وإذا أردت المزيد فانظر كتناب النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري: "2/ 149". [أ] .

ص: 167

ذلك، وكل هذه الأوجه صدق عليها أنها موافقة للرسم من جهة أنها لا تخالفه؛ لأنها لم ترسم لها في المصحف صورة أصلا وموافقة للوجه العربي؛ لأن النحاة نصوا على ذلك كله وكلها أيضا نقلت عن المتأخرين1 وأمال "هدى" وقفا حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش وورش من طريق الأزرق بالفتح وبين اللفظين ولا خلاف في فتحه وصلا وإدغام التنوين في لام "للمتقين" بغير غنة إلا ما ذهب إليه كثير من أهل الأداء من إبقاء الغنة في ذلك، وفي النون عند اللام والراء والتنوين عند الراء نحو:"من له، من ربكم، غفور رحيم"2 ورووه عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب.

ووقف: يعقوب بخلاف عنه بهاء السكت على نحو: "المتقين، والعالمين، والذين، والمفلحون، وبمؤمنين"[البقرة الآية: 4] وظاهر كلام بعضهم يشمل نون الأفعال كيؤمنون لكن صوب في النشر تقييده بالأسماء عند من جوزه، وهو الذي قرأنا به "وأبدل" همزة "يؤمنون" واوا ورش من طريقيه وأبو عمر وبخلف عنه وأبو جعفر كوقف حمزة وافقهم اليزيدي بخلفه "وغلظ" ورش من طريق الأزرق لام "الصلاة" [البقرة الآية: 4] "وقصر" المد المنفصل من نحو: "بِمَا أُنْزِل"[البقرة الآية: 5] ابن كثير وكذا أبو جعفر إلغاء لأثر الهمز لعدم لزومه باعتبار الوقف وافقهما ابن محيصن والحسن.

واختلف: فيه عن قالون من طريقيه وورش من طريق الأصبهاني وأبي عمرو من روايتيه وهشام وحفص من طريق عمرو وكذا يعقوب وافقهم اليزيدي والباقون بالمد وهم متفاوتون فيه كالمتصل المجمع على مده لكل القراء، وأطولهم فيهما ورش من طريق الأزرق وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة، وافقهم الشنبوذي، ثم التوسط للباقين في المتصل ولأصحاب المد في المنفصل على المختار وإذا وقف لحمزة على "بِمَا أُنْزِل" ونحوه ففيه أربعة تحقيق الهمزة وتسهيلها وفيه المد والقصر والسكت مع التحقيق.

وقرأ: "وبالآخرة"[البقرة الآية: 5] بالنقل ورش من طريقيه ومن طريق الأزرق بترقيق الراء مع المد والقصر والتوسط على الألف المنقول همزها لعدم الاعتداد بالعارض، فإن اعتد به قصر فقط.

وسكت: على لام التعريف حمزة بخلف عنه، وكذا ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم على ما تقدم.

ويوقف: لحمزة عليه ونحو من المتوسط بزائد اتصل به رسما ولفظا نحو: "الأرض، الإيمان، الأولى، الآزفة، الإسلام" بوجهين فقط: النقل والسكت، أما التحقيق من غير

1 هكذا بالنسخة الموجودة بيدي وفي نسخ أخرى عن المتقدمين.

2 و"3" حيث وقعت. [أ] .

ص: 168

سكت الذي أجازة بعض شراح الحرز فقال في النشر: لا أعلمه نصا في كتاب من الكتب ولا في طريق من الطرق.

وأمال: فتحة رائها في الوقف محضة الكسائي وحمزة بخلفه ويوقف على "أولئك" ونحوه مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بعد ألف لحمزة بتسهيل الهمزة بين بين مع المد والقصر وأما الإبدال1 فشاذ وكذا نحو: "شركاؤنا، وأولياؤه، وأحباؤه، وإسرائيل، وخائفين، والملائكة، وجاءنا، ودعاء، ونداء"2 فلا يصح فيه إلا بين بين.

وقرأ: "ءأنذرتهم"[الآية: 6] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عيدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير، وكذا رويس بتسهيلها أيضا من غير إدخال ألف، وهو أحد الوجهين عن الأزرق، والثاني له إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين، وهما صحيحان، وقرأ ابن ذكوان وهشام من مشهور طرق الداجواني عن أصحابه عنه وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين بلا ألف بينهما، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني بتحقيقهما وإدخال ألف بينهما، فصار لهشام ثلاثة أوجه: التسهيل مع الألف والتحقيق مع الألف وعدمها، وأما الرابع وهو التسهيل بلا ألف فلا يجوز لهشام من الطريقين إلا في موضع واحد وهو "ءأذهبتم" بالأحقاف كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى3.

وعن: ابن محيصن أنذرتهم بهمزة واحدة مقصورة.

وإذا وقف: على "عليهم ءأنذرتهم" لحمزة فله السكت على الميم وعدمه مع تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها فهي أربعة وأما إبدال الثانية ألفا4 فضعيف، وكذا حذف إحدى الهمزتين لاتباع الرسم وافقه الأعمش5، وتقدم حكم صلة ميم الجمع هنا لورش وغيره.

وأما "أبصارهم"[الآية: 7] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي وقلله الأزرق والباقون بالفتح.

وعن: الحسن "غشاوة"[الآية: 7] بعين مهملة مضمومة وعنه أيضا الضم والفتح مع المعجمة، والجمهور بالغين المعجمة المكسورة، وأدغم تنوين غشاوة في واو "ولهم" بغير غنة خلف عن حمزة وافقه المطوعي، وكذا حكم من يقول ومعهما في هذا الدوري

1 1 أي: ياء خالصة للرسم مع المد والقصر.

2 حيث وقعت وسيأتي بيان كل شاهد في موضعه من السور إن شاء الله تعالى. [أ] .

3 انظر ص: "503".

4 أي: مع السكت وعدمه، وكذا يقال في وجه حذف إحدى الهمزتين.

5 أي: بخلف عنه كما تقدم.

ص: 169

عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وكذا حكم ما شابه ذلك والباقون بالغنة فيهما.

وأمال: "الناس"[الآية: 8] المجرور الدوري عن أبي عمرو بخلف عنه وافقه اليزيدي والباقون بالفتح.

ويقرأ: للأزرق نحو: "آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِر"[الآية: 8] بقصر الآخر مع قصر آمنا مطلقا فإن وسط آمنا أشبع فكذا الآخر إن لم يعتد بالعارض وهو النقل فإن اعتد بالعارض فبالقصر فيه فقط معهما، أعني التوسط والإشباع في آمنا، نبه عليه في النشر وتقدم آخر باب المد.

واختلف: في "وَمَا يَخْدَعُونَ"[الآية: 9] فنافع وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها وكسر الدال لمناسبة الأول1، وافقهم اليزيدي والباقون بفتح الياء وسكون الخاء وفتح الدال، والمفاعلة هنا إما بمعنى فعل فيتحدان، وإما بإبقاء المفاعلة على بابها فهم يخادعون أنفسهم أي: يمنونها الأباطيل وأنفسهم تمنيهم ذلك أيضا، ولا خلاف في الأول أنه بالضم والألف، وكذا حرف النساء لئلا يتوجه إلى الله تعالى بالتصريح بهذا الفعل القبيح، فأخرج مخرج المفاعلة وأمال:"فَزَادَهُمُ اللَّهُ"[الآية: 10] هنا حمزة وابن ذكوان وهشام بخلف عنه وافقهم الأعمش وكذا حكم ما جاء من هذا الفعل وهو في خمسة عشر إلا أن ابن ذكوان اختلف عنه في غير الأول، ويوقف لحمزة على نحو:"عذاب أليم، ومن آمن، وقد أفلح" بالوجهين المتقدمين في نحو: "الآخرة" وبثالث وهو عدم النقل والسكت.

واختلف: في "يكذبون"[الآية: 10] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال من الكذب لإخبار الله تعالى عن كذبهم، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل2.

واختلف: في الفعل الثلاثي الذي قلبت عينه ألفا في الماضي كقال إذا بني للمفعول وهو في "قبل"[البقرة الآية: 11، 13] حيث وقع "وغيض الماء، وجيء بالنبيين، وجيء يومئذ، وحيل بينهم، وسيق"[هود الآية: 44] و [الزمر الآية: 69] و [الفجر الآية: 23] و [سبأ الآية: 54] و [الزمر الآية: 71، 73] معا "وسيء بهم، وسيئت وجوه"[هود الآية: 77] و [الملك الآية: 27] فنافع وكذا أبو جعفر بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها نحو واو في "سيء، وسيئت" فقط اتباعا للأثر وجمعا بين اللغتين وافقهما ابن محيصن من المفردة3.

1 أي: هؤلاء يقرءون: "وما يخادعون

". [أ] .

2 أي: "يكذبون". [أ] .

3 وكذا من المبهج في وجه.

ص: 170

وقرأ: ابن ذكوان كذلك في "حيل، وسيق، وسيء، وسيئت" الأربعة فقط.

وقرأ: هشام والكسائي وكذا رويس بالإشمام كذلك في الأفعال السبعة، وهو لغة قيس وعقيل ومن جاورهم، وافقهم الحسن والشنبوذي، وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا، فجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، ولذا تمحضت الياء والباقون بإخلاص الكسرة ولا خلاف في "قيلا" في النساء "وقيلا سلاما، وأقوم قيلا" لأنها ليست أفعالا.

وقرأ: "السُّفَهَاءُ أَلا"[الآية: 13] بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمر وكذا أبو جعفر ورويس1، والباقون بالتحقيق ويوقف "على السفهاء" لحمزة وهشام بخلفه2 بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط، ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة، وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة، ويوقف لحمزة على "قالوا آمنا" بالتحقيق مع عدم السكت وبالسكت وبالنقل وبالإدغام3 وأما التسهيل بين بين فضعيف.

واتفقوا: على أنه لا يجوز مد "خَلَوْا إِلَى"[الآية: 14] و"ابْنَيْ آدَم" لفقد الشرط باختلاف حركة ما قبله وضعف السبب بالانفصال.

وقرأ: "مستهزؤن"[الآية: 14] بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا أبو جعفر، ويوقف عليها لحمزة4 بالتسهيل بين الهمزة والواو وهو مذهب سيبويه وبالإبدال ياء وهو مذهب الأخفش، وبالحذف مع ضم ما قبل الواو للرسم على مختار الداني، فهي ثلاثة وأما تسهيلها بين الهمزة والياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح، وكذا الوجه الخامس وهو كسر الزاي مع الحذف وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك اعتد بالعارض أم لا، ومن روى عنه التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض، وبالمدان اعتد به، ومن روى القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع أن اعتد به، وعن ابن محيصن من المفردة في رواية البزي "يمدهم" بضم الياء وكسر الميم من أمد5.

وأمال: "طغيانهم"[الآية: 15] الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون.

وأمال "بالهدى"[الآية: 16] حمزة والكسائي وكذا خلف6 وبالفتح والتقليل

1 ووافقهم ابن محيصن واليزيدي.

2 وكذا الأعمش بخلفه.

3 وأما الأعمش فيوقف له بالتحقيق من غير سكت وبالنقل وبالإدغام فله ثلاثة فقط.

4 أي: والأعمش في أحد وجهيه.

5 أي: الرباعي.

6 وكذا الأعمش.

ص: 171

الأزرق ويوقف لحمزة1 على "فَلَمَّا أَضَاءَت"[الآية: 17] بتحقيق الأولى وبتسهيلها مع المد والقصر، وبالسكت مع التحقيق فأربعة، والكل مع تسهيل الثانية مع المد والقصر فتصح ستة لإخراج المد في الأول مع القصر في الثاني، وعكسه حال التسهيل للتصادم وتجري الأربعة في "كُلَّمَا أَضَاءَ" [الآية: 20] مع ثلاثة الإبدال في المتطرفة فتصير اثني عشر وجها وعن الحسن "ظلمات"[الآية: 17] بسكون اللام حيث وقع.

وأمال: الألف الثانية من "آذانهم"[الآية: 19] الدوري عن الكسائي وعن الحسن "الصواعق"[الآية: 19] بتقديم القاف على العين2.

وأمال: "بالكافرين"[الآية: 19] الجمع أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وكذا رويس3 وقلله الأزرق وخرج نحو: "أَوَّلَ كَافِرٍ بِه" وإن رواه صاحب المبهج عن الدوري عن الكسائي فإنه ليس من طرقنا، نعم أمالها اليزيدي فيما خالف فيه أبا عمرو، وعن الحسن "يخطف" [الآية: 20] بكسر الياء والخاء والطاء المشددة4، وعن المطوعي يخطف بفتح الياء وكسر الخاء الطاء5 وعن المطوعي إمالة "أَضَاءَ لَهُم" [الآية: 20] .

وأمال: "شاء"[الآية: 20] حمزة وابن ذكوان وكذا حلف واختلف عن هشام ففتحها عن الحلواني وأمالها الداجوني، ويوقف عليها لحمزة وهشام بخلفه بالبدل مع المد والقصر والتوسط وغلظ الأزرق لام "أظلم" بخلف عنه وأدغم "لَذَهَبَ بِسَمْعِهِم" [الآية: 20] أبو عمرو بخلفه وكذا رويس، وعن يعقوب بكماله في المصباح وافقهم الأربعة ما عدا الشنبوذي6.

وقرأ: "شيء"[الآية: 20] بالمد المشبع والتوسط ورش من طريق الأزرق، وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلا بخلفه، وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان والروم وله الإدغام معهما، فتصير أربعة، وأما المرفوع فتجري فيه الأربعة ويجوز الإشمام مع كل من النقل والإدغام، فتصير ستة، واتباع الرسم في ذلك متحد في وجه النقل مع الإسكان ونظمها المرادي فقال:

في شيء المرفوع ستة أوجه

نقل وإدغام بغير منازع

1 وكذا الأعمش في أحد وجهيه وكذا يقال في كل ما سيأتي فلا تغفل.

2 وهي لغة تميم وبعض ربيعة.

3 أي: ووافقهم اليزيدي.

4 أي: فكسر الخاء اتباعا لكسرة الطاء وكسر الياء اتباعا لكسرة الخاء.

5 أي: على أصل التقاء الساكنين.

6 هكذا في النسخة التي بيدي، وفي نسخة وافقهم ابن محيصن من المفردة واليزيدي والحسن والمطوعي.

ص: 172

وكلاهما معه ثلاثة أوجه

والحذف مندرج فليس بسابع

وكذا الحكم في سوء المجرور المرفوع

وأدغم: القاف من "خلقكم"[الآية: 21] أبو عمرو بخلف وكذا يعقوب من المصباح إدغاما كاملا تذهب معه صفة الاستعلاء1، "وعن" ابن محيصن "يستحي" [الآية: 26] بكسر الحاء وحذف الياء2 "وغلظ" الأزرق لام "يوصل" في الوصل واختلف عنه الوقف فروى الترقيق عنه جمع كصاحب الكافي وروى عنه التغليظ، وذكرهما الداني كالشاطبي وهما صحيحان والتغليظ أرجح3 وأمال "فأحياكم" [الآية: 25] الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف في: "ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون"[الآية: 28] وبابه، وهو كل فعل أوله ياء أو تاء المضارعة إذا كان من رجوع الآخرة نحو:"إليه ترجعون، ويرجع الأمر" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا أبو جعفر "تُرْجَعُ الْأُمُور" حيث وقع وهو في ستة مواضع في: البقرة وآل عمران والأنفال والحج وفاطر والحديد بضم التاء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، وافقهم اليزيدي والشنبوذي، وقرأ أبو عمرو "يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيه" آخر البقرة بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف "أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون" بالمؤمنين بفتح التاء كذلك واقفهم الحسن، وقرأ نافع وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء مبنيا للفاعل في أول القصص "أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُون" وافقهم الحسن وقرأ نافع وحفص "يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّه" آخر هود بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، وقرأ يعقوب جميع الباب بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن مبنيا للفاعل، وافقه ابن محيصن والمطوعي والباقون بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول، ووجهه إسناده للفاعل الحقيقي على الأصل من المتعدي، ووجه المبني للفاعل إسناده للمجازي من اللازم، وخرج بالتقييد برجوع الآخرة نحو:"أهلكناها أنهم لا يرجعون، أنهم إلينا لا يرجعون، عمى فهم لا يرجعون، ماذا يرجعون" لكن خالف ابن محيصن أصله في "وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُون" في يس فبناه للمفعول، والجمهور بنوه للفاعل4.

وأما "استوى" و"فسويهن"[الآية: 29] حمزة والكسائي وكذا خلف5 وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا كل ما وقع منه و"فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ""وسواك" بالكهف "وسويه" بالسجدة "وسواك" بالانفطار.

1 ووافقهما اليزيدي بخلف أيضا.

2 من استحى يستحي فهو مستح كاستقى يستقي فهو مستقق.

3 لأن السكون عارض، وفي التغليظ دلالة على حكم الوصل في مذهب من غلظ.. [أ] .

4 أي: الوجه الآخر لهذه الآية الكريمة: "ترجعون". [أ] .

5 وافقهم الأعمش.

ص: 173

واختلف: في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع بعد واو نحو: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [الآية: 29] و"وَهِيَ تَجْرِي" أو فاء نحو: "فهو خير لكم، فهي خاوية" أو لام ابتداء نحو: "لَهِيَ الْحَيَوَان" أو ثم نحو: "ثم هو" وفي "يمل هو" آخر البقرة، فقالون وأبو عمرو والكسائي وكذا أبو جعفر بإسكانها فيما عد الآخرين1، وافقهم الحسن واليزيدي، وقرأ الكسائي وقالون، وكذا أبو جعفر بخلاف عنهما، ثم هو بالقصص بالإسكان أيضا، وقرأ أيضا أعني قالون وأبو جعفر بإسكان الهاء في "يمل هو" آخر البقرة بخلف عنهما، والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وأبي جعفر، إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط كما في النشر، والباقون بالضم في الجميع، ولا خلاف في إسكان "لَهْوَ الْحَدِيثِ" إذ ليس بضمير، والتحريك لغة الحجاز والتسكين لغة نجد، ووقف يعقوب على وهو وهي بها السكت، وتقدم قريبا وقف حمزة على بكل شيء وفتح ياء "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي وسكنها الباقون "وعن" الحسن "وعلم" بضم العين وكسر اللام مبنيا للمفعول و"آدم" بالرفع على النيابة عن الفاعل.

وقرأ أبو جعفر "أنبوني"[الآية: 31] بإسقاط الهمزة وضم ما قبل الواو وقرأ" "هَؤُلاءِ إِن" [الآية: 31] بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية قالون والبزي وافقهما ابن محيصن من المبهج "ولورش" ثلاثة أوجه: أحدها: طريق الأصبهاني عنه تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وهو مروي عن الأزرق أيضا، ثانيها: إبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي: ياء ساكنة من طريق الجمهور عن الأزرق، ثالثها: ياء مكسورة للأزرق أيضا، ولقنبل ثلاثة أوجه: أحدها: إسقاط الأولى وتحقيق الثانية من طريق ابن شنبوذ، وثانيها: تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين2، ثالثها: إبدال الثانية ياء ساكنة كورش من طريق الأزرق، وقرأ أبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية وافقهما اليزيدي وابن محيصن من المفردة، وقرأ أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالياء، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين، وافقهم الحسن والأعمش، ولا يخفى كما تقدم أن لقالون قصرها من هؤلاء مع المد والقصر في أولاء ثم مدها مع المد في أولاء، وأما مدها مع قصر أولاء فيضعف لما تقدم أن سبب الاتصال ولو مغيرا أقوى من سبب الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل وأن تغير سببه دون

1 لأن هذه الحروف لعدم استقلالها نزلت منزلة الجزء مما اتصلت به فصار المذكر كعضد والمؤنث ككتف، فكما يجوز تسكين عين عضد وكتف يجوز تسكين هاء هو وهي إجراء للمنفصل مجرى المتصل؛ لكثرة دورها معهما، ولم يجروا ثم مجرى هذه لقيام ثم بنفسها وإمكان الوقف عليها.

2 وهو طريق ابن مجاهد عنه.

ص: 174

العكس، وفي ها لأبي عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب القصر في ها لانفصاله، والمد والقصر في أولاء لتغيره بالإسقاط فهما وجهان، والثالث مدهما معا، ولا يجوز لهما مد الأول وقصر الثاني قولا واحدا؛ لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر متصلا أو مفصلا فإن قدر مد مع مد الأول وقصر مع قصره، وإن قدر متصلا مد مطلقا، وتجري الثلاثة فيما لو تأخر المنفصل عن المتصل المتغير كقوله تعالى:{وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ} فإذا مددت "السَّمَاءِ إِن" فلك في المنفصل وهو "بِإِذْنِهِ إِن" المد والقصر وإذا قصرت "السَّمَاءَ أَن" "تعين القصر في المنفصل بعد لما ذكر، وهو ظاهر ولم ينبهوا عليه لظهوره، وإذا وقف حمزة على هؤلاء فله تخفيف الأولى وتسهيلها بين بين مع المد والقصر لكونه متوسطا بغيره، وفي الثانية لإبدال ألفا مع المد والقصر والتوسط والروم مع المد والقصر، فهذه خمسة عشر حاصلة من ضرب ثلاثة الأولى في خمسة الثانية، لكن يمتنع وجهان في وجه التسهيل بين بين كما نبه من عليه في النشر وهما: مد الأول وقصر الثاني وعكسه لتصادم المذهبين، وحكى في الأولى الإبدال واو للرسم مع المد والقصر فيكون الحاصل من خمسة الأولى في خمسة الثانية خمسة وعشرين ونظمها ابن أم قاسم1، ولا يصح منها ما تقدم2، وأما هشام فيسهل المتطرفة بخلفه فله أوجهها.

وأما "أنبئهم"3 [الآية: 33] فلم يبدل همزتها ورش من طريقيه ولا غيره فاتفق كل من القراء على تحقيقها إلا حمزة في الوقف على قاعدته، واختلف عنه مع إبدالها في ضم الهاء وكسرها، فالجمهور عنه على الضم، وذهب جمع إلى الكسر، ومر تفصيله وافقه الأعمش بخلفه والحسن على البدل مع كسر الهاء، إلا أنه عم الوصل والوقف وفتح ياء الإضافة من "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي.

واختلف في "لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا"[الآية: 34] وهو في خمسة مواضع هنا و [الأعراف الآية: 11] و [الإسراء الآية: 61] و [الكهف الآية: 50] و [طه الآية: 116] فأبو جعفر من رواية ابن جماز ومن غير طريق هبة الله وغيره عن ابن وردان بضم التاء حالة الوصل في الخمسة اتباعا لضم الجيم، ولم يعتد بالساكن فاصلا وافقه الشنبوذي، وروى هبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرتها الضم وصحح في النشر الوجهين عن ابن وردان والباقون بالكسرة الخالصة على الجر بالحروف.

1 أي: في قوله:

في هؤلاء إذا وقفت لحمزة

عشرون وجها ثم خمس فاعرف

أولاها سهل أو بدل معهما

مد وقصر أو فحقق واقتف

وترام بالوجهين ثانية وإن

تبدل فتلك ثلاثة لا تختفي

وبضرب خمس قد حوت أولاهما

في خمسة الأخرى تتم لمنصف

2 ووافقه الأعمش بخلفه.

3 وأما المبدل فقرأ: "أنبيهم". [أ] .

ص: 175

وأمال "أبي" حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق، وتقدم قريبا حكم إمالة الكافرين، وأدغم تاء "حيث" في شين "شئتما" مع إبدال الهمزة الساكنة أبو عمرو بخلف عنه من الروايتين، ويمتنع له الإدغام مع الهمز فالجائز حينئذ ثلاثة أوجه: الإدغام مع الإبدال1 والإظهار مع الهمز ومع الإبدال، وأدغم فقط يعقوب من المصباح والمفردة وعن ابن محيصن "هَذِهِ الشَّجَرَةَ" [الآية: 34] وما جاء منه نحو: "هَذِهِ الْقَرْيَة" بياء من تحت ساكنة بدل الهاء تحذف للساكنين وصلا وهي لغة في هذه.

واختلف في "فأزلهما"[الآية: 36] فحمزة بألف بعد الزاي مخففة اللام2 وافقه الأعمش أي: صرفهما أو نحاهما والباقون بغير ألف مشددا أي: أوقعهما في الزلة ويحتمل أن يكون من زل عن المكان إذا تنحى فيتحدان في المعنى.

وأمال "فتلقى"[الآية: 37] حمزة والكسائي وكذا خلف، وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف في "آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات"[الآية: 37] فابن كثير بنصب "آدم" ورفع "كلمات"3 على إسناد الفعل إلى الكلمات وإيقاعه على آدم، فكأنه قال: فجاءت كلمات، ولم يؤنث الفعل لكونه غير حقيقي، وللفصل وافقه ابن محيصن والباقون4 برفع آدم ونصب كلمات بالكسرة إسنادا له إلى آدم وإيقاعا له على الكلمات، أي: أخذها بالقبول ودعا بها وأدغم الميم في الميم أبو عمرو وبخلفه، ويعقوب من المصباح وكتاب المطلوب5 وأمال "هداي" [الآية: 38] الدوري عن الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف في التنوين "فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِم"[الآية: 38] وكذا "فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال، ولا بيع، ولا خلة، ولا شفاعة" من هذه السورة "ولا بيع فيه ولا خلال" بإبراهيم و"لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيم" بالطور فيعقوب لا خوف حيث وقع بفتح الفاء وحذف التنوين مبنيا على الفتح على جعل لا للتبرئة، وافقه الحسن، وعن ابن محيصن بالرفع بلا تنوين تخفيفا.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب "فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوق" بالرفع والتنوين وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وقرأ أبو جعفر ولا جدال كذلك بالرفع والتنوين وافقه الحسن، ووجه رفع الأولين مع التنوين أن الأول اسم لا المحمولة على ليس، والثاني عطف على الأول، ولا مكررة للتأكيد ونفي الاجتماع، وبناء الثالث على الفتح على معنى الإخبار بانتفاء الخلاف في الحج؛ لأن قريشا كانت تقف بالمشعر الحرام فرفع

1 ووافقه اليزيدي.

2 أي: "فأزالهم". [أ] .

3 أي: "آدم كلمات". [أ] .

4 ووافقهم الأعمش.

5 ووافقهما اليزيدي والحسن وابن محيصن من المفردة والمطوعي عن الأعمش، وكذا الخلف في أنه هو.

ص: 176

الخلاف بأن أمروا أن يقفوا كغيرهم بعرفة، وأما الأول فعلى معنى النهي أي: لا يكونن رفث ولا فسوق.

وقرأ الباقون الثلاثة بالفتح بلا تنوين على أن لا لنفي الجنس عاملة عمل أن مركبة مع اسمها كما لو انفردت.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب "لا بيع فيه ولا خلة، ولا شفاعة" في هذه السورة و"لا بيع فيه ولا خلال" بإبراهيم و"لا لغو فيها ولا تأثيم" في الطور بالفتح من غير تنوين وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي، والباقون بالرفع والتنوين في الكلمات السبع، ويوقف لحمزة على "بآياتنا" [الآية: 39] بوجهين التحقيق والتسهيل بإبدال الهمزة ياء؛ لأنه متوسط بغيره1 وقس عليه نظائره.

وأمال "النار"[الآية: 39] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي وبالتقليل الأزرق.

وقرأ أبو جعفر بتسهيل همزة "إسرائيل"[الآية: 40] مع المد والقصر لتغير السبب وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كما تقدم كمل له ثلاثة أوجه "و" اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق، فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي، والوجهان في الطيبة، وعن الحسن حذف الألف والياء وهي إحدى اللغات فيها ويوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على "بني" وبالسكت وبالنقل وبالإدغام، وأما التسهيل بين بين فضعيف وفي الثانية والتسهيل مع المد والقصر فهي ثمانية أوجه2، وروى المطوعي إسرائيل بتسهيل الهمزة التي بعد الألف، وأسكن ياء نعمتي التي في الموضعين هنا، والثالث قبيل "وإذ ابتلى" ابن محيصن والحسن "وأثبت" ياء "فارهبون" [الآية: 40] و"فاتقون"[الآية: 41] يعقوب في الحالين وافقه الحسن وصلا وغلظ الأزرق لام الصلاة [الآية: 43] ورقق راء "لكبيرة"[الآية: 45] بلا خلف.

واختلف في "وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَة"[الآية: 48] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالتأنيث لإسناده إلى شفاعة وهي مؤنثة لفظا، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالتذكير؛ لأن التأنيث غير حقيقي، وحسنه الفصل بالظرف، "وعن" ابن محيصن "يذبحون" [الآية: 49] هنا وإبراهيم "ويذبح" بالقصص بفتح ضم الياء وسكون فتحة الذال وفتح كسرة الموحدة وتخفيفها.

واختلف في "وعدنا موسى"[الآية: 51] هنا و [الأعراف الآية: 142] وفي [طه الآية: 14]"وَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّور"[الآية: 80] فأبو عمرو كذا أبو جعفر ويعقوب

1 ووافقه الأعمش بخلفه.

2 وللأعمش في أحد وجهيه ثمانيه لا تخفى.

ص: 177

بغير ألف بعد الواو؛ لأن الوعد من الله تعالى وحده وافقهم اليزيدي وابن محيصن1 والباقون بالألف2 من المواعدة، قال في البحر: فالله وعد موسى الوحي وعد الله المجيء "و" اتفقوا على قراءة "أَفَمَنْ وَعَدْنَاه"[بالقصص الآية: 61] بغير ألف وكذا حرف الزخرف [الآية: 42]{أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُم} لعدم صحة المفاعلة.

وقرأ "اتخذتم"[الآية: 51] بإظهار الذال على الأصل ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه، والباقون بالإدغام.

وأمال "موسى"[الآية: 51، 53] حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، ومن روايتيه "وعن" ابن محيصن من المبهج "يا قوم" [الآية: 54] بضم كسر الميم وهو في سبعة وأربعين موضعا3.

وأمال "بارئكم"[الآية: 54] في الموضعين الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون وكذا حكم البارئ في الحشر.

واختلف في همز "بارئكم"[الآية: 54] معا وراء "يأمركم"[الآية: 67] المتصل بضمير جمع المخاطب وتأمرهم، ويأمرهم مخاطب أو غائب متصل بضمير غائب "وينصركم" مطلقا و"يشعركم" حيث وقع ذلك مرفوعا فأبو عمرو من أكثر الطرق بإسكان الهمزة والراء4 كما ورد عنه وعن أصحابه منصوصا، وعليه أكثر المؤلفين، وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد كـ"يأمركم" أو نوعين كـ"بارئكم" وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف فإسكانه وإبقاؤه أولى، والحكم منوط بالمتحرك في نوعيه فخرج نحو:"إن ينصركم"

المجزوم وبالحركات الثقال نحو: "تأمرنا" لخفة الفتحة والصواب كما في النشر اختصاص الكلم المذكور أولا إذ النص فيها فخرج نحو: "يصوركم، ويحذركم، ونحشرهم، وانذركم، ويسيركم، ويطهركم" خلافا لمن ذكرها، وروى جماعة عنه من روايتيه الاختلاس فيهما، وعبر عنه بالإتيان بثلثي الحركة، قال الجعبري: معناه بأكثرها بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها وروى أكثرهم الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي وعكس بعضهم، وروى بعضهم الإتمام عن الدوري وحده، وبه قرأ الباقون فصار للدوري ثلاثة، وللسوسي الإسكان والاختلاس، ولذا قال في الطيبة بعد ذكر الألفاظ:

سكن أو اختلس حلا والخلف طب

1 هكذا في النسخة التي بيدي فيشمل الطريقين. وأفادني شيخي أن القصر من المبهج والذي في اللطائف القصر من المفردة، والمد من المبهج.

2 أي: "واعدنا.." في الجميع. [أ] .

3 وخصه صاحب المفردة بما بعده همزة وصل فقط نحو: يا قوم ادخلوا.

4 أي: "يأمركم

" وهكذا في جميع المواضع. [أ] .

ص: 178

وافقه ابن محيصن على اختلاس بارئكم بخلف1 وعنه الإسكان في الكلمات الخمس ونحوهن مما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو: يصوركم ويعلمكم ونطعمكم والاختلاس في ذلك كله من المفردة، وقال بعضهم: يختلس ابن محيصن الحركة من كلمة اجتمع فيها ضمتان وهي ستة أحرف إذا لم يكن فيها تشديد أو ساكن نحو: "يأمركم، وينصركم، ويحشرهم، ويشعركم، يذرؤكم، يكلؤكم" ونحوهن ا. هـ. ولا خلاف عن أبي عمرو في عدم إبدال همزة "بارئكم" معا حال سكونها إلا ما انفرد به ابن غلبون ومن تبعه من إبدالها ياء ساكنة، قال في النشر: وهو غير مرضي؛ لأن سكون الهمزة عارض فلا يعتد به ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين، وإبدالها ياء على الرسم ضعيف، وأدغم أبو عمرو من روايتيه النون في اللام من "نُؤْمِنَ لَك" [الآية: 55] مع إبدال الهمز الساكن واوا وله الإظهار مع الهمز وعدمه، فهي ثلاثة أوجه، تقدم نظيرها في "حَيْثُ شِئْتُمَا" وافقه يعقوب في الإدغام من المصباح.

وأمال "نَرَى اللَّه"[الآية: 55] وصلا ونحوه كـ"فَسَيَرَى اللَّه" وهو في ثلاثين موضعا السوسي بخلف عنه، واختلف عنه أيضا في ترقيق لام الجلالة من ذلك حال الإمالة وتفخيمها، وكلاهما جائز منقول صحيح وعن ابن محيصن "الصاعقة" [الآية: 55] حيث جاء بحذف الألف وسكون العين واختلف عنه في الذاريات2 "وغلظ" الأزرق لام وظللنا وما ظلمونا بخلف عنه، وأشار إلى ترجيح التغليظ في الطيبة بقوله: وقيل عند الطاء والظاء والأصح تفخيمها وأمال "السلوى"[الآية: 57] حمزة والكسائي وكذا خلف3، وقرأ أبو عمرو كالأزرق بالتقليل والفتح، وتقدم حكم "حَيْثُ شِئْتُمَا" [الآية: 58] إدغاما وإبدالا.

واختلف في "يغفر"[الآية: 58] هنا و [الأعراف الآية: 161] فابن عامر بالتأنيث فيهما، وقرأ نافع وكذا أبو جعفر بالتذكير4 هنا، والتأنيث في الأعراف وكذا يعقوب بالتأنيث في الأعراف ووجه الكل لا يخفى؛ لأن الفعل مسند إلى مجازي التأنيث واتفق هؤلاء الأربعة على ضم حرف المضارعة، وفتح الفاء على البناء للمفعول، والباقون بنون مفتوحة وفاء مكسورة في الموضعين على البناء للفاعل5.

1 أي: بين الاختلاس والإشباع، فالاختلاس من المبهج، والإشباع من المفردة.

2 فقرأه كذلك من المبهج وقرأه من المفردة كالجمهور بالألف وكسر العين وستأتي قراءة الكسائي في الذاريات.

3 ووافقهم الأعمش، وهكذا يقال في كل ما ماثله.

4 أي: ابن عامر: "تغفر". والمدنيان: "يغفر" والباقون: "نغفر..". [أ] .

5 ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والأعمش.

ص: 179

وقرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري "تَغْفِرُ لَكُم"[الآية: 58] بإدغام الراء في اللام1، وفي النشر تفريع الخلاف على الإدغام الكبير، فإذا أخذ به أدغم هذا بلا خلاف، وإلا فالخلاف متجه في هذا، والأكثرون على الإدغام والباقون بالإظهار.

واتفقوا هنا على "خطايا"[الآية: 58] كبقايا2 وأماله الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق.

وقرأ "قولا غير"[الآية: 59] بإخفاء التنوين عند الغين أبو جعفر وتقدم حكم إدغام "قيل لهم" لأبي عمرو ويعقوب، وإشمام كسرة القاف لهشام والكسائي ورويس، وكذا تغليظ الأزرق "ظلموا" بخلفه وعن ابن محيصن "رجزا" [الآية: 59] بضم كسر الراء حيث وقع وهو لغة وعن الأعمش "يفسقون"[الآية: 59] بكسر ضم السين حيث جاء وهو لغة أيضا.

وأمال "استسقى"[الآية: 60] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق، وعن المطوعي عن الأعمش "عشرة" بكسر سكون الشين وعنه أيضا الإسكان والفتح وكلها لغات وعن الحسن والأعمش "مصر" [الآية: 61] بلا تنوين غير منصرف ووقفا بغير ألف، وهو كذلك في مصحف أبي بن كعب وابن مسعود، وأما من صرف فإنه يعني مصرا من الأمصار غير معين، واستدلوا بالأمر بدخول القرية وبأنهم سكنوا الشام، وقيل أراد بقوله:"مصرا" وإن كان غير معين مصر فرعون من إطلاق النكرة مرادا بها المعين.

وأمال "أدنى"[الآية: 61] وكذلك "الأدنى" حيث وقعا حمزة والكسائي والأعمش وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق.

وتقدم حكم "عَلَيْهِمُ الذِّلَّة"[الآية: 61] من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما في سورة الفاتحة وكذا مد "باؤا" للأزرق.

وقرأ "النبيين"[الآية: 61] و"النبيون، والأنبياء، والنبي، والنبوة" بالهمزة3 نافع على الأصل؛ لأنه من النبأ وهو الخبر، والباقون بياء مشددة في المفرد وجمع السلامة، وفي جمع التكسير بياء مخففة في المصدر بواو مشددة مفتوحة، وقرأ به قالون في موضعي الأحزاب في الوصل؛ لأنه إذا همز على أصله اجتمع همزتان مكسورتان منفصلتان ومذهبه تخفيف الأولى، فعدل عن التسهيل إلى البدل بعد الياء توصلا إلى الإدغام مبالغة في التخفيف، وإذا وقف عاد إلى أصله بالهمز.

1 ووافقه اليزيدي وابن محيصن من المفردة.

2 في بعض النسخ بعده إلا الحسن فإنه قرأه خطيئاتكم بجمع السلامة.

3 أي: "النبيئين

". [أ] .

ص: 180

وقرأ "الصائبين"[الآية: 62] هنا والحج بحذف الهمزة نافع وكذا أبو جعفر1، والباقون بالهمز، ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالياء، وبالحذف وإخباره الآخرون بالتخفيف الرسمي، قيل وبالأبدال ياء ذكره الهذلي وضعف2 وكذا حكم الوقف على "خاسيئين" و"الخاطئين".

وأمال الألف بعد الراء من "النصارى"[الآية: 62] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي، وكذا خلف وبالتقليل الأزرق وأمال الألف بعد الصاد منه الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة الألف بعد الراء، كما تقدم، وعن المطوعي "واذكروا" [الآية: 63] بفتح سكون الذال وفتح ضمة الكاف وتشديدهما3.

وقرأ الأزرق بترقيق راء "قردة"[الآية: 65] وأخفى تنوينها عند خاء "خاسئين" وذكر هنا في الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة خاسئين ياء وفيه نظر، والذي سبق له في باب الهمز المفرد تبعا للنشر وغيره إنه لا يحذف من هذا الباب إلا الصائبين ومتكئين ومستهزئين والخاطئين وخاطئين فقط، وكذا في النشر وطيبته وتقريبه، غير أنه ذكر فيه أن الهذلي انفرد عن النهرواني عن ابن وردان بالحذف في خاسئين، وهو غير معمول عليه، ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين، وبحذف الهمزة على اتباع الرسم، وحكى الإبدال ياء وضعف4.

وقرأ "هزوا"[الآية: 67] حيث جاءوا "كفوا" في سورة الإخلاص [الآية: 4] حفص بإبدال الهمزة فيهما واوا في الحالين5 تخفيفا وافقه الشنبوذي وأسكن الزاي من "هزوا" حيث أتى حمزة وكذا خلف وأسكن الفاء من "كفوا" حمزة، وكذا يعقوب وخلف6 والباقون بضمهما7 وأما قوله: هنا في الأصل، وقرأ بحذف الهمزة وتشديد الزاي في هزوا أبو جعفر، فلعله سبق قلم، فإن ما كان من أقسام الهمز متحركا وقبله زاي اختص منه جزأ فقط منصوبا ومرفوعا، فقرأه أبو جعفر بحذف الهمزة وتشديد الزاي كما تقدم فليس في هزوا ما ذكر لأبي جعفر وغيره، ويوقف عليهما لحمزة بوجهين وهما: النقل على القياس والإبدال واوا اتباعا للرسم، وحكى بين بين وأيضا تشديد الزاي على الإدغام، ولا يقرأ بهما وتقدم وقف يعقوب بهاء السكت على ما هي قريبا وعن الحسن "متشابه" بميم وتاء مرفوعة الهاء منونة في الوصل وتخفيف الشين وعن المطوعي يـ"تَشَابَهَ عَلَيْنَا" [الآية: 70] مضارعا بالياء وتشديد

1 أي: "الصابئين

". [أ] .

2 وافقه الأعمش بخلفه وهكذا يقال في نظائره.

3 أي: "واذكروا"[أ] .

4 ووافقه المطوعي.

5 الباقون: "هزؤا، كفؤا". [أ] .

6 وافقهم في الموضعين المطوعي.

7 والإسكان لغة تميم وأسد وعامة قيس والضم لغة الحجازين.

ص: 181

الشين مرفوع الهاء وأصله يتشابه فأدغم "وأمال شاء" حمزة وابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني وكذا خلف.

وقرأ الأزرق بترقيق راء "تثير"[الآية: 71] على الأصح كما تقدم، وأما "لا شية" فبالياء المثناة التحتية من غير همز باتفاق، أي: لا لون فيها يخالف جلدها، وكتبت بالهاء المربوطة، ونقل همزة الآن ورش وكذا ابن وردان بخلف عنه، ويوقف على "فادارأتم" [الآية: 72] لحمزة بإبدال الهمزة ألفا كأبي عمرو بخلفه ومن وافقه في الحالين، وعن المطوعي "لما يتفجر، لما يشقق، لما يهبط"[الآية: 74] بالتشديد في لما الثلاثة بخلاف في الأخيرين، قال ابن عطية: وهي قراءة غير متجهة، وعنه يهبط بضم الياء والجمهور بكسرها.

واختلف "في عما تعملون، أفتطعمون"[الآية: 74، 75] فابن كثير بالغيب وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب1 وعن ابن محيصن "أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ"[الآية: 77] . بالخطاب واختلف عنه في "يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ"[الآية: 77]2.

واختلف في "إِلَّا أَمَانِي"[الآية: 78] وبابه فأبو جعفر "إلا أماني، وأمانيهم، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، في أمنيته" بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمخفوضة من ذلك، وبكسر الهاء من أمانيهم لكونها بعد ياء ساكنة، والأماني جمع أمنية وهي أفعولة أصلها أمنوية، اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وهي من مني إذا قدر؛ لأن المتمني يقدر في نفسه ويحرز ما يتمناه وجمعها بتشديد الياء؛ لأنه أفاعيل وإذا جمعت على أفاعل خففت الياء والأصل التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي انقلبت فيه ياء، فوجه قراءة التخفيف جمعه على أفاعل، ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد كما يقال في جمع مفتاح مفاتيح ومفاتح، وافقه الحسن والباقون بالتشديد وإظهار الإعراب، وأدغم "الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِم" أبو عمرو وكذا رويس بخلف عنهما ويعقوب بكماله من المصباح3.

وقرأ ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه بإظهار ذال "اتخذتم"[الآية: 80] وأدغم الكل نون لن في ياء "يخلف" مع الغنة الإخفاء عن حمزة فأسقط الغنة ومثله الدوري عن الكسائي بخلف عنه، وأمال "بلى" حمزة والكسائي وكذا خلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه، وبالفتح والتقليل أبو عمرو وصححها في النشر عنه من الروايتين، لكنه اقتصر في طيبته في نقل الخلاف على الدوري، وبهما قرأ الأزرق

1 هنا سقط ولعله "وعن" المطوعي عن الأعمش "كلم الله" بغير ألف وكسر اللام اسم جنس واحده كلمة، وقد يراد بالكلمة الكلام فتكون القراءتان بمعنى واحد.

2 فبالغيب من المبهج وبالخطاب من المفردة.

3 وموافقة الأربعة لهم لا تخفى وقس عليهم ما أشبهه.

ص: 182

والباقون بالفتح "ويوقف" لحمزة1 على "سيئة" بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.

وأمال هاء التأنيث منها الكسائي وفقا، وكذا حمزة بخلف عنه.

واختلف: في "خطيئته"[الآية: 81] فنافع وكذا أبو جعفر "خطيآته" على جمع السلامة، والباقون بالتوحيد ويوقف عليه لحمزة بإبدال همزته ياء من جنس الزائدة قبلها، وإدغامها فيها وجها واحدا، وحكى بين بين وضعف وتقدم إمالة "النار" وتسهيل همزة إسرائيل ومد يائه والوقف عليه قريبا.

واختلف: "في تعبدون"[الآية: 83] فابن كثير وحمزة والكسائي بالغيب؛ لأني بني إسرائيل لفظ غيبة وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش، والباقون بالخطاب حكاية لما خوطبوا به، وليناسب قولوا للناس، ويوقف لحمزة على "إحسانا" بالتحقيق والتسهيل كالياء؛ لأنه متوسط بغيره المنفصل.

وأمال: "القربى"[الآية: 83] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو.

وأمال: "اليتامى"[الآية: 83] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق.

وأمال: فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة ألف التأنيث بعد.

وأمال: "للناس" إمالة كبرى كما تقدم وهي المرادة عند الإطلاق الدوري بخلف عنه وافقه اليزيدي والباقون بالفتح.

واختلف "في حسنا" فحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف، ووافقهم الأعمش بفتح الحاء والسين صفة لمصدر محذوف أي: قولا حسنا، والباقون بضم الحاء وإسكان السين وظاهره كما قال أبو حيان: إنه مصدر وأنه كان في الأصل قولا حسنا إما على حذف مضاف أي: ذا حسن، وإما على الوصف بالمصدر لإفراط حسنه.

وعن الحسن: بغير تنوين بوزن القربى والعقبى أي: كلمة أو مقالة حسنى وأدغم تاء "الزكوة" في ثاء "ثم" أبو عمرو بخلف عنه، وكذا يعقوب بخلفه من المصباح والمفردة وأمال "دياركم" و"ديارهم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق وعن الحسن "تقتلون" هنا وبعده "فلم تقتلون" [الآية: 19] بضم التاء وفتح القاف وكسر التاء مشددة.

واختلف في "تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم"[الآية: 85] و"تظاهرا" عليه [بالتحريم الآية:

1 وكذا الأعمش في أحد وجهيه وقيس.

ص: 183

4] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بحذف إحدى التاءين: تاء المضارعة أو تاء التفاعل، واختاره في البحر وتخفيف الظاء مبالغة في التخفيف، ووافقهم الأعمش، والباقون بإدغام التاء في الظاء لشدة1 قرب المخرج وعن الحسن هنا تشديد الظاء، والهاء مع فتحهما وحذف الألف ومعناها واحد، وهو التعاون والتناصر.

واختلف في "أسارى"[الآية: 85] فحمزة بفتح الهمزة وسكون السين من غير ألف2 وبالإمالة على وزن فعلى جمع أسير بمعنى مأسور، ووافقه الأعمش وكذا الحسن، لكنه بالفتح، وقرأ الباقون بضم الهمزة وفتح السين وبألف بعدها على وزن فعالى جمع أسرى كسكرى وسكارى، وقيل جمع أسير أيضا وأماله أبو عمرو والكسائي وابن ذكوان بخلفه، وكذا خلف وقلله الأزرق، وأمال فتحة السين مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير.

واختلف في "تفدوهم"[الآية: 85] فنافع وعاصم والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب بضم التاء وفتح الفاء وألف بعدها3، وهو جواب الشرط، ولذا حذفت النون منه وافقهم الحسن والمطوعي، والباقون بفتح التاء وسكون الفاء بلا ألف، والقراءتان بمعنى واحد أو المفاعلة على بابها يعطي الأسير المال والأسير الإطلاق، ورقق الأزرق راء "إخراجهم" ولم ينظر إلى حرف الاستعلاء وهو الخاء لضعفه بالهمس، وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وكذا خلف، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، وعنه أيضا تمحيض إمالتها من رواية الدوري وهو المراد بقول الطيبة، وعن جماعة له أي: الدوري دنيا أمل.

واختلف: في "يعملون، أولئك"[الآية: 85، 86] فنافع وابن كثير وأبو بكر وكذا يعقوب وخلف بالغيب موافقة لقوله: "اشتروا" وافقهم ابن محيصن والباقون بالخطاب مناسبة لقوله أخذنا ميثاقكم وإذا قرئ للأزرق "ولقد آتينا موسى" مع "وآتينا عيسى" فالقصر والتوسط والطول في الثاني على قصر الأول على الاعتداد بالعارض، وهو النقل فإن لم يعتد به وسطه معه وأشبعه كذلك، وعن ابن محيصن "آيدناه" كيف جاء بمد الهمزة وتخفيف الياء نحو: آمن وبابه وعنه أيضا "غلف" بضم اللام جمع غلاف والجمهور بإسكانها جمع أغلف.

واختلف: في تسكين عين "القدس، وخطوات، واليسر، والعسر، وجزءا، والأكل، والرعب، ورسلنا، وبابه، والسحت، والأذن، وقربة، وجرف، وسبلنا، وعقبا، ونكرا، ورحما، وشغل، ونكر، وعربا، وخشب، وسحقا، وثلثي الليل، وعذرا، ونذرا" فسكن دال القدس حيث جاء طلبا للتخفيف ابن كثير وافقه ابن محيصن والباقون بالضم وروح القدس أراد به جبريل، وقيل

1 أي: "تظاهرون، تظاهرا

". [أ] .

2 أي: "أسرى". [أ] .

3 أي: "وتفادوهم". [أ] .

ص: 184

روح عيسى ووصفها به لطهارته عن مس الشيطان أو لكرامته على الله تعالى، ولذا أضافه إلى نفسه؛ أو لأنه لم تضمه الأصلاب.

وأما: الطاء من "خطوات"[الآية: 168] أين أتى فأسكن طاءه نافع والبزي من طريق أبي ربيعة وأبو عمرو وأبو بكر وحمزة وكذا خلف وهو لغة تميم، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والأعمش، والباقون بالضم لغة أهل الحجاز.

وأما: السين من "اليسر والعسر"[الآية: 185] وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان عنه في "فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا"[في الذاريات الآية: 3] فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره.

وأما الزاي من "جزأ" فأسكنها كل القراء إلا شعبة فضمها، وهو ثلاثة منصوبان ومرفوع "كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا" في [البقرة الآية: 260] "مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا"[بالزخرف الآية: 15]"جُزْءٌ مَقْسُوم"[بالحجر الآية: 44] .

وأما الكاف من "أكلها، وأكله، وأكل، خمط، والأكل، وأكل"1 المضاف إلى المضمر المؤنث والمذكر وإلى الظاهر وغير المضاف فأسكنها فيها نافع وابن كثير، وافقهما ابن محيصن، وأسكنها كذلك أبو عمرو من أكلها المضاف إلى ضمير المؤنث خاصة وضم غيره جمعا بين اللغتين، وافقه اليزيدي والحسن والباقون بالضم.

وأما: عين "الرعب، ورعبا" حيث وقعا فأسكنها كلهم إلا أبو عامر والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب فبالضم.

وأما: سين "رسلنا، ورسلهم، ورسلكم" مما وقع مضافا إلى ضمير على حرفين فأسكنها أبو عمرو للتخفيف وافقه اليزيدي والحسن وزاد فيما روى عنه نحو: رسله ورسلك فعم المضاف إلى المضمر مطلقا "وعن" المطوعي إسكان ما تجرد عن الضمير معرفا ومنكرا نحو: رسل الله ويا أيها الرسل والباقون بالضم.

وأما: الحاء من "السحت، وللسحت"[بالمائدة الآية: 42، 62، 63] فأسكنها نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش والباقون بالضم.

وأما: ذال "الأذن، وأذن" كيف وقع نحو: في أذنيه، وقل أذن، فأسكنها نافع وضمها الباقون.

وأما: راء "قربة" وهي [بالتوبة الآية: 99] فضمها ورش وافقه المطوعي وأسكنها الباقون.

وأما: راء "جرف"[بالتوبة الآية: 109] فأسكنها ابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني وأبو بكر وحمزة، وكذا خلف وافقهم الحسن والأعمش وضمها الباقون.

1 حيث وقعت. [أ] .

ص: 185

وأما: باء"سبلنا"[بإبراهيم الآية: 12] و [العنكبوت الآية: 69] فأسكنها أبو عمرو ووافقه اليزيدي والحسن وضمها الباقون.

وأما: قاف "عقبا"[بالكهف الآية: 44] فأسكنها عاصم وحمزة وكذا خلف وافقهم الحسن والأعمش وضمها الباقون.

وأما: كاف "نكرا"[بالكهف الآية: 74] و [الطلاق الآية: 8] فأسكنها ابن كثير وأبو عمرو وهشام وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأربعة وضمها الباقون.

وأما حاء "رحما"[بالكهف الآية: 81] فأسكنها كل القراء إلا ابن عامر، وكذا أبو جعفر ويعقوب.

وأما غين "شغل"[يس الآية: 55] فأسكنها نافع وابن كثير وأبو عمرو وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وضمها الباقون.

وأما كاف "نكر"[بالقمر الآية: 6] فأسكنها ابن كثير وافقه ابن محيصن، والباقون بالضم.

وأما راء "عربا"[بالواقعة الآية: 37] فأسكنها أبو عمرو وحمزة وكذا خلف وضمها الباقون.

وأما شين "خشب"[بالمنافقين الآية: 4] فأسكنها قنبل من طريق ابن مجاهد وأبو عمرو والكسائي وضمها الباقون.

وأما حاء "فسحقا"[بالملك الآية: 11] فأسكنها كلهم إلا الكسائي، وابن جماز وابن وردان بخلف عنه وعن الكسائي.

وأما لام "ثلثي"[بالمزمل الآية: 20] فأسكنها هشام، وضمها الباقون.

وأما ذال "عذرا"[بالمرسلات، الآية: 6] فأسكنها كل القراء غير روح وافقه الحسن.

وأما ذال "نذرا"[بالمرسلات الآية: 6] أيضا فأسكنها أبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم اليزيدي والأعمش وضمها الباقون وعن الحسن ضم باء خبرا في موضعي الكهف وراء "عرفا" في المرسلات "وجه" إسكان الباب كله أنه لغة تميم وأسد وعامة قيس، ووجه الضم أنه لغة الحجازيين، وقيل الأصل السكون واتبع أو الضم وأسكن تخفيفا كرسلنا.

وأمال "جاءكم" ابن ذكوان وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش واختلف عن هشام فأمالها الداجواني وفتحها الحلواني كالباقين وكذا "جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا"[الآية: 89] وجميع الباب.

وأمال "تهوى"[الآية: 87] حمزة والكسائي وكذا خلف ووافقهم الأعمش

ص: 186

وبالفتح والتقليل الأزرق وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وكذا رويس وقلله الأزرق وأبدل همزة "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا" [الآية: 90] ياء ورش1 من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة عليه وهي موصولة بلا خلاف، وتقدم حكم إسقاط غنة النون عند الياء من نحو:"أن ينزل الله" و"من يشا"ء.

واختلف: في "ينزل"[الآية: 90] وبابه إذا كان فعلا مضارعا بغير همزة مضموم الأول مبنيا للفاعل أو المفعول حيث أتى، فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بسكون النون وتخفيف الزاي من أنزل إلا ما وقع الإجماع على تشديده، وهو {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَاّ بِقَدَرٍ} [بالحجر الآية: 21] وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتخفيف كذلك في: ينزل الغيت بلقمان والشورى كابن كثير ومن معه، وافقهم الأعمش، وقد خالف أبو عمرو وكذا يعقوب أصلهما في قوله تعالى:"عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَة"[بالأنعام الآية: 37] ولم يخففه سوى ابن كثير وافقه ابن محيصن وخالف ابن كثير أصله في موضعي الإسراء وهما: "وننزل من القرآن، وحتى تنزل علينا"[الآية: 82، 93] فشددهما ولم يخففهما إلا أبو عمرو ويعقوب وافقهما اليزيدي وخالف يعقوب أصله في الموضع الأخير من النحل وهو: "والله أعلم بما ينزل" فشدده ولم يخففه سوى ابن كثير وأبي عمرو وافقهما ابن محيصن واليزيدي، والباقون بتشديد الزاي مع فتح النون مضارع نزل المتعدي بالتضعيف، وخرج بقيد المضارع الماضي نحو:"وما أنزل الله" وبغير همزة "سأنزل" وبالمضموم الأول "وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء" وأما "منزلها" بالمائدة فيأتي في محله، وكذا "ينزل الملائكة" بأول النحل إن شاء الله تعالى وتقدم إشمام "قيل" لهشام وللكسائي وكذا رويس قريبا "وكذا" إدغام لامها في لام "لهم" لأبي عمرو بخلفه كذا يعقوب من المصباح.

وكذا: وقف البزي وكذا يعقوب بزيادة هاء السكت على "فلم" بخلف عنهما "وكذا" همز "أنبياء" لنافع "وأظهر" الدال من "وَلَقَدْ جَاءَكُمْ"[الآية: 92] نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب "وأمال" جاءكم ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وكذا خلف وأمال "موسى" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، وقرأ بإظهار الذال عند التاء "ثم اتخذتم" [الآية: 92] ابن كثير وحفص ورويس بخلفه "وذكر" آنفا إبدال "بئسما""كيأمركم" والخلاف في تسكين رائه، واختلاس حركتها لأبي عمرو وزيادة إتمامها للدوري "وكذا" إمالة "الناس" له بخلفه "ورقق" الأزرق راء "بصير" بخلفه.

1 أي: "بيسما..". [أ] .

2 فشدداه جمعا بين اللغتين أو الأثر.

ص: 187

واختلف: في "بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون"[الآية: 96] فيعقوب بالخطاب1 على الالتفات والباقون بالغيب.

واختلف: في "جبريل"[الآية: 97، 98] هنا وفي [التحريم الآية: 4] فنافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب بكسر الجيم والراء وحذف الهمزة وإثبات الياء وهي لغة الحجازيين وافقهم اليزيدي وقرأ ابن كثير بفتح الجيم وكسر الراء وياء ساكنة من غير همز2 وافقه ابن محيصن وقرأ حمزة والكسائي، وكذا خلف بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة وياء ساكنة3، وافقهم الأعمش واختلف عن أبي بكر فالعليمي عنه كحمزة ومن معه ويحيى بن آدم عنه كذلك، إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة وعن الحسن "جبرائل" بألف قبل الهمزة وحذف الياء وعن ابن محيصن من المبهج كراوية يحيى بن آدم عن أبي بكر إلا أن اللام مشددة4 وكلها لغات وأمال "بشرى" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق.

واختلف في "ميكال"[الآية: 98] فنافع وقنبل من طريق ابن شنبوذ وكذا أبو جعفر بهمزة بعد الألف من غير ياء5 وهي لغة لبعض العرب، وقرأ أبو عمرو، وحفص وكذا يعقوب بحذف الهمزة والياء بعدها كمثقال، وهي لغة الحجازيين وافقهم اليزيدي والحسن وعن ابن محيصن بالهمز من غير ياء مع تخفيف اللام من المفردة6 وتشديدها من المبهج7، وقرأ الباقون وهم: البزي وقنبل من طريق ابن مجاهد وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف بزيادة الهمزة والياء بعد الألف8، وافقهم الأعمش9.

ووقف: حمزة على جبريل بالتسهيل بين بين فقط وكذا ميكال مع المد والقصر.

وقرأ: ورش من طريق الأصبهاني بتسهيل همزة "كأنهم وكأنك، وكأن لم" في جميع القرآن وعن الحسن "عوهدوا" ببنائه للمفعول وهي مخالفة للرسم وعنه أيضا "الشياطون"10 وتعقبه.

واختلف: في "وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ"[الآية: 102] وفي الأولين في [الأنفال الآية:

1 أي: "تعملون". [أ] .

2 أي: "جبريل"[أ] .

3 أي: "جبرائيل"[أ] .

4 أي: "جبرائل". [أ] .

5 أي: "ميكائِلَ". [أ] .

6 أي: "ميكائَلَ". [أ] .

7 أي: "مِيْكائلَّ". [أ] .

8 أي: "مِيْكائيل". [أ] .

9 وابن محيصن من المفردة.

10 أي: بالواو بدل الياء وفتح النون حيث جاء مرفوعا، قاسه على قول العرب بستان فلان حوله بساتون. رواه الأصمعي، قالوا: والصحيح أن هذا الحسن فاحش، وقال أبو البقاء: شبه فيه الياء قبل النون بياء جمع التصحيح وهو قريب من الغلط، وأسقط هذا الحرف كثير من المحققين.

ص: 188

17] "ولكن الله قتلهم، ولكن الله رمى" فابن عامر وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف النون من "ولكن" كما هو لغة وكسرها وصلا ورفع ما بعدها على الابتداء، وافقهم الأعمش عليها والحسن في ثاني الأنفال والباقون بالتشديد ونصب ما بعدها بها، وأما "وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَن، ولكن البر من اتقى" وحرف يونس فيأتي في محله إن شاء الله تعالى، ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على:"المرء" بالنقل مع إسكان الراء للوقف على القياس، ويجوز الروم وعن المطوعي إمالة:"بضارين"[الآية: 102] .

وأمال "اشتريه" أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري وكذا خلف وقلله الأزرق، وأما الخلف في "ينزل" فسبق قريبا وكذا إخفاء النون عند الخاء لأبي جعفر في"مِنْ خَلاق" [الآية: 102] و"من خير" وترقيق الأزرق راء: "خير لو" بخلفه وعن ابن محيصن والحسن "راعنا"[الآية: 104] هنا والنساء بالتنوين على أنه صفة لمصدر محذوف أي: قولا راعنا.

واختلف في "ننسخ"[الآية: 106] فابن عامر من غير طريق الداجواني عن هشام بضم نون المضارعة وكسر السين مضارع1 انسخ والباقون بفتحهما مضارع نسخ، وبه قرأ الداجواني عن أصحابه عن هشام.

واختلف في "ننسها"[الآية: 106] فابن كثير وأبو عمرو بفتح النون والسين وهمزة ساكنة تليها2 من: النسأ وهو التأخير أي: نؤخر نسخها أي: نزولها أو نمحها لفظا وحكما، وافقهما ابن محيصن واليزيدي والباقون بضم النون وكسر السين بلا همز من الترك أي: نترك إنزالها، قال الضحاك: وعن الحسن بالخطاب وقرأ "شَيْءٍ قَدِير"[الآية: 106] بالمد المشبع والتوسط الأزرق عن ورش وجاء التوسط فيه عن حمزة بخلف، وإذا وقف عليه فله النقل مع الإسكان والروم وله الإدغام معهما فهي أربعة، وهي لهشام بخلفه3 "وإذا" وقف على "سئل" فبالتسهيل بين بين كالياء على مذهب سيبويه، وهو قول الجمهور، وبإبدال الهمزة واوا مكسورة على مذهب الأخفش، ونص عليه الهذلي والقلانسي كما في النشر ونظيره سئلت وسئلوا.

وقرأ: بإظهار دال فقد عند الضاد من "ضل" قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب "وسبق" ذكر "شيء" قريبا وكذا تغليظ لام "الصلوة" للأزرق وكذا "من خير" لأبي جعفر وترقيق راء "بصير" للأزرق بخلفه وإمالة الألف بعد الصاد من "نصارى" للدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وإمالة ألف التأنيث بعدها لأبي عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وتقليله للأزرق.

وقرأ "أمانيهم"[الآية: 111] بسكون الياء وكسر الهاء أبو جعفر وافقه الحسن.

1 أي: "ننسخ". [أ] .

2 أي: "ننسأها". [أ] .

3 وكذا الأعمش على ما مر فلا تغفل.

ص: 189

وأمال: "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه، وبالفتح والتقليل أبو عمرو وصححهما عنه في النشر من روايتيه لكن قصر الخلاف على الدوري في طيبته، وبهما قرأ الأزرق وتقدم حكم "وَلا خَوْف" ليعقوب وابن محيصن وكذا "عليهم".

وأمال: "سعى"[الآية: 114] حمزة والكسائي وخلف1 وبالفتح والتقليل الأزرق.

وقرأ أبو عمرو بسكون الميم وإخفائها عند الباء بغنة من "يَحْكُمَ بَيْنَهُم"[الآية: 113] بخلفه وسبق تغليظ اللام "من أظلم" للأزرق بخلفه "ويوقف" لحمزة على: "خائفين"[الآية: 114] بالتسهيل كالياء مع المد والقصر.

وأمال: "الدنيا"[الآية: 114] حمزة والكسائي وخلف والدوري عن أبي عمرو من طريق ابن فرح، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، وعن الحسن "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا" بفتح التاء واللام2، ووقف رويس بخلف عنه بإثبات هاء السكت في فثم من "فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه"3.

واختلف: في "عليم، وقالوا اتخذ"[الآية: 115، 116] فابن عامر "عليم قالوا" بغير واو على الاستئناف والباقون بالواو عطف جملة على مثلها، واتفق المصاحف والقراء على حذف الواو من موضع يونس وأمال "قضى" حمزة والكسائي وخلف والأعمش، وبالفتح والصغرى الأزرق.

واختلف: في "كُنْ فَيَكُون"[الآية: 117]"وقال" هنا و [بآل عمران الآية: 59، 60]" فيكون ونعلمه" وفي [النحل الآية: 40]"فيكون والذين" و [بمريم الآية: 35]"فيكون وإن الله" وفي [يس الآية: 82]"فيكون فسبحان" وفي [غافر الآية: 68]"فيكون ألم تر" فابن عامر بنصب فيكون في الستة، وقرأ الكسائي كذلك في النحل ويس، وقد وجهوا النصب بأنه بإضمار أن بعد الفاء حملا للفظ الأمر، وهو كن على الأمر الحقيقي وافقهما ابن محيصن في يس، والباقون بالرفع في الكل على الاستئناف، واتفقوا على الرفع في قوله تعالى:"فيكون الحق" بآل عمران و"كن فيكون قوله الحق" بالأنعام لكن عن الحسن نصبه.

1 ووافقهم الأعمش وقس عليه نظائره.

2 وفيها وجهان أحدهما أن يكون مضارعا والأصل تتولوا من التولية فحذف إحدى التاءين تخفيفا نحو: ما ننزل الملائكة. والثاني أن يكون ماضيا والضمير للغائبين ردا على قولهم في الدنيا ولهم في الآخرة فتتناسق الضمائر، وقال أبو البقاء: ماضي والضمير للغائبين والتقدير: أينما يتولون، يعني إنه وإن كان ماضيا لفظا فهو مستقبل معنى.

3 أي: "فثمه". [أ] .

ص: 190

واختلفوا: في ترقيق راء "بشيرا، ونذيرا"[الآية: 119] ونحوه للأزرق ففخمها في ذلك، ونحوه جماعة من أهل الأداء، ورققها له الجمهور، ثم اختلف هؤلاء الجمهور فرققها بعض منهم في الحالين كالداني والشاطبي وابن بليمة، وفخمها الآخرون منهم وصلا فقط لأجل التنوين لا وقفا.

واختلف: في "ولا تسئل"[الآية: 119] فنافع وكذا يعقوب بفتح التاء وجزم اللام بلا الناهية بالبناء للفاعل، والنهي هنا جاء على سبيل المجاز لتفخيم ما وقع فيه أهل الكفر من العذاب، كقولك لمن قال لك: كيف حال فلان أي: لا تسأل عما وقع له أي:

حل به أمر عظيم غير محصور، وأما جعله على حقيقته جوابا لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما فعل أبواي فغير مرضي"، واستبعده في المنتخب؛ لأنه صلى الله عليه وسلم عالم بما آل إليه أمرهما من الإيمان الصحيح، قال العلامة ابن حجر الهيثمي في شرح المشكاة: وحديث إحيائهما له صلى الله عليه وسلم حق آمنا به ثم توفيا حديث صحيح، وممن صححه القرطبي والحافظ ابن ناصر الدين حافظ الشام والطعن فيه ليس في محله إذ الكرامات والخصوصيات من شأنهما أن تخرق القواعد والعوائد، كنفع الإيمان هنا بعد الموت لمزيد كما لهما وأطال في ذلك، وأما الحديث المذكور وهو "ما فعل أبواي" ففي الدر المنثور للسيوطي أنه حديث مرسل ضعيف الإسناد، وقد ألف كتابا في صحة إحيائهما له فليراجع، والباقون بضم التاء ورفع اللام على البناء للمفعول بعد لا النافية والجملة مستأنفة، قال أبو حيان: وهو الأظهر أي: لا تسئل عن الكفار ما لهم لم يؤمنوا؛ لأن ذلك ليس إليك إن عليك إلا البلاغ، وأمال "ترضى" [الآية: 120] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا "ابتلى" [الآية: 124] هنا وابتليه موضعي الفجر وكذا "الهدى"[الآية: 120] وتقدم حكم إمالة ألفي "النصارى"[الآية: 120] وخلاف الأزرق في ترقيق الراء من الخاسرون، "وكذا" مدة إسرائيل وتسهيل همزة لأبي جعفر والوقف عليه لحمزة، وأجمعوا على الياء التحتية في "وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْل" [الآية: 123] هنا.

واختلف: في "إبراهيم"[الآية: 124] في ثلاثة وثلاثين موضعا، وهو كل ما في هذه السورة وهو خمسة عشر، والثلاثة الأخيرة في النساء وهي "واتبع ملة إبراهيم، واتخذ الله إبراهيم، وأوحينا إلى إبراهيم"[النساء الآية: 125، 163] والأخير من الأنعام "قيما ملة إبراهيم"[الأنعام الآية: 161] والأخيران من التوبة "استغفار إبراهيم، وإن إبراهيم"[التوبة الآية: 114] وموضع في سورته "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم"[الآية: 35] وموضعان في النحل "إبراهيم، وملة إبراهيم"[النحل الآية: 120، 123] وثلاثة بمريم "في الكتاب إبراهيم، عن آلهتي يا إبراهيم، ذرية إبراهيم"[بمريم الآية: 31، 46، 58] والموضع الأخير من العنكبوت "رسلنا إبراهيم"[العنكبوت الآية: 31] وفي الشورى "به إبراهيم"[الشورى الآية: 13] وفي الذاريات "ضيف إبراهيم"[الذاريات الآية: 24] وفي النجم "وإبراهيم الذي وفى"[النجم الآية: 37] والحديد "ونوحا

ص: 191

وإبراهيم" والحديث [الآية: 26] والأول من الممتحنة "أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيم" [الممتحنة الآية: 4] فابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان بألف بدل الياء1 والباقون بالياء وبه قرأ النقاش عن الأخفش، وكذا المطوعي عن الصوري وفصل بعضهم فروى الألف في البقرة خاصة، وهي رواية كثير عن ابن الأخرم عن الأخفش، وهما لغتان ووجه خصوصية هذه المواضع أنها كتبت في المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة، وأما زيادة موضع آل عمران والأعلى على ما ذكر فهو وهم، كما نبه عليه في النشر وتقدم إمالة "للناس" عن الدوري بخلفه "وعن" المطوعي "ذريتي" حيث جاء بكسر الذال لغة فيها "وأسكن" ياء "عَهْدِي الظَّالِمِين" [الآية: 124] حمزة وحفص2 "وعن" المطوعي "مثابات" بالجمع وكسر التاء3 وقرأ: أبو عمرو وهشام بإدغام ذال "إذ" في جيم "جعلنا".

واختلف في "واتخذوا"[الآية: 125] فنافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر عطفا على ما قبله إما على مجموع إذ جعلنا فتضمر إذ، وإما على نفس جعلنا فلا إضمار، وافقهم الحسن والباقون بكسرها على الأمر والمأمور بذلك، قيل إبراهيم وذريته وقيل نبينا صلى الله عليهما، وأمته وعليهما فيكون معمولا لقول محذوف أي: وقال الله لإبراهيم على الأول، وقلنا اتخذوا على الثاني "وغلظ" الأزرق لام "مصلى" وصلا فإن وقف غلظها مع الفتح ورققها فقط مع التقليل، وأمالها حمزة والكسائي وخلف والأعمش وقفا، ورقق الأزرق راء "طهرا بيتي" بخلف عنه، ومن فخمها عنه راعى ألف التثنية وهما في جامع البيان "وفتح" بيتي "للطائفين" نافع وهشام وحفص وكذا أبو جعفر "وعن" ابن محيصن ضم باء "رب" المنادى المضاف إلى ياء المتكلم4.

واختلف في "فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا"[الآية: 126] فابن عامر بإسكان الميم، وتخفيف التاء مضارع: أمتع 5المتعدي بالهمزة وافقه المطوعي، والباقون بالفتح والتشديد مضارع متع المعدى بالتضعيف، وعن المطوعي "ثُمَّ أَضْطَرُّه" بوصل الهمزة وفتح الراء وعن ابن محيصن إدغام ضاد اضطر في طائه وعن الحسن "مُسْلِمَيْنِ لَك" على الجمع6 وتقدم إبدال همزة بئس لورش ومن معه.

1 أي: "إبراهام" في جميع ما حدده أعلاه.

2 ووافقهما ابن محيصن والحسن والمطوعي.

3 ووجه أن مثابة لكل واحد من الناس.

4 وهو في سبعة وستين موضعا هذا أولها. وعنه من المفردة بالكسر إلا رب احكم في الأنبياء وما جاء منه مما هو متصل بهمزة الوصل فإنه وافق في ضمه صاحب المبهج.

5 أي: "فأمتعه

". [أ] .

6 أي: بكسر الميم الثانية وفتح النون، دعاء لهما وللموجود من أهلها كهاجر أو التثنية من مراتب الجمع ا. هـ. فتصير:"مسلمين".

ص: 192

واختلف في راء "أرنا"[الآية: 128] وأرني حيث وقعا فابن كثير وأبو عمرو بخلف عنه، وكذا يعقوب بإسكانها للتخفيف وافقهم ابن محيصن، والوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه هو الاختلاس جمعا بين التخفيف والدلالة قال في النشر: وكلاهما ثابت من كل من الروايتين، وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي كالشاطبي، وقرأ ابن ذكوان وهشام من غير طريق الداجوني، وأبو بكر بإسكانها في فصلت وبالكسر الكامل في غيرها، وبه قرأ الباقون في الكل، "وتقدم" ضم هاء "فيهم" و"يزكيهم" ليعقوب و"عليهم" لحمزة وكذا أمالة "الدنيا".

واختلف في "وَوَصَّى بِهَا"[الآية: 132] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بهمزة مفتوحة بين الواوين وإسكان الثانية وتخفيف الصاد1 وهو موافق لرسم المصحف المدني والشامي والباقون بالتشديد من غير همز معدى بالتضعيف موافقة لمصاحفهم، وأمالها حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والصغرى الأزرق، وكذا حكم "اصطفى" وهو سبعة مواضع.

وقرأ "شهداء إذ"[الآية: 133] بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وافقهم اليزيدي وابن محيصن، والباقون بتخفيفها "وعن" الحسن "وإله أبيك" بالإفراد فيكون إبراهيم بدلا منه، وعلى قراءة الجمهور إبراهيم وما بعده بدل من آبائك بدلا تفصيليا، وأجيز أن يكون منصوبا بإضمار أعني، وعن ابن محيصن من المفردة إدغام "أتحاجوننا"2 وعن المطوعي إدغامه أيضا.

وتقدم حكم إمالة ألفي "نصارى" وكذا "موسى" و"عيسى" وهمزة "النبيئون".

وتقدم في باب الإمالة تفصيل طرق الأزرق حيث اجتمع له مد البدل والألف المنقلبة عن الياء نحو: "أوتي موسى وعيسى" ذلك الفتح في موسى وعيسى على القصر في أوتي وما بعده، وكل من الفتح والتقليل على كل من التوسط والإشباع في أوتي وما بعده فهي خمسة أوجه، بها قرأنا من طرق الكتاب كالنشر، ومنع بعض مشايخنا من طرق الشاطبية الفتح مع التوسط، فتصير أربعة وتقدم إدغام نون "نحن" في لام "له" لأبي عمرو بخلفه وإن فيه طريقتين وكذا ما أشبهه نحو:"شهر رمضان، العفو وأمر، زادته هذه، المهد صبيا".

واختلف في "أَمْ تَقُولُون"[الآية: 140] فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي كذا رويس وخلف بالخطاب، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب وتقدم حكم3 "إبراهام" لهشام وابن ذكوان بخلفه وكذا إمالة ألفي "نصارى" وقرأ "قل ءأنتم" [الآية: 143] هنا

1 أي: "وأوصى..". [أ] .

2 وإظهاره من المبهج كالجمهور.

3 انظر الصفحة: "191". [أ] .

ص: 193

والفرقان بتسهيل الثانية بين بين مع إدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني، وكذا أبو جعفر1، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير ورويس بالتسهيل من غير ألف بينهما2، وبه قرأ الأزرق وله أيضا إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين والباقون ومنهم هشام من مشهور طرق الداجوني بالتحقيق بلا ألف3، وقرأ الجمال عن هشام بالتحقيق مع إدخال الألف فتحصل لهشام ثلاثة أوجه وهي: التحقيق مع الإدخال وعدمه والتسهيل مع الإدخال، وتقدم نقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها لورش "وإذا" وقف عليه لحمزة فبالسكت على اللام مع تحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية مع تحقيقها، وبعدم السكت مع الوجهين المذكورين، وبنقل حركة الهمزة الأولى إلى اللام مع تسهيل الثانية، ولا يجوز مع التحقيق، فهذه خمسة ولا يصح غيرهما كما في النشر، وتقدم تغليظ لام "أظلم" للأزرق بخلفه واتفقوا على الخطاب في عما تعملون تلك أمة "سبق" إمالة "الناس" للدوري بخلفه "وأمال""ما وليهم" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والصغرى الأزرق، وتقدم الخلاف في ضم الهاء مع الميم وكذا الميم فقط في "قبلتهم التي" وقرأ "يشاء إلى" بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وهذا مذهب أكثر المتقدمين وأكثر المأخرين على تسهيلها كالياء، وحكي تسهيلها كالواو، وقد يفهم جوازه من الحرز، وأقره عليه الجعبري وغيره، لكن تعقبه في النشر بأنه لا يصح نقلا ولا يمكن لفظا؛ لأنه لا يتمكن منه إلا بعد تحريك كسر الهمزة أو تكلف إشمامها الضم وكلاهما لا يجوز ولا يصح4، والباقون وبالتحقيق5 ويوقف لحمزة على يشاء إلى الثالثة المذكورة، وهي التحقيق والتسهيل كالياء والواو المحضة "وسبق" ذكر عدم غنة نون "عن" عند ياء "يشاء" وكذا سين "صراط" لقنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وإشمام خلف عن حمزة "وكذا" إمالة "الناس" للدوري بخلفه وعن اليزيدي "لكبيرة" بالرفع فخالف أبا عمرو وخرجت على إن كان زائدة أو على أن كبيرة خبر لمحذوف أي: هي كبيرة والجملة محلها نصيب خبر لكان قال السمين: وهو توجيه ضعيف ولكن لا توجه الشاذة بأكثر من ذلك.

واختلف في "رؤوف" حيث وقع فأبو بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذا خلف ويعقوب بقصر الهمزة من غير واو على وزن "ندس"6 وافقهم اليزيدي والمطوعي، والباقون بالمد كعطوف وتسهيل همزة عن أبي جعفر، ومن رواية ابن وردان انفرد به الحنبلي فلا يقرأ به، ولذا أسقطه من الطيبة على عادته في الانفرادات، وقول الأصل هنا وسهل همزة أبو جعفر كسائر الهمزات المضمومة بعد فتح نحو: يطؤن لا يصح ولعله سبق

1 وافقهم اليزيدي.

2 وافقهم ابن محيصن.

3 وافقهم الحسن والأعمش.

4 وافقهم ابن محيصن واليزيدي.

5 وافقهم الحسن والأعمش.

6 أي: "رؤف". [أ] .

ص: 194

قلم، فإن قاعدة أبي جعفر في المضمومة بعد الفتح الحذف لا التسهيل بين بين، على أن الواقع منه يطؤن لم تطؤها وإن تطؤهم فقط، كما في النشر وغيره، فالتسهيل في رؤف إنما هي انفرادة للحنبلي في هذا اللفظ فقط، كما تقرر وحمزة في الوقف على أصله من التسهيل بين بين، وحكي إبدالها واوا على الرسم، ولا يصح وأمال "نرى" في أربعة عشر موضعا أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف1 وابن ذكوان من طريق الصوري وقلله الأزرق "وأمال""ترضيها" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف في "وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون، ولئن"[الآية: 144، 145] فابن عامر وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وروح بالخطاب، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب.

واختلف في "موليها"[الآية: 148] فابن عامر بفتح اللام وألف بعدها2 اسم مفعول وفعله يتعدى إلى مفعولين: فالأول هو الضمير المستتر المرفوع على النيابة عن الفاعل والثاني هو الضمير البارز المتصل به عائد على وجهة، والباقون بكسر اللام وياء بعدها على أنه اسم فاعل جملة مبتدأ وخبر في محل رفع صفة لوجهة، ولفظة هو تعود على لفظ كل لا على معناها، ولذا أفرد والمفعول الثاني محذوف أي: موليها وجهه أو نفسه، أو هو يعود على الله تعالى مولي القبلة ذلك الفريق "وسبق" ترقيق راء "الخيرات" للأزرق ومده وكذا توسطه لحمزة بخلفه.

واختلف في "عما تعملون، ومن حيث خرجت"[الآية: 149، 150] فأبو عمرو بالغيب وافقه اليزيدي والباقون بالخطاب "وأبدل" همزة "لئلا" ياء الأزرق عن ورش، وافقه الأعمش وبذلك وقف حمزة "وتقدم" اتفاقهم على إثبات الياء في "واخشوني ولأتم" وفتح ابن كثير ياء "فاذكروني أذكركم" وافقه ابن محيصن والباقون بالإسكان "وأثبت" الياء في "تكفرون" يعقوب في الحالين3، "وسبق" للأزرق تفخيم لام "الصلاة" وكذا "صلوات" وأجمعوا على عدم إمالة "الصفا" لكونه واويا ثلاثيا مرسوما بالألف كما تقدم.

واختلف في "يطوع خيرا"[الآية:: 158] في الموضعين فحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيب وتشديد الطاء وإسكان العين مضارعا مجزوما عن الشرطية، وأصله يتطوع كقراءة عبد الله فأدغم، وقرأ يعقوب كذلك في الموضع الأول فقط، ووافق أصله في الثاني وهو {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} وافقهم الأعمش في الموضعين والباقون بالتاء المثناة فوق وتخفيف الطاء وفتح العين فعلا ماضيا موضعه جزم، ويحتمل أن تكون من موصولة فلا موضع له، ودخلت الفاء لما فيه من العموم، وخيرا مفعول بعد إسقاط حرف الجر أي: بخير، وقيل: نعت لمصدر محذوف أي: تطوعا خيرا "وتقدم" ترقيق الراء من نحو: "شاكر" للأزرق بخلفه وإمالة "للناس" للدوري بخلفه وعن ابن محيصن "يلعنهم" معا بسكون

1 وافقهم اليزيدي والأعمش. وكذا يقال في نظائره.

2 أي: مولاها.." [أ] .

3 ووافقه الحسن في الوصل خاصة.

ص: 195

النون بخلفه "وذكر" تغليط اللام للأزرق في "وأصلحوا" وعن الحسن "عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعون" بالرفع في الثلاث على إضمار فعل أي: وتلعنهم الملائكة أو عطفا على لعنة على حذف مضاف أي: ولعنة الملائكة فلما حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعرابه، ومبتدأ حذف خبره أي: والملائكة إلخ يلعنونهم وأمال "النهار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي1، وبالتقليل الأزرق "وأمال" الكسائي وحده "فأحيا به" وبالفتح والصغرى الأزرق.

واختلف "في الريح"[الآية: 164] إفرادا وجمعا هنا و [الأعراف الآية: 57] و [إبراهيم الآية: 18] و [الحجر الآية: 22] و [الإسراء الآية: 69] و [الكهف الآية: 45] و [الأنبياء الآية: 81] و [الفرقان الآية: 48] و [النمل الآية: 63] وثاني [الروم الآية: 48] و [سبأ الآية: 12] و [فاطر الآية: 9] و [ص الآية: 36] و [الشورى الآية: 33] و [الحاثية الآية: 5] فنافع بالجمع فيما عدا الإسراء والأنبياء وسبأ وص، وقرأ ابن كثير كذلك في: البقرة والحجر والكهف والجاثية، وافقه ابن محيصن بخلفه2، وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وكذا يعقوب بالجمع، كذلك في البقرة والأعراف والحجر والكهف والفرقان والنمل وثاني الروم وفاطر والجاثية، وقرأ حمزة وكذا خلف بالجمع في الفرقان فقط، وافقهما الأعمش، وقرأ الكسائي بالجمع في الفرقان أيضا وفي الحجر، وقرأ أبو جعفر بالجمع في الخمسة عشر موضعا لاختلاف أنواعها جنوبا ودبورا وصبا وغير ذلك، واختص ابن كثير بالإفراد في الفرقان وافقه بان محيصن واختلف عن أبي جعفر في الحج3، واتفقوا على الجمع في أول الروم "يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَات" [الآية: 46] وعلى الإفراد في الذاريات "الرِّيحَ الْعَقِيم"[الآية: 41] لأجل الجمع في "مبشرات" والإفراد في "العقيم" وعن الحسن الجمع في غير إبراهيم والإسراء وص والشورى.

واختلف في "ولو ترى الذين"[الآية: 165] فنافع وابن عامر وكذا ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل بن شاذان عنه، ويعقوب بالمثناة من فوق خطابا له، ويرى إلى أمته والذين نصب به و"إذ" ظرف ترى أو بدل اشتمال من الذين على حد قوله تعالى:"إذ انتبذت" وجواب لو محذوف على القراءتين أي: لرأيت أمرا فظيعا، وافقهم الحسن، والباقون بمثناة من تحت على إسناد الفعل إلى الظالم؛ لأنه المقصود بالوعيد، والذين رفع به وإذ مفعوله "وأمال" يرى الذين وصلا السوسي بخلف عنه ووقفا أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وبالصغري الأزرق.

واختلف في "يَرَوْنَ الْعَذَابَ"[الآية: 165] فابن عامر بضم الياء على البناء

1 ووافقه اليزيدي وهكذا يقال في نظائره.

2 الجمع من المبهج والإفراد من المفردة.

3 وعن الحسن الجمع في غير إبراهيم والإسراء وص والشورى.

ص: 196

للمفعول على حد "يريهم الله" والباقون بفتحها على البناء للفاعل على حد "وَإِذَا رَأى الَّذِين".

واختلف في {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [الآية: 165] فأبو جعفر ويعقوب بكسر الهمزة فيها على تقدير إن جواب لو لقلت أن القوة لله في قراءة الخطاب، ولقالون في قراءة الغيب ويحتمل أن تكون على الاستئناف، والباقون بفتحهما والتقدير: لعلمت أن القوة لله ولعلموا، وتقدم تفخيم لام "ظلموا" للأزرق بخلفه وأدغم الذال في التاء من "إذ تبرأ" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف1 والباقون بالإظهار ولا خلاف في "الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا" أن الأول مبني للمفعول والثاني مبني للفاعل إلا ما روي شاذا عن مجاهد بالعكس، وتقدم حكم الهاء والميم من "بهم الأسباب" و"يريهم الله" وإمالة النار وقرأ "خطوات" [الآية: 168] بإسكان الطاء حيث جاء نافع والبزي من طريق أبي ربيعة وأبو عمرو وأبو بكر وحمزة وخلف2، والباقون بالضم وعن الحسن فتح الخاء وسكون الطاء.

وقرأ "يأمركم"[الآية: 169] بإسكان الراء أبو عمرو من أكثر طرقه وله الاختلاس3 وروى الإشمام للدوري عنه كما تقدم، وسبق إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه وورش وأبي جعفر، وكذا إشمام "قيل" وإدغامها.

وقرأ "بل نتبع"[الآية: 170] بإدغام اللام في النون الكسائي وحده4 والباقون بالإظهار، وما وقع في الأصل هنا من ذكر الخلاف فيها لهشام وتصويب الإدغام عنه لعله سبق قلم "وسبق" مد "شيئا" للأزرق، وكذا حمزة وصلا، وأما وقفا فبالنقل وبالإدغام ويوقف له على دعاء ونداء ونحوهما، مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بالتنوين بعد ألف بالتسهيل بين بين مع المد والقصر، هذا ما عليه الجمهور واقتصر عليه في الطيبة، وحكي آخران: أحدهما إسقاط الهمزة انفرد به صاحب المبهج، والثاني إبدالها ألفا ثم تحذف إجراء للمنصوب مجرى المرفوع، والمجرور وليس من هذه الطرق، وإن أطال في النشر الكلام عليه.

واختلف "في الميتة" هنا [الآية: 173] و [في المائدة الآية: 3] و [النحل الآية: 115] و [يس الآية: 33] و"ميتة" موضعي [الأنعام الآية: 139، 145] و"ميتا" فيها [الآية: 122] و [الفرقان الآية: 49] و [الزخرف الآية: 11] و [الحجرات الآية: 12] و [ق الآية: 11] و"إِلَى بَلَدٍ مَيِّت"[بفاطر الآية: 9] و"لِبَلَدٍ مَيِّت"[بالأعراف الآية: 57] و"الميت" المحلى بأل المنصوب وهو ثلاثة والمجرور وهو خمسة فنافع بتشديد الياء مكسورة في الميتة [بيس الآية: 33] وميتا [بالأنعام الآية: 122] و [الحجرات الآية: 12] ولبلد ميت وإلى بلد ميت، والميت المنصوب والمجرور وقرأ حفص

1 وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن.

2 وافقهم الأربعة.

3 وافقه ابن محيصن من المبهج على الإسكان.

4 وافقه ابن محيصن من المبهج.

ص: 197

وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالتشديد كذلك في: لبلد ميت وإلى بلد ميت المنكر والميت المعرف حيث وقع وافقهم الأعمش، وقرأ كذلك يعقوب ميتا بالأنعام والميت المعرف وافقه الحسن في الأنعام، وقرأ رويس بالتشديد في الحجرات، وافقه ابن محيصن1 وقرأ أبو جعفر بالتشديد في جميع ذلك والباقون بالسكون مخففا في ذلك كله، وعلى القراءتين قوله:

ليس من مات فاستراح بميت

إنما الميت ميت الأحياء

واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو: "وما هو بميت، إنك ميت وإنهم ميتون"[الآية: 30] .

واختلف في "فَمَنِ اضْطُر"[الآية: 173] وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة، ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم، وأول الساكنين أحد حروف "لتنود" والتنوين فاللام نحو:"قل أدعوا" والتاء نحو: "قالت أخرج" والنون نحو: فمن اضطر أن أغدوا والواو "أو ادعوا" والدال "ولقد استهزئ" والتنوين "فتيلا انظر" فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء للساكنين لا في واو أو أخرجوا أو ادعوا أو انقص ولام قل نحو: "قل أدعوا قل انظروا" فبالضم فيهما الثقل الكسرة على الواو لضم القاف، وافقه اليزيدي في الواو واللام، وقرأ عاصم وحمزة بالكسر في الستة على الأصل وافقهما المطوعي والحسن، وقرأ يعقوب بالكسر أيضا فيها كلها إلا في الواو فقط، فضم وقرأ الباقون بالضم في الستة اتباعا لضم الثالث، إلا أنه اختلف عن قنبل في التنوين إذا كان عن جر نحو:"خبيثة اجتثت، عيون أدخلوها" فكسره ابن شنبوذ وضمه ابن مجاهد كباقي أقسام التنوين، واختلف أيضا عن ابن ذكوان في التنوين فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقا، وكذا نص أبو العلاء عن الرملي عن الصوري، وكذا روى عن ابن الأخرم عن الأخفش، واستثنى كثير عن ابن الأخرم "برحمة ادخلوا الجنة" بالأعراف "وخبيثة اجتثت" بإبراهيم، وروى الصوري من طريقيه الضم مطلقا والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه، كما في النشر، وخرج بقيد الكلمتين ما فصل بينهما بأخرى نحو: إن الحكم، قل الروح، غلبت الروم، فإنه وإن صدق عليه أن الثالث مضموم ضما لازما لكن ال المعرفة فصلت بينهما، وبقيد الضمة اللازمة نحو: أن امشوا إذ أصله امشيوا، وإن امرؤ؛ لأن الضمة منقولة أي: تابعة لحركة الإعراب، ومن أن اتقوا إذ أصله اتقيوا وغلام اسمه؛ لأنها حركة إعراب.

وقرأ أبو جعفر "اضطر" بكسر طائها حيث وقعت؛ لأن الأصل اضطررا بكسر الراء الأولى فلما أدغمت الراء انتقلت حركتها إلى الطاء بعد سلبها حركتها واختلف عن ابن

1 من المفردة.

ص: 198

وردان في إلا ما اضطررتم إليه والباقون بضمها على الأصل، وتقدم ذكر خلاف رويس في إدغام و"الْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَة" [الآية: 175] و"الْكِتَابَ بِالْحَق" وكذا أبو عمرو بل ويعقوب بكماله.

واختلف في "لَيْسَ الْبِر"[الآية: 177] فحمزة وحفص بنصب خبر ليس مقدما و"إن تولوا" اسمها في تأويل مصدر؛ لأن المصدر المؤول أعرف من المحلى؛ لأنه يشبه الضمير لكونه لا يوصف به، وافقهما المطوعي، والباقون بالرفع على أنه اسم ليس، إذ الأصل أن يلي الفعل مرفوعه قبل منصوبه.

واختلف في "ولكن البر من آمن بالله، ولكن البر من اتقى"[الآية: 177 والآية: 189] فنافع وابن عامر بتخفيف نون لكن مخففة من الثقيلة جيء بها لمجرد الاستدراك، فلا عمل لها، وبرفع البر فيهما على الابتداء، وافقهما الحسن، والباقون بتشديد النون ونصب البر فيهما، واتفقوا على رفع: وليس البر، بأن لتعيين ما بعده بالخير بدخول الباء عليه، وتقدم التنبيه على تثليث مد البدل للأزرق في "النبيين" وعلى قصر من آمن "واليوم الآخر" اعتدادا بالعارض، وهو النقل وتوسطه مع توسطهما ومده مع مدهما حيث لم يعتد به، وتقدم له أيضا حكم مد "وآتى" مع وجهي "القربى" وخلاف أبي عمرو في تقليلها وإمالتها مع اليتامى لحمزة والكسائي وخلف، وكذا اعتدى مع تقليلهما وفتحهما للأزرق ومر أيضا إمالة فتحة التاء مع الألف بعدها من اليتامى لأبي عثمان الضرير، وأبدل همزة البأساء الساكنة ألفا أبو عمر، وبخلفه وأبو جعفر ولم يبدلها ورش من طريقيه، وأمال خاف حمزة1 وفتحه الباقون.

واختلف في "موص"[الآية: 182] فأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بفتح الواو وتشديد الصاد وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالسكون والتخفيف وهما من وصى وأوصى لغتان، وتقدم للأزرق تفخيم لام أصلح كالصلوات.

واختلف في "فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين"[الآية: 184] فنافع وابن ذكوان وكذا أبو جعفر "فدية" بغير تنوين "طعام" بالخفض على الإضافة ومساكين بالجمع وفتح النون بلا تنوين وافقهم الحسن والمطوعي، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف فدية بالتنوين مبتدأ خبره في المجرور قبله، طعام بالرفع بدل من فدية، ومسكين بالتوحيد وكسر النون منونة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ هشام فدية بالتنوين وطعام بالرفع ومساكين بالجمع وفتح النون2 وعن الحسن شهر رمضان بالنصب بإضمار فعل، أي: صوموا وأدغم راء رمضان أبو عمرو بخلفه وكذا يعقوب من المصباح

1 ووافقه الأعمش. وقس عليه نظائره.

2 هنا سقط ولعله: وعن الشنبوذي فدية بالتنوين طعام بالرفع مسكين بالتوحيد والخفض منونا.

ص: 199

وتقدم آخر الإدغام أنه لا يلتفت إلى من استضعف ذلك من حيث اجتماع الساكنين على غير حدهما ونقل ابن كثير حركة الهمزة من القرآن معرفا ومنكرا إلى الساكن قبلها مع حذفها وصلا ووقفا وبه وقف حمزة ومر حكم إمالة "الناس" والهدى وقرأ "اليسر والعسر" بضم السين فيهما أبو جعفر.

واختلف في "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّة"[الآية: 185] فأبو بكر وكذا يعقوب بفتح الكاف وتشديد الميم1، وافقهما الحسن من كمل والباقون بإسكان الكاف وتخفيف الميم من أكمل، وتقدم ترقيق الراء المضمومة من نحو:"ولتكبروا" للأزرق بخلفه وأمال "هداكم" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والتقليل الأزرق وقرأ "الداع، دعان" بإثبات الياء فيهما وصلا فقط ورش وأبو عمرو وأبو جعفر2، واختلف عن قالون فأثبتهما له أي: وصلا على قاعدته جماعة وحذفهما معا آخرون، من طريق أبي نشيط، وقطع بعضهم له بالإثبات في الداع والحذف في دعان وعكس آخرون، والوجهان صحيحان عن قالون كما في النشر قال فيه: إلا أن الحذف أكثر وأشهر، وأثبتهما في الحالين يعقوب والباقون بالحذف في الحالين "فتح ورش" ياء "بي لعلهم" وعن الأعمش "في المسجد" بالتوحيد3

يريد الجنس "ونقل" همز "فَالْآنَ بَاشِرُوهُن"[الآية: 187] ورش من طريقيه وكذا ابن وردان بخلفه ووقف يعقوب على "باشروهن" بهاء السكت بخلف عنه "وعن" ابن محيصن من المبهج "عن لهلة" بإدغام النون في اللام، ونقل حركة همزة الأهلة إلى لام التعريف وأدغم نون عن في لام التعريف لسقوط همزة الوصل في الدرج، وكذا أدغم اللام في علنسان، وكذا لمن لاثمين على نفسه فهي أربعة من وعن وعلى وبل وعن الحسن "الحج" بكسر الحاء كيف جاء وسيأتي إن شاء الله تعالى بآل عمران.

واختلف في "البيوت"[الآية: 189] وبيوت وعيون والعيون والغيوب وجيوب وشيوخ فقرأ قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا خلف بكسر ياء بيوت والبيوت حيث جاء طلبا للتخفيف، وافقهم الأعمش، وضمها ورش وأبو عمرو حفص وأبو جعفر ويعقوب على الأصل، ككعب وكعوب وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وقرأ أبو بكر وحمزة بكسر غين الغيوب حيث وقع، وافقهما ابن محيصن بخلفه والأعمش وضمها الباقون4، وقرأ ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي بكسر عين العيون وعيون حيث وقعا، وجيوب في النور وشين شيوخ بغافر وافقهم ابن محيصن من المبهج والأعمش، وضمها الباقون واختلف عن أبي بكر في جيوب فضمها عنه العليمي وشعيب عن يحيى، وكسرها أبو حمدون عن يحيى عنه "وذكر قريبا" تخفيف لكن ورفع "البر" لنافع وابن عامر وأمال "اتقى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح الصغرى الأزرق.

1 أي: "ولتكملوا". [أ] .

2 وافقهم اليزيدي.

3 الباقون: "المساجد". [أ] .

4 وبه قرأ ابن محيصن من المفردة.

ص: 200

واختلف في "ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم"[الآية: 191] فحمزة والكسائي وخلف بغير ألف1 في الأفعال الثلاثة من القتل، وافقهم الأعمش والباقون بالألف من القتال، وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق "وعن" الحسن "الحرمات" بسكون الراء وعنه أيضا "العمرة" بالرفع على الابتداء ولله الخبر أي: متعلقة على أنها جملة مستأنفة "وأبدل" الهمزة من "رأسه" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كحمزة وقفا ولم يبدله ورش من طريقيه كالباقين.

وقرأ "فَلا رَفَثٌ وَلا فُسُوقٌ"[الآية: 197] بالرفع منونا فيهما ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب2، وزاد أبو جعفر وحده فرفع "ولا جدال" كذلك وافقه الحسن وتقدم توجيه ذلك عند قوله تعالى:"فلا خوف عليهم" والرفث بالفرج الجماع وباللسان المواعدة للجماع، بالعين الغمز له وهو هنا مواعدة الجماع، والتعريض للنساء به.

وأمال "التقوى" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو "وأثبت" ياء "اتقون يا أولي" أبو عمرو وأبو جعفر وصلا3 وفي الحالين يعقوب.

وأمال "هداكم"[الآية: 198] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وتقدم ترقيق راء "استغفروا" للأزرق بخلفه وأدغم الكاف في الكاف في "مناسككم"[الآية: 200] أبو عمرو بخلفه ويعقوب من المصباح، وكذا يقول: ربنا وتقدم حكم إمالة الدنيا وإخفاء النون عند الخاء في "من خلاق"[الآية: 200]"وكذا" إمالة "النار واتقى، وتولى وسعى"[الآية: 205]"وعن" ابن محيصن والحسن "ويشهد الله" بفتح الياء والهاء والله بالرفع فاعلا أي: ويطلع الله على ما في قلبه من الكفر، وعنهما أيضا "ويهلك" [الآية: 205] بفتح الياء وكسر اللام من هلك الثلاثي "والحرث" بالرفع فاعل "والنسل" عطف عليه، والجمهور بضم الياء من أهلك، والحرث والنسل بالنصب، وتقدم الكلام على إشمام "قيل" وإمالة "الناس" وأمال "مرضات" الكسائي حيث جاء وفتحها الباقون ووقف عليه بالهاء الكسائي وحده، ووقع في الأصل هنا إنه جعل معه خلفا في اختياره، ولعله سبق قلم والباقون بالتاء، وذكر قريبا الخلاف في قصر همزة "رؤف" ومده "وكذا" ضم الطاء من خطوات.

واختلف في "السلم" هنا والأنفال والقتال فنافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر بفتح السين هنا، وافقهم ابن محيصن والباقون بالكسر، وقرأ أبو بكر بالكسر في الأنفال وافقه ابن محيصن والحسن وقرأ أبو بكر وحمزة وكذا خلف بالكسر أيضا في القتال وافقهم ابن محيصن والأعمش، فقيل هما بمعنى وهو الصلح، وقيل بالكسر الإسلام وبالفتح الصلح، واتفقوا عن الأزرق على ترقيق لام "ظلل" لضم ما قبلها.

1 أي: "تقتلوهم، يقتلوكم، قتلوكم". [أ] .

2 وافقهم ابن محيصن.

3 وافقهم الحسن.

ص: 201

واختلف في "الملائكة"[الآية: 210] فأبو جعفر بالخفض عطفا على ظلل أو الغمام، والباقون بالرفع عطفا على اسم الله تعالى.

واختلف "تُرْجَعُ الْأُمُورُ"[الآية: 210] بفتح حرف المضارعة على البناء للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب1 والباقون ببنائه للمفعول وسبق تسهيل همز "إسرائيل" لأبي جعفر مع المد والقصر والخلاف في مده للأزرق، ويوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على "بني" وبالسكت وبالتقليل وبالإدغام وتسهيلها بين بين ضعيف، وأما الثانية فتسهل كالياء فقط مع المد والقصر، فهي ثمانية أوجه ومر إمالة "جاءته" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلف عنه.

وعن ابن محيصن "زين"[الآية: 212] مبنيا للفاعل "الحياة" بالنصب مفعول والفاعل الله تعالى وعنه كذلك في "زين للناس حب" بآل عمران والجمهور بالبناء للمفعول ورفع "الحياة وحب".

واختلفوا في "ليحكم"[الآية: 213] هنا وفي آل عمران وموضعي النور، فأبو جعفر بضم الياء وفتح الكاف مبنيا للمفعول حذف فاعله، لإدارة عموم الحكم من كل حاكم والباقون ببنائها للفاعل أي: ليحكم كل نبي [وتقدم الخلف] في إمالة "جاءتهم".

وقرأ "يَشَاءُ إِلَى"[الآية: 213] بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس2، ولهم في الثانية تسهيلها كالياء، وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده عن النشر والباقون بتحقيقها وتقدم سين "صراط" [الآية: 213] لقنبل بخلفه ورويس وإشمامها لخلف عن حمزة، وإبدال همزة "البأساء" لأبي عمرو بخلفه وأبي جعفر ولم يبدلها ورش من طريقيه.

واختلف في "حَتَّى يَقُول"[الآية: 214] فنافع بالرفع؛ لأنه ماض بالنسبة إلى زمن الإخبار أو حال باعتبار حكاية الحال الماضية والناصب يخلص للاستقبال فتنافيا والباقون بالنصب؛ لأن حتى من حيث هي حرف جر لا تلي الفعل إلا مؤولا بالاسم، فاحتيج إلى تقدير مصدر فأضمرت أن وهي مخلصة للاستقبال، فلا تعمل إلا فيه، ويقول

حينئذ مستقبل بالنظر إلى زمن الزلزال فنصبته مقدرة وجوبا.

وأمال "متى وعسى" حمزة والكسائي وخلف والأعمش، وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو، وصريح قول الطيبة: قيل حتى بلى عسى وأسفى عنه أي: الدوري نقل يفيد قصر الخلاف على الدوري فيهما، لكنه نقل في النشر تقليل متى عن أبي عمرو من روايتيه جميعا عن ابن شريح وغيره، وأقره ووقف على "رحمت الله"

1 وافقهم ابن محيصن والمطوعي والحسن.

2 وافقهم ابن محيصن واليزيدي وكذا يقال في ما أشبهه.

ص: 202

[الآية: 218] بالهاء أبو عمرو وابن كثير والكسائي ويعقوب1.

واختلف في "إثم كبير" فحمزة والكسائي بالتاء المثلثة2 والكثرة باعتبار الآثمين من الشاربين والمقامرين وافقهما الأعمش والباقون بالموحدة أي: إثم عظيم؛ لأنه يقال لعظائم الفواحش كبائر.

واختلف في "قُلِ الْعَفْو"[الآية: 218] فأبو عمرو بالرفع على أن ما استفهامية وذا موصولة فوقع جوابها مرفوعا خبر مبتدأ محذوف أي: الذي ينفقونه العفو، وافقه اليزيدي والباقون بالنصب، على أن ماذا اسم واحد فيكون مفعولا مقدما أي: أي شيء ينفقون فوقع الجواب منصوبا بفعل مقدر أي: أنفقوا العفو.

وتقدم حكم إمالة "الدنيا" وكذا "اليتامى" و"شيئا" وكذا تغليظ لام "إصلاح" ووقف حمزة على "فإخوانكم" بالتسهيل كالياء وبالتحقيق.

وقرأ "لأعنتكم"[الآية: 220] بتسهيل الهمزة البزي وصلا ووقفا بخلف عنه، ويوقف لحمزة كذلك أي: بالتسهيل والتحقيق؛ لأنه متوسط بزائد أي: ولو شاء الله إعناتكم لأعنتكم أي: كلفكم ما يشق عليكم من العنت وهو المشقة، وعن اليزيدي لعنتكم بلام وعين مهملة ونون مفتوحات، وعن الحسن والمطوعي "والمغفرة" بالرفع مبتدأ أي: حاصلة بإذنه والجمهور بالجر عطفا على الجنة وبإذنه متعلق بيدعوا "وإذا" وقف على "أذى" أميل الحمزة ومن معه وقلل للأزرق بخلفه.

واختلف في "يطهرن" فأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف تفتح الطاء والهاء مشددتين3 مضارع تطهر اغتسل، والأصل يتطهرن، كقراءة أبي وابن مسعود رضي الله عنهما4 والباقون بسكون الطاء وضم الهاء مخففة مضارع طهرت المرأة شفيت من الحيض واغتسلت، قال البيضاوي: ويدل عليه صريحا قراءة حمزة والتزاما قوله: فإذا تطهرن، "وأمال" "أَنَّى شِئْتُم" [الآية: 223] حمزة والكسائي وخلف والأعمش، وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري وهي في ثمانية وعشرين موضعا للاستفهام، وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها "شليته" وتقدم إبدال شيتم "وأبدل" الهمزة من "لا يواخذكم، ويواخذكم" واوا مفتوحة، ورش من طريقيه وأبو جعفر ووقف حمزة كذلك، ويوقف له مع هشام بخلفه على "قروء" بالإدغام لزيادة الواو بعد البدل واوا مع السكون ومع الروم، فهما وجهان، واتباع الرسم متحد، وتقدم سقوط الغنة على النون عند الياء في نحو:"أَنْ يَكْتُمْن"

1 وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وقس عليه نظائره.

2 أي: "كثير

". [أ] .

3 أي: "يطهرن". [أ] .

4 أي: فأدغمت التاء في الطاء لاتحاد المخرج، وافقهم ابن محيصن والأعمش.

ص: 203

[الآية: 228] لخلف عن حمزة والدوري عن الكسائي بخلفه، وكذا تغليظ لام "إصلاحا" للأزرق.

واختلف في "يخافا"[الآية: 229] فحمزة وكذا أبو جعفر ويعقوب بضم الياء على البناء للمفعول، فحذف الفاعل وناب عنه ضمير الزوجين، ثم حذف الجار فموضع "أن لا يقيما" نصب عند سيبويه وجر بعلى المقدرة عند غيره، ويجوز أن لا يقيما بدل اشتمال من ضمير الزوجين؛ لأنه يحله محله والتقدير: إلا أن يخاف عدم إقامتها حدود الله

من المعدى لواحد، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها على البناء للفاعل، وإسناده إلى ضمير الزوجين المفهومين من السياق "غلظ" الأزرق لام "طلقها وطلقتم" في الأصح، وعن المطوعي نبينها بالنون على الالتفات، وقرأ الأزرق بتفخيم راء "ضرارا" كباقي القراء لتكرارها "وأدغم" لام "يفعل" في ذال "ذلك" الليث وأظهرها الباقون.

وأمال "أزكى"[الآية: 232] حمزة والكسائي وخلف لظهور الياء في ماضيه، أزكيت وبالتقليل الأزرق بخلفه "عن" ابن محيصن "تتم" بفتح الياء من تم "الرضاعة" بالرفع أسند الفعل إلى الرضاعة.

واختلف في "لا تُضَار"[الآية: 233] فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب برفع الراء مشددة؛ لأنه مضارع لم يدخل عليه ناصب ولا جازم فرفع فلا نافية ومعناه النهي للمشاكلة من حيث إنه عطف جملة خبرية على مثلها، من حيث اللفظ وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ أبو جعفر بسكونها مخففة من رواية عيسى غير طريق ابن مهران عن ابن شبيب، وابن جماز من طريق الهاشمي، وكذلك ولا يضار كاتب آخر السورة قيل: من ضار يضير ويكون السكون لإجراء الوصل مجرى الوقف، وروى ابن جماز من طريق الهاشمي وعيسى من طريق ابن مهران تشديد الراء وفتحها فيهما، ولا خلاف عنهم في مد الألف للساكنين وعن الحسن براءين مفتوحة فساكنة، والباقون بفتحها مشددة على أن لا ناهية فهي جازمة فسكنت الراء الأخيرة للجزم، وقبلها راء ساكنة مدغمة فالتقى ساكنان فحركنا الثاني لا الأول، وإن كان الأصل للأول وكانت فتحة لأجل الألف إذ هي أختها "وغلظ" الأزرق لام "فصالا" بخلف عنه للفصل بالألف "وضم" يعقوب الهاء من "عليهما".

واختلف في "مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوف"[الآية: 233] هنا "وما أتيتم من ربا" أول الروم فابن كثير بقصر الهمزة فيهما من باب المجيء أي: جئتم وفعلتم، والباقون بالمد من باب الإعطاء فهو متعد لاثنين واتفقوا على مد ثاني الروم "وبوقف" لحمزة على "في أنفسهن، وفي أنفسكم" بالتحقيق مع عدم السكت ومع السكت على الياء قبل الهمزة وبالنقل وبالإدغام فهي أربعة، وأما التسهيل بين بين فضعيف "ومر" وقف يعقوب بالهاء على "أنفسهن" بخلفه وأبدل الهمزة الثانية ياء خالصة مفتوحة من "خطبة النساء أو" نافع وابن

ص: 204

كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس1 والباقون بالتخفيف، وبهما وقف حمزة على أو "وسبق" الخلاف للأزرق في ترقيق راء "سرا" وكذا وقف حمزة على نحو:"الْكِتَابُ أَجَلَه"[الآية: 235] بالتخفيف وبإبدال الهمزة واوا خالصة مفتوحة.

واختلف في "مَا لَمْ تَمَسُّوهُن"[الآية: 236] معا هنا، والأحزاب فحمزة والكسائي وخلف بضم التاء وألف بعد الميم2 من باب المفاعلة وافقهم الأعمش والباقون بفتح التاء بلا ألف في الثلاثة، ووقف عليها يعقوب بهاء السكت بخلف عنه.

واختلف في "قدره" في الموضعين فابن ذكوان وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف وأبو جعفر بفتح الدال فيهما، وافقهم الأعمش، والباقون بسكونها فيهما، وهما بمعنى واحد وعليه الأكثر، وقيل بالتسكين الطاقة وبالتحريك المقدار.

وقرأ في "بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ"[الآية: 236] باختلاس كسرة الهاء رويس والباقون بالإشباع وكذا بيده فشربوا منه وبيده ملكوت بالمؤمنين ويس.

وأمال "التقوى، والوسطى" حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو، وأخفى النون عند الخاء من: فإن خفتم أبو جعفر، وعن ابن محيصن من المبهج فرجالا بضم الراء وتشديد الجيم.

واختلف في "وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِم"[الآية: 240] فنافع وابن كثير وأبو بكر والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب وخلف بالرفع على أنه مبتدأ خبره لأزواجهم، والمسوغ كونه موضع تخصيص كسلام عليكم وافقهم ابن محيصن3 والمطوعي والباقون بالنصب على أنه مفعول مطلق، أي: وليوص الذين أو مفعول به أي: كتب الله عليكم، والذين فاعل على الأول مبتدأ على الثاني "ورقق" راء غير إخراج الأزرق، ولم يجعل الساكن وهو الخاء في إخراج حاجزا بل أجراه مجرى الحروف المستفلة لما فيه من الهمس.

وأمال "أحياهم" الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق.

وأمال "الناس" الدوري عن أبي عمرو بخلفه.

واختلف في "فيضاعفه"[الآية: 240] هنا والحديد فابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب الفاء فيهما على إضمار أن، عطفا على المصدر المفهوم من يقرض معنى فيكون مصدرا معطوفا على تقديره من ذا الذي منه إقراض فمضاعفه من الله، أو على جواب الاستفهام، وإن وقع عن المقرض لفظا فهو عن القرض معنى كأنه قال: أيقرض الله أحد فيضاعفه له وافقهم الشنبوذي فيهما، والحسن في الحديد والباقون بالرفع على الاستئناف أي: فهو يضاعفه.

1 وافقه ابن محيصن واليزيدي وقس عليه ما ماثله.

2 أي: "تماشوهن". [أ] .

3 من المبهج.

ص: 205

واختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب، وجملته عشرة مواضع موضعي البقرة و"مضاعفة" [الآية: 130 بآل عمران] و"يضعفهما"[الآية: 40 بالنساء] و"يُضَاعَفُ لَهُم"[الآية: 20] بهود و"يضاعف"[الآية: 20 الفرقان] و"يُضَاعَفْ لَهَا"[الآية: 30 بالأحزاب]"فيضاعفه له، يضاعف لهم"[الآية: 11، 18 بالحديد]"يضاعفه"[الآية: 17] بالتغابن فابن كثير وابن عامر وكذا أبو جعفر ويعقوب بالتشديد مع حذف الألف في جميعها، وافقهم ابن محيصن من المبهج في غير الحديد والنساء والباقون بالتخفيف والمد وهما لغتان.

واختلف في "ويبسط"[الآية: 245] هنا وفي "الخلق بصطة"[بالأعراف 69] فالدوري عن أبي عمرو وهشام وخلف عن حمزة وكذا رويس وخلف بالسين فيهما على الأصل وافقهم اليزيدي والحسن، واختلف عن قنبل والسوسي وابن ذكوان وحفص وخلاد، فأما قنبل فابن مجاهد عنه بالسين وابن شنبوذ عنه بالصاد، وأما السوسي فابن حبش عن أبي جرير عنه بالصاد فيهما، وكذا روى ابن جمهور عن السوسي وروى سائر الناس عنه السين فيهما، وهو في الشاطبية وغيرها، وأما ابن ذكوان فالمطوعي عن الصوري والشذائي عن الرملي عن ابن ذكوان بالسين فيهما، وروى زيد والقباب عن الرملي وسائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما، إلا النقاش فإنه روى عنه السين هنا والصاد في الأعراف، وبه قرأ الداني على عبد العزيز بن محمد، وبالصاد فيهما قرأ على سائر شيوخه في رواية ابن ذكوان ولم يذكر وجه السين فيهما عن الأخفش إلا فيما ذكر، ولم يقع ذلك للداني تلاوة كذا في النشر، قال فيه: والعجب كيف عول عليه أي: على السين الشاطبي، ولم يكن من طرقه ولا من طرق التيسير، وعدل عن طريق النقاش الذي لم يذكر في التيسير غيرها، وهذا الموضع مما خرج فيه عن التيسير وطرقه فليعلم، وأما حفص فالولي عن الفيل وذرعان كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما، وروى عبيد عنه بالسين فيهما، ونص له على الوجهين المهدوي وابن شريح وغيرهما وأما خلاد فابن الهيثم من طريق ابن ثابت عنه بالصاد فيهما، وروى ابن نصر عن ابن الهيثم والنقاش عن ابن شاذان كلاهما عن خلاد بالسين فيهما. وعن ابن محيصن الخلف فيهما أيضا، والباقون بالصاد فيهما، قال أبو حاتم: وهما لغتان ورسمهما بالصاد تنبيها على البدل، واتفق على سين وزاده بسطة في العلم بالبقرة للرسم، إلا ما رواه ابن شنبوذ عن قنبل من جميع الطرق عنه بالصاد، وهو المراد من قول الطيبة: وخلف العلم زر، ولا إشمام لأحد في ذلك، ولذا قال الشاطبي: وبالسين باقيهم.

وقرأ: "وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون"[الآية: 245] بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب والباقون وبالبناء للمفعول وتقدم تسهيل همز "إسرائيل" ومده وإمالة موسى وهمز ""نبيء".

ص: 206

واختلف في "عسيتم"[الآية: 246] هنا والقتال فنافع بكسر السين وهي لغة والباقون بالفتح وهو الأصل للإجماع عليه في عسى، وسبق إمالة "ديارنا" وضم الهاء وكذا الميم من "عليهم القتال" وهمز "نبئهم" وإمالة "فأنى، واصطفيه" وكذا إمالة "وزاده بسطة" لابن ذكوان وهشام بخلف عنهما وحمزة وفتحها للباقين، وغلظ الأزرق لام "فصل" وصلا، واختلف عنه وقفا والأرجح التغليظ فيه أيضا، وفتح ياء "مني" إلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.

واختلف في "غرفة"[الآية: 249] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح الغين على أنها مصدر للمرة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والشنبوذي، والباقون بالضم اسم للماء المغترف، وأدغم أبو عمرو بخلفه ويعقوب من المصباح هاء "جاوزه" في هاء "هو" وكذا واو وهو في واو العطف بعدها "وأبدل" أبو جعفر همز "فئة" ياء مفتوحة في الحالين كحمزة وقفا "ومر" إمالة "الكافرين" لأبي عمرو ابن ذكوان من طريق الصوري ورويس وتقليلها للأزرق، وكذا إدغام الدال في الجيم من "داود جالوت" لأبي عمرو ويعقوب بخلفهما "وكذا" إمالة "وآتاه" لحمزة والكسائي وخلف وتقليله للأزرق مع مد البدل وتوسيطه وفتحه له مع تثليث مد البدل فهي خمسة، كما تقدم ومر لبعض مشايخنا منع الفتح مع التوسط من طرق الحرز.

واختلف في "دفاع الله"[الآية: 251] هنا وفي [الحج الآية: 40] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بكسر الدال وألف بعد الفاء مصدر دفع ثلاثيا نحو: كتب كتابا ويجوز أن يكون مصدر دافع كقاتل قتالا وافقهم الحسن، والباقون بفتح الدال وسكون الفاء1 مصدر دفع ثلاثيا، وعن المطوعي إسكان سين "الرسل" "واتفق" القراء الأربعة عشر على رفع الجلالة من قوله تعالى:{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} على الفاعلية والضمير المحذوف العائد على الموصول هو المفعول، وقرئ بالنصب على أن الفاعل ضمير مستكن عائد على الموصول أيضا، والجلالة نصب على التعظيم وتقدم تسكين دال "القدس" لابن كثير2 ومد "أيدناه" لابن محيصن.

وقرأ ابن كثير وابو عمرو ويعقوب "لا بَيْع فِيهِ وَلا خُلَّة وَلا شَفَاعَة"[الآية: 254] هنا بالفتح من غير تنوين على جعل لا جنسية والباقون بالرفع والتنوين على جعلها ليسية، وتقدم للأزرق ترقيق راء "الكافرون" بخلفه "وعن" الحسن هنا وفي آل عمران "الحي القيوم" بنصبهما وعن المطوعي القيام كديور وديار "وإذا" قرئ لحمزة نحو:"لا إله، ولا إكراه" عند من وسط له لا ريب للمبالغة تعين المد المشبع هنا عملا بأقوى السببين كما تقدم، وإذا قرئ لنحو قالون ممن له خلاف في المنفصل مع قوله عنده إلا فإن قصر الأول قصر الثاني، وإن مد الأول مد الثاني، وله قصره على مد الأول للسبب المعنوي وهو

1 أي: "دفع". [أ] .

2 وكذا ابن محيصن.

ص: 207

التعظيم "ومر" مد "شيء" وتوسطه للأزرق وكذا ورد توسطه لحمزة "وكذا" إمالة "شاء" لحمزة وهشام بخلف عنه وابن ذكوان وخلف "وكذا" ترقيق راء "إكراه" للأزرق "وأجمعوا" على إدغام نحو: "قد تبين""وعن" الحسن "الرشد" بضم الشين كالعنق وعنه إسكان لام "الظلمات""وتقدم""إبراهام" بألف لابن عامر من غير طريق النقاش عن ابن ذكوان "وأسكن" ياء "ربي الذي يحيي" حمزة1 "وتقدم" قريبا إمالة "آتاه" وكذا تقليلها مع الفتح للأزرق وتثليث مد البدل له.

واختلف في إثبات الألف وحذفها من "أنا"[الآية: 258] في الوصل إذا أتى بعدها همزة قطع مضمومة، وهو موضعان "أنا أحي" بالبقرة "أنا أنبئكم" بيوسف أو مفتوحة وهو عشرة تأتي إن شاء الله تعالى أو مكسورة، وهي ثلاثة "أنا إلا نذير" بالأعراف والشعراء والأحقاف "فنافع" وأبو جعفر بإثباتها عند المضمومة والمفتوحة، واختلف عن قالون عند المكسورة والوجهان صحيحان عن قالون من طريق أبي نشيط، كما في النشر، وأما من طريق الحلواني فبالحذف فقط، إلا من طريق أبي عون عنه، فالإثبات كما يفهم من النشر، والباقون بحذف الألف في ذلك كله وصلا، ولا خلاف في إثباتها وقفا للرسم وهو ضمير منفصل، والاسم منه أن عند البصريين، والألف زائدة لبيان الحركة في الوقف وفيه لغتان لغة تميم إثباتها وصلا ووقفا وعليها تحمل قراءة المدنيين، والثانية إثباتها وقفا فقط "وسبق" إمالة "أنى""وأبدل" أبو جعفر همز "مائة" ياء مفتوحة وصلا ووقفا كحمزة وقفا "وأدغم" ثاء "لبثت" في تائها أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر2.

وقرأ "يتسنه"3 [الآية: 259] بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا على أنها للسكت حمزة والكسائي ويعقوب وخلف4 والباقون بإثباتها وقفا ووصلا وهي للسكت أيضا، وأجرى الوصل مجرى الوقف ويحتمل أن تكون أصلا بنفسها، وأمال "حمارك" أبو عمرو وابن ذكوان من أكثر طرقه والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق.

واختلف في "ننشزها"[الآية: 259] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي من النشز، وهو الارتفاع أي: يرتفع بعضها على بعض للتركيب، وافقهم الأعمش والباقون بالراء المهملة من أنشر الله الموتى أحياهم، ومنه: إذا شاء أنشره، وعن الحسن فتح النون وضم الشين من نشر5.

1 ووافقه ابن محيصن والحسن والمطوعي.

2 وافقهم الأربعة.

3 وفي وجه الحذف: "يتسن وانظر

". [أ] .

4 وافقهم ابن محيصن والأعمش واليزيدي فخالف أبا عمرو.

5 أي: "ننشرها". [أ] .

ص: 208

واختلف في "قَالَ أَعْلَم"[الآية: 259] فحمزة والكسائي بالوصل وإسكان الميم على الأصل1، وفاعل قال ضمير يعود على الله أو الملك أي: قال الله أو الملك لذلك المار أعلم ويحتمل: عود الضمير على المار نفسه على سبيل التبكيت وافقهما الأعمش، وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل والباقون بقطع الهمزة المفتوحة ورفع الميم خبرا عن المتكلم وعن ابن محيصن ضم باء "رب" المنادى.

وقرأ "أرني"[الآية: 260] بإسكان رائه أبو عمرو بخلفه وابن كثير ويعقوب2 والوجه الثاني لأبي عمرو3 الاختلاس وكلاهما ثابت عنه من روايتيه كما في النشر قال: وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي، وعن المطوعي "قيل أولم" مبنيا للمفعول ونائب الفاعل إما ضمير المصدر من الفعل وإما الجملة التي بعده.

وأما تسهيل همز "ليطمئن"[الآية: 260] لابن وردان فهي انفرادة للحنبلي عن هبة الله عنه، ولذا لم يذكرها في الطيبة فلا يعنيا به ونظيره بئيس.

وأمال "بلى"[الآية: 260] حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى أبو عمر ومن روايتيه كما في النشر وإن اقتصر في طيبته على تخصيص الخلاف بالدوري وبهما قرأ الأزرق.

واختلف في "فَصُرْهُنَّ إِلَيْك"[الآية: 260] فحمزة وأبو جعفر ورويس بكسر الصاد وافقهم الأعمش، والباقون بالضم قيل هما بمعنى واحد، يقال صاره يصيره ويصوره بمعنى قطعه أو أماله، وقيل الكسر بمعنى القطع والضم بمعنى الإمالة.

وقرأ "جزءا"[الآية: 260] بضم الزاي أبو بكر وبحذف همزته وتشديد زائه أبو جعفر، وهي لغة قرأ بها الزهري وغيره، ووجهت بأنه لما حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الزاي تخفيفا وقف على الزاي ثم ضعفها، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ووقف عليها حمزة بالنقل، وأما الإبدال واوا قياسا على هزوا فشاذ لا يصح وبين بين ضعيف، "وأدغم" التاء من "أنبتت" في سين "سبع" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واختلف عن هشام وابن ذكوان والإدغام لهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني والإظهار من باقي طرق الحلواني، وأما ابن ذكوان فأدغمها عنه الصوري وأظهرها عنه الأخفش، والباقون بالإظهار "ومر" لأبي جعفر إبدال "مائة" وكذا إمالة هاء التأنيث وقفا في "حبة" للكسائي وحمزة بخلفه، وقرأ "يضاعف" بتشديد العين من غير ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب4، "وأمال""اذى" وقفا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه.

وقرأ "وَلا خَوْف"[الآية: 262] بفتح الفاء وحذف التنوين يعقوب وضم الهاء من

1 أي: "قال أعلم". [أ] .

2 وافقهم ابن محيصن واليزيدي.

3 وكذا اليزيدي في ثانيه.

4 وافقهم ابن محيصن من المبهج وكذا الحسن.

ص: 209

"عليهم" كحمزة "وأبدل" همزة "رثاء الناس" ياء أبو جعفر "وأمال""مرضات" الكسائي وفتحها غيره "و" وقف عليها بالهاء وحده "ومر" ترقيق الراء المضمومة في "لا يقدرون" للأزرق بخلفه وكذا مد "شيء" وتوسيطه له وتوسيطه لحمزة بخلفه.

واختلف في "ربوة"[الآية: 265] هنا والمؤمنين فابن عامر وعاصم1 بفتح الراء على أحد لغاتها الثلاث وافقهما الحسن، وعن المطوعي كسرها والباقون بالضم لغة قريش.

وقرأ "أكلها"[الآية: 265] بسكون الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وعن الحسن "وله جنات" بالجمع.

واختلف في تشديد تاء التفعل والتفاعل في الفعل المضارع المرسوم بتاء واحدة في إحدى وثلاثين موضعا وهي "وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث"[الآية: 267] هنا و"لا تَفَرَّقُوا"[بآل عمران الآية: 103] و"توفاهم"[بالنساء الآية: 97] و"لا تعاونوا" ثاني العقود [الآية: 2] و"فتفرق"[بالأنعام الآية: 153] و"تلقف"[بالأعراف الآية: 117] و"لا تولوا ولا تنازعوا"[بالأنفال الآية: 20، 46] و"هَلْ تَرَبَّصُون" في [براءة الآية: 52] و"فَإِنْ تَوَلَّوْا" معا "ولا تكلم"[بهود الآية: 57، 105]"ما تنزل"[بالحجر الآية: 8]"يمينك تلقف"[طه الآية: 69]"إذا تلقونه، فإن تولوا"[بالنور الآية: 15، 54]"وهي تلقف، من تنزل"[بالشعراء الآية: 45، 221، 222]"لا تبرجن، ولا أن تبدل"[بالأحزاب الآية: 33، 52] و"لا تناصرون"[بالصافات الآية: 25] و"لا تنابزوا، ولا تجسسوا، ولتعارفوا"[بالحجرات الآية: 11، 12، 13] و"أن تولوهم"[بالممتحنة الآية: 9] و"تكاد تميز"[بالملك الآية: 8] و"لما تخيرون"[بنون الآية: 38] و"عَنْهُ تَلَهَّى"[بعبس الآية: 10] و"نَارًا تَلَظَّى"[بالليل الآية: 14] و"شَهْرٍ، تَنَزَّل"[بالقدر الآية: 3، 4] فالبزي من طريقيه سوى الفحام والطبري والحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة بتشديد التاء في هذه المواضع كلها وصلا، قال الجعبري: لأن الأصل تاآن تاء المضارعة وتاء التفاعل أو التفعل، وليست كما قيل من نفس الكلمة واستثقل اجتماع المثلين وتعذر إدغام الثانية في تاليها نزل اتصال الأولى بسابقها منزلة اتصالها بكلمتها فادغمت في الثانية تخفيفا مراعاة للأصل والرسم. ا. هـ. فإن كان قبل التاء حرف مد نحو: ولا تيمموا، وعنه تلهى وجب إثباته وإشباعه كما تقدم في باب المد وامتنع حذفه، وإن كان قبلها حرف ساكن غير الألف جمع بينهما لصحة الرواية واستعماله عن القراء والعرب فلا يلتفت لطعن الطاعن فيه، سواء كان الساكن تنوينا نحو: من ألف شهر تنزل ونارا تلظى أو غير تنوين نحو: هل تربصون فإن تولوا من تنزل وأما ما ذكره الديواني من تحريك التنوين بالكسر في نحو: "نَارًا تَلَظَّى" وعزاه لقراءته على الجعبري فرده في النشر

1 وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن.

ص: 210

فإن ابتدأ بهن خفف لامتناع الابتداء بالساكن وللرواية وافقه ابن محيصن1 وروى الفحام والبزي والحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي تخفيف التاء في ذلك كله وبه قرأ الباقون، إلا أن أبا جعفر وافق على تشديد التاء من: لا تناصرون بالصافات ورويس كذلك في: نارا تلظى بالليل، وأما تشديد التاء من "كُنْتُمْ تَمَنَّوْن" [بآل عمران الآية: 143] و"فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون"[بالواقعة الآية: 65] عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير، فهو وإن كان ثابتا لكنه من رواية الزيني عن أبي ربيعة عن البزي وليس من طرق الكتاب كالنشر، وانفرد بذلك الداني من الطريق المذكور فقط، كما يفهم من النشر، وأشار إلى ذلك بقوله في الطيبة: وبعد كنتم ظلمتم وصف ثمن اعتذو في النشر عن ذكرهما بقوله: ولولا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما؛ لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا، وذكر الدابي لهما اختيار والشاطبي تبعه، إذ لم يكونا من طريق كتابيهما، وتقدم ذكر تسكين راء "يأمركم" مع الاختلاس عن أبي عمرو وزيادة الإتمام عن الدوري عنه.

واختلف في "وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة"[الآية: 269] فيعقوب بكسر التاء مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير الله تعالى ومن مفعول مقدم، والحكمة مفعول ثان، وإذا وقف وقف بالياء2 والباقون بفتح التاء مبنيا للمفعول، ونائب الفاعل ضمير من الشرطية وهو المفعول الأول، والحكمة مفعول ثان، ويقفون عليها بالتاء الساكنة "ورقق" الأزرق الراء من "خيرا" و"كثيرا" بخلف عنه وله التقليل في "أنصار" وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي.

واختلف في "نعما"[الآية: 271] هنا [والنساء الآية: 58] فابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون وكسر العين مشبعة على الأصل كعلم، وافقهم الأعمش والباقون بكسر النون اتباعا لكسر العينو وهي لغة هذيل وقرأ أبو جعفر بإسكان العين وافقه اليزيدي والحسن "و" اختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين، يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين الساكنين3، وروى عنهم الإسكان أكثر أهل الأداء وهو صحيح رواية ولغة وقد اختاره أبو عبيدة أحد أئمة اللغة، وناهيك به، وقال: هو لغة النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم موضحا آخر باب الإدغام، قال في النشر: والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم كالمهدوي والشاطبي، مع أن الإسكان في التيسير ولم يذكره الشاطبي والباقون بكسر العين

1 أي: على التشديد فيهن من المبهج لكن بخلف واستثنى "كنتم تمنون" و"فظلتم تفكهون" و"إن تولوا" فخففها و"لتعارفوا" فشدده.

2 أي: "يؤتي" عند الوقف عليها. [أ] .

3 أي: يخطف كسرة العين خطفا دونما إشباع. [أ] .

ص: 211

واتفق الكل على تشديد الميم فليعلم، ونعم فعل ماض جامد جرد من الزمان لإنشاء المدح ،ولما لحقتها ما اجتمع مثلان فخفف بالإدغام، ورسم متصلا لأجله وهي نكرة غير موصوفة، ولا موصولة أي: فنعم شيئا أبدؤها.

واختلف في "ونكفر"[الآية: 271] فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالنون وجزم الراء على أنه بدل من موضع: فهو خير لكم، وافقهم الشنبوذي عن الأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر ويعقوب بالنون، ورفع الراء على أنه مستأنف لا موضع له من الإعراب والواو عاطفة جملة على جملة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ ابن عامر وحفص بالياء ورفع الراء والفاعل ضمير يعود على الله تعالى، وعن المطوعي بالياء وعنه في فتح الفاء خلف، فحيث فتحها جزم الراء وحيث كسرها رفع الراء.

وأمال "هداهم"[الآية: 272] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق.

واختلف في "يحسب"[الآية: 273] المضارع حيث أتى نحو: "يحسبهم ولا تحسبن وهم يحسبون يحسبه أيحسب" فابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بفتح السين على الأصل كعلم يعلم وهو لغة تميم وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بالكسر لغة أهل الحجاز وأمال "سيماهم"[الآية: 273] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو "وسبق" ترقيق راء "سرا" للأزرق بخلفه وكذا فتح فاء "لا خوف"[الآية: 274] مع حذف تنوينه ليعقوب وضم هاء "عليهم" له كحمزة وأمال "الربوا" حمزة والكسائي وخلف والباقون بالفتح، ومنهم الأزرق وجها واحدا ومثله كلاهما فالفتح فيهما له هو المختار في النشر، وعن الحسن "الرباء" بالمد والهمز كيف جاء، والجمهور بلا مد ولا همز، وأمال "فانتهى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وتقدم إمالة "جاءه" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه، وكذا "كفار" لأبي عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وتقليله للأزرق، ومثله "النار" وعن الحسن "جاءته" بالتاء قبل الهاء "وبقي من الربوا" بسكون الياء و"نظرة" بسكون الظاء وكلها لغات.

واختلف في "فأذنوا"[الآية: 279] فأبو بكر وحمزة بألف بعد الهمزة المقطوعة وكسر الذال1 من آذنه بكذا أعمله كقوله تعالى: "آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاء" وافقهم الأعمش والباقون بوصل الهمزة وفتح الذال أمر من أذن بالشيء إذا علم به وقرأ "عسرة"[الآية: 280] بضم السين أبو جعفر.

واختلف في "ميسرة"[الآية: 280] فنافع بضم السين وافقه ابن محيصن والباقون

1 أي: "فآذنوا....". [أ] .

ص: 212

بالفتح وهو الأشهر؛ لأن مفعلة بالفتح كثير وبالضم قليل جدا؛ لأنها لغة أهل الحجاز وقد جاء منه نحو: المقبرة والمسربة والمأدبة.

واختلف في "وَأَنْ تَصَدَّقُوا [الآية: 280] فعاصم بتخفيف الصاد1 على حذف إحدى التاءين والباقون بتشديدها ومر للأزرق ترقيق راء "خيرط بخلفه وأمال "توفى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق ومثلها مسمى وقفا.

وقرأ "ترجعون"[الآية: 281] مبنيا للفاعل أبو عمرو ويعقوب والباقون بالبناء للمفعول.

وقرأ "يمل هو"[الآية: 282] بإسكان الهاء قالون وأبو جعفر بخلاف عنهما، وتقدم عن النشر تصحيح الوجهين عنهما، غير أن الخلف عزيز من طريق أبي نشيط عن قالون وعن الحسن "فليمل وليتق الله" بكسر اللام فيهما، وتقدم للأزرق مد "شيئا" وتوسيطه وكذا جاء توسيطه لحمزة وصلا، أما إذا وقف فبالنقل وبالإدغام وجهان.

واختلف في "أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّر"[الآية: 282] فقرأ حمزة بكسر إن على أنها شرطية، وتضل جزم به وفتحت اللام للإدغام وجواب الشرط فتذكر فإنه يقرؤه بتشديد الكاف ورفع الراء، فالفاء في جواب الشرط ورفع الفعل للتجرد عن الناصب والجازم، وافقه الأعمش وقرأ نافع وابن عامر وعاصم والكسائي وأبو جعفر وخلف أن بالفتح على أنها مصدرية لتضل وفتحته إعراب، وتذكر بتشديد الكاف ونصب الراء عطفا على تضل، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح أن كذلك ونصب تذكر لكن بتخفيف الكاف من ذكر كنصر، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن.

وقرأ "مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن"[الآية: 282] بإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وابو جعفر ورويس وأبدل هؤلاء الهمزة الثانية من "الشُّهَدَاءُ إِذَا [الآية: 282] واوا مكسورة ولهم فيها التسهيل كالياء فقط، وأما كالواو فتقدم رده عن النشر وأمال إحداهما معا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو، وكذا حكم "أدنى" غير أبي عمرو فبالفتح فيها، وأمال الأخرى أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، وحمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق، وكذا رقق للراء من "صغيرا أو كبيرا" لكن بخلفه.

واختلف في "تِجَارَةً حَاضِرَة"[الآية: 282] فعاصم بنصبهما فكان ناقصة واسمها مضمر أي: إلا أن تكون المعاملة أو التجارة والمبايعة والباقون برفعهما على أنها تامة أي: إلا تحدث أو تقع وقرأ "لا يضار" بتخفيف الراء وإسكانها أبو جعفر بخلف عنه تقدم تفصيله مع توجيهه والباقون بالتشديد مع الفتحة كالوجه الثاني له، وعن ابن محيصن رفع.

1 أي: "تصدقوا". [أ] .

ص: 213

الراء على أنه نفي وعن الحسن "كتاب" بضم الكاف وتاء مشددة بعدها ألف على الجمع.

واختلف في "فرهن"[الآية: 283] فابن كثير وأبو عمرو بضم الراء والهاء من غير ألف جمع رهن كسقف وسقف، وافقهما ابن محيصن واليزيدي والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها1 جمع رهن أيضا نحو: كعب وكعاب.

وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز "فليؤد" واوا مفتوحة "وأبدل" همز "الذي ايتمن"[الآية: 283] وصلا ياء من جنس سابقها ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وبه وقف حمزة وجها واحدا، والتحقيق ضعيف، وإن علل بأن الهمزة فيه مبتدأة، وأما تجويز أبي شامة زيادة المد على حرف المد المبدل، وبنى عليه جواز الإمالة في: الهدى ائتنا، فتعقبه في النشر وأطال في رده "وأجمعوا" على الابتداء بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة؛ لأن الأصل ائمتن مثل اقتدر وقعت الثانية بعد مضمومة فوجب قلبها واوا، أما في الدرج فتذهب همزة الوصل فتعود الهمزة الساكنة إلى حالها لزوال موجب قلبها واوا حينئذ يبدلها مبدل الساكنة.

واختلف في "فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاء"[الآية: 284] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما عطفا على الجزاء المجزوم، وافقهم اليزيدي والأعمش، والباقون برفع الراء والباء على الاستئناف أي: فهو يغفر أو عطف جملة فعلية على مثلها، وأدغم الراء في اللام السوسي والدوري بخلفه، وهو من الإدغام الصغير وأدغم باء "يعذب" في ميم "من" قالون وابن كثير وحمزة بخلف عنهم وأبو عمرو والكسائي وخلف2 وتقدم ذلك في الإدغام الصغير، فصار قالون وابن كثير بالجزم وإظهار الراء وكذا الباء بخلفهما وورش كذلك بالجزم لكن مع إظهارهما وأبو عمرو بالجزم مع إدغامهما بخلف عن الدوري في الراء، وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بضمهما3 بلا إدغام فيهما، وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما مع إظهار الراء وإدغام الباء بخلف عن حمزة في الباء.

واختلف في و"كتابه"[الآية: 285] هنا وفي "التحريم"[الآية: 12] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالتوحيد هنا على أن المراد القرآن أو الجنس وافقهم الأعمش والباقون بالجمع4.

وقرأ أبو عمرو وحفص ويعقوب موضع التحريم بالجمع وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالتوحيد.

واختلف في "لا نفرق"[الآية: 285] فيعقوب وحده بالياء من تحت على أن

1 أي: "....... فرهان......"[أ] .

2 وافقهم اليزيدي والأعمش.

3 وافقهم الحسن.

4 أي: "كتبه". [أ] .

ص: 214

الفعل لكل والباقون بالنون والمراد نفي الفرق بالتصديق، والجملة على الأول محلها إما نصب على الحال أو رفع على أنها خبر بعد خبر، وعلى الثاني محلها نصب بقول محذوف أي: يقولون لا تفرق إلخ، أو ويقول مراعاة للفظ كل، وهذا القول محله نصب على الحال أو خبر بعد خبر.

وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز "لا تُؤَاخِذْنَا"[الآية: 286] واوا مفتوحة وإبدالها ألفا من "أخطأنا" أبو عمرو بخلفه والأصبهاني عن ورش وأبو جعفر كوقف حمزة "ومعنى" الآية: كما في البيضاوي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ من تفريط وقلة مبالاة، أو بأنفسهما إذ لا تمنع المؤاخذة بهما عقلا فإن الذنوب كالسموم، فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ فتعاطي الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة، لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة وتفضلا، فيجوز أن يدعو الإنسان به استدامة واعتدادا بالنعمة فيه، ويؤيد ذلك مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام:"رفع عن أمتي الخطأ والنسيان"، "وأدغم" "وَاغْفِرْ لَنَا" [الآية: 286] أبو عمرو بخلف عن الدوري وتقدم عن النشر أن الخلاف له مفرع على الإظهار في الكبير فمن أدغم عنه الكبير أدغم هذا وجها واحدا، ومن أظهر الكبير أجرى الخلاف في هذا.

وأمال لفظ "مولانا"[الآية: 286] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصورى والدوري عن الكسائي ورويس وقاله الأزرق.

المرسوم اتفقوا على حذف ألف ذلك كيف أتى نحو: ذلكم وفذلكن وعلى كتابة الصلوة والزكوة1 بالواو وغير مضافات، وكذا الحيوة ورسم المضاف منها بالألف وحذفت من أقل العراقية كصلاتي وصلاتهم وحياتنا، وأكثرها كغيرها على رسمها واوا في المنكر نحو: منه زكوة ومن زكوة وعلى حيوة "و" اتفقت على واو المجموع منها مطلقا "و" اختلفت العراقية في: صلوات الرسول وإن صلواتك سكن لهم وأصلوتك تأمرك وعلى صلواتهم بالمؤمنين.

واتفقوا على حذف ألف يخدعون معا، وألف لكن حيث وقع وألف أولئك وأولئكم وألف النداء نحو: يأيها، يآدم2 وألف التنبيه نحو: هؤلاء وهذا والألفين الأخيرين في ادرتم، وألف طعام مسكين موضع البقرة لا موضع المائدة "و" حذفوا ألف: ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم، وألف: وقتلوهم حتى وخرج نحو: ولا يزالون يقاتلونكم، وروى نافع حذف ألف "وعدنا" [بالبقرة الآية: 51] و [الأعراف الآية: 142] و [طه الآية: 80] وكذا ألف: فاخذتكم الصعقة، وألف ميكايل ورسم مكانها ياء بالإمام وفاقا لسائرها وكتبت

1 أي: حيث وقعا مفردتين محلاتين باللام.

2 الألف في نحو: يآدم يأيها صورة الهمزة والتي قبلها محذوفة.

ص: 215

مصرا فإن بألف في الإمام كباقيها وروى نافع حذف تشبه علينا بالبقرة وألف به خطيئة1 وتفدوهم وحذفت بإبراهيم من الشامي والكوفي والبصري في كل ما في البقرة وهو خمسة عشرة والألف محذوفة من كلها وخرج غير البقرة، وكتب في الإمام والمدني والشامي وأوصى بألف بين الواوين، وفي الشامي قالوا: اتخذ بلا واو وروى نافع حذف ألف وتصريف الريح وكتب واخشوني ولاتم بالياء "وحذفوا" ألف "أو كلما عاهدوا، ودفاع" هنا والحج و"رهن"2.

واختلف المصاحف في "فيضاعفه له، ويضعف لمن، ويضاعف لهم" بهود و"يضاعف له" الفرقان و"لها" بالأحزاب "فيضعف، يضعف لهم" بالحديد فرسمت بالألف في بعضها وحذفت في الآخر.

وكتب في العراقية "أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ"[الآية: 257] بلا واو بعد الألف مكان الهمزة وكتبوا فإن الله يأتي بالياء.

واتفق على رسم واو وألف بعد باء الربوا أين جاء واختلف في "آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا"[الروم 39] ففي بعضها بالألف واختلف في حذف ألف وكتابه هنا، وروى نافع الحذف في وكتبه بالتحريم، ووجه الخلاف في الكل موافقة القراءتين رسما، فالماد يوافق الإثبات صريحا والحذف تقديرا والقاصر يوافق الحذف صريحا.

المقطوع والموصول اتفق على قطع في عن ما في قوله تعالى في الشعراء في ما ههنا، واختلف في عشرة فيما فعلن ثاني البقرة وموضع المائدة وموضعي الأنعام وموضع الأنبياء والنور والروم وموضعي الزمر وموضع الواقعة، واتفق على وصل ما عدا ذلك نحو: فيما فعلن أول البقرة، واتفق على وصل: بئسما اشتروا هنا، وبئسما خلفتموني بالأعراف، واختلف في قل بئسما يأمركم هنا واتفق على قطع ما عدا ذلك، وهي ولبئس ما شروا به هنا وأربعة بالمائدة لبئس ما كانوا معا، لبئس ما قدمت فعلوه، لبئس ما كانوا، وبآل عمران فبئس ما يشترون، واتفق على قطع حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره، موضعي البقرة، وعلى وصل: فأينما تولوا فثم وجه الله، وأينما يوجهه بالنحل، واختلف في موضع النساء والشعراء والأحزاب، وعلى قطع ما عدا ذلك نحو: الخيرات أين ما تكونوا أين ما كنتم أين ما كانوا.

هاء التأنيث التي كتب تاء "مرضات" حيث جاء يرجون رحمت الله هنا ورحمت بالأعراف، وهود ومريم والروم والزخرف معا، وما عدا السبعة بالهاء نعمت الله عليكم

1 وفي نسخة به خطيئته.

2 ما يذكره الآن المؤلف إنما هو إعادة لما مر من هذه الكلمات المختلف بها بين القراء، وإنما جمعها على صعيد واحد زيادة تمكين وتنبيه. [أ] .

ص: 216

وما كآل عمران، وثاني المائدة وموضعي إبراهيم وثلاثة النحل وموضع لقمان وفاطر والطور، وما عداها بالهاء.

ياءات الإضافة ثمان تقدم الكلام عليها إجمالا في بابها، ثم تفصيلا في محالها وهي:"إِنِّي أَعْلَم"[الآية: 30، 33] معا "عَهْدِي الظَّالِمِين"[الآية: 123]"بَيْتِيَ لِلطَّائِفِين"[الآية: 125]"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم"[الآية: 152]"وَلْيُؤْمِنُوا بِي"[الآية: 186، 186]"مِنِّي إِلَّا"[الآية: 239]"رَبِّيَ الَّذِي"[الآية: 258] .

ياءات الزوائد ست تقدمت إجمالا ثم تفصيلا كذلك وهي "فارهبون"[الآية: 40]"فاتقون"[الآية: 41]"تكفرون"[الآية: 152]"الدَّاعِ إِذَا دَعَان" الآية: [186]"وَاتَّقُونِ يَا أُولِي"[الآية: 197] .

ص: 217