الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب حكم اللامالت تغليظا وترقيقا
…
باب حكم اللامات تغليظا وترقيقا:
تغليظ اللام تسمينها لا تسمين حركتها ويرادفه التفخيم، إلا أن المستعمل كما مر التغليظ في اللام والتفخيم في الراء والترقيق ضدهما، وقولهم الأصل في اللام الترقيق أبين من قولهم الأصل في الراء التفخيم، وذلك أن اللام لا تغلظ إلا لسبب وهو مجاورتها حرف استعلاء وليس تغليظها مع وجوده بلازم، بل ترقيقها إذا لم تجاوره لازم كذا في النشر.
ثم إن تغليظ اللام متفق عليه، ومختلف فيه فالمتفق عليه: تغليظها من اسم الله تعالى وإن زيد عليه الميم بعد فتحة مخففة، أو ضمة كذلك نحو:"الله ربنا، شهد الله، أخذ الله، سيؤتينا الله، رسل الله، قالوا اللهم" قصدا لتعظيم هذا الاسم الأعظم فإن كان قبلها كسرة مباشرة محضة فلا خلاف في ترقيقها، سواء كانت متصلة أو منفصلة عارضة أو لازمة نحو:"بالله، أفي الله، بسم الله، الحمد لله، ما يفتح الله، قل الله، أحد الله" لكسر التنوين.
واختلف فيما وقع بعد الراء الممالة وذلك في رواية السوسي في "نرى الله، وسيرى الله" فيجوز تفخيم اللام لعدم وجود الكسر الخالص قبلها، وترقيقها لعدم وجود الفتح الخالص قبلها، والأول اختيار السخاوي كالشاطبي، ونص على الثاني الداني في جامعه، وقال: إنه القياس قال في النشر قلت: والوجهان صحيحان في النظر ثابتان في الأداء ا. هـ.
وأما نحو قوله تعالى: "أفغير الله، يبشر الله" إذا رققت راؤه للأزرق فإنهن يجب تفخيم اللام من اسم الله تعالى بعدها قولا واحدا، لوجود الموجب ولا اعتبار بترقيق الراء قبلها.
وأما المختلف فيه فكل لام مفتوحة مخففة، أو مشددة متوسطة، أو متطرفة قبلها صاد مهملة، أو طاء أو ظاء، سواء سكنت هذه الثلاث، أو فتحت خففت، أو شددت فأما الصاد المفتوحة مع اللام المخففة فوقع منها "الصلاة، وصلوات، وصلواتك، وصلاتهم، وصلح، وفصلت، ويوصل، وفصل، ومفصلا، ومفصلات، وما صلبوه" ومع اللام المشددة "صلى، ويصلى، وتصلي، ويصلبوا" ووقع مفصولا بألف في موضعين:
"يصالحا، وفصالا" وأما الصاد الساكنة ففي القرآن العزيز منها "يصلى، وسيصلى، ويصلاها، وسيصلون، ويصلونها، واصلوها، فيصلب، من أصلابكم، وأصلح، وأصلحوا، وإصلاحا، والإصلاح، وفصل الخطاب" وأما الطاء المفتوحة مع اللازم المخففة ففي "الطلاق، وانطلق، وانطلقوا، واطلع، فاطلع، وبطل، ومعطلة، وله طلبا" وأما التي مع المشددة "فالمطلقات، وطلقتم، وطلقكن، وطلقهن" وأما الطاء الساكنة ففي "مطلع الفجر" فقط، وأما المفصول بينها وبين اللام بألف ففي "طال" وأما مع اللام الخفيفة ففي "ظلم، ظلموا، وما ظلمونا" ومع المشددة "ظلام، وظللنا، وظلت، وظل وجهه" وأما الظاء الساكنة ففي "من أظلم وإذا أظلم ولا يظلمون فيظللن".
وقد خرج بقيد المفتوحة في اللام المضمومة والمكسورة والساكنة نحو: "لأصلبنكم، صلصال" وبقيد القبلية نحو: "لسلطهم، ولظى" وبقيد سكون الثلاثة أو فتحها نحو: "الظلة، وفصلت" وبالثلاثة الضاد المعجمة نحو: "أضللتم، أضللنا" فلا تفخم معها لبعد مخرجها من اللام.
وقرأ ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام التالية لهذه الثلاثة من ذلك كله، لكون هذه الحروف مطبقة مستعلية ليعمل اللسان عملا واحدا، وخصه بعضهم بالصاد فقط، فروى ترقيقها مع الطاء المهملة صاحب العنوان1 والتذكرة2 والمجتبى3، وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وروى ترقيقها مع الظاء المعجمه الصقلي، وهو أحد وجهي الكافي والأصح التفخيم بعدهما كما في الطيبة كالتقريب، واختلف فيما إذا حال بينهما ألف وهو في ثلاثة مواضع موضعان مع الصاد "فصالا، يصالحا" وموضع مع الطاء وهو "طال" بطه "أفطال" وبالأنبياء "حَتَّى طَالَ عَلَيْهِم" وبالحديد {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَد} فروى كثير منهم ترقيقها للفاصل، وهو الذي في التيسير والعنوان والتبصرة وغيرها، وروى آخرون تغليظها وهو الأقوى قياسا كما في النشر، وقال الداني في جامعه: إنه الأوجه والوجهان في الشاطبية والكافي والجامع قال في النشر: والوجهان صحيحان والأرجح التغليظ.
واختلف فيما إذا وقع بعد اللام ألف حمالة نحو: "صلى، ويصلى، ويصلاها" فأخذ بالتغليظ صاحب التبصرة والتجريد وغيرهما وبالترقيق لأجل الإمالة صاحب المجتبى وغيره والوجهان في الشاطبية وغيرهما وخص بعضهم الترقيق برءوس الآي للتناسب وهو في ثلاث و"لا صلى"[القيامة الآية: 31]"اسم ربه فصلى"[الآية: 15 بسبح] و"وإذا صلى"[الآية: 10 بالعلق] والتغليظ بغيرها وهو ستة مواضع:
1 كتاب العنوان للعلامة إسماعيل بن خلف الأنصاري. النشر: "1/ 64". [أ] .
2 كتاب التذكرة للعلامة طاهر بن غلبون. النشر: "1/ 73". [أ] .
3 كتاب المجتبى للعلامة عبد الجبار الطرسوسي. النشر: "1/ 71". [أ] .
"مصلى"[الآية: 125] حالة الوقف بالبقرة و"يصلاها"[الإسراء الآية: 18] و [الليل الآية: 15] و"يصلى"[الانشقاق الآية: 12] و"تصلى"[الغاشية الآية: 4] و"سيصلى"[المسد الآية: 3] وهو الذي في التبصرة والاختيار في التجريد، والأرجح في الشاطبية والأقيس في أصلها ورجحه أيضا في الطيبة.
ولا ريب أن التغليظ والإمالة ضدان لا يجتمعان، فالتغليط إنما يكون مع الفتح، أما إذا أميلت الألف في ذلك فلا تكون الإمالة إلا مع الترقيق، قال في النشر: وهذا ما لا خلاف فيه سواء كان رأس آية أم لا ا. هـ. وبذلك مع ما تقدم في باب الإمالة في رءوس الآي من تقليلها فقط للأزرق يعلم أنه يقرأ له بوجه واحد في رءوس الآي الثلاث المتقدمة وهو التقليل مع الترقيق فقط، والله تعالى أعلم.
واختلف أيضا في اللام المتطرفة إذا وقف عليها، وهي "أن يوصل" [البقرة الآية: 27] و [الرعد الآية: 21، 25] و"لما فصل"[الأنعام الآية: 119] و"بطل"[الأعراف الآية: 118] و"ظل"[الآية: 58 بالنحل والزخرف الآية: 17] و"وَفَصْلَ الْخِطَابِ"[ص الآية: 20] فرواه بالترقيق وقفا في الهادي والكافي والهداية والتجريد، وبالتغليظ في التذكرة والعنوان وغيرهما، وهما في الشاطبية كأصلها صححهما في النشر ورجح التغليظ.
واختلف أيضا في لام "صلصال"[الحجر الآية: 26، 28، 33] و [الرحمن الآية: 14] وإن كانت ساكنة لوقوعها بين صادين فقطع بالتغليظ صاحب الهادي، والهدية وتلخيص العبارات وقطع بالترقيق صاحب التيسير والعنوان والتذكرة والمجتبى وغيرهم ورجحه في الطيبة قال في النشر: وهو الأصح رواية وقياسا حملا على سائر اللامات السواكن.
تنبيه اللام المشددة نحو: "يصلبون، وظل" لا يقال إنه فصل بينها وبين حرف الاستعلاء فاصل فينبغي جريان الوجهين فيها؛ لأن الفاصل هنا لام مدغمة في مثلها فصارا حرفا فلم يخرج حرف الاستعلاء عن كونه ملاصقا لها، فقد شذ بعضهم فاعتبر ذلك فصلا نبه عليه في النشر، والله تعالى أعلم1.
1 للمزيد انظر في القراءات العشر: "1/ 111". [أ] .