الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الصافات:
مكية1 وآيها مائة وثمانون وآية بصري، وأبو جعفر واثنان في غيره خلافها أربع من كل جانب غير حمصي دحورا له، وما كانوا يعبدون غير بصري، وإن كانوا ليقولون غير أبي جعفر. مشبه الفاصلة ستة: الملأ الأعلى، أمن خلقنا، ماذا ترى، ما تؤمر وعلى إسحاق الجنة نسبا، وعكسه ثلاثة: للجبين يا إبراهيم كيف تحكمون. القراءات أدغم التاء في الصاد والزاي والذال من "والصافات صفا، فالزاجرات زجرا، فالتاليات ذكرا" أبو عمرو بخلفه وحمزة وكذا يعقوب من المصباح.
واختلف في "بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب"[الآية: 6] فأبو بكر بزينة منونا ونصب "الْكَوَاكِب" فيحتمل أن تكون الزينة مصدرا والكواكب مفعول به، كقوله تعالى: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما، والفاعل محذوف أي: بأن زين الله الكواكب في كونها مضيئة حسنة في أنفسها، أو أن الزينة اسم لما يزان به كالليقة اسم لما تلاق به الدواة، فالكواكب حينئذ بدل منها على المحل أو نصب باعني أو بدل من السماء الدنيا بدل اشتمال أي: كواكب السماء، وقرأ حفص وحمزة بتنوين زينة وجر الكواكب على أن المراد بالزينة ما يتزين به، وقطعها عن الإضافة والكواكب عطف بيان أو بدل بعض، ويجوز أن تكون مصدرا، وجعلت الكواكب نفس الزينة مبالغة، وافقهما الحسن والأعمش، والباقون بحذف التنوين على إضافة زينة للكواكب إضافة الأعم إلى الأخص فهي للبيان كثوب خز أو من إضافة المصدر إلى مفعوله أي: بأن زينا الكواكب فيها كما مر أو لا أو إلى فاعله أي: بأن زينتها الكواكب واختلف في "لا يَسْمَعُون"[الآية: 8] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بتشديد السين والميم، والأصل يتسمعون فأدغمت التاء، وافقهم الأعمش، والباقون بالتخفيف2 فيهما، وأمال "الأعلى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن "خطف" [الآية: 10] بفتح الخاء وتشديد الطاء مكسورة وعنه كسر الخاء أيضا، والأصل اختطف فلما أريد الإدغام أسكنت التاء وقبلها الخاء ساكنة فكسرت الخاء لالتقاء الساكنين، ثم كسرت الطاء تبعا لكسرة الخاء، وبذلك يعلم إشكال قراءته الأولى؛ لأن كسر الطاء إنما كان لكسر الخاء وهو مفقود، وقد وجهت على التوهم مع شذوذه بأنهم لما نقلوا حركة التاء إلى
1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] .
2 أي: "لا يسمعون". [أ] .
الخاء ففتحت توهموا كسرها للساكنين على ما مر فاتبعوا الطاء لحركة الخاء المتوهمة، واختلف في "عْجِبَت" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وخلف بتاء المتكلم المضمومة أي: قل يا محمد بل عجبت أنا أو أن هؤلاء من رأى حالهم يقول عجبت؛ لأن العجب لا يجوز عليه تعالى على الحقيقة؛ لأنه انفعال النفس من أمر عظيم خفي سببه، وإسناده له تعالى في بعض الأحاديث مؤول بصفة تليق بكماله مما يعلمه هو كالضحك والتبشبش ونحوهما، فاستحالة إطلاق ما ذكر عليه تعالى محمولة على تشبيهها بصفات المخلوقين، وحينئذ فلا إشكال في إبقاء التعجب هنا على ظاهره مسندا إليه تعالى على ما يليق به منزها عن صفات المحدثين كما هو طريق السلف الأسلم الأسهل، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها والضمير للرسول صلى الله عليه وسلم أي: بل عجبت من قدرة الله تعالى هذه الخلائق العظيمة وهم يسخرون منك مما تريهم من آثار قدرة الله تعالى، أو من إنكارهم البعث مع اعترافهم بالخالق، وقرأ "أَإِذَا مِتْنَا، أَإِنَّا لَمَبْعُوثُون"[الآية: 16] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني1 نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب، وقرأ ابن عامر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني2، والباقون بالاستفهام فيهما وكل من استفهم فهو على أصله، فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل بالألف وورش وابن كثير ورويس كذلك، لكن بلا فصل، والباقون بالتحقيق بلا فصل غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل كما مر، وجواب أئذا على الاستفهام محذوف أي: نبعث ويدل عليه لمبعوثون قاله في البحر، وقرأ "متنا" معا بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف كما مر بآل عمران، واختلف في "أو آباؤنا" هنا والواقعة فقالون وابن عامر وأبو جعفر بإسكان الواو فيهما على أنها العاطفة التي لأحد الشيئين، وقرأ الأصبهاني كذلك فيهما إلا أنه ينقل حركة الهمزة بعدها إلى الواو على قاعدته، والباقون بفتحها فيهما على أن العطف بالواو أعيدت معها همزة الإنكار، وآباؤنا عليهما مبتدأ خبره محذوف أي: مبعوثون لدلالة ما قبله عليه قاله أبو حيان: وتعقب الزمخشري حيث جعله عطفا على محل أن واسمها أو على ضمير مبعوثون، وقرأ "نعم" بكسر العين الكسائي ومر بالأعراف، وقرأ "صراط" [الآية: 23] بالسين قنبل3 بخلفه ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة ويوقف لحمزة على "مسئولون" بوجه واحد وهو نقل حركة الهمزة إلى السينو وأما بين بين فضعيف جدا كما في النشر، وقرأ "لا تَنَاصَرُون" بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه وأبو جعفر كما مرت موافقته للبزي بالبقرة كرويس في نارا تلظى بالليلو ويشبع المد للساكنين، وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس وسهل الثانية من "أئنا لتاركوا" مع الفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفرو وبلا فصل رويس وورش وابن كثير، والباقون بالتحقيق بلا فصل ما عدا هشاما من طريق الحلواني من طريق
1 أي: "أئذا
…
إنا
…
". [أ] .
2 أي: "إذا
…
أإنا....". [أ] .
3 أي: "سراط". [أ] .
ابن عبدان فبالفصل وكذا الحكم في "أئنك لمن، أئفكا" إلا أن ابن بليمة وابن شريح في جماعة ذكروا الفصل فيهما عن هشام من طريق الحلواني بلا خلاف فيهما من السبعة، وعن الحسن "وَصَدَقَ" بتخفيف الدال المرسلون رفعا بالواو فاعلا به، وقرأ "المخلصين" بفتح اللام نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف "وأبدل" همز "بكأس" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر، ولم يبدلها ورش من طريقيه.
وأمال "للشاربين" ابن ذكوان من طريق الصوري وفتحها من طريق الأخفش كالباقين.
واختلف في "ينزفون"[الآية: 47] هنا و [الواقعة الآية: 19] فحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وكسر الزاي في الموضعين من أنزف الرجل ذهب عقله من السكر أو نفد شرابه، وافقهم الأعمش، وقرأ عاصم كذلك في الواقعة فقط للأثر، والباقون بضم الياء وفتح الزاي فيهما من نزف الرجل ثلاثيا مبنيا للمفعول بمعنى سكر وذهب عقله أيضا، أو من قولهم نزفت الركية نزحت ماءها أي: لا تذهب خمورهم بل هي باقية أبدا وبه قرأ عاصم هنا، وقرأ "أئذا متنا، أئنا لمدينون"[الآية: 36] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي ويعقوب، وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما والمستفهم على أصله، فقالون أبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل، والباقون بالتحقيق بلا فصل إلا أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل، وعن ابن محيصن "مطلعون" بسكون الطاء "فأطلع" بقطع الهمزة مضمومة وسكون الطاء وكسر اللام مبنيا للمفعول، وأما حكم إمالة "فرآه" فسبق قريبا أول فاطر عند فرآه حسنا وأثبت الياء وصلا في "لتردين" ورش وفي الحالين يعقوب "ويوقف" لحمزة على "رءوس" بالتسهيل بين بين وبالحذف وهو الأولى عند الآخذين بالرسم وعلى "مالئون" بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف مع ضم اللام وإبدال الهمزة ياء، وغير ذلك لا يصح كما مر قريبا في متكؤون بيس، وقرأ بحذفها مع ضم اللام كالوجه الثاني أبو جعفر وأدغم دال و"لقد ضل" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ومر حكم "المخلصين" آنفا وآمال "نادينا" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وأدغم ذال "إذ جاء" أبو عمرو وهشام، وتقدم قريبا حكم "أئفكا" واختلف في "يَزِفُّون" [الآية: 94] فحمزة الياء من أزف الظليم وهو ذكر النعام دخل في الزفيف وهو الإسراع فالهمزة ليست للتعدية وافقه الأعمش، والباقون بفتحها من زف الظليم عدا بسرعة وأثبت الياء في "سيهدين" في الحالين يعقوب، وقرأ "يا بني" بفتح الياء حفص ومر بهود "وفتح" ياءي "إِنِّي أَرَى، أَنِّي أَذْبَحُك" نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو جعفر.
واختلف في "مَاذَا تَرَى"[الآية: 102] فحمزة والكسائي وخلف بضم التاء وكسر
الراء وبعدها ياء1 أي: ماذا تريه من صبرك أو أي شيء الذي ترينه أي: ماذا تحملني عليه من الاعتقاد فالمفعولان محذوفان، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الياء والراء وألف بعدها من رأى اعتقد، أو أمر لا من رأى أبصر ولا علم ويتعدى لواحد فما استفهام ركبت مع ذا مفعوله، أو ما بمعنى أي شيء مبتدأ، وإذا بمعنى الذي خبره وترى صلته والعائد محذوف أي شيء الذي تراه.
وأمال فتحة الراء أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه، وقلله الأزرق، وقرأ "يَا أَبَت" [الآية: 102] بفتح التاء ابن عامر وأبو جعفر ومر بيوسف، ووقف عليه بالهاء2 ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وفتح ياء "ستجدني إن" نافع وأبو جعفر، وعن الحسن والمطوعي "أسلما" بحذف الألف الأولى وتشديد اللام3 أي: فوضا، وأدغم دال "وقد صدقت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وأمال "الرؤيا" الكسائي فقط، وقلله أبو عمرو والأزرق بخلفهما، وقرأ أبو جعفر بقلب همزة ياء وإدغامها في الياء بعدها "وأبدل" همزة واوا ساكنة الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه كوقف حمزة على القياسي وعلى الرسمي بالقلب والإدغام كقراءة أبي جعفر، ونقل جوازه في النشر عن الهذلي وغيره، ثم رجح الإظهار، وأما الحذف فضعيف "ويوقف" له كهشام بخلفه على "لهو البلؤا" ونحوه مما رسم بالواو باثني عشر وجها بينت أول الأنعام، وقرأ "نبيئا" بالهمز نافع وضم الهاء من "عليهما" يعقوب.
واختلف في "وَإِنَّ إِلْيَاس"[الآية: 123] فابن عامر بخلاف عنه بوصل همزة إلياس فيصير اللفظ بلام ساكنة بعد إن ويبتدئ بهمزة مفتوحة، وافقه ابن محيصن من المفردة والحسن، والباقون بقطع الهمزة مكسورة بدأ ووصلا، وبه قرأ ابن عامر في وجهه الثاني وروى الوجهين الكارزيني عن المطوعي عن محمد بن القاسم عن ابن ذكوان وذكرهما في الشاطبية له كذلك، وكذا رواه أبو الفضل الرازي عن ابن عامر بكماله وأكثرهم على استثناء الحلواني فقط عن هشام، وأطلق الخلاف عن هشام وابن ذكوان في الطيبة، قال في النشر: وبهما أي: الوصل والقطع آخذ في رواية ابن عامر اعتمادا على نقل الثقات واستنادا إلى وجهه في العربية، وثبوته بالنص ا. هـ. ووجه القراءتين أن إلياس اسم أعجمي سرياني تلاعبت به العرب فقطعت همزته تارة ووصلتها أخرى، والأكثر على وجه الوصل أن أصله ياس دخلت عليه أل المعرفة كما دخلت على اليسع، ويبنى على الخلاف حكم الابتداء فعلى الأول يبتدأ بهمزة مكسورة وعلى الثاني بهمزة مفتوحة وهو الصواب كما في النشر، قال: لأن وصل همزة القطع لا يجوز إلا ضرورة ولنصبهم على الفتح دون غيره، واختلف في نصب "اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبّ" [الآية: 126] فحفص وحمزة والكسائي ويعقوب
1 أي: "ماذا تُرِي". [أ] .
2 أي: "أَبَتَه". [أ] .
3 أي: "سَلَّما"[الآية: 103] . [أ] .
وخلف بنصب الأسماء الثلاثة فالأول بدل من أحسن وربكم نعته ورب عطف عليه، وافقهم الأعمش، والباقون برفع الثلاثة على أن الجلالة الكريمة مبتدأ وربكم خبره ورب عطف عليه أو خبر هو، ومر ذكر "المخلصين" في السورة.
واختلف في "إِلْ يَاسِين"[الآية: 130] فنافع وابن عامر ويعقوب بفتح الهمزة وكسر اللام وألف بينهما وفصلها عما بعدها فأضافوا آل إلى ياسين فيجوز قطعها وقفا والمراد ولد ياسين وأصحابه، والباقون بكسر الهمزة وسكون اللام بعدها ووصلها بما بعدها كلمة واحدة في الحالين جمع الياس المتقدم باعتبار أصحابه كالمهالبة في المهلب وبنيه، أو على جعله اسما للنبي المذكور صلى الله عليه وسلم وهي لغة كطور سيناء وسينين، وهي حينئذ كلمة واحدة وإن انفصلت رسما فلا يجوز قطع أحديهما عن الأخرى، ويمتنع اتباع الرسم فيها وقفا ولم يقع لها نظير.
واختلف في "أَصْطَفَى"[الآية: 153] فالأصبهاني عن ورش وأبو جعفر بوصل الهمزة في الوصل على حذف همزة الاستفهام للعلم بها، والابتداء في هذه القراءة بهمزة مكسورة، والباقون بهمزة مفتوحة في الحالين على الاستفهام الإنكاري، وأماله وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وقرأ "تَذَكَّرُون" بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف، ووقف على "صال الجحيم" بالياء يعقوب، وعن الحسن صال بضم اللام بلا واو وعنه بالواو، ومر حكم "المخلصين" وأدغم دال "ولقد سبقت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
المرسوم اتفقوا على حذف ألف يهرعون وعلى كتابة إيتا بالياء، وفي العراقية أيفكا بالياء، واتفقوا على كتابة لهو البلؤا بواو وألف بعدها، وعلى كتابة آل ياسين بقطع اللام من الياء، واتفقوا على قطع أم عن من في أم من خلقنا. ياءات الإضافة ثلاث:"إِنِّي أَرَى"[الآية: 102]"أَنِّي أَذْبَحُك"[الآية: 102]"سَتَجِدُنِي إِن"[الآية: 102] وزائدتان: "سَيَهْدِين"[الآية: 99]"لَتُرْدِين"[الآية: 56] .