الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة طه:
مكية1 وآيها مائة وثلاثون وآيتان بصري، وأربع حجازي وخمس كوفي وثمان حمصي وأربعون دمشقي، اختلافها أربع وعشرون آية طه كوفي، ومثلها ما غشيهم، وإذ رأتيهم ضلوا، وترك مني هدى، وزهرة الحياة الدنيا، غيره والحمصي في اليم ضنكا نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا غيره بصري، محبة مني حجازي ودمشقي، ولا تحزن شامي ومثلها في أهل مدين، ومعنى بني إسرائيل، ولقد أوحينا إلى موسى، فتونا بصري وشامي، واصطنعتك لنفسي كوفي وشامي وغضبان أسفا مكي ومدني أول، ومثلها وإله موسى فنسي غيرهما، وعدا حسنا إليهم قولا مدني آخير، قيل وشامي ألقى السامري غيره قاعا صفصفا عراقي وشامي، مشبه الفاصلة تسعة: فاعبدوني بآياتي، ما أنت قاض، عليكم غضبي، ثم ائتوا صفا، وبينك موعدا، ولا برأسي، لا مساس، منها جميعا "الممال منها" أعني رءوس الآي من أولها إلى طغى، قال: رب إلا وأقم الصلاة لذكرى ثم من يا موسى إلى لنرضى إلا عيني وذكري وما غشيهم ثم موسى من حتى يرجع إلينا موسى ثم من إلا إبليس أبى إلى آخرها، إلا بصيرا فائدة شتى غير منون ويمال وأمتا منون، ولا يمال كهمسا وضحى منون، ويمال وعلة ذلك أن شتى وضحى ألفهما للتأنيث بخلاف أمتا وهمسا فالفهما بدل عن التنوين. القراءات أمال الطاء والهاء من "طه" أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف، وأمال الهاء فقط محضة أيضا أبو عمرو وللأزرق فيها وجهان: الأول تمحيضها كأبي عمرو وعليه الجمهور وهو الذي في الشاطبية كأصلها، ولم يمل محضة من هذه الطرق إلا هذه، والثاني التقليل وفتحهما الباقون لكن في كامل الهذلي تقليل الطاء عن قالون والأزرق، ولم يعول عليه في الطيبة، وسكت أبو جعفر على الطاء والهاء، وعن الحسن سكون الهاء من غير ألف بعد الطاء، على أن الأصل طأ بالهمز أمر من وطئ يطأ، ثم أبدل الهمزة هاء كإبدالهم لها في هرقت ونحوه ونقل "القُرَان" ابن كثير.
وأمال "لتشقي" حمزة والكسائي وخلف وكذا جميع فواصل هذه السورة على ما تقدم كالنجم وغيرها من السور المتقدم ذكرها، وقرأ الأزرق بالتقليل سواء كان من ذوات الواو أو الياء إلا ما سيجيء من نحو: ضحيها وتلاها وسواها مما فيه هاء، فله فيه الفتح مع التقليل، وبه يصرح قول الطيبة:
1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "2/ 1265". [أ] .
وقلل الرا ورءوس الآي خلف
…
وما به ها غير ذي الرا يختلف
وأما أبو عمرو فله فيها التقليل والفتح واويا كان أو يائيا، إلا ذوات الراء فالإمالة المحضة وجها واحدا كما مر، لكن تقدم في باب الإمالة أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى، والفتح عنه في فعلى أكثر منه في رءوس الآي.
تنبيه:
طه ليست فاصلة عند المدني والبصري، وقد أمالها الأزرق وأبو عمرو باعتبار كونها حرف هجاء، ولذا محضاها وزهرة الحيوة الدنيا ومني هدى ليستا فاصلتين عند الكوفي، وقد أمالهما حمزة والكسائي ومن معهما باعتبار فعلى والياء وأما إمالة "رأى" فتقدم الكلام عليها في بابها والأنعام وغيرها مفصلا، وقرأ "لأهله امكثوا" هنا والقصص بضم هاء الضمير حمزة وكسر الباقون وفتح ياء الإضافة من "إني آنست" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر، وفتحها من "لَعَلِّي آتِيكُم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر.
واختلف في "أني أنا رَبُّك"[الآية: 12] فابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح الهمزة من "أني" على تقدير الباء أي: بأني وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالكسر على إضمار القول أو تأويل نودي بقيل "وفتح" ياء الإضافة من إني أنا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ووقف يعقوب على "بالواد" بالياء.
واختلف في "طوى"[الآية: 12] هنا و [النازعات الآية: 16] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الطاء مع التنوين فيهما مصروفا؛ لأنه أول بالمكان، وافقهم ابن محيصن، وعن الحسن والأعمش كسر الطاء مع التنوين، وهو رأس آية إمالة وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بالضم بلا تنوين على عدم صرفه للتأنيث باعتبار البقعة والتعريف أو للعجمة والعلمية، وقلله الأزرق وبالصغرى مع الفتح أبو عمرو واختلف في "وأنا اخترتك" فحمزة وأنا بفتح الهمزة وتشديد النون اخترناك بنون مفتوحة وبعدها ألف ضمير المتكلم المعظم نفسه، وافقه الأعمش والباقون بتخفف نون أنا مع فتح الهمزة أيضا أخترتك بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ الواحد حملا على ما قبله، وفتح ياء الإضافة من "إنني أنا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وفتحها من "لذكري إن" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "أتوكؤ" بإبدال الهمزة ألفا على القياسي، وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واو مضمومة ثم تسكن للوقف، ويتحد معه اتباع الرسم وتجوز الإشارة بالروم والإشمام فهذه أربعة، والخامس التسهيل كالواو مع الروم كما مر في تفتؤ بيوسف وفتح ياء الإضافة من "لي فيها" الأزرق وحفص وأمال "الكبرى اذهب" وصلا السوسي بخلفه، وأماله وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وتقدم عن الحسن فتح ياء "لي صدري""وفتح" ياء الإضافة من "لي أمري" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.
واختلف في "أخي أَشْدُد"[الآية: 31] وفي "وَأَشْرِكْه"[الآية: 32] فابن عامر وابن وردان فيما رواه النهرواني عن أصحابه عن شبيب عن الفضل، وكذا الهذلي عن الفضل من جميع طرقه عن ابن وردان بقطع همزة أشدد مع فتحها؛ لأنه من فعل ثلاثي وهمزة المضارع قطع وحكمها أن تثبت في الحالين مفتوحة، وجزم الفعل جوابا للدعاء، وأشركه بضم الهمزة مع القطع؛ لأنه فعل مضارع من رباعي، وجزم بالعطف على ما قبله، وافقهما الحسن، والباقون بوصل همزة أشدد وضمها في الابتداء، وفتح همزة أشركه على جعلهما أمرين بمعنى الدعاء من موسى عليه السلام بشد الأزر، وتشريك هارون عليه السلام في النبوة، أو تدبير الأمر وهمزة الأمر من شد وصل تضم في الابتداء لضم العين من الفعل، وهو الذي رواه باقي أصحاب ابن وردان عنه وفتح الياء من "أخي" ابن كثير وأبو عمرو، قال في النشر: ومقتضى أصل أبي جعفر فتحها لمن قطع الهمزة عنه، ولكني لم أجده منصوصا ا. هـ. وأبدل همزة "سؤلك" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر، وتقدم عن رويس إدغام "نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت"[الآية: 33، 34، 35] وفي المصباح عن يعقوب بكماله كأبي عمرو.
واختلف في "وَلِتُصْنَعَ عَلَى"[الآية: 39] فأبو جعفر بسكون اللام وجزم العين على أن اللام للأمر والفعل مجزوم بها، فيجب عنده الإدغام، وقول الأصل فعل أمر فيه تجوز وسبق لرويس وليعقوب بكماله عن بعضهم كأبي عمرو إدغام العين، والباقون بكسر اللام ونصب الفعل بأن مضمرة بعد لام كي أي: لتربي ويحسن إليك قال النخاس: عطف على علة محذوفة أي: ليتلطف بك ولتصنع إلخ "وفتح" ياء الإضافة من "عيني إذ" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وأدغم تاء "لبثت" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وأثبت في الأصل هنا لابن ذكوان، وفيه نظر ولعله اشتباه بأورثتموها وفتح يائى الإضافة من "لنفسي اذهب" ومن "ذكرى اذهبا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وعن ابن محيصن "أن يفرط" بضم حرف المضارعة، وفتح الراء "وأدغم" دال "قد جئناك" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وأمال "أعطى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وكذا موضع النجم والليل "وعن" المطوعي "كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَه" بفتح اللام فعلا ماضيا وعن ابن محيصن "لا يَضِلُّ رَبِّي" بضم الياء أي: لا يضل ربي الكتاب أي: لا يضيعه فربي فاعل، والجمهور بالفتح أي: لا يضل عن معرفته الأشياء.
واختلف في "الْأَرْضَ مِهَادًا"[الآية: 53] هنا و [الزخرف الآية: 10] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الميم وإسكان الهاء بلا ألف فيهما1، وافقهم الأعمش، والباقون بكسر الميم وفتح الهاء وألف بعدها فيهما، وهما مصدران بمعنى يقال مهدته مهدا ومهادا، أو الأول الفعل والثاني الاسم أو "مهادا" جمع "مهد" نحو:"كعب وكعاب".
1 أي: "مَهْدا". [أ] .
واتفقوا على موضع النبأ أنه بالكسر مع ألف مناسبة لرءوس الآي بعده.
واختلف في "لا نُخْلِفُه"[الآية: 58] فأبو جعفر بإسكان الفاء جزما على جواب الأمر، ويلزم من ذلك منع الصلة له، والباقون بالرفع على الصفة لموعد أو يلزم منه الصلة له منهم.
واختلف في "سوى"[الآية: 58] فابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب وحلف بضم السين والتنوين، وافقهم الأعمش، وأماله في الوقف أبو بكر من طرق المصريين والمغاربة قاطبة وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وبالتقليل والفتح أبو عمرو وأكثر النقلة عن أبي بكر على الفتح وصحح الوجهين عنه في النشر، وعن الحسن ضم السين بلا تنوين أجرى الوصل مجرى الوقف، ولا يقال منع صرفه للعدل كعمر؛ لأن ذلك في الأعلام، أما الصفات كحطم ولبد فمصروفة قاله في الدر كالبحر، والباقون بكسر السين مع التنوين وهما لغتان بمعنى واحد، وعن الحسن والمطوعي:"يوم الزينة" بنصب يوم أي: كائن يوم الزينة نحو السفر غدا، والجمهور على الرفع خبرا لموعدكم فإن جعل موعدكم زمانا لم يحتج إلى تقدير مضاف أي: زمان الوعد يوم الزينة، وإن جعل مصدرا فعلى حذف مضاف أي: وعدكم وعد يوم الزينة.
واختلف في "فَيُسْحِتَكُم"[الآية: 61] فحفص وحمزة والكسائي ورويس وخلف بضم الياء وكسر الحاء من أسحت رباعيا لغة نجد وتميم، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الياء والحاء من سحته ثلاثيا لغة الحجاز.
وأمال خاب حمزة وهشام من طريق الداجوني فيما رواه عنه في الروضة والتجريد وغيرهما، وابن ذكوان من طريق الصوري.
واختلف في "إن هذين لساحران"[الآية: 63] فنافع وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف بتشديد إن وهذان بالألف، وتخفيف النون وافقهم الشنبوذي والحسن، وفيها أوجه: أحدها أن إن بمعنى نعم، وهذان مبتدأ ولساحران خبره، الثاني اسمها ضمير الشأن محذوف، وجملة هذان لساحران خبرها، الثالث أن هذان اسمها على لغة من أجرى المثنى بالألف دائما، واختاره أبو حيان، وهو مذهب سيبويه، وقرأ ابن كثير وحده بتخفيف إن وهذان بالألف مع تشديد النون، وقرأ حفص كذلك إلا أنه خفف نون هذان، وافقه ابن محيصن وهاتان القراءتان أوضح القراءات في هذه الآية: معنى ولفظا وخطا، وذلك أن إن المخففة من الثقيلة أهملت وهذان مبتدأ ولساحران الخبر واللام للفرق بين النافية والمخففة على رأي البصريين، وقرأ أبو عمرو إن بتشديد النون وهذين بالياء مع تخفيف النون، وهذه القراءة واضحة من حيث الإعراب والمعنى؛ لأن هذين اسم أن نصب بالياء، ولساحران خبرها ودخلت اللام للتأكيد، لكن استشكلت من حيث خط المصحف، وذلك أن هذين رسم بغير ألف ولا ياء ولا يرد بهذا على أبي عمرو، وكم جاء في الرسم
مما هو خارج عن القياس مع صحة القراءة به وتواترها، وحيث ثبت تواتر القراءة فلا يلتفت لطعن الطاعن فيها، وافقه اليزيدي والمطوعي.
واختلف في "فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُم"[الآية: 64] فأبو عمرو يوصل الهمزة وفتح الميم من جمع ضد فرق، وافقه اليزيدي، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم من أجمع رباعيا أي: أعزموا كيدكم، واجعلوه مجمعا عليه.
تنبيه تقدم أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى، فيتفرع على ذلك ما لو قرئ له نحو:"قالوا يا موسى إما أن تلقي، وإما أن نكون أول من ألقى"[الآية: 65] فالفتح في يا موسى مع الفتح والتقليل في ألقى لكونه رأس آية التقليل في موسى مع التقليل في ألقى وجها واحدا، بناء على ما ذكر وعن الحسن "وعصيهم" حيث جاء بضم العين، وهو الأصل، والجمهور على كسرها اتباعا للصاد، وكسر الصاد للياء والأصل عضو، وفاعل كما ترى بقلب الواوين يائين، وكسرت الصاد لتصح الياء وكسرت العين اتباعا.
واختلف في "تَخيّل"[الآية: 66] فابن ذكوان وروح بالتاء من فوق على التأنيث على إسناده لضمير العصى والحبال، وأنها تسعى بدل اشتمال من ذلك الضمير، وافقهما الحسن، والباقون بالياء من تحت على التذكير1 لإسناده إلى أنها تسعة أي: يخيل سعيها، ولم يذكر ابن مجاهد كصاحبه ابن أبي هاشم هذا الحرف فتوهم بعضهم الخلاف لابن ذكوان فيه وليس فيه خلاف كما نبه عليه صاحب النشر رحمه الله تعالى.
واختلف في "تَلْقَف"[الآية: 69] فابن ذكوان بفتح اللام وتشديد القاف ورفع الفاء2 على الاستئناف أي: فإنها تلقف أو حال مقدرة من المفعول، وقرأ حفص بإسكان اللام والفاء مع تخفيف القاف من لقف يلقف كعلم يعلم، والباقون وبالتشديد والجزم على جواب الأمر، وشدد تاءها وصلا البزي بخلف عنه.
واختلف في "كَيْدُ سَحِر"[الآية: 69] فحمزة والكسائي وخلف بكسر السين وإسكان الحاء بلا ألف3 أي: كيد ذي سحر أوهم نفس السحر على المبالغة، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح السين وبالألف وكسر الحاء فاعل من سحر، وأفرد من حيث إن فعلهم نوع واحد من السحر.
وقرأ "أمنتم"[الآية: 71] بهمزة واحدة على الخبر الأصبهاني وقنبل من طريق ابن مجاهد وحفص ورويس، وقرأ قالون والأزرق والبزي وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وأبو عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني، والداجوني من طريق زيد وأبو جعفر بهمزتين الأولى.
1 أي: "يُخَيَّل". [أ] .
2 أي: "تَلَقَّف". [أ] .
3 أي: "سِحْر". [أ] .
محققة والثانية مسهلة ثم ألف ولم تبدل الثانية ألفا عن الأزرق، وأما الثالثة فاتفقوا على إبدالها ألفا، وقرأ هشام فيما رواه الداجوني من طريق الشذائي وأبو بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزتين محققتين، وعن ابن محيصن والحسن "فلأقطعن ولأصلبن" بفتح الهمزة فيهما وسكون القاف والصاد وفتح الطاء وتخفيفها مع قطع وصلب الثلاثي، واتفقوا على نصب "الْحَيَاةَ الدُّنْيَا" على الظرفية لتقضي ومفعوله محذوف أي: تقضي غرضك أو أمرك أو على أنه مفعوله به اتباعا، ويدل له قراءة أبي حيوة "تقضي" بالبناء للمفعول الحياة بالرفع اتسع في الظرف فأجري مجرى المفعول به كما تقول صيم يوم الجمعة.
وقرأ "يَأْتِهِ مُؤْمِنًا"[الآية: 75] بإسكان الهاء السوسي فيما رواه الداني من جميع طرقه وكذا صاحب الكافي والشاطبية وسائر المغاربة، وروى عنه الصلة ابن مهران وابن سوار وغيرهما وفاقا لسائر العراقيين.
واختلف "عن قالون وابن وردان ورويس" في الاحتلاس والصلة، فأما قالون فروى الاختلاس عنه صاحب التجريد والتذكرة وغيرهما، وهي طريق صالح عن أبي نشيط وابن أبي مهران عن الحلواني، وروى عنه الإشباع صاحب الهداية والكامل من جميع طرقهما، وهي طريق الطبري وغلام الهراس عن ابن بويان، وطريق جعفر عن الحلواني، وأطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها، وأما ابن وردان فروى الاختلاس عنه هبة الله بن جعفر والعلاف والوراق وابن مهران عن أصحابهم عن الفضل، وروى عنه الإشباع النهرواني من جميع طرقه والرازي، وأما رويس فروى الاختلاس عنه العراقيون قاطبة، وروى عنه الصلة طاهر بن غلبون والداني من طريقه وسائر المغاربة، وبذلك قرأ الباقون وعم ابن كثير وورش والدوري عن أبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن جماز وروح، فيكون لكل من قالون وابن وردان ورويس الاختلاس والإشباع وللسوسي وجهان فقط: الإسكان والإشباع فما في الأصل هنا من ذكر الاختلاس للسوسي لعله سبق قلم، ويوقف لحمزة وهشام "على جزؤا" من المرسوم بواو وألف بعدها في الكوفي والبصري باثني عشر وجها مر بيانها بالأنعام في انبؤا ما كانوا.
وقرأ "أَنْ أَسْر"[الآية: 77] بهمزة وصل ساقطة درجا1 ثابتة مكسورة ابتداء2 نافع وابن كثير وأبو جعفر، والباقون بهمزة قطع مفتوحة في الحالين، كما مر بهود، وعن الحسن "يبسا" بسكون الباء والجمهور بفتحها مصدران أو بالإسكان المصدر وبالتحريك الاسم.
واختلف في "لا تَخَاف"[الآية: 77] فحمزة بالقصر والجزم3 على أنه جواب الأمر أو مجزوم بلا الناهية "ولا تخشى" رفع على الاستئناف أو جزم بحذف الحركة تقديرا إجراء له مجرى الصحيح، أو بحذف حرف العلة، وهذه الألف إشباع لمناسبة.
1 أي: "أن أسر....". [أ] .
2 أي: إسر....". [أ] .
3 أي: "لا تَخَف". [أ] .
الفواصل وافقه الأعمش، والباقون بالمد والرفع على الاستئناف فلا محل له، أو محله نصب على الحال من فاعل اضرب أي: اضرب غير خائف "ولا تخش" عطف عليه وعن المطوعي "فغشاهم من اليم ما غشاهم"[الآية: 78] بفتح الشين مشددة وألف بعدها في الكلمتين أي: غطاهم "وسهل" أبو جعفر همز "إسرائيل" مع المد والقصر، ومر خلاف الأزرق فيها مع وقف حمزة عليها أوائل البقرة.
واختلف في "أنجيتكم، ووعدتكم، ورزقتكم"[الآية: 80، 81] فحمزة والكسائي وخلف بتاء المتكلم من غير ألف في الثلاثة مناسبة لقوله تعالى:"فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي" وافقهم الأعمش والباقون بنون العظمة مفتوحة وألف بعدها فيهن1، وقرأ "ووعدناكم" بغير ألف أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب ومر بالبقرة.
واختلف في "فَيَحِلَّ عَلَيْكُم ومن يحلل"[الآية: 81] فالكسائي بضم الحاء من فيحل واللام2 من يحلل من حل يحل إذا نزل ومنه أو تحل قريبا من دارهم، وافقه الشنبوذي والباقون بكسرهما من حل عليه كذا أي: وجب من حل الدين يحل بالكسر وجب قضاؤه ومنه يبلغ الهدى محله، واتفقوا على كسر حاء "أم أردتم أن يحل" لأن المراد به الوجوب لا النزول وعن الحسن "أولاء على أثرى" بتسهيل همزة أولاء، قال ابن الفاصح بكسرة مليئة من غير همز ولا مد ولا ياء، وقال في الدر كالبحر بياء مكسورة.
واختلف في "عَلَى أَثَرِي"[الآية: 84] فرويس بكسر الهمزة وسكون المثلثة3 والباقون بفتحها "وغلظ" الأزرق لام "أفطال" بخلف عنه للفصل بالألف، والوجهان في الشاطبية وغيرها، وصححهما ورجح التغليظ.
واختلف في "بملكنا"[الآية: 87] فنافع وعاصم وأبو جعفر بفتح الميم، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضمها وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بكسرها، فقيل لغات بمعنى وقيل المضموم معناه لم يكن لنا ملك فنخلف موعدك لسلطانه، وإنما أخلفناه بنظر أدى إليه فعل السامري، وفتح الميم مصدر من ملك أمره أي: ما فعلناه بأنا ملكنا الصواب بل غلبتنا أنفسنا وكسر الميم أكثر استعماله فيما تحوزه اليد، ولكنه يستعمل فيما يبرمه الإنسان من الأمور ومعناه كالذي قبله.
واختلف في "حملنا"[الآية: 87] فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص وأبو جعفر ورويس بضم الحاء وكسر الميم مشددة عدي بالتضعيف إلى آخر وبني للمفعول، والضمير المتصل نائب الفاعل، وافقهم ابن محيصن، والباقون بفتح الحاء والميم مخففة4 مبنيا للفاعل متعديا لواحد، والأوزار الأثقال أطلق على ما استعاروا من القبط برسم التزيين أوزارا لثقلها، وعن الحسن "وَأنَّ رَبَّكُم" بفتح الهمزة وأثبت الياء في "تتبعن" وصلا نافع
1 أي: "أنجيناكم، واعدناكم، رزقناكم". [أ] .
2 أي: "فيَحُلّ". [أ] .
3 أي: "إثري". [أ] .
4 أي: "حمَلْنا". [أ] .
وأبو عمرو وفي الحالين ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب، قال في النشر: إلا أن أبا جعفر فتحها وصلا، وأثبتها في الوقف وقدرهم ابن مجاهد، حيث ذكر ذلك عن الحلواني عن قالون كما وهم في جامعه، حيث جعلها ثابتة لابن كثير في الوصل دون الوقف.
وقرأ "يبنؤم"[الآية: 94] بكسر الميم ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف، ويوقف عليه لحمزة بوجهين: التحقيق والتسهيل كالواو، إذ هو متوسط بغيره وفتح ياء الإضافة من "برأسي إني" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر، وعن المطوعي "بصرت" بكسر الصاد "بما لم يبصروا" بفتحها.
واختلف في "تَبْصُروا به"[الآية: 96] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالتاء من فوق، خطابا لموسى وقومه، وافقهم الأعمش، والباقون بالياء على الغيبة مسندا للغائبين بالنسبة إليه بما لم ير بنو إسرائيل، وعن الحسن "فقبصت قبصة" بالصاد المهملة فيهما وهي القبض بأطراف الأصابع، وبضم القاف من الكلمة الثانية كالغرفة، والجمهور على المعجمة فيهما وفتح القاف وهو القبض بجميع الكف، وأدغم الضاد المعجمة في تاء المتكلم مع إبقاء صفة الإطباق والتشديد ابن محيصن كما مر، وأدغم ذال "فنبذتها" أبو عمرو وهشام فيما رواه جمهور المشارقة عنه وحمزة والكسائي وخلف، والإظهار عن هشام رواية المغاربة قاطبة، وهو الذي في الشاطبية وغيرها، وأدغم باء "فاذهب" في فاء "فإن" أبو عمرو والكسائي وهشام وخلاد بخلف عنهما تقدم تفصيله في محله، واختلف في "لن تخلفه" فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بضم التاء وكسر اللام مبنيا للفاعل متعديا لمفعولين: أحدهما الهاء ضمير الوعد، والثاني محذوف أي: لن تخلفه الله، وافقه ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بفتح اللام على البناء للمفعول متعديا لاثنين أيضا: أحدهما الضمير المستتر المرفوع على النيابة، والثاني الهاء أي: لن يخلفك الله إياه، وعن المطوعي ظلت بكسر الظاء.
واختلف في "لَنُحَرِّقَنَّه"[الآية: 97] فأبو جعفر بإسكان الحاء وتخفيف الراء1 واختلف راوياه فابن وردان بفتح النون وافقه الأعمش من باب خرج يخرج، وابن جماز بضم النون وكسر الراء2، وافقه الحسن من باب أخرج يخرج، والباقون بضم النون وفتح الحاء وكسر الراء مشددة3 من حرقة بالتشديد، وأدغم دال "قد سبق" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف في "ننفخ في الصور"[الآية: 102] فأبو عمرو بنون العظمة مفتوحة مبنيا للفاعل مسندا إلى الآمر به والنافخ إسرافيل، والباقون بالياء من تحت مضمومة وفتح الفاء4 بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل الجار والمجرور بعده، وقد خالف فيه اليزيدي أبا عمرو ووافق الباقين، وعن الحسن "ويحشر" بالياء من تحت مبنيا للمفعول المجرور نائبه وأدغم ثاء "لبثتم"
1 أي: "لنُحْرِقَنّه". [أ] .
2 أي: لنَحْرِقَنّه". [أ] .
3 أي: "لنُحَرِّقَنّه". [أ] .
4 أي: "يُنْفَخ". [أ] .
أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو جعفر، ومر عدم إمالة "أمتا" للكل كهمسا.
وأمال "خَاب"[الآية: 111] حمزة وابن عامر بخلف عنه من روايتيه تقدم تفصيله قريبا.
واختلف في "فَلا يَخَاف"[الآية: 112] فابن كثير بالقصر والجزم1 على النهي، وافقه ابن محيصن والباقون بالمد والرفع خبر المحذوف أي: فهو لا يخاف والموضع عليهما جزم جواب الشرط.
واختلف في "يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُه"[الآية: 114] فيعقوب بنون العظمة مفتوحة وكسر الضاد2 مبنيا للفاعل وفتح الياء نصبا بأن، وحيه بالنصب مفعول به، وافقه الحسن والأعمش، لكن في الدر كالبحر تسكين الياء عن الأعمش، وقال: استثقل الحركة على حرف العلة، وإن كانت خفيفة، والباقون بالياء من تحت مضمومة وفتح الضاد مبنيا للمفعول، ووحيه بالرفع نائب الفاعل.
وقرأ "لِلْمَلائِكَةُ اسْجُدُوا"[الآية: 116] بضم التاء أبو جعفر بخلف عن ابن وردان، والوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم كما مر بالبقرة.
واختلف في "وإنك لا تظمؤا"[الآية: 119] فنافع وأبو بكر بكسر الهمزة عطفا على إن لك أو على الاستئناف، والباقون بفتحها على المصدر المنسبك من لا تجوع أي: انتفاء جوعك وانتفاء ظمئك، أو التقدير وبأنك، وتقدم خلاف الأزرق في مد واو "سوآتهما" بالأعراف وغيرها، وأنه لا يسوغ فيها إلا أربعة أوجه: توسط الواو مع توسط الهمزة، وقصر الواو مع ثلاثة الهمز، ويوقف لحمزة عليها بالنقل على القياس، وبالإدغام إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة، وعن الحسن "يَخِصِّفان" بكسر الخاء وتشديد الصاد.
وأمال "اتَّبَعَ هُدَاي"[الآية: 123] الدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن "ضنكا" بألف بغير تنوين مع الإمالة المحضة "وفتح" ياء الإضافة من "حشرتني أعمى" نافع وابن كثير وأبو جعفر، وسبق إمالة أعمى في بابها لحمزة والكسائي وخلف، وتقليل الأزرق بخلفه لكونه ليس برأس آية أما "وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" [الآية:
124] فهو رأس آية ممال لحمزة ومن معه مقلل فقط للأزرق، ومقلل مع الفتح لأبي عمرو، وذكر في الأصل هنا التقليل لأبي عمرو، وفي حشرتني أعمى وفيه نظر، ولعله سبق قلم ومر التنبيه عليه في باب الإمالة، ويوقف على "ومن أناىء الليل" ونحوه مما كتب بياء بعد الألف لحمزة وهشام بخلفه بالبدل ألفا في الهمزة الثانية مع المد والتوسط والقصر، وبالتسهيل بين بين مع المد والقصر فهذه خمسة، وإذا أبدلت ياء على الرسم فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء، والقصر مع روم حركتها فتصير تسعة ولحمزة في الأولى
1 أي: "فلا يَخَف". [أ] .
2 أي: "نَقْضي". [أ] .
السكت وعدمه والنقل تصير سبعة وعشرين من ضرب الثلاثة الأولى في التسعة الثانية، وعن الحسن "وأطراف النهار" بالجر عطفا على آناىء الليل، والجمهور على نصبه عطفا على محل ومن آناىء.
واختلف في "تُرضى"[الآية: 130] فأبو بكر والكسائي بضم التاء مبنيا للمفعول وحذف الفاعل للعلم به أي: لعل الله يعطيك ما يرضيك، أو لعله يرضاك، والباقون بفتحها مبنيا للفاعل أي: لعلك ترضى بها.
واختلف في "زَهْرَةَ الْحَيَاة"[الآية: 131] فيعقوب بفتح الهاء وافقه الحسن والباقون بسكونها، وهما بمعنى واحد كنهر ونهر ما يروق من النور وسراج زاهر لبريقه.
واختلف في "أَوَلَمْ تَأْتِهِم"[الآية: 133] فقرأ نافع وأبو عمرو وحفص ويعقوب وابن جماز وابن وردان فيما رواه العلاف، وابن مهران من طريق ابن شبيب عن الفضل عنه بالتاء من فوق على التأنيث، وافقهم اليزيدي والحسن، والباقون بالباء على التذكير؛ لأن التأنيث مجازي، وهي رواية النهرواني عن ابن شبيب وابن هارون كلاهما عن الفضل والحنبلي عن هبة الله كلاهما عنه.
وقرأ "الصراط"[الآية: 135] بالسين قنبل1 من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام حمزة بخلف عن خلاد لكونه باللام.
المرسوم أتوكوا بواو وألف بعد الكاف اخترتك بغير ألف مهدا حيث وقع بعد الأرض بحذف الألف فيما رواه نافع، وكتبوا في الكوفي والبصري جزوا من بواو وألف بعد الزاي أنجيتكم بحذف الألف، وكتبوا بالياء أن أسر بعبادي فاتبعوني وأطيعوا أمري والناس ضحى، واتفقوا على كتابه أناىء الليل بالياء، وفي بعض المصاحف ولاوصلبنكم بواو بين الألف والصاد، وكذا في الشعراء، واتفقوا على رسم همز أم من يبنوم واوا موصولة بالنون، وسبق موضع الأعراف، وفي بعضها لا تخاف دركا بألف، وفي بعضها بلا ألف ولا تظموا بواو وألف بعد الميم في الكل ياءات الإضافة ثلاث عشرة "إِنِّي آنَسْت" [الآية: 10] "إني أنا رَبُّك"[الآية: 12]"إِنَّنِي أَنَا"[الآية: 14] "لنفسي
اذهب" [الآية: 41، 42] "ذكرى اذهبا" [الآية: 42، 43] "لَعَلِّي آتِيكُم" [الآية: 10] "وَلِيَ فِيهَا" [الآية: 18] "لذكري إن" [الآية: 14، 15] "يَسِّرْ لِي أَمْرِي" [الآية: 26] "على عيني إذ" [الآية: 39، 40] "برأسي إني" [الآية: 94] "أخي أشدد" [الآية: 30، 31] "حشرتني أعمى" [الآية: 125] عن الحسن وحده فتح لي صدري، وفيها زائدة واحدة "تتبعن أفعصيت" [الآية: 93] وحكم كل في محله2.
1 أي: "سراط". [أ] .
2 أي: في موضعه من الآيات أو في بابه حيث تكلم عنه مجملا ومفصلا. ص "144". [أ] .