الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة يونس عليه السلام:
مكية1 وآيها مائة وتسع غير شامي وعشر فيه اختلافها ثلاث له الدين شامي لما في الصدور شامي أيضا، وترك من الشاكرين "شبه المفاصلة" ثلاث الر، متاع في الدنيا، بني إسرائيل، وعكسه موضع على الله الكذب لا يفلحون القراءات، أمال الراء من "الر" هنا وهود ويوسف وإبراهيم والحجز و"المر" أول الرعد أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف إجراء لألفها مجرى المنقلبة عن الياء، قاله القاضي وقللها الأزرق وفتحها الباقون "وسكت" أبو جعفر على كل حرف من حروف الر.
وأمال "للناس" كبرى الدوري من أبي عمرو من طريق أبي الزعراء "ورقق""الكافرون" الأزرق بخلفه.
وقرأ "لساحر"[الآية: 2] بالألف وكسر الحاء ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بغير ألف مع سكون الحاء2 ومر آخر المائدة3.
وقرأ "تذكرون"[الآية: 3] بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف في "أنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْق"[الآية: 4] فأبو جعفر بفتح الهمزة على أنه معمول للفعل الناصب وعد الله أي: وعد الله بدأ الخلق، ثم إعادته والمعنى إعادة الخلق بعد بدئه، أو على حذف لام الجر، وافقه الأعمش والباقون بالكسر على الاستئناف.
وقرأ "ضياء"[الآية: 5] هنا و [الأنبياء الآية: 48] و [القصص الآية: 71] قنبل بقلب الياء همزة، وأولت على أنه مقلوب قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه، وأخرت عينه التي هي واو إلى موضع اللام، فوقعت الياء ظرفا بعد ألف زائدة فقلبت همزة على حد رداء، والباقون بالياء قبل الألف وبعد الضاد، جمع ضوء كسوط وسياط والياء عن واو، ويجوز كونه مصدر ضاء ضياء كعاد عيادا.
واختلف في "يُفَصِّلُ الْآيات"[الآية: 5] فابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بياء الغيب جريا على اسم الله تعالى، وافقهم اليزيدي والحسن، والباقون بنون العظمة4
1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 1253". [أ] .
2 أي: "لسحر". [أ] .
3 انظر الصفحة: "257". [أ] .
4 أي: "نفصل". [أ] .
"وسهل" همز "أطمأنوا" الأصبهاني "وضم" هاء "يهديهم" الثانية يعقوب وضم الهاء والميم من "تحتهم الأنهار" وصلا حمزة والكسائي وخلف وكسرهما أبو عمرو ويعقوب وكسر الهاء وضم الميم الباقون "وعن" ابن محيصن "إن الحمد لله" بتشديد النون ونصب الحمد اسما لها، وهو يؤيد أنها المخففة في قراءة الجمهور، وعن الحسن كسر دال الحمد.
واختلف في "لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُم"[الآية: 11] فابن عامر ويعقوب بفتح القاف والضاد، وقلب الياء ألفا [الآية: 16] مبنيا للفاعل أجلهم بالنصب مفعولا به، وافقهما المطوعي والباقون: بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء مبنيا للمفعول، أجلهم بالرفع على النيابة، وأمال "طغيانهم" الدوري عن الكسائي "وأسكن" سين "رسلهم" أبو عمرو "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "تلقاي" ونحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط، وبتسهيلها كالياء مع المد والقصر فهي خمسة، وإذا أبدلت ياء على الرسم فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها، فتصير تسعة "وفتح" ياء الإضافة من "لي أن" و"إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وفتحها" من "نفسي أن أتبع" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.
واختلف في "وَلا أَدْرَاكُمْ بِه"[الآية: 16] و"لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَة"[الآية: 1] فابن كثير من غير طريق ابن الحباب عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام جعلها لام ابتداء فتصير لام توكيد1 أي: لو شاء الله ما تلوته عليكم، ولا علمكم به على لسان غيري، وعن الشنبوذي ولأنذرتكم به بنون ساكنة وذال معجمة مفتوحة وراء ساكنة وتاء مضمومة من الإنذار، وعن الحسن ولا درأتكم بهمزة ساكنة وتاء مرفوعة على أن الهمزة مبدلة من الألف، والألف منلقبة عن ياء لانفتاح ما قبلها، على لغة من يقول:
أعطأتك في أعطيتك، وقيل الهمزة أصلية من الدرء، وهو الدفع والباقون بإثبات الألف على أنها لا النافية مؤكدة، أي: ولو شاء الله ما قرأته عليكم ولا أعلمكم به على لساني، فالأول والثاني منفيان، ويأتي توجيه موضع سورة القيامة فيها إن شاء الله تعالى، وبإثبات الألف قرأ ابن الحباب عن البزي فيهما، وكذا روى المغاربة والمصريون قاطبة عن البزي من طرقه، وخرج بقيد القيمة المتفق البلد، وثاني القيمة المتفق على الإثبات فيهما؛ لأنها فيهما نافية كأنه يقول إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم، وجعلها القاضي لتأكيد القسم، قال: وإدخالها على القسم شائع كقولهم لا وأبيك وأمال "أدراكم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري ومن طريق ابن الأخرم عن الأخفش، وما في الأصل هنا فيه قصور وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وكذا حكم أدرى حيث وقع إلا أنه اختلف عن أبي بكر فيما عدا هذه السورة، فأخذ العراقيون له بالفتح والمغاربة بالإمالة وأدغم "لبثت" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر، وذكر في الأصل هنا الخلاف عن ابن ذكوان، ولعله سبق قلم "وغلظ"
1 أي: "لأدراكم". [أ] .
الأزرق بخلفه لام "أظلم" وقرأ أبو جعفر "أتنبؤن الله" بحذف الهمزة وضم الباء قبلها على ما نص عليه الأهوازي وغيره، وظاهر عموم كلام أبي العز والهذلي وتقدم ما فيه.
واختلف في "عما تشركون"[الآية: 18] هنا، وموضع [النحل الآية: 1، 3] وفي [الروم الآية: 40] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب جريا على ما سبق، وافقهم الأعمش والباقون بالغيب في الأربعة، استأنف فنزه نفسه عن إشراكهم "ويوقف" لحمزة على "في آياتنا" بعدم السكت مع تحقيق الهمزة، وبالسكت قبل الهمز، وبالنقل وبالإدغام "وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو.
واختلف في "مَا تَمْكُرُون"[الآية: 21] فروح بالغيب جريا على ما مر، وافقه الحسن والباقون بالخطاب التفاتا لقوله: قل الله أي: قل لهم فناسب الخطاب.
واختلف في "يُسَيِّركم"[الآية: 22] فابن عامر وأبو جعفر "يَنْشُرُكم" بفتح الياء وبنون ساكنة بعدها فشين معجمة مضمومة من النشر ضد الطي، أي: يفرقكم وافقهما الحسن والباقون بضم الياء وسين مهملة مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة، أي: يحملكم على السير، ويمكنكم منه، والتضعيف للتعدية، وأمال "فلما أنجاهم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "أنجاكم، وأنجاه".
واختلف في "مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"[الآية: 23] فحفص بنصب العين على أنه مصدر مؤكد أي: تتمتعون متاع أو ظرف زماني نحو: مقدم الحاج:أي زمن متاع، والعامل فيه الاستقرار الذي في على أنفسكم، أو مفعول به بمقدر أي: تبغون متاع أو من أجله أي: لأجل متاع وافقه الحسن، والباقون بالرفع، على أنه خبر بغيكم وعلى أنفسكم صلته أي: بغي بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة، ثم يضمحل ويشقى ببغيه قاله الجعبري كغيره
أو خبر محذوف أي: ذلك أو هو متاع وعلى أنفسكم خبر بغيكم، وعن الحسن "وازينت" بهمزة قطع وزاي ساكنة وتخفيف الياء أي: صارت ذات زينة وعن المطوعي، وتزينت بتاء مفتوحة، وفتح الزاي وتشديد الياء، والجمهور بوصل الهمزة وتشديد الزاي والياء، وعن الحسن كأن لم يغن بالتذكير على عود الضمير إلى الحصيد، وقرأ "يشاء إلى" بتسهيل الثانية كالياء، وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، ولا يصح تسهيلها كالواو لما مر، وقرأ "صراط" بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة "وعن" الحسن والمطوعي "فتر" بسكون التاء كقدر وقدر.
واختلف في "قطعا"[الآية: 27] فابن كثير والكسائي وبعقوب بإسكان الطاء، قيل هي ظلمة آخر، وقيل سواد الليل والباقون بفتحها جمع قطعة كدمنه ودمن "وعن ابن" محيصن والمطوعي "نحشرهم جميعا ثم نقول" بالياء.
واختلف في "تبلوا"[الآية: 30] فحمزة والكسائي وخلف بتاءين من فوق1 أي:
1 أي: "تَتلوا". [أ] .
تطلب وتتبع ما أسلفته من أعمالها، أو المراد تقرأ كل نفس ما عملته مسطرا في مصحف الحفظة، لقوله تعالى: اقرأ كتابك، وافقهم الأعمش، والباقون بالتاء من فوق والباء الموحدة من البلاء أي: تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه.
وقرأ "الميت" معا [الآية: 31] بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف.
وأمال "فَأَنَّى تُصْرَفُون"[الآية: 32] و"فَأَنَّى تُؤْفَكُون"[الآية: 34] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو.
وقرأ "كلمات ربك"[الآية: 33] بالتوحيد1 ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب ومر بالأنعام.
واختلف في "أَمَّنْ لا يَهْدي"[الآية: 35] فأبو بكر بكسر الياء والهاء2 وقرأ حفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال، قرأ ابن كثير وابن عامر وورش بفتح الياء والهاء وتشديد الدال3، وافقهم الحسن وقرأ أبو جعفر كذلك، إلا أنه بإسكان الهاء4 بخلف عن ابن جماز في الهاء، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء، وإسكان الهاء وتخفيف الدال5 وافقهم الأعمش، وقرأ قالون وأبو عمرو بفتح الياء وتشديد الدال، واختلف في الهاء عنهما وعن ابن جماز، فأما أبو عمرو فروى المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عنه اختلاس فتحة الهاء، وعبر عنه بالإخفاء وبالإشمام وبالإشارة وبتضعيف الصوت، وهو عسير في النطق جدا، وهو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه بسواه، ولم يأخذ إلا به، وروى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كابن كثير ومن معه، وأما قالون فروى عنه أكثر المغاربة وبعض المصريين الاختلاس كأبي عمرو، سواء وهو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه مع نصه عنه بالإسكان، وروى العراقيون قاطبة وبعض المغاربة والمصريين عنه الإسكان، وهو المنصوص عنه، وعن أكثر رواه نافع، وأما ابن جماز فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان، كرفيقه ابن وردان وروى كثير منهم له الاختلاس، ولم يذكر الهذلي عنه سواه، فخلافه كقالون دائر بين الإسكان والاختلاس وخلاف أبي عمرو دائر بين الفتح الكامل وبين الاختلاس، ووافقه اليزيدي عليه فقط، وعنه الإسكان وما ذكره في الأصل من الإسكان، لأبي عمرو فانفرادة لصاحب العنوان، ولذا لم يعرج عليه في الطيبة، واستشكلت قراءة سكون الهاء مع تشديد الدال من حيث الجمع بين الساكنين، قال النحاس: لا يقدر أحد أن ينطق به، وقال المبرد: من رام هذا لا بد أن يحرك حركة خفيفة، وأجاب عنه القاضي بأن المدغم في حكم المتحرك، وقال السمين: لا بعد فيه فقد قرئ به في نعما وتعدوا وتقدم
1 أي: "كلمة". [أ] .
2 أي: "يهِدِّي". [أ] .
3 أي: "يَهَدِّي". [أ] .
4 أي: "يَهْدِّي". [أ] .
5 أي: "يَهْدي". [أ] .
إيضاحه آخر الإدغام ووجه كسر الهاء التخلص من الساكنين؛ لأن أصله يهتدي فلما سكنت التاء لأجل الإدغام، والهاء قبلها ساكنة، فكسرت للساكنين، ومن فتحها نقل فتحة التاء إليها، ثم قلبت التاء دالا، وأدغمت في الدال، وأبو بكر أتبع الياء للهاء في الكسر ليعمل اللسان عملا واحدا، وكلهم كسر الدال.
وأمال "إِلَّا أَنْ يهدى"[الآية: 35] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه "ونقل""القران" ابن كثير "وأشم" صاد "تصديق" حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه، وتقدم لحمزة بخلفه مد لا التبرئة مدا متوسطا في "لا ريب فيه" ونحوه.
وأمال يفترى و"افتراه"[الآية: 38] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وحمزة وخلف، وبالصغرى الأزرق "وضم" رويس الهاء من "ولما يأتهم" "ويوقف" لحمزة على نحو:"بريئون" وجه واحد وهو البدل مع الإدغام لزيادة الياء، وأما بين بين فضعيف.
وقرأ "وَلَكِنَّ النَّاس"[الآية: 44] بتخفيف النون ورفع الناس حمزة والكسائي وخلف وتكسر النون وصلا ضرورة ومر بالبقرة.
وقرأ "يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَم"[الآية: 45] بالياء حفص والباقون بالنون وسبق أواخر الأنعام، وتقدم نظير "جَاءَ أَجَلُهُم" بالنساء جاء أحد منكم.
وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه، وكذا أبو عمرو من روايتيه كما يفيده النشر، ولكن قضية الطيبة قصر الخلاف على الدوري عنه.
وقرأ "أرأيتم"[الآية: 50] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد الساكنين، وقرأ الكسائي بحذف الهمزة، واتفقوا على الاستفهام في "آلآن" [الآية: 51] معا هنا وإثبات همزة الوصل وتسهيلها، واختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفا مع المد للساكنين، وآخرون إلى جعلها بين بين ومن كل من الفريقين من جعل ما ذهب إليه لازما، ومنهم من جعله جائزا فإذا قرئ لنافع وأبي جعفر من رواية ابن وردان بالوجه الأول، وهو الإبدال ونقل حركة الهمزة إلى اللام جاز لهما في هذه الألف المبدلة المد والقصر، عملا بقاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه، فإن وقف لهما عليها كان مع كل واحد من هذين ثلاثة سكون الوقف للأزرق، وبالنظر إلى مد الهمزتين على القول بلزوم البدل وجوازه أوجه، فعلى القول بلزومه يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد الهمز، فيجري فيها الثلاثة كآمن، وعلى القول بجواز البدل يلتحق بباب أأنذرتهم وءألد، فإن اعتددنا بالعارض فالقصر، وإن لم نعتد فالمد كأنذرتهم، ولا يكون من باب آمن فلا يسوغ التوسط على هذا التقدير، فإذا قرئ بالمد في الأولى جاز في الثانية ثلاثة: المد والقصر والتوسط، وإذا قرئ بالتوسط في الأولى جاز في الثانية التوسط والقصر وامتنع المد، وإذا قرئ بقصر الأولى فالقصر في الثانية فقط، فالجملة ستة أوجه لا يجوز غيرها
عند من أبدل كما حققه صاحب النشر ونظمها في قوله رحمه الله رحمة واسعة:
للأزرق في الآن ستة أوجه
…
على وجه إبدال لدى وصله تجري
فمد وثلث ثانيا ثم وسطا
…
به وبقصر ثم بالقصر مع قصري
وأما على وجه تسهيلها فيظهر له ثلاثة أوجه في الألف الثانية: المد والتوسط والقصر، لكن القصر غريب في طرق الأزرق؛ لأن طاهر بن غلبون وابن بليمة اللذين رويا عنه القصر في باب أمن مذهبهما في همز الوصل الإبدال لا التسهيل، لكنه ظاهر من كلام الشاطبي وهو طريق الأصبهاني عن ورش، وهو أيضا لقالون وأبي جعفر "وإذا ركبت مع آمنتم" تحصل للأزرق حالة الوصل على وجه الإبدال فقط اثنا عشر وجها، نظمها شيخنا رحمه الله في "قوله":
للأزرق في آمنتم حيث ركبت
…
مع الآن بالإبدال وجهان مع عشري
فإن تقصر آمنتم فمد أو اقصرن
…
لأول مدى لأن والثان بالقصري
وإن وسطت فالثاني أقصر ووسطن
…
مع المد والتوسيط والقصر ذا فادري
ومع مدها مد وقصر وعكسه
…
وقصرهما والمد ذا ظاهر النشر
قوله رحمه الله تعالى: فإنه تقصر آمنتم إلخ يعني إذا قرأت بقصر البدل في آمنتم فلك في الآن وجهان: الأول مد والألف المبدلة مع قصر الثاني، يعني الألف الواقعة بعد الهمزة المنقول حركتها إلى اللام، والثاني قصرهما، وقوله وإن وسطت إلخ أي: إذا قرأت بتوسط البدل في آمنتم، فلك في الآن ستة أوجه، المد والتوسط والقصر في الأول وعلى كل منها التوسط والقصر في الثاني "وقوله" ومع مدها إلخ يعني إذا قرأت بالمد في آمنتم فلك في الآن أربعة أوجه: مد الأول وقصر الثاني ثم مدهما ثم قصرهما ثم قصر الأول ومد الثاني، وأفاد شيخنا رحمه الله تعالى أنه ينبغي أن يبدأ بالقصر في آمنتم، ثم بمد الأول في الآن، وبقصر الثاني ثم يقصران ثم يؤتي بالتوسط في آمنتم ثم بمد الأول في الآن مع توسط الثاني، ثم قصره ثم بتوسط الأول في الآن مع توسط الثاني وقصره كذلك، ثم بقصر الأول منها مع ما ذكر من التوسط والقصر في الثاني، ثم بمد آمنتم مع مد كل من حرفي الآن ثم بمد الأول منها، وقصر الثاني ثم بعكسه ثم بقصرهما، "وقوله" ذا ظاهر النشر وجه ذلك كما يفيده ما تقدم عن النشر أنه إذا قرئ بقصر آمنتم جاز في الأول من الآن وجهان القصر سواء جعل من باب آمنتم، أو من باب ألد والمد على أنه من باب ألد وعدم الاعتداد بالعارض، وعليهما القصر في الثاني فقط؛ وذلك لأن مده على جعله من باب أمنتم والفرض أنه مقروء فيه بالقصر، وأنه إذا قرئ بتوسط آمنتم جاز في الأول من الآن القصر على جعله من باب آلد مع الاعتداد بالعارض والتوسط على جعله من باب آمنتم، والمد على جعله من باب ءأتذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض، وعلى كل من الثلاثة ففي الثاني التوسط على أنه من باب آمنتم عند من لم يستثنه والقصر عند من استثناه، وأنه إذا قرئ بمد آمنتم جاز في
الأول من الآن المد سواء جعل من باب أمنتم، وقد قرئ به أو من باب ءأنذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض والقصر على أنه من باب ألد، وقد اعتد بالعارض وعلى كل منهما ففي الثاني القصر والمد على ما مر، فالجملة اثنا عشر وجها، وعلى وجه البدل "أما" على التسهيل لهمزة الوصل، فجملة ما فيها حينئذ خمسة أوجه: القصر في ألف آن على قصر في آمنتم والتوسط والقصر في ألف آن على التوسط في آمنتم والمد والقصر فيها على المد في أمنتم، بناء على ما مر من الاستثناء وعدمه، "وإذا" وقف عليها منفردة عن أمنتم تحصل فيها اثنا عشر وجها: ثلاثة مع التسهيل كحالة الوصل وتسعة مع الإبدال لا تخفى؛ وذلك لأنه إذا وقف عليها كان للمد سببان: السكون العارض والبدل، فإذا قصر الأول ففي الثاني ثلاثة: القصر سواء اعتبر سكون الوقف أو الإبدال، وسواء جعل الأول من باب أمنتم أو آلد، والتوسط والطول على جعل الأول من باب ألد، واعتد بالعارض سواء أيضا اعتبر في الثاني سكون الوقف، أو الإبدال، وكذا على جعل الأول من باب أمنتم، واعتبر في الثاني سكون الوقف وإذا وسط الأول جاز في الثاني القصر عند من استثناه والتوسط عند من لم يستثنه، والطول لسكون الوقف، وإذا مد الأول فإن جعل من باب ألد ولم يعتد بالعارض فثلاثة الثاني ظاهر، وإن جعل من باب أمنتم فالمد في الثاني ظاهر، وتوسطه وقصره عند من استثناه مع اعتبار سكون الوقف، ويوقف عليها لحمزة على وجه تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام، وبالنقل فقط، فإن ضربت في ثلاثة الوقف صارت ستة، أما على وجه إبدالها ففيه السكت أيضا، وعليه ثلاثة الوقف وفيه النقل وحينئذ يجوز المد والقصر في الألف المبدلة كنافع، وتضرب في ثلاثة الوقف بستة هذا كله على تدبير الهمزة الثانية، أما الأولى وهي همزة الاستفهام ففيها أربعة أوجه: التحقيق مع عدم السكت على الياء الحاصلة عن إشباع كسرة الهاء في به، ثم النقل، ثم الإدغام غير أن صاحب النشر اختار الإدغام على النقل كما مر.
وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس وأدغم لام "هَلْ تُجْزَوْن"[الآية: 52] حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر.
وقرأ أبو جعفر "ويستنبونك"[الآية: 53] بحذف الهمزة مع ضم الياء على ما نص عليه الأهوازي وغيره كما مر في أتنبون "ووقف""عليه" حمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه وبالإبدال ياء على مذهب الأخفش، وبالحذف مع ضم الباء كأبي جعفر على اتباع الرسم وفتح ياء الإضافة من "ربي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.
وقرأ "تُرْجَعُون"[الآية: 56] بفتح أوله وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب، وعن الحسن قراءته بالغيب "وأدغم" دال "قد جاءتكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف في "فَلْيَفْرَحُوا"[الآية: 58] فرويس بتاء الخطاب وافقه الحسن
والمطوعي وهي قراءة أبي وأنس رضي الله تعالى عنهما، ورفعها في النشر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي لغة قليلة؛ لأن الأمر باللام إنما يكثر في الغائب كقراءة الباقين والمخاطب المبني للمفعول نحو: لتعن بحاجتي يازيد، ويضعف الأمر باللام للمتكلم نحو: لأقم ولنقم ومنه قوله صلى الله عليه وسلم قوموا فلأصل لكم والباقون بالغيب، وكلهم سكن اللام إلا الحسن فكسرها.
واختلف في "مما تجمعون"[الآية: 58] فابن عامر وأبو جعفر ورويس بالخطاب على الالتفات وتوافق قراءة رويس وافقهم الحسن والباقون بالغيب، "وسبق" قريبا حكم "أرأيتم" وكذا إبدال همزة الوصل وتسهيلها بعد همزة الاستفهام للكل من "آللَّهُ أَذِن" [الآية: 59] كموضع النمل "اللَّهُ خَيْرًا"[الآية: 59] ولم يفصلوا بين الهمزتين هنا بألف حال التسهيل لضعفها عن همزة القطع وأدغم ذال "إِذْ تُفِيضُون"[الآية: 61] أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف في "وَمَا يَعْزُب"[الآية: 61] هنا وسبأ فالكسائي بكسر الزاي وافقه الأعمش والباقون بضمها لغتان في مضارع عزب.
واختلف في "وَلا أَصْغَر وَلا أَكْبَر"[الآية: 61] هنا لحمزة ويعقوب وخلف في اختياره برفع الراء فيهما عطفا على محل مثقال؛ لأنه مرفوع بالفاعلية، ومن مزيدة فيه على حد وكفى بالله، ومنع صرفهما للوزن والوصف، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال أو ذرة، فهما مجروران بالفتحة لمنع صرفهما كما مر وخرج بالتقييد بهنا موضع سبأ المتفق على الرفع فيهما فيه، لكن في المصطلح لابن الفاصح نصبهما عن المطوعي.
وقرأ "لا خَوْفٌ عَلَيْهِم"[الآية: 62] بفتح الفاء يعقوب وضم الهاء مع حمزة.
وقرأ "يِحْزِنْك"[الآية: 65] نافع بضم الياء وكسر الزاي1.
وقرأ "شُرَكَاءَ إِن" بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.
واختلف في "فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُم"[الآية: 71] فرويس من طريق أبي الطيب والقاضي أبو العلا عن النخاس بالمعجمة كلاهما عن التمار عنه بوصل الهمزة وفتح الميم من جمع ضد فرق، وقيل جمع وأجمع بمعنى والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم، وبه قرأ رويس من باقي طرقه من أجمع يقال أجمع في المعاني وجمع في الأعيان كأجمعت أمري وجمعت الجيش.
واختلف في "وَشُرَكَاءَكُم"[الآية: 71] فيعقوب برفع الهمزة عطفا على الضمير المرفوع المتصل بأجمعوا، وحسنه الفصل بالمفعول، ويجوز أن يكون مبتدأ حذف خبره أي: كذلك والباقون بالنصب نسقا على أمركم.
1 الباقون: "يحْزُنك". [أ] .
وقرأ "تُنْظِرُون"[الآية: 71] بإثبات الياء في الحالين يعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "أجري إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر.
واختلف في "وَتَكُونَ لَكُمَا"[الآية: 78] فأبو بكر من طريق العليمي بالتذكير؛ لأنه تأنيث مجازي والباقون بالتأنيث نظرا للفظ، وبه قرأ أبو بكر من طريق يحيى بن آدم وغيره، وقرأ "ساحر" بوزن فاعل نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بتشديد الحاء وألف بعدها على وزن فعال.
وقرأ "السِّحر"[الآية: 81] بهمزة قطع الاستفهام وبعدها ألف بدل همزة الوصل الداخلة على لام التعريف أبو عمرو وأبو جعفر، فيجوز لكل منهما الوجهان من البدل مع إشباع المد والتسهيل بلا فصل بألف، كما مر، فما استفهامية مبتدأ وجئتم به خبره والسحر خبر مبتدأ محذوف أي: أي شيء أتيتم به أهو السحر، أو السحر بدل من ما، وافقهما اليزيدي والشنبوذي وعن المطوعي سحر بحذف ال وإثبات التنوين والباقون بهمزة وصل على الخبر تسقط وصلا وتحذف ياء الصلة بعد الهاء للساكنين وما موصولة مبتدأ وجئتم به صلتها والسحر خبره أي: الذي جئتم به السحر، وأما ما حكي عن إبدال همز "تبؤا" في الوقف ياء لحفص فغير صحيح كما صرح به الشاطبي رحمه الله تعالى في قوله:"لم يصح فيحملا" أي: لم يثبت فينقل، وأما وقف حمزة عليه فبتسهيل الهمزة كالألف.
وقرأ "البُيُوت"[الآية: 87] و"بيوت" بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ "لِيُضِلُّوا"[الآية: 88] بضم الياء عاصم وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف عن ابن عامر في "وَلا تَتَّبِعَان"[الآية: 89] فروى ابن ذكوان والداجواني عن أصحابه عن هشام بفتح التاء وتشديدها وكسر الباء وتخفيف النون1 على أن لا نافية، ومعناه النهي، نحو:"لا تُضَار" أو يجعل حالا من فاستقيما أي: فاستقيما غير متبعين، وقيل نون التوكيد الثقيلة خففت، وقيل أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء، وانفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية وإسكانها وفتح الباء مع تشديد النون، ورواه سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان والوجهان في الشاطبية، لكن في النشر نقلا عن الداني أنه غلط من أصحاب ابن مجاهد سلامة؛ لأن جميع الشاميين رووا عن ابن ذكوان بتخفيف النون وتشديد التاء، ثم ذكر أنها صحت من طرق أخرى وبينها، ثم قال: وذلك كله ليس من طرقنا، ولذا لم يعرج عليها في الطيبة على عادته في الانفرادات، وروى الحلواني عن هشام بتشديد التاء الثانية وفتحها وكسر الباء وتشديد النون، وبه قرأ الباقون فتكون لا للنهي، ولذا أكد بالنون؛ لأن تأكيد النفي ضعيف "وسهل" أبو جعفر همز "إسرائيل" مع المد
1 أي: "ولا تَّبِعَان". [أ] .
والقصر واختلف في مدها عن الأزرق كما مر "وعن" الحسن "وجوزنا" بالقصر والتشديد من فعل المرادف لفاعل، وعنه أيضا "فاتبعهم" بالوصل وتشديد التاء.
واختلف في "آمَنْتُ أَنَّه"[الآية: 90] فحمزة والكسائي وخلف بكسر همزة إنه على الاستئناف، وافقهم الأعمش والباقون بفتحها على أن محلها نصب مفعولا به لآمنت؛ لأنه بمعنى صدقت أو بإسقاط الباء أي: بأنه وتقدم "آلآن"[الآية: 91] وكذا تخفيف "نُنْجِيك"[الآية: 92] و"ثم نُنْجي" ليعقوب بالأنعام و"نُنِجي المؤمنين" لحفص والكسائي ويعقوب، كذلك ووقف يعقوب على ننج المؤمنين بالياء، والباقون بغير ياء للرسم، وقيل لا يوقف عليه لمخالفة الأصل أو الرسم، ولا خلاف في ثبوت ياء "ننجي رسلنا".
وقرأ "فَسَل"[الآية: 94] بالنقل ابن كثير والكسائي وكذا خلف.
وقرأ بإدغام دال "لَقَدْ جَاءَك"[الآية: 94] أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ "كلمت" بالإفراد بن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف كما مر بالأنعام.
ووقف بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب، "وسهل""أفأنت" الأصبهاني كوقف حمزة، واختلف في "ويجعل" فأبو بكر بنون العظمة مناسبة لكشفنا، والباقون بياء الغيبة لقوله: بإذن الله.
وقرأ "قُلِ انْظُرُوا"[الآية: 101] بكسر اللام عاصم وحمزة ويعقوب، وسكن سين "رسلنا" أبو عمرو وأمال "يتوفيكم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وكذا حكم اهتدى، وحكم دال "قد جاءكم" ذكر قريبا.
المرسوم كتب في الشامي يسيركم بتقديم الحرف المطول وهو النون، وفي سائرها بتأخيره، واتفق على حذف ألف ياء آيت كيف أتت إلا في موضعين في هذه السورة:"وإذا تتلى عليهم آياتنا، مكر في آياتنا"، ونقل بعضهم حذف ثاني نوني لننظر كيف هنا، وإنا لننصر بغافر تنبيها على أنها مخفاة، وروى نافع حقت كلمت ربك حقت عليهم كلمت ربك بحذف الألف، واتفقوا على كتابة من تلقاي نفسي بياء بعد الألف، ولكن الألف محذوفة في بعضها كما في النشر.
التاءات "كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا"[الآية: 33، 96] بالتاء واختلف في حقت عليهم كلمت، وكذا موضع غافر، ياءات الإضافة خمس:"لي أن، إني أخاف، نفسي إن"[الآية: 15]"وربي إنه"[الآية: 53]"إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا"[الآية: 72] وياء زائدة "تُنْظِرُون"[الآية: 71] .