المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الوقف على مرسوم الخط: - إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

[البناء]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات

- ‌بين يدي الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌باب أسماء الأئمة القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم:

- ‌باب الاستعاذة:

- ‌باب الإدغام:

- ‌فصل يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأول في حكم ذال إذ

- ‌الفصل الثاني في حكم دال قد:

- ‌الفصل الثالث في حكم تاء التأنيث:

- ‌الفصل الرابع في حكم لام هل وبل:

- ‌الفصل الخامس: في حكم حروف قربت مخارجها وهي سبعة عشر حرفا

- ‌الفصل السادس: في أحكام النون الساكنة والتنوين

- ‌باب هاء الكناية

- ‌باب المد والقصر:

- ‌باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة:

- ‌باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين:

- ‌باب الهمز المفرد:

- ‌باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها:

- ‌باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره:

- ‌باب وقف حمزة وهشام على الهمز، وموافقة الأعمش لهما:

- ‌باب الفتح والإمالة

- ‌مدخل

- ‌فصل: في إمالة الألف التي هي فعل ماض ثلاثي

- ‌فصل: في إمالة حروف مخصصة غير ما ذكر

- ‌باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف:

- ‌باب مذاهبهم في ترقيق الراآت وتفخيمها

- ‌باب حكم اللامالت تغليظا وترقيقا

- ‌باب الوقف على أواخر الكلم

- ‌باب الوقف على مرسوم الخط:

- ‌باب مذاهبهم في ياآت الإضافة

- ‌باب مذاهبهم في ياآت الزوائد

- ‌مدخل

- ‌سورة الفاتحة مكية

- ‌سورة البقرة:

- ‌سورة آل عمران:

- ‌سورة النساء:

- ‌سورة المائدة:

- ‌سورة الأنعام:

- ‌سورة الأعراف:

- ‌سورة الأنفال:

- ‌سورة التوبة:

- ‌سورة يونس عليه السلام:

- ‌سورة هود مكية

- ‌سورة يوسف عليه السلام:

- ‌سورة الرعد:

- ‌سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام:

- ‌سورة الحجر:

- ‌سورة النحل:

- ‌سورة الإسراء:

- ‌سورة الكهف:

- ‌سورة مريم عليها الصلاة والسلام:

- ‌سورة طه:

- ‌سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

- ‌سورة الحج:

- ‌سورة المؤمنون:

- ‌سورة النور:

- ‌سورة الفرقان:

- ‌سورة الشعراء:

- ‌سورة النمل:

- ‌سور القصص

- ‌سورة العنكبوت:

- ‌سورة الروم:

- ‌سورة لقمان:

- ‌سور السجدة

- ‌سورة الأحزاب:

- ‌سورة سبأ:

- ‌سورة فاطر:

- ‌سورة يس:

- ‌سورة الصافات:

- ‌سورة ص:

- ‌سورة الزمر:

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت:

- ‌سورة الشورى:

- ‌سور الزخرف

- ‌سورة الدخان:

- ‌سورة الجاثية:

- ‌سورة الأحقاف:

- ‌سورة محمد "صلى الله عليه وسلم

- ‌سورة الفتح:

- ‌سورة الحجرات:

- ‌سورة ق:

- ‌سورة الذاريات:

- ‌سورة الطور:

- ‌سورة النجم:

- ‌سورة القمر:

- ‌سورة الرحمن عز وجل:

- ‌سورة الواقعة:

- ‌سورة الحديد:

- ‌سورة المجادلة:

- ‌سورة الحشر:

- ‌سورة الممتحنة:

- ‌سورة الصف:

- ‌سورة الجمعة:

- ‌سورة المنافقين:

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق:

- ‌سورة التحريم:

- ‌سورة الملك:

- ‌سورة ن:

- ‌سورة الحاقة:

- ‌سورة سأل:

- ‌سورة نوح عليه الصلاة والسلام:

- ‌سورة الجن:

- ‌سورة المزمل:

- ‌سورة المدثر:

- ‌سورة القيامة:

- ‌سورة الإنسان:

- ‌سورة المراسلات

- ‌سورة النبأ:

- ‌سورة النازعات:

- ‌سورة عبس:

- ‌سورة التكوير:

- ‌سورة الانفطار:

- ‌سورة المطففين:

- ‌سورة الانشقاق:

- ‌سورة البروج:

- ‌سورة الطارق:

- ‌سورة الأعلى:

- ‌سورة الغاشية:

- ‌سورة الفجر:

- ‌سورة البلد:

- ‌سورة الشمس:

- ‌سورة الليل:

- ‌سورة الضحى:

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة التين:

- ‌سورة العلق:

- ‌سورة القدر:

- ‌سورة لم يكن:

- ‌سورة الزلزلة:

- ‌سورة العاديات:

- ‌سورة القارعة:

- ‌سورة التكاثر:

- ‌سورة العصر:

- ‌سورة الهمزة:

- ‌سورة الفيل:

- ‌سورة قريش:

- ‌سورة أرأيت:

- ‌سورة الكوثر:

- ‌سورة الكافرون:

- ‌سورة النصر:

- ‌سورة تبت:

- ‌سورة الإخلاص:

- ‌سورة الفلق:

- ‌سورة الناس:

- ‌باب التكبير:

- ‌المراجع المعتمدة:

- ‌فهرس المحتويات:

الفصل: ‌باب الوقف على مرسوم الخط:

ألفا وحذفه بعد ضم وكسر ومنه إبدال نون التوكيد الخفيفة بعد فتح ألفا نحو: "ليكونا، ولنسفعا" وكذا نون "إذا لأذقناك" ومنه زيادة ألف في "أنا" ومن المختلف فيه إبدال تاء التأنيث هاء في الاسم الواحد، ومنه زيادة هاء السكت في "مم، وعم" وأخواتهما، وكذا عليهن وإليهن ونحوه وكذا نحو:"العالمين" كما يأتي إن شاء الله تعالى.

خاتمة في النشر يتعين التحفظ من الحركة في الوقف على المشدد المفتوح نحو: "صواف، ويحق الحق، وعليهن" وإن أدى ذلك إلى الجمع بين الساكنين فإنه في الوقف مغتفر مطلقا، وكثير ممن لا يعرف يقف بالفتح لأجل الساكن وهو خطأ، وإذا وقف على المشدد المتطرف، وكان قبله أحد حروف المد أو اللين نحو:"دواب، وتبشرون، والذين، وهاتين" وقف بالتشديد، وإن اجتمع في ذلك أكثر من ساكنين ومد من أجل ذلك، وربما زيد في مده لذلك خلافا لما في جامع البيان من التفرقة بين الألف وغيرها، والله أعلم1.

1 للمزيد انظر تفصيل ذلك في كتاب النشر من الصفحة: "2/ 120" إلى: "2/ 130". [أ] .

ص: 137

‌باب الوقف على مرسوم الخط:

وهو أعني الخط كما تقدم تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها، والوقف عليها، ولذا حذفوا صورة التنوين وأثبتوا صورة همزة الوصل، ومرادهم هنا خط المصاحف العثمانية التي أجمع عليها الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ثم إن طابق الخط اللفظ فقياسي وإن خالفه بزيادة أو حذف أو بدل وفصل أو وصل فاصطلاحي، ثم الوقف إن قصد لذاته فاختياري، وإلا فإن لم يقصد أصلا بل قطع النفس عنده فاضطراري، وإن قصد لا لذاته بل لأجل حال القارئ فاختياري بالموحدة، وقد أجمعوا على لزوم اتباع الرسم فيما تدعو الحاجة إليه اختيارا، واضطرارا، وورد ذلك نصا عن نافع وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا أبو جعفر وخلف ورواه كذلك نص الأهوازي وغيره، عن ابن عامر واختاره أهل الأداء لبقية القراء، بل رواه أئمة العراقيين نصا وأداء عن كل القراء.

ثم الوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه، والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام:

أولها: الإبدال وهو إبدال حرف بآخر فوقف: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب، وافقهم اليزيدي وابن محيصن والحسن بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش، وقعت في مواضع:

أولها: رحمت في المواضع السبعة بالبقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم والزخرف معا.

ص: 137

ثانيها: "نعمت" في أحد عشر موضعا [الآية: 231] ثاني البقرة وفي [المائدة1 الآية: 11] و [آل عمران الآية: 103] وثاني [إبراهيم الآية: 28، 34] وثالثها وثاني [النحل الآية: 53، 71، 72، 83] وثالثها ورابعها2 وفي [لقمان الآية: 31] و [فاطر الآية: 3] و [الطور الآية: 29] .

وثالثها: "سنت" في خمسة بـ[الأنفال الآية: 38] و [غافر الآية: 85] و [ثلاثة بفاطر الآية: 43] .

ورابعها: "امرأت" سبع بـ[آل عمران الآية: 35] واحد واثنان [بيوسف الآية: 30، 51] وفي [القصص الآية: 9] واحد وثلاثة [بالتحريم الآية: 10، 11] .

خامسها "بَقِيَّتُ اللَّه"[الآية: 86 بهود] سادسها "قُرَّتُ عَيْن"[بالقصص الآية: 9] سابعها "فِطْرَتَ اللَّه"[بالروم الآية: 30] ثامنها "شَجَرَةُ الزَّقُّوم"[بالدخان الآية: 43] تاسعها "لعنت" موضعان بـ[آل عمران الآية: 61] و [بالنور الآية: 7] عاشرها "جَنَّةَ نَعِيم"[بالواقعة فقط الآية: 89] حادي عاشرها "ابْنَتَ عِمْرَان"[بالتحريم الآية: 12] ثاني عاشرها "معصيت" موضعي [المجادلة الآية: 8، 9] ثالث عاشرها "كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى"[بالأعراف الآية: 137] ووقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الرسم وهي لغة طيء.

وكذا الحكم فيما اختلف في إفراده وجمعه وهو "كلمت" بالأنعام ويونس وغافر و"آيَاتٌ لِلسَّائِلِين" بيوسف و"غَيَابَتِ الْجُب" معا فيها "وآيت من ربه" بالعنكبوت و"الغرفت آمنون" بسبأ و"عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْه" بفاطر و"ما تخرج من ثمرت" بفصلت و"جِمَالَتٌ صُفْر" بالمرسلات، ويأتي جميع ذلك في أماكنه من الفرش إن شاء الله تعالى3، فيمن قرأه بالإفراد فهو في الوقف على أصله المذكور كما كتب في مصاحفهم، ومن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء كسائر الجموع، وقد فهم من تقييد المكتوبة بالتاء أن المرسومة بالهاء لا خلاف فيها، بل هي تاء في الوصل هاء في الوقف وهل الأصل التاء أو الهاء، قال بالأول سيبويه وبالثاني ثعلب في آخرين.

ويلحق بهذه الأحرف "حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ "بالنساء وفي قراءة يعقوب بالنصب منونا على إنه اسم مؤنث، وقد نص الداني وغيره على أن الوقف له عليه بالهاء، وذلك على أصله في الباب ونص ابن سوار وغيره على أن الوقف عليه بالتاء لكلهم، وسكت آخرون عنه وقال في المبهج: والوقف بالتاء إجماع؛ لأنه كذلك في المصحف قال: ويجوز الوقف عليه بالهاء في قراءة يعقوب4.

1 أي: ثانيها.

2 الصواب: ورابع النحل، وخامسها، وسادسها.

3 انظر الصفحة: "18" وما بعدها. [أ] .

4 فتصير على هذا الوجه: "حصرته". [أ] .

ص: 138

واختلفوا أيضا في ست كلمات وهي "يا أبت وهيهات، ومرضات، ولات، واللات، وذات، وذات بهجة".

أما "يا أبت" وهو بيوسف [الآية: 4، 100] و [مريم الآية: 42] و [القصص الآية: 26] و [الصافات الآية: 102] فوقف عليه بالهاء ابن كثير وابن عامر وكذا أبو جعفر ويعقوب لكونها تاء تأنيث لحقت الأب في باب النداء خاصة، وافقهم ابن محيصن والباقون بالتاء على الرسم.

وأما "هيهات" موضعي المؤمنون [الآية: 36] فوقف عليها بالهاء البزي وقنبل بخلف عنه والكسائي، وافقهم ابن محيصن بخلف، والباقون بالتاء إلا أن الخلف عن قنبل في العنوان والتذكرة والتخليص لم يذكر في الأول، وقطع له بالتاء فيهما في الشاطبية كأصلها وبالهاء فيهما كالبزي العراقيون قاطبة.

وأما "مرضات" في موضعي البقرة [الآية: 207، 265] و [في النساء الآية: 114] و [التحريم الآية: 1] و"ولات حين"[ص الآية 3] و"ذات بهجة"[الآية: 60 بالنمل] و"اللات"[بالنجم الآية: 19] فوقف الكسائي عليها بالهاء والباقون بالتاء وخرج بذات بهجة ذات بينكم المتفق على التاء فيه وقفا.

القسم الثاني في الإثبات وهو في هاء السكت، وتسمى الإلحاق وفي حرف العلة المحذوف للساكن، فأما هاء السكت فوقف البزي، وكذا يعقوب بخلاف عنهما بها في الكلمات الخمس الاستفهامية المجرورة وهي "عم، وفيم، وبم، ولم، ومم" عوضا عن الألف المحذوفة لأجل دخول حرف الجر على ما الاستفهامية، والخلف للبزي في الشاطبية وفاقا للداني في غير التيسير، وبغير الهاء قرأ على فارس وعبد العزيز الفارسي، وهو من المواضع التي خرج فيها في التيسير عن طرقه، فإنه أسند رواية البزي فيه عن الفارسي، ووقف يعقوب باتفاق بالهاء أيضا على "وهو، وهي" حيث وقعا واختلف عنه في إلحاقها للنون المشددة في ضمير جمع المؤنث نحو: "فيهن، وعليهن، وحملهن، وهن، ولهن" وخرج بقولنا: في ضمير إلخ نحو: "ولا يحزن" فإن النون وإن كانت مشددة إلا إنها ليست للنسوة، بل نون النسوة هنا النون المخففة المدغمة فيها النون التي هي لام الفعل، كما نبه عليه شيخنا رحمه الله تعالى قال في النشر: وقد أطلقه -يعني الجمع المؤنث- بعضهم وأحسب أن الصواب تقييده بما كان بعد هاء كما مثلو به ولم أجد أحدا مثل بغير ذلك.

وكذا اختلف عن يعقوب أيضا في المشدد المبني نحو: "تعلوا علي، يوحى إلي، بمصرخي، القول لدي، خلقت بيدي" لكن الأكثر عنه ترك الهاء فيه، قال في النشر: وكلا الوجهين ثابت عن يعقوب، والظاهر أن ذلك مقيد بما إذا كان بالياء كما مثلنا به.

وكذا قرأ يعقوب بإلحاق الهاء في الوقف على النون المفتوحة في نحو: "العالمين، والمفلحون، والذين" فيما رواه ابن سوار، وغيره ومقتضى تمثيله أعني ابن سوار بقوله تعالى:"ينفقون" شموله للأفعال، والصواب كما في النشر تقييده

ص: 139

بالأسماء عند من إجازه، والجمهور على عدم إثبات الهاء في هذا الفصل، وعليه العمل1.

واختلف عن رويس في أربع كلمات "يا ويلتى، يا حسرتى، يا أسفى" وثم الظرف المفتوح الثاء فقطع له ابن مهران وغيره بإثبات الهاء، ورواه الآخرون بغير هاء كالباقين، والوجهان صحيحان عن رويس كما في النشر2.

واتفقوا على الوقف بهاء السكت في سبع كلمات للرسم، واختلفوا في إثباتها وصلا كما يأتي إن شاء الله تعالى، وهي "يتسنه" بـ[البقرة الآية: 259] فحذفها وصلا حمزة والكسائي وكذا خلف ويعقوب، وافقهم الأعمش واليزيدي وابن محيصن "واقتده" بالأنعام كذلك بخلف عن ابن محيصن وكسر الهاء وصلا ابن عامر وقصرها هشام وأشبعها ابن ذكوان بخلف عنه "وكتابيه" معا بالحاقة "وحسابيه" فيها حذف الهاء منهن وصلا يعقوب وافقه ابن محيصن "وماليه وسلطانيه" بالحاقة أيضا حذف الهاء منهما وصلا حمزة وكذا يعقوب، وافقهما ابن محيصن "وماهيه" بالقارعة حذفها وصلا حمزة وكذا يعقوب، وافقهما ابن محيصن والحسن وزاد ابن محيصن من رواية البزي سكون الياء في الحالين من المفردة.

وأما حروف العلة الثلاثة فأما الياء فمنها ما حذف للساكنين ومنها ما هو لغير ذلك، فأما المحذوف رسما للتنوين فنحو:"تراض، موص" وجملتها ثلاثون حرفا في سبعة وأربعين موضعا.

فقرأ ابن كثير بالياء في أربعة أحرف منها في عشرة مواضع وهي: "هاد" في خمسة منها اثنان بالرعد واثنان بالزمر [الآية: 23، 36] والخامس بالطول [الآية: 7، 33 الرعد] و"واق" موضعي الرعد وموضع غافر [الآية: 33]"وال"[الرعد الآية: 34، 37 وغافر الآية: 21] و"باق"[النحل الآية: 96] وافقه ابن محيصن وعنه الوقف كذالك في "فان"[الرحمن الآية: 26] و"راق"[القيامة الآية: 27] وأما المحذوفة لغير ذلك فأحد عشر حرفا في سبعة عشر موضعا وقف عليها يعقوب بالياء وهي و"مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة"[الآية: 269] على قراءته بكسر التاء و"سَوْفَ يُؤْتِ اللَّه"[النساء الآية: 146] و"وَاخْشَوْنِ الْيَوْم"[المائدة الآية: 3] و"يقض الحق"[الأنعام الآية: 57] و"نُنْجِ الْمُؤْمِنِين"[يونس الآية: 103] و"بِالْوَادِ الْمُقَدَّس"[طه الآية: 12] و [النازعات الآية: 16] و"وَادِ النَّمْل"[سورة النمل الآية: 18] و"الْوَادِ الْأَيْمَن"[القصص الآية: 30] و"لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا"[الحج الآية: 54] و"بِهَادِ الْعُمْي"[الروم الآية: 53] و"يُرِدْنِ الرَّحْمَن"[يس الآية: 23] و"صَالِ الْجَحِيم"[الصافات الآية: 163] و"يُنَادِ الْمُنَاد" [ق الآية:

1 فيصير وجه القراءة: "العالمينه، المفلحونة، الذنية". [أ] .

2 انظر النشر: "2/ 157". [أ] .

ص: 140

41] و"تُغْنِ النُّذُر"[الآية: 5 بالقمر] و"الْجَوَارِ الْمُنْشَآت"[الرحمن الآية: 24] و"الْجَوَارِ الْكُنَّس"[التكوير الآية: 16] هذا هوالصحيح عنه في الجميع، قال ابن الجزري: وبه قرأت وبه آخذ ولا خلاف في حذف "يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا"[أول الزمر الآية: 10] في الحالين إلا ما انفرد به الحافظ أبو العلا عن رويس من إثباتها وقفا فخالف سائر الناس، ووقف له الكسائي كيعقوب بالياء على واد النمل، فيما رواه الجمهور عنه واختلف عنه في "بهاد العمي" [الروم الآية: 53] فالوقف له بالياء في الشاطبية كأصلها، وعليه أبو الحسن بن غلبون، والحذف عند مكي وابن شريح وغيرهما، وعليه جمهور العراقيين، والوجهان صحيحان نصا وأداء كما في النشر، واختلف فيه أيضا عن حمزة مع قراءته "له تهدي" وبالياء قطع له الداني في جميع كتبه والحافظ أبو العلا، وبحذفها قطع ابن سوار وغيره وافقه الشنبوذي بخلفه، ولا خلاف في الوقف على موضع النمل بالياء في القراءتين موافقة للرسم، ووقف ابن كثير على "يناد، من يناد المناد" بالياء على قول الجمهور وهو الأصح، وبه ورد النص عنه كما في النشر وروى عنه آخرون الحذف والوجهان في الشاطبية والإعلان والجامع وغيرها وافقه ابن محيصن بلا خلاف.

وأما ما حذف من الواو الساكن رسما ففي أربعة مواضع وقف عليها يعقوب بالواو على الأصل فيما انفرد به أبوعمرو والداني وهي "وَيَدْعُ الْإِنْسَان"[الإسراء الآية: 11] و"يَمْحُ اللَّه"[الشورى الآية: 24] و"يَدْعُ الدَّاع"[القمر الآية: 6] و"سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة"[العلق الآية: 17] والوقف على الأربعة للجميع على الرسم بحذف الواو، إلا ما انفرد به الداني من الوقف على الأصل، ولم يذكر ذلك في الطيبة ولا عرج عليه، لكونه انفرادة على عادته من قراءة الداني على أبي الفتح وأبي الحسن، قال في النشر: وقد قرأت به من طريقه وأما "نَسُوا اللَّه"[الآية: 67] فالوقف عليها بالواو للجميع على الرسم خلافا لبعضهم، وأما "وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِين" [الآية: 4] فليس من هذا الباب إذ هو مفرد، فاتفق فيه اللفظ والرسم والأصل وحكم "هاؤم" [الآية: 19] كذلك كما تقدم في وقف حمزة فيوقف على الميم مع حذف الصلة بلا خلاف كما يوقف على "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِين"[الآية: 30] بحذف الألف بعد الراء اتفاقا وعلى "ومن تق السيآت، ومن يهد الله" بحذف الياء لذلك نبه عليه في النشر1.

وأما ما حذف من الألفات لساكن ففي كلمة واحدة هي "أيه" وقعت في ثلاثة مواضع: [النور الآية: 31] و [الزخرف الآية: 49] و [الرحمن الآية: 31] فوقف عليها بالألف، أبوعمرو والكسائي وكذا يعقوب، وافقهم الحسن والزيدي ووقف الباقون بغير ألف للرسم، إلا أن ابن عامر ضم الهاء وصلا تبعا لضم الياء وفتحها الباقون.

القسم الثالث الحذف وهوفي "كأين" في سبعة مواضع بـ[آل عمران الآية: 146]

1 انظر: "2/ 157". [أ] .

ص: 141

وبـ[يوسف الآية: 105] وموضعي الحج [الآية: 60] وبـ[العنكبوت الآية: 60] و [القتال والطلاق الآية: 8] فوقف أبوعمرو وكذا يعقوب على الياء في السبعة، وافقهما اليزيدي والحسن ووقف الباقون على النون.

القسم الرابع المقطوع رسما وهو في حرفين " أيا ما "[الإسراء الآية: 110] في أربعة مواضع بـ[النساء الآية: 78] و [الكهف الآية: 49] والفرقان وسأل، فوقف حمزة والكسائي وكذا رويس على أيا دون ما كذا نص عليه الداني في التيسير وجماعة وذكر هؤلاء الوقف على ما دون "أيا" للباقين ولم يتعرض الجمهور لذكر ذلك بوقف ولا ابتداء، فالأرجح والأقرب للصواب كما في النشر جواز الوقف على كل من "أيا وما" لكل القراء اتباعا للرسم لكونهما كلمتين انفصلتا رسما، وإلى ذلك أشار في الطيبة بقوله: وعن كل كما الرسم أجل أي: القول باتباع الرسم الذي عليه الجمهور هنا أجل وأقوى مما قدمه، وأيا هنا شرطية منصوبة بمجزومها وتنوينها عوض المضاف أي: أي الأسماء وما مؤكدة على حد قوله تعالى: "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا" ولا يمكن رسمه موصولا صورة لأجل الألف فيحتمل أن يكون موصولا في المعنى على حد "أيما الأجلين" وأن يكون مفصولا "كحيث ما" وهو الظاهر للتنوين.

وأما "مال" في المواضع الأربعة فوقف أبوعمرو فيها على ما دون اللام كما نص عليه الشاطبي كالداني وجمهور المغاربة وغيرهم، وافقه اليزيدي واختلف عن الكسائي في الوقف على ما أو على اللام، والوجهان ذكرهما له الشاطبي كالداني وابن شريح، ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون "ما"، وبه صرح بعضهم والأصح جواز الوقف على "ما" لجميع القراء؛ لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا وحكما قال في النشر: وهو الذي أختاره وآخذ به، وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطا وهو الأظهر قياسا، ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها، ثم إذا وقف على "ما" اضطرارا أو اختيارا أو على اللام كذلك فلا يجوز الابتداء بقوله تعالى:"لهذا" ولا "هذا".

القسم الخامس: قطع الموصول في ثلاثة أحرف "ويكأن الله، ويكأنه"[القصص الآية: 82] وقف فيهما الكسائي على الياء وافقه الحسن وابن محيصن من المفردة والمطوعي، وعن أبي عمرو الوقف على الكاف فيهما وافقه اليزيدي وابن محيصن من المبهج، ووقف الباقون على الكلمة برأسها والابتداء عند الكسائي ومن معه بالكاف وعند أبي عمرو ومن معه بالهمزة، وما ذكر عن الكسائي وأبي عمرو في ذلك من الوقف والابتداء حكاه جماعة، وأكثرهم بصيغة التحريض، ولم يذكر ذلك عنهما بصيغة الجزم غير الشاطبي وابن شريح، والأكثرون لم يذكروا في ذلك شيئا فالوقف عندهم على الكلمة بأسرها لاتصالها رسما بالإجماع، وهذا هو الأولى والمختار في

ص: 142

مذاهب الجميع اقتداء بالجمهور، وأخذا بالقياس الصحيح قاله في النشر1.

وأما الحرف الثالث وهو "أَلَّا يَسْجُدُوا" فسيأتي في [سورة النمل الآية: 25] إن شاء الله تعالى وكذا "إل ياسين" بـ[الصافات الآية: 130] .

وأما القسم الثاني وهو المتفق عليه فاعلم أن الأصل في كل كلمة كانت على حرفين فصاعدا أن تكتب منفصلة من لاحقتها، ويستثنى من ذلك كل ما دخل عليه حرف من حروف المعاني، وكان على حرف نحو:"بسم الله، وبالله، ولله، ولرسوله، وكمثله، ولأنتم، وأبالله، فلقاتلوكم، ولقد" ولام التعريف كأنها لكثرة دورها نزلت منزلة الجزء من مدخولها فوصلت وياء النداء نحو: "يآدم، ويبنؤم" وهاء التنبيه في هؤلاء وهذا، وكذا كل كلمة اتصل بها ضمير متصل سواء كان على حرف واحد أو أكثر نحو:"ربي، وربكم، ورسله، ورسلنا، ورسلكم، ومناسككم، وميثاقه، فأحياكم، ويميتكم، ويحييكم" وكذا حروف المعجم في فواتح السور نحو: "ألم، الر، المص، كهيعص، طس، حم" إلا "حم عسق" أول سورة الشورى فإنه فصل فيها بين الميم والعين، وكذا إن كان أول الكلمة الثانية همزة وصورت على مراد التخفيف واوا أو ياء ونحو:"هؤلاء، ولئلا، يومئذ، وحينئذ" وكذا ما الاستفهامية إذا دخل عليها أحد حروف الجر نحو: "لم، وبم، وفيم، وعم" وأم مع ما نحو: "أما اشتملت" وأن المكسورة المخففة مع لا نحو: "إلا تفعلوه، إلا تنصروه""وكالوهم، ووزنوهم" فكله موصول في القرآن، وكذا أل المفتوحة في غير العشرة الآتية، واختلف في الأنبياء و"إنما" في غير الأنعام [الآية: 178] نحو: "أَنَّمَا نُمْلِي لَهُم" واختلف في النحل و"إنما" غير الحج ولقمان نحو: "إلا أنما أنا نذير مبين" واختلف في "أنما غنمتم" وإما غير الرعد نحو: "إما تخافن، وأينما" بالبقرة والنحل واختلف في النساء والشعراء والأحزاب و"فإلم" بهود و"ألن" بالكهف والقيامة و"وعما" في غير الأعراف نحو: "عما يعملون، ومما" في غير النساء والروم نحو: "مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّه" واختلف في المنافقين "وأمن" في غير النساء والتوبة والصافات وفصلت نحو: "أم من يملك السمع" وكلما غير إبراهيم نحو: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا" واختلف في "كل ما ردوا"[النساء الآية: 91] وكذا "كلما دخلت"[الأعراف الآية: 38]"كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّة"[المؤمنون الآية: 44]"كُلَّمَا أُلْقِي"[الملك الآية: 8] والمشهور الوصل في الثلاث و"بِئْسَمَا اشْتَرَوْا"[البقرة الآية: 90] و"بئسما خلفتموني"[الأعراف الآية: 150] واختلف في " قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِه"2

1 انظر النشر: "2/ 158". [أ] .

2 وهو الأول بالبقرة وأما "ولبئس ما شروا به" فمن متفق القطع، والحاصل أن الأول من البقرة المذكور وبئسما خلفتموني موصولان اتفاقا، وقل بئس ما يخلف وما عدا ذلك مقطوع اتفاقا ومنه موضع آل عمران "فبئس ما يشترون" ورفع هنا في الأصل ما يتفطن له.

ص: 143

وفيما في غير الشعراء نحو: {فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [الآية: 234] واختلف في العشرة الآتية و"كيلا" بآل عمران والحج والحديد، وثاني الأحزاب و"يومهم" في غير غافر والذاريات نحو:"يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ" فجميع ما كتب موصولا مما ذكر وغيره، ولا يجوز الوقف فيه إلا على الكلمة الأخيرة منه لأجل الاتصال الرسمي، ولا يجوز فصله بوقف إلا برواية صحيحة، ومن ثم اختيار عدم فصل "ويكأن، ويكأنه" كما تقدم مع وجود الرواية بفصله، نعم روى قتيبة عن الكسائي للتوسع في ذلك والوقف على الأصل، لكن الذي استقر عليه عمل الأئمة ومشايخ الإقراء ما تقدم من وجوب الوقف على الكلمة الأخيرة، وهو الأحرى والأولى بالصواب كما في النشر1.

وأما المتفق على قطعه فثمانية عشر حرفا "أن لا" بالأعراف موضعان، والتوبة وهود موضعان والحج ويس والدخان والممتحنة، ون "وإن ما" المكسورة المشددة بالأنعام "وإن ما" المشددة بالحج ولقمان "وأن ما" المكسورة المخففة بالرعد "وأين ما" في غير البقرة والنحل "وأن لم" المفتوح كل ما في القرآن "وإن لم" المكسورة في غير هود "وأن لن" في غير الكهف والقيامة "وعن ما" بالأعراف "ومن ما" بالنساء والتوبة والصافات وفصلت "وعن من" بالنجم والنور "وحيث ما" كل ما في القرآن "وكل ما" بإبراهيم "وبئس ما" أربعة مواضع كلها بالمائدة "وفي ما" في أحد عشر ثاني البقرة وبالمائدة وفي الأنعام موضعان والأنبياء والنور والشعراء والروم والزمر موضعان والواقعة واختلف فيها إلا موضع الشعراء، فمفصول قطعا وإلا كثر على الفصل في العشرة الباقية "وكي لا" في غير الأربعة السابقة، "ويوم هم" بغافر والذاريات "ولات حين" وكل ذلك يأتي إن شاء الله تعالى في مواضعه من الفرش، فجميع ما كتب مفصولا اسما أو غيره يجوز الوقف فيه على الكلمة الأولى والثانية عن كل القراء، والله تعالى أعلم2.

وليعلم أنه لا يجوز في الأداء تعمد الوقف على شيء من ذلك اختيارا لفتحه، وإنما يجوز على سبيل الضرورة أو الامتحان، أو التعريف لا غير، والله تعالى أعلم3.

1 انظر النشر: "2/ 158". [أ] .

2 ستأتي في الصفحة: "159" وما عداها كل سورة على حدة.

3 أي: عند انقطاع النفس مثلا يقف ثم يستأنف ويتابع؛ لأن الوقف عليها قبيح لما فيه من إخلال وعدم ترابط بالمعنى في الآيات الكريمة. [أ] .

ص: 144