الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان حليمًا وقورًا فصيحًا بليغًا متودّدًا.
عاش خمسًا وسبعين سنة، وتوفّي في جُمَادى الآخرة.
106-
سيف بن محمد العلويّ.
أبو القاسم.
قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن عبد اللَّه العُطّارَديّ النجَّار، وكان صحيح السَّمَاع.
-
حرف العين
-
107-
عبد الله بن محمد بن مكِّيّ [1] .
أبو محمد بن ماردة المقرئ السوّاق.
قرأ برواية أبي عمرو عليّ بن الفرج الشّنُبوذي.
وسمع من: ابن عُبَيْد العسكريّ، وعليّ بن كَيْسان.
قال الخطيب [2] : كتبنا عنه، وكان صدوقًا، ديِّنًا.
مات في ذي القعدة.
قلت: روى عنه أبو منصور بْن أَحْمَد بْن
…
[3] .
108-
عَبْد اللَّه بْن محمد الْجَدَليّ [4] .
أبو محمد بن الزَّفت الأندلسيِّ، خطيب المَرِيّة.
رحل وسمع من: أبي الحسن القابِسي، وأحمد بن فراس المكِّيّ.
توفّي في جمادى الأولى.
109-
عبد الرَّشيد بن الملك محمود بن سبكتكين [5] .
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن مكي) في:
تاريخ بغداد 10/ 143 رقم 5288، والمنتظم 8/ 156 رقم 213، (15/ 337، 338 رقم 3307) .
[2]
في تاريخه.
[3]
بياض في الأصل.
[4]
انظر عن (عبد الله بن محمد الجدلي) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 274، 275 رقم 603.
[5]
انظر عن (عبد الرشيد بن محمود) في:
صاحب غزنة، تملّك بعد موت ابن أخيه نحو ثلاثة أعوام.
وكان مقدّم جيشه طُغْرُل أحد الأبطال فجهَّزه، فافتتح فتوحًا، وحدَّث نفسه بالمُلك، وأطاعه الجيش وجاء بهم. فأحسَّ عبد الرَّشيد بالغدر، فالتجأ إلى قلعة وتحصَّن، فعمل عليه نُوّاب القلعة، وأسلموه إلى طُغْرُل، فقتله وتملَّك في هذا العام. ثم قتله بعض الأمراء ولم يُمْهِله اللَّه.
110-
عبد العزيز عليِّ بن أَحْمَد بن الفضل بن شَكَر [1] .
أبو القاسم البغداديِّ الأزجيّ [2] الخيَّاط المفيد.
سمع الكثير من: ابن كَيْسان، وأبي عبد اللَّه العسكريّ، وأبي سعيد الحُرْفيّ [3] ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ الورّاق، ومحمد بن أَحْمَد المفيد، فمن بعدهم.
قال الخطيب [4] : كتبنا عنه، وكان صدوقا كثير الكتاب.
ولد سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة، وتُوُفّي في شعبان. قلت: وله مصنَّف في الصفات.
روى عنه: القاضي أبو يعلي الحنبليّ، وعبد اللَّه بن سبعون القيروانيّ، والحسين بن الألمعيِّ الكاشْغَريّ [5] ، وحمد بن إسماعيل الهمذاني.
111-
عبد الكريم بن إبراهيم [6] .
[ () ] الكامل في التاريخ 9/ 582- 584، والمختصر في أخبار البشر 2/ 171، 172، وتاريخ ابن الوردي 1/ 353، ومآثر الإنافة 1/ 349.
[1]
انظر عن (عبد العزيز بن علي) في:
تاريخ بغداد 10/ 468، والأنساب 1/ 197، واللباب 1/ 46، والعبر 3/ 206، وسير أعلام النبلاء 18/ 18، 19 رقم 12، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وشذرات الذهب 3/ 271، ومعجم المؤلفين 5/ 253، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 482 رقم 338.
[2]
الأزجي: بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم. هذه النسبة للبقّال ببغداد ومن يبيع الأشياء التي تتعلّق بالبزور والبقّالين. (الأنساب) .
[3]
وقد تحرّفت نسبته إلى «الحزفي» في (تاريخ بغداد 10/ 468) .
[4]
في تاريخه 10/ 468.
[5]
الكاشغريّ: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الغين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها: كاشغر. (الأنساب) .
[6]
انظر عن (عبد الكريم بن إبراهيم) في:
أبو منصور الْأصبهانيّ، ابن المطرِّز.
روى عن: أبي الحسن بن كَيْسان.
وعنه: الخطيب، وقال [1] : كان صدوقًا.
112-
عبْد الوَهّاب بن أَحْمَد بن إبراهيم [2] .
المقرئ البغداديّ أبو محمد المعروف بابن بُكَيْر العطَّار.
سمع: السَّوسنِجْرديّ، وابن الصّلت المحبّر.
روى عنه: أبو طاهر بن سوار شيئًا من القراءات.
وورَّخه ابن خَيْرون [3] .
113-
عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن مَعْمَر [4] .
أبو بكر التميميّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبي محمد الأصيليّ، وأبي عُمَر بن المكْويّ، وعبّاس بن أصْبَغ.
وكان عالمًا بمذهب مالك، قائمًا بحُجَجِه حسن الاستنباط، بارعًا في الأدب.
تُوُفّي رحمه الله في المحرّم، وقد ناهز الثمانين.
114-
عُبَيْد اللَّه بن سعيد بن حاتم بن محمد بن عَلَّوَيْه [5] .
[ (-) ] تاريخ بغداد 11/ 80 رقم 5759، والمنتظم 8/ 156 رقم 214، (15/ 338) .
[1]
في تاريخه 11/ 0..
[2]
انظر عن (عبد الوهاب بن أحمد) في:
ذيل تاريخ بغداد لابن النجّار 15/ 313- 315 رقم 189.
[3]
وهو ذكر أنه سمع الكثير من أبي الحسن ابن الصلت ومن بعده، وحدّث باليسير. (ذيل تاريخ بغداد 15/ 315) .
[4]
انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
الصلة لابن بشكوال 1/ 302 رقم 667.
[5]
انظر عن (عبيد الله بن سعيد) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 397، 398، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني 164، والأنساب لابن السمعاني 12/ 217، 218، ومعجم البلدان 5/ 356، واللباب 3/ 352، والعبر 3/ 206، 207، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 354، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1422، -
الحافظ أبو نصْر الوائليّ [1] البكريّ السِّجْزيّ. نزيل مصر، ومُصنِّف كتاب «الْإِبانة الكبرى عن مذهب السَّلف في القرآن» ، وهو كتاب طويل جليل في معناه يدلُّ على إمامة المُصنِّف رحمه الله.
وهو راوي الحديث المسلسل بالَأوَّليَّة.
روى عن: أَحْمَد بن إبراهيم بن فِراس العَبْقَسِيّ، وأبي عبد الله محمد بْن عَبْد الله الحاكم، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ، وحمزة المهلّبيّ، وأحمد بن محمد بن موسى المُجْبِر، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري، والقاضي أبي محمد عبد اللَّه بن محمد الأسديِّ بن الاكفانيِّ، وابن مهديِّ، وأبي العلاء عليِّ بن عبد الرَّحيم السُّوسيّ، وأبي محمد بن محمد بن البيِّع سمعوا من المحامليِّ أربعتهم، وأبي عبد الرحمن السُّلميِّ، وأبي محمد عبد الرّحمن بن عمر بن النَّحّاس، وعبد الرحمن بن إبراهيم القصَّار، وعبد الصَّمد بن زُهير بن أبي جرادة الحلبيِّ وسمعوا ثلاثتهم من أبي سعيد بن الأعرابي.
ورحل في الحديث بعد سنة اثنتين وأربعين، فسمع بنَيْسابور، وببغداد، وبالبصرة، وواسط، ومكّة، وحلب، ومصر.
وقد سمع قبل أن يرحل بسِجِسْتان من الوزير محمد بن يعقوب بن حمُّويْه، أنا محمد بن أَحْمَد بن الغَوْث بِبُسْت: ثنا الهيثم بن سهل التستُّريّ، ثنا حمَّاد بن زيد، فذكر حديثًا.
روى عنه: أبو إسحاق الحبَّال، وجعفر بن أَحْمَد السّرّاج، وسهل بن بشر الْإِسْفرَائينيّ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو معشر الطّبريّ،
[ (-) ] والإعلام بوفيات الأعلام 184، وسير أعلام النبلاء 17/ 654- 657 رقم 445، ودول الإسلام 1/ 262، وتذكرة الحفاظ 3/ 1118- 1120، والجواهر المضيّة 2/ 495، والعقد الثمين 5/ 307، 308، وتبصير المنتبه 2/ 727، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 29، وطبقات الحفاظ 429، والطبقات السنيّة، رقم 1367، وكشف الظنون 1/ 2، وشذرات الذهب 3/ 271، 272، وهدية العارفين 1/ 648، وديوان الإسلام 3/ 90 رقم 1170، والرسالة المستطرفة 30، ومعجم المؤلفين 6/ 239، ومعجم طبقات الحفاظ 124 رقم 970.
[1]
الوائلي: بفتح الواو وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها لام. هذه النسبة إلى عدّة من القبائل، (الأنساب 12/ 215) .
وإسماعيل بن الحسن العَلَويّ، وعبد الباقي بمكَّة.
قال ابن طاهر في «المنثور» : سألت الحافظ أبا إسحاق الحبّال، عن أبي نصر السِّجزيّ، وأبي عبد الله الصّوريّ أيهما أحفظ؟
فقال: كان أبو نصر أحفظ من خمسين أو ستين مثل الصوري [1] .
وسمعت الحبال قال: كنت يومًا عند أبي نصر فدقّ الباب، فقمتُ ففتحت، فرأيت امرأةً، فدَخَلَت وأخرجت كيسا فيه ألف دينار، فوضعتها بين يدي الشّيخ وقالت: أنفِقْهَا كما ترى.
قال: ما المقصود؟
قالت: تزوَّجني ولا لي حاجة في الزَّوج، ولكنْ لَأخدمك.
فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف. فلما انصرفت قال: خرجت من سِجِسْتان بنّية طلب العلم، ومتى تزوّجت سقط عنِّي هذا الاسم، وما أُوثِرُ على طلب العلم شيئًا [2] .
تُوُفّي رحمه الله بمكّة في المحرَّم [3] .
115-
عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر [4] .
[1] الأنساب 357 أ، العبر 3/ 206، سير أعلام النبلاء 17/ 655، وانظر: الفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) 27، 28.
[2]
تذكرة الحفاظ 3/ 1119، سير أعلام النبلاء 17/ 655، 656.
[3]
وذكر عبد العزيز النخشبي في «معجم شيوخه» فقال: أبو نصر الوائلي كان من بكر بن وائل السجستاني العالم الحافظ، شيخ متقن ثقة ثبت من أهل السّنّة. وكان أبوه فقيها على مذهب الكوفيّين وجماعة بسجستان، ورحل إلى غزنة قبل الأربعمائة، ودخل نيسابور، ورحل إلى مكة حاجّا سنة أربع وأربعمائة فسمع من أبي الحسن بن فراس بها، وأقام عليها، وسمع منه إلى أن مات في صفر سنة خمس وأربعمائة، ودخل بغداد فسمع من جماعة ثم دخل الشام ومصر، حسن المعرفة بالحديث، حسن السيرة. مات بعد الأربعين وأربعمائة. (الأنساب 12/ 218) .
[4]
انظر عن (عثمان بن سعيد) في:
جذوة المقتبس للحميدي 305 رقم 752، والصلة لابن بشكوال 2/ 405- 407 رقم 876، وبغية الملتمس للضبيّ 411، 412، رقم 399، ومعجم البلدان 2/ 434، ومعجم الأدباء 12/ 124- 128، والإستدراك لابن النقطة (مخطوط) 1/ ورقة 213 ب، وإنباه الرواة 2/ 341، 342، وصفة جزيرة الأندلس 76، والعبر 3/ 207، ومعرفة القراء الكبار 1/ 325- 328، -
الْإِمام أبو عَمْرو الأُمَويّ، مولاهم القُرْطُبيّ المُقرئ الحافظ، المعروف في وقته بابن الصَّيْرَفيّ، وفي وقتنا بأبي عمرو الدّانيّ، صاحب التّصانيف.
قال: أخبرني أبي أنّي ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فابتدأت بطلب العلم في أوَّل سنة ستٍّ وثمانين، ورحلت إلى المشرق سنة سبعٍ وتسعين ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ثم توجّهت إلى مصر، فدخلتها في شوَّال من السَّنة، ومكثت بها سنةً، وحَجَجت.
قال: ودخلت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وخرجت إلى الثّغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سَرَقُسْطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قُرْطُبَة. وقدِمْتُ دانيةً [1] سنة سبع عشرة [2] .
قلت: واستوطنها حتّى تُوُفّي بها، ونُسِبَ إليها لطول سكناه بها.
وسمع الحديث من طائفة، وقرأ على طائفة، فقرأ بالروايات على: عبد العزيز بن جعفر بن خُوَاشتيّ [3] الفارسيّ ثم البغداديّ نزيل الأندلس، وعلى
[ (-) ] وتذكرة الحفاظ 3/ 1120- 1121، ودول الإسلام 1/ 262، وسير أعلام النبلاء 18/ 77- 83 رقم 36، والمعين في طبقات المحدّثين 128 رقم 1423، والإعلام بوفيات الأعلام 184، وتلخيص ابن مكتوم 166، 167، ومرآة الجنان 2/ 62، والوفيات لابن قنفذ 243، والديباج المذهب 2/ 84، 85، وغاية النهاية 1/ 503- 505، رقم 2091، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 127، وتبصير المنتبه 2/ 621، وطبقات المفسرين للسيوطي 159، وتاريخ الخلفاء 423، والنجوم الزاهرة 5/ 54، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 373- 376، ومفتاح السعادة 2/ 47، 48، ونفح الطيب 2/ 135، 136، وكشف الظنون 1/ 135، 355، 520، وشذرات الذهب 3/ 272، وديوان الإسلام 2/ 274، 275 رقم 927، وروضات الجنات 467، وهدية العارفين 1/ 653، والرسالة المستطرفة 139، وشجرة النور الزكية 1/ 115 رقم 315، والأعلام 4/ 206، ومعجم المؤلفين 6/ 254، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 253، 254 رقم 326، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 830.
[1]
دانية: بعد الألف نون مكسورة بعدها ياء مثنّاة من تحت مفتوحة. مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفة البحر شرقا، مرساها عجيب يسمّى السّمّان، ولها رساتيق واسعة كثيرة التين والعنب واللوز، وكانت قاعدة ملك أبي الجيش مجاهد العامري، وأهلها أقرأ أهل الأندلس لأن مجاهدا كان يستجلب القرّاء ويفضل عليهم وينفق عليهم الأموال، فكانوا يقصدونه ويقيمون عنده فكثروا في بلاده. (معجم البلدان 2/ 434) .
[2]
الصلة 2/ 407، معجم الأدباء 12/ 125- 127، إنباه الرواة 2/ 342.
[3]
وقال المؤلّف- رحمه الله في «معرفة القراء الكبار» : «خواست. وهي كلمة فارسية. وفي-
جماعة بالَأندلس.
وقرأ بمصر بالروايات على: أبي الحسن طاهر بن الطّيّب بن غَلْبُون، وعلى أبي الفتح فارس بن أحمد الضّرير.
وقرأ لورْش على أبي القاسم خَلَف بن إبراهيم بن خاقان المصريّ.
وسمع كتاب «السَّبعة» لابن مجاهد، على أبي مسلم محمد بن أَحْمَد بن عليّ الكاتب، وسمع منه الحديث، ومن: أَحْمَد بن فِراس العَبْقَسيّ، وعبد الرَّحمن بن عثمان القُشَيِريّ الزَّاهِد، وحاتم بن عبد اللَّه البزَّاز، وأحمد بن فتح بن الرَّسَّان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبَّار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزيّ لقاضي، وسَلَمَة بن سعيد الْإِمام، وسَلَمُون بن داود القرويّ صاحب أبي عليّ بن الصّوّاف، وعبد الرَّحمن بن عمر بن محمد بن النحّاس المعدّل، وعليّ بن محمد بن بشير الرَّبَعيّ، وعبد الوهَّاب بن أَحْمَد بن منير المصريّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن عيسى المُرّيّ الأندلُسيّ، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنِين، والفقيه أبي الحسن عليّ بن محمد القابسيّ، وغيرهم.
قرأ عليه القراءات: أبو بكر بن الفصيح، وأبو الذّوّاد [1] مفرِّج قنيّ إقبال الدّولة، وأبو الحسين يحيى بن أبي زيد، وأبو داود، وسليمان بن أبي القاسم نجاح، وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن الدّوش [2] ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن المفرج البطليوسي، وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيّما أهل دانية.
قال بعض الشّيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يُضاهيه في حِفظِه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئًا قطّ إِلَّا كتبته، ولا كتبته إِلَّا حفَظْتُه ولا حفِظُتْه فنسيته.
وكان يُسأل عن المسألة مِمّا يتعلّق بالَآثار وكلام السَّلف فيوردها بجميع ما
[ (-) ] الفارسية إذا وقعت الواو بين الخاء والألف فإنّها لا تلفظ، وتضم الخاء، فتقول: خاستى.
(1/ 326) .
[1]
في «تذكرة الحفاظ» : «الدؤاد» .
[2]
في «سير أعلام النبلاء» 18/ 79 «الدّش» .
فيها مُسندةً من شيوخه إلى قائلها [1] .
قال ابن بَشْكُوال [2] : كان أحد الأئِمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره، ومعانيه وطرقه وإعرابه. وجمع في ذلك كلّه تواليف حِسانًا مفيدة يطول تعدادها.
وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته. وكان حسن الخطّ، جيِّد الضّبط، من أهل الحِفظ والذّكاء والتفنُّن في العلم. وكان ديّنًا فاضلًا، ورِعًا، سُنّيًّا.
وقال المُغاميّ: كان أبو عمرو مُجاب الدّعوة، مالكيِّ المذهب [3] .
وذكره الحُمَيْدِي فقال [4] : محدّث مكثر ومقريء مُتَقدِّم. سمع بالَأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألّف فيها تواليف معروفة، ونظمها في أرجوزة مشهورة.
قلت: وما زال القُرَّاء مُعترفين ببراعة أبي عمرو الدَّانيّ وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرَّسم والتَّجويد والوجوه.
لهُ كتاب «جامع البيان في القراءات السّبع وطُرُقها المشهورة والغريبة» ، في ثلاثة أسفار، وكتاب «إيجاز البيان في أصول قراءة ورْش» ، في مُجلَّد كبير، وكتاب «التلخيص في قراءة ورش» ، في مجلّد متوسّط، وكتاب «التّيسير» ، وكتاب «المقنع» ، وكتاب «المحتوي في القراءات الشواذ» ، في مُجلَّد كبير، وكتاب «الأرجوزة في أصول السُّنّة» ، نحو ثلاثة آلاف بيت، وكتاب «معرفة القُرَّاء» ، في ثلاثة أسفار، وكتاب «الوقف والابتداء» .
وبلغني أنَّ مصنّفاته مائةٌ وعشرون تصنيفًا.
ومن نظمه في «عُقُود السُّنّة» :
كلَّم موسى عبده تكليما
…
ولم يزل مدبّرا حكيما
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 80.
[2]
في «الصلة» 2/ 406.
[3]
الصلة 2/ 406.
[4]
في «جذوة المقتبس» 305.
كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ
…
وهُوَ فَوْقَ عرشِهِ العظيمُ
والقولُ في كتابه المُفَصَّل
…
بأنَّهُ كلامُهُ المُنُزَّل
على رسوله النّبيّ الصادق
…
ليس بمخلوقٍ ولا بخالق
من قال فيه أنّه مخلوقُ
…
أو مُحْدَثٌ فقولُهُ مُرُوقُ
والوقفُ فيه بدعةٌ مُضلة
…
ومثل ذلك اللَّفظ عند الجلَّة
كلا الفَريقيّْن مِن الجهميَّة
…
الواقفون فيه واللَّفْظيهْ
أَهْوِنْ بقَوْل جَهْمٍ [1] الخَسيسِ
…
وواصِلٍ [2] وبِشْرِ المريسي [3]
ثم ساق سائرها [4] .
وقد روى عنه أيضًا: الأستاذ أبو القاسم بن العربيّ، وأبو عليّ الحسين بن محمد بن مبشّر المقرئ، وأبو القاسم خَلَف بن إبراهيم الطُّلَيْطُليّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن فرج المَغَامِيّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن مُزَاحم، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن عليّ نزيل الْإِسكندرية، وخلقٌ سواهم. حملوا عنه تلاوةً وسماعًا.
وروى عنه بالْإِجازة: أَحْمَد بن محمد بن عبد اللَّه الخَوْلانيّ.
وآخر من روى عنه بالْإِجازة أبو العبّاس أحمد بن عبد الملك بن أبي حَمْزَة المُرْسيّ والد القاضي أبي بكر محمد.
وتُوُفّي أبو عَمْرو بدانية يوم الْإِثنين نصف شوّال، ودُفِن يومئِذٍ بعد العصر، ومشى السُّلطان أمامَ نَعْشِه. وكان الجمع في جنازته عظيمًا.
وتُوُفّي أبو العبّاس بن أبي حمزة في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
116-
عليّ بن محمد بن صافي بن شُجاع [5] .
[1] هو: جهم بن صفوان.
[2]
هو: واصل بن عطاء.
[3]
توفي سنة 218 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 211- 220 هـ) ص 85- 88 رقم 55.
[4]
انظر: معرفة القراء 1/ 409، وسير أعلام النبلاء 18/ 82، 83.
[5]
انظر عن (علي بن محمد بن صافي) في: