المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٠

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثلاثون (سنة 441- 460) ]

- ‌الطبقة الخامسة والَأربعون

- ‌سنة إحدى وأربعين وأربعمائة

- ‌[اشتداد الخلاف بين السنّة والشيعة]

- ‌[انهزام الملك الرحيم]

- ‌[أمتلاك عسكر فارس الأهواز]

- ‌[انهزام صاحب حلب]

- ‌[إمرة الْأمراء بدمشق]

- ‌[الحرب بين أهل الكرخ وأهل القلّايين]

- ‌[الريح الغبراء]

- ‌سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة

- ‌[الصلح بين السنة والشيعة]

- ‌[وقوع صاعقة بالحلّة]

- ‌[الرُّخص ببغداد]

- ‌[استيلاء ألْبُ رسلان على فَسَا]

- ‌[الاحتفال بزيارة مشهد الحسين]

- ‌[أخذ طغرلبك أصبهان صلحا]

- ‌سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة

- ‌[تجدّد الفتنة بين السُّنة والشيعة]

- ‌[كبس العيّارين دار النسوي]

- ‌[عمارة الريّ]

- ‌[إحراق الْأهواز]

- ‌[الوقعة بين المغاربة والمصريين]

- ‌سنة أربع وأربعين وأربعمائة

- ‌[عودة الفتن ببغداد]

- ‌[الحرب بين عسكر خراسان وعسكر غزنة]

- ‌[فتح الملك الرحيم البصرة]

- ‌[نهب أطراف العراق]

- ‌[القدح في نسب صاحب مصر]

- ‌سنة خمس وأربعين وأربعمائة

- ‌[إحراق الكرخ]

- ‌[وصول الغُّز إلى حلوان]

- ‌[لعن الْأشعري بنيسابور]

- ‌[استيلاء الملك الرحيم على أرجان]

- ‌سنة ست وأربعين وأربعمائة

- ‌[شغب الْأتراك على وزير السلطان]

- ‌[وزارة أبي الحسين بن عبد الرحيم]

- ‌[أخذ ابن بدران الْأنبار]

- ‌[عودة البساسيري إلى بغداد]

- ‌[انكسار جيش المعُز إلى القيروان]

- ‌[انهزام المُعز للمرة الثانية]

- ‌[انتهاب القيروان]

- ‌[انهزام زنانة أمام بلكين]

- ‌[قتل أهل نقيوس للعرب]

- ‌[نقصان النيل وتزايد الغلاء والوباء]

- ‌[تكفين السلطان ثمانين ألف نفس]

- ‌[تخريب الْأعراب سواد العراق]

- ‌[استيلاء طغرلبك على أذربيجان]

- ‌سنة سبع وأربعين وأربعمائة

- ‌[استيلاء أعوان الملك الرحيم على شيراز]

- ‌ابتداء الدولة السلجوقية [2]

- ‌انقراض بني بويه

- ‌[وفاة ذخيرة الدين]

- ‌[عيْث جيوش طغرلبك بالسواد]

- ‌[الفتنة ببغداد]

- ‌[ثورة الحنابلة ببغداد]

- ‌[موت الملك الرحيم بالحبس]

- ‌سنة ثمان وأربعين وأربعمائة

- ‌[زواج القائم بأمر اللَّه]

- ‌[محاصرة تكريت]

- ‌[الخطبة للعُبيدي بالكوفة وواسط]

- ‌[القحط والوباء بديار مصر]

- ‌[عام الجوع الكبير بالَأندلس]

- ‌[الخطبة للمستنصر بالموصل]

- ‌[وصول الخِلَع من مصر لنور الدولة]

- ‌[إضرار عسكر طغرلبك بأهل العراق]

- ‌سنة تسع وأربعين وأربعمائة

- ‌[خلعة القائم بأمر اللَّه على طغرلبك بالعهد]

- ‌[مخاطبة الخليفة بملك المشرق والمغرب]

- ‌[تسليم حَلب لنواب المُستنصر]

- ‌[الجهد والجوع ببغداد]

- ‌[الفناء الكبير ببخارى وسمرقند]

- ‌سنة خمسين وأربعمائة

- ‌[خلع القائم بأمر اللَّه والخطبة للمستنصر بالعراق]

- ‌[دخول البساسيري بغداد]

- ‌[القبض على وزير القائم وموته]

- ‌[انتهاب دار الخلافة]

- ‌[انقطاع الخطبة العبّاسية بالعراق]

- ‌[اعتقال القائم بأمر اللَّه]

- ‌[البيعة للمُستنصر]

- ‌[رواية ابن الْأثير عن قصد البساسيري الموصِل]

- ‌[صلب رئيس الرؤساء]

- ‌[مقتل عميد العراق]

- ‌[ذم الوزير المغربي لِفِعل البساسيريّ]

- ‌[اهتمام طغرلبك بإعادة الخليفة]

- ‌[إحصاء ما وصل للبساسيري من المصريين]

- ‌[إمرة ناصر الدولة بن حمدان على دمشق]

- ‌الموتى في هذه الطبقة

- ‌عام أحد وأربعين وأربعمائة

- ‌ حرف الْألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الرّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة

- ‌ حرف الْألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة أربع وأربعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الرَّاء

- ‌ حرف الزَّاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌سنة خمس وأربعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة ست وأربعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌سنة سبع وأربعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف التّاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الذَّال

- ‌ حرف الرّاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وأربعين وأربعمائة من أعوام الوباء بمصر

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدَّال

- ‌ حرف السِّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وأربعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الشِّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

- ‌سنة خمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف الظّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النُّون

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌المتوفّون تقريبا

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌الطّبقة السّادسة والَأربعين

- ‌حوادث سنة إحدى وخمسين وأربعمائة على سبيل الاختصار

- ‌[هرب آل البساسيريّ]

- ‌[الاحتفال باستقبال الخليفة القائم]

- ‌[مقتل البساسيريّ]

- ‌[إقرار ابن وهسودان على أذربيجان]

- ‌[الصُّلح بين صاحب غَزَنَةَ والسُّلطان جُغْربيك]

- ‌[وفاة جغربيك صاحب خُراسان]

- ‌[عزل أبي الحسين بن المهتدي عن الخطابة بجامع المنصور]

- ‌[الَأعلام المُسْنِدون في هذا الوقت]

- ‌[عُلُوّ الرَّفْض]

- ‌وفي سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة

- ‌[وقعة الفُنَيْدِق]

- ‌[وفاة ابن النسويّ]

- ‌[تملُّك ابن مرداس الرَّحبة]

- ‌[وفاة أمّ القائم بأمر اللَّه]

- ‌[ولاية تمام الدّولة دمشق ووفاته]

- ‌سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة

- ‌[وزارة ابن دارست]

- ‌[تقليد الزّينبي نقابة النُّقباء] [2]

- ‌[وفاة أمير مكّة]

- ‌[ولاية حسام الدولة دمشق وعزله]

- ‌سنة أربع وخمسين وأربعمائة

- ‌[زواج بنت الخليفة بطغرلبك]

- ‌[عزل ابن دارست من الوزارة ووفاته]

- ‌[وزارة ابن جهير]

- ‌[رخص الأسعار بالعراق]

- ‌[غرق بغداد]

- ‌[الوقعة بين معزّ الدّولة وملك الرّوم]

- ‌[وفاة أمير حلب]

- ‌سنة خمس وخمسين وأربعمائة

- ‌[دخول السّلطان بغداد]

- ‌[وفاة السُّلطان طُغْرُلْبَك]

- ‌[الخطبة لعضُد الدّولة]

- ‌[الوقعة بين صاحب سفاقس وملك إفريقية]

- ‌[الزلزلة بالشّام]

- ‌[نيابة بدر المستنصريّ دمشق]

- ‌[حصار ابن شِبل الدّولة حلب]

- ‌سنة ست وخمسين وأربعمائة

- ‌[قتل الوزير عميد الدّولة]

- ‌[وزارة نظام المُلْك]

- ‌[تملُّك ألْبُ أرسلان هراة وغيرها]

- ‌[إعادة ابنة الخليفة من الرّيّ]

- ‌[تقليد ألْبَ أرسلان السلطنة]

- ‌[الوقعة بين السُّلطان وقُتلمِش]

- ‌[افتتاح السُّلطان عدة حصون للروم]

- ‌[زواج ولديّ السُّلطان]

- ‌[ندب بعض الْجَهَلَة على ملك الجنّ]

- ‌[نقابة العلويين ببغداد]

- ‌[وفاة النّقيب أُسامة العلويّ]

- ‌[ولاية حيدرة الكتّاميّ]

- ‌[هرب بدر المستنصريّ من ولاية دمشق]

- ‌[عودة بدر إلى نيابة دمشق]

- ‌سنة سبع وخمسين وأربعمائة

- ‌[الوقعة بإفريقية بين تميم بن المُعِزّ والنّاصر بن علناس]

- ‌[بناء مدينة بجّاية]

- ‌[عبور ألْبِ أرسلان نهر جيحون]

- ‌[بناء النظاميّة ببغداد]

- ‌سنة ثمان وخمسين وأربعمائة

- ‌[سلطنة ملك شاه]

- ‌[الاحتفال بعاشوراء]

- ‌[عودة أمير الجيوش بدر إلى دمشق]

- ‌[إقطاع الأنبار وغيرها لابن قريش]

- ‌[استيلاء المُعِزّ على تونس]

- ‌[الزلزلة بخراسان]

- ‌[ولادة صغيرة برأسين]

- ‌[ظهور كوكب بشعاع عظيم]

- ‌سنة تسع وخمسين وأربعمائة

- ‌[التّدريس في النِّظاميّة]

- ‌[مقتل الصُّليحيّ صاحب اليمن]

- ‌[بناء قُبّة فوق قبر أبي حنيفة]

- ‌سنة ستين وأربعمائة

- ‌[الزلزلة الهائلة بالرّملة]

- ‌[القحط في مصر]

- ‌[حصار مدينة الأربس]

- ‌[إمرة قطب الدّولة لدمشق]

- ‌المتوفون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وخمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألَف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التَّاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النّون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الضَّاد

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌الكنى

- ‌سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الصَاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة أربع وخمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزّاي

- ‌ حرف السِّين

- ‌ حرف الطّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة خمس وخمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الصَّاد

- ‌ حرف الطَّاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وخمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة سبع وخمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة ثمان وخمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة تسع وخمسين وأربعمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الصَّاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النُّون

- ‌سنة ستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الثَّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدَّال

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌ذكر المُتَوَفّين تقريبًا في هذا الوقت

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الثّاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الرَّاء

- ‌ حرف الزَّاي

- ‌ حرف السِّين

- ‌ حرف الصَّاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف العين

أبو القاسم الأمويّ، مولاهم الأندلُسِيّ، قاضي الجماعة بقُرْطُبَة.

سمع من أبي محمد الأصيليّ «صحيح البخاريّ» بِفَوْتٍ يسير إجازة له.

وسمع من: أبي عبد اللَّه محمد بن زكريّا بن برطال، وأبي محمد بن سَلَمَة، وأبي المطرّف عبد الرّحمن بن فطيس، وغيرهم.

وولي القضاء في سنة ثمان وأربعين، وإلى أن تُوُفّي، فلم تُنْعَ عليه سقطة، ولا حُفِظت له زلَّة.

وكان فقيهًا صالحًا حليمًا على منهاج السَّلَف.

تُوُفّي في شوَّال عن ستٍّ وثمانين سنة.

حمل عنه جماعة من العلماء.

-‌

‌ حرف العين

-

160-

عبد اللَّه بن محمد بن الذَّهبيّ [1] .

الَأَزْديّ الأندلُسيّ، الطّبيب الفيلسوف. كان كلِفًا بالكيمياء، مجتهدًا في طلبها.

وصنَّفَ مقالةً في أنّ الماء لَا يعدو.

تُوُفّي ببلْنِسية في جُمَادى الآخرة.

161-

عبد اللَّه بن موسى بن سعيد الأنصاريّ [2] .

أبو محمد الطُّلَيْطُليّ، ويُعرف بالشّارِقيّ.

سمع بقرطبة من: يونس بن عبد اللَّه، وأبي محمد بن دحّون، وأبي عمر الطّلمنكيّ، وجماعة كثيرة.

[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:

تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 346 (وتحقيق سويّم) 13 وقال زعرور في الحاشية: «لم تذكر المصادر المتوفرة اسم هذا الطبيب أيضا» .

[2]

انظر عن (عبد الله بن موسى) في:

الصلة لابن بشكوال 1/ 277- 279 رقم 610.

وسيعاد برقم (203) .

ص: 396

وحجَّ وسَمِعَ ورجع إلى وطنه.

وكان زاهدًا عابدًا رافضًا للدُّنيا يجلس للناس ويُذكِّرهم ويأمُرهم بالمعروف، ويُعلّمهم، ويتواضع لهم ويصبر على أخلاقهم، ويقنع باليسير من السّترة والقوت [1] .

تُوُفّي في شوَّال.

162-

عبد الجبَّار بن فاخر بن مُعَاذ [2] .

أبو المعالي السِّجْزيّ.

تُوُفّي في شعبان.

163-

عبد العزيز بن أحمد [3] .

[1] وقال ابن بشكوال: «وكان من خيار المسلمين، وممن انقطع إلى الله عز وجل، ورفض الدنيا، وتجرّد إلى أعمال الآخرة، مجتهدا في ذلك بلا أهل ولا ولد، لم يباشر محرّما إلى أن مات على أقوم طريقة. وكان حسن الإدراك، جيّد التلقين، حصيف العقل، نقيّ القريحة، مع الصلاة الطويلة، والصيام الدائم، ولزوم المسجد الجامع، كانت له فيه مجالس كثيرة يعلّم الناس أمر وضوئهم وصلاتهم وجميع ما افترض الله عليهم، وكان حسن الخلق، صابرا لمن جفا عليه، متواضعا، قليل المال، صابرا، قانعا، راضيا باليسير من المطعم والملبس، وأشير عليه بأن يفرض له في الجامع فأبى من ذلك.

وكان آخر عمره قد عزم على الرحلة إلى الحج، فأرسل فيه القاضي أبو زيد بن الحشّاء وقال له:

تقدّمت له رحلة؟ فقال: نعم. وقد حججت إن شاء الله، فقال له: هذه نافلة ولا سبيل لك إلى ذلك، والّذي أنت فيه آكد. ومنعه عن الخروج من طليطلة، فمكث فيها إلى أن توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة» .

[2]

لم أجد مصدر ترجمته.

[3]

انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في:

الإكمال لابن ماكولا 3/ 111 و 303، وتعليم المتعلّم 17، 39، والأنساب 4/ 194، 193، واللباب 1/ 380، 381، وسير أعلام النبلاء 18/ 177، 178 رقم 94، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 244، والجواهر المضيّة 2/ 429، 430 رقم 821، والقاموس المحيط (مادّة: ح، ل، و) ، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 35، وتبصير المنتبه 2/ 511، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 70، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 241، والطبقات السنّية، رقم 253 وكشف الظنون 1/ 46، 568 و 2/ 1224، 1580، 1999، وتاج العروس 10/ 96 (مادّة: ح ل و) ، والفوائد البهيّة 95- 97، وهدية العارفين 1/ 577، 578، والأعلام 4/ 136، 137، ومعجم المؤلفين 5/ 243.

ص: 397

شمس الأئِمّة الحلوائيّ [1] أبو مُحَمَّد [2] ، مفتي بُخَارى وعالمها.

تفقَّه على القاضي أبي عليّ الحسين بن الخضر النَّسَفيّ.

وحدَّث عن: عبد الرَّحمن بن الحُسين الكاتب، وأبي سهل أَحْمَد بن محمد بن مكِّي الأَنْماطيّ، وطائفة من شيوخ بُخَارى.

تفقّه عليه، وسمع منه أئِمّة منهم: شمس الأئِمّة أبو بكر محمد بن أبي سهل السَّرْخَسيّ، وفخر الْإِسلام عليّ، وصدر الْإِسلام أبو اليُسر محمد ابنا محمد بن الحُسَيْن البَزْدَويّ، والقاضي جمال الدّين أبو نصر أَحْمَد بن عبد الرّحمن، وشمس الأئِمّة أبو بكر محمد بن عليّ الزَّرَنْجَرِيّ [3]، وآخرون سمَّاهم أبو العلاء الفَرَضِيّ. ثم قال: مات بِبُخارى، في شعبان سنة ستٍّ، ودُفِن بمقبرة الصُّدور.

وقد ذكره السّمعانيّ في كتاب «الأنساب» [4] فقال: عبد العزيز بن أَحْمَد بن نصر بن صالح، شمس الأئمّة البخاريّ الحَلْوائيّ، بفتح الحاء، إمام أهل الرأي ببخارى في وقته.

حدَّث عن: غُنْجار، وصالح بن محمد، وأبي سهل أَحْمَد بن محمد الأنماطيّ.

توفي بكش. حمل إلى بخارى سنة ثمان أو تسع وأربعين.

وذكره النخشبي في «معجمه» فقال: شيخ عالم بأنواع العلوم، معظم للحديث، غير أنّه يتساهل في الرواية [5] .

[1] الحلوائي: (بفتح الحاء المهملة وسكون اللام) وهذه النسبة إلى عمل الحلو وبيعها.

(الأنساب 4/ 193) .

[2]

في الإكمال 3/ 111 «أبو أحمد» .

[3]

الزّرنجريّ: بفتح الزاي والراء وسكون النون والجيم المفتوحة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زرنجرى، ويقال لها زرنكرى، وهي قرية من قرى بخارى. (الأنساب 6/ 270) .

[4]

ج 3/ 193، 194.

[5]

الأنساب 4/ 194 وفيه: «معظّم للحديث وأهل الحديث، لم أشك أنه صاحب حديث في الباطن إن شاء الله من تعظيمه للحديث غير أنه يفتي على مذهب الكوفيين» .

ص: 398

مات في شعبان سنة 52 [1] .

قلت: سنة ستٍّ أصحّ، فإنّه بخط شيخنا الفَرَضيّ.

164-

عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم الحافظ [2] .

النخْشَبيّ [3] .

ونَخْشَب هي نَسَف.

سمع: جعفر بن محمد المستغفريّ، وأبا طالب بن غَيْلان، وأبا طاهر بن عبد الرَّحيم، وجماعة كثيرة بأصبهان، ودمشق، وبغداد، وخُراسان.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بِشر الدّمشقيّان، وجماعة.

وكان من كبار الحُفَّاظ. خرج لجماعة وتُوُفّي كهلًا. ولم يَرْوِ إِلَّا اليسير.

ودخل أصبهان سنة ثلاثٍ وثلاثين فسمع من: أصحاب الطَّبرانيّ.

وسمع من: أبي الفرج الطَّناجِيريّ، ومحمد بن الحسين الحرّانيّ، وأبي منصور السَّوّاق، والصُّوريّ.

وانتقى على القاضي أبي يَعْلَى خمسة أجزاء.

وقال يحيى بن مَنْدَهْ: كان واحد زمانه في الحفظ والإتقان لم نر مثله في

[1] وزاد النخشبي: «كان أخرج إليّ أصوله لأخرج له الأمالي، فكان من جملة ما دفع إليّ أمالي بخط القاضي أبي علي النسفي مما أملاها ببخارا لم يكن فيه سماعه، فأمرني أن أخرج له منها، وقال: قد سمعت أماليه كلها، فأبيت عليه أن أخرج له منها إلّا أن أرى سماعه فيها أو يكون مكتوبا بخطّه عن شيوخه» .

[2]

انظر عن (عبد العزيز بن محمد النخشبي) في:

الأنساب 358 ب و 408 ب (8/ 117 و 121) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية)(24/ 258، 259) و 28/ 111، ومعجم البلدان 1/ 175 و 5/ 276، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 153 رقم 14، والعبر 3/ 237، والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 267، 268 رقم 135، وتذكرة الحفاظ 3/ 1156، 1157، ومرآة الجنان 3/ 78، وطبقات الحفاظ 437، وشذرات الذهب 3/ 297، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 147 رقم 823، ومعجم طبقات الحفاظ 113 رقم 983، وسيعاد برقم (188) .

[3]

النّخشبيّ: بفتح النون وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين وفي آخرها الباء الموحّدة. هذه النسبة إلى نخشب وهي بلدة من بلاد ما وراء النهر. (الأنساب 12/ 59) .

ص: 399

الحفظ في عصرنا، دقيق الخط، سريع الكتابة والقراءة، حسن الأخلاق [1] .

تُوُفِّي بنَخْشَب سنة سبعٍ وخمسين.

وقال ابن عساكر [2] : تُوُفِّي سَنَة سِتٍّ وخَمْسين بِنَخْشَب. وقيل: بِسَمَرْقَند.

وقال ابن السَّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ، عن عبد العزيز النَّخْشَبيّ، فجعل يُعظِّمهُ ويُعظِّم أمره جدًّا، ويقول: ذاك النَّخْشَبيّ، ذاك النَّخْشَبيّ، وكان كبيرًا حافظًا، رحل الكثير [3] .

165-

عبد الكريم بن محمد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن سَبَنَك [4] .

أبو الفضل البَجَليّ.

سمع: جدَّهُ، وابن الصَّلْت.

وعنه: ابن بدران الحلْوانيّ، وابن كادش.

وكان من علماء الشّافعيّة.

توفّي في ربيع الأوّل.

[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1157، سير أعلام النبلاء 18/ 268.

[2]

في تاريخ دمشق 24/ 259.

[3]

تذكرة الحفاظ 3/ 1156، سير أعلام النبلاء 18/ 267.

وقال السّلفي: سألت المؤتمن الساجي عن عبد العزيز النخشبي فقال: كان الحفّاظ مثل أبي بكر الخطيب، ومحمد بن عليّ الصوري يحسنون الثناء عليه، ويرضون فهمه، حصل له بمصر وما والاها الإسناد.

وقال يحيى بن مندة: قدم علينا في سنة 433، ضربه القاضي الخطبيّ بسبب الإمام أبي حنيفة، رأيت بعيني علامة الضرب على ظهره، مات في جمادى الآخرة سنة سبع. كان نزل في دارنا، ويبيت مع أبي.

وقال ابن السمعاني: سمع أحمد بن الحسن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي وذكره في «معجم شيوخه» وقال: رأيت سماعه في أجزاء من أجزاء جدّه. (الأنساب 8/ 117، معجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) ص 16 رقم 2) .

وسمع أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الصيداوي، وأبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن الغزّال في صور وذكره في معجم شيوخه. (الأنساب 8/ 117 و 121) وروى عن عطية الله بن الحسين بن محمد بن زهير الصوري خطيب صور المتوفى سنة 445 هـ. (تاريخ دمشق 28/ 111) .

[4]

لم أجد مصدر ترجمته.

ص: 400

166-

عبد الواحد بن عليّ بن بَرْهان [1] .

العُكْبَرِيّ النُّحْويّ أبو القاسم.

بقية الشّيوخ العالِمين بالعربية والكلام والَأنساب.

سمع: أبا عبد اللَّه بن بطَّة، إِلَّا أنَّهُ لم يروِ شيئًا عنه. قاله الخطيب [2] .

وقال: كان مُضْطلِعًا بعلوم كثيرة، منها النّحو، واللّغة، والنّسب، وأيّام العرب والمتقدّمين. وله أُنْسٌ شديد بعِلم الحديث.

وقال ابن ماكولا [3] : ابن برهان من أصحاب ابن بطَّة. سمع منه حديثًا كثيرًا. وأخبرني أبو محمد بن التَّميميّ أنّ أصل ابن بطَّة «بمعجم البَغَويّ» وقع عنده وفيه سماع ابن بَرْهان، وأنَّهُ قرأهُ عليه لولديه.

قال ابن ماكولا [4] : ذهب بموته عِلم العربيّة من بغداد. وكان أحد من يعرف الأنساب. ولم أرَ مثله. وكان فقيهًا حنفيًّا. قرأ الفِقه، وأخذ الكلام عن أبي الحسين البَصْريّ، وتقدَّم فيه. وصار صاحب اختيار في علم الكلام.

[1] انظر عن (عبد الواحد بن علي) في:

تاريخ بغداد 11/ 17 رقم 5685، ودمية القصر للباخرزي 3/ 1512- 1514، والإكمال لابن ماكولا 1/ 246، 247، ونزهة الألباء 356، 357، وأخبار الحمقى والمغفلين 125، والمنتظم 8/ 236 رقم 288 (16/ 89، 90 رقم 3383) ، والكامل في التاريخ 10/ 42، وإنباه الرواة 2/ 23، والمختصر في أخبار البشر 2/ 185، والإعلام بوفيات الأعلام 189، وسير أعلام النبلاء 18/ 124- 127 رقم 64، والعبر 3/ 237، 238، ودول الإسلام 1/ 268، وميزان الاعتدال 2/ 675، والعبر 3/ 237، 238، وتلخيص ابن مكتوم 121، 122، وتاريخ ابن الوردي 1/ 371، ومرآة الجنان 3/ 78، والبداية والنهاية 12/ 92، وفوات الوفيات 2/ 414- 416، والجواهر المضيّة 2/ 481، 482، وطبقات النحويين لابن قاضي شهبة 2/ 113، 114، ولسان الميزان 4/ 82، والنجوم الزاهرة 5/ 75، وبغية الوعاة 2/ 120، 121، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 91، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 283، والطبقات السنية، رقم 1348، وكشف الظنون 1/ 114، وشذرات الذهب 3/ 297، والفلاكة والمفلوكون 117، 118، وديوان الإسلام 1/ 343 رقم 537، والفوائد البهيّة 113، وهدية العارفين 1/ 634، والأعلام 4/ 176.

و «برهان» : ضبطت في الأصل بفتح الأول، وكذا ضبطها ابن ماكولا في (الإكمال 1/ 246) .

[2]

في تاريخ بغداد 11/ 17.

[3]

في الإكمال 1/ 246، 247.

[4]

في (الإكمال 1/ 247) .

ص: 401

وقال ابن الأثير [1] : له اختيار في الفقه [2] ، وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرَّأس، ولا يقبل من أحدٍ شيئًا. مات في جُمَادَى الآخرة، وقد جاوز الثَّمانين وكان يميل إلى مذهب مرجئة المُعتَزَلة، ويعتقِد أنّ الكُفّار لَا يُخلَّدون في النّار [3] .

قال ياقوت الحمويّ في «تاريخ الأُدَباء» [4] : نقلت من خط عبد الرّحيم بن النّفيس بن وهبان قال: نقلت من خط أبي بكر محمد بن منصور السَّمعانيّ:

سمعت المبارك بن عبد الجبَّار الصّيرفيّ: سمعت أبا القاسم بن برهان يقول:

دخلت على الشَّريف المرَتَضَى في مرضِهِ، فإذا قد حُوِّلَ إلى الحائط، فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول ارتدّا بعد أن أسلما؟

قال: فقمت وخرجت، فما بلغت عتبة الباب حتَّى سمعت الزَّعقة عليه.

167-

عبد الواحد بن محمد بن مَوْهَب [5] .

أبو شاكر التُّجَيْبِيّ القَبْرِيّ [6] ، ثُمّ القُرْطُبيّ.

نزيل بَلَنْسِيَة.

سمع من: أبي محمد الأصيليّ، وأبي حفصٍ بن نابل، وأبي عمر بن أبي الحُباب، وغيرهم.

وكتب إليه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسيّ بالْإِجازة. ولي القضاء والخطبة ببلنسية.

[1] في الكامل 10/ 42.

[2]

وزاد: «وكان عالما بالنسب» .

[3]

تاريخ ابن الوردي 1/ 371.

[4]

الاسم المشهور: «معجم الأدباء» .

[5]

انظر عن (عبد الواحد بن محمد بن موهب) في:

جذوة المقتبس للحميدي 290، 291 رقم 655، والصلة لابن بشكوال 2/ 384، 385 رقم 824، والعبر 3/ 238، وسير أعلام النبلاء 18/ 179، 180 رقم 96، وشذرات الذهب 3/ 298، 299.

[6]

في شذرات الذهب 3/ 298 «القنبري» وهو غلط.

و «القبري» : نسبة إلى قبرة، وهي كورة من أعمال الأندلس تتّصل بأعمال قرطبة من قبليّها، وهي أرض زكيّة تشتمل على نواح كثيرة ورساتيق ومدن (معجم البلدان 4/ 305) .

ص: 402

قال فيه الحُمَيْدِيّ [1] : فقيه، مُحَدِّث، أديب، خطيب، شاعر.

ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. وتُوُفِّي في ربيع الآخر.

قلت: وأظُنُّه آخر من حدَّث عن ابن أبي زيْد.

كتب عنه: أبو عليّ الغسَّانيّ، وغيره.

وهو خال أبي الوليد الباجيّ. وقد سكن أيضًا شاطبة مُدَّة.

ولهُ شِعرٌ رائق، فمنه:

يا رَوْضَتي ورِيَاضُ النَّاس مُجْدِبَةٌ

وكوكبي وظلامُ اللّْيِلِ قد ركدا

إن كان صَرْفُ اللَّيالي عنكِ أبعدني

فإن شَوْقي وحُزْني عنكِ ما بعدا [2]

وكان أبوه قد ارتحل وتفقَّه على ابن أبي زيد، والقابسيّ. وهو الّذي أخذ الْإِجازة منهما لولده أبي شاكر هذا.

168-

عليّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حزْم [3] بْن غالب بن صالح بن خَلَف بن مَعْدَان بن سُفْيان بن يزيد.

[1] في جذوة المقتبس 290.

[2]

البيتان في: جذوة المقتبس 291، والصلة 2/ 384.

وفي الجذوة 291 شعر آخر أوله:

ومنعّم وسنان يجنى لحظه

قتل المحبّ وتارة يحييه

[3]

انظر عن (علي بن أحمد بن سعيد) في:

جذوة المقتبس للحميدي 308- 311 رقم 708 وفيه: «علي بن سعيد بن حزم» ، ومطمح الأنفس (القسم الثاني المنشور في مجلّة المورد العراقية- المجلّد 10- العدد المزدوج 3 و 4/ 354- 357 سنة 1981 بتحقيق هدى شوكة بهنام) ، والمطبوع 511، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام، المجلّد 1 ق 1/ 167- 175، وتاريخ الحكماء 232، 233، والصلة لابن بشكوال 2/ 415- 417 رقم 894، وبغية الملتمس للضبيّ 415- 418 رقم 1205، ومعجم الأدباء 12/ 235، والحلّة السيراء لابن الأبار 2/ 128، (في ترجمة ابن رشيق) ، والمطرب لابن دحية 92، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 32- 35، والمغرب في حليّ المغرب 1/ 354- 357، والتكملة لكتاب الصلة، رقم 432، واللباب 1/ 297، وفهرست ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي 486، 492، 512، 517، ووفيات الأعيان 3/ 325- 330، ودول الإسلام 1/ 268، والعبر 3/ 239، وسير أعلام النبلاء 18/ 184- 212 رقم 99، وتذكرة الحفاظ 3/ 1146- 1155، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1454، والإعلام بوفيات الأعلام 189، ومرآة الجنان 3/ 79، 80، والبداية والنهاية 12/ 91، 92، والإحاطة بأخبار غرناطة 4/ 111- 116، والوفيات لابن قنفذ-

ص: 403

مولى يزيد بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ الأمويّ، الفارسيّ الأصل، ثمّ الأندلسيّ القُرْطُبيّ. الْإِمام أبو محمد.

وجدُّه خَلَف أوَّل من دخل الأندلس.

وُلِدَ أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة [1] .

وسمع من: أبي عمر أَحْمَد بن الْجَسُور، ويحيى بن مسعود، ويونس بن عبد اللَّه القاضي، وضمّام بن أَحْمَد القاضي، ومحمد بن سعيد بن نبات، وعبد اللَّه بن ربيع التَّميميّ، وعبد اللَّه بن محمد بن عثمان، وأبي عمر أَحْمَد بن محمد الطَّلَمَنْكيّ، وعبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن خالد، وعبد اللَّه بن يوسف بن ناميّ، وجماعة.

روى عنه: أبو عبد اللَّه الحُمَيْدِيّ، وابنه أبو رافع الفضل، وجماعة.

وروى عنه بالْإِجازة: أبو الحسن شُريْح بن محمد، وغيره.

وأول سماعه من ابن الْجَسُور في حدود سنة أربعمائة [2] .

[ (- 247،) ] ومقدّمة تاريخ ابن خلدون 357، 467، 501، وفوات الوفيات 2/ 271، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 400، ولسان الميزان 4/ 198- 202، والنجوم الزاهرة 5/ 75، وطبقات الحفاظ 436، 437، وطبقات الأمم لصاعد 86، وأخبار العلماء 156، ونفح الطيب 2/ 77- 84، وكشف الظنون 21، 118، 466، 605، 704، 1384، 1410، 1411، 1617، 1641، 1650، 1747، 1820، 1914، 1975، وشذرات الذهب 3/ 299، 300، وإيضاح المكنون 1/ 319، 356 و 2/ 62، 272، 319، 357، 444، 569، 615، 675، وهدية العارفين 1/ 690، 691. وفهرست الخديوية، 2/ 236، وكنوز الأجداد لكرد علي 245- 250، وظهر الإسلام لأحمد أمين 3/ 53- 64، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي 190- 194، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 104، 105، وعلم التأريخ عند المسلمين لروزنثال 54، 55، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 136- 144، والخالدون لطوقان 139- 147، ومعجم المؤلفين 7/ 16، 17، وانظر مقدّمة كتابه: جمهرة أنساب العرب بتحقيق المرحوم عبد السلام محمد هارون.

[1]

قال صاعد: كتب إليّ أبو محمد بن حزم يقول بخطه: ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة قبل طلوع الشمس وبعد سلام الإمام من صلاة الصبح آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان المعظّم، وهو اليوم السابع من نوفمبر سنة أربع ثمانين وثلاثمائة بطالع العقرب. (طبقات الأمم 86، الصلة 2/ 417) .

[2]

جذوة المقتبس 308.

ص: 404

وكان إليه المنتهى في الذَّكاء والحِفظ وكثرة العِلم. كان شافعيِّ المذهب، ثم انتقل إلى نفي القياس والقول بالظَّاهِر. وكان مُتَفَنِّنًا في علوم جمَّة، عاملًا بعلمه، زاهدًا بعد الرِّئاسة الّتي كانت لَأبيه، وله من الوزارة وتدبير المُلْك.

جمع من الكُتُب شيئًا، ولا سيِّما كُتُب الحديث.

وصنّف في فقه الحديث كتابًا سمّاه «الْإِيصال إلى فهم كتاب الخِصال الجامعة مُجمل [1] شرائع الْإِسلام في الواجب والحلال والحرام [2] والسُّنَّة والْإِجماع» ، أورد فيه قول الصَّحابة فَمَن بعدهم في الفِقْه، والحُجَّة لكل قول.

وهو كتاب كبير [3] .

وله كتاب «الْإِحكام لَأصول الأحكام» [4] في غاية التَّقَصّي [5] .

وكتاب «الفِصَل [6] في المِلل والنِّحَل» [7] .

وكتاب «إظهار تبديل اليهود والنَّصارى للتوراة والإنجيل وبيان تناقض ما بأيديهم ممّا لا يحتمله التّأويل» [8] ، وهو كتاب لم يُسْبَق إليه في الحُسْن [9] .

وكتاب «المُجَلَّى في الفِقْه» مُجَلَّد.

[1] في الجذوة: «لجمل» .

[2]

في الجذوة زيادة: «وسائر الأحكام، على ما أوجبه القرآن» .

[3]

في خمسة عشر ألف ورقة. (سير أعلام النبلاء 18/ 193) .

[4]

قام بتحقيقه العلّامة أحمد شاكر وصدر في 8 أجزاء، (1345- 1348 هـ) ، وقد صوّرته «دار الآفاق الجديدة» ببيروت ونشرته سنة 1980 م. بتقديم للدكتور إحسان عباس.

[5]

زاد الحميدي: «وإيراد الحجاج» . (الجذوة 309) .

[6]

الفصل: بكسر الفاء وفتح الصاد المهملة، مفردها: فصلة، وهي النخلة المنقولة من محلّها إلى محلّ آخر لتثمر. وقد ضبطت في (الجذوة 309) بفتح الفاء وسكون الصاد.

[7]

في الجذوة: «الفصل في الملل والأهواء والنحل» ، ومثله في: بغية الملتمس 416، وكذا هو عنوان الكتاب المطبوع لأول مرة في المطبعة الأدبية بمصر 1317 هـ- في خمسة أجزاء وبهامشه كتاب «الملل والنحل» للشهرستاني. وهو في (وفيات الأعيان 3/ 326) :«الفصل في الملل في الأهواء والنحل» ، وفي معجم الأدباء 12/ 251 «الفصل بين أهل الآراء والنّحل» .

[8]

في الجذوة 309: «.. وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما يحتمل التأويل» .

والمثبت يتفق مع: بغية الملتمس 416، وهو ضمن كتابه «الفصل» 1/ 116 و 2/ 91.

[9]

في الجذوة، والبغية:«وهذا مما سبق إليه» ! والصحيح هو المثبت كما في (وفيات الأعيان 3/ 326) .

ص: 405

وكتاب «المُحلَّى في شرح المُجلَّى» [1] في ثمانية أسفار في غاية التَّقصّي [2] .

وله كتاب «التّقريب لحدِّ المنطق والمدخل إليه» بالَألفاظ العامّية والَأمثلة الفقهيّة [3] .

وكان شيخه في المنطق محمد بن الحسن المَذْحِجِيّ [4] القُرْطُبيّ المعروف بابن الكتَّانيّ [5] ، وكان شاعِرًا طبيبا مات بعد الأربعمائة [6] .

قال الغزالي رحمه الله: قد وجدت في أسماء اللَّه كتابًا ألَّفه أبو محمد بن حزم الأندلُسيّ يدل على عِظَم حفظه وسَيَلان ذِهْنِه [7] .

وقال أبو القاسم صاعد بن أَحْمَد: كان ابن حزم أجمع أهل الأندلُس قاطِبة لعلوم الْإِسلام، وأوسعهم معرفة مع توسُّعُه في علم اللِّسان، ووفور حظّه من البلاغة والشِّعر، والمعرفة بالسّير والَأخبار. أخبرني ابنه الفضل أنَّهُ اجتمع عنده بخطّ أبيه أبي محمد من تأليفه نحو أربعمائة مُجَلَّد، تشتمل على قريبٍ من ثمانين ألف ورقة [8] .

وقال الحُمَيْدِيّ [9] : كان ابن حَزْم حافِظًا للحديث وفِقْهِهِ، مُسْتَنْبِطًا للَأحكام من الكِتاب والسُّنَّة، مُتَفَنِّنًا في علوم جمَّة، عاملًا بعلمه. وما رأينا مثله فيما

[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 194: «المحلّى في شرح المجلّى بالحجج والآثار» .

[2]

حقّقه العلّامة أحمد شاكر، ثمّ حقّقه محمد منير الدمشقيّ في 11 جزءا.

[3]

قال الحميدي، واقتبسه الضبيّ:«سلك في بيانه وإزالة سوء الظنّ عنه وتكذيب الممخرقين به طريقة لم يسلكها أحد قبله فيما علمناه» . وانظر: وفيات الأعيان 3/ 326.

[4]

المذحجي: بفتح الميم وسكون الذال المعجمة، وكسر الحاء المهملة والجيم. نسبة إلى مذحج، وهي قبيلة من اليمن. (الأنساب 11/ 212) .

[5]

انظر عن (ابن الكتاني) في:

جذوة المقتبس 45، وطبقات صاعد 82، والوافي بالوفيات 2/ 348 و 3/ 16.

[6]

الإكمال لابن ماكولا 7/ 187، وفيات الأعيان 3/ 426.

[7]

العبر 3/ 239، تذكرة الحفاظ 3/ 117، سير أعلام النبلاء 18/ 187، نفح الطيب 2/ 78، لسان الميزان 4/ 201 وفيه أن قول الغزالي في «شرح الأسماء الحسنى» .

[8]

الصلة 2/ 416، معجم الأدباء 12/ 238، 239، وفيات الأعيان 3/ 326، تذكرة الحفاظ 3/ 1147، سير أعلام النبلاء 18/ 187، نفح الطيب 2/ 78، لسان الميزان 4/ 199.

[9]

في الجذوة 308 و 309.

ص: 406

اجتمع له مع الذّكاء، وسُرْعة الحِفْظ، وكَرَم النَّفس والتَّديُّن. وكان لهُ في الآداب والشِّعر نَفَس واسِع، وباعٌ طويل. وما رأيت من يقول الشِّعر على البديه أسرع منه. وشِعره كثير جمعته على حروف المُعْجَم.

وقال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عمر من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر، مدبِّر دولة المؤيّد باللَّه بن المُستنصِر، ثم وزر للمُظفّر بن المنصور.

ووزر أبو محمد للمستظهر باللَّه عبد الرّحمن بن هشام، ثمّ نبذ هذه الطّريقة، وأقبل على العلوم الشَّرعيّة، وعُنِيَ بعلم المنطق، وبرع فيه، ثمّ أعرض عنه وأقبل على علوم الْإِسلام حتّى نال من ذلك ما لم ينله أحد بالَأندلس قبله [1] .

وقد حط أبو بكر بن العربيّ في كتاب «القواصم والعواصم» [2] على الظّاهريّة فقال [3] : هي أُمَّة سخيفة، تسوَّرَت على مرتبةٍ ليست لها، وتكلَّمَت بكلامٍ لم تفهمه تلقَّفوه من أخوانهم الخوارج حين حكّم عليٌّ يوم صفّين فقال:

لَا حُكم إِلَّا للَّه. وكانت أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن، فلمّا عُدت وَجَدتُ القَوُل بالظاهر قد ملَأ به المغرب سخيفٌ كان من بادية أشبيليّة يُعِرَف بابن حزم، نشأ وتعلَّق بمذهب الشّافعيّ، ثم انتسب إلى داود، ثم خلع الكُل، واستقلّ بنفسه وزعم أنّه إمام الأمّة، يضع ويرفع، ويحكُم ويُشَرِّع [4] ، ينسب إلى دين اللَّه ما ليس فيه، ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرًا للقلوب عنهم. وخرج عن طريق المُشَبّهة في ذات اللَّه وصفاته، فجاء فيه بِطَوَامٍ، واتَّفق كونه بين قومٍ لَا بصر لهم إِلَّا بالمسائل، فإذا طالبهم بالدّليل كاعوا [5] ، فتضاحك [6] مع أصحابه منهم. وعضَّدتهُ الرِّئاسة بما كان عنده من أدب، وبِشُبَهٍ كان يوردها على الملوك،

[1] معجم الأدباء 12/ 237، 238.

[2]

هكذا هنا وسير أعلام النبلاء 18/ 188، واسمه «العواصم من القواصم» ، وهو مطبوع بتحقيق العلّامة محبّ الدين الخطيب.

[3]

في الهامش: «ث. من أراد أن يعرف مرتبة ابن العربيّ في إطلاق لسانه في العلماء الكبار كأبي حنيفة والشافعيّ فلينظر في كتاب «القبس» في حديث «لعن الله اليهود حرّمت عليهم شحوم

» الحديث، وفي غيره يجد ما قاله في الظاهرية دون ما قاله فيهما» .

[4]

في الهامش: «ث. انظر هذا التناقض. قدّم أنهم يقولون لا حكم إلا للَّه، ثم زعم أنه يحكم ويشرع» .

[5]

كاعوا: جبنوا.

[6]

في سير أعلام النبلاء 18/ 189 «فيتضاحك» .

ص: 407

فكانوا يحملونه ويَحْمُونَهُ بما كان يُلقي إليهم من شبه البدع والشّرع [1] . وفي حين عودي من الرِّحلة ألفيتُ حضرتي منهم طافحة، ونار ضلالهم لافحة، فقاسيتهم مع غير أقران، وفي عدم أنصار إلى حساد يطئون عَقِبي، تارةً تذهب لهم نفسي، وأخرى ينكسر لهم ضرسي وأنا ما بين إعراضٍ عنهم، أو تشغيبٍ بهم. وقد جاءني رجلٌ بجزءٍ لابن حزم سمَّاه «نُكَت الْإِسلام» ، فيه دواهي، فجرَّدتُ عليه نواهي. وجاءني آخر برسالة في اعتقاد [2]، فنقضتها برسالة «الغُرَّة» . والَأمر أفحش من أن يُنْقض. يقولون: لَا قول إِلَّا ما قال اللَّه [3] . فإنَّ اللَّه لم يأمُر بالاقتداءِ بأحدٍ، ولا بالاهتداء بهَدْي بَشْرٍ فيجب أن تتحقّق أنَّهُ [4] ليس لهم دليل، إنَّما هي سخافَةُ في تهويل. فأوصيكم بوصيّتين: أنْ لَا تستدِلّوا عليهم، وأن تطالبوهم بالدّليل. فإنّ المُبتَدِع إذا استدللت عليه شَغّب عليك، وإذا طالبته بالدَّليل لم يجد إليهِ سبيلا.

فأمَّا قولهم: لَا قول إِلَّا ما قال اللَّه: فحق، ولكن أرِني ما قال اللَّه. وأمَّا قولهم: لَا حُكم إِلَّا للَّه فغير مُسَلَّمٍ على الْإِطلاق، بل من حُكْم اللَّه أن يجعل الحُكْمَ لغيره فيما قاله وأخبر به. صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّه، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا حُكْمُ اللَّه، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حْكُمِكَ» [5] . وَصَحَّ أَنَّهُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ» [6] .. الحديث.

قال اليسع بن حزم الغافقيّ، وذكر أبا محمد بن حزم فقال: أمّا محفوظه

[1] في السير: «والشرك» .

[2]

في السير: «الاعتقاد» .

[3]

زاد في السير 18/ 189: «ولا نتبع إلّا رسول الله» .

[4]

في السير: «أن تتحققوا أنهم» .

[5]

أخرجه مسلم في حديث طويل في الجهاد والسير (1731) باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيّته إيّاهم بآداب الغزو وغيرها، وأبو داود (2612)، من حديث: بريدة بن الحصيب الأسلمي.

[6]

أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 127، وأبو داود (4607) ، والترمذي (2687) ، وابن ماجة (43) ، والدارميّ 1/ 44، وابن أبي عاصم (26) و (27) و (29) و (30) و (31) و (32) ، وابن حبّان (102) ، والحاكم في المستدرك 1/ 95، والذهبي في تلخيصه، وقال الترمذي:

هذا حديث حسن صحيح. وهو من حديث العرباض بن سارية.

ص: 408

فبحرٌ عُجاج، وماءٌ ثجاج، يخرج من بحره مَرْجان الحِكَم، وينبت بثَجّاجه أَلْفَافُ النِّعم في رياض الهِمم. لقد حفظ علوم المُسلمين، وأُربي على أهل كل [1] دين، وألَّف «المِلل والنِّحل» . وكان في صباه يَلْبس الحرير، ولا يرضى من المكانة إِلَّا بالسّرير. أنشد المُعتمد، فأجاد، وقصد بَلَنْسِيَة، وفيها المُظفّر أحد الأطواد.

حدَّثني عنه عمر بن واجب قال: بينما نحن عند أبي بِبَلَنْسِيَة، وهو يُدرِّس المذهب، إذا بأبي محمد بن حَزْم يَسْمَعُنا، ويتعجَّب ثُمّ سأل الحاضرين عن سؤال من القدريّة [2] جُوُوِب عليه، فاعترض فيه [3]، فقال لهُ بعض الحُضَّار: هذا العلم ليس من مُنْتَحَلاتِك. فقام وقعد، ودخل منزله فعكف. وكَفَ منه وابِلٌ فما كَفَّ. وما كان بعد أشْهُرٍ قريبة حتَّى قصدنا إلى ذلك الموضِع، فناظر أحسن مُناظرةً قال فيها: أنا أتبع الحقّ، وأجتهِد، ولا أتقيَّد بمذهبٍ [4] .

[1] في السير 18/ 190 «على كل أهل» .

[2]

في السير 18/ 191 «ثم سأل الحاضرين مسألة من الفقه» .

[3]

في السير: «فاعترض في ذلك» .

[4]

سير أعلام النبلاء 18/ 190، 191، تذكرة الحفاظ 3/ 1148، لسان الميزان 4/ 199.

وقد عقّب المؤلّف الذهبي- رحمه الله على ذلك فقال:

«قلت: نعم، من بلغ رتبة الاجتهاد، وشهد له بذلك عدّة من الأئمّة، لم يسغ له أن يقلّد، كما أنّ الفقيه المبتدئ والعاميّ الّذي يحفظ القرآن أو كثيرا منه لا يسوغ له الاجتهاد أبدا، فكيف يجتهد؟ وما الّذي يقول؟ وعلام يبني؟ وكيف يطير ولم يريّش؟ والقسم الثالث: الفقيه المنتهي اليقظ الفهم المحدّث، الّذي قد حفظ مختصرا في الفروع، وكتابا في قواعد الأصول، وقرأ النحو، وشارك في الفضائل مع حفظه لكتاب الله وتشاغله بتفسيره وقوة مناظرته، فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيّد، وتأهّل للنظر في دلائل الأئمّة، فمتى وضح له الحقّ في مسألة، وثبت فيها النص، وعمل بها أحد الأئمّة الأعلام كأبي حنيفة مثلا، أو كمالك، أو الثوريّ، أو الأوزاعيّ، أو الشافعيّ، وأبي عبيد، وأحمد، وإسحاق، فليتّبع فيها الحقّ ولا يسلك الرخص، وليتورّع، ولا يسعه فيها بعد قيام الحجّة عليه تقليد، فإن خاف ممن يشغّب عليه من الفقهاء فليتكتّم بها ولا يتراءى بفعلها، فربما أعجبته نفسه، وأحبّ الظهور، فيعاقب. ويدخل عليه الداخل من نفسه، فكم من رجل نطق بالحق، وأمر بالمعروف، فيسلّط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده، وحبّه للرئاسة الدينية، فهذا داء خفيّ سار في نفوس الفقهاء، كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياء وأرباب الوقوف والتّرب المزخرفة، وهو داء خفيّ يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين، فتراهم يلتقون العدوّ، ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبئات وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليقال، والعجب، ولبس القراقل المذهّبة، والخوذ المزخرفة، والعدد المحلّاة على نفوس متكبّرة، وفرسان متجبّرة، وينضاف إلى ذلك-

ص: 409

وقال الشّيخ عزّ الدّين بن عبد السَّلام: ما رأيتُ في كُتُب الْإِسلام في العِلم مثل «المجلّى» [1] لابن حزم، و «المغني» للشّيخ الموفَّق [2] .

قلت: وقد امتُحِن ابن حزم وشرّد عن وطنه، وجرت له أمور، وتعصَّب عليه المالكيَّة لطول لسانه ووقوعه في الفقهاء الكبار، وجرى بينه وبين أبي الوليد الباجيّ مُنَاظرات يطول شَرْحها. ونفرت عنهُ قلوب كثير من النَّاس لحطِّه على أئِمَّتِهم وتخطئته لهم بأفجّ عبارة، وأقطّ محاورة. وعملوا عليه عند ملوك الأندلُس وحذروهم منه ومن غائلته، فأقصتهُ الدّولة وشرّدتهُ عن بلاده، حتى انتهى إلى بادية لَبلة [3] ، فتُوُفّي بها في شعبان ليومين بقيا منه [4] .

وقيل: تُوُفّي في قَرْيةٍ لَه [5] .

قال أبو العبَّاس بن العَرِيف [6] : كان يُقال: لِسَان ابن حَزْم وسَيْفُ الحَجَّاج شقيقان [7] .

وقال أبو الخطَّاب بن دِحْيَة: كان ابن حَزْم قد بَرَص من أكل اللُّبَان، وأصابتهُ زَمَانَة. وعاش رحمه الله اثنتين وسبعين سنة إلّا شهرا [8] .

[ (-) ] إخلال بالصلاة، وظلم للرعيّة، وشرب للمسكر، فأنّى ينصرون؟ وكيف لا يخذلون؟ اللَّهمّ فانصر دينك، ووفّق عبادك، فمن طلب العلم للعمل كسره العلم، وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء، تحامق، واختال، وازدرى بالناس، وأهلكه العجب، ومقتته الأنفس قَدْ أَفْلَحَ من زَكَّاها، وَقَدْ خابَ من دَسَّاها 91: 9- 10 أي دسّسها بالفجور والمعصية» (سير أعلام النبلاء 18/ 191، 192) .

[1]

في سير أعلام النبلاء 18/ 193 «المحلى» ، والمثبت يتفق مع تذكرة الحفاظ 3/ 1150.

[2]

الشيخ الموفق هو الإمام أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن محمد بن قدامة المقدسي الدمشقيّ المتوفى سنة 620 هـ. وكتاب «المغني» شرح به «مختصر» الخرقي.

[3]

لبلة: بفتح اللامين وبينهما باء موحدة ساكنة. قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية إلى الشرق منها، والغرب من قرطبة، (معجم لبلدان 5/ 10) .

[4]

وفيات الأعيان 3/ 328، 328.

[5]

هي: «منت ليشم» كما في وفيات الأعيان 3/ 328.

[6]

هو: أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الصنهاجي الأندلسي المتوفى سنة 536 هـ. انظر عنه في: وفيات الأعيان 1/ 168، 169 رقم 68.

[7]

وفيات الأعيان 1/ 169 و 3/ 328.

[8]

تذكرة الحفاظ 3/ 1150، سير أعلام النبلاء 18/ 198.

ص: 410

قال أبو بكر محمد بن طرخان بن بُلْتِكِين: قال لي الْإِمام أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن العربيّ: تُوُفّي أبو محمد بن حَزْم بقريته، وهي على خليج البحر الأعظم، في جُمَادَى الأولى سنة سبعٍ وخمسين.

وقال أبو محمد بن العربيّ: أخبرني أبو محمد بن حزم أنَّ سبب تعلُّمُه الفِقه، أنَّهُ شهِد جنازة، فدخل المسجد فجلس ولم يركع، فقال له رجل: قم صلّ تحيَّة المسجد. وكان قد بلغ سِتًّا وعشرين سنة.

قال: فقمت فركعت. فلمَّا رجعنا من الصَّلاة على الجنازة ودخلت المسجد بادرت بالركوع، فقيل لي: اجلس اجلس، ليس ذا وقت صلاة، يعني بعد العصر. فانصرفت وقد خُزِيت [1] .

وقلت للَأُستاذ الّذي ربَّاني: دلّني على دار الفقيه أبي عبد اللَّه بن دحّون.

فقصدته وأعلمته بما جرى عَلَيّ فدلّني على «موطأ» مالك. فبدأتُ عليه قراءة من ثاني يوم ثُمّ تتابعت قراءتي عليه وعلى غيره نحو ثلاثة أعوام، وبدأت المُناظرة.

ثم قال ابن العربيّ [2] : صحِبْتُ ابن حزْم سبعَةَ أعوام، وسمعتُ منه جُمَيْع مُصَنَّفاته، سوى المُجلَّد الأخير من كتاب «الفِصَل» ، وهو سِتّ مُجلَّدات. وقرأنا عليه من كتاب «الْإِيصال» أربع مُجلَّدات في سنة ستٍّ وخمسين، وهو أربعة وعشرون مُجلَّدًا، ولي منه إجازة غير مرَّة [3] .

وقال أبو مروان بن حيَّان: توفّي سنة ستّ وخمسين وأربعمائة.

ثم قال: كان رحمه الله حامل فنون من حديثٍ وفِقْهٍ وجَدَلٍ ونَسَبٍ، وما يتعلَّق بأذيال الأدب، مع المُشاركة في أنواع التّعليم القديمة من المنطِق والفلسفة.

ولهُ كُتُب كثيرة لم يخلُ فيها من غَلَط لجرأته في التّسوّر على الفنون، لا سيما المنطِق، فإنّهم زعموا أنَّهُ زلَّ هُناك، وضلَّ في سلوك تلك المسائل،

[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 199 «حزنت» .

[2]

في الهامش: «ث. هذا أبو صاحب «القواصم والعواصم، فانظر ما قاله ثمّ في شيخ أبيه» .

[3]

معجم الأدباء 12/ 240- 243، تذكرة الحفاظ 3/ 1150، 1151، سير أعلام النبلاء 18/ 199، لسان الميزان 4/ 199.

ص: 411

وخالف أرسُطْوطاليس واضعَه مخالفة مَنْ لم يَفْهَم غَرَضَه، ولا أرتاض. ومال أوّلًا إلى النظر على رأي الشّافعيّ، وناضل عن مذهبه حتَّى وسم به، فاستهدف بذلك لكثير من الفُقَهاء، وعِيب بالشُّذُوذ، ثم عدل إلى قول أصحاب الظّاهر، فنقَّحه، وجادل عنه، وثَبُتَ عليه إلى أن مات.

وكان يحمل علمه هذا، ويُجادل مَنْ [1] خَالَفَهُ على استرسالٍ في طباعه، وبذلٍ [2] لَأسراره، واستنادٍ إلى العهد الّذي أخذه اللَّه تعالى على العُلماء لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ 3: 187 [3] . فلم يكُ يلطف صَدْعَه بما عنده بتعريض ولا بتدريج [4] ، بل يصَكُّ به معارضة [5] صكَّ الْجَنْدَل [6] ، ويُنْشِقهُ إنشاق [7] الخردل، فتنفر عنه القلوب، وتوقع به النّدوب، حتى استُهدِف إلى فقهاء وقته، فتمالئوا عليه، وأجمعوا على قتلِه [8] ، وشنَّعوا عليه، وحذَّروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامَّهم عن الدُّنُو منه، فطَفِقَ المُلوك يُقْصُونه عن قُرْبِهم، ويُسيِّرونه عن بلادهم، إلى أن انتهوا به منقطع أثره بلده [9] من بادية لَبلَة، وهو في ذلك غير مرتدعٍ ولا راجع، يبثُّ علمه فيمن ينتابه من بادية بلده، من عامَّة المُقتبسين، فهم من أصاغر الطَّلبة الّذين لا يخشون فيه الملامة، يُحدّثهم، ويُفقّههم، ويُدارسهم [10] .

كمل [11] من مُصَنَّفاته وِقْرُ بَعِير، لم يَعْدُ أكثَرُها عَتَبَة [12] باديته لزهد الفقهاء

[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 200 «ويجادل عنه من» .

[2]

في السير: «ومذل» .

[3]

سورة آل عمران، الآية:187.

[4]

في الذخيرة، مجلّد 1 ق 1/ 169 «ولا يزفه بتدريج» ، وفي معجم الأدباء 12/ 249 «ولا يرقّه بتدريج» .

[5]

في سير أعلام النبلاء: «بل يصكّ به من عارضه» .

[6]

الجندل: ما يقلّه الرجل من الحجارة.

[7]

في الأصل: «انشقاق» ، والتصحيح من: الذخيرة، وفيه «وينشقه متلقيه إنشاق» ، وفي معجم الأدباء:«وينشقه متلقّعة» .

[8]

في السير «وأجمعوا على تضليله» .

[9]

في الذخيرة، ومعجم الأدباء:«بتربة بلده» .

[10]

قال ابن الأبار إن أحمد بن رشيق الكاتب المتوفى بعيد سنة 440 هـ. هو الّذي آوى ابن حزم حين نعي عليه بقرطبة وغيرها خلافه مذهب مالك، وبين يديه تناظر هو والقاضي أبو الوليد الباجي. (الحلّة السيراء 2/ 128) .

[11]

في الذخيرة، ومعجم الأدباء، والسير 18/ 201 «حتى كمل» .

[12]

«عتبة» ليست في السير.

ص: 412

فيها، حتَّى لَأُحرِق بعضها بإشبيليّة ومُزِّقت علانية.

وأكثر معايبه- زعموا عند المنْصِف له- جهله بسياسة العِلم الّتي هي [أعوص][1] ، وتخلُّفه عن ذلك على قوّة سَبْحِهِ في غماره [2] ، وعلى ذلك فلم يكن بالسَّليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد علمه عند لقائه، إلى أن يُحرَّك بالسُّؤال، فينفَجِر [3] منه بحر علمٍ لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلاء.

وكان مِمّا يزيد في سيِّئاته [4] تشيُّعهُ لَأمراء بني أُميَّة ماضيهم وباقيهم، واعتقاده لصحة إمامتهم، حتى نسِبَ [5] إلى النَّصْب [6] لغيرهم [7] .

إلى أن قال: ومن تآليفه: كتاب «الصّادع في الرّد على من قال بالتَّقليد» [8] .

وكتاب «شرح أحاديث المُوطَّأ» .

وكتاب «الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد» ، وكتاب «التخليص والتّلخيص» [9] في المسائل النّظريّة [10] ، وكتاب «مُنْتَقَى الْإِجماع» [11] ، وكتاب «كشف الالتباس لما بين [12] أصحاب الظّاهر وأصحاب القياس» .

قلت: ذكر في الفرائض من «المُحَلَّى» أنَّهُ صَنَّف كتابًا في أجزاءٍ ضخمة

[1] بياض بالأصل والمستدرك من: معجم الأدباء 12/ 249 وفيه: «أعوص من إتقانه» ، وفي تذكرة الحفاظ 3/ 1151 «أعوص إيعابه» .

[2]

في معجم الأدباء «مشيخة عمارة» وهو تحريف.

[3]

في سير أعلام النبلاء 18/ 201 «فيتفجّر» .

[4]

في الذخيرة، ومعجم الأدباء، و «تذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء «شنئانه» .

[5]

في السير: «حتى لنسب» .

[6]

النّصب: هو الانتصاب لموالاة معاوية، وبغض علي بن أبي طالب.

[7]

الذخيرة، المجلد 1 ق 1/ 168، 169، معجم الأدباء 12/ 247- 249، تذكرة الحفاظ 3/ 1151، 1152، سير أعلام النبلاء 18/ 200، 201.

[8]

في معجم الأدباء 12/ 251: «الصادع والرادع على من كفّر أهل التأويل من فرق المسلمين والردّ على من قال بالتقليد» .

[9]

قلبهما ياقوت فقال: «التلخيص والتخليص» .

[10]

وزاد ياقوت: «وفروعها التي لا نصّ عليها في الكتاب ولا الحديث» .

[11]

زاد ياقوت: «وبيانه من جملة ما لا يعرف فيه اختلاف» .

[12]

في معجم الأدباء: «الإلباس ما بين» .

ص: 413

في ما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشّافعيّ جمهور العلماء، وما انفرد به كل واحدٍ منهم، ولم يُسبق إلى ما قاله.

ومن أشعاره:

هل الدَّهر إِلَّا ما عرفْنَا [1] وأدركْنا

فجائِعُهُ تَبْقَى ولذّاته تَفْنَى [2]

إذا أَمْكَنَتْ فيه مَسَرَّةُ ساعةٍ

تَوَلَّت كَمَرِّ الطَّرْفِ واستَخْلَفَتْ حُزْنَا

إلى تبعاتٍ في المَعَادِ وموقفٍ

نودُّ لَدَيْهِ أنَّنَا لم نَكُنْ كُنَّا

حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسْرةٍ

وفاز الّذي كُنّا نَلَذُّ بِهِ عَنا [3]

حنَيِنٌ لما ولّى وشُغْلٌ بما أتى

وَهَمٌ لِما نَخْشَى [4] فعيشك لا يَهْنَا [5]

كأنَّ الَّذي كنّا نُسَرُّ بِكَوْنِهِ

إذا حقَّقَتْهُ النَّفْسُ لَفْظٌ بلا معنى [6]

وله يفتخر:

أنا الشُّمْس في جوّ العلوم [7] منيرةٌ

ولكنّ عَيْبي أنْ مَطْلَعِيَ الغَرْبُ

ولو أنّني من جانب الشَّرقِ طالِعٌ

لجَدَّ عليَّ [8] مَا ضَاعَ مِنْ ذِكْرى النَّهْبُ [9]

ولي نَحْوَ أكنافِ [10] العراقِ صَبَابَةٌ

ولا غْرَوَ أن يستوحِشَ الكلِفُ الصّبُّ

فإنْ يُنْزِلُ الرّحْمَنُ رَحْلِيَ بَيْنهمْ

فحينئذٍ يبدو التَّأَسُّفُ والكرب [11]

[1] في الذخيرة: «رأينا» .

[2]

في الأصل: «تفنا» .

[3]

في الصلة: «عينا» ، وفي معجم الأدباء:«منا» .

[4]

في الذخيرة، والجذوة، والصلة، والبغية، ومعجم الأدباء:«وغم لما يرجى» .

[5]

في سير أعلام النبلاء 18/ 207 قدّم هذا البيت على الّذي قبله. والمثبت يتفق مع المصادر في ترتيبه قبل البيت الأخير.

[6]

الأبيات في: جذوة المقتبس 309، والصلة 2/ 416، 417، والذخيرة ج 1 ق 1/ 172، 173، وبغية الملتمس 416، ومطمح الأنفس ق 2/ 356 (مجلّة المورد) ، ومعجم الأدباء 12/ 244، 245، وسير أعلام النبلاء 18/ 206، 207.

[7]

في معجم الأدباء 12/ 254 «السماء» .

[8]

في سير أعلام النبلاء 18/ 208 «لجدّ على» .

[9]

في المغرب في حلي المغرب: «أجد على ما ضاع من علمي النهب» .

[10]

في الجذوة: «أكتاف» ، وفي نفح الطيب «آفاق» .

[11]

في الجذوة، والذخيرة، والبغية، ومعجم الأدباء، ونفح الطيب زيادة بيت بعده:

فكم قائل أغفلته وهو حاضر

وأطلب ما عنه تجيء به الكتب

ص: 414

هنالك يُدْرَى [1] أنَّ للبُعْدِ قِصَّةٌ [2]

وأنَّ كَسَادَ العلم آفته القرب

فوا عجبا مَنْ غابَ عنهم تشوّقوا

له، ودُنُوّ المَرِء من دارهم ذَنْبُ [3]

وله:

مُنَايَ مِنَ الدُّنيا عُلُومٌ أبُثُّهَا

وأنْشُرُها في كُلِّ بَادٍ وحَاضِرِ

دُعَاءٌ إلى القُرْآنِ والسُّنن الّتي

تَنَاسَى رِجَالٌ ذِكْرَها في المحاضرِ [4]

وله وهو يماشي ابن عبد البرّ، وقد أقبل شابٌّ مليح، فأعجب ابن حزم، فقال أبو عمر. لعلّ ما تحت الثّياب ليس هناك.

فقال بديهًا:

وذي عَذَلٍ فيمن سباي حُسْنُهُ

يُطِيلُ مَلَامي في الهوى ويقولُ

أيَنْ [5] حُسْنِ وَجْهٍ لَاحَ لَمْ تر غيره [6]

ولم تدر كيف الْجِسْمُ أَنْتَ قَتِيلُ [7]

فقلتُ لَهُ: أَسْرَفْتَ في الّلَوْمِ فَاتَّئِدْ [8]

فعندي ردٌّ [9] لو أشاءُ طَوِيُلْ [10]

[1] في الذخيرة، ونفح الطيب:«يدري» ، وفي معجم الأدباء:«تدري» .

[2]

في معجم الأدباء: «غصة» .

[3]

الأبيات في: الجذوة 310، والذخيرة ج 1 ق 1/ 173، والبغية 417، ومعجم الأدباء 12/ 254، 255، ونفح الطيب 2/ 81، وسير أعلام النبلاء 18/ 208، 209 ما عدا البيت الأخير. وورد البيتان الأولان فقط في المغرب 1/ 356، كما وردت الأبيات الثالث والرابع والخامس في معجم الأدباء في موضع آخر من ترجمة ابن حزم 12/ 245، ومطمح الأنفس (مجلّة المورد) 2/ 356.

[4]

البيتان في: الجذوة 310، والصلة 2/ 417، والبغية 417، وسير أعلام النبلاء 18/ 206 وفيه زيادة 4 أبيات:

وألزم أطراف الثغور مجاهدا

إذا هيعة ثارت فأول نافر

لألقى حمامي مقبلا غير مدبر

بسمر العوالي والرقاق البواتر

كفاحا مع الكفار في حومة الوغى

وأكرم موت للفتى قتل كافر

فيا ربّ لا تجعل حمامي بغيرها

ولا تجعلني من قطين المقابر

[5]

في الذخيرة، ووفيات الأعيان:«أفي» . وفي المغرب، ونفح الطيب:«أمن أجل» .

[6]

في الذخيرة: «غيبه» .

[7]

في المغرب، ونفح الطيب:«عليل» .

[8]

في الذخيرة، ووفيات الأعيان:«في اللوم ظالما» .

[9]

في مطمح الأنفس: «ود» .

[10]

في الذخيرة، ووفيات الأعيان، ورد هذا الشطر:

وعندي رد لو أردت طويل

ص: 415

أَلَمْ تَرَ أَنّي ظَاهِرِيٌ وأنَّني

على ما بدا حتّى يقوم دليلُ [1]

وله:

لَا يشمتنّ حاسِدي إن نكبةٌ عَرَضَت

فالدّهرُ ليس على حالٍ بمُترَّكِ

ذو الفضل كالتبر طورًا تحت مَنْفَعَةٍ

وتارةً في ذُرى تاجٍ على ملك

ومن شعره يصف ما أحرق المُعتضد بن عبَّاد له من الكُتُب:

فإن تُحِرقُوا القِرْطَاس لَا تُحرِقوا الّذي

تضمّنه القِرْطَاس بل هو في صدري

يَسيرُ معي حيث استقلَّتْ رَكَائِبي

وينزلُ إنْ أَنْزَل ويُدْفَنُ في قبري

دَعُونِي مِن إحرَاقِ رقٍّ وكَاغِدٍ

وقولوا بعِلْمٍ كَيْ يَرَى النَّاسُ مَنْ يَدْرِي

وإلا فَعُودُوا في المَكَاتِبِ بَدْأَةً

فَكَم دُونَ ما تبغونَ للَّه مِن سِتْرِ

كذاك النَّصَارى يحرقون إذا عَلَتْ

أَكُفُّهُمُ القُرْآن في مُدُنِ الثَّغْرِ [2]

وقد ذُكِر لابن حزم قول من قال: أجلّ المُصنَّفات «المُوَطَّأ» . فأُنكِر ذلك، وقال: أَوْلَى الكُتُب بالتّعْظيم «الصّحيحان» ، وكتاب سعيد بن السّكن، و «المنتقى» لابن الجارود، و «المنتقى» لقاسم بن أَصْبَغ، ثم بعد هذه الكُتُب «كتاب أبي داود» ، و «كتاب النّسائيّ» ، و «مصنّف قاسم بن أصبغ» ، و «مصنّف الطّحاويّ، و «مسند البزّار» ، و «مسند ابن أبي شيبة» ، و «مسند أحمد» ، «ومسند ابن راهويه» ، و «مسند الطّيالسي» ، و «مسند أبي العبّاس النّسويّ» ، و «مسند ابن سنجر» ، و «مسند عبد الله بن محمد المسنديّ» [3] ، و «مسند يعقوب بن شيبة» ، و «مسند ابن المدينيّ» ، و «مسند ابن أبي غرزة» [4] ، وما جرى مجرى هذه الكُتُب التي أُفرِدت لكلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صرفًا، وللفظه نصًّا. ثم بعد ذلك الكتب الّتي

[1] الأبيات في: الذخيرة ج 1 ق 1/ 175، ومطمح الأنفس (مجلّة المورد) ق 2/ 355، 356، ومعجم الأدباء 12/ 243، 244، والمغرب 1/ 356، ووفيات الأعيان 3/ 337، ونفح الطيب 2/ 82.

[2]

الأبيات ما عدا الأخير منها في الذخيرة ج 1 ق 1/ 171، ومعجم الأدباء 12/ 252، 253، والأبيات الثلاثة الأولى منها في نفح الطيب 2/ 82 مع اختلاف في الترتيب، والبيت الأول منها في: لسان الميزان 4/ 200، وكلها في: سير أعلام النبلاء 18/ 205.

[3]

في الأصل: «السندي» .

[4]

في الأصل: «عزرة» .

ص: 416

فيها كلامه عليه السلام، وكلام غيره، مثل «مصنّف عبد الرّزّاق» و «مصنّف ابن أبي شيبة» ، و «مصنّف بقيّ بن مَخْلَد» ، وكتاب محمد بن نصر المَرْوَزيّ، وكتابيّ ابن المُنْذِر الأكبر والَأصغر. ثمّ مُصَنَّف حمّاد بن سَلَمَة، ومُصَنَّف سعيد بن منصور، ومصنّف وكيع، ومصنّف الفريابيّ، و «موطّأ» مالك، و «موطّأ» ابن أبي ذئب، و «موطّأ» ابن وهب، و «مسائل» أَحْمَد بن حنبل، وفقه أبي عُبَيْد، وفقه أبي ثور [1] .

ولَأبي بكر أَحْمَد بن سليمان المروانيّ يمدح ابن حزم رحمه الله:

لمَّا تحلَّى بخُلْقٍ

كالمِسْكِ أو نشر عُودِ

نجلُ الكرام ابن حَزْمٍ

وَفَاقَ في العِلْمِ عُودِي

فتواه جدَّد ديني

جَدْوَاهُ أَوْرَقَ عُودِي

أَقُولُ إذ غبت عنه:

يا ساعة السَّعدِ عُودي

كَملتْ.

169-

عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن أَبِي الفضل الكَفْرطَابيّ [2] .

ثمّ الدّمشقيّ.

حدَّث عن: عبد اللَّه بن محمد الحنَّائيّ.

روى عنه أبو الفضائل الحسن بن الحسن.

[1] وعلّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله على ذلك بقوله:

«ما أنصف ابن حزم، بل رتبة «الموطّأ» أن يذكر تلو «الصحيحين» مع «سنن» أبي داود والنسائيّ، ولكنّه تأدّب، وقدم المسندات النبويّة الصّرف. وإنّ للموطّأ لوقعا في النفوس، ومهابة في القلوب لا يوازنها شيء» . (سير أعلام النبلاء 18/ 203) .

وقال في ابن حزم أيضا:

«ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمحبّته في الحديث الصحيح، ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل، والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطئه في غير ما مسألة، ولكن لا أكفّره، ولا أضلّله، وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه» . (السير 18/ 202) .

[2]

انظر عن (علي بن الحسن) في:

تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 23، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 219 رقم 113.

ص: 417