الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة
-
حرف الألِف
-
74-
أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس [1] .
أبو العبَّاس المصريّ المقرئ.
أصْلُهُ مِنْ طرابُلُسَ الغرب. انتقلت إليه رئاسة الْإِقراء بديار مصر. وكان عالي الْإِسناد.
وقد قرأ على: أبي أحمد السّامرّيّ، وأبي الطّيّب ابن غلبون، وأبي عدِيّ عبد العزيز بن عليّ الْإِمام، وجماعته.
وفاق قُرَّاء الأمصار بعُلُوّ الْإِسناد.
وقد سمع من: عليّ بن الحسين الأنطاكيّ، وأبي القاسم الجوهري مُصَنِّف «مُسْنَد المُوَطّأ» ، وغيرهما.
قرأ عليه: أبو القاسم الهُذَليّ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الفحّام، وأبو الحسن بن بَلِّيَمة، وأبو الحسين الخشَّاب، وآخرون كثيرون من المشارقة والمغاربة.
وحدَّث عنه: جعفر بن إسماعيل بن خَلَف الصِّقّليّ، وعبد الغنيّ بن طاهر الزّعفرانيّ، ومحمد بن أحمد الرّازيّ، وآخرون.
[1] انظر عن (أحمد بن سعيد) في:
المعين في طبقات المحدّثين 131 رقم 1446، والعبر 3/ 228، ومعرفة القراء الكبار 1/ 416، 417 رقم 355، والإعلام بوفيات الأعلام 187، ومرآة الجنان 3/ 74، وغاية النهاية 1/ 56، 57 رقم 243، وحسن المحاضرة 1/ 394، وشذرات المذهب 3/ 292.
قال أَحْمَد بن عمر البَّاجيّ: سمعت أَحْمَد بن نفيس المقرئ الضّرير يقول: قرأت عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ألف ختمة.
قلت: ابن نفيس هذا آخر اسمه:
75-
أَحْمَد بن عبد العزيز بن نفيس المقرئ [1] .
بقي إلى حدود الخمسمائة. قرأ على الكازرينيّ.
وأمَّا المُتَرجِم فتُوُفّي في رَجَب، وقد جاوز التِّسعين [2] . وذُكِر أن أبا عَمْرو الدّانيّ قرأ عليه.
76-
أَحْمَد بن مروان بن دُوستك [3] .
الَأمير نصر الدَّولة [4] الكُرْديّ، صاحب ميّافارقين وديار بكر.
ملك البلاد بعد أن قتل أخاه أبا سعيد منصورًا في قلعة الهَتَّاخ [5] .
وكان عالي الهِّمّة، كثير الحزم، مُقبِلًا على اللّذّات، عادلا في رعيّته.
[1] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في:
غاية النهاية/ 69 رقم 302.
[2]
وقال ابن الجزري: وعمّر حتى قارب المائة، توفي في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وقال القاضي أسد بن الحسين اليزدي: سنة خمس وأربعين. (غاية النهاية 1/ 57) .
[3]
انظر عن (أحمد بن مروان) في:
ديوان التهامي 1، والمنتظم 8/ 222، 223 رقم 279 (16/ 70، 71 رقم 3374) ، وتاريخ الفارقيّ 93 وما بعدها، وانظر فهرس الأعلام 332، والكامل في التاريخ 10/ 817، ووفيات الأعيان 1/ 177، 178، والأعلاق الخطيرة لابن شدّاد (انظر فهرس الأعلام) ج 3 و 2/ 586، ودول الإسلام/ 266، والعبر 3/ 229، وسير أعلام النبلاء 18/ 117- 120 رقم 58، وتاريخ ابن الوردي 1/ 367، ومرآة الجنان 3/ 74، والبداية والنهاية 12/ 87، والوافي بالوفيات 8/ 176، 177، وتاريخ ابن خلدون 4/ 316- 320، والنجوم الزاهرة 5/ 69، وشذرات الذهب 3/ 290، 291 و «دوستك» : كلمة فارسية معناها صاحب أو صديق. والكاف علامة التصغير.
[4]
في (دول الإسلام) : «نصير الدولة» ، وكذا في (تاريخ ابن خلدون) .
[5]
الهتّاخ: بالفتح والتشديد. قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميّافارقين. (معجم البلدان 5/ 392) .
وقيل لم تَفُتْه صلاة الصُّبح [1] مع انهماكه على اللهو [2] . وكان له ثلاثمائة جارية [3] يخلو كلّ ليلة بواحدة. وخلَّف عِدّة أولاد [4] .
[1] تاريخ الفارقيّ 171.
[2]
ولقد غنّي بين يديه ذات يوم بأبيات أبي نواس التي أولها يقول:
وهبت النوم للنوّام
…
إشفاقا على عمري
وقضيت سواد الليل
…
باللذات والخمر
فما يطمع في النوم
…
إلّا ساعة السكر
قيل: فطرب لها الأمير وقال: للَّه درّه، فكأنّه غنّى بنا في شعره. (تاريخ الفارقيّ 171، 172) .
[3]
في مرآة الجنان 3/ 74: «كان له ثلاثة وستون جارية يخلو في كل ليلة من ليالي السنة بواحدة منهن ثم لا يعود القربة إليها إلّا في تلك الليلة من العام التالي» .
ويقول طالب العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هكذا ورد في المطبوع، وهو وهم، والصحيح:«ثلاثمائة وستون جارية» ، وهذا يوضحه سياق العبارة التالية.
قيل: وكان تزوّج أربع نساء منهم الفضلونية بنت فضلون بن منوجهر صاحب أرّان وأرمينية، والسيدة بنت شرف الدولة والفرجية، وبنت سنحاريب ملك السناسنة التي كانت زوجة أخيه الأمير أبي علي. وكان له ثلاثمائة وستون جارية حظايا. وفيهنّ عمالات، وكان لا تصل نوبة إحداهن في السنة إلا مرة واحدة، وكان في كل ليلة له عروس جديدة. وكان له من المغنّيات والرّقاصات والعمالات وأصحاب سائر الملاهي ما لم يكن لسواه من سائر الملوك والسلاطين.
وكان كلما سمع بجارية مليحة أو مغنّية مليحة نفذ وبالغ في مشتراها، ووزن أضعاف قيمتها.
وكان رسمه أن يجلس يوما للجند، ويوما معهم يأكل ويشرب إلى الليل ويخلو بنفسه، ويجلس يوما لبنيّ عمّه وأولاده وأقاربه وخاصّته فيأكل معهم ويشرب إلى الليل، ثمّ يخرج للمغنيات والرقّاصات وجماعة أصحاب الملاهي إلى بين أيديهم ساعة ثم يتفرقون، ويبقى الأمير في خلوته مع جواريه ويجلس يوما ثالثا وحده على السرير، وليس في المجلس ذكر غيره، وتحضر حظاياه وجواريه ونساؤه وبناته، ويأكلون الطعام ويرقصون ويلعبون بسائر الملاهي طول يومه إلى الليل، ثم تمضي نساؤه وبناته ويجلس ويشرب وجواريه والعمالات بين يديه إلى وقت نومه قريب الصباح، ويخلو بصاحبة النوبة.
قيل: وكان يركب نصر الدولة من غدوة إلى الصيد ويعود ضحوة ويجلس ساعة، ويدخل إليه الوزير ويستأذنه فيما يحتاج إلى إذنه. ثم إنه يجلس على الطعام ويستريح إلى قبل العصر، ويجلس على الطعام والشراب بعد أن يكون قد صلّى الظهر والعصر في وقتهما، ثم يشرب إلى الثلث الأول من الليل. ثم ينفض من عنده وتخرج الجواري والعمالات فيغنّينه ويشرب ويلعب معهنّ إلى الثلث الأخير من الليل وهنّ بين يديه وهو على مسرّته، ثم يقوم إلى الموضع لمنامه، ويأتيه الخادم بصاحبة النوبة فتبيت عنده إلى السحر، ثم يجلس فيدخل الحمّام ويخرج ويصلّي الصبح في وقتها، (تاريخ الفارقيّ 169- 171) .
[4]
قيل: خلّف عند موته نيّفا وعشرين ولدا ذكورا. وقيل: كان ولد له مقدار نيّف وأربعين ولدا ذكورا، وكان أكبرهم الأمير أبو الحسن الّذي كان بآمد
…
وكان خلّف ثلاث بنات.. (تاريخ الفارقيّ 178، 179) .
وقد قصده الشُّعراء ومدحوه.
وَزَرَ له أبو القاسم الحسين بن عليّ بن المغربيّ صاحب الرسائل، والدّيوان، والتّصانيف. وكان وزير خليفة مصر، فانفصل عنه، وقدم على نصر الدولة، فوزر له مرتين؟ [1] ووزر له فخر الدولة أبو نصر بن جهير [2] ، ثم انتقل بعده إلى وزارة بغداد [3] .
ولم يزل على سعادته ووفور حشمته. ولقد أرسل إلى السلطان طغرلبك تحفا عظيمة، من جملتها الجبل الياقوت الذي كان لبني بويه [4] ، وكان اشتراه من الملك أبي منصور بن جلال الدولة، وأرسل معه مائة ألف دينار سوى ذلك.
وكانت رعيته معه في بلهنية من العيش [5] ، حتى أن الطّيور كانت تخرج من القرى فتُصاد، فأقرّ أن يطرح لها القمح من الأهراء، فكانت في ضيافته طول عمره، إلى أن تُوُفّي رحمه الله في شوَّال، ودُفِنَ بظاهر ميّافارِقين. وعاش سبعًا وسبعين سنة.
وكانت سلطنته إحدى وخمسين سنة [6] .
[1] تاريخ ميافارقين 128 و 130 و 138، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 358.
[2]
وهو: محمد بن محمد بن جهير، وقد استوزره نصر الدولة في سنة 430 هـ. أو ما يقاربها.
(تاريخ الفارقيّ (15) .
[3]
تاريخ الفارقيّ 181، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 370.
[4]
قال الفارقيّ: وقصده الملك العزيز بن بويه وحمل له الجبل الياقوت الأحمر الّذي كان عند بني مروان وكان وزنه سبع مثاقيل، ومصحفا بخطّ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وقال له: قد حملت لك الدنيا والآخرة، فأجازه بعشرة آلاف دينار. (تاريخ الفارقيّ 144، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 359، 360) .
[5]
قيل إنه لم يصادر في دولته أحدا سوى شخص واحد. (مرآة الجنان 3/ 74) .
[6]
قيل لندمانه بعد موته: كم كانت دولة نصر الدولة وولايته فقد سمعت أنها كانت ثلاثا وخمسين سنة؟ فقال له ذلك الرجل: ولم لا تقل مائة وست سنين؟ فإن لياليها كانت أحسن من أيامها.
(تاريخ الفارقيّ 172) .
وقيل: وبقي نصر الدولة مالك البلاد ثلاثا وخمسين سنة لم يروعه فيها مروّع ولا عدوّ ولا من أشغل قلبه يوما، إلّا نوبة بوقا وناصغلي.. وكفيهما وغنم ما كان معهما من غير حرب ولا قتال، وحصل له الاسم عند الخلفاء وغيرهم من الملوك، ولم يكن أسعد منه غيره. وصحيح أن غيره من الملوك ملك أكثر منه، وكان له أكثر من بلاده وارتفاع أمواله ولكن ما تنعّم مثل تنعّمه ولا غيره مثل عيشه ولذّته. (تاريخ الفارقيّ 176، 177) .
وملك بعده ولده نظام الدَّولة أبو القاسم نصر بن أَحْمَد [1] .
77-
إبراهيم بن عليّ بن تميم [2] .
أبو إسحاق القيروانيّ، الشاعر المعروف بالحُصْريّ.
كان شباب القيروان يجتمعون عنده، وسار شِعره وله ديوان مشهور، وله كتاب «زهر الآداب» [3] ، وله كتاب «المصون في سرّ الهوى المكنون» [4] .
وله:
أورد قلبي الرَّدا [5]
…
لامُ عِذَارٍ بدا
أَسْودٌ كالكُفْرِ في
…
أبيضَ مثل الهُدا [6]
وقال ابن بسّام في «الذّخيرة» : إنّه تُوُفّي سنة ثلاثٍ وخمسين.
وقال غيره: تُوُفّي سنة خمسين [7] .
[1] تاريخ الفارقيّ 177.
[2]
انظر عن (إبراهيم بن علي بن تميم) في:
ديوان ابن رشيق القيرواني 174، 175، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ق 4 مجلّد 2/ 584- 597، ومعجم الأدباء 2/ 94- 97 رقم 9، ووفيات الأعيان 1/ 54، 55، ومسالك الأبصار (مخطوط) 11/ 309، وسير أعلام النبلاء 18/ 139 رقم 74، والوافي بالوفيات 6/ 61 رقم 16، وعنوان الأريب 1/ 43، وكشف الظنون 1/ 785 و 957، وهدية العارفين 1/ 8، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 247، 649، ومعجم المؤلفين 1/ 64.
[3]
اسمه بالكامل: «زهر الآداب وثمر الألباب» ، وقد حقّقه الأستاذ علي محمد البجاوي، وأصدرته دار إحياء الكتب العربية (عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر) في مجلّدين، وقال ابن بسّام:
جمع فيه كل غريبة في ثلاثة أجزاء.
[4]
قال ابن بسّام: في مجلّد واحد فيه ملح وآداب. وقال ابن رشيق: والّذي أعرف أنا من تصانيفه: كتاب زهرة الآداب، وكتاب النورين، اختصره منها، وهما يتضمنان أخبارا، وأشعارا حسان، وكتاب المصون والدر المكنون، وله عندي كتاب الجواهر في الملح والنوادر، كتبه عبد القادر البغدادي.
[5]
هكذا في الأصل بالألف الممدودة، والصحيح بالألف المقصورة. والبيتان في: وفيات الأعيان 1/ 55، والذخيرة ق 4 مجلّد 2/ 588.
[6]
قسم 4 مجلّد 2/ 597.
[7]
وقال ابن رشيق: توفي أبو إسحاق المذكور بالقيروان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وقال ابن بسّام في «الذخيرة» : بلغني أنه توفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، والأول أصح.
وذكر القاضي الرشيد بن الزبير في كتاب «الجنان» في الجزء الأول في ترجمة أبي الحسن علي بن عبد العزيز المعروف بالفكيك أنّ الحصري المذكور ألّف كتاب «زهر الآداب» في سنة-