المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (69) * قَالَ اللهُ عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ - تفسير العثيمين: غافر

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌مقدمة

- ‌(الآيات: 1 - 3)

- ‌من فوائدِ الآياتِ الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌(الآية: 9)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (13)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (14)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (15)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (16)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (17)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (18)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (21)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (23، 24)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (25)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (26)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (27)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (30، 31)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآيتان (32، 33)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (24)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (36، 37)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآيتان (38، 39)

- ‌من فوائدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (40)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيات (41 - 43)

- ‌من فوائدِ الآياتِ الكريمة:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (45، 46)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآيتان (47، 48)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآيتان (49، 50)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (51)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌[الآية (52)]

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌[الآيتان (53، 54)]

- ‌من فوائدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌[الآية (55)]

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌[الآية (56)]

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (57)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (58)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (59)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (60)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (61)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (62، 63)

- ‌من فوائِد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (64)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (65)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (66)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (67)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (68)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (69)

- ‌الآيات (70 - 72)

- ‌من فوائدِ الآياتِ الكريمة:

- ‌الآيتان (72، 74)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (75)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (76)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (77)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (78)

- ‌من فوائلِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (79، 80)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (81)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (82)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (83)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (84، 85)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

الفصل: ‌ ‌الآية (69) * قَالَ اللهُ عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ

‌الآية (69)

* قَالَ اللهُ عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ} [غافر: 69].

{أَلَمْ تَرَ} هذا الاستِفْهامُ للتَّقْرير؛ لأن هَمْزة الاستِفْهام إذا دخَلَت على النَّفيِ صارَت مُقرِّرة له، فمَعنَى {أَلَمْ تَرَ} أي: رأَيْت، والخِطاب إمَّا للرسول صَلىَّ اللَّهُ عَليهَ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، أو لكُلِّ مَن يَصِحُّ أن يَتوَجَّه إليه الخِطاب، وهذا الخِطاب يَرِد كثيرًا في القُرآن.

وقد بيَّنَّا أن الخِطاب المُوجَّه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام أو الذي ظاهِره أنه مُوجَّه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يَنقَسِم إلى ثلاثة أقسامٍ:

القِسْم الأوَّل: ما هو مُختَصٌّ به قطعًا.

القِسْم الثاني: ما هو عامٌّ له وللأُمَّة قطعًا.

والقِسْم الثالِث: ما لا يَتَبيَّن فيه هذا ولا هذا.

أمَّا الأوَّل: وهو الخاصُّ بالرَّسول قَطعًا، فهو خاصٌّ به، ولا إشكالَ في ذلك مِثْل قوله تعالى:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} [الشرح: 1 - 2]، {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 6 - 7]، وما أَشبَهها، الخِطاب هنا للرَّسول عليه الصلاة والسلام خاصَّةً ولا يَشمَل الأُمَّة.

ص: 477

وأمَّا الذي له ولغَيْره قَطْعًا، فمِثْل قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} [الطلاق: 1]، {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} لم يَقُل: إذا طلَّقْتَ النِّساء. فدَلَّ هذا على أن الخِطاب الخاصَّ به له وللأُمَّة؛ لأنه خاطَبه أوَّلًا بالنِّداء، ثُم وجَّه الخِطاب إلى الأُمَّة عُمومًا فقال:{إِذَا طَلَّقْتُمُ} فدَلَّ هذا على أن الخِطاب الخاصَّ به بالنِّداء ليس خاصًّا به، بل هو له وللأُمَّة.

وأمَّا ما ليس كذلك -يَعنِي: ما ليس هذا ولا هذا- فقد اختَلَف فيه العُلَماء رحمهم الله هل هو خِطاب خاصٌّ بالرَّسول عليه الصلاة والسلام، ولا يَشمَل الأُمَّة إلَّا حُكْمًا على سَبيل التَّأسِّي به، أو أنه عام للرَّسول صلى الله عليه وسلم ولغَيْره، ويَكون الخِطاب فيه لمَن يَصِحُّ خِطابه، والخِلاف في مِثْل هذا يَكاد يَكون لَفْظيًّا؛ لأن الجميع مُتَّفِقون على أن هذا الحُكْم ثابِت للرسول ولغيره، لكن إذا قُلْنا: إنه خاصٌّ. به صار بالنِّسبة لغَيْره عامًّا على وجهِ التَّأسِّي والقُدْوة، لكن الحُكْم لا يَختَلِف في الواقِع؛ لأنه إن لم يَشمَل الأُمَّة لفظًا فقد شمِلها حُكْمًا؛ للأَمْر بالتَّأسِّي به صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فهُنا:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ} مِمَّا يَدخُله الاحتِمال أنه خاصٌّ بالرَّسول عليه الصلاة والسلام، أو عامٌّ لكل مَن يَتَوجَّه إليه الخِطاب.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ} قال المفَسِّر رحمه الله: [القُرآن] وهذا التَّفسيرُ يُعتَبر قاصِرًا؛ لأن آياتِ الله أَعظَمُ من كونِها كَوْنية أو شَرْعية، وأعظَمُ من كونها في القُرآن، أو التَّوْراة، أو الإنجيل، أو غيرها من الكُتُب المُنزَّلة على الرُّسُل، فالصواب أن نَقول: في آيات الله الكَوْنية والشَّرْعية، وأَوْلَى ما يَدخُل فيها القُرآن.

والمُجادَلة هي المُنازَعة مع الخَصْم من أَجْل صَرْفه عمَّا كان عليه من المُجادَلة، مَأخوذة من الجدَل، وهو فَتْل الحَبْل حتى يَحتَكم ويَكون قويًّا، هؤلاء الذين يُجادِلون

ص: 478

في آيات الله يُجادِلون الرُّسُل وأَتْباعَهم، فالمُجادَلة بين الرُّسُل وأتباعهم كانت مُنذُ أن أُرسِل الرُّسُل إلى يَوْمنا هذا، ولا تَستَغرِب أن يُوجَد مَن يُجادِل في آيات الله عز وجل في هذا الزمَنِ؛ لأن هذا سُنَّة الله عز وجل مُنذُ أَرسَلَ الرُّسُل؛ قال الله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 31]، {لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} ، وإذا كان له عَدوٌّ من المُجرِمين فلا بُدَّ أن يُجادِل، وبالتالي أن يُجالِد بالسُّيوف، المُجادَلة في آيات الله الكَوْنية أن يُنكِر أن يَقول: الله هو الخالِق. وقد وُجِد هذا فِعلًا، وُجِد مَن يَنسُب ما يَحدُث للكَوْن إلى الأمور الطَّبيعية دون أن يَكون لها مُدبِّر وقال: هذه طَبيعةٌ تَتَفاعَل ويَنتُج منها ما يُشاهَد.

ويُوجَد مَن يُجادِل في آيات الله الكونية بالأمور التي دون ذلك مِثْل أن يُثبِت شيئًا من الأَسْباب لم يَجعَله الله سببًا؛ كما يَحدُث لأهل الجاهِلية من التَّشاؤُم بالطيور والأماكن والأزمان، وما أَشبَه ذلك، فهُمْ يَتَشاءَمون في الأزمان بشَهْر صفَر، يَقولون: إن هذا الشَّهرَ شَهْر شَرٍّ. يَتَشاءَمون أيضًا بالطَّيْر: بنوع الطير، أو بكَيْفية طَيَرانه، أو باتِّجاهه، أو ما أَشبَه ذلك، يَتَشاءَمون أيضًا بالأشخاص، يَرَى الإنسان الرجُلَ أوَّل ما يَرَى فيَتَشاءَم به؛ حتى كان هذا مَوْجودًا إلى قريب عَصْرنا فيما يَظهَر؛ بعض الناس في جِهة ما من المَمْلكة إذا أَتَى ليَفتَح دُكَّانه ثُم قابَلَه شَخْص قبيحُ المَنظَر مثَلًا قال: اليَوْم شُؤْم ليس هناك بَيْع ولا شِرَاء، هذا تَشاؤُم بالأَشْخاص. هذا أيضًا من المُجادَلة في آيات الله الكَوْنية.

أمَّا المُجادَلة في آيات الشَّرْعية فحدِّثْ ولا حرَجَ، يُكذِّبون بآيات الله الشرعية، يُنكِرونها، يُجادِلون في بعض الأُمور فيها يَقولون: فيها تَناقُض، وفيها كذا، وفيها كذا. وأنواع الجَدَل كَثيرةٌ.

ص: 479

يَقول: {أَنَّى يُصْرَفُونَ} قال المفَسِّر رحمه الله: [{أَنَّى} كيفَ {يُصْرَفُونَ} عن الإِيمان] يَعنِي: كأن هذا استِفْهام تَعجُّب وإنكارٍ، كيف يُصرَفون عن الإيمان مع أنه واضِحٌ بين، فهُمْ يُصرَفون عنه، ويُجادِلون فيه.

ص: 480