المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (82) * قَالَ اللهُ عز وجل: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ - تفسير العثيمين: غافر

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌مقدمة

- ‌(الآيات: 1 - 3)

- ‌من فوائدِ الآياتِ الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌(الآية: 9)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (13)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (14)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (15)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (16)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (17)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (18)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (21)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (23، 24)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (25)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (26)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (27)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (30، 31)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآيتان (32، 33)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (24)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (36، 37)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآيتان (38، 39)

- ‌من فوائدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (40)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيات (41 - 43)

- ‌من فوائدِ الآياتِ الكريمة:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (45، 46)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآيتان (47، 48)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآيتان (49، 50)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (51)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌[الآية (52)]

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌[الآيتان (53، 54)]

- ‌من فوائدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌[الآية (55)]

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌[الآية (56)]

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (57)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (58)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (59)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (60)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (61)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (62، 63)

- ‌من فوائِد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (64)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (65)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (66)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (67)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (68)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (69)

- ‌الآيات (70 - 72)

- ‌من فوائدِ الآياتِ الكريمة:

- ‌الآيتان (72، 74)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (75)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (76)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (77)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (78)

- ‌من فوائلِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (79، 80)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (81)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (82)

- ‌من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآية (83)

- ‌من فوائد الآيةِ الكريمةِ:

- ‌الآيتان (84، 85)

- ‌من فوائِدِ الآيتين الكريمتين:

الفصل: ‌ ‌الآية (82) * قَالَ اللهُ عز وجل: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ

‌الآية (82)

* قَالَ اللهُ عز وجل: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [غافر: 82].

ثُم قال: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً} إلى آخِرِه.

قوله: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} هذا الاستِفْهام يُحتَمَل أن يَكون للحَثِّ؛ وعليه فيَكون بمَعنَى الأَمْر؛ أي: سِيروا في الأرض، ويُؤيِّد هذا قولُ الله تعالى:{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} . ويُحتَمَل أن يَكون للتَّوْبيخ؛ أي: تَوْبيخ هَؤلاءِ عن عدَم السَّيْر في الأرض.

والسَّيْر هنا يَشمَل السَّيْر بالقدَم، والسَّيْر بالقَلْب، أمَّا السَّيْر بالقَلْب فمَرجِعه إلى الأخبار الصادِقة، بحَيثُ يَقرَأ الإنسان عن الأُمَم السابِقة ولا شيءَ أصَحُّ من كِتاب الله عز وجل في الحَديث عن الأُمَم السابِقة؛ بقول الله تبارك وتعالى:{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} [إبراهيم: 9]، فلا شيءَ أصَحُّ في الأخبار مِمَّا جاء به الكِتاب العَزيز وصحَّت به السُّنَّة، نَقول: هذا سَيْر بالقَلْب. والسَّيْر بالقَدَم أن يَمشِيَ الإنسان ليَنظُر ما صنَعَ الله تعالى بالمُكذِّبين.

ص: 541

مِثال ذلك: أن يَسير الإنسان إلى دِيار ثَمودَ؛ ليَنظُر ماذا صنَعَ الله بهم، ولكن كما قال النَّبيُّ عليه الصلاة والسلام:"لَا يَجُوزُ أَنْ يَدْخُلَهَا إِلَّا وَهُوَ بَاكٍ"

(1)

خَوْفَ أَنْ يُصِيبَهُ مَا أَصَابَ هَؤُلَاءِ المُكَذِّبِينَ.

وأمَّا مَن ذهَب إليها للتَّنزُّه والفُرْجة فإن ذلِك لا يَجوز، كما يَصنَع كثير من الناس اليومَ، يَذهَبون إليها لا على سَبيل العِظة والاعتِبار، ولا يَدخُلونها وهم باكُونَ، بل على سبيل الاطِّلاع فقَطْ على آثار السابِقين، وعلى سبيل النُّزْهة، وهذا حَرام ولا يَحلُّ.

فإن قال قائِل: مَن ذَهَب إلى دِيارِ ثَمود للعِبْرة ولكنه لم يَستَطِع أن يَبكِيَ فهل يَتَباكَى؟

فالجَوابُ: لا، وفي الحديث:"فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكينَ فَلَا تَدْخُلُوهَا"، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا مَرَّ بها قَنَّع رَأسَه يَعنِي: غَطَّاه وخَفَضه وأَسرَع ناقَتَه.

فإن قال قائِل: إِذَنْ نَقول: ابْكِ أو ارجِعْ.

فالجوابُ: نعَمْ، نَقول: ابْكِ أو ارجِعْ، إمَّا أن تَبكِيَ وإمَّا أن تَرجِع، فإن لم تَبكِ وأنت مرَرْت بالبلَد فعَجِّل وقَنِّع رَأْسك، كما فعَل الرسول عليه الصلاة والسلام.

فإن قال قائِل: إِذَنْ نَقول بعدَم جَواز مَن يُصوِّر هذه الصُّوَرَ ويُريها الناس يَنشُرها؟

(1)

أخرجه البخاري: كتاب المغازي، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحِجر، رقم (4419)، ومسلم: كتاب الزهد والرقائق، باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، رقم (2980)، من حديث ابن عمر رضي الله عنه.

ص: 542

فالجَوابُ: أي نعَمِ، الظاهِر أنه للمَنْع أَقرَبُ؛ وذلك لأنه إنَّما يُريهم إيَّاها لبَيان قُوَّة القَوْم، لا لِبَيان أن الله أَهلَكهم مع قُوَّتهم، هذا هو الظاهِر من هَؤلاء المُصوِّرين.

فإن قال قائِل: هل يَشمَل هذا كلَّ الآثار القَديمة أو التي عُذِّبت فَقَطْ؟

فالجَوابُ: نَحنُ قرَأْنا آية تَدُلُّ على المُراد {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} .

فإن قال قائِلٌ: بعض القَوْم السابِقين دمَّرَهم الله سبحانه وتعالى خارِجَ دِيارِهم، مثل الفَراعِنة، هل نَقول: لا نَدخُل آثارَهُم كدِيار ثَمودَ؟

فالجوابُ: لا، وعلى هذا نَقول: لنا أن نَدخُل المَكان الذي أُغرِق فيه فِرعونُ، ولنا أن نَدخُل مِصرَ أيضًا؛ لأنه لم يُهلَك فِرعونُ في مِصرَ.

وقوله: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ} إِعْراب الجُمْلتين أن نَقول: إن (لَمْ) حَرْف نَفيٍ وجَزْم وقَلْب، حرف نَفي؛ لأنَّها تَنفِي، وجَزْم لأنها تَجزِم، قَلْب لأنها تُحوِّل المُضارع إلى الماضِي، والفاء في قوله {أَوَلَمْ يَسِيرُوا} عاطِفة لا شَكَّ، لكن: هل هي عاطِفة على مُقدَّر مَحذوف، أو عاطِفة على ما قَبلَها من الجُمَل؟

في ذلك قَوْلان:

القول الأوَّل: أنها عاطِفة على مَحذوف مُقدَّر بعد الهَمْزة، ويُقدَّر بما يُناسِب المَقام، وعلى هذا فتَرتِيبُها بعد الهَمْزة تَرتيب طَبيعيٌّ.

والثاني: أنها عاطِفة على الجُمْلة السابِقة، وبِناءً على ذلك تَكون الفاءُ هنا مُزَحْلَقة عن مَوضِعها؛ إذ إن مَوضِعها يَكون قبل الهَمْزة.

والقَوْلان مَعروفان لأَهْل العِلْم بالنَّحوِ، على التَّقدير الأوَّل أنها عاطِفة على

ص: 543

مُقدَّر بعد الهَمْزة يَكون المَعنَى: أَغفَلوا فلَمْ يَسيروا في الأَرْض.

وقوله: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} أي: على الأَرْض؛ لأن {فِى} للظَّرْفية، ولو جعَلنا {فِى} للظَّرْفية في هذا السِّياقِ لكان مَعنى الآية: أن يَدخُلوا في جوف الأَرْض، وهذا غير مُرادٍ قَطْعًا، فتكون {فِى} بمَعنَى (على)؛ كقوله تعالى:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] أي: مَن على السَّماء، وليس المُراد أن الله في جَوْف السماء؛ لأن ذلك مُستَحيل فقد وَسِع كُرسِيُّه السمَواتِ والأرضَ.

وقوله: {فَيَنْظُرُوا} الفاء عاطِفة على {يَسِيرُوا} وعلى هذا يَكون المَعنى: أَفلَمْ يَسيروا فلَمْ يَنظُروا. ويُحتَمَل أن تَكون مَنصوبة بعد فاء السبَبية؛ أي: انتَفَى سَيْرهم {فَيَنْظُرُوا} ، كما تَقول: لم تَزَرْني فأُكْرِمَك

وما أَشبَه ذلك من الكلام.

وقوله: {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ} {كَيْفَ} هَذه اسمُ استِفْهام، وهي محَلُّ نَصْب خَبَر {كَانَ} مُقدَّمًا، و {عَاقِبَةُ} اسمُها. {عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ} ، والعاقِبة ذكَرها الله تعالى في سورة القِتال في قوله:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} [محمد: 10].

هذا هو فائِدة النَّظَر: أن هَؤلاء القَوْمَ المُكذِّبين كانوا أشَدَّ من هَؤلاء قُوَّةً، ومع ذلِك دمَّرهمُ الله عز وجل {كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ} أي: في العدَد. {وَأَشَدَّ قُوَّةً} أي: في الكيفية. فصاروا مُتمَيِّزين عنهُم في العدَد والكَيْفية.

{وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ} يَعنِي: من العُمران والقُصور وغيرها، ومع ذلك لم تَنفَعْهم هذه الكَثرةُ ولا هذه القُوَّةُ، قال المفَسِّر رحمه الله:[أي: المَصانِع والقُصور]، {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (ما) نافِية، و {أَغْنَى} فِعْل ماضٍ {مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (ما) اسم مَوْصول فاعِل {كَانُوا يَكْسِبُونَ} صِلة المَوْصول، ويُحتَمَل أن

ص: 544