المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[جمع الذي والتي] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ٢

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثامن باب الاسم العلم

- ‌[تعريف العلم]

- ‌[تقسيم العلم إلى منقول ومرتجل]

- ‌[تقسيم العلم إلى مفرد ومركب/ تقسيم المركب]

- ‌[تقسيم العلم إلى اسم وكنية ولقب]

- ‌[أحكام العلم ذي الغلبة]

- ‌[أحكام العلم ذي الأداة]

- ‌[تنكير العلم بالتثنية والجمع والإضافة وأحكام ذلك]

- ‌[مسميات الأعلام]

- ‌[حكم الصرف وعدمه لأنواع الأعلام]

- ‌[حكم أفعل وصفا للنكرة]

- ‌[حكم الأعداد من التعريف وغيره والصرف وغيره]

- ‌[حكم الكنايات من العلمية أو غيرها]

- ‌الباب التاسع باب الموصول

- ‌[تقسيم الموصول وتعريف كل قسم]

- ‌[الموصول من الأسماء وأنواعه - الموصولات الخاصة]

- ‌[جمع الذي والتي]

- ‌[الموصولات المشتركة ومعناها]

- ‌[حذف عائد الموصول بأنواعه]

- ‌[حكم أي الموصولة من البناء والإعراب]

- ‌[حكم أنت الذي فعل وفعلت]

- ‌[حكم وقوع شبه الجملة صلة للموصول]

- ‌[من وما ومراعاة اللفظ أو المعنى فيها]

- ‌[من وما: أنواعهما - معناهما]

- ‌[أنواع أيّ وأحكام كل نوع]

- ‌[الموصولات الحرفية - أن وكي وما ولو - وأحكامها]

- ‌[أحكام الموصول مع صلته]

- ‌الباب العاشر باب اسم الإشارة

- ‌[تعريفه - أنواعه]

- ‌[مرتبة المشار إليه]

- ‌[هاء التنبيه وأحكامها]

- ‌[فصل هاء التنبيه عن اسم الإشارة]

- ‌[إلحاق كاف الخطاب بأسماء الإشارة]

- ‌[إلحاق كاف الخطاب لبعض الكلمات الأخرى]

- ‌[تبادل أسماء الإشارة]

- ‌[الإشارة إلى المكان]

- ‌الباب الحادي عشر باب المعرّف بالأداة

- ‌[اختلافهم في الأداة]

- ‌[أنواع أل]

- ‌[حكم أل التي للجنس]

- ‌[أل الزائدة ومواضع الزيادة]

- ‌[مدلول إعراب الاسم من رفع أو نصب أو جر]

- ‌الباب الثاني عشر باب المبتدأ

- ‌[تعريفه - نوعاه]

- ‌[عامل الرفع في المبتدأ والخبر]

- ‌[الوصف الرافع للاسم وأحكامه]

- ‌[حذف الخبر جوازا ووجوبا ومسائل ذلك]

- ‌[مسألة ضربي زيدا قائما وبقية الحديث فيها]

- ‌[رفع الحال المنصوبة على الخبرية]

- ‌[إعراب الاسم المرفوع بعد لولا]

- ‌[الحال السادة مسد الخبر ووقوعها جملة]

- ‌[حذف المبتدأ جوازا ووجوبا ومسائل ذلك]

- ‌[حكم قولهم: زيد والريح يباريها - وقولهم: راكب الناقة طليحان]

- ‌[المبتدأ والخبر من جهة التعريف والتنكير]

- ‌[مواضع الابتداء بالنكرة]

- ‌[إعراب قولهم: كم مالك؟ وقولهم: ما أنت وزيد

- ‌[بعض مسائل تقديم الخبر]

- ‌[حكم «في داره زيد» وأشباهه]

- ‌[بقية مسائل تقديم الخبر وجوبا]

- ‌[الخبر: تعريفه وأنواعه وحديث طويل عنه]

- ‌[الخبر المشتق وغيره، وحكمهما في تحمل ضمير المبتدأ]

- ‌[استكنان الضمير الرابط وبروزه]

- ‌[أنواع الخبر الجملة، وحكم بعض الجمل في وقوعها أخبارا]

- ‌[روابط الخبر الجملة - جمل لا تحتاج إلى رابط]

- ‌[حكم الضمير الرابط من جواز حذفه أو بقائه]

- ‌[مجيء الخبر ظرفا والآراء في ذلك]

- ‌[حكم وقوع ظرف الزمان خبرا عن اسم العين والمعنى]

- ‌[جواز رفع ظرف الزمان الواقع خبرا ونصبه وجره]

- ‌[جواز رفع ظرف المكان الواقع خبرا ونصبه]

- ‌[جواز رفع ظرف الزمان الواقع خبرا ووجوب نصبه]

- ‌[جواز رفع ظرف الزمان الواقع خبرا ونصبه]

- ‌[جواز رفع المصدر الواقع خبرا ونصبه]

- ‌[تعدد الخبر وأنواعه]

- ‌[تعدد المبتدأ ونوعاه]

- ‌[اقتران الخبر بالفاء وجوبا وجوازا الأحكام وشروط ذلك]

- ‌[مسائل مختلفة في اقتران الخبر بالفاء]

الفصل: ‌[جمع الذي والتي]

[جمع الذي والتي]

قال ابن مالك: (وبمعنى الّذين «الأولى» و «الأولاء» و «اللّاء» و «اللّائين» مطلقا أو نصبا وجرّا و «اللّاؤون» رفعا وجمع «التي»: اللّاتي واللّائي واللّواتي وبلا ياءات واللّا واللّوا واللّواء واللّاءات مكسورا أو معربا إعراب أولات والأولى. وقد يرادف الّتي واللاتي ذات و «ذوات» مضمومتين مطلقا).

قال ناظر الجيش: لما أنهى الكلام عن الصيغتين المفيدتين معنى التثنية في الذي والتي وعلى صيغة الذين المفيدة معنى الجمع في الذي خاصة - شرع في ذكر بقية ما يفيد جمع الذي أيضا غير ما قدمه وذكر ما يفيد جمع التي ومجموع ما ذكره الآن خمسة عشر لفظا. فما ذكر أنه بمعنى الذي أربعة وهي: الأولى والأولاء واللّاء واللّائين وفي الحقيقة (1) هي ثلاثة لأن الأولاء هو الأولى لكنه مد. -

- ومراجعه في الهمع (1/ 83) والتذييل والتكميل (3/ 30) ومعجم الشواهد (ص 571).

ومثل الشواهد السابقة أيضا قول الفند الزماني (شرح ديوان الحماسة 1/ 32).

صفحنا عن بني ذهل

وقلنا القوم إخوان

عسى الأيام أن يرجعن

قوما كالذي كانوا

وفي هذه الشواهد وأمثالها يقول أبو حيان (التذييل والتكميل: 3/ 30) قال الأخفش: يكون الذي للواحد وللجمع بلفظ واحد كمن. قيل: ومنه: «والّذي جاء بالصّدق وصدّق به، كمثل الّذي استوقد نارا» . فعلى مذهب الأخفش الذي لا يكون المراد به الجمع محذوفا منه النون بل هو من المشترك بين الواحد والجمع ولو كان مثل «من» على ما ذهب إليه الأخفش لجاز أن يكون أيضا للمثنى فيعود عليه الضمير مثنى فتقول: جاءني الذي ضربا زيد وهذا غير مسموع.

ويقول الدكتور محمد يسري زعير في هذا الموضع: (أسرار النحو 1/ 243): «وخلاصة ذلك أن الذي اسم موصول وهو من قبيل الموصول المشترك بين المفرد والجمع كما سبق عن الأخفش وهشام، ومن ثم عاد الضمير عليه مفردا تارة كما في: استوقد وحوله وجمعا تارة أخرى كما في: بنورهم، و: تركهم فهي مثل من في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ [البقرة: 8] هذا رأي النحاة القدامى والمحدثين» .

وأرى: أن هذا اختلاط في اللغة واستعمال الكلمة في غير ما وضعت له؛ فقد وضعت العرب الذي للمفرد والذين للجمع، فيجب اتباع ذلك، وما عداه يحكم عليه بالخطأ والمخالفة لما ورد. وأما هذه الأبيات الشعرية المسموعة فيجب البحث عن تخريج يخرجها على ما جاء وورد عن

العرب، وفي اللغة متسع للتخريج وليس فيها متسع للاختلاط ودخول معنى كلمة على معنى أخرى.

(1)

في نسخة (ب): وبالحقيقة، وكذا ما بعده.

ص: 663

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وما ذكر أنه يفيد جمع التي أحد عشر (1) وهي اللّاتي واللّائي [1/ 221] واللّواتي وقد تحذف الياءات (2) من الثلاثة فيقول: اللّات واللّاء واللّوات (3) فهذه ستة وفي الحقيقة هي ثلاثة لأن ما حذفت ياؤه فرع ما تثبت الياء فيه والخمسة الأخر هي اللّا واللّوا واللّواء واللّاءات والأولى، وفي الحقيقة هي أربعة، فإن اللواء هي اللوا لكنه مد فالذي ذكره خمسة عشر بالعدد وبالحقيقة عشرة منها للذي ثلاثة وللتي سبعة.

واعلم أن الاشتراك بين جمعي الذي والتي وقع في كلمتين وهما الأولى واللاء فكل منهما مستعمل جمعا للذي، لكن استعمال الألى بمعنى الذين أكثر من استعمالها بمعنى اللاتي. ولهذا ذكرها في جمع الذي أولا وفي جمع التي آخرا.

واستعمال اللاء بمعنى اللاتي أكثر من استعمالها بمعنى الذين.

ثم إن المصنف حكم على بعض الألفاظ المذكورة بأنه جمع، وعلى بعض بأنه جمع للجمع، وعلى بعض بأنه اسم جمع فقال (4):«والصحيح أن الّذين جمع للذي مرادا به من يعقل وأن اللّائين جمع اللّاء مرادف الذين، وأن اللّاءات جمع اللّاء مرادف اللّاتي وكذلك اللوائي واللّواتي هما معان للاء واللّاتي على حدّ قولهم في الهادي وهو العنق هواد وفي الهابي وهو الغبار هواب (5)» .

وأما اللاتي فيحتمل أن يكون اسما للجمع؛ لأنه ليس على قياس أبنية الجمع، ويحتمل أن يكون جمعا لأنه يتضمن حروف التي، ويغتفر كونه مخالفا لأبنية الجموع كما اغتفر في اللّتيّا كونه مخالفا لأبنية التصغير ولم يكن ذلك مانعا من كونه تصغيرا فذكر غير الذين خمسة ألفاظ ثم حكم على الباقي بأنه أسماء جموع فقال:

«وأما اللّاء والأولى وغيرهما من الموصولات الدّالة على جمع فأسماء جموع لأنها لا تتضمن حروف الواحد» هذا كلامه. -

(1) في نسخة (ب): عشر وما ذكر هنا أصح.

(2)

في نسخة (ب): التاءات وهو خطأ.

(3)

ما بين القوسين ناقص من نسخة (ب).

(4)

شرح التسهيل: (1/ 195).

(5)

في القاموس: (1/ 405) الهابي: تراب القبر والهباء: الغبار.

ص: 664

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقد عرفت أن هذا على مختاره وأن غيره من المحققين لا يثبت الجمعية لشيء من هذه الألفاظ لكون مفرداتها مبنية والمبني لا يجمع كما أنه لا يثنى.

ثم قال المصنف (1): «وإثبات ياءات اللّاتي واللّائي واللّواتي هو الأصل وحذفها تخفيف وتجنب للاستطالة» . قال: وقد بالغوا حتى حذفوا التّاء والياء من اللّاتي واللواتي فقالوا: الّلا والّلوا.

ثم قال: «والأظهر عندي أن الأصل في اللّوا اللّواء وفي اللّا اللّاء ثمّ قصرا» .

إذا تقرر ما ذكرناه فلنرجع إلى لفظ الكتاب وإيراد الشواهد.

أما اللائي بمعنى الذين فشاهده قول الشاعر:

341 -

رأيت بني عمّي الألى يخذلونني

على حدثان الدّهر إذ يتقلّب (2)

والأولاء فشاهده قول الآخر:

342 -

أبى الله للشّمّ الأولاء كأنّهم

سيوف أجاد القين يوما صقالها (3)

وأما اللاء بمعنى الذين فشاهده قول الآخر:

343 -

تروق عيون اللاء لا يطعمونها

ويروى بريّاها الضّجيع المكافح (4)

-

(1) شرح التسهيل: (1/ 195).

(2)

البيت من بحر الطويل في الشكوى وهو أول خمسة أبيات في ديوان الحماسة: (1/ 213) منسوبة لمرة بن عداء الفقعسي أو عمرو بن أسد الفقعسي، وآخرها قوله وسيأتي بعد:

كأنّك لم تسبق من الدّهر ليلة

إذا أنت أدركت الّذي كنت تطلب

والشاعر يشكو من أولاد عمه الذين لا ينصرونه ولا يقفون بجانبه في الشدة.

والبيت في معجم الشواهد (ص 36) وفي التذييل والتكميل: (3/ 33) وشاهده واضح.

(3)

البيت من بحر الطويل وهو لكثير عزة من قصيدة له في مدح عبد الملك بن مروان في الديوان (ص 87) وقبل بيت الشاهد قوله:

إذا النّاس ساموها حياة زهيدة

هي القتل والقتل الّذي لا شوى لها

اللغة: أبى: من الإباء وهو الامتناع أو أشده. الشّمّ: جمع أشم من الشمم وهو ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه وهو علامة الكرم

والعزة. الأولاء: بمعنى الذين وهو موضع الشاهد. أجاد: أحكم.

القين: الحداد وجمعه قيون كليث وليوث. صقالها: جلاءها.

والبيت غاية في مدح القوم بالعزة وعلو الهمة وشاهده واضح من الشرح.

وانظر البيت في معجم الشواهد (ص 226) وفي التذييل والتكميل: (3/ 35).

(4)

البيت من بحر الطويل قاله كثير عزة من قصيدة طويلة له في الغزل وهي في ديوانه (ص 187). -

ص: 665

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقال آخر:

344 -

فما آباؤنا بأمنّ منه

علينا اللّاء قد مهدوا الحجورا (1)

وأنشد المصنف بيتين آخرين وهما قول الشاعر:

345 -

أرحني من اللّائي إذا حلّ بينهم

يمشون في الدّارات مشي الأرامل (2)

وقول الآخر [1/ 222]:

346 -

من اللائي يعود الحلم فيهم

ويعطون الجزيل بلا حساب (3)

فلا يقال إن اللائي في هذين البيتين بالياء وهو إنما ذكر أن الذي بمعنى الذين هو -

- اللغة: تروق: تحسن، اللاء: بمعنى الذين وهو الشاهد: ريّاها: ريقها. الضجيع: زوج المرأة. المكافح:

الذي يقبل المرأة فجأة فعله كافح وكفح (القاموس: كفح).

والمعنى: هذه امرأة جميلة يتمناها الذين لا يستطيعون أن يقتربوا منها بينما يتمع بها واحد فقط هو زوجها.

والبيت ليس في معجم الشواهد وهو في شرح التسهيل (1/ 194). وفي التذييل والتكميل (3/ 35).

(1)

البيت من بحر الوافر وهو في المدح لم تزد نسبته على أنه لرجل من سليم.

اللغة: أمن: أفعل تفضيل من قولهم: من عليه إذا أظهر فضله وكرمه. اللاء: بمعنى الذين وهو موضع الشاهد. مهدوا: أصلحوا. الحجورا: جمع حجر بتثليث الحاء مع سكون الجيم وهو في الأصل حصن الإنسان ومعناه هنا فراشه ومهده.

المعنى: ليس آباؤنا الذين أصلحوا شأننا وسهلوا أمورنا بأشد نعمة من هذا الممدوح.

واستشهد به على: جعل اللاء بمعنى الذين وقد قرئ (واللاء يئسن)[الطلاق: 4] وفي البيت فصل بين الصفة والموصوف؛ لأن اللاء صفة لآباء.

والبيت في معجم الشواهد (ص 144) وفي التذييل والتكميل (3/ 35). وفي شرح التسهيل (1/ 194).

(2)

البيت من بحر الطويل قاله ابن الزبير كما في شرح التسهيل لابن مالك.

اللغة: أرحني: من الراحة وهو ضد التعب. بينهم: فراقهم. الدّارات: جمع دارة بمعنى الديار.

الأرامل: جمع أرمل من فقدت زوجها.

والمعنى: يأمر عبد الله بن الزبير صاحبه بأن يبعد عنه وعن نصرته هؤلاء الذين لا ينفعون وقت الشدة.

وشاهده: قوله: أرحني من اللائي حيث جاء فيه اللائي بمعنى الذين.

والبيت في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 194) وليس في معجم الشواهد ولا في التذييل والتكميل.

(3)

البيت من بحر الوافر وهو لكثير عزة من قصيدة له في مدح عبد العزيز بن مروان. (انظر القصيدة في ديوان كثير ص 281).

والبيت في وصف الممدوح وقومه بالحلم والكرم.

وشاهده كالذي قبله.

وهو في شرح التسهيل (1/ 194) وفي التذييل والتكميل (3/ 36). وليس في معجم الشواهد.

ص: 666

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

اللاء بغير ياء لأن اللاء هو فرع اللاتي فلا فرق بين إثبات الياء وحذفها لأن الكلمة واحدة.

وأما اللائين فشاهده قول الشاعر:

347 -

وإنّا من اللّائين إن قدروا عفوا

وإن أتربوا جادوا وإن تربوا عفّوا (1)

قال المصنف: و «اللاؤون» رفعا لغة هذيل ومنه قول بعضهم:

348 -

هم اللّاؤون فكوا الغلّ عنّي

بمرو الشّاهجان وهم جناحي (2)

ثم قال: «فقول القائل: وإنّا من اللّائين إن قدروا

البيت المتقدم - يحتمل أن يكون (على لغة من يبني وأن يكون)(3) على لغة من يعرب.

قال الشيخ: «ونسب المصنف لهذيل لغة «اللّاؤون» رفعا ولم ينسب «اللائين» مطلقا وكلاهما لغة هذيل» (4).

وأما شواهد ما دل على جمع التي: فقد أنشد المصنف أبياتا (5) منها قول الراجز:

349 -

جمعتها من أينق عكار

من اللّوا شرفن بالصّرار (6)

-

(1) البيت من بحر الطويل لم تشر مراجعه إلى قائله وهو في الفخر بالأخلاق الطيبة الحميدة.

اللغة: اللّائين: بمعنى الذين وهو موضع الشاهد. إن قدروا عفوا: هو بمعنى العفو عند المقدرة. وإن أتربوا جادوا: إن اغتنوا كانوا كرماء. وإن

تربوا عفّوا: إن افتقروا كانوا ذوي عفة، وفسره بعضهم عفوا بمعنى أعطوا وهو خطأ (الدرر: 1/ 57 محقق التذييل والتكميل).

والشاعر يفتخر هو وقومه بالحلم والكرم والعفة.

والبيت في شرح التسهيل (1/ 194) وفي التذييل والتكميل (3/ 36) وفي معجم الشواهد (ص 235).

(2)

البيت من بحر الوافر نسب في مراجعه إلى شاعر من هذيل ولم أجده في ديوان الهذليين.

والشاعر يتمدح بقوم ويصفهم بالمروءة حيث فكوا غله وأطلقوه وكان أسيرا عند بعض الناس بالموضع المذكور. وشاهده واضح من الشرح.

والبيت في معجم الشواهد (ص 89) وفي شرح التسهيل (1/ 194) وفي التذييل والتكميل (3/ 37).

(3)

ما بين القوسين ساقط من نسخة (ب).

(4)

التذييل والتكميل: (3/ 37).

(5)

شرح التسهيل: (1/ 195).

(6)

البيتان من الرجز المشطور رواهما صاحب اللسان عن اللحياني (مادة لوى: 5/ 4109).

اللغة: عكار: بكسر أوله وفتح ثانيه جمع مفرده عكرة محركة وهي القطعة من الإبل. اللّوا: بفتحتين مقصورا بمعنى اللاتي وهو الشاهد. الصّرار: مثل كتاب ما يشد على جزع الناقة لئلا يرضعها ولدها.

والشاعر يفتخر بأن لديه نوقا حسانا من أجود أنواع النوق. -

ص: 667

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومنها قول الآخر:

350 -

وكانت من اللّا لا يعيّرها ابنها

إذا ما الغلام الأحمق الأمّ عيّرا (1)

ومنه قول الآخر:

351 -

فدومي على العهد الّذي كان بيننا

أم أنت من اللّا ما لهنّ عهود؟ (2)

وأما اللاءات فالمعروف فيها البناء على الكسر. وقد أنشد المصنف على إعراب اللاءات كما ذكر قول الشاعر:

352 -

أولئك إخواني الّذين عرفتهم

وأخدانك اللّاءات زيّنّ بالكتم (3)

-

- والبيت في شروح التسهيل لابن مالك (1/ 195) وللمرادي (1/ 191) ولأبي حيان (3/ 38) وهو في معجم الشواهد (ص 481).

(1)

البيت من بحر الطويل قاله الكميت بن زيد الأسدي انظر كتاب: شعر الكميت بن زيد (1/ 221).

والبيت في مدح أم بأن أبنها يبرها ويحسن إليها. والرواية في الديوان يغيرها بالغين المعجمة في المضارع والماضي.

قال صاحب اللسان: تقول هن اللائي واللاء واللا فعلن ذلك، وشاهد اللائي بلا همز وبلا ياء وبلا مرّ قول الكميت: وأنشد بيت الشاهد وأنشد بعده أيضا البيت الآتي وهو قوله: فدومي على العهد .. إلخ.

(اللسان: مادة لوى ولتا).

والبيت في شرح التسهيل (1/ 195) وفي التذييل والتكميل (3/ 38) وفي معجم الشواهد (ص 140).

ترجمة الكميت: هو الكميت بن زيد من بني أسد شاعر إسلامي ويكنى بشاعر آل البيت لأنه مدحهم كثيرا. ولد بالكوفة سنة (60 هـ) كان فارسا شجاعا وكان خطيبا لبني أسد فقيها للشيعة وكان معلما أصم لا يسمع شيئا. انحاز إلى أهل البيت كثيرا ومدحهم بقصائد كبيرة تسمى الهاشميات ترجمت إلى الألمانية كما كانت بينه وبين الطرماح مودة مع تباعد في الرأي والدين والتقى بالفرزدق وكان شديد التكلف في شعره كثير السرقة، وله ديوان شعر مطبوع وكتبت في سيرته بعض الكتب توفي عام (126 هـ) الأعلام (6/ 92)، الشعر والشعراء (2/ 585).

(2)

البيت من بحر الطويل رواه صاحب اللسان بلا نسبة (مادة: لوى) وصاحب الأمالي الشجرية (3/ 61) تحقيق الدكتور الطناحي.

وكذلك صاحب معجم الشواهد (ص 103) وكذلك هو في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 195) إلا أنه في التذييل والتكميل منسوبا إلى الكميت بن زيد (3/ 38). ولم أجده في ديوانه.

والشاعر يأمر فتاته بأن تترك طبائع بني جنسها وتفي له وتعترف بفضله وهو يطلب مستحيلا كما قال، وشاهده كالذي قبله.

(3)

البيت من بحر الطويل لم ينسب في مراجعه وهو في الوصف.

اللغة: إخوان: جمع أخ وهو في النسب أولا ثم كان في غيره. أخدان: جمع خدن وهو من يخادنك -

ص: 668

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأنشد شاهدا على مجيء الألى بمعنى اللاتي قول الشاعر:

353 -

فأمّا الأولى يسكن غور تهامة

فكلّ فتاة تترك الحجل أقصما (1)

وقد جاء بمعنى الذين وبمعنى اللاتي في بيت واحد مشهور وهو:

354 -

وتبلي الألى يستلئمون على الألى

تراهنّ يوم الرّوع كالحدإ القبل (2)

وأشار المصنف بقوله: وقد ترادف الّتي واللّاتي ذات وذوات مضمومتين مطلقا إلى ما ذكره في الشرح وهو أنه قال (3): «روى الفراء عن بعض فصحاء العرب -

- في كل أمر ظاهر وباطن. اللّاءات: جمع التي وقد روي بكسر آخره مبنيّا وبضمه معربا وهو موضع الشاهد. الكتم: مصدر كتم السر يكتمه من باب نصر.

والشاعر يصف أصدقاءه وأصدقاء صاحبه بخير. والشاهد في شروح التسهيل لابن مالك: (1/ 192).

ولأبي حيان: (3/ 38). وللمرادي: (1/ 191). وهو في معجم الشواهد (ص 326).

(1)

البيت من بحر الطويل وهو في لسان العرب (مادة فصم) منسوب لعمارة بن راشد وقد وجدته في ديوان حميد بن ثور منسوبا إليه في الحاشية (ص 21) وهو إضافة لقصيدته الطويلة التي مطلعها:

سل الرّبع أنّى يمّمت أمّ سالم

وهل عادة للربع أن يتكلّما

اللغة: الأولى: بمعنى اللات وهو موضع الشاهد. غور تهامة: الأماكن البعيدة منها. الحجل: القيد والمراد به هنا الخلخال. أفصما: الفصم بالفاء الكسر من غير إبانة وبالقاف الكسر مع الإبانة ومعناه هنا مكسور من امتلاء ساقها.

والشاعر يمدح هؤلاء النساء اللاتي يسكن في تهامة ويلبسن الخلاخيل في كعوبهن. والبيت في معجم الشواهد (ص 332) وفي التذييل والتكميل: (3/ 40).

(2)

البيت من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي من بحر الطويل وهي في شرح أشعار الهذليين (1/ 88) مطلعها:

ألا زعمت أسماء ألّا أحبّها

فقلت بلى لولا ينازعني شغلي

اللغة: تبلي: من الإبلاء أي تصيب وروي مكانه تفنى بالفاء والضمير يعود على الخطوب في بيت سابق وهو:

فتلك خطوب قد تملّت شبابنا

قديما فتبلينا الخطوب وما تبلي

يستلئمون: يلبسون اللّأمة وهي الدرع. يوم الروع: يوم الحرب. الحدأ: جمع حدأة كعتبة، طائر معروف. القبل: بضم فسكون جمع قبلاء وهي التي في عينها قبل بالتحريك وهو الحول.

والمعنى: أن المنية وحوادث الدهر تفني الناس جميعا حتى هؤلاء الدارعين والمقاتلين فوق الخيول القوية التي تشبه الحدأ في سرعتها وخفتها. وشاهده: استعمال الألى مرة لجمع الذي ومرة لجمع التي.

والبيت في معجم الشواهد (ص 300) وفي شروح التسهيل لابن مالك (1/ 193) ولأبي حيان (3/ 40) وللمرادي: (1/ 191).

(3)

شرح التسهيل (1/ 195) وانظر فيما رواه الفراء: الهمع (1/ 84) وحاشية الصبان (1/ 158).

ص: 669

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بالفضل ذو فضلكم الله به، والكرامة ذات أكرمكم الله به. أراد التي أكرمكم الله بها فحذف الألف وحرك الباء بحركة الهاء، وأنشد في ذوات بمعنى اللاتي:

355 -

جمعتها من أينق موارق

ذوات ينهضن بغير سائق (1)

أراد اللاتي ينهضن. وتاء ذات وذوات مضمومة أبدا. انتهى (2).

وذكر الشيخ بهاء الدين بن النحاس: أنّ استعمال ذات وذوات هذا الاستعمال هو لغة طيئ (3). ولم يتعرض المصنف إلى تثنية ذات المذكورة وقد تعرض إليها غيره وذكر ذلك صاحب المقرب فقال (4): «وذات في لغة طيئ

وتثنيتها وجمعها عند بعضهم فتقول في تثنية ذات: ذواتا في الرّفع وذواتي في النّصب والخفض وفي جمعها: ذوات بضمّ التاء في الأحوال كلّها. أنشد الفرّاء

» ثمّ ذكر البيت المتقدم الإنشاد.

(1) البيتان من الرجز المشطور وهما مفردان في ملحقات ديوان رؤبة (ص 180) من الديوان «الملحقة رقم: 70» .

اللغة: أينق: جمع ناقة وفي الجمع قلب مكاني وإعلال مشهوران. موارق: جمع مارقة من مرق السهم إذا نفذ وأسرع. ذوات: جمع ذات بمعنى اللاتي مبنى على الضم وهو موضع الشاهد.

ينهضن: يسرعن ويقمن. بغير سائق: أي بغير حاد ودافع لها.

والشاعر: يصف إبله بأنها عظيمات تخيرها من عظيمات قويات تمشي دون حاد لها لخفتها.

والشاهد في شرح التسهيل (1/ 196) وفي التذييل والتكميل (3/ 41) وفي معجم الشواهد (ص 509).

(2)

شرح التسهيل (1/ 196).

(3)

هذا الذي نسبه الشارح إلى ابن النحاس وهو أن استعمال ذات وذوات أسماء موصولة مبنية على الضم هو لغة طيئ مشهور لا يحتاج إلى نسبة. أما الذي نسبه أبو حيان إلى بهاء الدين بن النحاس فهو: أنه حكى إعراب ذوات الموصولة إعراب ذوات بمعنى صاحب، فترفع بالضمة وتجر وتنصب بالكسرة. قال عنه:

وهذا غريب والأفصح في ذات ألا تثنى ولا تجمع بل تكون ذات للمؤنثة المفردة ومثناها ومجموعها وأن تبنى على الضم حال الرفع والنصب والجر (التذييل والتكميل: 3/ 41) وقال السيوطي في الهمع (1/ 83):

وذوات بالبناء على الضم في لغة طيئ وبالإعراب كجمع المؤنث السالم في لغة حكاها ابن النحاس.

(4)

نصه في المقرب هكذا: وتقول في تثنية ذو الطّائية: ذوا في الرّفع وذوي في النّصب والخفض، وتقول في تثنية ذات الطّائيّة ذواتا في الرفع وذواتي في النّصب والخفض وفي جمعها ذوات بضمّ التّاء في الأحوال كلّها. أنشد الفراء:

جمعتها من أينق موارق

ذوات ينهضن بغير سائق

المقرب (1/ 57، 58)(مطبعة العاني ببغداد).

ص: 670