الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[من وما: أنواعهما - معناهما]
[1/ 248] قال ابن مالك: (وتقع من وما شرطيّتين واستفهاميّتين ونكرتين موصوفتين ويوصف بما على رأي ولا تزاد من خلافا للكسائي ولا تقع على غير من يعقل إلّا منزلا منزلته أو مجامعا له شمول أو اقتران خلافا لقطرب وما في الغالب لما لا يعقل وحده وله مع من يعقل ولصفات من يعقل وللمبهم أمره وأفردت نكرة وقد تساويها من عند أبي عليّ وقد تقع الّذي مصدريّة موصوفة بمعرفة أو شبهها في امتناع لحاق «أل»).
ــ
ولعل هذا الكلام جرى مجرى المثل، والأمثال لا تغير (1).
وأما ما أحسن زيدا: فما فيه بمعنى شيء ولهذا تقول النحاة: إنها نكرة تامة في هذا الموضع. وإذا كان كذلك فمعناها موافق في لفظها في الإفراد والتذكير فلا يقال إن الحمل على اللفظ خاصة بل الحمل على اللفظ والمعنى معا لاتفاقهما.
ولنختم هذا الكلام بمسألة: وهي قولك: جاءني من خرج أنفسه؛ اعتبر اللفظ في الضمير والمعنى في التأكيد فجمع النفس ثم اللفظ في الضمير المضاف إليه التأكيد فأجازها الكسائي وهشام ومنعها الفراء (2).
قال ناظر الجيش: لما ذكر أنّ من وما موصولتان وكانا يستعملان غير موصولتين شرع في تبيين ذلك، وفي ذكر ما يختص به إحدى الكلمتين عن الأخرى وختم الفصل بأمر ثالث وهو أن الذي قد تستعمل مصدرية وأنها توصف فيستغنى بالوصف عن الصلة فالكلام إذن في ثلاثة مقاصد:
- الأول: أن من وما يقعان شرطيتين واستفهاميتين ونكرتين موصوفتين كما وقعتا -
(1) قال سيبويه في كتابه: (1/ 50) ومثل قولهم: من كان أخاك قول العرب: ما جاءت حاجتك بالنّصب كأنّه قال: ما صارت حاجتك ولكنّه أدخل التّأنيث على ما حيث كانت الحاجة كما قال بعض العرب: من كانت أمك حيث أوقع من على مؤنث وإنّما صيّر جاء بمنزلة كان في هذا الحرف وحده لأنه بمعنى المثل
…
ومن يقول من العرب: ما جاءت حاجتك بالرّفع كثير كما يقول: من كانت أمّك ولم يقولوا ما جاء حاجتك كما قالوا: من كان أمّك لأنه بمنزلة المثل فألزموه التّاء كما اتفقوا على: لعمر الله في اليمين. وقد تكرر هذا المثل في كتاب سيبويه أكثر من مرة (2/ 179)، (3/ 248).
(2)
انظر المسألة بالتفصيل في التذييل والتكميل (3/ 114).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
موصولتين: فمثالهما شرطيتين قوله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (1)، وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ (2)، وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ (3).
ومثالهما في الاستفهام قوله تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (4). وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (5).
ومثالهما نكرتين موصوفتين قولهم: مررت بمن معجب لك أي بإنسان معجب لك.
ومنه قول الشاعر:
421 -
ألا ربّ من تفتشه لك ناصح
…
ومؤتمن بالغيب غير أمين (6)
وقول الآخر:
422 -
ربّما تكره النّفوس من الأم
…
ر له فرجة كحلّ العقال (7)
فما بمنزلة شيء، وتكره النفوس صفة له، والعائد محذوف، والتقدير رب شيء تكرهه النفوس من الأمر ولا تكون ما هذه هي المهملة (8) لأن تلك حرف فلا يعود عليها ضمير. -
(1) سورة البقرة: 269.
(2)
سورة البقرة: 197.
(3)
سورةآل عمران: 115.
(4)
سورة النساء: 87.
(5)
سورةطه: 17.
(6)
البيت من بحر الطويل ومع أنه في كثير من كتب النحو واللغة وفي كتاب سيبويه (2/ 109) إلا أنه مجهول القائل.
ومعناه: قاعدة من القواعد الاجتماعية وهي: رب شخص تنبه إلى الغش وهو سليم الطوية ناصح لك، ورب آخر تظنه صديقا لك أمينا على سرك بينما يتمنى لك الضرر.
وشاهده: وقوع من نكرة، في قوله: ألا رب من تفتشه؛ لأن رب لا تدخل إلا على النكرات وقد وصفت «من» بالجملة بعدها.
وناصح: يحتمل أن تكون صفة أخرى لمن فتجر ويكون خبر من محذوفا ويحتمل أن تكون هي الخبر فترفع.
ومؤتمن وغير: يجوز فيهما الرفع والجر على التأويلات المذكورة.
والبيت في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 215) وفي شرح أبى حيان (3/ 117) وفي معجم الشواهد (ص 400).
(7)
البيت من بحر الخفيف سبق الحديث عنه. والشاهد فيه هنا: مجيء ما بمعنى الاسم النكرة الموصوف بجملة كما في الشرح.
(8)
أي الزائدة اللاحقة رب والتي تكفها عن عمل الجرّ وتؤهلها للدخول على الجملة بنوعيها كقوله تعالى: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا [الحجر: 2]؛ لأن هذه حرف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وأنشدوا أيضا على ذلك:
423 -
سالكات سبيل قفرة بدّي
…
ربّما ظاعن بها ومقيم (1)
فما بمنزلة إنسان وقعت على من يعقل؛ لأن الموضع عموم وظاعن خبر ابتداء مضمر ومقيم معطوف عليه، والجملة في موضع صفة، والتقدير رب إنسان هو ظاعن بقلبه إلى أحبته الذين ظعنوا عن هذه البلدة ومقيم بجسمه فيها.
ولا يكون ما كافة لأن رب التى تلحقها ما الزائدة لا تدخل على الجملة الاسمية ويعود الضمير عليها (2).
ثم اعلم أن الكسائي: يدعي أن العرب لا تستعمل من نكرة موصوفة إلا بشرط وقوعها في موضع لا يقع فيه إلا النكرة نحو قولك: ربّ من عالم أكرمت وربّ من أتاني أحسنت إليه (3) أي رب إنسان آت إليّ أحسنت إليه ومنه قول الشاعر:
424 -
ربّ من أنضجت غيظا قلبه
…
قد تمنّى لي موتا لم يطع (4)
وقد رد عليه بقول الشاعر:
425 -
فكفى بنا فضلا على من غيرنا
…
حبّ النّبيّ محمّد إيّانا (5)
(1) البيت من بحر الخفيف لم أجده إلا في التذييل والتكميل (3/ 120) ولم ينسب لقائل.
وصاحبه يصف إبلا سلكت صحراء مقفرة يقيم فيها بعض الناس ويرتحلون.
وشاهده واضح من الشرح.
(2)
هذا كلامه، وفي المغني (1/ 310) في حديث عن رب هذه اللاحق بها ما الزائدة، قال ابن هشام:«ولا يمتنع دخولها على الجملة خلافا للفارسيّ» .
(3)
انظر في رأي الكسائي التذييل والتكميل (1/ 673) والمغني (1/ 328).
(4)
البيت من بحر الطويل قائله سويد بن أبي كاهل اليشكري من قصيدة طويلة له تسمى اليتيمة سبق الحديث عنها وبعد بيت الشاهد قوله (المفضليات للتبريزي: 1/ 70):
ويراني كالشّجا في حلقه
…
عسرا مخرجه ما ينتزع
قد كفاني الله ما في نفسه
…
ومتى ما يكف شيئا لا يضع
وشاهده: تنكير من وجوبا لدخول رب عليها ورب خاصة بالنكرات، وجملة أنضجت: صفة لهذه النكرة. وجملة قد تمنى: قد تكون صفة أخرى وقد تكون الخبر.
والبيت في معجم الشواهد (ص 208) وفي التذييل والتكميل (3/ 118).
(5)
البيت من بحر الكامل نسب لحسان ولم أجده في ديوانه كما نسب لعبد الله بن رواحة ولم أجده أيضا في ديوانه وقيل هو لكعب بن مالك (الخزانة: 6/ 122). -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
فإنه روي بخفض غير نعتا لمن.
ــ
وأما المقصد الثاني (1) ففيه مسائل:
الأولى: أن ما تقع صفة دون من: وإليه الإشارة بقوله: ويوصف بما على رأي.
قال المصنف: «واختلف في ما من نحو قولهم: لأمر ما جدع قصير (2) أنفه فالمشهور [1/ 249] أنها حرف زائد منبه على وصف مراد لائق بالمحل.
وقال قوم: هي اسم موصوف به والأول لأن زيادة ما عوضا عن محذوف ثابتة في كلامهم من ذلك قولهم: «أمّا أنت منطلقا انطلقت» فزادوا ما عوضا من كان، ومن ذلك قولهم: حيثما تكن أكن فزادوا ما عوضا من الإضافة وليس في كلامهم نكرة موصوف بها جامدة كجمود ما إلا وهي مردفة بمكمل كقولهم: مررت برجل أي رجل، وأطعمنا شاة كل شاة، وهذا رجل ما شئت من رجل؛ فالحكم على ما المذكورة بالاسمية واقتضاء الوصفية حكم بما لا نظير له فوجب اجتنابه» انتهى (3).
والمغاربة أثبتوا وقوعها صفة، قال ابن عصفور (4): ومثال كونها صفة قولك: -
- والبيت يفتخر به شاعر الأنصار أن النبي عليه السلام آثرهم بحبه وفضلهم على غيرهم حيث هاجر إليهم.
والشاهد في البيت: ورود من نكرة موصوفة دون أن تدخل عليها رب، وفي هذا البيت رد على الكسائى الذي يدعي أن من لا تستعمل نكرة موصوفة إلا في موضع لا تقع فيه إلا النكرة. ووجه الرد أن غيرنا في البيت وردت مجرورة على أنها نعت لمن فدل على أن من نكرة وهذا الموضع لا يختص بالنكرات.
كما روي البيت برفع غير فتحتمل من أن تكون نكرة أيضا والجملة بعدها صفة في موضع جر وأن تكون موصولة والجملة بعدها صلة وحذف العائد.
قال أبو حيان: وللكسائي أن يقول: من في البيت زائدة والتقدير: على غيرنا إذ من مذهبه جواز زيادة من.
واستشهد ابن هشام بالبيت على زيادة الباء في فاعل كفى المتعدية لواحد (مغني اللبيب: 1/ 109).
والبيت ومراجعه في معجم الشواهد (ص 388) وفي التذييل والتكميل (3/ 119).
(1)
وهو ذكر ما يختص به إحدى الكلمتين (من وما) عن الأخرى.
(2)
مثل من أمثال العرب (مجمع الأمثال: 3/ 121) قالته الزباء لما رأت قصير بن سعد اللخمي قد قطعت أنفه وسبب ذلك أنه أراد أن يتودد للزباء لتطمئن إليه فيستطيع أن يأخذ بثأر صاحبه جذيمة ابن الأبرش من الزباء فقطع أنفه وادعى أن عمرو بن عدي عدوها هو الذي فعل به ذلك وبرع في تلك الحيلة فاطمأنت إليه الزباء فكان ذلك سببا في قتلها.
(انظر مجمع الأمثال: 1/ 216) وهي قصة طريفة.
(3)
شرح التسهيل: (1/ 242).
(4)
انظر نصه في شرح الجمل له: (3/ 40) باب مواضع ما وهي تسعة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
فعلت هذا لأمر ما؛ أي لأمر عظيم فما لإبهامها ضمنت معنى عظيم لأن العرب تستعمل الإبهام في موضع التعظيم كقوله تعالى: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (1)، وكقوله تعالى: الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) ومن كلامهم لأمر ما جدع قصير أنفه أي لأمر عظيم ومنه:
426 -
[عزمت على إقامة ذي صباح]
…
لأمر يسوّد من يسود (3)
أي لأمر عظيم.
قال: ولا يمكن أن تكون ما زائدة؛ لأن زيادتها أولا وآخرا تقل ولا يحفظ منه إلا قولهم: أفعله آثرا ما أي آثرا له على غيره، ولأنها تعطي التعظيم ولا يستعمل نعتا إلا إذا قصدته ولو كانت زائده لم يكن في الكلام معنى التعظيم.
وجعلها ابن السّيد (4) بعد أن حكم بوصفيتها ثلاثة أقسام (5):
قسم يراد به التعظيم: ومنه إنشاد سيبويه لأمر ما يسوّد من يسود ومنه قول -
(1) سورةطه: 78.
(2)
سورة الحاقة: 1، 2.
(3)
البيت من بحر الوافر قاله أنس بن مدركة الخثمعي مفتخرا عند ما غزا أعداء قومه ذات صباح وغنم منهم فلما رجع سوده قومه عليهم (انظر ذلك في خزانة الأدب: 3/ 87).
والبيت استشهد به سيبويه (1/ 227) على خروج ذي صباح عن الظرفية ثم جرها بالإضافة على لغة خثعم. وأما شاهده هنا فهو أن ما يراد بها التعظيم. فهي نكرة وصف بها ما قبلها والتقدير لأمر عظيم.
والبيت في معجم الشواهد (ص 106) وفي شرح التسهيل لأبي حيان: وللمرادي (1/ 230).
والشطرة الثانية جعلها الميداني من أمثال العرب في كتابه مجمع الأمثال (1/ 121)
(4)
هو عبد الله بن محمد بن السيد بكسر السين أبو محمد البطليوس نزيل بلنسية كان عالما باللغات والآداب متبحرا فيهما وقد انتصب لإقراء النحو واجتمع إليه الكثير وكان شاعرا ومن شعره:
أخو العلم حيّ خالد بعد موته
…
وأوصاله تحت التّراب رميم
وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى
…
يظنّ من الأحياء وهو عديم
مصنفاته كثيرة: ومنها: إصلاح الخلل الواقع في الجمل للزجاجي (مطبوع: تحقيق د/ حمزة النشرتي دار المريخ بالرياض) وله كتاب: الحلل في شرح أبيات الجمل (مطبوع بتحقيق د/ مصطفى إمام - مكتبة المتنبي 1979 م). شرح أدب الكاتب وشرح سقط الزند وديوان المتنبى والموطأ وغيره.
قارب ثمانين السنة في حياته حيث ولد سنة (444 هـ) ومات سنة (521 هـ) ببلنسية.
ترجمته في الأعلام (4/ 268)، بغية الوعاة (2/ 55).
(5)
إصلاح الخلل الواقع في الجمل (ص 350) تحقيق مصطفى إمام وهو بنصه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
القائل:
427 -
[وحديث الركب يوم هنا]
…
وحديث ما على قصره (1)
أي حديث طويل وإن كان قصيرا.
وقسم يراد به التحقير: كقولك لمن سمعته يفخر بما أعطاه وهل أعطيت إلا عطية ما.
وقسم يراد به التنويع: نحو ضربته ضربا ما أي نوعا من الضرب ومنه قول العرب: أفعله آثرا ما كأنه قال نوعا ما من الإيثار وآثر مصدر جاء على فاعل.
الثانية: أن من: قال الكسائي بجواز زيادتها (2): واستشهد بقول الشاعر:
428 -
يا شاة من قنص لمن حلّت له
…
حرمت عليّ وليتها لم تحرم (3)
قال المصنف (4): ولا حجة فيه لوجهين: أحدهما: أن الرواية المشهورة يا شاة -
(1) البيت من بحر المديد قاله امرؤ القيس من قصيدة له مطلعها (الديوان ص 127):
ربّ رام من بني ثعل
…
مفلح كفّيه في قتره
وشاهده واضح وهو في التذييل والتكميل (3/ 122).
وجاءت الشطرة الأولى في لسان العرب (مادة هنا) شاهدا على أن كلمة هنا اسم موضع غير مصروف لأنه ليس معروفا في الأجناس فهو كجحا.
والبيت ليس في معجم الشواهد.
(2)
شرح التسهيل (1/ 216)، التذييل والتكميل (3/ 124)، المغني (1/ 329).
(3)
البيت من بحر الكامل من معلقة عنترة الطويلة المشهورة التي يتحدث فيها عن شجاعته وفروسيته ويشرح جانبا من غزله ومطلعها (شرح ديوان عنترة ص 164، شرح المعلقات السبع ص 154).
هل غادر الشّعراء من متردّم
…
أم هل عرفت الدار بعد توهّم
وبعد بيت الشاهد قوله:
فبعثت جاريتي وقلت لها اذهبي
…
فتحسّسي أخبارها لي واعلمي
قالت رأيت من الأعادي غرّة
…
والشّاة ممكنة لمن هو مرتمي
اللغة: الشاة: كناية هنا عن المرأة. القنص: الصيد. الغرّة: الغفلة. لمن هو مرتمي: لمن يتجرأ ويذهب إليها، وشاهده واضح.
والبيت في معجم الشواهد (ص 374) وفي شرح التسهيل (1/ 216) وفي التذييل والتكميل (3/ 124).
(4)
شرح التسهيل (1/ 216).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ما قنص بزيادة ما. والثاني: أن من على تقدير صحة الرواية يحتمل أن تكون نكرة موصوفة بقنص على تقدير: يا شاة رجل قنص أي ذي قنص. والحمل على هذا راجح؛ لأنه تقدير شائع أمثاله بإجماع؛ إذ ليس فيه إلا حذف مضاف وإقامة المضاف إليه مقامه وأمثال ذلك كثيرة بخلاف ما ذهب إليه الكسائي فإنه لم يثبت مثله دون احتمال فوجب اجتنابه.
الثالثة: الشائع الذائع أن من لمن يعقل وأن ما لما لا يعقل ثم إن في كل خلافا.
أما من: فالقول بأنها تقع على غير العاقل ضعيف واقتصر المصنف على نسبة هذا القول إلى قطرب فقال (1): وزعم محمّد بن المستنير الملقّب قطربا أنّ من تقع على من لا يعقل دون اشتراط ما يصحّح ذلك وجعل منه قوله تعالى: وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (2)[1/ 250] وهذا القول غير مرضي إذ لا دليل عليه ولا محوج إليه انتهى.
ووجه الدلالة لقطرب من الآية الشريفة: أن المراد بمن لا يخلق الأوثان والأصنام (3) وهذا الاستدلال لا يتم لاشتراك العاقل وغير العاقل بمن لا يخلق؛ إذ قد عبد من دون الله من يعقل أيضا كما عبد من لا يعقل وسيأتي أن من تستعمل لغير العاقل إذا خالط من يعقل.
والحق أنها مختصة بمن يعقل ولا تستعمل فيما لا يعقل إلا في حالتين:
إحداهما: أن تنزل منزلة من يعقل كقوله تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ (4) فعبر بمن عن الأصنام لتنزيلها منزلة من يعقل. ومنه قول الشاعر:
429 -
بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بي
…
فقلت ومثلي بالبكاء جدير
(1) المرجع السابق والهمع (1/ 91).
(2)
سورة الحجر: 20.
(3)
انظر إلى هذا الخطأ الذي وقع فيه الشارح: الآية التي احتج بها قطرب على أن من تقع على غير العاقل هي قوله تعالى: وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ ووجه الدلالة فيها: أن من لم يرزقه الناس هو الطيور والوحوش التي جعلها الله للناس غير عاقلة وأوقع عليها من، أما الشارح فقد شرح آيةأخرى وهي قوله تعالى: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ [النحل: 17].
(4)
سورة الأحقاف: 5.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أسرب القطا هل من يعير جناحه
…
لعلّي إلى من قد هويت أطير (1)
وقال امرؤ القيس:
430 -
ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالي
…
وهل يعمن من كان في العصر الخالي (2)
فأطلق من على سرب القطا وكذا على الطل لأنهما نزلا منزلة من يعقل لما.
الثانية: إذا جاء مع من يعقل بشمول أو اقتران أما الشمول فكقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (3)، وكقوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ (4) لأن الماشي على رجليه عاقل كالإنسان وغير عاقل كالطائر.
وأما الاقتران فقوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ (5) ثم قال: وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ (6).
قال ابن الضائع: «قوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ (7) ممّا غلّب فيه من يعقل على من لا يعقل لاختلاطهما وذلك أنّ كلّ دابة هنا يعمّ العاقل وغيره فغلّب من يعقل فقيل: فمنهم من؛ لأن هم ضمير العاقلين؛ فلما كان المذكور بعد منهم بعض هذا الضّمير الّذي هو العاقل عبّر عنه بلفظ من يعقل أيضا تتميما -
(1) البيتان من بحر الطويل من قصيدة لمجنون ليلى في ديوانه (ص 137) صدرت بالآتي:
بينما هو سائر وهو هائم على وجهه إذ مر بسرب من قطا يتطاير فقال:
شكوت إلى سرب القطا وهما بيتا الشاهد، وبعدهما:
فجاوبني من فوق غصن أراكة
…
ألا كلّنا يا مستعير معير
وأيّ قطاة لم تعرك جناحها
…
فعاشت بضرّ والجناح كسير
كما نسب البيتان للعباس بن الأحنف والشاهد فيهما واضح. ومراجع البيتين في معجم الشواهد (ص 157) وهما في شرح التسهيل (1/ 217) وفي التذييل والتكميل (3/ 125) وفي شرح المرادي (1/ 222).
(2)
البيت مطلع قصيدة طويلة لامرئ القيس يصف فيها لهوه وجريه وراء النساء ودخوله عليهن ليلا وبعد المطلع يقول (الديوان ص 27):
وهل يعمن إلّا سعيد مخلّد
…
قليل الهموم ما يبيت بأوجال
ومعنى بيت الشاهد: دعاء للطل أن يسلم من عوامل الزمن والآفات ويقصد به أهله ثم استبعد كيف ينعم الطلل. وقد تفرق عنه أهله. ثم ذكر أنه لا ينعم إلا قليل الهموم فارغ البال.
وشاهده واضح من الشرح.
ومراجعه كثيرة في معجم الشواهد (ص 386). وهو في شرح التسهيل لأبي حيان (3/ 125).
(3)
سورة النور: 41.
(4)
،
(5)
،
(6)
،
(7)
سورة النور: 45.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
للتّغليب» انتهى.
وأما ما: فمذهب المصنف أنها تقع على العاقل لكن ذلك قليل ويدل على هذا قوله: وما في الغالب لما لا يعقل قال: واحترزت بالغالب من نحو قوله تعالى: ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ (1) ومنه قول بعض العرب: سبحان ما سخر كن لنا.
والذي ذهب إليه المصنف من ذلك هو رأي ابن خروف وزعم أنه مذهب سيبويه وهو مذهب أبي عبيدة (2) وابن دستوريه (3) ومكي (4) واستدلوا بما استدل به المصنف وبقول العرب: سبحان ما سبّح الرّعد بحمده، وبقول الله تعالى:
وَالسَّماءِ وَما بَناها (5) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (6) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (5) وبقوله تعالى: وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (6).
وقد تأول المخالفون (7) هذه الأدلة بجعل ما مصدرية فقالوا: التقدير ما منعك أن -
(1) سورةص: 75.
(2)
معمر بن المثنى البصري النحوي المولود سنة (111 هـ) ومعمر بفتح ميميه بينهما عين ساكنة والمثنى بضم الميم وتشديد النون. عالم بالغريب وأيام العرب وأخبارها تعلم على يديه الكثير منهم هارون الرشيد الخليفة ووزيره الفضل بن الربيع والمازني وأبو نواس والقاسم بن سلام وهو الذي سئل في مجلسه عن قوله تعالى: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ [الصافات: 65] فأجاب بأن العرب في التهويل تشبه بما ليس موجودا لشدة الخوف. كان سليط اللسان يؤذي به كثيرا من الناس ولذلك تحاشوه وبعدوا عنه ولما مات سنة (209 هـ) لم يحضروا جنازته.
مصنفاته كثيرة جدّا: منها كتاب مجاز القرآن، وغريب القرآن، ومعاني القرآن، والشعر والشعراء، وكتب في التاريخ ووصف الحيوان.
انظر ترجمته في وفيات الأعيان: (5/ 235)، نزهة الألباء (ص 104)، بغية الوعاة:(1/ 294).
(3)
هو أبو محمد المرزبان سبقت ترجمته.
(4)
هو أبو محمد مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار القيسي الأندلسي ولد بالقيروان سنة (355 هـ) ونشأ بها، وسافر إلى مصر ثم رجع إلى القيروان، ومنها خرج إلى مكة وارتحل إلى الاندلس، وولي خطابة جامع قرطبة حتى توفي بها سنة (437 هـ) وكان نحويّا فاضلا كما كان عالما بالقراءات وله فيها كتب كثيرة.
مصنفاته: الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها وهو مطبوع مشهور بتحقيق الدكتور (محيي الدين عبد الرحمن رمضان) وله الهداية إلى بلوغ النهاية في معاني القرآن الكريم وتفسيره وأنواع علومه وله كتاب إعراب مشكل القرآن، وله الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه وله كتب أخرى.
انظر في ترجمته معجم المؤلفين: (13/ 3). نزهة الألباء (ص 3437). بغية الوعاة: (2/ 298).
(5)
سورة الشمس: 5 - 7.
(6)
سورة الكافرون: 3.
(7)
أي القائلون بأن ما لا تكون إلا لغير العاقل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
تسجد لخلقي أي لمخلوقي ولا أعبد عبادتكم أي معبودكم ولا يخفى ما في هذا من التكلف، وكذا قالوا: التقدير والسماء وبنائها وطحوها وتسويتها قالوا والضمير في بناها وما بعدها عائد على الله تعالى (1)[1/ 253] وإن لم يتقدم له ذكر لأن ذلك معلوم من السياق والتكلف في هذا أيضا غير خفي.
وقال ابن الضائع في وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (2): «إن ذلك من باب المقابلة، يعني أنه جاء في مقابلة لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (3) وقد يجوز عند المقابلة ما لا يجوز ابتداء وهو كثير في القرآن العزيز وكلام العرب» انتهى.
ثم مجيء ما لما لا يعقل وحده كثير وذكر المصنف (4) أنها تستعمل للعاقل إذا انضم لغير العاقل ولصفات من يعقل وللمبهم أمره.
أما الأول: فكقوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ (5).
أما الثاني: فكقوله تعالى: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ (6) المراد الطيب وهذه العبارة أولى.
وأما الثالث: فكقولك وأنت ترى شبحا مقدرا إنسانيته وعدم إنسانيته: أبصر ما هناك. قال المصنف: وكذلك لو علمت إنسانيته ولم تدر أذكر هو أم أنثى. ومنه قوله تعالى: إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً (7).
المسألة الرابعة: أن ما إن أفردت فهي نكرة. قال المصنف (8): وأردت بإفرادها نكرة إخلاصها من صفة ومن تضمين معنى شرط أو استفهام، وذلك في ثلاثة أماكن: وهو باب التعجب نحو ما أحسن زيدا (9). وباب نعم وبئس على -
(1) سقط ترقيم صفحتين من الأصل هنا.
(2)
سورة الكافرون: 3.
(3)
سورة الكافرون: 4.
(4)
شرح التسهيل (1/ 244).
(5)
سورة النحل: 49.
(6)
سورة النساء: 3.
(7)
سورةآل عمران: 35.
(8)
شرح التسهيل (1/ 218).
(9)
أجمع النحاة على أن ما في باب التعجب مبتدأ لأنها مجردة للإسناد إليها ثم اختلفوا فقال سيبويه:
«هي نكرة تامة بمعنى شيء وابتدئ بها لتضمنها معنى التعجب» ، وقال الفراء:«هي استفهامية» .
وقال الأخفش: «هي معرفة ناقصة بمعنى الذي وما بعدها صلة فلا موضع له أو نكرة ناقصة وما بعدها صفة» .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
رأي (1) يعني في نحو قوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ (2).
وقولهم: إني مما أفعل (3) أي إني من أمر أن أفعل أي من أمر فعلي قال الشاعر:
431 -
ألا غنّيا بالزّاهريّة إنّني
…
على النّأي ممّا أن ألمّ بها ذكرا (4)
أي إني من أمر إلمامي. قال المصنف في شرح الكافية (5):
«وحيثما جيء بما وبعدها أن أفعل فهذا تأويلها عند قوم والصّحيح غير ذلك» (6) والذي ذكره في باب نعم وصححه (7): «أنّ ما في نعمّا فاعلة وأنها اسم تام معرفة وأن -
(1) قوله على رأي: يشير إلى الخلاف بين النحاة في نوع ما إذا وقعت بعد نعم وبئس وقد ذكره مفصلا في شرحه على التسهيل. يقول في حديث عن التمييز في باب نعم وبئس:
ونبهت على أن التمييز لا يكون إلا صالحا للألف واللام مع أن كل مميز لا يكون إلا كذلك بالاستقراء لأن أبا علي والزمخشري يجيزان التمييز في هذا الباب بما، ويزعمان أن فاعل نعم في قوله تعالى:
فَنِعِمَّا هِيَ فنعما هي وشبهه مضمر ذلك كما هو في نعم رجلا زيد وما في موضع نصب على التمييز. وربما اعتقد من لا يعرف أن هذا هو مذهب سيبويه وذلك باطل، بل مذهب سيبويه أن ما اسم تام مكنى به عن اسم معرف بالألف واللام الجنسية مقدر بحسب المعنى كقولك في إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ إن معناه فنعم الشيء إبداؤها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
قال ابن خروف: وتكون ما تامة معرفة بغير صلة نحو دققته دقّا نعما. قال سيبويه: أي نعم الدق. شرح التسهيل (3/ 12)(عبد الرحمن السيد، وبدوي المختون).
(2)
سورة البقرة: 271.
(3)
هذا هو الموضع الثالث من مجيء ما نكرة مفردة أي خالصة من صفة ومن تضمين معنى شرط أو استفهام.
(4)
البيت من بحر الطويل لم ينسب فيما ورد من مراجع.
اللغة: الزاهرية: عين عميقة كان المتوكل نزل بها وبنى بها بناء. النأي: البعد. ألمّ بها: نزل بها.
ذكرا: حال أو تمييز.
والشاعر: يطلب من صديقيه أن يقفا حول هذه العين وينشداه فراق أحبابه فقد كانت له في هذا المكان ذكريات مؤلمة.
وشاهده: وقوع ما نكرة خالية من معنى شرط أو استفهام أو موصوفية والتقدير من أمر إلمامي. وذكر المبرد أن مما هنا بمعنى ربما واستشهد بالبيت المذكور (المقتضب: 4/ 175).
والبيت في معجم الشواهد (ص 139).
(5)
انظر الكتاب المذكور (1/ 281) بتحقيق د/ عبد المنعم هريدي.
(6)
قال ابن مالك بعده: وبيانه في باب نعم وبئس يستوفي.
(7)
هذا كلام ابن مالك في شرح الكافية الشافية (2/ 1111). وقد نقله ناظر الجيش بنصه من الشرح المذكور حتى قوله: انتهى، وإذا تقرر
…
إلخ.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
هذا ظاهر قول سيبويه قال: وندر تمامها معرفة هنا كما ندر تمامها في باب التعجّب».
قال ابن خروف (1): «وتكون ما معرفة بغير صلة نحو دققته دقّا نعمّا» .
قال سيبويه (2)«أي نعم الدّقّ و «نعم ما هي» أي نعم الشّيء إبداؤها، ونعم ما صنعت أي نعم الشيء صنعت» هذا كلام ابن خروف معتمدا على كلام سيبويه وسبقه إليه السيرافي، وجعل نظيره قول العرب:«إنّي ممّا أن أصنع» أي من الأمر أن أصنع فجعل ما وحدها في موضع الأمر ولم يصلها بشيء، وتقدير الكلام: إني من الأمر صنعي كذا وكذا فالياء اسم إنّ وصنعي مبتدأ ومن الأمر خبر صنعي والجملة في موضع خبر إنّ. هذا كلام السيرافي.
قال المصنف (3): «ويقوي تعريف ما في نحو مما أن أصنع كونها مجرورة بحرف مخبر به، وتعريف ما كان كذلك أو تخصيصه لازم بالاستقراء وكلام السيرافي، موافق لكلام سيبويه فإنه رحمه الله تعالى قال: (4) «ونظير جعلهم ما وحدها اسما قول [1/ 254] العرب إني مما أن أصنع أي من الأمر أن أصنع» فجعل ما وحدها اسما ومثل ذلك غسلته غسلا نعمّا أي نعم الغسل فقدر ما بالأمر وبالغسل ولم يقدرها بأمر ولا بغسل فعلم أنها عنده معرفة» انتهى (5).
وإذا تقرر هذا علم أن ما لم تفرد نكرة إلا في باب التعجب وذلك على رأي -
(1) في المغني (1/ 298) قال ابن هشام وزعم السيرافي وابن خروف وتبعهما ابن مالك ونقله عن سيبويه أنه معرفة تامة بمعنى الشيء أو الأمر.
(2)
جاء في الكتاب (1/ 73): ونظير جعلهم ما وحدها اسما قول العرب إني ممّا أن أصنع أي من الأمر أن أصنع فجعل ما وحدها اسما، ومثل ذلك غسلته غسلا نعما أي نعم الغسل.
(3)
أي في شرح الكافية (2/ 1112، 1113) لا في شرح التسهيل.
(4)
انظر نصه في التعليق رقم: 2.
وقال السيرافي في شرحه على كتاب سيبويه: (2/ 428): (رسالة دكتوراه بكلية اللغة العربية تحقيق دكتور دردير أبو السعود) «وقد جاءت ما غير موصولة في الخبر كقولهم غسلته غسلا نعمّا يريد نعم الغسل فجعل ما بمنزلة الغسل ولم يصلها لأن نعم إنما يليها المبهم فجعل ما بعدها غير موصولة ومن ذلك قول العرب: إني مما أن أصنع
…
إلخ».
(5)
شرح الكافية الشافية (2/ 1113).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
سيبويه لا على رأي من خالفه.
ونبه بقوله: وقد تساويها من إلى أن من قد تساوى ما في وقوعها نكرة غير موصوفة ولا مضمنة شرطا ولا استفهاما، قال المصنف (1): «وهذا ممّا انفرد به أبو علي الفارسي (2) وحجّته قول الشّاعر:
432 -
وكيف أرهب أمرا أو أراع به
…
وقد زكأت إلى بشر بن مروان
ونعم مزكأ من ضاقت مذاهبه
…
ونعم من هو في سرّ وإعلان (3)
فمن الثانية: في موضع نصب على التمييز، وفاعل نعم مضمر مفسر بمن كما فسر بما في نعما، وهو مبتدأ خبره الجملة التي قبله، وفي سر وإعلان متعلق بنعم والصحيح غير ما ذهب إليه. وبيان ذلك مستوفى في باب نعم وبئس (4). -
(1) شرح التسهيل (1/ 218).
(2)
الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني لأبي علي الفارسي (1/ 320) وهو رسالة ماجستير تحقيق محمد حسن إسماعيل بجامعة عين شمس ونص كلامه هناك كما هنا وكذلك البيتان أيضا.
(3)
البيتان من بحر البسيط ومع شهرة الاستشهاد بهما في هذا الباب لم ينسبا لقائل غير قولهم: وأنشد أبو علي.
اللغة: أرهب: أخاف وفي معناه أراع بالبناء للمجهول. زكأت: لجأت. والمزكأ: الملجأ. بشر بن مروان: أخو عبد الملك بن مروان وكان بشر جوادا سمحا، ولى العراقين لأخيه وقد توفي سنة (75 هـ).
والمعنى: لا أخاف شيئا وبشر ملجأ وملاذ للناس جميعا وهو عظيم في كل أموره وحيائه.
الإعراب: نعم مزكأ: يروى برفعه فاعل نعم وبالنصب تمييز وفاعل نعم ضمير مستتر ومن اسم موصول، أو نكرة موصولة مضاف إليه. ونعم من هو: على رأي أبي علي من نكرة تامة تمييز وفاعل نعم ضمير مفسر بهذا التمييز وهو مخصوص بالمدح. وذهب ابن مالك وغيره: إلى أن من لا تكون نكرة تمييزا وإنما هي موصولة فاعل بنعم.
والبيتان من شرح التسهيل (1/ 218)، (3/ 11) وفي التذييل والتكميل (3/ 134) وفي معجم الشواهد (402).
(4)
الحديث المستوفى الذي قاله ابن مالك في باب نعم وبئس يقول: ومما يدل على فاعل نعم قد يكون موصولا ومضافا إلى موصول قول الشاعر وأنشد: وكيف أرهب أمرا، ثم قال: فلو لم يكن في هذا إلا إسناد نعم إلى المضاف إلى من لكان فيه حجة على صحة إسناد نعم إلى من؛
لأن فاعل نعم لا يضاف في غير ندور إلا إلى ما يصح إسناد نعم إليه فكيف وفيه: ونعم من هو، فمن هذه إما تمييز والفاعل مضمر كما زعم أبو علي. وقد تقدم ذلك في باب الموصولات وأما فاعل به. فالأول: لا يصح لوجهين؛ أحدهما: أن التمييز لا يقع في الكلام بالاستقراء إلا نكرة صالحة للألف واللام ومن بخلافه فلا يجوز -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وأما المقصد الثالث: فهو أن الذي قد يخرج عن الاسمية وقد يستغني عن الصلة بالوصف قال المصنف: حكى أبو علي الشيرازيات (1) عن أبي الحسن عن يونس وقوع الذي مصدرية غير محتاجة إلى عائد وتأول على ذلك قوله تعالى:
ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ (2).
قال أبو علي ويقوي هذا أنها جاءت موصوفة غير موصولة، أنشد الأصمعي:
433 -
حتّى إذا كانا هما اللّذين
…
مثل الجديلين المحملجين (3)
فنصب الجديلين وجعله صفة للذين.
قال أبو علي: «ومجيء قوله تعالى: كَالَّذِي خاضُوا (4) على قياس قول يونس فيكون التقدير: وخضتم كخوضهم، فلا يعود إلى الذي شيء؛ لأنه في مثل هذا حرف» .
قلت (5): «حاصل كلام أبي علي أن الذي على ثلاثة أقسام: موصولة وموصوفة مستغنية بالصفة عن الصلة ومصدرية محكوم بحرفيتها وهذا المذهب هو -
- كونها تمييزا. الثاني: أن الحكم عليها بالتمييز عند القائل به مرتب على كون من نكرة غير موصوفة، وذلك منتف بإجماع في غير محل النزاع فلا يصار إليه بلا دليل عليه. فصح القول بأن من في موضع رفع بنعم، إذ لا قائل بقول ثالث مع شهادة صدر البيت بأن فيه مزكأ من فأسندت نعم إلى المضاف إلى من وقد ثبت أن الذي تستند إليه لا يضاف لما لا يصح إسنادها إليه وهي هذا كفاية.
انظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 11)(د/ عبد الرحمن السيد، وبدوي المختون).
(1)
انظر المسائل الشيرازيات (ص 418، 419، 422) وهي رسالة دكتوراه بجامعة عين شمس تحقيق دكتور/ علي جابر منصور.
(2)
سورة الشورى: 23.
(3)
البيتان من الرجز المشطور لم ينسبا إلى قائل غير قولهم وأنشد الأصمعي، والشاعر يمدح رجلين بالقوة والشدة.
اللغة: الجديلين: مثنى الجديل وهو الزمام. المحملجين: مثنى المحملج وهو المحكم الفتل.
وشاهده: نعت الذي بنكرة لا تدخلها الألف واللام.
والبيت في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 218) وفي معجم الشواهد (ص 252) وفي التذييل والتكميل (3/ 15 - 136 - 138).
(4)
سورة التوبة: 69.
(5)
القائل هو ابن مالك في شرح التسهيل (1/ 219).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أيضا مذهب الفراء وهو الصحيح وبه أقول».
وأجاز الفراء (1) في قوله تعالى: تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ (2) أن تكون الذي مصدرية والتقدير تماما على إحسانه أي على إحسان موسى عليه السلام، وأجاز أن تكون موصوفة بأحسن على أن أحسن أفعل تفضيل قال: لأن العرب تقول: مررت بالذي خير منك: ولا تقول: مررت بالذي قائم؛ لأن خير منك كالمعرفة؛ إذ لم يدخل فيهما الألف واللام. وكذا يقولون: مررت بالذي أخيك، وبالذي مثلك إذا جعلوا صفة الذي معرفة أو نكرة لا يدخلها الألف واللام جعلوها تابعة للذي، أنشد الكسائي:
434 -
إنّ الزّبيريّ الّذي مثل الجلم
…
مشى بأشلائك في أهل الحرم (3)
قلت: وهذا الذي أنشده الكسائي مثل الذي أنشده الأصمعي من قول الآخر:
435 -
حتى إذا كانا هما اللّذين
…
مثل الجديلين المحملجين
وحكى الفراء عن بعض العرب [1/ 255] أبوك بالجارية الّذي يكفل وبالجارية ما يكفل والمعنى أبوك بالجارية كفالته، وهذا صريح في ورود الذي مصدرية، ومنه -
(1) انظر نصه في معاني القرآن للفراء (1/ 365).
(2)
سورة الأنعام: 154.
(3)
البيتان من بحر الرجز قل الاستشهاد بهما فلم أجدهما إلا في بعض شروح التسهيل غير منسوبين.
اللغة: الزّبيري: لعله عبد الله بن الزبير أو منسوب إليه. الجلم: الذي يجز به الشعر والصوف ومثناه الجلمان أي المقرضان وهما شفرتاه.
أشلائك: جمع شلو وهو العضو والجسد من كل شيء، ويروى أسلابك وأسلافك. أهل الحرم: مكة المكرمة.
ومعنى البيت: أن هذا الزبيري الشجاع لم يتورع، فقد مشى على أجساد موتاك في بلد الله الحرام.
واستشهد بالبيت على وصف اسم الموصول بنكرة لا يدخلها الألف واللام وهو مثل وهذا رأي الكوفيين.
قال أبو حيان: «وهذا الذي ذهبوا إليه عند البصرين باطل؛ لأنه لا بد للموصول عندهم من صلة ولا حجة لهم في البيتين (هذا وما قبله) لأنه يحتمل أن تكون الصلة محذوفة لفهم المعنى والتقدير اللذين عادا مثل الجديلين والذي عاد مثل الجلم فحذف ولم يبق من الجملة إلا الحال.
وإذا كانت الجملة الواقعة صلة يجوز حذفها بأسرها فالأحرى أن يجوز ذلك إذا بقى منها بعض».
وبيت الشاهد في التذييل والتكميل (1/ 15 - 136، 137). شرح التسهيل للمرادي (1/ 225) وليس في معجم الشواهد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه (1):
436 -
فثبّت الله ما آتآك من حسن
…
في المرسلين ونصرا كالّذي نصروا (2)
أي: ونصرا كنصرهم.
ومثله قول جرير (3):
437 -
يا أمّ عمرو جزاك الله مغفرة
…
ردّي عليّ فؤادي كالذي كانا (4)
ومثله قول ابن أبي ربيعة (5):
438 -
لو أنهم صبروا عمدا فنعرفه
…
منهم إذن لصبرنا كالّذي صبروا (6)
ومثله قول الآخر: -
(1) سبقت ترجمته.
(2)
البيت من بحر البسيط من قصيدة لعبد الله بن رواحة عدتها تسعة أبيات يمدح فيها الرسول عليه الصلاة والسلام (ديوان عبد الله بن رواحه ص 94).
والشاهد وما بعده في الديوان كالآتي:
فثبّت الله ما آتاك من حسن
…
تثبيت موسى ونصرا كالّذي نصروا
أنت الرّسول فمن يحرم نوافله
…
والوجه منه فقد أزرى به القدر
كما روي البيت: فثبت الله ما أعطاك. وروي أيضا: ونصروا ولا شاهد فيه على هذه الرواية.
وشاهده قوله: كالذي نصروا حيث وردت الذي مؤولة مع ما بعدها بمصدر واقع صفة بالمصدر قبله.
والشاهد في شرح التسهيل (1/ 219) وفي التذييل والتكميل (3/ 136) وليس في معجم الشواهد.
(3)
سبقت ترجمة جرير في هذا التحقيق.
(4)
البيت من بحر البسيط من قصيدة لجرير بن عطية يهجو فيها الأخطل وقد سبق منها شاهد آخر وقبل بيت الشاهد قوله ديوان جرير (ص 491):
يا طيب هل من متاع تمتعين به
…
ضيفا لكم باكرا يا طيب عجلانا
ما كنت أول مشتاق أخا طرب
…
هاجت له غدوات البين أحزانا
والبيت استشهد به ابن جني وحسد عليه جريرا (المحتسب: 2/ 189) وشاهده هنا كالذي قبله. والبيت في معجم الشواهد (ص 381) وفي شرح التسهيل (1/ 220) وفي التذييل والتكميل (3/ 137).
(5)
سبقت ترجمته.
(6)
البيت من بحر البسيط قاله عمر بن أبي ربيعة كما في الشرح وكما في مراجعه وقد بحثت عنه في ديوانه فلم أجده.
وشاهده: قوله كالذي صبروا حيث وقعت الذي مصدرية وهذا المصدر صفة لموصوف محذوف.
وهو في شرح التسهيل (1/ 220) وفي التذييل والتكميل (3/ 137) وليس في معجم الشواهد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
439 -
دعاني أبو سعد وأهدى نصيحة
…
إليّ وممّا أن تغرّ النّصائح
لأجزر لحمي كلب نبهان كالّذي
…
دعا القاسطيّ حتفه وهو نازح (1)
انتهى كلام المصنف (2).
وقد ضعف ما ذهب إليه يونس بأن الذي ثبتت اسميته من وجوه كثيرة فلا تثبت حرفيته إلا بدليل قاطع. والجواب عما استدل به: أن التقدير في الآية الشريفة (3) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ وأصله: يبشر به فلما صار منصوبا (4) حذف.
وأمّا وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا (5)(فالتقدير فيه وخضتم كالخوض الذي خاضوه)(6).
وهذا التقدير ممكن في الأبيات التي أنشدها، أي ونصرا كالنصر الذي نصروه، والعائد محذوف، وكذا لصبرنا كالذي صبروا أي كالصبر الذي صبروه.
وأما قول المصنف (7): أبوك بالجارية الذي يكفل فالذي على حاله موصول -
(1) البيتان من بحر لطويل نسبهما أبو حيان إلى جرير وقد بحثت عنهما في ديوانه فلم أجدهما.
وشاهدهما قوله: كالذي دعا القاسطي حتفه من وقوع الذي مؤولة مع ما بعدها بمصدر على ما ذهب إليه ابن مالك. وقد رده أبو حيان وغيره بما سيأتي من الشرح. والشاهد في شرح التسهيل (1/ 220) والتذييل والتكميل (3/ 137) وليس في معجم الشواهد.
(2)
شرح التسهيل (1/ 220).
(3)
سورة الشورى: 23.
(4)
أي بعد حذف حرف الجر كما في قوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً [البقرة: 48] أي لا تجزي فيه.
ويقول الدكتور محمد يسري زعير في كتابه أسرار النحو (1/ 243) مجيبا عن هذه الآية: «ويبقى من الآيات التي زعموا أن الذي حرف موصول قوله تعالى: ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ «وزعمهم هنا مبني على أن الضمير لم يعد على الذي فقالوا إن الذي مؤول مع ما بعده بمصدر والتقدير ذلك تبشير الله عباده» . ثم يقول: «ومن الغريب أن يذكر الزمخشري فيها الوجهين حيث يقول: ذلك الثواب الذي يبشر الله عباده فحذف الجار كما في قوله: وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا أي من قومه ثم حذف الراجع من الموصول كقوله: أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا. وذلك التبشير الذي يبشره الله عباده. ولست أدري ما وجه الحاجة إلى كل هذا التقدير الذي ذكره وهو قد ذكر أن المشار إليه هو الثواب ثم ذكر أن يبشر تنصب مفعولين وعلى ذلك يكون عائد الموصول ضميرا منصوبا من أول الأمر ويكون الذي اسما» .
(5)
سورة التوبة: 69.
(6)
ما بين القوسين ساقط من نسخة (ب).
(7)
في نسخة (ب): وأما قول بعض العرب.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وبالجارية متعلق بمحذوف يدل عليه الذي يكفل، التقدير أبوك كفيل بالجارية الذي يكفل أو على إضمار أعني وإن كان أعني لا يتعدى في أصل الوضع بالباء.
وأما أبوك بالجارية ما يكفل: فما مصدرية وبالجارية متعلق بمصدر محذوف التقدير أبوك كفالته بالجارية ما يكفل كقول الشاعر:
440 -
وبعض الحلم عند الجه
…
لـ للذّلّة إذعان (1)
أي إذعان للذلة إذعان.
وأمّا ردّي على فؤادي كالّذي كانا: فتأويله كالفؤاد الذي كان والشيء يشبه نفسه باعتبار حالين.
وأما قوله: كالذي دعا القاسطيّ حتفه فإنهم قدروه كما دعا فالقاسطي مفعول بدعا وحتفه فاعل بدعا. والعائد على الذي لأنه حرف.
وخرجه الشيخ (2) على أن كالذي دعا القاسطي في موضع نصب بمصدر محذوف والذي صفة للدعاء، التقدير دعاني أبو سعد دعاء مثل الدعاء الذي دعا القاسطي ففي دعا ضمير يعود على الذي وجعل الدعاء داعيا على حد قولهم: شعر شاعر وحتفه خبر مبتدأ محذوف وهو جواب سؤال مصدر كأنه قيل: ما الذي دعاه فقيل هو حتفه.
وأما ما ذهب إليه أبو علي قال المصنف: «إنّه مذهب الفرّاء من أنّ الّذي قد يستغنى بالصّفة عن الصّلة فهو مذهب
الكوفيين (3) ولا يخفى ضعفه». -
(1) البيت من بحر الهزج وهو للفند الزماني من مقطوعة قصيرة في شرح ديوان الحماسة (1/ 32) ومطلعها:
صفحنا عن بني ذهل
…
وقلنا القوم إخوان
وبعد بيت الشاهد قوله:
وفي الشرّ نجاة حين
…
لا ينجيك إحسان
ومعنى البيت: يعتذر الشاعر عن تركه الحلم مع أقاربه إذا كان مفضيا إلى الذل والخضوع. والبيت في معجم الشواهد (ص 394) وهو في التذييل والتكميل (3/ 138، 179).
ترجمة الشاعر: الفند الزماني هو سهل بن شيبان بن ربيعة بن زمان الحنفي ويلقب بالفند وهي القطعة العظيمة من الجبل؛ لأنه قال لقومه: أما ترضون أن أكون لكم فندا تأوون إليه، وهو شاعر جاهلي قديم أحد فرسان ربيعة المشهورين شهد حرب بكر وتغلب وقد قارب المائة، وترجمته في الخزانة (3/ 434).
(2)
التذييل والتكميل (3/ 139) وما بعدها.
(3)
لا توجد إشارة إلى هذه المسألة في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف.