الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[هاء التنبيه وأحكامها]
قال ابن مالك: (وتصحب هاء التّنبيه المجرّة كثيرا، والمفرد المقرون بالكاف دون اللّام قليلا)(1).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (2): قد تقدم أن المراد بالمجرد ما لم تتصل به كاف الخطاب، فدخل في ذلك ذا وذان وذي وأخواتها وتان وأولا وأولاء؛ فيقال: هذا وهذان وهذي إلى العاشرة، وهاتان وهؤلاء وهؤلا. ولا تلحق المقرون بكاف الخطاب إلا مجردا من اللام، وعدم لحاقها إياه أكثر من لحاقها.
ومن لحاقها إياه قول طرفة:
502 -
رأيت بني غبراء لا ينكرونني
…
ولا أهل هذاك الطّراف الممدّد (3)
ومثله قول الآخر:
503 -
يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا
…
من هؤليّائكنّ الضّال والسّمر (4)
-
(1) سقط هذا المتن من نسخة (ب).
(2)
شرح التسهيل (1/ 244).
(3)
البيت من بحر الطويل من معلقة طرفة التي سبق الحديث عنها، وبعد بيت الشاهد قوله (ديوان طرفة: ص 54):
ألا أيّهذا الزّاجري أحضر الوغى
…
وأن أشهد اللّذّات هل أنت مخلدي
فإن كنت لا تسطيع دفع منيّتي
…
فدعني أبادرها بما ملكت يدي
اللغة: بني غبراء: الغبراء الأرض وبنوها، ويقصد بهم الفقراء والصعاليك، ويدخل فيهم الأضياف، الطّراف: بزنة كتاب بساط يتخذه الأغنياء خاصة. الممدد: الواسع الممدود.
وطرفة يفتخر بأنه يعرف الناس جميعا، فالفقراء لأنه يعطيهم والأغنياء لأنه يجالسهم، فهو عظيم القدر مع الجميع.
وشاهده واضح من الشرح، وفيه يقول الشيخ محيي الدين عبد الحميد: ولا أدري لماذا اعتبر العلماء لحاق هذه الهاء اسم الإشارة المتصل بالكاف جائزا ما داموا لم يجدوا سوى هذا البيت، ولم يعتبروه ممتنعا كما لو كانت اللام موجودة، ثم يحكموا على هذا البيت بالشذوذ (شرح الأشموني: 1/ 153).
والبيت في معجم الشواهد (ص 111) وهو في شروح التسهيل لابن مالك (1/ 244) ولأبي حيان (3/ 196) وللمرادي (1/ 440).
(4)
البيت من بحر البسيط، قيل للعرجي، وقيل لكثير عزة، وقيل لمجنون ليلى، وقد وجدته في ديوان المجنون (ص 168).
وقبله:
بالله يا ظبيات البان قلن لنا
…
ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر
-