الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث آخر يحض على تعجيل أداء صلاة المغرب، «لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم» .
ولذلك كانت السنة العملية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر على تمرات أو على جرعة من ماء، ثم يصلي المغرب، فيُعَجِّل بالأمرين: جمعاً بين الفضيلتين.
فأنا أقول شخصياً: نفطر في البيت وأنزل أصلي في المسجد، لكن لا يجوز كتمان هذه السنة كما كان الأمر قبل هذه الأيام الأخيرة، لا أحد عنده خبر إطلاقاً بأن المؤذن يؤذن بعد غروب الشمس بعشر دقائق، لا أحد عنده خبر إطلاقاً أن المؤذنين لصلاة الفجر يؤذنون قبل الوقت بنصف ساعة، وأن أكثر المساجد كانت تصلي صلاة الفجر قبل وقتها.
فإذا عرف أهل العلم الحكم الشرعي وكتموه، كان كتمانهم للعلم مصيبة عليهم في الدنيا والآخرة.
الله عز وجل -كما نعلم جميعاً- أخذ العهد والميثاق من أهل العلم أن يُبَيِّنوه للناس ولا يكتمونه، كما هو في القرآن الكريم وكما قال عليه السلام:«من كتم علماً أُلْجِم يوم القيامة بلجام من نار» .
إذاً: المسألة تحتاج إلى حكمة، لكن كما قال ربنا في القرآن الكريم:{ومَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} ، وقال في الآية الأخرى:{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَاّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَاّ ذُو حَظٍّ عَظِيم} [فُصِّلَت: 35].
(الهدى والنور /203/ 56: 40: 00)
(الهدى والنور /203/ 20: 55: 00)
الإنكار على من يعتمد على التوقيت الفلكي في الإفطار
الشيخ: أنا أريد الآن بهذه المناسبة إخواننا الذي يقيمون في هذه الأرض المشرفة المطلة على غروب الشمس، وربما -أيضاً- على طلوع الفجر وعلى شروق الشمس:
أن يُراعوا التوقيت الشرعي، ولا يراعوا التوقيت الفلكي، الآن الساعة السادسة تماماً فنستطيع أن نقول: إنه قد حل الإفطار بغروب الشمس، والساعة السادسة تماماً، انتظروا الآن الأذان سيمضي ربع ساعة من الوقت، وقد تسمعونه وقد لا تسمعونه إلا بعد الربع.
مداخلة: طيب شيخنا، لعل الواحد الآن يقول: هذا جبل أمامنا ما يزال يوجد في الخلف، يعني لعظمة الجبل يكون يوجد دور وبيوت، فالذين على رأس الجبل ما زالت الشمس لم تغرب عندهم ..
الشيخ: نعم، والذي بعد ألف كيلو متر، ماذا يفعلون؟
مداخلة: نفس الشيء.
الشيخ: نفس الشيء، وكما تعلمون الأرض كروية ..
اليوم اتَّصل شخص صباحاً نحو الساعة الثامنة فَرَدَّت عليه زوجتي وقالت: الأسئلة من فضلك بعد صلاة العشاء، يقول: أنا أولاً: أتكلم من أمريكا، وثانياً: لا يتيسر لي الاتصال في هذا الوقت الذي أنت تشيرون إليه، فمعذرة وعنده سؤال .. عفواً: أنا قلت في الساعة الثامنة ولأكون دقيقاً قبل ذلك، يقول: الآن الوقت عندنا الفجر .. نحن وقتنا مضى على الفجر ساعات؛ فبسبب اختلاف المطالع وكروية الأرض، فكلما سار الإنسان إلى الغرب كلما تأخر وكلما سار إلى الشرق كلما تقدم؛ ولذلك فلكل أرض مطلعها مشرقها ومغربها.
وهنا تستطيعون أن تتمثلوا وأن تفهموا جيداً ذلك الحديث الذي جاء في الصحيحين -وأهل المدن لا يتيسر لهم أن يفهموه فهماً عملياً- ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس؛ فقد أفطر الصائم» الآن انظروا! هنا أنور من هنا؛ ذلك لأن النهار يدبر من هاهنا والليل يقبل من هاهنا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم وَقَّت وقت الإفطار للصائم، وسواء كان هذا في رمضان أو في غير رمضان، وَوَقَّت المغرب بغروب الشمس، وباجتماع ثلاث صور أو صفات، وهي قوله عليه السلام:«إذا أقبل الليل من هاهنا» انظروا
الآن كيف يُقْبل سواد الليل من هاهنا .. «وأدبر النهار من هاهنا» أيضاً: الضوء .. ضوء النهار يدبر ويولي من هاهنا .. «وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم» .
هنا يرد شبهة -خاصة في بعض المدن- يقولون: الاحتياط جيد، نقول: الاحتياط غير الوسوسة، وغير تَعَمُّد مخالفة الشريعة .. الشرع جاء على لسانه عليه الصلاة والسلام قوله الصحيح الصريح:«لا تزال أمتي بخير ما عَجَّلوا الفطر» جاء في حديث في صحيح البخاري: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، لما غربت الشمس أمر أحد أصحابه أن يؤذن وأن يُهَيئ الإفطار فقال رجل: يا رسول الله! النهار، قال: انزل واجْذَح» أي: هيئ الإفطار، فأفطر الرسول عليه السلام مجرد أن غربت الشمس؛ حتى قال الراوي: لو أن أحدنا ركب ناقته لرأى الشمس، يعني: لو ارتفع قليلاً لرأى الشمس.
فإذاً هنا: الاحتياط ضد الشرع .. خلاف الشرع ..
المهم: أن يتأكد المسلم من غروب الشمس بطريقة أو بأخرى، وأقوى هذه الطرق هي الرؤية العينية، وبعدها الخبر الصحيح ممن رأى الشمس.
أما الآن فلا شيء من ذلك إطلاقاً إلا التوقيت الفلكي، وهذا التوقيت الفلكي كرؤية الهلال الفلكية كلاهما يخالف الشريعة الإسلامية.
فكما لا يجوز الدخول أو إثبات هلال رمضان بعلم الفلك إلا بالرؤية العينية، كذلك لا يجوز إثبات وقت الإفطار أو أيَّ وقت من الأوقات الخمسة إلا بالرؤية البصرية هذه؛ ذلك حكم الله، وتلك حدود الله فلا تعتدوها.
مداخلة: طيب شيخنا! أين هنا موضع .. يعني: ما يدور في أذهان بعض إخواننا القاعدة التي أشرتم إليها قبل قليل: «درء المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح» .. أن بعض الناس يعني: اعتادوا على غير ذلك .. يعني: الخروج عن المألوف شيء صعب، فمُصَادّة هؤلاء مباشرة كما سأل بعض الإخوة، يعني: كيف تنصحون هؤلاء؟
الشيخ: بنشر العلم الصحيح، واهتبال الفرص كهذه الفرصة.
مداخلة: حديث الذي ركب على الناقة أين نجده؟
الشيخ: في البخاري.
مداخلة: يعني: .... رأس الجبل ..
الشيخ: نعم؟
مداخلة: شخص في واد اتصل للذي في رأس الجبل وبينهم عشرة أمتار ..
الشيخ: .. مثلاً: السادسة كما قلنا يتأخر دقيقة أو دقيقتين؛ لأن تَنَقُّل الوقت لا يزيد على الدقيقة، فإذا أفطرنا أمس على غروب الشمس الساعة السادسة واليوم مثلاً يوجد غمام هناك فالساعة السادسة ودقيقة أو دقيقتين نفطر، أما الآن ما الذي يؤخر الناس عن الإفطار؟ حتى يسمعوا الأذان، هذا الأذان على أيِّ أساس يؤذن؟ على التوقيت الفلكي، ونحن شاهدنا بأعيننا وقائع متنافرة تماماً .. مرةً كنا في ناعور منذ سنتين أو أكثر ولأول مرة نرى الشمس تغرب مع الأذان، الذي يسموه الموحد، في سنة أخرى ونحن ندخل المسجد في الناعور والأذن يؤذن أي الموحد، وما زالت الشمس لم تغرب نراها بأعيننا، هذا من شؤم التوقيت الفلكي؛ لأن هذا التوقيت لا يُراعي الفوارق ..
ومن العجب أن الذين وضعوا الروزناما هذه ينبهون بضرورة مراعاة الفوارق هذه، لكن من الذي يراعيها؟ الخاصة لا يراعونها فما بال العامة؟ ! وهذه صورتين متنافرتين تماماً في قرية.
فإذاً: يجب إعادة الأذان الشرعي، وهو أن يكون لكل مسجد أذانه، وأن يكون المؤذن ليس موظفاً فقط كأي موظف في أي دائرة؛ بل أن يكون عنده شيء من الفقه بالمواقيت متى يؤذن أذان الفجر .. متى يؤذن أذان الظهر .. متى يؤذن العصر .. متى يؤذن المغرب .. وهكذا العشاء؟ !
مع الأسف! المؤذنون اليوم لا يفقهون شيئاً من هذه الأحكام؛ لأنه ذُلِّلَ لهم الأمر بزعمهم على التوقيت الفلكي وانتهى الأمر، بينما يختلف كما يقولون: الأرض تختلف بالشبر في التوقيت تختلف كذلك، فمن كان في الوادي تغرب الشمس عنه قبل أن تغرب عمن كان في رأس الجبل، فيا تُرى! هل ينتظر من كان في الوادي خبر