الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاءه شخص يشكو مرض أمه، ويقول الولد: بأنه أصبحت الأم مقعدة، طريحة الفراش، لا تستطيع أن تخدم نفسها، حتى إذا خرجت للحاجة، ولها ابنتان ممرضتان، مَلّتا مع أنهما ممرضتان، مَلَّتا من خدمة أمهما، فلما سمع منه شكواه، قال له أنا أدلك على العلاج، خَلّيها تصوم.
قال يا شيخ: هي أصبحت كالعودة، فإذا قلنا لها تصوم لن تصوم؛ لأنه تخشى على نفسها الموت، قال له صَوِّمُوها رغم أنفها، كيف؟
قال حطوا لها إبريق الماء أمام الطاولة والكاسة، ودعوها خليها تصيح، فأظهر الولد شفقته على أمه، قال له يكفي هذا الكلام بيننا مالكم مصدقين تموت، من كثر ما عذبتكم يعني في مرضها، الآن تخاف تموت.
فالحقيقة أن الشاب اقتنع، تركوا لها الطاولة بجانبها والإبريق والكأس، جوعان لا أحد يرد عليها، عطشان هذا الماء ..... يقول الولد يُحَدِّث صاحبنا أبو سليمان: ما مضى عليها إلا ستة أيام إلا شعرت بالفرق، صارت تقوم من الفراش، تخدم حالها.
والشاهد لما استمرت على شرب الماء فقط شفاها الله؛ هذا مما زاد صاحبنا تحمساً.
هذا مما زاد صاحبنا تَحَمُّساً، كلما جاءه مريض يقول له صُم، صومًا طبيًّا، وفعلاً هذا مجرب، يعني وأنا من الأشخاص الأفراد الذين قطعوا الشوط بكاملة يعني أربعين يوماً.
(الهدى والنور /373/ 35: 54: 00)
هل حديث «صومو تصحوا» صحيح
سؤال: هل صح حديث: «صوموا تصحوا» وإن لم يصح فما وجه ردِّه؟
الشيخ: هذا الحديث يخالِف تماماً الحديث السابق، الحديث الأخير حيث قلنا:
إنه ضعيف سنداً، باطل متناً «(1)» .. هذا ضعيف سنداً، صحيح متناً، «صوموا تصحوا» كحديث يُرْوى عن النبي صلى الله عليه وسلم على طريقة علماء الحديث، لم يصح إسناده، ولكن الواقع يشهد وقبل ذلك الأحاديث العامة من مثل قوله عليه الصلاة والسلام:«بحسب امرئ لُقَيمات يُقِمْن صلبه، فإن كان ولا بد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنَّفَس» فمثل هذا الحديث يؤكد كما جاء أيضاً في حديث آخر ولا أصل له البتة، ولكنه حِكْمَةً طِبيَّة:«الحِمْيَة رأس الدواء، والمعدة رأس الداء» ولذلك هذا الحديث: «صوموا تصحوا» لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكن معناه صحيح لما ذكرنا.
ومعنى قولنا: إنه لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز للمسلم أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا تصحوا» كما قد تسمعون ذلك في بعض الإذاعات، لا يجوز هذا، لماذا؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار» .
فلا يجوز للمسلم أن يقول كلمة ولو كانت في واقع أمرها حكيمةً ومقبولة بالنظر إلى أدلة الشريعة العامة لا يجوز أن يقول المسلم: قال رسول الله كذا، إلا إذا كان ثابتاً بالطرق التي تُثبت أحاديث الرسول عليه السلام عند أهل العلم بالحديث.
(الهدى والنور / 692/ 16: 30: 00)
(1) يريد حديث: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر .. ).