الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«أولئك هم العصاة» ، وفيما سوى ذلك فهو مخير إن شاء صام وإن شاء أفطر، وهذا خلاصة ما تدل عليه أحاديث الباب، فلا تعارض بينها والحمد لله.
السلسلة الصحيحة (6/ 1/ 183 - 184).
حكم صيام المسافر في رمضان
السائل: هل يجوز صيام مسافر في رمضان؟
الشيخ: هل يجوز صيام مسافر في رمضان؟ لا شك في جواز ذلك، ولا سيما وقد جاء التصريح بالتخيير في حديث، في «صحيح مسلم» حينما سأله الصحابي المُسَمَّى بعمرو بن حمزة الأسلمي أنه يسافر كثيراً فهل يصوم، قال:«إن شئت فصم وإن شئت فأفطر» ولهذا المسافر في رمضان له خيار بصريح هذا الحديث «إن شئت فصم وإن شئت فأفطر» .
وهذا من حكمة التشريع، أنه لم يُرَجِّح الصوم على الفطر أو الفطر على الصوم، وإنما أوكل الأمر إلى المكلف.
لإن المكلفين يختلفون في ذلك اختلافاً كبيرا، منهم من يختار الصوم في شهر الصيام على أن يصوم في غير هذا الشهر والناس مفطرون، ومنهم من يُؤْثِر الراحة في سفره في هذا الشهر، ولا يتحرج من أن يصوم في غير هذا الشهر؛ لذلك كان قوله عليه السلام «إن شئت فصم وإن شئت فأفطر» في منتهى الحكمة.
(الهدى والنور / 16/ 40: 13: .. )
متى يفطر المسافر
مداخلة:
…
بالنسبة لي أنا كطيار حربي، أنا شغلتي طيار حربي، ومدرس في الطيران الحربي، أتينا في شهر رمضان، يجب أن يستمر التدريب وإلا سوف تضيع المَهَارة بالنسبة للطَيَّارين، فالتدريب أن يستمر ونكون مستعدين، الطيارات مع
الصوم، إذا كان سافر المسافر مسافة ثمانية فراسخ، فيحق له أن يُفْطر، صح أم لا؟ فنحن نطير أكثر من ألف وخمسمائة ميل، ولكن في نطاق دائرة محدودة، يمكن في حدود -مثلاً- ستين فرسخًا أو شيئًا من هكذا، طيراننا ينقسم إلى قسمين: قسم يتطلب جهدًا مثل الاشتباكات أو تمثيل المعارك في الجو، وقسم ثاني لا يتطلب جهدًا كبير، فإذا كان التدريب في القسم الصعب يعني الواحد يفطر من التدريب هذا، أما إذا كانت طلعات لا تتطلب الجهد الكبير، فالأكثرية منا يصوم، وبعضنا يُفْطِر، فهل الأصل الصوم إذا كان في المقدرة أم الإفطار؟ وإذا كان يجوز الإفطار، فهل يحق لي أن أُفْطِر قبل الطلعة بساعة ونص وساعتين، أم أنتظر؟ لأنه إذا انتظرت إلى وقت الطلعة، المسافر إذا أراد أن يُفْطِر لا بد أن يفطر بعدما يغادر البلاد، بعدما أن يبدأ السفر، يصبح خارج البلاد، فساعتها يفطر، وإذا وصل البلد الثانية والناس ممسكة، فيجب أن يمسك، لكن نحن على أساس كمية السكر في الدم والأشياء هذه لازم تؤخذ وقت حتى يتفاعل، وحتى يصبح الواحد في قُوَّته وكمالها، فما هو الحكم في هذه الحالة؟
الشيخ: طيرانك الذي ذكرته وحصرته ببعض الفراسخ كَثُرَت أو قَلَّت، الفراسخ ليست المهم في الموضوع، وإنما نقول: إذا كان طيرانك يعتبر سفراً في عرف أهل البلد، فتكون مسافراً، أو تكون غير مسافر.
مداخلة: ما يعتبر سفرًا؟
الشيخ: لكل جوابه، أنت اصبر.
يعني مثلاً: طيرانك من مكة إلى المدينة، هذا سفر لا إشكال فيه، صح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيرانك من مكة إلى جدة أنا أقول ليس بسفر.
مداخلة: لا.
الشيخ: أنتم معروف عندكم ليس بسفر.
مداخلة: نعم.
الشيخ: حسناً.
فإذاً: يجب أن نُفَرِّق بين أن يكون انطلاقك في طائرتك سفراً، وبين أن لا يكون سفراً، واضح.
مداخلة: نعم.
الشيخ: في حالة كون انطلاقك سفراً فلا إشكال؛ لأن الله يقول: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، وكل الكلام الذي حكيته بالنسبة لهذه الصورة لا حاجة بنا إليه.
إذاً: نعالج الصورة الأخرى التي هي ليست سفراً، فنفترض أن التمرين الذي تريدون أن تقوموا به، هو من هذا النوع الذي ليس سفراً، سواء كان في خط مستقيم -مثلاً- من هنا إلى جدة، أو كان تطوافاً حول البلدة، فهو ليس بمسافر يقيناً.
هنا نقول: لا يجوز لهذا إلا أن يتسحر أي: يقوم بواجب الصيام لأنه مقيم وليس بمسافر، فإذا لم يَصْمُد لهذه التمارين، إذا كانت من النوع الثقيل الذي وصفته جاز له الإفطار، أما أن يتقدم بالإفطار ولا يتَسَحّر، فهذا ليس له عذر شرعي إطلاقاً، وكونه قد يتعرض، هذا لا يعتبر شرعاً؛ لأنه قد يتعرض وقد لا يتعرض، وهذا علمه عند ربي، وأنت مقيم ولست بمسافر، فيجب أن يُعَامل نفسه معاملة المسافر.
واضح إلى هنا؟
لكن جاء في كلامك جملة، لا بد من الاستدراك عليها؛ لأنه يبدو أنه وهم شائع، في الصورة الأولى إذا كنت أنت في سَفْرة طويلة تعتبر سفراً كما ذكرنا آنفاً، فلك أن تُفْطِر وأنت في عقر دارك، قبل أن تخرج، فهمت هذه الفائدة؟
يعني: الصيام للمسافر غير الصلاة، أنت لا تتلبس بما يتعلق بحكم الصلاة، إلا بعد خروجك من بلدك، أما فيما يتعلق بالصيام فلك أن تفطر، وأنت لما تتحرك من بلدك.
مداخلة: طالما أنه النية بالسفر؟