الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بهم المقام، وطالت عليهم الأيام، فإن رأى أمير المؤمنين أن ينعشهم بسيبه (1)، ويحقّق (2) حسن ظنهم بطوله، فعل، إن شاء الله تعالى».
فوقع المأمون فى كتابه:
الخير متّبع، وأبواب الملوك مغان (3) لطالبى الحاجات، ومواطن لهم، ولذلك قال الشاعر:
يسقط الطير حيث يلتقط الحبّ
…
ب وتغشى منازل الكرماء
فاكتب أسماء من ببابنا منهم، واحك مراتبهم ليصير إلى كل امرئ منهم قدر استحقاقه، ولا تكدّرن معروفنا عندهم بطول الحجاب، وتأخير الثّواب (4)، فقد قال الشاعر:
فإنك لن ترى طردا لحرّ
…
كإلصاق به طرف الهوان
ولم تجلب مودة ذى وفاء
…
بمثل الودّ أو بذل اللسان
(زهر الآداب 2: 39، ومعجم الأدباء 5: 169، ونهاية الأرب 7: 260)
235 - كتابه إلى المأمون
وأهدى أحمد بن يوسف إلى المأمون فى يوم نوروز (5) طبق جزع (6)، عليه ميل من ذهب، فيه اسمه منقوشا، وكتب إليه:
(1) السيب: العطاء، ونعشه كمنعه وأنعشه ونعشه: جبره بعد فقر.
(2)
وفى نهاية الأرب «ويحتوش» واحتوش القوم فلانا. جعلوه وسطهم. والمعنى: ويحرز حسن ظنهم. والطول: الفضل.
(3)
المغانى: جمع مغنى كمرمى، وهو المنزل، وفى نهاية الأرب «وأبواب الملوك مواطن لذوى.
لحاجات» وفى زهر الآداب «وأموال الملوك مظان لطلاب الحاجات» .
(4)
وفى زهر الآداب ونهاية الأرب «بالمطل والحجاب» .
(5)
النيروز والنوروز. أول يوم من السنة، فارسى معرب، وهو عند القبط أول توت.
(6)
الجزع بالفتح وبكسر: الخرز اليمانى فيه سواد وبياض، تشبه به الأعين. والميل بالكسر (والملمول كعصفور): المكحال الذى تكحل به العين- ويقال أيضا للحديدة التى يكتب بها فى ألواح الدفتر ملمول.
«هذا يوم جرت فيه العادة، بإلطاف (1) العبيد السّادة، وقد بعثت إلى أمير المؤمنين طبق جزع فيه ميل» .
فلما قرأ المأمون الرّقعة قال: جاءت هدية أحمد بن يوسف؟ قالوا: نعم، قال: هى فى دارى، أم دارى فيها؟ فلما رفع المنديل استظرف الهدية، واسترجح مهديها.
(زهر الآداب 2: 40)
*** وفى رواية أخرى:
وأهدى أحمد بن يوسف إلى المأمون فى يوم نوروز سفط ذهب فيه قطعة عود هندى فى طوله وعرضه (2)، وكتب معه:
«هذا يوم جرت فيه العادة، بإتحاف العبيد السادة، وقد قلت:
على العبد حقّ فهو لا شكّ فاعله
…
وإن عظم المولى وجلّت فواضله (3)
ألم ترنا نهدى إلى الله ما له
…
وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله
فلو كان يهدى للجليل بقدره
…
لقصّر عنه البحر يوما وساحله
ولكننا نهدى إلى من نجلّه
…
وإن لم يكن فى وسعنا ما يشاكله
(صبح الأعشى 2: 420، ومعجم الأدباء 5: 172، والفخرى ص 206، والأوراق لأبى بكر الصولى 1: 212)
*** وفى رواية أخرى للصولى:
وأهدى أحمد بن يوسف هدية إلى المأمون فى عيد وكتب إليه:
«هذا يوم جرت فيه العادة، بإهداء العبيد للسادة، وقد أهديت لامير المؤمنين قليلا من كثيره عندى، وقلت:
(1) ألطفه: أتحفه، واللطفة بالتحريك. الهدية.
(2)
وفى الفخرى والأوراق. «هدية قيمتها ألف ألف درهم» .
(3)
وفى الفخرى «فهو لابد» والفواضل: الأبادى الجسيمة أو الجميلة.