المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌343 - كتاب المأمون إلى إسحق بن إبراهيم - جمهرة رسائل العرب في عصور العربية - جـ ٣

[أحمد زكي صفوت]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثالث

- ‌مقدمة

- ‌فهرس مآخذ الرسائل فى العصر العباسى الأول

- ‌الباب الرابع الرّسائل فى العصر العبّاسى الأول

- ‌1 - كتاب أبى العباس السفاح إلى الحسن بن قحطبة

- ‌2 - كتاب المنصور إلى ابن هبيرة

- ‌3 - كتاب أبى جعفر المنصور لابن هبيرة بالأمان

- ‌4 - كتب بين أبى مسلم وأبى العباس وأبى جعفر

- ‌5 - كتاب صالح بن على إلى أبى العباس السفاح

- ‌6 - كتاب أبى العباس إلى عامر بن إسمعيل

- ‌7 - كتاب سليمان بن على إلى أبى العباس

- ‌8 - كتاب يوسف بن القاسم عن عبد الله ابن على إلى أبى العباس

- ‌9 - كتاب يوسف بن القاسم إلى عبد الله بن على

- ‌10 - رد عبد الله بن على عليه

- ‌11 - كتب بين أبى مسلم وأبى العباس وأبى جعفر

- ‌12 - كتاب لعمارة بن حمزة عن أبى العباس فى وفاة داود بن على

- ‌13 - كتاب أبى مسلم إلى أبى جعفر

- ‌14 - رد أبى جعفر على ابى مسلم

- ‌16 - كتاب صالح بن على فى السلامة

- ‌17 - كتاب عبد الله بن صالح فى السلامة

- ‌18 - بين أبى مسلم وأبى جعفر

- ‌19 - كتاب أبى جعفر إلى عبد الله بن على

- ‌20 - كتاب الأمان لعبد الله بن على (كتبه ابن المقفع)

- ‌21 - كتاب أبى جعفر إلى أبى مسلم

- ‌22 - كتاب أبى مسلم إلى أبى جعفر

- ‌23 - رد أبى جعفر على أبى مسلم

- ‌24 - كتاب أبى مسلم إلى أبى جعفر

- ‌25 - كتاب أبى جعفر إلى أبى داود

- ‌26 - كتاب أبى داود إلى أبى مسلم

- ‌27 - رسالة عبد الله بن المقفع فى الصحابة «كتبها للمنصور»

- ‌28 - الرسالة اليتيمة لابن المقفع

- ‌29 - تحميد لابن المقفع

- ‌30 - كتاب ابن المقفع إلى بعض إخوانه

- ‌31 - وله فى وصف أحد إخوانه

- ‌32 - كتاب ابن المقفع إلى صديق له يهنئه بمولودة

- ‌33 - كتابه يعزى عن ولد

- ‌34 - كتابه يعزى عن ولد

- ‌35 - كتابه يعزى عن بنت

- ‌36 - كتابه يعزى عن بنت

- ‌37 - كتاب تعزية له

- ‌38 - كتاب آخر

- ‌39 - كتابه إلى صديق له يستقضيه حاجة

- ‌40 - كتاب آخر

- ‌41 - كتاب له فى السلامة

- ‌42 - كتاب آخر إلى ابن الثقفى

- ‌43 - كتاب آخر

- ‌44 - كتاب فى السلامة

- ‌45 - كتاب لابن الثقفى فى السلامة

- ‌46 - كتاب ابن المقفع إلى يحيى بن زياد الحارثى

- ‌47 - رد يحيى بن زياد على ابن المقفع

- ‌48 - كتاب أبى نصر الرقاشى إلى يحيى بن زياد

- ‌49 - جواب يحيى بن زياد

- ‌50 - كتاب حماد عجرد إلى يحيى بن زياد

- ‌52 - كتاب له فى الشكر

- ‌53 - كتاب آخر

- ‌54 - كتاب آخر

- ‌55 - كتابه إلى صالح بن على

- ‌56 - كتاب عبد الله بن الحسن إلى صديق له

- ‌57 - أبو جعفر المنصور وعبد الله بن الحسن

- ‌58 - كتاب أبى جعفر إلى النفس الزكية

- ‌59 - رد النفس الزكية على أبى جعفر

- ‌60 - رد أبى جعفر على النفس الزكية

- ‌61 - كتاب أبى جعفر إلى الحسن بن زيد

- ‌62 - كتب بين أبى جعفر وسلم بن قتيبة

- ‌63 - كتاب المنصور إلى عيسى بن موسى

- ‌64 - رد عيسى بن موسى على المنصور

- ‌65 - كتاب عيسى بن موسى إلى المنصور

- ‌66 - كتاب آخر

- ‌67 - رد المنصور عليه

- ‌68 - كتاب المنصور إلى عيسى بن موسى

- ‌69 - كتاب المنصور إلى عيسى بن موسى

- ‌70 - كتاب عبيد الله العمرى إلى أبى جعفر المنصور

- ‌71 - رد أبى جعفر على العمرى

- ‌72 - كتاب أبى جعفر إلى محمد بن سليمان

- ‌73 - رسالة غسان بن عبد الحميد فى العتاب

- ‌74 - كتاب لغسان بن عبد الحميد فى تهنئة بتزويج

- ‌75 - تحميد له

- ‌76 - تعزية له

- ‌77 - تعزية له إلى خليفة

- ‌78 - تعزية له

- ‌79 - تعزية له

- ‌80 - تعزية له

- ‌81 - رسالة عمارة بن حمزة فى على بن ماهان

- ‌82 - كتاب له فى السلامة

- ‌83 - كتاب له

- ‌84 - كتاب جبل بن يزيد إلى بعض إخوانه

- ‌85 - كتابه إلى بعض إخوانه

- ‌86 - كتابه إلى بعض إخوانه

- ‌87 - كتاب له فى المطر

- ‌88 - تعزية له

- ‌89 - تعزية له

- ‌90 - تعزية له إلى الخليفة

- ‌91 - فصل له فى الذم

- ‌92 - كتاب بشر البلوى إلى يزيد بن منصور

- ‌93 - كتاب أبى جعفر إلى عامله بحضر موت

- ‌94 - فصل من كتاب أبى جعفر إلى الآفاق بالبيعة للمهدى

- ‌95 - كتاب بعض الهاشميين إلى المهدى وهو ولى عهد

- ‌96 - كتاب أبى جعفر عند موته يوصى بالمهدى

- ‌97 - كتاب لجبل بن يزيد تعزية وتهنئة للمهدى

- ‌98 - تعزية لغسان بن عبد الحميد عن خليفة

- ‌99 - فصل من تعزية له

- ‌100 - كتاب له فى المودة

- ‌101 - عهد من المهدى إلى أحد ولاته

- ‌102 - كتاب المهدى إلى محمد بن سليمان

- ‌103 - كتاب بشر البلوى إلى على بن سليمان

- ‌104 - كتاب عيسى بن موسى بنزوله عن ولاية العهد لموسى الهادى

- ‌105 - كتاب المهدى إلى روح بن حاتم

- ‌106 - كتاب أبى عبيد الله إلى المهدى

- ‌107 - تحميد لأبى عبيد الله

- ‌108 - تحميد لأبى عبيد الله

- ‌109 - تحميد لأبى عبيد الله

- ‌110 - تحميد لأبى عبيد الله

- ‌111 - تحميد لأبى عبيد الله فى آخر كتاب

- ‌112 - كتاب إبراهيم بن أبى يحيى الأسلمى إلى المهدى

- ‌113 - جواب تعزية لشبيب بن شيبة

- ‌114 - كتاب فى البيعة لمحمد بن حجر

- ‌115 - رسالة ابن سيابة إلى يحيى بن خالد البرمكى

- ‌116 - بين ابن سيابة وصديق له

- ‌117 - كتاب جعفر بن محمد بن الأشعث إلى يحيى بن خالد

- ‌118 - كتاب آخر

- ‌119 - كتاب آخر

- ‌120 - كتاب يوسف بن القاسم إلى يحيى بن خالد

- ‌121 - رد يحيى عليه

- ‌122 - رد يوسف بن القاسم عليه

- ‌123 - كتاب يوسف بن القاسم إلى محمد بن زياد الحارثى

- ‌124 - بين يوسف بن القاسم ومحمد بن زياد

- ‌125 - كتاب ليوسف بن القاسم عن الفضل بن يحيى

- ‌126 - كتاب يحيى بن خالد إلى ابنه الفضل

- ‌127 - رد الفضل عليه

- ‌128 - كتاب يحيى بن خالد إلى ابنه الفضل

- ‌129 - كتاب أبى العباس بن جرير إلى الفضل بن يحيى

- ‌130 - كتاب للفضل بن يحيى

- ‌131 - كتاب عمر بن مهران إلى الرشيد

- ‌132 - كتاب ابى الربيع محمد بن الليث إلى جعفر بن يحيى

- ‌133 - كتاب له فى السلامة

- ‌134 - كتاب له فى الاعتذار

- ‌135 - كتاب منصور النمرى إلى الرشيد

- ‌136 - كتاب محمد بن عبد الله بن حرب

- ‌137 - كتاب محمد بن على إلى محمد بن يحيى بن خالد

- ‌138 - رد محمد بن يحيى عليه

- ‌139 - كتاب جعفر بن يحيى إلى أحد عماله

- ‌140 - كتاب حميد بن مهران إلى عامل معزول

- ‌141 - تحميد لأنس بن أبى شيخ

- ‌142 - كتاب بشر البلوى إلى إبراهيم بن عبد الله الحجبى

- ‌143 - كتاب بشر البلوى إلى إبراهيم بن عبد الله الحجبى

- ‌144 - كتابه إلى الحجبى

- ‌145 - كتابه إلى يحيى بن خالد البرمكى

- ‌146 - كتابه إلى يحيى بن خالد البرمكى

- ‌147 - كتابه إلى بشار بن رضابة

- ‌148 - كتاب مطرف بن أبى مطرف إلى أحد إخوانه

- ‌149 - كتاب آخر له

- ‌150 - كتاب آخر

- ‌151 - كتاب آخر

- ‌152 - كتاب آخر

- ‌153 - كتاب آخر

- ‌154 - كتاب آخر

- ‌155 - كتاب آخر

- ‌156 - كتاب آخر

- ‌157 - كتاب آخر

- ‌158 - كتاب يحيى بن خالد إلى ابنه جعفر

- ‌159 - كتاب يحيى بن خالد إلى أيوب بن هرون بن سليمان

- ‌160 - كتاب يحيى بن خالد إلى الرشيد

- ‌161 - بين يحيى بن خالد والرشيد

- ‌162 - عهد الأمين على نفسه للرشيد

- ‌163 - صورة أخرى

- ‌164 - عهد المأمون على نفسه للرشيد

- ‌165 - كتاب الرشيد إلى عماله

- ‌166 - رسالة يحيى بن زياد الحارثى فى تقريظ الرشيد

- ‌168 - كتاب نقفور ملك الروم إلى الرشيد

- ‌169 - رد الرشيد عليه

- ‌170 - رواية أخرى

- ‌171 - كتاب الرشيد إلى على بن عيسى بن ماهان

- ‌172 - عهد الرشيد لهرثمة بن أعين وقد ولاه خراسان

- ‌173 - كتاب هرثمة بن أعين إلى الرشيد

- ‌174 - رد الرشيد عليه

- ‌175 - كتاب لهرثمة بن أعين

- ‌176 - كتاب لقمامة بن زيد فى السلامة إلى الخليفة

- ‌177 - كتاب آخر

- ‌178 - كتاب إسحق بن الخطاب إلى الهزبر بن صبيح

- ‌179 - كتاب إسحق بن الخطاب إلى زيد بن الفرج

- ‌180 - كتاب للهزبر فى التنصل

- ‌181 - كتاب محمد بن كثير إلى الرشيد

- ‌182 - كتاب أبى هرون العبدى إلى زبيدة بنت جعفر

- ‌183 - كتاب الأمين إلى أخيه المأمون

- ‌184 - كتاب الأمين إلى أخيه صالح

- ‌185 - كتاب عيسى بن واضح إلى الفضل بن الربيع

- ‌186 - كتاب موسى بن عيسى إلى الأمين

- ‌187 - كتاب المامون إلى الأمين

- ‌188 - رد الأمين على المأمون

- ‌189 - رد المأمون على الأمين

- ‌190 - رد الأمين على المأمون

- ‌191 - كتاب المأمون إلى الأمين

- ‌192 - رد أحد أعيان أهل العسكر

- ‌193 - كتاب رسول المأمون إليه

- ‌194 - رد الأمين على المأمون

- ‌195 - كتاب المامون إلى أعيان أهل العسكر ببغداد

- ‌196 - كتاب المامون إلى على بن عيسى بن ماهان

- ‌197 - كتاب المأمون إلى الأمين

- ‌198 - كتاب الأمين إلى المامون

- ‌199 - رد المأمون على الأمين

- ‌200 - كتاب طاهر بن الحسين إلى المامون

- ‌201 - كتاب الأمين إلى طاهر بن الحسين

- ‌202 - كتاب طاهر بن الحسين إلى المأمون

- ‌203 - كتاب طاهر بن الحسين إلى أبى عيسى بن الرشيد

- ‌204 - كتاب السيدة زبيدة إلى المأمون

- ‌205 - كتاب السيدة زبيدة إلى المأمون

- ‌206 - رد المأمون عليها

- ‌207 - كتاب أحمد بن يوسف فى قتل الأمين

- ‌208 - رسالة الخميس لأحمد بن يوسف

- ‌209 - تحميد لأحمد بن يوسف إلى الولاة عن الخليفة

- ‌210 - تحميد لأحمد بن يوسف

- ‌211 - تحميد لأحمد بن يوسف فى فتح السند

- ‌212 - تحميد لكاتب خزيمة بن خازم فى فتح الصنارية

- ‌213 - كتاب للفضل بن سهل

- ‌214 - كتاب إبراهيم بن إسماعيل بن داود إلى ذى الرياستين

- ‌215 - كتاب إبراهيم بن إسماعيل إلى على بن الهيثم

- ‌216 - رد ابن الهيثم عليه

- ‌217 - كتاب الحسن بن سهل إلى أخيه الفضل

- ‌218 - كتاب الفضل بن سهل إلى أخيه الحسن

- ‌219 - عهد المامون لعلى بن موسى الرضى

- ‌220 - صدر رسالة لإبراهيم بن المهدى فى الخميس

- ‌221 - رسالة الشكر لأحمد بن يوسف

- ‌222 - كتاب المأمون إلى الحسن بن سهل يعزيه بأخيه

- ‌223 - كتاب المأمون إليه يعزيه بأبيه

- ‌224 - كتاب المأمون إليه

- ‌225 - كتاب الحسن بن سهل إلى المأمون

- ‌226 - كتاب الحسن بن سهل إلى محمد بن سماعة القاضى

- ‌227 - رد ابن سماعة عليه

- ‌228 - كتاب الحسن بن سهل إلى الحسن بن وهب

- ‌229 - رد الحسن بن وهب عليه

- ‌230 - كتاب المطلب بن عبد الله بن مالك إلى الحسن بن سهل

- ‌231 - رد الحسن بن سهل عليه

- ‌232 - ومن فصول الحسن بن سهل

- ‌233 - كتاب الفضل بن الربيع إلى المأمون

- ‌234 - كتاب أحمد بن يوسف إلى المأمون

- ‌235 - كتابه إلى المأمون

- ‌236 - كتابه إلى إبراهيم بن المهدى

- ‌237 - كتاب له عن المامون

- ‌238 - كتابه إلى بعض إخوانه يهنئه بمولود له

- ‌239 - كتاب آخر

- ‌240 - كتاب آخر

- ‌241 - كتاب آخر

- ‌242 - كتابه فى تهنئة بإفراق من مرض

- ‌243 - كتاب له

- ‌244 - كتابه إلى بعض أخلائه

- ‌245 - كتاب له

- ‌246 - ومن كلامه

- ‌247 - ومن كلامه

- ‌248 - ومن كلامه

- ‌249 - كتاب له فى الاعتذار

- ‌250 - ومن كلامه

- ‌251 - كتابه إلى بنى سعيد بن مسلم

- ‌252 - كتاب له

- ‌253 - كتاب لأحمد بن يوسف فى العدل والإنصاف

- ‌254 - كتابه فى إنصاف قوم تظلموا

- ‌255 - كتاب له فى السلامة

- ‌256 - وله صدر فى السلامة

- ‌257 - فصل له فى السلامة

- ‌258 - فصل له فى الشكر

- ‌259 - فصل له فى الشكر

- ‌260 - كتاب له فى الشكر

- ‌261 - كتاب له فى الاعتذار

- ‌262 - كتاب آخر

- ‌263 - كتاب آخر

- ‌264 - كتاب آخر

- ‌265 - كتاب له فى حاجة

- ‌266 - كتاب له فى الشوق

- ‌267 - فصل له فى الإخاء

- ‌268 - كتاب له فى العتاب

- ‌269 - كتاب له فى الذم

- ‌270 - كتاب له فى الذم

- ‌271 - كتاب إلى أحمد بن يوسف من صديق له

- ‌272 - كتاب القاسم بن يوسف إلى صديق له

- ‌273 - كتاب أحد غلمان الديوان إلى آخر منهم

- ‌274 - رده عليه

- ‌275 - رسالة سهل بن هرون فى البخل

- ‌276 - كتاب سهل بن هرون إلى صديق له

- ‌277 - كتابه إلى صدق له

- ‌278 - ومن رسالة له يفضل الزجاج على الذهب

- ‌279 - كتاب الحسن بن سهل إلى سهل بن هرون

- ‌280 - كتاب العتابى إلى بعض إخوانه

- ‌281 - كتاب آخر له

- ‌282 - كتاب آخر له

- ‌283 - كتابه إلى بعض أهل السلطان

- ‌284 - كتابه إلى صديق له

- ‌285 - تعزية له

- ‌286 - كتاب له

- ‌287 - فصول للعتابى

- ‌288 - كتاب لابن الكلبى

- ‌289 - كتاب آخر

- ‌290 - كتاب على بن عبيدة إلى ابن الكلبى

- ‌291 - كتاب عنبسة بن إسحق إلى المأمون

- ‌292 - رد المأمون عليه

- ‌293 - كتاب طاهر بن الحسين إلى يحيى بن حماد

- ‌294 - كتاب يحيى بن حماد إلى طاهر

- ‌295 - عهد طاهر بن الحسين لابنه عبد الله

- ‌296 - كتاب إلى طاهر بن الحسين من بعض عماله

- ‌297 - رد طاهر عليه

- ‌298 - كتاب إبراهيم بن المهدى إلى طاهر

- ‌299 - كتاب أحمد بن يوسف إلى عبد الله بن طاهر يعزيه بأبيه

- ‌300 - كتاب عبد الله بن طاهر إلى نصر بن شبث

- ‌301 - كتاب عبد الله بن طاهر إلى نصر بن شبث

- ‌302 - أمان عبد الله بن طاهر لنصر بن شبث

- ‌303 - كتاب عبد الله بن طاهر إلى عبد الله بن السرى

- ‌304 - كتاب المامون إلى عبد الله بن طاهر

- ‌305 - كتاب أحمد بن يوسف إلى عبد الله بن طاهر

- ‌306 - كتاب الهزبر بن صببح إلى عبد الله بن طاهر

- ‌307 - كتاب عبد الله بن طاهر إلى الحسن بن عمرو

- ‌308 - كتاب عبد الله بن طاهر إلى المأمون

- ‌309 - كتاب المأمون إلى قثم بن جعفر

- ‌310 - كتاب أبى العتاهية إلى الفضل بن معن بن زائدة

- ‌311 - كتاب عمرو بن مسعدة إلى المأمون

- ‌312 - رد المامون عليه

- ‌313 - كتاب عمرو بن مسعدة إلى الحسن بن سهل

- ‌314 - كتابه إلى الحسن بن سهل

- ‌315 - كتابه إلى المأمون

- ‌316 - كتابه فى وصاة

- ‌317 - كتابه إلى بعض أصحابه

- ‌318 - كتابه إلى المامون

- ‌319 - كتابه إلى بعض الرؤساء

- ‌320 - كتابه له

- ‌321 - كتابه إلى أبى الرازى

- ‌322 - كتاب إبراهيم بن العباس إلى عمرو بن مسعدة

- ‌323 - كتاب أبى جعفر الكرمانى إلى المأمون

- ‌324 - كتابه إلى بختيشوع

- ‌325 - كتاب العباس بن الحسن إلى جرير بن يزيد

- ‌326 - كتاب العباس بن الحسن إلى المامون

- ‌327 - كتاب لجرير بن زيد البجلى

- ‌328 - كتاب آخر

- ‌329 - كتاب آخر

- ‌330 - كتاب محمد بن سعيد فى السلامة

- ‌331 - كتاب إلى المامون من عامل

- ‌332 - كتاب رجل إلى المأمون

- ‌333 - رد المأمون عليه

- ‌334 - كتاب إحدى جوارى المامون إليه

- ‌335 - الرقعة التى علقت على رأس على بن هشام بعد قتله

- ‌336 - كتاب ثوفيل ملك الروم إلى المامون

- ‌337 - رد المأمون عليه

- ‌338 - كتاب عبد الله بن طاهر إلى إسحاق بن إبراهيم

- ‌339 - رد إسحق بن إبراهيم عليه

- ‌340 - كتاب ابن الحرون إلى أحد إخوانه

- ‌341 - كتاب المأمون إلى إسحق بن إبراهيم

- ‌342 - كتاب المأمون إلى إسحق بن إبراهيم

- ‌343 - كتاب المأمون إلى إسحق بن إبراهيم

- ‌344 - كتاب منصور بن محمد إلى المريسى

- ‌345 - كتاب راشد الكاتب إلى محمد بن عبد الملك الزيات

- ‌346 - رد ابن الزيات عليه

- ‌347 - كتاب المأمون إلى عماله

- ‌فهرس الجزء الثالث من جمهرة رسائل العرب الباب الرابع الرسائل فى العصر العباسى الأول

- ‌فهرس أعلام الكتاب مرتب بترتيب الحروف الهجائية مع إتباع اسم كلّ كاتب بأرقام الصفحات التى وردت فيها رسائله

- ‌فهرس بعض ما ورد فى الهامش من الفوائد التى قد يحتاج القارئ إلى مراجعتها

الفصل: ‌343 - كتاب المأمون إلى إسحق بن إبراهيم

‌343 - كتاب المأمون إلى إسحق بن إبراهيم

فأحضر إسحق بن إبراهيم جماعة من الفقهاء والحكام والمحدّثين، وقرأ عليهم كتاب المأمون مرتين، ثم امتحنهم رجلا رجلا، فتوقفوا عن الإقرار بخلق القرآن، وكلّهم يقول:«القرآن كلام الله» ، إلا نفرا منهم، وكتب مقالاتهم ووجّه بها إلى المأمون، فمكث القوم تسعة أيام، ثم دعا بهم وقد ورد كتاب المأمون فى أمرهم، ونسخته:

«بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد، فقد بلغ أمير المؤمنين كتابك- جواب كتابه كان إليك- فيما ذهب إليه متصنّعة أهل القبلة وملتمسو الرّياسة فيما ليسوا له بأهل من أهل الملّة، من القول فى القرآن، وأمرك به أمير المؤمنين من امتحانهم، وتكشيف أحوالهم، وإحلالهم محالّهم، تذكر إحضارك جعفر بن عيسى وعبد الرحمن بن إسحق عند ورود كتاب أمير المؤمنين، مع من أحضرت ممن كان ينسب إلى الفقه، ويعرف بالجلوس للحديث، وينصب نفسه للفتيا بمدينة السلام، وقراءتك عليهم جميعا كتاب أمير المؤمنين، ومسألتك إياهم عن اعتقادهم فى القرآن، والدّلالة لهم على حظّهم وإطباقهم على نفى التشبيه، واختلافهم فى القرآن، وأمرك من لم يقل منهم إنه مخلوق بالإمساك عن الحديث والفتوى فى السّر والعلانية، وتقدّمك إلى السّندىّ وعباس مولى أمير المؤمنين بما تقدّمت به فيهم إلى القاضيين (1) بمثل ما مثّل لك أمير المؤمنين من امتحان من يحضر مجالسهما من الشهود، وبثّ الكتب إلى القضاة فى النواحى من عملك بالقدوم عليك، لتحملهم وتمتحنهم على ما حدّه أمير المؤمنين، وتثبيتك فى آخر الكتاب أسماء من حضر ومقالاتهم، وفهم أمير المؤمنين ما اقتصصت.

(1) يعنى جعفر بن عيسى وعبد الرحمن بن إسحق.

ص: 461

وأمير المؤمنين يحمد الله كثيرا كما هو أهله، ويسأله أن يصلّى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويرغب إلى الله فى التوفيق لطاعته، وحسن المعونة على صالح نيته برحمته، وقد تدبّر أمير المؤمنين ما كتبت به من أسماء من سألت عن القرآن، وما رجع إليك فيه كلّ امرئ منهم، وما شرحت من مقالتهم.

فأما ما قال المغرور بشر بن الوليد فى نفى التشبيه، وما أمسك عنه من أن القرآن مخلوق، وادّعى من تركه الكلام فى ذلك واستعهاده أمير المؤمنين (1)، فقد كذب بشر فى ذلك وكفر، وقال الزّور والمنكر، ولم يكن جرى بين أمير المؤمنين وبينه فى ذلك ولا فى غيره عهد ولا نظر أكثر من إخباره أمير المؤمنين من اعتقاده كلمة الإخلاص، والقول بأن القرآن مخلوق، فادع به إليك، وأعلمه ما أعلمك به أمير المؤمنين من ذلك، وانصصه عن قوله فى القرآن، واستتبه منه، فإن أمير المؤمنين يرى أن تستتيب من قاله بمقالته، إذ كانت تلك المقالة الكفر الصّراح، والشّرك المحض عند أمير المؤمنين، فإن تاب منها فأشهر أمره وأمسك عنه، وإن أصرّ على شركه، ودفع أن يكون القرآن مخلوقا بكفره وإلحاده، فاضرب عنقه وابعث إلى أمير المؤمنين برأسه إن شاء الله.

وكذلك إبراهيم بن المهدى فامتحنه بمثل ما تمتحن به بشرا، فإنه كان يقول بقوله، وقد بلغت أمير المؤمنين عنه بوالغ، فإن قال إن القرآن مخلوق، فأشهر أمره واكشفه، وإلّا فاضرب عنقه، وابعث إلى أمير المؤمنين برأسه إن شاء الله.

(1) وذلك أنه لما امتحنه إسحق بن إبراهيم قال: ما تقول فى القرآن؟ فقال: قد عرفت مقالتى لأمير المؤمنين غير مرة، قال: فقد تجدد من كتاب أمير المؤمنين ما قد ترى، فقال: أقول القرآن كلام الله، قال: لم أسألك عن هذا، أمخلوق هو؟ قال: الله خالق كل شىء، قال: ما القرآن شىء؟

قال: هو شىء، قال: فمخلوق؟ قال: ليس بخالق: قال. ليس أسألك عن هذا، أمخلوق هو؟

قال: ما أحسن غير ما قلت لك، وقد استعهدت أمير المؤمنين أن لا أتكلم فيه، وليس عندى غير ما قلت لك، فأخذ إسحق بن إبراهيم رقعة كانت بين يديه فقرأها عليه، ووقفه عليها فقال:«أشهد أن لا إله إلا الله أحدا فردا، لم يكن قبله شىء ولا بعده شىء ولا يشبهه شى من خلقه فى معنى من المعانى ولا وجه من الوجوه» قال: نعم وقد كنت أضرب الناس على دون هذا، فقال للكاتب:

اكتب ما قال.

ص: 462

وأما علىّ بن أبى مقاتل، فقل له: ألست القائل لأمير المؤمنين إنك تحلّل وتحرّم؟ والمكلّم له بمثل ما كلّمته به. مما لم يذهب عنه ذكره!

وأما الذّيّال بن الهيثم، فأعلمه أنه كان فى الطعام الذى كان يسرقه فى الأنبار، وفيما يستولى عليه من أمر مدينة (1) أمير المؤمنين أبى العباس ما يشغله، وأنه لو كان مقتفيا آثار سلفه، وسالكا مناهجهم، ومحتذيا سبيلهم، لما خرج إلى الشّرك بعد إيمانه.

وأما أحمد بن يزيد المعروف بأبى العوّام وقوله إنه لا يحسن الجواب فى القرآن، فأعلمه أنه صبىّ فى عقله لا فى سنّه، جاهل، وأنه إن كان لا يحسن الجواب فى القرآن فسيحسنه إذا أخذه التأديب، ثم إن لم يفعل كان السيف من وراء ذلك إن شاء الله.

وأما أحمد بن حنبل وما تكتب عنه، فأعلمه أن أمير المؤمنين قد عرف فحوى (2) تلك المقالة وسبيله فيها، واستدلّ على جهله وآفته بها.

وأما الفضل بن غانم، فأعلمه أنه لم يخف على أمير المؤمنين ما كان منه بمصر، وما اكتسب من الأموال فى أقلّ من سنة، وما شجر (3) بينه وبين المطّلب بن عبد الله فى ذلك، فإنه من كان شأنه شأنه، وكانت رغبته فى الدينار والدرهم رغبته، فليس بمستنكر أن يبيع إيمانه طمعا فيهما، وإيثارا لعاجل نفعهما، وأنه مع ذلك القائل لعلىّ بن هشام ما قال، والمخالف له فيما خالفه فيه، فما الذى حال به عن ذلك، ونقله إلى غيره؟

(1) هى مدينة الهاشمية، بناها السفاح بالكوفة.

(2)

فحوى الكلام: معناه.

(3)

شجر الأمر بينهم كنصر: اضطرب وتنازعوا فيه.

ص: 463

وأما الزّيادىّ (1) فأعلمه أنه كان منتحلا أوّلا أوّل دعىّ كان فى الإسلام خولف فيه حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جديرا أن يسلك مسلكه، فأنكر أبو حسّان أن يكون مولى لزياد، أو يكون مولى لأحد من الناس (وذكر أنه إنما نسب إلى زياد لأمر من الأمور).

وأما المعروف بأبى نصر التّمّار، فإن أمير المؤمنين شبّه خساسة عقله بخساسة متجره.

وأما الفضل بن الفرّخان، فأعلمه أنه حاول بالقول الذى قاله فى القرآن أخذ الودائع التى أودعها إياه عبد الرحمن بن إسحق وغيره تربّصا (2) بمن استودعه وطمعا فى الاستكثار لما صار فى يده، ولا سبيل عليه عن تقادم عهده، وتطاول الأيام به، فقل لعبد الرحمن بن إسحق لا جزاك الله خيرا عن تقويتك مثل هذا وإيمانك، إياه، وهو معتقد للشّرك، منسلخ من التوحيد.

وأما محمد بن حاتم وابن نوح والمعروف بأبى معمر، فأعلمهم أنهم مشاغيل بأكل الربا عن الوقوف على التوحيد، وأن أمير المؤمنين لو لم يتحلّ محاربتهم فى الله ومجاهدتهم إلا لإربائهم وما نزل به كتاب الله فى أمثالهم، لاستحلّ ذلك، فكيف بهم وقد جمعوا مع الإرباء شركا، وصاروا للنصارى مثلا.

وأما أحمد بن شجاع، فأعلمه أنك صاحبه بالأمس، والمستخرج منه ما استخرجته من المال الذى كان استجلّه من مال علىّ بن هشام، وأنه ممّن الدينار والدرهم دينه.

وأما سعدويه الواسطىّ، فقل له: قبّح الله رجلا بلغ به التصنّع للحديث، والتزيّن به، والحرص على طلب الرّياسة فيه، أن يتمنّى وقت المحنة. فيقول بالتقرب بها متى يمتحن فيجلس للحديث.

(1) هو أبو حسان الزيادى. وانتحله: ادعاه لنفسه وهو لغيره. والدعى: المتهم فى نسبه المنسوب إلى غير أبيه، والمراد: زياد ابن أبيه.

(2)

أى انتظارا.

ص: 464

وأما المعروف بسجّادة وإنكاره أن يكون سمع ممن كان يجالس من أهل الحديث وأهل الفقه القول بأن القرآن مخلوق، فأعلمه أنه فى شغله بإعداد النّوى وحكّه لإصلاح سجادته، وبالودائع التى دفعها إليه علىّ بن يحيى وغيره ما أذهله عن التوحيد وألهاه، ثم سله عما كان يوسف بن أبى يوسف ومحمد بن الحسن يقولانه إن كان شاهدهما وجالسهما.

وأما القواريرىّ، ففيما تكشّف من أحواله وقبوله الرّشا والمصانعات، ما أبان عن مذهبه وسوء طريقته، وسخافة عقله ودينه، وقد انتهى إلى أمير المؤمنين أنه يتولّى لجعفر بن عيسى الحسنىّ مسائله، فتقدّم إلى جعفر بن عيسى فى رفضه وترك الثقة به والاستنامة (1) إليه.

وأما يحيى بن عبد الرحمن العمرى، فإن كان من ولد عمر بن الخطاب فجوابه معروف.

وأما محمد بن الحسن بن علىّ بن عاصم، فإنه لو كان مقتديا بمن مضى من سلفه، لم ينتحل النّحلة التى حكيت عنه، وإنه بعد صبىّ يحتاج إلى تعلّم.

وقد كان أمير المؤمنين وجّه إليك المعروف بأبى مسهر بعد أن نصّه أمير المؤمنين عن محنته فى القرآن، فجمجم (2) عنها ولجلج فيها، حتى دعا له أمير المؤمنين باليف، فأقرّ ذميما، فانصصه عن إقراره، فإن كان مقيما عليه فأشهر ذلك وأظهره إن شاء الله.

ومن لم يرجع عن شركه- ممن سمّيت لأمير المؤمنين فى كتابك، وذكره أمير المؤمنين لك، أو أمسك عن ذكره فى كتابه هذا- ولم يقل إن القرآن مخلوق،

(1) استنام إليه: سكن واطمأن.

(2)

الجمجمة. أن لا يبين كلامه، كالتجمجم.

ص: 465

بعد بشر بن الوليد، وإبراهيم بن المهدى، فاحملهم أجميعن موثقين إلى عسكر أمير المؤمنين، مع من يقوم بحفظهم وحراستهم فى طريقهم، حتى يؤدّيهم إلى عسكر أمير المؤمنين ويسلّمهم إلى من يؤمن بتسليمهم إليه، لينصّهم أمير المؤمنين، فإن لم يرجعوا ويتوبوا، حملهم جميعا على السيف إن شاء الله، ولا قوة إلا بالله.

وقد أنفذ أمير المؤمنين كتابه هذا فى خريطة بنداريّة (1)، ولم ينظر به اجتماع الكتب الخرائطيّة، معجّلا به، تقرّبا إلى الله عز وجل بما أصدر من الحكم، ورجاء ما اعتمد، وإدراك ما أمّل من جزيل ثواب الله عليه، فأنفذ لما أتاك من أمير المؤمنين وعجل إجابة أمير المؤمنين بما يكون منك فى خريطة بندارية مفردة عن سائر الخرائط، لتعرّف أمير المؤمنين ما يعملونه إن شاء الله (2)».

وكتب سنة 218 هـ. (تاريخ الطبرى 10: 289)

(1) الخريطة. وعاء من أدم وغيره يشد على ما فيه، وبندارية نسبة إلى بندار، وقد تقدم أنه التاجر الذى يخزن البضائع للغلاء- فهو كثير المال- والظاهر أن الخريطة البندارية كانت تمتاز عن سائر الخرائط، بمتانة صنعها وإحكامها واتساعها لمقدار من النقود كبير، وأنظره: أخره.

(2)

فأجاب القوم كلهم حين أعاد القول عليهم إلى أن القرآن مخلوق إلا أربعة نفر، وهم: أحمد ابن حنبل وسجادة والقواريرى ومحمد بن نوح، فأمر بهم إسحق بن إبراهيم فشدوا فى الحديد، فلما كان من الغد دعا بهم جميعا يساقون فى الحديد، فأعاد عليهم المحنة فأجابه سجادة إلى أن القرآن مخلوق، فأمر بإطلاق قيده وخلى سبيله، وأصر الآخرون على قولهم، فلما كان من بعد الغد عاودهم أيضا فأعاد عليهم القول، فأجاب القواريرى إلى أن القرآن مخلوق، فأمر بإطلاق قيده وخلى سبيله، وأصر أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح على قولهما ولم يرجعا، فشدا جميعا فى الحديد، ووجها إلى طرسوس «بفتح الطاء والراء:

مدينة ببلاد الروم (الأناضول) بينها وبين أذنة (أطنة) ستة فراسخ، وكان المأمون قد خرج إليها غازيا فأدركته منيته بها، وفيها قبره» ومات ابن نوح فى طريقه إليها.

واتفق أن مات المأمون قبل وصول ابن حنبل إليه (سنة 218 هـ) وعهد إلى أخيه المعتصم بالخلافة وأوصاه أن يحمل الناس على القول بخلق القرآن، واستمر الإمام أحمد محبوسا إلى أن امتحنه المعتصم.

واستتماما للفائدة نسوق إليك بقية الخبر فى هذه المسألة فنقول: أحضر المعتصم الإمام أحمد، وعقد له مجلسا للمناظرة، وفيه عبد الرحمن بن إسحق والقاضى أحمد بن أبى داود وغيرهما، فناظروه ثلاثة أيام ولم يزل معهم فى جدال إلى اليوم الرابع، فأمر المعتصم بضربه بالسياط، ولم يحل عن رأيه إلى أن أغمى عليه، ونخسه عجيف بن عنبسة بالسيف، ورمى عليه بارية (وهى الحصير المنسوج) وديس عليه ثم حمل إلى منزله بعد أن ضرب ثمانية وثلاثين سوطا، وكانت مدة مكثه فى السجن ثمانية وعشرين شهرا.-

ص: 466

_________

ذكروا أنه لما نوظر فى الأيام الثلاثة كان المعتصم يخلو به ويقول له: ويحك يأحمد! أنا والله عليك شفيق، وإنى لأشفق عليك مثل شفقتى على ابنى هرون «يعنى الواثق» فأجبنى، فو الله لئن أجبتنى لأطلقن غلك بيدى، ولأطأن عتبتك، ولأركبن إليك بجندى، فيقول: يا أمير المؤمنين أعطونى شيئا من كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا طال به المجلس ضجر وقام، ورد أحمد إلى الموضع الذى كان فيه، وتتردد إليه رسل المعتصم يقولون: يأحمد أمير المؤمنين يقول لك: ما تقول فى القرآن؟ فيرد عليهم كما رد أولا. فلما كان فى اليوم الثالث طلب للمناظرة فأدخل على المعتصم وعنده وزيره محمد بن عبد الملك الزيات والقاضى أحمد بن أبى دؤاد، فقال المعتصم: كلموه وناظروه، فلم يزالوا معه فى جدال إلى أن قالوا: يا أمير المؤمنين اقتله ودمه فى أعناقنا. فرفع المعتصم يده ولطم بها وجه الإمام أحمد فخر مغشيا عليه، فتمعرت وجوه قواد خراسان- وكان عم أحمد فيهم- فخاف الخليفة منهم على نفسه فدعا بماء ورش على وجهه، فلما أفاق من غشيته رفع رأسه إلى عمه. وقال يا عم لعل هذا الماء الذى رش على وجهى غضب عليه صاحبه، فقال المعتصم: ويحكم أما ترون ما يتهجم به على هذا وقرابتى من رسول الله صلى الله عليه وسلم! لا رفعت السوط عنه حتى يقول القرآن مخلوق، ثم التفت إلى أحمد وأعاد عليه القول، فرد أحمد كالأول، فلم يزل كذلك حتى ضجر وطال المجلس، فعند ذلك قال: عليك لعنة الله، لقد كنت طمعت فيك قبل هذا، خذوه، اخلعوه، اسحبوه فأخذ وسحب ثم خلع، ثم قال المعتصم:

السياط. قال الإمام أحمد: وكان عندى شعرات من شعر النبى صلى الله عليه وسلم قد صررتها فى كم قميصى، فجاء بعض القوم إلى قمبصى ليحرقه، فقال المعتصم: لا تحرقوه وانزعوه عنه وإنما درىء عن القميص الحرق ببركة شعر النبى صلى الله عليه وسلم، وشدوا يديه فتخلعتا- ولم يزل أحمد يتوجع منهما حتى مات- ثم قال المعتصم للجلادين: تقدموا، ونظر إلى السياط فقال: ايتوا بغيرها، ثم قال لأحدهم:

أذمه (أى أسل دمه. من ذم أنفه وذن إذا سال) وأوجع، قطع الله يدك، فتقدم وضربه سوطين ثم تنحى، ثم قال لآخر: أذمه وشد، قطع الله يدك، فتقدم وضربه سوطين ثم تنحى، ولم يزل يدعو رجلا رجلا فيضربه كل واحد سوطين ويتنحى، ثم قام المعتصم وجاءه وهم محدقون به، وقال: يأحمد تقتل نفسك! أجبنى حتى أطلق غلك بيدى، وجعل بعضهم يقول له: يأحمد، إمامك على رأسك قائم فأجبه، وعجيف ينخسه بالسيف ويقول: أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم؟ وبعضهم يقول: يأمير المؤمنين اجعل دمه فى عنقى، فرجع المعتصم إلى الكرسى، ثم قال للجلاذ: أذمه، قطع الله يدك، ثم جاء المعتصم إليه ثانيا وقال: يأحمد أجبنى، فقال كالأول. فرجع المعتصم وجلس على الكرسى، ثم قال للجلاد: شد عليه، قطع الله يدك، قال أحمد: فذهب عقلى، فما عقلت إلا وأنا فى حجرة مطلق عنى، كل ذلك وهو صائم لم يفطر، وكان ذلك فى العشر الأخيرة من رمضان سنة 220 هـ، ثم وجه المعتصم رجلا ينظر الضرب والجراحات ويعالجه، فنظر إليه وقال: والله لقد رأيت من ضرب ألف سوط، فما رأيت أشد ضربا من هذا ثم عالجه، وبقى أثر الضرب بينا فى ظهره إلى أن مات (سنة 241 هـ) - انظر تاريخ الطبرى 10: 292 وتبيين كذب المفترى ص 349، وحياة الحيوان الكبرى للدميرى 1: 115 - 117، ووفيات الأعيان 1: 17، ومروج الذهب 2:348.

ولم يزل ابن حنبل بعد ضربه يحضر الجمعة والجماعات ويفتى ويحدث إلى أن مات المعتصم (سنة 227 هـ)، وولى الواثق فأظهر ما أظهره المأمون والمعتصم من المحنة، وقال للإمام أحمد:

لا تجمعن إليك أحدا، ولا تساكنى فى بلد أنا فيه، فأقام الإمام أحمد مختفيا لا يخرج إلى صلاة ولا غيرها-

ص: 467

_________

حتى مات الواثق (سنة 232 هـ) وولى المتوكل، فكتب إلى الآفاق برفع المحنة، ومنع الناس من المناظرات فى الآراء والمذاهب، وقرب منه أهل السنة، وأمر بإحضار الإمام أحمد وإكرامه وإعزازه، وأطلق له ما لا كثيرا فلم يقبله، وفرقه على الفقراء والمساكين، وأجرى على أهله وولده فى كل شهر أربعة آلاف درهم فلم يرض بذلك، ولم يحفل المتوكل بالمعتزلة فخمدت نارهم، وتضاءل أمرهم- انظر حياة الحيوان الكبرى للدميرى 1: 115، 122، ومروج الذهب 2:369.

وممن عضته هذه المحنة بأنيابها فى عهد الواثق أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطى المصرى صاحب الإمام الشافعى، دعى إلى القول بخلق القرآن، فامتنع منه، فحمل من مصر إلى العراق مقيدا حتى مات فى أقياده محبوسا صابرا على ما أصابه من الأذى، وكان مقيدا إلى أنصاف ساقيه؛ مغلولة يداه إلى عنقه، قال الربيع بن سليمان: رأيت البويطى على بغل فى عنقه غل وفى رجليه قيد، وبين الغل والقيد سلسلة من حديد فيها طوبة وزنها أربعون رطلا، وهو يقول: إنما خلق الله سبحانه وتعالى الخلق «بكن» فإذا كانت «كن» مخلوقة فكأن مخلوقا خلق مخلوقا، فو الله لأموتن فى حديدى حتى يأتى من بعدى قوم يعلمون أنه مات فى هذا الشأن قوم فى حديدهم، ولئن أدخلت عليه لأصدقنه- يعنى الواثق- وقال الربيع أيضا: كتب إلى أبو يعقوب من السجن: إنه ليأتى على أوقات لا أحس بالحديد إنه على بدنى حتى تمسه يدى، وتوفى سنة 231 هـ فى القيد والسجن ببغداد- انظر تبيين كذب المقترى ص 348، ووفيات الأعيان 2:347.

ومنهم نعيم بن حماد، وقد مات فى سجن الواثق مقيدا أيضا- انظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 5: ص 177.

ومنهم أحمد بن نصر الخزاعى قتله الواثق وصلبه سنة 231 هـ ذكروا أن ثمامة بن أشرس سعى به إلى الواثق، وذكر له أنه يكفر من يقول بخلق القرآن، ومن ينكر رؤية الله تعالى يوم القيامة فأحضره الواثق وقال له: ما تقول فى القرآن؟ قال: كلام الله، قال: أفمخلوق هو؟ قال: هو كلام الله، قال:

أفترى ربك يوم القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية، فقال: ويحك؟ يرى كما يرى المحدود المتجسم، يحويه مكان، ويحصره الناظر؟ أنا أكفر برب هذه صفته، ما تقولون فيه؟ فقال عبد الرحمن ابن إسحق- وكان قاضيا على الجانب الغربى ببغداد فعزل- هو حلال الدم، وقال جماعة من الفقهاء كما قال، فأظهر ابن أبى دؤاد أنه كاره لقتله. فقال للواثق: يا أمير المؤمنين، شيخ مختل، لعل به عاهة أو تغير عقل، يؤخر أمره، فقال الواثق: ما أراه إلا مؤديا لكفره، ودعا الواثق بالصمصامة، وقال: إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معى، فإنى أحتسب خطاى إلى هذا الكافر الذى يعبد ربا لا نعبده، ولا نعرفه بالصفة التى وصفه بها، ثم أمر بالنطع فأجلس عليه وهو مقيد، وأمر بشد رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدوه، ومشى إليه حتى ضرب عنقه، وأمر بحمل رأسه إلى بغداد، فنصب فى الجانب الشرقى أياما، وفى الجانب الغربى أياما، وتتبع رؤساء أصحابه فوضعوا فى الحبوس، ولم يزل رأسه منصوبا ببغداد، وجسده بسر من رأى ست سنين إلى أن حط وجمع بين رأسه وبدنه- انظر الفرق بين الفرق ص 159، وتاريخ بغداد ج 5 ص 173 - 180، وحياة الحيوان الكبرى للدميرى 1: 119، ومروج الذهب 2:363.

ص: 468