الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منه، فعاود أكثر ما كان، بتقديمه الدينار والدرهم على العمل لله ودينه وأساء السيرة، وعسف (1) الرعية، وسفك الدماء المحرّمة، فوجّه أمير المؤمنين عجيف ابن عنبسة مباشرا لأمره، وداعيا إلى تلافى ما كان منه، فوثب بعجيف، يريد قتله، فقوّى الله عجيفا، بنيّته الصادقة فى طاعة أمير المؤمنين، حتى دفعه عن نفسه، ولو تمّ ما أراد بعجيف، لكان فى ذلك ما لا يستدرك ولا يستقال، ولكن الله إذا أراد أمرا كان مفعولا، فلما أمضى أمير المؤمنين حكم الله فى على بن هشام، رأى أن لا يؤاخذ من خلفه بذنبه، فأمر أن يجرى لولده ولعياله، ولمن اتصل بهم، ومن كان يجرى عليهم، مثل الذى كان جاريا لهم فى حياته، ولولا أن على بن هشام أراد العظمى بعجيف، لكان فى عداد من كان فى عسكره ممن خالف وخان، كعيسى بن منصور ونظرائه والسلام». (تاريخ الطبرى 10: 282)
336 - كتاب ثوفيل ملك الروم إلى المامون
وفى سنة 215 هـ شخص المأمون من مدينة السلام لغزو الروم، واستخلف عليها إسحق بن إبراهيم بن مصعب، ففتح وقتل وسبى.
- بابك، ثم وجه إليه سنة 212 محمد بن حميد الطوسى لمحاربته وقد قتله بابك سنة 214 وفض عسكره وقتل جمعا كثيرا ممن كان معه، ورثاه أبو تمام برائيته المشهورة، كذا فليجل الخطب
…
- إلى أن أظفر الله المسلمين بالبابكية فأسر بابك وصلب بسر من رأى سنة 223، وسيرد عليك بقية خبره فى خلافة المعتصم فى الجزء الرابع إن شاء الله.
والخرمية نسبة إلى خرم، جاء فى معجم البلدان: «خرم: وتفسيره بالفارسية السرور، وهو رستاق (ناحية) بأردبيل (من أشهر مدن أذربيجان) قال نصر: وأظن الخرمية الذين كان منهم بابك الخرمى نسبوا إليه، وقيل: الخرمية فارسى معناه الذين يتبعون الشهوات ويستبيحونها، ثم قال وخرمة:
ناحية من نواحى فارس قرب إصطخر» اه. وجاء فى القاموس المحيط: «وخرمة كسكرة: بلدة بفارس منها بابك الخرمى» - انظر أخبار بابك والخرمية فى الفرق بين الفرق للبغدادى ص 251، 252 و 268، وفى الفهرست لابن النديم ص 480 - 482 وتاريخ الطبرى 10: ص 244 و 255 و 257 و 258 و 268 و 279 و 280 و 307 و 309 و 314 و 317 و 318 و 332، ومعجم البلدان 2: 93 و 3: 424.
(1)
أى ظلمها.
وفى سنة 217 هـ، كتب ثوفيل (1) بن ميخائيل ملك الروم إلى المأمون يسأله الصلح:
(كتاب بغداد لابن طيفور 6: 284 وتاريخ الطبرى 10: 283)
(1) ولى ملك الروم سته 829 م.
(2)
المهادنة: المصالحة، والأوزار جمع وزر بالكسر وهو الحمل والثقل.
(3)
المرافق: جمع مرفق، والمرفق من الأمر: ما ارتفقت به وانتفعت، فمن قرأ:«وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً» جعله مثل مقطع بكسر الميم، ومن قرأ:«مِرفَقاً» جعله مثل مسجد، والفسح جمع فسحة بالضم وهى السعة، والبيضة: حوزة كل شىء، وساحة القوم.
(4)
الخمر، بالتحريك. كل ماوارك من شجر أو بناء أو غيره، وخمر كفرح: توارى، ومن أمثال العرب «يدب له الضراء ويمشى له الخمر» - والضراء كسحاب: الشجر الملتف فى الوادى، يقال توارى الصيد منه فى ضراء، وفلان يمشى الضراء: إذا مشى مستخفيا فيما يوارى من الشجر- وهو مثل يضرب للرجل يختل صاحبه.
(5)
الأسداد: جمع سد، وهو الحاجز، وشن الغارة عليهم: صبها من كل وجه.