الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالتسبيح، والتقديس؛ فإنهم يستغنون بذلك عما تمطره السماء، وتنبته الأرض.
وروى ابن ماجه في "سننه"، وابن خزيمة في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وغيرهم عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "يا أَيُّها النَّاسُ! إِنَّها لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ عَلَىْ وَجْهِ الأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ".
وفيه يقول: و"إِنَّ قَبْلَ خُرُوْجِ الدَّجَّالِ ثَلاثَ سَنَواتٍ شِدادٍ يُصِيْبُ النَّاسَ فِيْها جُوْعٌ شَدِيْدٌ؛ يَأْمُرُ اللهُ السَّماءَ السَّنَةَ الأُوْلَىْ أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ، فَتَحْبِسُ ثُلُثَ نبَاتِها، ثُمَّ يَأْمُرُ السَّماءَ فِيْ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ، فتَحْبس ثُلُثَيْ مَطَرِها، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ، فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نبَاتِها، ثُمَّ يَأْمُرُ السَّماءَ فِيْ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، فَتَحْبِسُ مَطَرَها كُلَّهُ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ، فَتَحْبِسُ نبَاتَها كُلَّهُ، فَلا تُنْبِتُ خَضْراءَ، فَلا تَبْقَىْ ذاتُ ظِلْفٍ إِلَاّ هَلَكَتْ إِلَاّ ما شاءَ اللهُ"، قالوا: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: "التَّهْلِيْلُ، وَالتَّكْبِيْرُ، وَالتَّحْمِيْدُ، وَيُجْرَىْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مَجْرَىْ الطَّعامِ"(1).
64 - ومن أخلاق الملائكة عليهم السلام طلب ليلة القدر
، والتماسها، وشهودها، والدعاء فيها، والابتهال إلى الله تعالى فيها.
قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
(1) رواه ابن ماجه (4077).
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1 - 5].
روى أبو الشيخ بن حبان في كتاب "الثواب"، والبيهقي، والأصبهاني في "الترغيب" عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما: أنهَّ سمع رسول الل صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ الْجَنَّةَ لتَتَنَجَّدُ، وَتتَزَيَّنُ مِنَ الْحَوْلِ إِلَىْ الْحَوْلِ لِدُخُوْلِ شَهْرِ رَمَضانَ"
…
فذكر الحديث، وفيه:"إِذا كانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَأْمُرُ اللهُ عز وجل جِبْرِيْلَ عليه السلام فَيَهْبِطُ فِيْ كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَمَعَهُمْ لِواءٌ أَخْضَرُ، فَيَرْكِزُوْنَ اللِّواءَ عَلَىْ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، وَلَهُ مِئَةُ جَناحٍ؛ مِنْها جَناحانِ لا يَنْشُرُهُما إِلَاّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَيَنْشُرُهُما فِيْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَيُجاوِزُ الْمَشْرِقَ إِلَىْ الْمَغْرِبِ، فَيَحُثُّ جِبْرِيْلُ الْمَلائِكَةَ عليهم السلام فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَيُسَلِّمُوْنَ عَلَىْ كُلِّ قائِمٍ، وَقاعِدٍ، وَمُصَلٍّ، وَذاكِرٍ، وُيصافِحُوْنَهُمْ، وَيُؤَمِّنُوْنَ عَلَىْ دُعائِهِمْ حَتَّىْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَإِذا طَلَعَ الْفَجْرُ يُنادِيْ جِبْرِيْلُ عليه السلام مَعاشِرَ الْمَلائِكَةِ: الرَّحِيْلَ الرَّحِيْلَ، فَيَقُوْلُوْنَ: يا جِبْرِيْلُ! فَما صَنعَ اللهُ فِيْ حَوائِجِ الْمُؤْمِنِيْنَ مِنْ أُمَّةِ أَحْمَد صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُوْلُ: نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِمْ فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، فَعَفا عَنْهُمْ إِلَاّ أَرْبَعَةً"، قلنا: يا رسول الله! من هم؟ قال: "رَجُلٌ مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَعَاقٌّ لِوالِدَيْهِ، وَقاطِعُ رَحِمٍ، وَمُشاحِنٌ"، الحديث (1).
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(3695)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/ 291). قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 535): وهذا حديث لا يصح، قال يحيى بن سعيد: الضحاك عندنا ضعيف، وقال أبوحاتم الرازي: والقاسم بن الحكم مجهول، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بالعلاء بن عمرو.