الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِتَّ مِتَّ شَهِيْداً، يا عَلِيُّ! تَعَلَّمِ الْقُرْآنَ وَعَلِّمْهُ النَّاسَ، فَإِنْ مِتَّ حَجَّتِ الْمَلائِكَةُ إِلَىْ قَبْرِكَ كَما يَحُجُّ النَّاسُ إِلَىْ بَيْتِ الله" (1).
والمراد بالحج هنا قصد قبور حملة القرآن بالزيارة، والاستغفار لهم.
131 - ومنها: طرد الشَّياطين:
ومن الأمثال السَّائرة: إذا حضرت الملائكة فرت الشَّياطين.
وقد تقدم في كلام جعفر بن محمَّد رضي الله تعالى عنه: أن الملائكة تطرد الشَّياطين عن المحافظ على الصلوات عند الموت.
وروى الإمام ابن الإمام، عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنهما في "زوائد الزهد" عن يحيى بن سليم الطَّائفي، عن من ذكره قال: الكلمة التي تزجر بها الملائكة الشياطين حين يسترقون السمع: ما شاء الله (2).
وقال الله تعالى - حكاية عن الجن: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: 8، 9].
قال ابن عباس: كانت الجن قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون من السَّماء، فلما بعث حُرِسَتْ، فلم يستطيعوا أن يستمعوا، فجاؤوا إلى قومهم يقولون للذين لم يستمعوا: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ
(1) تقدم تخريجه.
(2)
انظر: "الزهد"(ص: 68).
حَرَسًا شَدِيدًا} [الجن: 8] الملائكة، {وَشُهُبًا} [الجن: 8] وهي الكواكب، {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: 9]، يقول: نجماً قد أرصد له يرمى به. رواه ابن مردويه (1).
وقال ابن جريح في قوله: {يَجِدْ لَهُ شِهَابًا} [الجن: 9]، قال: من النجوم، {رَصَدًا} [الجن: 9]: من الملائكة. رواه ابن المنذر (2).
وروى الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وآخرون عن مَعْمَر، عن الزُّهريِّ، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في نفر من أصحابه، فرمي بنجم، فاستنار، قال:"ما كُنتُمْ تَقُوْلُوْنَ إِذا كانَ مِثْلُ هَذا فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ؟ " قالوا: كنا نقول: يولد عظيم، أو يموت عظيم، قال:"فَإِنَّها لا يُرْمَىْ بِها لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا حَياتِهِ، وَلَكِنْ رَبُّنا إِذا قَضَىْ أَمْراً يَهِيْجُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ يُسَبِّحُ أَهْلُ السَّماءِ، فَيَقُوْلُ الَّذِيْنَ يَلُوْنَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: ما قالَ رَبُّكُمْ؟ فَيُخْبِرُوْنَهُمْ، وَيُخْبِرُ أَهْلُ كُلِّ سَماءٍ سَماءً حَتَّىْ يَنتهِيَ الْخَبَرُ إِلَىْ هَذهِ السَّماءِ، وَيَخْطِفَ الْجِنُّ السَّمْعَ فَيُرْمَوْنُ، فَما جاؤُوْا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يُحَرِّفُوْنَ وَيزِيْدُوْنَ فِيْهِ"(3).
(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 303).
(2)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 303).
(3)
رواه الإمام أحمد في"المسند"(1/ 218)، ومسلم (2229)، والترمذي (3224)، والنسائي في "السنن الكبرى"(11272).