المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأما أدلة ما أشرنا إليه: - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ١

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَة المؤلف

- ‌[مُقَدِّمَةُ الكِتَابِ]

- ‌ فَائِدَةٌ زَائِدةٌ:

- ‌ عَوْداً، عَلَىْ بَدْءٍ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ زَائِدَةٌ:

- ‌ تَتِمَّة:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تنبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌ تَتِمَّةٌ لِمَا سَبَقَ، وَتَوْضِيْحٌ لَهُ:

- ‌ تنْبِيْهٌ:

- ‌بَابُ بَيَان الحِكَمِ الظَّاهِرَة فِي تَأخِيرِ هَذِهِ الأُمَّةِ

- ‌1 - التي منها: إرادة التشبه بالصالحين من الأمم السابقة، والتجنب عن قبائح الطالحين منهم

- ‌2 - ومن الحكم الحاصلة بتأخير هذه الأمة - أيضاً -: أن الأنبياء، والعارفين من الأمم السالفة أخبروا أممهم وأتباعهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - ومن الحكم، واللطائف في تأخير هذه الأمة - أيضاً -: أن الله تعالى سترهم، ولم يفضحهم كما فضح عليهم من تقدمهم من الأمم

- ‌4 - ومن الحكم المذكورة: أن الله تعالى لما سبق في علمه أنه يورث هذه الأمة الأرض بعد سائر الأمم

- ‌5 - فمنها: شهادة هذه الأمة على الأمم السابقة

- ‌6 - ومن الفوائد المشار إليها: أن هذه الأمة لمَّا ورثوا علوم الأولين اطلعوا على أخبارهم

- ‌7 - ومنها: أن الله تعالى حيث أورث هذه الأمة علوم المتقدمين

- ‌8 - ومن الفوائد المذكورة: أن الله تعالى أطلع هذه الأمة على تعجيل هلاك الأمم

- ‌9 - ومنها - وهو مقصودنا من ذكر هذا الباب في هذا الكتاب

- ‌خَاتِمَة لَطِيفَةٌ لِهَذَا البَاب

- ‌القِسْمُ الأَوَّلُ في التَّشَبُّهِ بمَن وَرَدَ الأَمْرُ بِالتَّشَبُّهِ بِهِم وَالاقْتِدَاءِ بِهُدَاهُم وَهَدْيِهِم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌(1) بَابُ التَّشَبُّهِ بِالمَلَائِكَةِ عليهم السلام

- ‌1 - فمنها: الشَّهادة لله تعالى بالوحدانية:

- ‌2 - ومنها: الشَّهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة والنُّبوَّة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌3 - ومنها: الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌4 - ومنها: الإحسان:

- ‌5 - ومنها: اعتقاد أن الحسنات والسيئات من الله، والخير والشر من الله

- ‌6 - ومنها: الوضوء، ونضح الفرج بالماء بعده خشية الوسواس، وتعليم الوضوء، وسائر العبادات للغير:

- ‌7 - ومنها: السواك:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌8 - ومنها: إقام الصلاة:

- ‌9 - ومنها: كثرة السجود لله تعالى:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌10 - ومنها: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتقديس، والتحميد، والحوقلة:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌11 - محبة مجالس الذكر، وإقبالهم عليها، وحنينهم إليها، وحفهم بها، ومساعدتهم لأهلها في الذكر، وتكثير سوادهم

- ‌12 - ومنها: شفاعتهم للذاكرين، والترحم لهم، والأخذ بأيديهم، والثناء عليهم، واعتقاد الخير فيهم، والشهادة لهم عند الله، وتبشيرهم بالمغفرة بما هم فيه من الخير، والتأمين على دعائهم

- ‌14 - ومنها: قراءة القرآن العظيم، واستماعه، وحضور مجالس تلاوته:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌15 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام وأخلاقهم:

- ‌16 - ومنها: قيام الليل، وإيقاظ المتهجدين

- ‌17 - ومنها: شهود جماعات المؤمنين في صلواتهم، وخصوصاً في صلاة الفجر، وصلاة العصر

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌18 - ومنها: التصدق على المصلي منفردًا بالصلاة خلفه:

- ‌19 - ومنها: الإمامة:

- ‌20 - ومنها: القيام عن يمين الإِمام

- ‌21 - ومنها: الدعاء، والسؤال في الصلاة وخارج الصلاة:

- ‌22 - ومنها: قول: آمين إذا قال الإِمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} [

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَة لَطِيْفَةٌ:

- ‌23 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام قول: (ربنا ولك الحمد) إذا قال الإِمام: (سمع الله لمن حمده)

- ‌24 - ومنها: إتمام الصف الأول في الصلاة، والتراصُّ في الصف، وإقامة الصفوف؛ أي: تسويتها، وجمع المناكب

- ‌25 - ومنها: تكثير سواد المصلين

- ‌ تنبِيْهانِ:

- ‌26 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: ركعتا الفجر

- ‌27 - ومنها: سجود التلاوة، أو سجدة النحل بالخصوص

- ‌28 - ومنها: سجودهم لآدم عليه السلام

- ‌29 - ومنها: صلاة الضحى

- ‌30 - ومنها: لزوم المساجد، وعمارتها بالعبادة، والتبكير إليها، والتأخر فيها

- ‌31 - ومنها: التبكير إلى المساجد يوم الجمعة للشهادة للسابقين والمبكرين على اختلاف مراتبهم

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌32 - ومنها: كراهية السفر يوم الجمعة

- ‌33 - ومنها: تفقد الإخوان الذين كانوا يجتمعون معهم في الصلاة

- ‌34 - ومنها: التذكير بالصَّلاة إذا حان وقتها، والدعاء إلها

- ‌35 - ومنها: إيقاظ النائم للصلاة - سواء صلاة الليل وغيرها كالصُّبح - وقد سبق أنهم يوقظون المتهجدين

- ‌36 - ومنها: الأذان والإقامة:

- ‌37 - ومنها: سماع الأذان، والإنصات للمؤذن:

- ‌38 - ومنها: الاستغفار للمصلين:

- ‌39 - ومنها: الاستغفار لمن بات على طهارة:

- ‌41 - ومنها: الاستغفار لمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب:

- ‌42 - ومنها: الاستغفار للعلماء:

- ‌43 - ومنها: الاستغفار لمحبي أبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، ولعن مبغضيهما:

- ‌44 - ومنها: الاستغفار لصُوَّام رمضان:

- ‌45 - ومنها: الاستغفار لعائد المريض:

- ‌46 - ومنها: الاستغفار لمن قال: سبحان من تعزز بالقدرة، وقهر العباد بالموت:

- ‌47 - ومنها: الاستغفار لكافة المؤمنين

- ‌48 - ومنها: الصَّلاة على الصفِّ الأول من المصلين مرتين

- ‌49 - ومنها: صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي عدها من خصالهم في محله إن شاء الله تعالى

- ‌وأمَّا أدلة ما أشرنا إليه:

- ‌50 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: لعن أهل المعاصي الْمُصِرِّين عليها بحيث لا يتوبون منها، ولا يستحيون من الله تعالى، خصوصاً الكفار

- ‌51 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الصَّلاة على الميت من المسلمين

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌ تنبِيهانِ:

- ‌52 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام:

- ‌53 - ومنها: تغسيل الموتى، وتكفينهم، وتحنيطهم، ودفنهم:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ أُخْرَىْ:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌54 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الأسف على الصَّالحين عند موتهم:

- ‌55 - ومنها: البكاء لموت الغريب لغربته لا جزعا لموته

- ‌ مَطْلَبٌ:

- ‌56 - ومنها: حضور جنائز الصالحين، وحملها، وتشييعها:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌57 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: المشي في الجنائز، والامتناع من الركوب فيها:

- ‌ فَائِدةٌ:

- ‌58 - ومنها: المشي أمام الجنازة:

- ‌59 - ومنها: الفكر في حال الميت، وما قدَّم من الأعمال، لا فيما ترك من الأهل والأموال

- ‌60 - ومنها: زيارة قبور الصالحين، والأبرار:

- ‌61 - ومنها: الدُّعاء بالمأثور عند رؤية الهلال:

- ‌62 - ومنها: الصيام، والإمساك عن الطَّعام والشراب، وعن سائر الشهوات

- ‌63 - ومنها: الاقتيات بالذكر:

- ‌ فائدة

- ‌64 - ومن أخلاق الملائكة عليهم السلام طلب ليلة القدر

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌ نَنْبِيْةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌65 - ومن أخلاق الملائكة عليهم السلام أيضاً -: السرور بفطر هذه الأمة من رمضان

- ‌66 - ومنها: اختيار صحبة الصَّالحين في السفر، والتنزه عن المسافرة مع أهل المعاصي

- ‌67 - ومنها: قصد البيت الحرام بالحج، والعمرة، والزيارة

- ‌ فَائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ لَطِيْفَةٌ أُخْرَىْ:

- ‌68 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: التلبية في النُّسُكِ وغيره:

- ‌69 - ومنها: لقاء الحجاج، ومصافحتهم، ومعانقتهم:

- ‌70 - ومنها: زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌71 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام:

- ‌72 - ومنها: الصلاة، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌73 - ومنها: الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم المبنيُّ على محبته المستتبعة للإكثار من الصَّلاة والسَّلام عليه

- ‌74 - ومنها: موالاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومظاهرته، ومناصرته:

- ‌75 - ومنها: محبة الصالحين، ومجالستهم، ومساعدتهم على

- ‌76 - ومنها: محبة العلم، والعالم، والمتعلم، وكراهية الجهل، وأهله:

- ‌77 - ومنها: الإرشاد إلى أفاضل العلماء، وزهادهم، والدلالة عليهم، والإشارة بالتعلم منهم، واستفتائهم:

- ‌78 - ومنها: موالاة العلماء، ومخالطتهم، والتبرك بهم:

- ‌79 - ومنها: كتابة القرآن:

- ‌80 - ومنها: تعلم العلم، وتعليمه والتأدب بالآداب اللائقة بطلبة العلم والعلماء:

- ‌81 - ومنها: الوعظ، والنصيحة، والنطق بالحكمة:

- ‌82 - ومنها: قولهم فيما لا يعلمون: "لا علم لنا"، أو: "لا ندري

- ‌83 - ومنها: التواضع مع الأستاذ، وتعظيم حرمته، والتأدب معه:

- ‌84 - ومنها: الشفقة، والعطف على ولد الأستاذ وذريته - خصوصاً

- ‌85 - ومنها: التواضع لوجه الله تعالى، خصوصًا مع العلماء، وطلبة العلم:

- ‌ تَنْبِيْهٌ، وَمَوْعِظَةٌ:

- ‌86 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الأمر بالسنة، ووفاء الحقوق، والحث على المحافظة على ذلك

- ‌87 - ومنها: الدعاء إلى الله تعالى، والتذكير بآلائه، والتزهيد في

- ‌88 - ومنها: الإيجاز في الخطبة والتذكرة

- ‌89 - ومنها: النصيحة للمسلمين:

- ‌90 - ومنها: الصدق، وتصديق أهل الصدق:

- ‌91 - ومنها: الجهاد في سبيل الله:

- ‌ فَائِدةٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌92 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: تكثير سواد

- ‌93 - ومنها التسويم في الحرب:

- ‌94 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: ركوب الخيل

- ‌95 - ومنها: معاونة المجاهدين، ومساعدتهم، وحَسُّ الكَلال عنهم وعن دوابهم

- ‌96 - ومنها: تثبيت المجاهدين، وتشجيعهم:

- ‌97 - ومنها: حفظ العبد وحراسته، وكَلأَتُه من الشياطين ومن كل ما يؤذيه

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌98 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: السعي في مصالح المسلمين

- ‌99 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام، وهو مندرج فيما قبله: قضاء حوائج العباد

- ‌100 - ومنها: المكافأة على المعروف، والتوسل بالصالحين، وطلب الدعاء منهم، والإحسان إليهم:

- ‌101 - ومنها: موافقة الطائعين، والقرب منهم، والثناء عليهم، ومجانبة العاصين، والتحذير منهم:

- ‌102 - ومنها: المؤاخاة في الله:

- ‌103 - ومنها: محبة أحباب الله، وبغض بُغَضاء الله تعالى، والحب فيه، والبغض فيه:

- ‌104 - ومنها: موالاة الصالحين: لقوله تعالى: {إِنَّ اَلَّذِينَ قَالُوْا

- ‌105 - ومنها: السلام ابتداءً ورداً، أو المعانقة، والمصافحة، والزيارة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌106 - ومنها: الاستئذان:

- ‌107 - ومنها: القيام للصالحين، والعلماء إكراماً:

- ‌108 - ومنها: تلقين العاطس: "الحمد لله"، وتكميله له، وتشميته إذا حمد، وأتم الحمد:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌109 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: المذاكرة في أحوال الناس، والمسامرة من غير خوض فيما لا يعني

- ‌110 - ومنها: كراهية الغيبة، وإنكارها:

- ‌111 - ومنها: التودد للناس، والتنزل لعقولهم لأجل تعليمهم وإرشادهم

- ‌112 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إغاثة اللهفان:

- ‌113 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إجلال أبي بكر

- ‌114 - ومنها: شهود النكاح والخِطْبَة، والإملاك، والْخُطْبَةُ لذلك:

- ‌115 - ومنها: التهنئة بالنكاح، وبالتوبة، وبكل ما يهنأ به:

- ‌116 - ومنها: تجنب اللهو، واللعب، وكل باطل:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌117 - ومنها: لبس البياض:

- ‌118 - ومنها: لبس العمائم خصوصا البيض، وإرخاء العَذَبة لها:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌119 - ومنها: لباس الصوف تواضعاً، وقناعة:

- ‌120 - ومنها: الائتزار إلى أنصاف السوق:

- ‌121 - ومنها: التأذي بالروائح الكريهة، وسائر ما يُتَأذَّى منه:

- ‌122 - ومنها: الرثاء لحال الفقراء والضعفاء، والتعطف عليهم، ولذلك يفرحون بذهاب الشتاء:

- ‌123 - ومنها: الفرح بتيسير الطَّاعة على المؤمنين:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌124 - ومنها: إدخال السُّرور على قلوب المؤمنين، وتبشيرهم، وتعزية المحزونين، وتسليتهم:

- ‌125 - ومنها: تفقد الإخوان، ومعاونتهم، وعيادة مرضاهم:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌126 - ومنها: الأمر بالتداوي خصوصاً بالحجامة:

- ‌127 - ومنها: مداواة المرضى، ومباشرة علاجهم، ومؤانستهم:

- ‌128 - ومنها: الرقية بذكر الله تعالى، وأسمائه، وكلامه:

- ‌129 - ومنها: حضور العبد المؤمن عند وفاته، وتسليته

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌130 - ومنها: زيارة قبور الصالحين، وحَمَلَة القرآن:

- ‌131 - ومنها: طرد الشَّياطين:

- ‌132 - ومنها: تعظيم جلال الله تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأمره:

- ‌133 - ومنها: الحياء، وغض البصر:

- ‌134 - ومنها المبادرة إلى الطاعة:

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌135 - ومنها: استدلال النفوس في طاعة الله، وعدم الاستكبار والاستنكاف عنها:

- ‌136 - ومنها: التبري من الحول والقوة في الطَّاعة وغيرها

- ‌137 - ومنها: شدة التحرز عن المعصية، وفرط الانبعاث إلى الطاعة، وشدة المبادرة إلى الامتثال والاعتصام بالله تعالى:

- ‌138 - ومنها: التوبة، كما تقدم في حديث أنس رضي الله تعالى عنه:

- ‌139 - ومنها: شدة الخوف من الله تعالى مع أنهم على قدم

الفصل: ‌وأما أدلة ما أشرنا إليه:

وعلى المتسحِّرين، وعلى الصَّائم إذا أكُل بين يديه، وعلى من فَطَّر صائمًا، وعلى عائد المريض، وعلى زائر أخيه، وعلى من يسلم على أخيه، وعلى من يردُّ السلام، وعلى معلِّم الخير، وعلى العبد عند ختم القرآن، وعلى من قرأ سورة (آل عمران) يوم الجمعة، وعلى المجاهد ما دام سلاحه عليه، وعلى الذاكرين الله كثيراً، والمسبحين الله بكرة وأصيلاً، بل على سائر أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم.

والصلاة من الملائكة عليهم السلام في هذه الأماكن، وأمثالها بمعنى: الترحم، والاستغفار.

‌49 - ومنها: صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي عدها من خصالهم في محله إن شاء الله تعالى

.

والتشبه بهم في ذلك بالمعنى؛ أي: بالدعاء لهؤلاء بلفظ الاستغفار، ونحوه، لا بلفظ الصَّلاة؛ لأن الأكثرين على أنَّ الصلاة لا تشرع إلا على الأنبياء والملائكة، ولا تشرع على غيرهم إلا بالتبعية لهم.

‌وأمَّا أدلة ما أشرنا إليه:

فروى الإِمام أحمد بإسناد لا بأس به، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ الصَّفِّ الأَوَّلِ"، قالوا: يا رسول الله! وعلى الثاني؟ قال: "إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ الصَّفِّ الأَوَّلِ"، الحديث (1).

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(5/ 262) واللفظ له، والطبراني في =

ص: 282

وروى -أيضًا بإسناد جيد، عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ الصَّفّ الأَوَّلِ، أَوِ الصُّفُوْفِ الأُوَلِ"(1).

وروى أبو داود، وابن ماجه بإسناد حسن، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ مَيامِنِ الصُّفُوْفِ"(2).

وروى ابن خزيمة في "صحيحه" عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الصف إلى ناحيتيه، فيمسح مناكبنا، أو صدورنا، ويقول:"لا تَخْتَلِفُوْا فتخْتَلِفَ قُلُوْبُكُمْ"، قال: وكان يقول: "إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ الَّذِيْنَ يَصِلُوْنَ الصُّفُوْفَ الأُوَلَ"(3).

وروى هو، والإمام أحمد، وابن ماجه، وصححه ابن حبان، والحاكم، وقال: على شرط مسلم، عن عائشة رضي الله تعالى عنها،

="المعجم الكبير"(7727). قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 187): رواه أحمد بإسناد لا بأس به، والطبراني وغيره.

(1)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(4/ 268). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 91): رجاله ثقات.

(2)

رواه أبو داود (676)، وابن ماجه (1505). قال النووي في "خلاصة الأحكام" (2/ 710): رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف فيه، والمختار تصحيحه.

(3)

رواه ابن خزيمة في "صحيحه"(1556).

ص: 283

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ الذِيْنَ يَصِلُوْنَ الصُّفُوْفَ"(1).

وروى الإِمام أحمد عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعَبْدَ إِذا جَلَسَ فِيْ مُصَلَاّهُ بَعْدَ الصَّلاةِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، قالَ: وَصَلاتُهُمْ عَلَيْهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ"(2).

قلت: هذا الحديث أحد الأدلة لما بيناه من معنى الصلاة من الملائكة على المذكورين، والله الموفق.

وروى مسلم، وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزالُ الْعَبْدُ فِيْ صَلاةٍ ما دامَ الْعَبْدُ فِيْ مُصَلاهُ يَنتظِرُ الصَّلاةَ، وَالْمَلائِكَةُ يَقُوْلُوْنَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ"(3).

وروى أبو نعيم عن عُبيد بن عُمير قال: لا تَزالُ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّيْ عَلَى الْعَبْدِ ما دامَ أَثَرُ السُّجُوْدِ فِيْ وَجْهِهِ (4).

وروى الطبراني في "معجمه الكبير" عن أبي الدرداء رضي الله تعالى

(1) رواه ابن خزيمة في "صحيحه"(1550)، والإمام أحمد في "المسند"(6/ 67)، وابن ماجه (995)، وابن حبان في "صحيحه"(2163)، والحاكم في "المستدرك"(775).

(2)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 144). قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(4/ 58): قال علي بن المديني: هو حديث كوفي، وإسناده حسن.

(3)

رواه مسلم (649)، وأبو داود (471).

(4)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 272).

ص: 284

عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الله وَمَلائِكَتُهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ أَصْحابِ الْعَمائِمِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ"(1).

قلت في منظومتي المسماة بِـ: "الفوائد المجتمعة في خصائص يوم الجمعة":

وَاللهُ وَالأَمْلاكُ كُلُّهُمْ مَعَه

صَلُّوْا عَلَىْ الْمُعَمَّمِ يَوْمَ الْجُمُعَهْ

وروى أبو نعيم في "الحلية"، والضياء في "المختارة" عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّىْ عَلَيَّ صَلاةً صَلَّتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهِ ما صَلَّىْ عَلَيَّ، فَلْيُكْثِرْ عَبْدٌ، أَوْ لِيُقِلَّ"(2).

وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّيْ عَلَيَّ إِلَاّ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ، أَوْ لِيُكْثِرَ"(3).

وروى أبو بكر بن عاصم في "فضل الصلاة" على النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صَلَّىْ عَلَيَّ صَلاةً

(1) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 176): رواه الطبراني في "الكبير" وفيه أيوب بن مدرك، قال ابن معين: إنه كذاب.

(2)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 180) لكن من حديث عامر بن ربيعة، ورواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(8/ 189).

(3)

رواه ابن ماجه (907)، وإسناده ضعيف.

ص: 285

صَلَّىْ اللهُ وَمَلائِكَتُهُ عَلَيْهِ عَشْراً؛ فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ أَوْ لِيُكْثِرَ".

وروى الإِمام أحمد بسند حسن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةً، صلَّى اللهُ عليه وملائكته سبعين صلاة، فلْيُقِلَّ عبدٌ من ذلك أو ليُكْثِرَ (1).

وروى الطبراني بأسانيد قريبة للحُسْنِ، عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسارير وجهه تَبْرُقُ - فقلت: يا رسول الله! ما رأيتك أطيب نفسًا، ولا أظهر بِشراً من يومك هذا، قال:"وَما لِيَ لا تَطِيْبُ نَفْسِيْ، وَيَظْهَرُ بِشْرِيْ! صاِئما فارَقَنِيْ جِبْرِيْلُ عليه السلام السَّاعَةَ، فَقَالَ: يا مُحَمَّدُ! مَنْ صَلَّىْ عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلاةً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِها عَشْرَ حَسَناتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيئاتٍ، وَرَفَعَهُ بِها عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَقالَ لَهُ الْمَلَكُ مِثْلَ ما قالَ لَكَ، قُلْتُ: يا جِبْرِيْلُ! وَما ذاكَ الْمَلَكُ؟ قال: إِنَّ الله عز وجل وَكَّلَ لَكَ مَلَكًا مِنْ لَدُنْ خَلْقِكَ إِلَىْ أَنْ بَعَثَكَ؟ لا يُصَلِّيْ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَتِكَ إِلَاّ قالَ: وَأَنْتَ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْكَ"(2).

وقوله: "إِنَّ الله وَكَّلَ بِكَ مَلَكًا"؛ أي: يحفظك من لَدُن خلقك إلى بعثك، ثم هو معك؟ لا يصلي عليك أحد إلا قال له:"وَأَنْتَ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْكَ".

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 172).

(2)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(4720). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 161): فيه محمَّد بن إبراهيم بن الوليد، لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

ص: 286

وروى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَزالُ تُصَلِّيْ عَلَىْ أَحَدِكُمْ ما دامَتْ مائِدَتُهُ مَوْضُوْعَةً"(1).

وروى محمَّد بن سعد في "طبقاته" عن بعض الصَّحابة رضي الله تعالى عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ تَرُوْحُ عَلَيْهِمْ ثَلاثةٌ مِنَ الْغَنَمِ إِلَاّ باتَتِ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّيْ عَلَيْهِمْ حَتَّىْ تُصْبحَ"(2).

وروى الإِمام أحمد بإسناد قوي، عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السَّحُوْرُ كُلُّهُ بَرَكَةٌ؛ فَلا تَدَعُوْهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ ماءٍ؛ فَإِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ الْمُتَسَحِّرِيْنَ"(3).

وروى ابن حبان في "صحيحه"، والطبراني في "معجمه الأوسط"، وأبو نعيم في "الحلية" عن ابن عمر رضي الله عنه قالت (4): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ وَملائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ الْمُتَسَحِّرِيْنَ"(5).

(1) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(1/ 156)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1035)، وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 354).

(2)

رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 496).

(3)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(3/ 12). قال المنذري في "الترغيب والترهيب": إسناده قوي.

(4)

في "أ": "عن عائشة رضي الله عنها قالت".

(5)

رواه ابن حبان في "صحيحه"(3467)، والطبراني في "المعجم الأوسط" =

ص: 287

وروى الترمذي وصححه، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان في "صحيحيهما"، وغيرهم عن أم عمار رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل إليها، فقدمت إليه طعاما، فقال:"كُلِيْ"، فقالت:"إني صائمة"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الصَّائِمُ إِذا أكَلَتْ عِنْدَهُ الْمَفاطِيْرُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ عليهم السلام"(1).

وفي رواية: "إِنَّ الصَائِمَ تُصَليْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ إِذا أُكِلَ عِنْدَهُ حتَّى يَفْرُغُوْا"(2).

وربما قال: "حَتَّىْ يَشْبَعُوْا".

وروى ابن ماجه، والبيهقي عن بُريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله تعالى عنه: "الْغَداءَ يا بِلالُ"، فقال: إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نأكُلُ رِزْقَنا، وَفَضْلَ رِزْقِ بِلالٍ فِيْ الْجَنَّةِ، شَعَرْتُ يا بِلالُ أَنَّ الصَّائِمَ تُسَبِّحُ عِظامُهُ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُ الْمَلائِكَةُ ما كُلَ عِنْدَه"(3).

قلت: لعل صلاة الملائكة عليهم السلام على الصَّائم إذا أكل عنده،

= (6434)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 320).

(1)

رواه الترمذي (785) وصححه، وابن ماجه (1748)، وابن خزيمة في "صحيحه"(2140)، وابن حبان في "صحيحه"(3430).

(2)

رواه الترمذي (785) وصححه.

(3)

رواه ابن ماجه (1749)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3586). قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/ 93): ومحمد بن عبد الرحمن هذا مجهول، وبقية مدلس، وتصريحه بالتحديث لا يفيد مع الجهالة.

ص: 288

واستغفارهم له لكونه في ذلك متخلقاً بأخلاقهم لأنهم قد يحضرون الطعام وهم لا يأكلون ولا يشربون، كما سيأتي، والله الموفق.

وروى الطَّبراني في "معجمه الكبير" عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صائِمًا عَلَىْ طَعامٍ وَشَرابٍ مِنْ حَلالٍ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ فِيْ ساعاتِ شَهْرِ رَمَضانَ، وَصَلَّىْ عَلَيْهِ جِبْرِيْلُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ"(1).

وروى الإِمام أحمد، وأبو يعلى، والبيهقي في "سننه" عن علي رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذا عادَ الرَّجُلُ أَخاهُ الْمُسْلِمَ مَشَىْ فِيْ خِرَافَةِ الْجَنَّةِ -أي: مجتناها- حَتَّىْ يَجْلِسَ، فَإِذا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كانَ غُدْوَةً صَلَّىْ عَلَيْهِ سَبْعُوْنَ ألفَ مَلَكٍ حَتَّىْ يُمْسِيَ، وَإِنْ كانَ عِشاءً صَلَّىْ عَلَيْهِ سَبْعُوْنَ ألفَ مَلَكٍ حَتَّىْ يُصْبحَ"(2).

وروى الترمذي وحسنه، ولفظه: "ما مِنْ مُسْلِمٍ يَعُوْدُ مُسْلِماً غُدْوَةً إِلَاّ صَلَّىْ عَلَيْهِ سَبْعُوْنَ ألفَ مَلَكٍ حَتَّىْ يُمْسِيَ، وإنْ عادَهُ عَشِيَّةً صَلَّىْ عَلَيْهِ

(1) رواه الطَّبراني في "المعجم الكبير"(6162)، والديلمي في "مسند الفردوس" (5629). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 157): وفيه الحسن بن أبي جعفر، قال ابن عدي: له أحاديث صالحة وهو صدوق، قلت: وفيه كلام.

(2)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 81)، وأبو يعلى في "المسند"(262)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 385). وقد رواه أيضًا النسائي في "السنن الكبرى"(7494)، وابن ماجه (1442).

ص: 289

سَبْعُوْنَ ألفَ مَلَكٍ حَتَّىْ يُصْبحَ، وَكانَ لَهُ خَرِيْفٌ فِيْ الْجَنَّةِ" (1).

وقوله: "وَكانَ لَهُ خَرِيْفٌ فِيْ الْجَنَّةِ" يحتمل وجهين:

الأول: أنه أراد به النخل التي تخرص.

والمعنى: كان له خريف نخيل مباحة له، كما أن النخل يخرص ليباح لمالكه التصرف فيه، ويدل عليه قوله في الرواية الأخرى:"مَشَىْ فِيْ خِرافَةِ الْجَنَّةِ"؛ أي: مجتناها.

ومنه الخريف لثلاثة أشهر بين القيظ والشتاء؛ تخترف فيها الثمار؛ أي: تجتنى.

والوجه الثاني: أن يكون أراد بالخريف السنة والعام؛ من باب تسمية الكل باسم البعض.

ومنه الحديث: "يَهْوِيْ سَبْعِيْنَ خَرِيْفًا"؛ أي: عامًا.

والمعنى: وكان له مسافة عام في الجنة.

وروى الإِمام أبو بكر بن باكُويه الشيرازي في "الألقاب" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ الله وَكَّلَ بِعائِدِ السَّقِيْمِ مِنَ السَّاعَةِ الَّتِيْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ فِيْها سَبْعِيْنَ ألفَ مَلَك يُصَلُّوْنَ عَلَيْهِ إِلَىْ مِثْلِها مِنَ الْغَدِ".

وروى الطَّبراني في "الأوسط" عن أبي رَزين العقيلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا رَزَيْنٍ! إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذا زارَ أَخاهُ الْمُسْلِمَ

(1) رواه الترمذي (969) وحسنه، ورواه أيضًا أبو داود (3098).

ص: 290

شَيَّعَهُ سَبْعُوْنَ ألفَ مَلَكٍ يُصَلُّوْنَ عَلَيْهِ؛ اللهُمَّ كَما وَصَلَهُ فِيْكَ فَصِلْه" (1).

وروى الديلمي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا سَلَّمَ الْمُسْلِمُ عَلَىْ الْمُسْلِمِ فَرَدَّ عَلَيْهِ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ سَبْعِيْنَ مَرَّةً"(2).

قلت: يحتمل أن يكون الضمير عائدًا على المبتدئ بالسلام؛ لأن الشرط عقد على فعله.

ويحتمل أن يكون عائدًا على الرادِّ؛ لأنه الأقرب إلى الضمير.

وعليه: فالمبتدئ بالسلام شريكه في صلاة الملائكة عليهم السلام؛ لأنه هو الذي كان سببًا في تحصيل صلاة الملائكة له، والله الموفق.

وروى الطبراني في "الكبير"، والضياء في "المختارة" عن أبي أمامة رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ، حَتَّىْ النَّمْلَةَ فِيْ جُحْرِها، وَحَتَّىْ الْحُوْتَ فِيْ الْبَحْرِ، لَيُصَلُّوْنَ عَلَىْ مُعَلِّمِ [الناس] الْخَيْر"(3).

وروى الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن، عن جابر رضي الله

(1) رواه الطَّبراني في "المعجم الأوسط"(8320). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 173): وفيه عمرو بن الحصني، وهو متروك.

(2)

قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 502): ذكره صاحب "الفردوس" من حديث أبي هريرة ولم بسنده ولده في "المسند".

(3)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7912). ورواه الترمذي أيضًا (2685) بألفاظ قريبة. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 125): رواه الطبراني في "الكبير" وفيه القاسم أبو عبد الرحمن، وثقه البخاري، وضعفه أحمد.

ص: 291

تعالى عنه، والبزار عن عائشة رضي الله عنها قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُل شَيْءٍ، حَتَىْ الْحِيْتانُ فِيْ الْبِحارِ"(1).

وروى البيهقي عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ غَدا يُرِيْدُ الْعِلْمَ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلَاّ لِلَّهِ تَعَالَىْ، فَتَحَ اللهُ لَهُ بَاباً إِلَىْ الْجَنَّةِ، وَفَرَشَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ أَكْنافَهَا، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ مَلائِكَةُ السَّمَاواتِ، وَحِيْتانُ الْبَحْرِ، وَلِلْعالِمِ مِنَ الْفَضْلِ عَلَىْ الْعابِدِ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَىْ أَصْغَرِ كَوْكَبٍ فِيْ السَّماء، وَالْعُلَماءُ وَرَثَةُ الأَنْبِياءِ عليهم السلام؛ إِنَّ الأَنْبِياءَ لَمْ يُوَرِّثُوْا دِيْناراً، وَلا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّهُمْ وَرثُوْا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظِّهِ، وَمَوْتُ الْعالِمُ مُصِيْبَةٌ لا تُجْبَرُ، وثُلْمَةٌ لا تُسَدُّ، وَهُوَ نَجْم طُمِسَ، مَوْتُ قَبِيْلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عالِمٍ"(2).

وقد سبق هذا الحديث بلفظ آخر، وفي هذا اللفظ زيادة.

وقوله: "لا يتعلمُهُ إِلَاّ للهِ

إلى آخره"؛ يشير إلى أن هذا الثواب، وصلاة الملائكة إنما يكون للمخلصين من العلماء، وهو كذلك.

وقد روى الطبراني في "الأوسط" بسند جيد، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُلَمَاءُ هَذِهِ الأمَّةِ رَجُلانِ:

(1) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6219). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 124): فيه إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، وثقه ابن حبان، وقال الأزدي: منكر الحديث، ولا يلتفت إلى قول الأزدي في مثله، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(2)

رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(1699).

ص: 292

رَجُل آتاهُ اللهُ عِلْمًا، فَبَذَلَهُ لِلنَّاسِ، وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَلَمْ يَشْتَرِ بِهِ ثَمَنًا، فَذَلِكَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ حِيْتانُ الْبَحْرِ، وَدَوابُّ الْبَرِّ، وَالْطَّيْرُ فِيْ جَوِّ السَّماءِ.

وَرَجُل آتاهُ اللهُ عِلْماً، فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبادِ اللهِ، وَأَخَذَ بِهِ طَمَعا، وَشَرَىْ بِهِ ثَمَناً، فَذَلِكَ يُلْجَمُ يَوْمَ الْقِيامَةِ بِلِجامٍ مِنْ نارٍ، وَيُنادِيْ مُنادٍ: هَذا الَّذِيْ آتاهُ اللهُ عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبادِ اللهِ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَشَرَىْ بِهِ ثَمَناً، وَكَذَلِكَ حَتَّىْ يَفْرُغَ الْحِسابُ" (1).

وروى أبو نعيم في "الحلية" عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنِ أَوَّلَ النَّهارِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتَّىْ يُمْسِيَ، وَمَنْ خَتَمَهُ آخِرَ النَّهارِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتَّىْ يُصْبحَ"(2).

وروى أبو عُبيد في "فضائل القرآن" عن إبراهيم التَّيمي رحمه الله تعالى قال: كان يقال: إذا ختم الرجل القرآن في أول النهار صلت عليه الملائكة بقيةَ يومه، وإذا ختمه أول الليل صلت عليه الملائكة بقيةَ ليلته.

(1) رواه الطَّبراني في "المعجم الأوسط"(7187) وقال: لم يرو هذا الحديث عن العوام إلا عبد الله بن خراش، ولا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد.

قال الزيلعي في "نصب الراية"(4/ 294): قال البخاري: عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب منكر الحديث، وضعفه أيضًا أبو زرعة، وقال فيه أبو حاتم: ذاهب الحديث، انتهى كلامه، وأقره ابن القطان عليه، انتهى.

(2)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 26).

ص: 293

قال: وكانوا يحبون أن يختموا في أول النهار، أو في أول الليل (1).

وروى في "الحلية" نحوه عن عَبدة بن أبي لُبابة (2).

وفيها عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي قال: إذا قرأ الرجل القرآن نهارًا صلت عليه الملائكة حتَّى يمسي، وإذا قرأه ليلاً صلت عليه الملائكة حتَّى يصبح.

قال الأعمش: فرأيت أصحابنا يعجبهم أن يختموه أول النهار وأول الليل (3).

وفي هذه الرواية أن الملائكة يصلون على القارئ أول النهار وأول الليل، وإن لم يختمه.

وروي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا خَتَمَ الْعَبْدُ الْقُرْآنَ صَلَّىْ عَلَيْهِ عِنْدَ خَتْمِهِ سِتُّوْنَ ألفَ مَلَكٍ"(4).

وفي هذا الحديث: أن صلاتهم عليه لا تتقيد بأن يكون الختم أول

(1) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(1/ 99).

(2)

انظر: "حلية الأولياء" لأبي نعيم (6/ 113).

(3)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 227)، والدارمي في "السنن"(3477).

(4)

قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(1/ 299): وفيه الحسن بن علي أبو سعيد العدوي، وعبد الله بن سمعان.

ص: 294

النهار، أو أول الليل، أو في غيرهما.

وروى الطبراني في "الكبير" عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ السُّوْرَةَ الَّتِيْ يُذْكَرُ فِيْها آلُ عِمْرانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَمَلائِكَتُهُ حَتَّىْ تَجِبَ الشَّمْسُ"(1)؛ أي: تسقط للغروب.

وروى الديلمي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمَلائِكَةُ تُصَلِّيْ عَلَىْ الْغازِيْ ما دامَتْ حَمَائِلُ سَيْفِهِ فِيْ عُنُقِهِ"(2).

وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 41 - 43].

قال أبو العالية في الآية: صلاة الله: ثناؤه، وصلاة الملائكة: الدعاء (3).

وقال سعيد بن جبير فيها: الله يغفر لكم، وتستغفر لكم الملائكة.

(1) رواه الطَّبراني في "المعجم الكبير"(11002). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 168): فيه طلحة بن زيد الرقي وهو ضعيف.

(2)

رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(6673)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (14/ 161). قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (6/ 272): قال الدارقطني: يحيى بن عنبسة كذاب. انتهى، وقال الحاكم وأبو نعيم: روى عن مالك وداود بن أبي هند أحاديث موضوعة.

(3)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3151).

ص: 295

رواهما ابن أبي حاتم.

وقال الأزهري: الصلاة من الله الرحمة (1).

وقال غيره: الرحمة مع التعظيم (2).

قلت: وفي قوله في الآية: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] إشارة إلى أن معنى الصلاةِ الرحمةُ.

أو المعنى: وكان بالمؤمنين -أي: بعامَّتِهم- رحيماً؛ فإن ذكروا الله كثيرًا، وسبحوه بكرة وأصيلاً، خصهم بالرحمة المقرونة بالتعظيم، المخصوصة باسم الصَّلاة.

وروى الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، والبيهقي في "الدلائل" عن سليم بن عامر قال: جاء رجل إلى أبي أمامة رضي الله تعالى عنه فقال: يا أبا أمامة! إني رأيت في منامي أن الملائكة يصلون عليك كلما دخلت، وكلما خرجت، وكلما قمت، وكلما جلست.

فقال أبو أمامة: اللهم غفراً، دعونا عنكم، وأنتم لو شئتم صلت عليكم، ثم قرأ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: 41 - 43] الآية (3).

(1) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (12/ 166).

(2)

انظر: "لسان العرب" لابن منظور (14/ 466).

(3)

رواه الحاكم في "المستدرك"(3565)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(7/ 25).

ص: 296

ونقل الثعلبي، والبغوي عن أنس رضي الله عنه (1)، ورواه عبد بن حميد، وابن المنذر مرسلاً، قال [مجاهد] (2): لما نزلت {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56] قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله! ما أنزل الله عليك خيراً إلا أشرَكَنا فيه، فنزلت {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: 43] (3).

وروى ابن المنذر عن ابن جريج في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56].

قال: لما نزلت جعل الناس يهنؤنه بهذه الآية (4).

وقال أُبي بن كعب رضي الله عنه: ما أنزل الله فيك خيراً إلا أخلطنا به معك إلا هذه الآية، فنزل ذكر المؤمنين في الآية الأخرى (5).

وروى ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري: أنه سئل عن قوله: "اللهم صل على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليْت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم"؟ قال: أكرم الله أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم فصلى عليهم كما صلى على الأنبياء، فقال:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: 43].

(1) انظر: "تفسير الثعلبي"(8/ 52)، و"تفسير البغوي"(3/ 534).

(2)

زيادة من "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 622).

(3)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 622).

(4)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 646).

(5)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 646).

ص: 297

أشار سفيان إلى أن آل محمَّد أمته، وأن آل إبراهيم ذريته الأنبياء.

وروى عبد الرزاق، وغيره عن الحسن في قوله:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ} [الأحزاب: 43] قال: إن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام: هل يصلي ربك؛ فكان ذلك كبر في صدر موسى، فأوحى الله تعالى إليه: أخبرهم بأني أصلي، وأن صلاتي: إن رحمتي سبقت غضبي (1).

وأخرجه عبد بن حميد بنحوه عن شَهْر بن حَوشب، وزاد فيه:"ولولا ذلك هلكوا"(2).

وروى ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به قال له جبريل: إن ربك يصلي، قال:"يا جِبْرِيْلُ! كَيْفَ يُصَلِّيْ؟ " قال: يقول: سُبُّوْحٌ قُدُّوْسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوْحِ، سَبقَتْ رَحْمَتِيْ غَضَبِيْ (3).

وعن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قُلْتُ لِجِبْرِيْلَ: هَلْ يُصَلِّيْ ربكَ؟ "قال: "نعم"، قلت:"وَما صَلاتُهُ؟ " قال: "سُبُّوْحٌ قُدُوْسٌ، تغلب رحمتي غضبي"(4).

(1) رواه عبد الرزاق في "التفسير"(3/ 119).

(2)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 622).

(3)

قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة"(1/ 143) - بعد أن ذكر حديث أبي هريرة المتقدم -: وله شاهد من حديث عبد الله بن الزبير أخرجه ابن مردويه وفيه سندل عمر بن قيس المكي.

(4)

رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(43) موصولاً، ورواه عبد الرزاق =

ص: 298