الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فسأله أن يشفع له إلى ربه، قال: فصلى، ودعا للمَلَكِ، قال: وطلب إلى ربه أن يكون هو يقبض نفسه ليكون أهون عليه من ملك الموت، فأتاه حين حضر أجله فقال: إني طلبت إلى ربي أن يشفعني فيك كما شفعك فيَّ، وأن أكون أقبض نفسك، فمن حيث شئت قبضتها، قال: فسجد سجدة، فخرجت دمعة (1) من عينه، فمات (2).
101 - ومنها: موافقة الطائعين، والقرب منهم، والثناء عليهم، ومجانبة العاصين، والتحذير منهم:
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [فصلت: 30 - 31].
وروى الإمام أحمد، والترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْ أَنَّكمْ تَكُوْنُوْنَ عَلَىْ كُل حالَةٍ عَلَىْ الْحالَةِ الَّتِيْ أَنْتُمْ عَلَيْها عِنْدِيْ لَصافَحَتْكُمُ الْمَلائِكَةُ، وَلَزارَكُمْ فِيْ بُيُوْيكُمْ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوْا لَجاءَ اللهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُوْنَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ"(3).
وروى الامام أحمد، والطبراني بسند قريب، عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) في "أ" و "ت": "روحه"، والمثبت من "المصنف" لابن أبي شيبة.
(2)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34990).
(3)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 304)، والترمذي (3589) مختصراً وأصل الحديث عند مسلم (2750) من حديث حنظلة.
قال: "ما مِنْ خارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَاّ بِبابِهِ رايَتانِ؛ رَايَةٌ بِيَدِ مَلكٍ، وَرايَةٌ بِيَدِ شَيْطانٍ، فَإنْ خَرَجَ لِما يُحِبّ اللهُ اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رايَةِ الْمَلَكِ حَتَّىْ يَرْجِعَ إِلَىْ بَيْتِهِ، وإِنْ خَرَجَ إِلَىْ سَخَطِ اللهِ اتَّبَعَهُ الشَّيْطانُ بِرايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رايَةِ الشَّيْطانِ حَتَّىْ يَرْجِعَ إِلَىْ بَيْتِهِ"(1).
وسبق حديثه: "إِنَّ لِلْمَساجِدِ أَوْتاداً، الْمَلائِكَةُ جُلَساؤُهُم؛ إِنْ غابُوْا يَفْتَقِدُوْهُمْ، وإِنْ مَرِضُوْا عادُوْهُمْ، وإِنْ كانُوْا فِيْ حاجَةٍ أَعانُوْهُمْ"(2).
وذكر الإمام أبو طالب المكي في كتاب "القوت": أن الله تعالى أوحى أيُّوب عليه السلام: "ما من عبد لي من الآدميين إلا ومعه ملكان، فإذا شكر على نعمائي قال: اللهم زده نِعَماً على نعمك؛ فإنك أهل الشكر والحمد، فكن من الشاكرين قريباً، وزدهم شكراً، وزدهم من النعماء، وكفى بالشاكرين - ياأيُّوب - علو المرتبة عندي، وعند ملائكتي، فأنا أشكر شكرهم، وملائكتي تدعو لهم، والبقاع تحبهم، والآثار تبكي عليهم، فكن لي - ياأيُّوب - شاكراً، ولآلائي ذاكراً، ولا تذكر لي حتى أذكر، ولا تشكر لي حتى أشكر أعمالك، أنا أوفِّق
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 323)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4768). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 132): رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وثقه مالك، وضعفه أحمد ويحيى في رواية.
(2)
تقدم تخريجه.