الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَمْ يَكُ بِالذَّاتِ وَلَكِنْ بِالْفِعالْ
…
وَأَنَّ مِنْ أَفْضَلِ الأعْمالِ الْقِتالْ
*
تَنْبِيهٌ:
روى محمد بن جرير الطبري، والبيهقي، وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانت سيماء الملائكة يوم بدر عمائم بيض أرسلوها في ظهورهم ويوم حنين عمائم حمر، ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عدداً، ومدداً، لا يضربون (1).
وقوله: (لم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر)؛ أي: في حروب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مشهد الناس.
ويجوز أنها كانت تقاتل في بعض حروبه غير بدر، ولم يشهدها أحد، ولم يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، أو لم يبلغ ابن عباس ذلك، وهذا أحسن الأوجه كلها.
وقد صح أنهم قاتلوا في أُحُدٍ أيضاً.
فروى الشيخان عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: رأيت يوم أحد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن يساره رجلين عليهما ثياب
(1) رواه الطبري في "التاريخ"(2/ 36)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(3/ 57).
بيض يقاتلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما رأيتهما قبل ذلك، ولا بعده (1)؛ يعني: جبريل، وميكائيل عليهما السلام.
وروى الطبراني، وغيره عن محمود بن لَبيد رضي الله تعالى عنه قال: قال الحارث بن الصِّمَّة رضي الله عنه: سألني النَّبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو في الشِّعْبِ عن عبد الرَّحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه فقلت: رأيته إلى جنب الجبل، فقال:"إِنَّ الْمَلائِكَةَ تُقاتِلُ مَعَه".
قال الحارث: فرجعت إلى عبد الرَّحمن، فأجد بين يديه سبعة صرعى، فقلت: ظفرت عينك! أكلَّ هؤلاء قتلت؟ قال: أَمَّا هذا وهذا فإني قتلتهما، وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره، فقلت: صدق الله ورسوله (2).
ومن مقاتلة الملائكة عليهم السلام في غير حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله الشيخ أبو الفتح بن سيد الناس اليعمري الحافظ في كتاب "المقامات العلية في الكرامات الجلية"، وهي قصيدة عينية نظمها في كرامات بعض الصحابة، وشرحها، وقال فيها بعد أن مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر مناقب أصحابه رضي الله تعالى عنهم:[من الكامل]
وَسَرَتْ سَرِيْرَتُنا إِلَىْ أَصْحابِه
…
فَلَهُمْ خَوارِقُ ما ادَّعاها مُدَّعِيْ
(1) رواه البخاري (3828)، ومسلم (2306).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3/ 271). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 114): وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف.