المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌50 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: لعن أهل المعاصي المصرين عليها بحيث لا يتوبون منها، ولا يستحيون من الله تعالى، خصوصا الكفار - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ١

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَة المؤلف

- ‌[مُقَدِّمَةُ الكِتَابِ]

- ‌ فَائِدَةٌ زَائِدةٌ:

- ‌ عَوْداً، عَلَىْ بَدْءٍ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ زَائِدَةٌ:

- ‌ تَتِمَّة:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تنبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌ تَتِمَّةٌ لِمَا سَبَقَ، وَتَوْضِيْحٌ لَهُ:

- ‌ تنْبِيْهٌ:

- ‌بَابُ بَيَان الحِكَمِ الظَّاهِرَة فِي تَأخِيرِ هَذِهِ الأُمَّةِ

- ‌1 - التي منها: إرادة التشبه بالصالحين من الأمم السابقة، والتجنب عن قبائح الطالحين منهم

- ‌2 - ومن الحكم الحاصلة بتأخير هذه الأمة - أيضاً -: أن الأنبياء، والعارفين من الأمم السالفة أخبروا أممهم وأتباعهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - ومن الحكم، واللطائف في تأخير هذه الأمة - أيضاً -: أن الله تعالى سترهم، ولم يفضحهم كما فضح عليهم من تقدمهم من الأمم

- ‌4 - ومن الحكم المذكورة: أن الله تعالى لما سبق في علمه أنه يورث هذه الأمة الأرض بعد سائر الأمم

- ‌5 - فمنها: شهادة هذه الأمة على الأمم السابقة

- ‌6 - ومن الفوائد المشار إليها: أن هذه الأمة لمَّا ورثوا علوم الأولين اطلعوا على أخبارهم

- ‌7 - ومنها: أن الله تعالى حيث أورث هذه الأمة علوم المتقدمين

- ‌8 - ومن الفوائد المذكورة: أن الله تعالى أطلع هذه الأمة على تعجيل هلاك الأمم

- ‌9 - ومنها - وهو مقصودنا من ذكر هذا الباب في هذا الكتاب

- ‌خَاتِمَة لَطِيفَةٌ لِهَذَا البَاب

- ‌القِسْمُ الأَوَّلُ في التَّشَبُّهِ بمَن وَرَدَ الأَمْرُ بِالتَّشَبُّهِ بِهِم وَالاقْتِدَاءِ بِهُدَاهُم وَهَدْيِهِم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌(1) بَابُ التَّشَبُّهِ بِالمَلَائِكَةِ عليهم السلام

- ‌1 - فمنها: الشَّهادة لله تعالى بالوحدانية:

- ‌2 - ومنها: الشَّهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة والنُّبوَّة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌3 - ومنها: الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌4 - ومنها: الإحسان:

- ‌5 - ومنها: اعتقاد أن الحسنات والسيئات من الله، والخير والشر من الله

- ‌6 - ومنها: الوضوء، ونضح الفرج بالماء بعده خشية الوسواس، وتعليم الوضوء، وسائر العبادات للغير:

- ‌7 - ومنها: السواك:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌8 - ومنها: إقام الصلاة:

- ‌9 - ومنها: كثرة السجود لله تعالى:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌10 - ومنها: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتقديس، والتحميد، والحوقلة:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌11 - محبة مجالس الذكر، وإقبالهم عليها، وحنينهم إليها، وحفهم بها، ومساعدتهم لأهلها في الذكر، وتكثير سوادهم

- ‌12 - ومنها: شفاعتهم للذاكرين، والترحم لهم، والأخذ بأيديهم، والثناء عليهم، واعتقاد الخير فيهم، والشهادة لهم عند الله، وتبشيرهم بالمغفرة بما هم فيه من الخير، والتأمين على دعائهم

- ‌14 - ومنها: قراءة القرآن العظيم، واستماعه، وحضور مجالس تلاوته:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌15 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام وأخلاقهم:

- ‌16 - ومنها: قيام الليل، وإيقاظ المتهجدين

- ‌17 - ومنها: شهود جماعات المؤمنين في صلواتهم، وخصوصاً في صلاة الفجر، وصلاة العصر

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌18 - ومنها: التصدق على المصلي منفردًا بالصلاة خلفه:

- ‌19 - ومنها: الإمامة:

- ‌20 - ومنها: القيام عن يمين الإِمام

- ‌21 - ومنها: الدعاء، والسؤال في الصلاة وخارج الصلاة:

- ‌22 - ومنها: قول: آمين إذا قال الإِمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} [

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَة لَطِيْفَةٌ:

- ‌23 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام قول: (ربنا ولك الحمد) إذا قال الإِمام: (سمع الله لمن حمده)

- ‌24 - ومنها: إتمام الصف الأول في الصلاة، والتراصُّ في الصف، وإقامة الصفوف؛ أي: تسويتها، وجمع المناكب

- ‌25 - ومنها: تكثير سواد المصلين

- ‌ تنبِيْهانِ:

- ‌26 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: ركعتا الفجر

- ‌27 - ومنها: سجود التلاوة، أو سجدة النحل بالخصوص

- ‌28 - ومنها: سجودهم لآدم عليه السلام

- ‌29 - ومنها: صلاة الضحى

- ‌30 - ومنها: لزوم المساجد، وعمارتها بالعبادة، والتبكير إليها، والتأخر فيها

- ‌31 - ومنها: التبكير إلى المساجد يوم الجمعة للشهادة للسابقين والمبكرين على اختلاف مراتبهم

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌32 - ومنها: كراهية السفر يوم الجمعة

- ‌33 - ومنها: تفقد الإخوان الذين كانوا يجتمعون معهم في الصلاة

- ‌34 - ومنها: التذكير بالصَّلاة إذا حان وقتها، والدعاء إلها

- ‌35 - ومنها: إيقاظ النائم للصلاة - سواء صلاة الليل وغيرها كالصُّبح - وقد سبق أنهم يوقظون المتهجدين

- ‌36 - ومنها: الأذان والإقامة:

- ‌37 - ومنها: سماع الأذان، والإنصات للمؤذن:

- ‌38 - ومنها: الاستغفار للمصلين:

- ‌39 - ومنها: الاستغفار لمن بات على طهارة:

- ‌41 - ومنها: الاستغفار لمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب:

- ‌42 - ومنها: الاستغفار للعلماء:

- ‌43 - ومنها: الاستغفار لمحبي أبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، ولعن مبغضيهما:

- ‌44 - ومنها: الاستغفار لصُوَّام رمضان:

- ‌45 - ومنها: الاستغفار لعائد المريض:

- ‌46 - ومنها: الاستغفار لمن قال: سبحان من تعزز بالقدرة، وقهر العباد بالموت:

- ‌47 - ومنها: الاستغفار لكافة المؤمنين

- ‌48 - ومنها: الصَّلاة على الصفِّ الأول من المصلين مرتين

- ‌49 - ومنها: صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي عدها من خصالهم في محله إن شاء الله تعالى

- ‌وأمَّا أدلة ما أشرنا إليه:

- ‌50 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: لعن أهل المعاصي الْمُصِرِّين عليها بحيث لا يتوبون منها، ولا يستحيون من الله تعالى، خصوصاً الكفار

- ‌51 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الصَّلاة على الميت من المسلمين

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌ تنبِيهانِ:

- ‌52 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام:

- ‌53 - ومنها: تغسيل الموتى، وتكفينهم، وتحنيطهم، ودفنهم:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ أُخْرَىْ:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌54 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الأسف على الصَّالحين عند موتهم:

- ‌55 - ومنها: البكاء لموت الغريب لغربته لا جزعا لموته

- ‌ مَطْلَبٌ:

- ‌56 - ومنها: حضور جنائز الصالحين، وحملها، وتشييعها:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌57 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: المشي في الجنائز، والامتناع من الركوب فيها:

- ‌ فَائِدةٌ:

- ‌58 - ومنها: المشي أمام الجنازة:

- ‌59 - ومنها: الفكر في حال الميت، وما قدَّم من الأعمال، لا فيما ترك من الأهل والأموال

- ‌60 - ومنها: زيارة قبور الصالحين، والأبرار:

- ‌61 - ومنها: الدُّعاء بالمأثور عند رؤية الهلال:

- ‌62 - ومنها: الصيام، والإمساك عن الطَّعام والشراب، وعن سائر الشهوات

- ‌63 - ومنها: الاقتيات بالذكر:

- ‌ فائدة

- ‌64 - ومن أخلاق الملائكة عليهم السلام طلب ليلة القدر

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌ نَنْبِيْةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌65 - ومن أخلاق الملائكة عليهم السلام أيضاً -: السرور بفطر هذه الأمة من رمضان

- ‌66 - ومنها: اختيار صحبة الصَّالحين في السفر، والتنزه عن المسافرة مع أهل المعاصي

- ‌67 - ومنها: قصد البيت الحرام بالحج، والعمرة، والزيارة

- ‌ فَائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ لَطِيْفَةٌ أُخْرَىْ:

- ‌68 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: التلبية في النُّسُكِ وغيره:

- ‌69 - ومنها: لقاء الحجاج، ومصافحتهم، ومعانقتهم:

- ‌70 - ومنها: زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌71 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام:

- ‌72 - ومنها: الصلاة، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌73 - ومنها: الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم المبنيُّ على محبته المستتبعة للإكثار من الصَّلاة والسَّلام عليه

- ‌74 - ومنها: موالاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومظاهرته، ومناصرته:

- ‌75 - ومنها: محبة الصالحين، ومجالستهم، ومساعدتهم على

- ‌76 - ومنها: محبة العلم، والعالم، والمتعلم، وكراهية الجهل، وأهله:

- ‌77 - ومنها: الإرشاد إلى أفاضل العلماء، وزهادهم، والدلالة عليهم، والإشارة بالتعلم منهم، واستفتائهم:

- ‌78 - ومنها: موالاة العلماء، ومخالطتهم، والتبرك بهم:

- ‌79 - ومنها: كتابة القرآن:

- ‌80 - ومنها: تعلم العلم، وتعليمه والتأدب بالآداب اللائقة بطلبة العلم والعلماء:

- ‌81 - ومنها: الوعظ، والنصيحة، والنطق بالحكمة:

- ‌82 - ومنها: قولهم فيما لا يعلمون: "لا علم لنا"، أو: "لا ندري

- ‌83 - ومنها: التواضع مع الأستاذ، وتعظيم حرمته، والتأدب معه:

- ‌84 - ومنها: الشفقة، والعطف على ولد الأستاذ وذريته - خصوصاً

- ‌85 - ومنها: التواضع لوجه الله تعالى، خصوصًا مع العلماء، وطلبة العلم:

- ‌ تَنْبِيْهٌ، وَمَوْعِظَةٌ:

- ‌86 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الأمر بالسنة، ووفاء الحقوق، والحث على المحافظة على ذلك

- ‌87 - ومنها: الدعاء إلى الله تعالى، والتذكير بآلائه، والتزهيد في

- ‌88 - ومنها: الإيجاز في الخطبة والتذكرة

- ‌89 - ومنها: النصيحة للمسلمين:

- ‌90 - ومنها: الصدق، وتصديق أهل الصدق:

- ‌91 - ومنها: الجهاد في سبيل الله:

- ‌ فَائِدةٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌92 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: تكثير سواد

- ‌93 - ومنها التسويم في الحرب:

- ‌94 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: ركوب الخيل

- ‌95 - ومنها: معاونة المجاهدين، ومساعدتهم، وحَسُّ الكَلال عنهم وعن دوابهم

- ‌96 - ومنها: تثبيت المجاهدين، وتشجيعهم:

- ‌97 - ومنها: حفظ العبد وحراسته، وكَلأَتُه من الشياطين ومن كل ما يؤذيه

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌98 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: السعي في مصالح المسلمين

- ‌99 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام، وهو مندرج فيما قبله: قضاء حوائج العباد

- ‌100 - ومنها: المكافأة على المعروف، والتوسل بالصالحين، وطلب الدعاء منهم، والإحسان إليهم:

- ‌101 - ومنها: موافقة الطائعين، والقرب منهم، والثناء عليهم، ومجانبة العاصين، والتحذير منهم:

- ‌102 - ومنها: المؤاخاة في الله:

- ‌103 - ومنها: محبة أحباب الله، وبغض بُغَضاء الله تعالى، والحب فيه، والبغض فيه:

- ‌104 - ومنها: موالاة الصالحين: لقوله تعالى: {إِنَّ اَلَّذِينَ قَالُوْا

- ‌105 - ومنها: السلام ابتداءً ورداً، أو المعانقة، والمصافحة، والزيارة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌106 - ومنها: الاستئذان:

- ‌107 - ومنها: القيام للصالحين، والعلماء إكراماً:

- ‌108 - ومنها: تلقين العاطس: "الحمد لله"، وتكميله له، وتشميته إذا حمد، وأتم الحمد:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌109 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: المذاكرة في أحوال الناس، والمسامرة من غير خوض فيما لا يعني

- ‌110 - ومنها: كراهية الغيبة، وإنكارها:

- ‌111 - ومنها: التودد للناس، والتنزل لعقولهم لأجل تعليمهم وإرشادهم

- ‌112 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إغاثة اللهفان:

- ‌113 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إجلال أبي بكر

- ‌114 - ومنها: شهود النكاح والخِطْبَة، والإملاك، والْخُطْبَةُ لذلك:

- ‌115 - ومنها: التهنئة بالنكاح، وبالتوبة، وبكل ما يهنأ به:

- ‌116 - ومنها: تجنب اللهو، واللعب، وكل باطل:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌117 - ومنها: لبس البياض:

- ‌118 - ومنها: لبس العمائم خصوصا البيض، وإرخاء العَذَبة لها:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌119 - ومنها: لباس الصوف تواضعاً، وقناعة:

- ‌120 - ومنها: الائتزار إلى أنصاف السوق:

- ‌121 - ومنها: التأذي بالروائح الكريهة، وسائر ما يُتَأذَّى منه:

- ‌122 - ومنها: الرثاء لحال الفقراء والضعفاء، والتعطف عليهم، ولذلك يفرحون بذهاب الشتاء:

- ‌123 - ومنها: الفرح بتيسير الطَّاعة على المؤمنين:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌124 - ومنها: إدخال السُّرور على قلوب المؤمنين، وتبشيرهم، وتعزية المحزونين، وتسليتهم:

- ‌125 - ومنها: تفقد الإخوان، ومعاونتهم، وعيادة مرضاهم:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌126 - ومنها: الأمر بالتداوي خصوصاً بالحجامة:

- ‌127 - ومنها: مداواة المرضى، ومباشرة علاجهم، ومؤانستهم:

- ‌128 - ومنها: الرقية بذكر الله تعالى، وأسمائه، وكلامه:

- ‌129 - ومنها: حضور العبد المؤمن عند وفاته، وتسليته

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌130 - ومنها: زيارة قبور الصالحين، وحَمَلَة القرآن:

- ‌131 - ومنها: طرد الشَّياطين:

- ‌132 - ومنها: تعظيم جلال الله تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأمره:

- ‌133 - ومنها: الحياء، وغض البصر:

- ‌134 - ومنها المبادرة إلى الطاعة:

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌135 - ومنها: استدلال النفوس في طاعة الله، وعدم الاستكبار والاستنكاف عنها:

- ‌136 - ومنها: التبري من الحول والقوة في الطَّاعة وغيرها

- ‌137 - ومنها: شدة التحرز عن المعصية، وفرط الانبعاث إلى الطاعة، وشدة المبادرة إلى الامتثال والاعتصام بالله تعالى:

- ‌138 - ومنها: التوبة، كما تقدم في حديث أنس رضي الله تعالى عنه:

- ‌139 - ومنها: شدة الخوف من الله تعالى مع أنهم على قدم

الفصل: ‌50 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: لعن أهل المعاصي المصرين عليها بحيث لا يتوبون منها، ولا يستحيون من الله تعالى، خصوصا الكفار

قلت: إنما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال في ليلة الإسراء، كما في حديث ابن الزُّبير، وكان بمكة قبل أن ينزل عليه آيتا الأحزاب:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56]، و {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: 43] ، فإن سورة الأحزاب مدنية.

وروى ابن أبي شيبة عن مصعب بن سعد قال: إذا قال العبد: سبحان الله، قالت الملائكة: وبحمده، وإذا قال: سبحان الله وبحمده، صلوا عليه (1).

‌50 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: لعن أهل المعاصي الْمُصِرِّين عليها بحيث لا يتوبون منها، ولا يستحيون من الله تعالى، خصوصاً الكفار

.

ثم وردت آثار بأنهم يلعنون أهل معاص مخصوصين.

والتشبه بهم في لعن الموصوفين بالمعاصي، دون لعن المعين بذاته واسمه جائزٌ.

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [البقرة: 161].

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159].

= في "المصنف"(2898) موقوفًا على عطاء.

(1)

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(29424).

ص: 299

قال قتادة في قوله: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159]: من ملائكة الله، والمؤمنين. رواه ابن جرير، وغيره (1).

وأكثر المفسرين أن هذه الآية في علماء أهل الكتاب الذين كتموا صفة محمَّد صلى الله عليه وسلم، وغيرها مما في كتاب الله تعالى.

وذهب آخرون إلى أنها عامة فيمن كتم علماً من علوم الدِّين سئل عنه من محتاج إليه، ولم يكن ثَمَّ من بينه غيره (2).

وعليه حمل الحديث: "فَمَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلجِمَ يَوْمَ الْقِيامَةِ بِلِجامٍ مِنْ نارٍ"(3).

وفي لفظ: "مَنْ كتَمَ عِلْما مِمَّا يَنْفَعُ اللهُ بِهِ النَّاسَ فِيْ أَمْرِ الدّيْنِ ألجَمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ بِلِجامٍ مِنْ نارٍ"(4).

رواهما ابن ماجه؛ بالأول عن أنس، وبالثاني عن أبي سعيد.

وفي الباب أحاديث أخرى.

ويؤيده ما في "صحيح البخاري"، وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لولا آيتان (5) في كتاب الله ما حدثت أحدًا بشيء أبدًا، ثم تلا هذه الآية:

(1) رواه الطبري في "التفسير"(2/ 55).

(2)

انظر: " تفسير الطبري (2/ 53).

(3)

رواه ابن ماجه (264)، وإسناده ضعيف.

(4)

رواه ابن ماجه (265)، وإسناده ضعيف.

(5)

في "أ": "آية".

ص: 300

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] الآية (1).

وروى الإِمام أحمد، وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَلائِكَةَ لتلْعَنُ أَحَدَكُمْ إِذا أَشارَ إِلَىْ أَخِيْهِ بِحَدِيْدَة، وإنْ كانَ أَخاهُ لأَبِيْهِ وَأُمِّهِ"(2).

وأخرجه مسلم، والترمذي بمعناه (3).

وروى الشِّيرازي في "الألقاب" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَخَلَ الْحَمامَ بِغَيْرِ مِئْزَرٍ لَعَنَهُ الْمَلَكانِ".

وروى أبو بكر بن السُّنِّي عن عُمير بن سعد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَعا رَجُلًا بِغَيْرِ اسْمِهِ لَعَنتهُ الْمَلائِكَة"(4).

وهذا محمول على ما لو دعاه بغير اسمه ليهينه، ويؤذيه، ونحو ذلك.

فأما إذا لم يعرف اسمه فناداه بنحو: (يا رجل)، فلا بأس.

ويدل على ذلك: ما أخرجه الإِمام عبد الله بن المبارك في "الزُّهد"

(1) رواه البخاري (118) واللفظ له، ومسلم (2492).

(2)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 505)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 134).

(3)

رواه مسلم (2616)، والترمذي (2162).

(4)

رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(ص: 532)، والديلمي في "مسند الفردوس"(5727)، قال النسائي: هذا حديث منكر. انظر: "العلل المتناهية" لابن الجوزي (2/ 747).

ص: 301

عن أبي مريم الغَسَّاني: أن رجالاً من الجند خرجوا ينتضلون؛ منهم سعيد ابن عامر رضي الله تعالى عنه، فبينما هم كذلك إذا أصابهم الحر، فوضع سعيد قَلَنْسُوتهُ عن رأسه - وكان رجلًا أصلع -، فلما رأى سعيد صاح به الواصف في شيء ذكره من رميته: يا أصلع -وهو لا يعرفه -، فقال له سعيد: إن كنتَ لَغَنِيًا أن تلعنك الملائكة، فقال رجل منهم: ومم تلعنه الملائكة؟ قال: من دعا امرأً بغير اسمه لعنته الملائكة عليهم السلام (1).

وروى الشيخ الإِمام الفقيه الزاهد نصر المقدسي في كتاب "الحجة على تارك المحجة" عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَتانِيْ جبْرِيْلُ وَمِيْكائِيْلُ وَإِسْرافِيْلُ عليهم السلام مَعَ كُلِّ واحِدٍ مِنْهُمْ سَبْعُوْنَ ألفًا، فَقَالُوْا: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ الله عز وجل يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيقُوْلُ لَكَ: بَلِّغْ أُمَّتَكَ أَنَّ مَنْ ماتَ مِنْهُمْ وَهُوَ مُفارِقٌ الْجَماعَةَ لَمْ يَشَمَّ رائِحَةَ الْجَنَّةِ وَلَوْ كانَ أكثَرَ أَهْلِ الأَرْضِ عَمَلاً، وَمَنْ تَرَكَ الْجَماعَةَ لَعَنْتُهُ أَنا وَمَلائِكَتِيْ، وَقَدْ لَعَنْتُهُ فِيْ التَّوْراةِ وَالإِنْجِيْلِ وَالزَّبُوْرِ، وَتارِكُ الْجَماعَةِ يُصْبحُ وُيمْسِيْ فِيْ لَعْنَتِيْ وَسَخَطِيْ"(2).

وروى ابن لَال، وابن عساكر عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَفْتَىْ بِغَيْرِ عِلْم لَعَنَتْهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ وَالأَرْضِ"(3).

(1) رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 238).

(2)

انظر: "مختصر الحجة على تارك المحجة للمقدسي"(195).

(3)

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 20)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(2/ 327).

ص: 302

وروى الطبراني في "الكبير" عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ"(1).

وروى فيه عن عبادة بن الصَّامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ الْمَدِيْنَةِ وَأَخافَهُمْ [فأخفه]، وعَلَيْهِ (2) لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ"(3).

وفي الباب عن جابر، وغيره.

وروى الدَّارقطني في "الأفراد" عن أنس رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ غَشَّ أُمَّتِيْ فَعَلَيْهِ لَعْنة الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ"، قالوا: يا رسول الله! وما الغش؟ قال: "أَنْ يَبْتَدِعَ لَهُمْ بِدْعَةً فَيُعْمَلَ بِها"(4).

وروى الطبراني في "الكبير" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَثَّلَ بِأَخِيْهِ - وفي رواية: مَنْ مَثَّلَ بِحَيَوانٍ - فَعَلَيْهِ

(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12709). وضعف الهيثمي إسناده في "مجمع الزوائد"(10/ 21).

(2)

في "أ": "فعليه".

(3)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3589)، والديلمي في "مسند الفردوس"(2067).

(4)

قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 46): رواه الدارقطني في "الأفراد" من حديث أنس بسند ضعيف جداً.

ص: 303

لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ" (1).

وروى الإِمام أحمد، والحاكم عن أبي بكر (2) رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمُوْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ شَيْئاً فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَداً مُحاباةً، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ"(3).

وروى البزار عن ثوبان، والطبراني في "الكبير" عن ابن عباس رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَىْ مُحْدِثا، أَوِ ادَّعَىْ إِلَىْ غَيْرِ أَبِيْهِ، أَوْ تَوَلىْ غَيْرَ مَوالِيْهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ، لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ صَرْفًا وَلا عَدْلاً"(4).

وروى الحاكم في "تاريخ نيسابور" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَهَيأ لِلنَّاسِ بِقَوْلهِ وَلِباسِهِ وَخالَفَ فِيْ ذَلِكَ فِيْ أَعْمالِهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ".

(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(13091). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 249): وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، والأصم بن هرمز، لم أعرفه.

(2)

في "أ": "عن أبي هريرة".

(3)

رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 6)، والحاكم في "المستدرك"(7024).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 232): رواه أحمد وفيه رجل لم يسم.

(4)

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12721)، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 283): رواه البزار وفيه يزيد بن ربيعة، وهو متروك، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

ص: 304

وروى مسلم، وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَلَّىْ قَوْما بِغَيْرِ إِذْنِ مَوالِيْهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ، لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ صَرْفاً، وَلا عَدْلاً"(1).

وأخرجه ابن جرير من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، ولفظه: "مَنْ تَوَلَّىْ مَوْلَى قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوالِيْهِ

"، الحديث (2).

وروى أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَاع مُؤْمِناً، لَعَنتهُ الْمَلائِكَةُ"(3).

وروى أبو داود، والنسائيُّ، وابن ماجه، والبيهقيُّ عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "مَنْ قُتِلَ فِيْ عِمّيَا أَوْ رِمّيَا تَكُوْنُ بَيْنَهُمْ بِحَجَرٍ أَوْ بِسَوْطٍ فَعَقْلُهُ عَقْلُ خَطاءٍ، وَمَنْ قُتِلَ عَمْداً فَقَوَدُ يَدَيْهِ، فَمَنْ حالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ"(4).

روى ابن عساكر عن معاوية بن صالح، عن بعضهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ وَالْمَلائِكَةُ رَجُلاً تأنثَ، وَامْرَأة تَذَكرتْ، وَرَجُلاً تَحَصَّرَ بَعْدَ يَحْيى بْنِ زكرِيَّا، وَرَجُلاً قَعَدَ عَلَىْ الطَّرِيْقِ يَسْتَهْزِئُ مِنْ أَعْمَىْ،

(1) رواه مسلم (1508)، وأبو داود (5114).

(2)

رواه الطبري في "تهذيب الآثار"(3/ 179)، وأبو داود الطيالسي في "مسنده"(241).

(3)

رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 6).

(4)

رواه أبو داود (4591)، والنسائي (4789)، وابن ماجه (6235)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 25).

ص: 305

وَرَجُلَا شَبعَ مِنَ الطَّعامِ فِيْ يَوْمِ مَسْغَبَةِ" (1).

وروى الطبراني في "الأوسط"، والحاكم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَلَّ سَخِيْمَتَهُ -يعني: الغائط - عَلَىْ طَرِيْقِ عَام مِنْ طَرِيْقِ الْمُسْلِمِيْنَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ"(2).

وروى الشيخان، وأبو داود، والنَسائي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأتهُ إِلَىْ فِراشِهِ فَلَمْ تأتِهِ فَباتَ غَضْبانَ، لَعَنَتْها الْمَلائِكَةُ حَتَّىْ تُصْبحَ"(3).

وفي رواية للشيخين، والنسائي:"إِذا باتَتِ الْمَرْأة هاجِرَة فِراشَ زَوْجِها، لَعَنتها الْمَلائِكَةُ حَتَّىْ تُصْبحَ"(4).

ورواه أبو نعيم، ولفظه: "لا تَهْجُرُ امْرَأةٌ فِراشَ زَوْجِها إِلَاّ

(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(64/ 196).

(2)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(5426)، والحاكم في "المستدرك" (665). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 24): وفيه محمَّد بن عمرو الأنصاري، ضعفه يحيى بن معين، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.

(3)

رواه البخاري (3065)، ومسلم (1436)، وأبو داود (2141)، والنَّسائي في "السنن الكبرى"(8970).

(4)

رواه البخاري (4898)، ومسلم (1436) واللفظ له، والنَّسائي في "السنن الكبرى"(8970).

ص: 306

لَعَنَتْها مَلائِكَةُ اللهِ" (1).

وروى الطبراني في "الأوسط" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَرْأة إِذا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتها وَزَوْجُها كارِهٌ، لَعَنَها كُلُّ مَلَك فِيْ السَّماءِ، وَكُلُّ شَيْء مَرَّتْ عَلَيْهِ، غَيْرِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ حَتَّىْ تَرْجِعَ"(2).

وروى ابن ماجه، والطَّبراني عن واثلة رضي الله عنه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ باعَ عَيْباً لَمْ يُبيِّنْهُ، لَمْ يَزَلْ فِيْ مَقْتِ اللهِ، وَلَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ تَلْعَنُهُ"(3).

واللعنة من الله تعالى: الإبعاد والطرد.

ومن الملائكة والناس: طلب ذلك منه سبحانه وتعالى، أو الإخبار بطرد الملعون، وإبعاده عن حضرة القرب.

ومن ثَمَّ قال أكثر العلماء: لا يجوز لعن المُعيَّن؛ لأنه لا يعلم بماذا يختم له.

نعم، من مات على الكفر يجوز لعنه.

(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(2/ 259) وقال: هذا حديث ثابت، ورواه الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 348).

(2)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(513). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 313): وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك وقد وثقه دحيم وغيره، وبقية رجاله ثقات.

(3)

رواه ابن ماجه (2247)، والطبراني في "المعجم الكبير"(129)، قال الرازي في "علل الحديث" (1/ 391): هذا حديث منكر.

ص: 307

فأما لعن العصاة بالوصف؛ كلعن الظالم، جائزٌ.

ثم إن الإبعاد والطرد إذا حق من الله تعالى لبعض عباده، فقد حق للملائكة والنَّاس لعنه لأنه تصديق الله تعالى.

ومن ثمَّ قال صلى الله عليه وسلم للشيطان الذي عرض له في صلاته: "ألعَنُكَ بِلَعْنَةِ الله"(1).

ومن هنا: فكل من لعنه الله تعالى فهو ملعون عند الملائكة عليهم السلام.

وما سبق فيما ورد التنصيص على لعن الملائكة فيه لطوائف مخصوصة.

وبقي طوائف ورد لعن الله تعالى لهم فهم ملعونون -أيضًا - عند الملائكة، فينبغي الإشارة إلى ذلك.

قال الله تعالى في حق إبليس -وهو أول المَلاعين -: {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [ص: 77، 78].

وقال تعالى في اليهود: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64].

وروى الإِمام أحمد، والشيخان عن عائشة وابن عباس معًا رضي الله تعالى عنها: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم[قال]: "لَعَنَ اللهُ الْيَهُوْدَ وَالنَّصارَىْ؛ اتَّخَذُوْا قُبُوْرَ أَنْبِيائِهِمْ مَساجِد"(2).

(1) رواه مسلم (542).

(2)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 218)، والبخاري (425)، ومسلم (531).

ص: 308

وروى الإِمام أحمد، وأبو داود، وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ الْيَهُوْدَ؛ إِنَّ الله حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُوْمَ فَباعُوْها، وَأَكلُوْا أثمانهَا، وَإِنَّ الله إِذا حَرَّمَ عَلَىْ قَوْمٍ أكلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ"(1).

وروى الشيخان، والنَّسائي، وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ السَّارِقَ؛ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فتقْطَعُ يَدُهُ، وَيسْرِقُ الْحَبْلَ فتقْطَعُ يَدُه"(2).

وروى الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام أحمد، والبخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن ابن عباس، وابن ماجه عن أبي هريرة، والطَّبراني في "الكبير" عن أبي بكرة قالوا رضي الله عنهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهاتِ مِنَ النِّساءِ بِالرّجالِ، وَالْمُتَشَبِّهِيْنَ مِنَ الرِّجالِ بِالنِّساءِ"(3).

وروى الإِمام أحمد، ومسلم عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 247)، وأبو داود (3488).

(2)

رواه البخاري (640)، ومسلم (1687)، والنسائي (4873).

(3)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 251)، والبخاري (5546)، وأبو داود (4097)، والترمذي (2784)، وابن ماجه (1904) عن ابن عباس.

ورواه ابن ماجه (1903) عن أبي هريرة. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 103): رواه الطبراني -يعني: عن أبي بكرة - وفيه عمرو بن عبيد، وهو خبيث متروك.

ص: 309

"لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرَّبا، وَمُوْكِلَهُ، وَشاهِدَيْهِ، وَكاتِبَهُ؛ هُمْ فِيْه سَواءٌ"(1).

وروى أبو داود، والحاكم وصححه، والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما، والترمذي، وابن ماجه عن أنس رضي الله تعالى عنه، والطَّبراني في "الكبير" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنهم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ الْخَمْرَ، وَشارِبَها، وَساقِيَها، وَبائِعَها، وَمُبْتاعَها، وَعاصِرَها، وَمُعْتَصِرَها، وَحامِلَها، وَالْمَحْمُوْلَةَ إِلَيْهِ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا"(2).

وروى الإِمام أحمد، والشيخان، والنَّسائي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوانِ"(3). وروى الإِمام أحمد، ومسلم عن جابر رضي الله عنه قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(3/ 304)، ومسلم (1598) واللفظ له وعنده:"هم سواء".

(2)

رواه أبو داود (3674)، والحاكم في "المستدرك"(2235)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 327)، ورواه أيضًا الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 97) عن ابن عمر رضي الله عنهما.

ورواه الترمذي (1295) وقال: غريب، وابن ماجه (3381) عن أنس رضي الله تعالى عنه.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8387) عن عثمان بن أبي العاص.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 90): رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز، وهو ضعيف.

(3)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 86)، والبخاري (5196) واللفظ له، ومسلم (1958)، والنسائي (4442).

ص: 310

حمارًا قد وُسِمَ في وجهه، فقال:"لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا"(1).

ورويا، والترمذي عن علي رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ والِدَه (2)، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَىْ مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنارَ الأَرْضِ"(3).

وروى الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَعَنَ الله سبعةً من خَلْقِه من فوقِ سَبع سماوات"، فردَّد اللعنة على واحد منهم ثلاث مرات، ولعن كل واحد منهم لعنةً لعنةً، وقال:"مَلْعُوْنٌ، مَلْعُوْنٌ، مَلْعُوْنٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوْطٍ، مَلْعُوْنٌ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الْمَرْأة وبِنْتِها، مَلْعُوْنٌ مَنْ سَبَّ شَيْئًا مِنْ والِدَيْهِ، مَلْعُوْنٌ مَنْ أتىْ شَيْئاً مِنَ الْبَهائِمِ، مَلْعُوْنٌ مَنْ غَيَّرَ حُدُوْدَ الأَرْضِ، مَلْعُوْنٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، مَلْعُوْنٌ مَنْ تَوَلَّىْ غَيْرَ مَوالِيْهِ"(4).

ولعبد الرزاق نحوه من حديث ابن عباس (5).

ورواه الطبراني، والحاكم وصححه، وأشار المنذري إلى تحسينه (6)،

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(3/ 296)، ومسلم (2117).

(2)

في "أ": "والديه".

(3)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 108)، ومسلم (1978)، والنسائي (4422). ولم يعزه ابن الأثير إلى الترمذي في "جامع الأصول"(10/ 767).

(4)

رواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(1/ 442).

(5)

رواه عبد الرزاق في "المصنف"(13494).

(6)

قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(3/ 196): رواه الطبراني في =

ص: 311

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ سَبْعَةً مِنْ خَلْقِهِ مِنْ فَوْقِ سَبع سَمَاواتٍ، ورَددَ اللعْنَةَ عَلَىْ واحِدٍ مِنْهُمْ ثَلاثا، وَلَعَنَ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمْ لَعْنةً تَكْفِيْهِ، قالَ: مَلْعُوْنٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوْطٍ، مَلْعُوْنٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوْطٍ، مَلْعُوْنٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوْط، مَلْعُوْنٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَىْ، مَلْعُوْن مَنْ أتَىْ شَيْئا مِنَ الْبَهائِمِ، مَلْعُوْن مَنْ عَقَّ والِدَيْهِ، مَلْعُوْنٌ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ امْرَأة وَابْنَتِها، مَلْعُوْنٌ مَنْ غَيرَ حُدْوُدَ الأَرْضِ، مَلْعُوْن مَنِ ادَّعَىْ إِلَىْ غَيْرِ مَوالِيْهِ"(1).

وروى ابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيرَ تُخُوْمَ الأَرْضِ، لعَنَ اللهُ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَىْ عَنِ السَّبِيْلِ، وَلعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّ والِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ تَوَلَىْ غَيْرَ مَوالِيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوْطٍ، قالَها ثَلاثا فِيْ عَمَلِ قَوْمِ لُوْطٍ"(2).

= "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح إلا محرز بن هارون التيمي ويقال فيه محرر بالإهمال، ورواه الحكم من رواية هارون أخي محرر وقال: صحيح الإسناد، قال الحافظ كلاهما واه، لكن محرز قد حسن له الترمذي، ومشَّاه بعضهم، وهو أصلح حالًا من أخيه هارون، والله أعلم.

(1)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(8497)، والحاكم في "المستدرك"(8053).

(2)

رواه ابن حبان في "صحيحه"(4417)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5373).

ص: 312

وروى أبو داود، والترمذي وصححه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال:"لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي"(1).

وأخرجه ابن ماجه، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعْنَةُ اللهِ عَلَىْ الرَّاشِيْ وَالْمُرْتَشِيْ"(2).

وروى الإِمام أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "الشعب" عن ثوبان رضي الله تعالى عنه، والحاكم في "المستدرك" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ الَّذِيْ يَمْشِيْ بَيْنَهُمَا"(3).

نعم، يستثنى من الراشي من يدفع بالرشوة الظلم عن نفسه (4).

والرائش حكمه حكم موكله.

وروى الإِمام أحمد، والستة عن ابن عمر، والثلاثة الأولون والنسائي عن عائشة، وهؤلاء وابن ماجه عن أسماء بنت أبي بكر الصديق، والطبراني في "الكبير" عن أبي أمامة، وعن ابن عباس رضي الله تعالى

(1) رواه أبو داود (3580)، والترمذي (1337).

(2)

رواه ابن ماجه (2313).

(3)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(5/ 279)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1415)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(5503) عن ثوبان. ورواه الحاكم في "المستدرك"(7567) عن أبي هريرة.

(4)

انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (4/ 86).

ص: 313

عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ الْواصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْواشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَة"(1).

وروى الإِمام أحمد، والستة عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللْهُ الْواشِماتِ وَالْمُسْتَوْشِماتِ، وَالْمُتَنَمّصاتِ، وَالْمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيّراتِ لِخَلْقِ اللهِ"(2).

وروى الإِمام أحمد، وابن أبي شيبة، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن علي رضي الله عنه، والإمام أحمد، وابن أبي شيبة، والترمذي وصححه، والنسائي عن ابن مسعود، والترمذي عن جابر، وابن ماجه عن ابن عباس، والإمام أحمد والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه، كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 21)، والبخاري (5603)، ومسلم (2124)، وأبو داود (4168)، والترمذي (1759)، والنسائي (5095)، وابن ماجه (1987) عن ابن عمر.

رواه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 111)، والبخاري (5590)، ومسلم (2123)، والنَّسائي (5597) عن عائشة.

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(6/ 111)، والبخاري (5591)، ومسلم (2122)، والنسائي (5250)، وابن ماجه (1988) عن أسماء.

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7595) عن أبي أمامة، و (11502) عن ابن عباس.

(2)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 416)، والبخاري (4064)، ومسلم (2125)، وأبو داود (4169)، والترمذي (2782)، والنَّسائي (5099)، وابن ماجه (1989).

ص: 314

قال: "لَعَنَ اللهُ الْمُحَللَ، وَالْمُحَلَّلَ لَه"(1).

وروى البيهقي في "السنن" عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَعَنَ اللهُ النَّائِحَةَ، وَالْمُسْتَمِعَةَ، وَالْحالِقَةَ (2)، وَالسَّالِقَةَ (3)، وَالْواشِمَةَ، وَالْمُوْتشَمَةَ"(4).

وروى هو، والإمام أحمد، وأبو داود عن أبي سعيد، والطَّبراني في "الكبير" عن ابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ النَّائِحَةَ وَالْمُسْتَمِعَةَ"(5).

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 158)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(36193)، وأبو داود (2076)، والترمذي (1119)، وابن ماجه (1935) عن علي.

ورواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 450)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(36190)، والترمذي (1120)، والنسائي في "السنن الكبرى"(5536) عن ابن مسعود.

ورواه الترمذي (1119) عن جابر.

ورواه ابن ماجه (1934) عن ابن عباس.

ورواه الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 323)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 208) عن أبي هريرة.

(2)

الحالقة: التي تَحلق شعرها إذا أصيبتْ بزَوجها.

(3)

السالقة، ويقال بالصاد، وهي التي ترفع صوتها بالصراخ عند المصيبة.

(4)

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 64).

(5)

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 63)، والإمام أحمد في "المسند" =

ص: 315

وروى الإِمام مالك في "الموطأ"، والإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي وحسنه، والنسائي، والحاكم وصححه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ زائِراتِ الْقُبُوْرِ، وَالْمُتَّخِذِيْنَ عَلَيْها الْمَساجِدَ وَالسُّرُجَ"(1).

وروى ابن ماجه، والطبراني في "الكبير"، وابن حبان في "صحيحه" عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ الْخامِشَةَ وَجْهَها، وَالشَاقَّةَ جَيْبَها، وَالدَّاعِيَةَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُوْرِ"(2).

وروى الطبراني في"الكبير" عن ابن عمر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ مَنْ سبَّ أَصْحابِيْ"(3).

وروى الديلمي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَلْعُوْن مَنْ لَعِبَ بِالشَّطْرَنج"(4).

= (2/ 65)، وأبو داود (3128) عن أبي سعيد.

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" عن ابن عباس (11309). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 14): رواه الطبراني عن ابن عمر، وفيه الحسن ابن عطية.

(1)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 229)، وأبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، والحاكم في "المستدرك"(1384).

(2)

رواه ابن ماجه (1585)، وابن حبان في "صحيحه"(3156).

(3)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1388).

(4)

رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(6391)، وذكره الإِمام أحمد في =

ص: 316

وعن بهز، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَلْعُوْنٌ مَنْ كَذَبَ"(1).

وكلاهما ضعيف.

وروى الطبراني في "الكبير"، والحاكم في "التاريخ"، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَلْعُوْن مَنْ سَألَ بِوَجْهِ اللهِ، وَمَلْعُوْن مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ، ثُمَّ يَمْنَعُ سائِلَهُ، ما لَمْ يسْأَلْ هَجْرًا"(2).

وروى البيهقي في "السنن" عن الحسن مرسلاً، والديلمي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ النَّاظِرَ، وَالْمَنْظُوْرَ إِلَيْهِ"(3)؛ يعني: النظر إلى العورة.

وروى ابن ماجه، والبيهقي (4) عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوالِدَةِ وَوَلَدِها،

= "الورع"(ص: 92)، قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: 669): قال النووي: لا يصح، وهو كذلك، بل لم يثبت من المرفوع في هذا الباب شيء.

(1)

رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(6394).

(2)

قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1257): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه كلام.

(3)

رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 99) عن الحسن مرسلاً، والديلمي في "مسند الفردوس"(5441) عن ابن عمر رضي الله عنهما.

(4)

كذا في "أ" و"ت"، ولعل المراد:" الدارقطني" بدل "البيهقي".

ص: 317

وَبَيْنَ الأخ وَأَخِيْهِ" (1).

وروى أبو داود، والترمذي، والحاكم عن حذيفة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَعَنَ اللهُ مَنْ قَعَدَ وَسْطَ الْحَلَقَةِ"(2).

أي: (لغير ضرورة)، أو:(بغير إذن أهلها) ليخرج الْمُسْتَمْلي، ونحوه.

وروى الترمذي وحسنه، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ عَبْدَ الدِّيْنارِ، لَعَنَ اللهُ عَبْدَ الدِّرْهَمِ"(3).

وروى الديلمي عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ عز وجل فَقِيْراً تَواضَعَ لِغَنِي مِنْ أَجْلِ غِناهُ؛ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَقَدْ ذهبَ ثُلُثا دِيْنِهِ"(4).

وروى الإِمام أحمد، عن معاوية رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم

(1) رواه ابن ماجه (2250)، والدارقطني في "السنن" (3/ 67). وضعف البوصيري إسناده في "مصباح الزجاجة (3/ 32) وقال: وله شاهد من حديث علي، رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.

(2)

رواه أبو داود (4826)، والترمذي (2753) واللفظ له وصححه، والحاكم في "المستدرك"(7754).

(3)

رواه الترمذي (2375).

(4)

رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(5449). قال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 272): موضوع.

ص: 318

قال: "لَعَنَ اللهُ الَّذِيْنَ يُشَقّقُوْنَ الْخُطَبَ تَشْقِيْقَ الشِّعْرِ"(1)؛ يعني: التفصح في الكلام.

وروى الإِمام مالك في "الموطأ"، والإمام الشافعيُّ، والبيهقيُّ في "السُّنن" عن عمرة بنت عبد الرحمن مرسلاً، والبيهقي عنها، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ الْمُخْتَفِيَ وَالْمُخْتَفِيَةَ"(2).

قال في "القاموس": المختفي: النباش؛ كأنه من اختفيته: إذا أزلت خفاياه (3).

وروى البخاري في "تاريخه" عن عكرمة مرسلاً، والخطيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ الْمُسَوِّفاتِ"(4).

ورواه الطَّبراني في "الكبير" من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، وزاد فيه: "الَّتِيْ يَدْعُوْها زَوْجُها إِلَىْ فِراشِهِ فَتَقُوْلُ: (سَوْفَ)

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(4/ 98). وضعف الهيثمي إسناده في "مجمع الزوائد"(8/ 116).

(2)

رواه الإِمام مالك في "الموطأ"(1/ 238)، والإمام الشافعي في "المسند" (ص: 363)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 270) عن عمرة بنت عبد الرحمن مرسلاً، وعن عائشة (8/ 270).

(3)

انظر: "القاموس المحيط"(ص: 1652)(مادة: خفي).

(4)

رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 269) مرسلاً، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(11/ 219) عن أبي هريرة.

ص: 319

حَتَّىْ تَغْلِبَهُ عَيْناه" (1).

وروى أبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ الْمُفْسِلَةَ التِيْ إِذا أَرادَ زَوْجُها أَنْ يَأتِيَها قالَتْ: أَنا حائِضُ [وليست بحائض] (2) "(3).

وروى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى مرسلاً، قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب في أرض فقال: "لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذا، لا تَضَعُوْا كِتابَ اللهِ إِلَاّ مَوْضِعَهُ"(4).

وروى الإِمام أحمد، وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَلْعُوْن مَنْ أتىْ امْرَأةً فِيْ دُبُرِهَا"(5).

وروى الترمذي، والدَّارقطني، والبيهقيُّ في "شعب الإيمان" عن

(1) رواه الطَّبراني في "المعجم الأوسط"(4393). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 296): رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" من طريق جعفر بن ميسرة الأشجعي عن أبيه، وميسرة ضعيف، ولم أرَ لأبيه من ابن عمر سماعًا.

(2)

زيادة من "المسند" لأبي يعلى (6467).

(3)

رواه أبو يعلى في "المسند"(6467)، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 296): فيه يحيى بن العلاء، وهو ضعيف متروك.

(4)

رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(3/ 257)، مرسلاً.

(5)

رواه الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 444)، وأبو داود (2162).

ص: 320

أبي بكر رضي الله تعالى عنه: "مَلْعُوْنٌ مَنْ ضَارَّ مُؤْمِناً، أَوْ مَكَرَ بِهِ"(1).

وروى الدارقطني في "العلل" عن علي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لُعِنَتِ الْقَدَرَّيةُ عَلَىْ لِسانِ سَبْعِيْنَ نبَيًّا".

وفي "تاريخ الحاكم" عن أبي أمامة نحوه (2) في المرجئة.

وروى الطَّبراني في "الكبير" عن جابر بن سَمُرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللهُ مَنْ بَدا بَعْدَ هَجْرِه، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَدا بَعْدَ هَجْرِه، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَدَا بَعْدَ هَجْرِه إِلَاّ فِيْ الْفِتْنَةِ، فَإِنَّ الْبَدْوَ فِيْ الْفِتْنَةِ خَيْرٌ مِنَ الإِقامَةِ فِيْها"(3).

وروى الترمذي، والحاكم وصححه، والطبراني في "الكبير"، وأبو نعيم، والبيهقي في "الشعب" عن عائشة رضي الله عنها، والحاكم وصححه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ -وَكُلُّ نبَى مُجابٌ -: الزَّائِدُ فِيْ كِتابِ اللهِ، وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللهِ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوْتِ فَيُعِزُّ بِذَلِكَ مَنْ أَذَلَّ اللهُ، وَيُذِلُّ مَنْ أَعَزَّ اللهُ، وَالْمُسْتَحِلُّ لِحُرَمِ الله، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتيْ ما حَرَّمَ اللهُ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِيْ"(4).

(1) رواه الترمذي (1941) وقال: غريب، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8577). قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص: 304): فيه فرع".

(2)

ورواه الروياني في "مسنده"(1180).

(3)

رواه الطَّبراني في "المعجم الكبير"(2074).

(4)

رواه الترمذي (2154)، والحاكم في "المستدرك"(3941)، والطبراني في =

ص: 321

وأخرجه الطبراني في "الكبير" من حديث عمرو بن شفوي اليافعي رضي الله عنه بنحوه إلا أنه قال: "سَبْعَةٌ لَعَنْتُهُمْ، وَزادَ: وَالْمُسْتَأْثِرُ بِالْفَيْءِ"(1).

وروى عبد بن حُميد، وأبو الشيخ، وابن مَردويه في "تفاسيرهم"، والطَّبراني عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَنِيْ إِسْرائِيْلَ لَمَّا عَمِلُوْا الْخَطِيْئَةَ نهَاهُمْ عُلَماؤُهُمْ تَعْذِيْراً، ثُمَّ جالَسُوْهُمْ، وَواكَلُوْهُمْ، وَشارابوْهُمْ كَأنْ لَمْ يَعْمَلُوْا بِالأَمْسِ قَطِيْعَةً، فَلَمَّا رَأَىْ اللهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَبَ بِقُلُوْبِ بَعْضِهِمْ عَلَىْ بَعْضٍ، وَلَعَنَهُمْ عَلَىْ لِسانِ نبِيٍّ مِنَ الأَنْبِياءِ".

ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [المائدة: 78] حتى فرغ من الآية، ثم قال:{لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 79].

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَاللهِ لتأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوْفِ، وَلتنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلتأْطُرُنَّهُمْ عَلَىْ الْحَق أَطْراً، أَوْ لَيَضْرِبَن اللهُ بِقُلُوْبِ بَعْضِكُمْ عَلَىْ بَعْضٍ، وَلَيَلْعَننَّكُمْ كَما لَعَنَهُمْ"(2).

= "المعجم الكبير"(2883)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 670)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4011) عن عائشة.

ورواه الحاكم في "المستدرك"(3940) عن علي رضي الله عنه.

(1)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 43).

(2)

رواه الطَّبراني في "المعجم الكبير"(10256). وانظر: " الدر =

ص: 322