الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحتهم أن يسمع كلامهم كما يسمع كلام الآدميين، بل قد يكون ذلك إلقاء في الروح، وربما سمع بعض الصَّالحين ذلك جهرة، وسيأتي لذلك مزيد بيان في التشبه بالشيطان.
وقد روى عبد الله ابن الإِمام أحمد في "زوائد الزُّهد" عن هشام بن زياد أخي العلاء بن زياد قال: كان العلاء بن زياد يحيى كل ليلة جمعة، قال: فوجد ليلة فترة، فقال: يا أسماء! - لامرأته - إني أجد فترة، فإذا مضى كذا وكذا فأيقظيني، قالت: نعم، فأتى آت في منامه، فأخذ بناصيته، فقال: يا ابن زياد! قم فاذكر الله عز وجل يذكرْك، قال: فقام، فما زالت تلك الشعرات التي أخذها منه قائمة حتى مات (1).
36 - ومنها: الأذان والإقامة:
سبق أن إسرافيل عليه السلام مؤذن أهل السماء.
وروى أبو نعيم في "الحلية"، وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نزَلَ آدَمُ عليه السلام بِالْهِنْدِ، وَاسْتَوْحَشَ، فَنَزَلَ جِبْرِيْلُ عليه السلام فَنادَىْ بالأَذانِ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ -مَرَّتَيْنِ-، أَشْهَدُ أَنًّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ -مَرَّتَيْنِ-، قالَ آدَمُ: مَنْ مُحَمَّد؟ قالَ: آخِرُ وَلَدِكَ مِنَ الأَنْبِياءِ عليهم السلام"(2).
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل"(ص: 472)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(2/ 244) عن عبد الله بن الإِمام أحمد.
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 157)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 437).
وروى البزار عن علي رضي الله تعالى عنه قال: لما أراد الله تعالى أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبريل عليه السلام بدابة يقال لها: البراق، فذهب يركبها، فاستصعبت، فقال لها جبريل عليه السلام: اسكني، فوالله ما ركبك عبد أكرم على الله من محمَّد صلى الله عليه وسلم، فركبها حتى انتهى إلى الحجاب الذي يلي الرَّحمن، فبينما هو كذلك إذ خرج ملك من الحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا جِبْرِيْلُ! مَنْ هَذا؟ " قال: والذي بعثك بالحق إني لأقرب الخلق مكانًا، وإن هذا الملك ما رأيته قط منذ خلقت قبل ساعتي هذه، فقال الملك: الله أكبر، الله أكبر، فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي؛ أنا أكبر، أنا أكبر، ثم قال الملك: أشهد أن لا إله إلا الله، فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي؛ لا إله إلا أنا، فقال الملك: أشهد أن محمدًا رسول الله، فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي؛ أنا أرسلت محمدًا، فقال الملك: حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي؛ أنا أكبر، أنا أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي؛ لا إله إلا أنا، ثم أخذ الملك بيد محمَّد فقدمه، فأمَّ أهل السَّماوات فيهم آدم ونوح، فيومئذ كمل الله تعالى لمحمد الشرف على أهل السَّماوات والأرض (1).
قلت: هذه كيفية الإقامة لأن ألفاظها فرادى، ولزيادة لفظ الإقامة
(1) رواه البزار في "المسند"(508). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 329): فيه زياد بن المنذر وهو مجمع على ضعفه.