الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
114 - ومنها: شهود النكاح والخِطْبَة، والإملاك، والْخُطْبَةُ لذلك:
روى أبو نعيم في "الحلية" عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: أصابت فاطمة رضي الله تعالى عنها صبيحة يوم العرس رعدة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:"يا فاطِمَةُ! زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِيْ الدُّنْيا، وإِنَّهُ فِيْ الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِيْنَ، يا فاطِمَةُ! لَمَّا أَرادَ اللهُ عز وجل أَنْ يُمَلِّكَكَ بِعَلِي رَضِيَ اللهُ تَعالَىْ عَنْهُ أَمَرَ اللهُ سبحانه وتعالى جِبْرِيْلَ عليه السلام فَقامَ فِيْ السَّماءِ الرَّابِعَةِ، فَصَفَّ الْمَلائِكَةَ صُفُوْفاً، ثُمَّ خَطَبَ عَلَيْهِمْ، فَزَوَّجْتُكِ مِنْ عَلِيٍّ، ثُمَّ أَمَرَ اللهُ تَعالَىْ شَجَرَ الْجِنانِ فَحَمَلَتِ الْحُلِيَّ وَالْحُلَلَ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَنَثَرَتْهُ عَلَىْ الْمَلائِكَةِ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَيْئا أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ غَيْرُهُ افْتَخَرَ بِهِ إِلَىْ يَوْمِ الْقِيامَةِ"، قالت أم سلمة رضي الله تعالى عنها: لقد كانت فاطمة رضي الله تعالى عنها تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام (1).
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 59) وقال: غريب من حديث الثوري عن الأعمش، وعبيد الله بن موسى ومن فوقه أعلام ثقات، والنظر في حال عمرو بن خالد السلفي.
قال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 364): وقال في الميزان": هذا الحديث كذب، وخالد كذبه جعفر الفريابي، ووهَّاه ابن عدي وغيره، وقال في "اللسان": خالد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال الدارقطني: أحمد وعثمان ابنا خالد بن عمرو السلفي ثقتان وأبوهما ضعيف، وقال في موضع آخر: غيره أثبت منه، وقال ابن عدي: له أحاديث مناكير، وأخرجه الخطيب في "تاريخه" وقال: غريب جداً تفرد به خالد بهذا الإسناد، وقد تابعه بعض الناس فرواه عن عبيد الله كذلك، والله أعلم.
وروى الطبراني، ومن طريقه أبو نعيم عن زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها قالت: خطبني عدة من قريش، فأرسلت أختي حَمْنَة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستشيره، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَيْنَ هِيَ مِمَّنْ يُعَلِّمُها كِتابَ رَبِّها وَسُنَّةَ نبِيِّها"؟ قالت: ومن هو يا رسول الله؟ قال: "زيدُ بْنُ حارِثَة رضي الله عنه "، فغضبت حمنة غضباً شديداً، فقالت: يا رسول الله! أتزوِّجُ ابنة عمتك مولاك؟ قالت: وجاءتني فغضبت أشد من غضبها، فقلت أشد من قولها، فأنزل الله تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36] الآية قالت: فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني أستغفر الله، وأطيع الله ورسوله، وأفعل يا رسول الله ما رأيت، فزوجني زيداً.
وكنت أزري عليه، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ، وَاتَّقِ الله"، فقال: يا رسول الله! أنا أطلقها، قالت: فطلقني، فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل على بيتي وأنا مكشوفة الشعر، فعلمت أنَّه أمر من السَّماء، فقلت: يا رسول الله! بلا خطبة ولا إشهاد؟ فقال: "اللهُ الْمُزَوِّجُ، وَجِبْرِيْلُ الشَّاهِدُ"(1).
(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(24/ 39)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 51). قال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 110): والحسين ابن أبي السري ضعفه أبو داود وغيره، وحفص بن سليمان الأسدي قال البخاري: تركوه.