المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - ومنها: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتقديس، والتحميد، والحوقلة: - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ١

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَة المؤلف

- ‌[مُقَدِّمَةُ الكِتَابِ]

- ‌ فَائِدَةٌ زَائِدةٌ:

- ‌ عَوْداً، عَلَىْ بَدْءٍ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ زَائِدَةٌ:

- ‌ تَتِمَّة:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تنبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌ تَتِمَّةٌ لِمَا سَبَقَ، وَتَوْضِيْحٌ لَهُ:

- ‌ تنْبِيْهٌ:

- ‌بَابُ بَيَان الحِكَمِ الظَّاهِرَة فِي تَأخِيرِ هَذِهِ الأُمَّةِ

- ‌1 - التي منها: إرادة التشبه بالصالحين من الأمم السابقة، والتجنب عن قبائح الطالحين منهم

- ‌2 - ومن الحكم الحاصلة بتأخير هذه الأمة - أيضاً -: أن الأنبياء، والعارفين من الأمم السالفة أخبروا أممهم وأتباعهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - ومن الحكم، واللطائف في تأخير هذه الأمة - أيضاً -: أن الله تعالى سترهم، ولم يفضحهم كما فضح عليهم من تقدمهم من الأمم

- ‌4 - ومن الحكم المذكورة: أن الله تعالى لما سبق في علمه أنه يورث هذه الأمة الأرض بعد سائر الأمم

- ‌5 - فمنها: شهادة هذه الأمة على الأمم السابقة

- ‌6 - ومن الفوائد المشار إليها: أن هذه الأمة لمَّا ورثوا علوم الأولين اطلعوا على أخبارهم

- ‌7 - ومنها: أن الله تعالى حيث أورث هذه الأمة علوم المتقدمين

- ‌8 - ومن الفوائد المذكورة: أن الله تعالى أطلع هذه الأمة على تعجيل هلاك الأمم

- ‌9 - ومنها - وهو مقصودنا من ذكر هذا الباب في هذا الكتاب

- ‌خَاتِمَة لَطِيفَةٌ لِهَذَا البَاب

- ‌القِسْمُ الأَوَّلُ في التَّشَبُّهِ بمَن وَرَدَ الأَمْرُ بِالتَّشَبُّهِ بِهِم وَالاقْتِدَاءِ بِهُدَاهُم وَهَدْيِهِم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌(1) بَابُ التَّشَبُّهِ بِالمَلَائِكَةِ عليهم السلام

- ‌1 - فمنها: الشَّهادة لله تعالى بالوحدانية:

- ‌2 - ومنها: الشَّهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة والنُّبوَّة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌3 - ومنها: الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌4 - ومنها: الإحسان:

- ‌5 - ومنها: اعتقاد أن الحسنات والسيئات من الله، والخير والشر من الله

- ‌6 - ومنها: الوضوء، ونضح الفرج بالماء بعده خشية الوسواس، وتعليم الوضوء، وسائر العبادات للغير:

- ‌7 - ومنها: السواك:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌8 - ومنها: إقام الصلاة:

- ‌9 - ومنها: كثرة السجود لله تعالى:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌10 - ومنها: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتقديس، والتحميد، والحوقلة:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌11 - محبة مجالس الذكر، وإقبالهم عليها، وحنينهم إليها، وحفهم بها، ومساعدتهم لأهلها في الذكر، وتكثير سوادهم

- ‌12 - ومنها: شفاعتهم للذاكرين، والترحم لهم، والأخذ بأيديهم، والثناء عليهم، واعتقاد الخير فيهم، والشهادة لهم عند الله، وتبشيرهم بالمغفرة بما هم فيه من الخير، والتأمين على دعائهم

- ‌14 - ومنها: قراءة القرآن العظيم، واستماعه، وحضور مجالس تلاوته:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌15 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام وأخلاقهم:

- ‌16 - ومنها: قيام الليل، وإيقاظ المتهجدين

- ‌17 - ومنها: شهود جماعات المؤمنين في صلواتهم، وخصوصاً في صلاة الفجر، وصلاة العصر

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌18 - ومنها: التصدق على المصلي منفردًا بالصلاة خلفه:

- ‌19 - ومنها: الإمامة:

- ‌20 - ومنها: القيام عن يمين الإِمام

- ‌21 - ومنها: الدعاء، والسؤال في الصلاة وخارج الصلاة:

- ‌22 - ومنها: قول: آمين إذا قال الإِمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} [

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَة لَطِيْفَةٌ:

- ‌23 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام قول: (ربنا ولك الحمد) إذا قال الإِمام: (سمع الله لمن حمده)

- ‌24 - ومنها: إتمام الصف الأول في الصلاة، والتراصُّ في الصف، وإقامة الصفوف؛ أي: تسويتها، وجمع المناكب

- ‌25 - ومنها: تكثير سواد المصلين

- ‌ تنبِيْهانِ:

- ‌26 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: ركعتا الفجر

- ‌27 - ومنها: سجود التلاوة، أو سجدة النحل بالخصوص

- ‌28 - ومنها: سجودهم لآدم عليه السلام

- ‌29 - ومنها: صلاة الضحى

- ‌30 - ومنها: لزوم المساجد، وعمارتها بالعبادة، والتبكير إليها، والتأخر فيها

- ‌31 - ومنها: التبكير إلى المساجد يوم الجمعة للشهادة للسابقين والمبكرين على اختلاف مراتبهم

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌32 - ومنها: كراهية السفر يوم الجمعة

- ‌33 - ومنها: تفقد الإخوان الذين كانوا يجتمعون معهم في الصلاة

- ‌34 - ومنها: التذكير بالصَّلاة إذا حان وقتها، والدعاء إلها

- ‌35 - ومنها: إيقاظ النائم للصلاة - سواء صلاة الليل وغيرها كالصُّبح - وقد سبق أنهم يوقظون المتهجدين

- ‌36 - ومنها: الأذان والإقامة:

- ‌37 - ومنها: سماع الأذان، والإنصات للمؤذن:

- ‌38 - ومنها: الاستغفار للمصلين:

- ‌39 - ومنها: الاستغفار لمن بات على طهارة:

- ‌41 - ومنها: الاستغفار لمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب:

- ‌42 - ومنها: الاستغفار للعلماء:

- ‌43 - ومنها: الاستغفار لمحبي أبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، ولعن مبغضيهما:

- ‌44 - ومنها: الاستغفار لصُوَّام رمضان:

- ‌45 - ومنها: الاستغفار لعائد المريض:

- ‌46 - ومنها: الاستغفار لمن قال: سبحان من تعزز بالقدرة، وقهر العباد بالموت:

- ‌47 - ومنها: الاستغفار لكافة المؤمنين

- ‌48 - ومنها: الصَّلاة على الصفِّ الأول من المصلين مرتين

- ‌49 - ومنها: صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي عدها من خصالهم في محله إن شاء الله تعالى

- ‌وأمَّا أدلة ما أشرنا إليه:

- ‌50 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: لعن أهل المعاصي الْمُصِرِّين عليها بحيث لا يتوبون منها، ولا يستحيون من الله تعالى، خصوصاً الكفار

- ‌51 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الصَّلاة على الميت من المسلمين

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌ تنبِيهانِ:

- ‌52 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام:

- ‌53 - ومنها: تغسيل الموتى، وتكفينهم، وتحنيطهم، ودفنهم:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ أُخْرَىْ:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌54 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الأسف على الصَّالحين عند موتهم:

- ‌55 - ومنها: البكاء لموت الغريب لغربته لا جزعا لموته

- ‌ مَطْلَبٌ:

- ‌56 - ومنها: حضور جنائز الصالحين، وحملها، وتشييعها:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌57 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: المشي في الجنائز، والامتناع من الركوب فيها:

- ‌ فَائِدةٌ:

- ‌58 - ومنها: المشي أمام الجنازة:

- ‌59 - ومنها: الفكر في حال الميت، وما قدَّم من الأعمال، لا فيما ترك من الأهل والأموال

- ‌60 - ومنها: زيارة قبور الصالحين، والأبرار:

- ‌61 - ومنها: الدُّعاء بالمأثور عند رؤية الهلال:

- ‌62 - ومنها: الصيام، والإمساك عن الطَّعام والشراب، وعن سائر الشهوات

- ‌63 - ومنها: الاقتيات بالذكر:

- ‌ فائدة

- ‌64 - ومن أخلاق الملائكة عليهم السلام طلب ليلة القدر

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌ نَنْبِيْةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌65 - ومن أخلاق الملائكة عليهم السلام أيضاً -: السرور بفطر هذه الأمة من رمضان

- ‌66 - ومنها: اختيار صحبة الصَّالحين في السفر، والتنزه عن المسافرة مع أهل المعاصي

- ‌67 - ومنها: قصد البيت الحرام بالحج، والعمرة، والزيارة

- ‌ فَائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ لَطِيْفَةٌ أُخْرَىْ:

- ‌68 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: التلبية في النُّسُكِ وغيره:

- ‌69 - ومنها: لقاء الحجاج، ومصافحتهم، ومعانقتهم:

- ‌70 - ومنها: زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌71 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام:

- ‌72 - ومنها: الصلاة، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌73 - ومنها: الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم المبنيُّ على محبته المستتبعة للإكثار من الصَّلاة والسَّلام عليه

- ‌74 - ومنها: موالاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومظاهرته، ومناصرته:

- ‌75 - ومنها: محبة الصالحين، ومجالستهم، ومساعدتهم على

- ‌76 - ومنها: محبة العلم، والعالم، والمتعلم، وكراهية الجهل، وأهله:

- ‌77 - ومنها: الإرشاد إلى أفاضل العلماء، وزهادهم، والدلالة عليهم، والإشارة بالتعلم منهم، واستفتائهم:

- ‌78 - ومنها: موالاة العلماء، ومخالطتهم، والتبرك بهم:

- ‌79 - ومنها: كتابة القرآن:

- ‌80 - ومنها: تعلم العلم، وتعليمه والتأدب بالآداب اللائقة بطلبة العلم والعلماء:

- ‌81 - ومنها: الوعظ، والنصيحة، والنطق بالحكمة:

- ‌82 - ومنها: قولهم فيما لا يعلمون: "لا علم لنا"، أو: "لا ندري

- ‌83 - ومنها: التواضع مع الأستاذ، وتعظيم حرمته، والتأدب معه:

- ‌84 - ومنها: الشفقة، والعطف على ولد الأستاذ وذريته - خصوصاً

- ‌85 - ومنها: التواضع لوجه الله تعالى، خصوصًا مع العلماء، وطلبة العلم:

- ‌ تَنْبِيْهٌ، وَمَوْعِظَةٌ:

- ‌86 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الأمر بالسنة، ووفاء الحقوق، والحث على المحافظة على ذلك

- ‌87 - ومنها: الدعاء إلى الله تعالى، والتذكير بآلائه، والتزهيد في

- ‌88 - ومنها: الإيجاز في الخطبة والتذكرة

- ‌89 - ومنها: النصيحة للمسلمين:

- ‌90 - ومنها: الصدق، وتصديق أهل الصدق:

- ‌91 - ومنها: الجهاد في سبيل الله:

- ‌ فَائِدةٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌92 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: تكثير سواد

- ‌93 - ومنها التسويم في الحرب:

- ‌94 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: ركوب الخيل

- ‌95 - ومنها: معاونة المجاهدين، ومساعدتهم، وحَسُّ الكَلال عنهم وعن دوابهم

- ‌96 - ومنها: تثبيت المجاهدين، وتشجيعهم:

- ‌97 - ومنها: حفظ العبد وحراسته، وكَلأَتُه من الشياطين ومن كل ما يؤذيه

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌98 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: السعي في مصالح المسلمين

- ‌99 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام، وهو مندرج فيما قبله: قضاء حوائج العباد

- ‌100 - ومنها: المكافأة على المعروف، والتوسل بالصالحين، وطلب الدعاء منهم، والإحسان إليهم:

- ‌101 - ومنها: موافقة الطائعين، والقرب منهم، والثناء عليهم، ومجانبة العاصين، والتحذير منهم:

- ‌102 - ومنها: المؤاخاة في الله:

- ‌103 - ومنها: محبة أحباب الله، وبغض بُغَضاء الله تعالى، والحب فيه، والبغض فيه:

- ‌104 - ومنها: موالاة الصالحين: لقوله تعالى: {إِنَّ اَلَّذِينَ قَالُوْا

- ‌105 - ومنها: السلام ابتداءً ورداً، أو المعانقة، والمصافحة، والزيارة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌106 - ومنها: الاستئذان:

- ‌107 - ومنها: القيام للصالحين، والعلماء إكراماً:

- ‌108 - ومنها: تلقين العاطس: "الحمد لله"، وتكميله له، وتشميته إذا حمد، وأتم الحمد:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌109 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: المذاكرة في أحوال الناس، والمسامرة من غير خوض فيما لا يعني

- ‌110 - ومنها: كراهية الغيبة، وإنكارها:

- ‌111 - ومنها: التودد للناس، والتنزل لعقولهم لأجل تعليمهم وإرشادهم

- ‌112 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إغاثة اللهفان:

- ‌113 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إجلال أبي بكر

- ‌114 - ومنها: شهود النكاح والخِطْبَة، والإملاك، والْخُطْبَةُ لذلك:

- ‌115 - ومنها: التهنئة بالنكاح، وبالتوبة، وبكل ما يهنأ به:

- ‌116 - ومنها: تجنب اللهو، واللعب، وكل باطل:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌117 - ومنها: لبس البياض:

- ‌118 - ومنها: لبس العمائم خصوصا البيض، وإرخاء العَذَبة لها:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌119 - ومنها: لباس الصوف تواضعاً، وقناعة:

- ‌120 - ومنها: الائتزار إلى أنصاف السوق:

- ‌121 - ومنها: التأذي بالروائح الكريهة، وسائر ما يُتَأذَّى منه:

- ‌122 - ومنها: الرثاء لحال الفقراء والضعفاء، والتعطف عليهم، ولذلك يفرحون بذهاب الشتاء:

- ‌123 - ومنها: الفرح بتيسير الطَّاعة على المؤمنين:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌124 - ومنها: إدخال السُّرور على قلوب المؤمنين، وتبشيرهم، وتعزية المحزونين، وتسليتهم:

- ‌125 - ومنها: تفقد الإخوان، ومعاونتهم، وعيادة مرضاهم:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌126 - ومنها: الأمر بالتداوي خصوصاً بالحجامة:

- ‌127 - ومنها: مداواة المرضى، ومباشرة علاجهم، ومؤانستهم:

- ‌128 - ومنها: الرقية بذكر الله تعالى، وأسمائه، وكلامه:

- ‌129 - ومنها: حضور العبد المؤمن عند وفاته، وتسليته

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌130 - ومنها: زيارة قبور الصالحين، وحَمَلَة القرآن:

- ‌131 - ومنها: طرد الشَّياطين:

- ‌132 - ومنها: تعظيم جلال الله تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأمره:

- ‌133 - ومنها: الحياء، وغض البصر:

- ‌134 - ومنها المبادرة إلى الطاعة:

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌135 - ومنها: استدلال النفوس في طاعة الله، وعدم الاستكبار والاستنكاف عنها:

- ‌136 - ومنها: التبري من الحول والقوة في الطَّاعة وغيرها

- ‌137 - ومنها: شدة التحرز عن المعصية، وفرط الانبعاث إلى الطاعة، وشدة المبادرة إلى الامتثال والاعتصام بالله تعالى:

- ‌138 - ومنها: التوبة، كما تقدم في حديث أنس رضي الله تعالى عنه:

- ‌139 - ومنها: شدة الخوف من الله تعالى مع أنهم على قدم

الفصل: ‌10 - ومنها: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتقديس، والتحميد، والحوقلة:

خلقهم، ما انثنوا لأصلابهم، وآخرون ركوع ما رفعوا أصلابهم، وآخرون سجود ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعًا: سبحانك، وبحمدك ما عبدناك ككنه ما ينبغي لك أن تعبد، ثم قال: والله لو أن لرجل يومئذ كعمل سبعين نبيًا لاستقل عمله، لشدة ما يرى يومئذ، وذكر الحديث (1).

‌10 - ومنها: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتقديس، والتحميد، والحوقلة:

قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18].

وقد سبق أن الملائكة عليهم السلام يصلون الصلاة المعهودة، وسيأتي أنهم يؤذنون، وهما مستلزمان التكبير.

وقال الله تعالى: {يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر: 7].

وقال تعالى حكايته عن الملائكة: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: 30].

قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله تعالى عنهم: تسبيح الملائكة صلاتهم (2).

(1) رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 75).

(2)

رواه الطبري في "التفسير"(1/ 211). وانظر: "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" لابن عطية (1/ 118).

ص: 212

ومنه قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 143]؛ أي: من المصلين.

وقال الفضيل: تسبيح الملائكة رفع أصواتهم بالذكر.

وقال قتادة: هو سبحان الله (1).

قال القرطبي في "تفسيره": وهو الصحيح لما رواه أبو ذر (2): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: "ما اصْطَفَىْ اللهُ لِمَلائِكَتِهِ: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْده". أخرجه مسلم (3). انتهى (4).

قلت: هو من رواية أبي ذر رضي الله تعالى عنه، ومقتضاه أن تسبيحهم مجموع قوله:(سبحان الله وبحمده)، وهو مقتضى الآيات المتقدمة.

وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم حكى عن نوح عليه السلام أنها تسبيح كل شيء (5).

(1) رواه الطبري في "التفسير"(1/ 211)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(1/ 79).

(2)

في "أ": " أبو داود"، والمثبت من "صحيح مسلم"(2731)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (1/ 276).

(3)

رواه مسلم (2731).

(4)

انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (1/ 276).

(5)

يقصد الحديث الذي أخرجه أحمد (2/ 225) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن نوحاً لما حضرته الوفاة قال لابنيه: آمركما بسبحان الله =

ص: 213

ومصداقه من القرآن قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44].

وروى ابن أبي شيبة عن مصعب بن سعد قال: إذا قال العبد: (سبحان الله) قالت الملائكة: (وبحمده)، وإذا قال:(سبحان الله وبحمده) صلوا عليه (1). والله الموفق.

وروى أبو نعيم في "الحلية" عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، والبيهقي في "الشعب" عن الأوزاعي، قال: حدثني هارون بن رِئَاب، قالا: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم، قال: فتقول أربعة منهم: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك، وتقول الأربعة الآخرون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك (2).

رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الذكر"، والأصبهاني في "الترغيب" عن شهر بن حوشب، وزاد فيه: لِمَا يرون من ذنوب بني آدم.

وروى البيهقي عن عبد الرحمن بن قُرط (3) رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به سمع في السماوات: "سبحان العلي

= وبحمده، فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء". صححه العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (1/ 249).

(1)

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(29424).

(2)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 74)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(364).

(3)

في "أ": "بردة".

ص: 214

الأعلى سبحانه وتعالى" (1).

وروى ابن حيان (2) الأصبهاني عن محمَّد بن مسلم الطائفي، عن لوط بن أبي لوط، قال: بلغني أن تسبيح سماء الدنيا: سبحان ربي الأعلى، والثانية: سبحانه وتعالى، والثالثة: سبحانه، سبحانه وبحمده، والرابعة: سبحانه، لا حول ولا قوة إلا بالله، والخامسة: سبحان محيى الموتى وهو على كل شيء قدير، والسادسة: سبحان الملك القدوس، والسابعة: سبحان الذي ملأ السماوات والأرضين السبع عزة ووقارًا (3).

وقوله: (تسبيح السماء الدنيا)؛ أي: تسبيح أهلها، وهم الملائكة عليهم السلام.

وذكرت في هذا المقام ما قرأته بخط والدي شيخ الإِسلام لصاحبه العلامة السيد عبد الرحيم العباسي الإسطنبولي رحمه الله تعالى: [من مجزوء الرجز]

يَا واهِبًا غُفْرانَهُ

لِمَنْ أَعَزَّ شَانَهُ

هَبْ لِفُؤَادِيَ قُوَّةً

تزِدْ بِها إِيْمانَهُ

حَتَّىْ يَقُوْلَ دائِماً

لِمَنْ بَرَىْ جُثْمانَهُ

سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ

سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ

(1) رواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 32).

(2)

في "أ": "ابن أبي حاتم".

(3)

رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة"(3/ 1017).

ص: 215

وذكر أبو إسحاق الثعلبي في "تفسيره" عن علي رضي الله تعالى عنه: إن أول من قال: (سبحان ربي الأعلى) ميكائيل عليه السلام، وإن من قالها في سجود فإذا مات زاره ميكائيل كل يوم، ويشفع له يوم القيامة، فيدخل الجنة (1).

وذكر في كتاب "العرائس"، ونقله عنه القرطبي، عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن جده، قال: إن لله تعالى ملكًا يقال له: حزقيائيل، له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح مسيرة خمس مئة عام، فخطر له خاطر، هل يقدر أن يبصر العرش جميعه؟ فزاده الله أجنحةً مثلها، فكان له ستة وثلائون ألف جناح، ثم أوحى الله إليه: أيها الملك طِر، فطار مقدار عشرين ألف سنة، فلم يقطع رأس قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله له في الأجنحة والقوة، وأمره أن يطير، فطار مقدار ثلاثين ألف سنة أخرى، فلم يصل أيضًا، فأوحى الله إليه: أيها الملك لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك، وقوتك لم تبلغ ساق عرشي، فقال الملك: سبحان ربي الأعلى، فأنزل الله تعالى:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اجْعَلُوْها فِيْ سُجُوْدِكُمْ"(2).

وفي "مسند الإِمام أحمد"، و"سنن أبي داود"، و"ابن ماجه"، وآخرين وصححه ابن حبان، والحاكم، عن عقبة بن عامر الجهني

(1) رواه الثعلبي في "التفسير"(10/ 182).

(2)

انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (20/ 13).

ص: 216

رضي الله تعالى عنه قال: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الحاقة: 52]، قال:"اجْعَلُوْها فِيْ رُكُوْعِكُمْ"، ولما نزلت:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] قال: "اجْعَلُوْها فِيْ سُجُوْدِكُمْ"(1).

وروى الطبراني في "معجمه الأوسط"، والحاكم في "المستدرك" وصححه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله أَذِنَ لِيْ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيْكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلاهُ الأَرْضَ وَعُنُقُهُ مَثْنِيَّة تَحْتَ الْعَرْشِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: سُبْحانَكَ ما أَعْظَمَكَ، فَيَرُدُّ عَلَيْهِ: لا يَعْلَمُ ذاكَ مَنْ حَلَفَ بِيْ كاذِباً"(2).

وروى أبو الشيخ في كتاب "العظمة" عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ دِيْكًا بَراثِنُهُ فِيْ الأَرْضِ السُّفْلَىْ، وَعُنُقُهُ مَثْنِيٌّ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَجَناحَاهُ فِيْ الْهَواءِ، يَخْفِقُ بِهِا فِيْ السَّحَرِ كُلَّ لَيْلةٍ، يَقُوْلُ: سُبْحانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوْسِ، رَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمَلِكُ لا رَبَّ غَيْرُه"(3).

وروى الترمذي عن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِنْ صبَاحٍ يُصْبحُ الْعِبادُ إِلَاّ وَمُنادٍ يُنادِيْ: سُبْحانَ

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(4/ 155)، وأبو داود (869)، وابن ماجه (7 /)، وابن حبان في "صحيحه"(1898)، والحاكم في "المستدرك"(3783).

(2)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(7324)، والحاكم في "المستدرك"(7813).

(3)

رواه أبو الشيخ في "العظمة"(5/ 1755).

ص: 217

الْمَلِكِ الْقُدُّوْسِ" (1).

وأخرجه ابن السُّني في "عمل اليوم والليلة"، ولفظه:"إلا صَرَخَ صارِخٌ: أَيُّهَا الْخَلائِقُ! سَبحُوْا الْمَلِكَ الْقُدُوْسَ"(2).

وروى ابن حبان في كتاب "الثقات" عن علي رضي الله تعالى عنه قال: إن لله ديكاً رجلاه في الأرض السابعة، جناح له بالمشرق، وجناح له بالمغرب، وعنقه مثنية تحت العرش، يسبح الله تعالى ويحمده، ويقدسه، فإذا مضى من الليل ما شاء الله أن يمضي صفق بجناحيه، فقال: قدوس قدوس، رب الملائكة، الحق لا إله إلا هو، فعند ذلك تصيح الديوك، وتصفق بأجنحتها (3).

قلت: ورد أن هذا الديك ملك على صورة الديك (4).

ويقال: إنه إسرافيل عليه السلام، والله الموفق.

وفي "الحلية" عن كعب الأحبار قال: إن لله تعالى ملكًا على صورة ديك، رِجْلاه في التخوم الأسفل من الأرض، ورأسه تحت العرش، فما من ليلة إلَّا والجبار ينزله، أو ينزل إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا من سائل فيعطى، ألا من تائب فيتاب عليه، ألا من مستغفر فيغفر له، فيسبح

(1) رواه الترمذي (3569) وقال: حديث غريب.

(2)

رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(ص: 57).

(3)

رواه ابن حبان في "الثقات"(9/ 171).

(4)

انظر: "حلية الأولياء" لأبي نعيم (6/ 4).

ص: 218

الله تعالى، ويحمده، ثم يصوت حتى يفزع لذلك من حول العرش، فيسبحون الله، ويمجدونه، ثم أهل السماء الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم هذه السماء الدنيا، فأول من يعلم ذلك من أهل الأرض الدجاج، فأول ما يزقو الديك، فيقول: قوموا أيها العابدون، فإذا زقا الثانية قال: قوموا أيها المسبحون، فإذا زقا الثالثة قال: قوموا أيها القانتون، فإذا زقا الرابعة قال: قوموا أيها المصلون، فإذا زقا الخامسة قال: قوموا أيها الذاكرون، فإذا أصبح ضرب بجناحيه، وقال: قوموا أيها الغافلون، فمن قرأ بعشر آيات قبل أن يصبح لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بعشرين آية قبل أن يصبح كتب من الذاكرين، ومن قرأ بخمسين آية كتب من المصلين، ومن قرأ بمئة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بخمسين ومئة آية أعطي قنطاراً من الأجر، والقنطار مئة رطل، والرطل اثنان وسبعون مثقالًا، والمثقال أربعة وعشرون قيراطا، والقيراط مثل أُحُدٍ (1).

وروى أبو يعلى، وابن مردويه بسند صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُذِنَ لِيْ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلاهُ الأَرْضَ السَّابِعَةَ، وَالْعَرْشُ عَلَىْ مِنْكَبِهِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: سُبْحانَكَ أَيْنَ كُنْتَ، وَأَيْنَ تَكُوْنُ"(2).

وروى الطبراني في "معجمه"الكبير" عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن

(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 4).

(2)

رواه أبو يعلى في "المسند"(6619).

ص: 219

النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَىْ مَلَكًا لَوْ قِيْلَ لَهُ: الْتَقِمِ السَّماواتِ السَّبع، وَالأَرَضِيْنَ بِلُقْمَةٍ لَفَعَلَ؛ تَسْبِيْحُهُ: سُبْحانَكَ حَيْثُ كُنْتَ"(1).

وروى أبو الوليد الأزرقي في "تاريخ مكة" عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضًا قال: حج آدم عليه السلام وطاف بالبيت سبعا، فلقيته الملائكة عليهم السلام في الطواف، فقالوا: بِرَّ حجك يا آدم، أَمَا إنَّا قد حججنا قبلك هذا البيت بألفي عام، قال: فما كنتم تقولون في الطواف؟ قال: كنا نقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، قال آدم: فزيدوا فيها: ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: فزادت الملائكة عليهم السلام فيها ذلك، ثم حج إبراهيم عليه السلام بعد بنائه البيت، فلقيته الملائكة في الطواف، فسلَّموا عليه، فقال لهم إبراهيم: ما كنتم تقولون في طوافكم؟ قالوا: كنا نقول قبل آدم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فأعلمناه ذلك، فقال آدم عليه السلام: زيدوا فيها: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال إبراهيم عليه السلام: زيدوا فيها: العلي العظيم، ففعلت الملائكة ذلك (2).

وروى أبو الشيخ في "العظمة" عن وهب قال: حَمَلَةُ العرش اليوم أربعة فإذا كانوا يوم القيامة أيدوا بأربعة آخرين:

(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11476). قال ابن كثير في "تفسيره"(4/ 466): وهذا حديث غريب جدًا وفي رفعه نظر، وقد يكون موقوفًا على ابن عباس ويكون مما تلقاه من الإسرائيليات.

(2)

رواه الأزرقي في "تاريخ مكة"(1/ 45).

ص: 220

- ملك منهم في صورة إنسان يشفع لبني آدم في أرزاقهم.

- وملك في صورة نسر يشفع للطير في أرزاقها.

- وملك في صورة ثور يشفع للبهائم في أرزاقها.

- وملك في صورة أسد يشفع للسباع في أرزاقها.

فلما حملوا العرش وقعوا على ركبهم، فلقنوا: لا حول ولا قوة إلا بالله، فاستووا قيامًا على أرجلهم (1).

وروى الديلمي في "مسند الفردوس" عن صفوان بن سليم، عن أنس بن مالك، عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، عن أبي هريرة رضي الله عنه -وهذا من لطائف الإسناد - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "مَا نَزَلَ مِنَ السَّماءِ مَلَكٌ، وَلا صَعِدَ مِنَ السَّماءِ مَلَكٌ حَتَّىْ يَقُوْلَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللهِ"(2).

وروى الأصبهاني في "الترغيب" عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: (سُبْحانَ اللهِ) قالَ الْمَلَكُ: (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ)، وإذا قالَ:(سُبْحانَ الله وَالْحَمْدُ لِلَّهِ) قالَ الْمَلَكُ: (وَلا إِلَهَ إِلَاّ اللهم)، وَإِذا قالَ:(سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ) قالَ الْمَلَكُ: (وَاللهُ أَكْبَرُ)، وإذا قالَ:(سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ) قالَ الْمَلَكُ:

(1) رواه أبو الشيخ في "العظمة"(3/ 958).

(2)

رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(6237).

ص: 221

(يَرْحَمُكُ اللهُ رَبُّكَ)(1) ".

وروى الحافظ أبو القاسم بن عساكر في "تاريخه" عن سعد بن سنان قال: أتيت بيت المقدس أريد الصلاة، فدخلت المسجد، فبينما أنا على ذلك إذ سمعت حفيفًا له جناحان قد أقبل -وهو يقول: سبحان الدائم القائم، سبحان الحي القيوم، سبحان الملك القدوس، سبحان رب الملائكة والروح، سبحان الله وبحمده، سبحان العلي الأعلى، سبحانه وتعالى، ثم أقبل حَفيفٌ يتلوه يقول مثل ذلك، ثم أقبل حفيف بعد حفيف يتجاوبون بها حتى امتلأ المسجد، فإذا بعضهم قريب مني، فقال: آدميٌّ؟ قلت: نعم، قال: لا رَوع عليك، هذه الملائكة (2).

وروى البيهقي عن علي رضي الله عنه: أنه قال: الروح ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه، في كل وجه، سبعون ألف لسان، في كل لسان سبعون ألف لغة، يسبح الله تعالى بتلك اللغات (3).

وقال الله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13].

وروى ابن المنذر في "تفسيره"، وأبو الشيخ في "العظمة" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح

(1) ورواه البيهقي في "الدعوات الكبير"(123).

(2)

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(23/ 212).

(3)

رواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 320).

ص: 222

كما يسوق الحادي الإبل بحُدائه (1).

ورويا عن الضحاك قال: الرعد ملك يسمى الرعد، وصوته الذي تسمع تسبيحه (2).

وروى أبو الشيخ -أيضًا - عن ابن عباس قال: الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير (3).

وروى البيهقي وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كنا مع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في سفر، فأصابنا رعد وبرق، فقال لنا كعب: من قال حين يسمع الرعد: (سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته) ثلاثًا، عوفي مما يكون في ذلك.

قال ابن عباس: فقلنا، فعوفينا.

ثم أدركت عمر في بعض الطريق، فإذا بردة قد أصابت أنفه، فأثرت فيه، فذكرت له قول كعب، فقال عمر: هلا أعلمتمونا حتى كنا نقول (4).

وروى الإِمام الشافعي رضي الله تعالى عنه في "الأم" عن طاوس:

(1) رواه الطبراني في "الدعاء"(993)، وأبو الشيخ في "العظمة"(4/ 1284).

(2)

رواه أبو الشيخ في "العظمة"(4/ 1281).

(3)

رواه أبوا الشيخ في "العظمة"(4/ 1285)، والطبري في. "التفسير"(1/ 150).

(4)

رواه الطبراني في "الدعاء"(985)، وأبو الشيخ في "العظمة"(4/ 1292).

ص: 223

أنه كان يقول إذا سمع الرعد: سبحان من سَبَّحْتَ (1).

قال الشافعي: كأنه (2) يذهب إلى قوله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} [الرعد: 13].

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الذكر" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال أُبي بن كعب رضي الله عنه: لأدخلن المسجد فلأصلين، ولأحمدن الله بمحامد لم يحمده بها أحد، فلما صلى، وجلس ليحمد الله، ويثني عليه، فإذا هو بصوت عال من خلفه يقول: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله -علانيته وسره- لك الحمد، إنك على كل شيء قدير، اغفر لي ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني أعمالًا زاكية ترضى بها عني، وتب عليَّ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقصَّ عليه، قال:"ذَلِكَ جِبْرِيْلُ عليه السلام"(3).

وروى محمَّد بن نصر المروزي في كتاب "الصلاة"، وابن أبي الدنيا في كتاب "الهواتف" عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه: أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلمًا يقول: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر

(1) انظر: "الأم" للشافعي (1/ 253).

(2)

في (أ): "كان".

(3)

ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 288)، وقال: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الذكر" ولم يسم تابعيه.

ص: 224