الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُفَرِّج الدَّمَامِيني، والشيخ عبد الله المَنُوفي، والشيخ تاج الدين بن عطاء الله الإسكندري، وغيرهم (1).
وألف جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في هذه المسألة مؤلفاً مستقلاًّ بسبب أن رجلين من أصحاب سيدي عبد القادر الدشطوطي المصري حلف كل منهما بالطلاق أن الشيخ عبد القادر المذكور بات عنده في الليلة الفلانية، فلم يوقع الطلاق على واحد منهما (2).
قلت: وأنا شاهدت ممن أعطي حال التصور والتشكل جماعة، منهم: شيخ الإسلام الوالد رضي الله تعالى عنه، فأخبرني من أثق به أنهم كانوا يدخلون عليه فلا يجدونه في أثوابه، ثم يجدونه بعد ساعة لطيفة.
والإيمان بكرامات الأولياء مذهب أهل السنة رضي الله تعالى عنهم، والله الموفق.
112 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إغاثة اللهفان:
روى أبو بكر بن أبي الدُّنيا في كتاب "الهواتف"، والأستاذ أبو القاسم القشيري في "رسالته" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار تاجراً يتجر بمال له ولغيره، وكان يَزِنُ بنسك وورع، فخرج مرة فلقيه لصُّ مقنع في السِّلاح، فقال له: ضع ما معك فإني قاتلك، قال: ما تريد بي؟ شأنك بالمال، قال: أما المال
(1) القدرة على التشكل من صفات الملائكة، لا من صفات البشر.
(2)
انظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (1/ 474).
فلي، ولست أريد إلا رأسك، قال: إذ أبيت فذرني أصلي أربع ركعات، وكان من دعائه في آخر سجدة: يا ودود! يا ذا العرش المجيد! يا فعال لما يريد! أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللص أقبل نحوه، فطعنه فقتله، ثم أقبل إليه، فقال: من أنت - بأبي أنت وأمي - فقد أغاثني الله بك اليوم؟ قال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة؛ دعوتَ بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ودعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ودعوت بدعائك الثالث فقيل: دعاء مكروب، فسألت الله أن يوليني قتله.
قال أنس: إنه من توضأ وصلى أربع ركعات، ودعا بهذا الدعاء استجيب له، مكروبا كان أو غير مكروب (1).
وروى ابن أبي الدُّنيا في "الهواتف" عن خَوَّات بن جُبير رضي الله تعالى عنه قال: أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فخرج بالناس وصلى بهم ركعتين، وخالف بين طرفي ردائه - اليمين على اليسار، واليسار على اليمين - ثم بسط يديه، فقال: اللهم إنا نستغفرك، ونستسقيك، قال: فما برح من مكانه حتى مطر، فبينما هم كذلك إذا أعراب قدموا المدينة فأتوا عمر بن الخطاب
(1) رواه ابن أبي الدنيا في (الهواتف)(ص: 24)، والقشيري في "رسالته" (ص: 298).
رضي الله تعالى عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين! بينا نحن في بوادينا، في يوم كذا وكذا، في وقت كذا وكذا - إذ أظلتنا غمامة، وسمعنا صوتاً ينادي: أتاك الغوث أبا حفص، أتاك الغوث أبا حفص (1).
وروى فيه عن عمارة بن زاذان قال: كنت مع زياد النُّميري في طريق مكة، فَضَلَّتْ ناقة لصاحب لنا، فطلبناها، فلم نقدر عليها، فأخذنا نقسم متاعه، فقال زياد: ألا تقول شيئاً؟ سمعت أنساً رضي الله عنه يقرأ: {حم} ، وتسجد وتدعو، فقلنا: بلى، فقرأه:{حمَ} السجدة، وسجد ودعا، فرفعنا رؤوسنا، فإذا رجل معه الناقة التي ذهبت، فقال زياد: أعطوه من طعامكم، فلم يقبل، قال: أطعموه، قال: إني صائم، قال: فنظرنا فلم نر شيئا، قال: فلا أدري ما كان (2).
وقال الشيخ محي الدين بن العربي في "المسامرات": حدثنا عبد الكريم بن حاتم بن وحشي بمكة سنة ست مئة، قال: خرج عندنا رجل من المجاورين يريد مصر، فركب غراباً في البحر، فطاب الريح بالليل، فنام كل من في المركب إلا الذي يدبره، فأراد الرجل الحاجة، فقعد في مقدم المركب يقضي حاجته، فزلقت قدمه، فأخذه البحر، وغطته الأمول، والرئيس ينظر إليه، والمركب قد سار عنه بمسافة غيبته
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "الهواتف"(ص: 26)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(44/ 346).
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "الهواتف"(ص: 80)، واللالكائي في "كرامات الأولياء" (ص: 230).