الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن عين الرئيس، والرئيس لا يتكلم مخافة أن يشوش على الناس ولا ينفعه ذلك، فلم يلبث أن رأى طائراً قد قبض عليه فأخرجه من الماء، وطار به حتى ألقاه في المركب، وقعد الطائر على جامور الصاري ساعة، ثم إن الطائر مد منقاره موضعه حتى ألصقه بأُذن الرجل، ثم قبضه وطار، فلما كان من الغد حسن الرئيس ظنه بذلك الرجل، وبادر إلى كرامته، ففطن له الرجل، فقال: يا أخي! لست والله ممن تظن، وإنما كان ما رأيت من أمر الله علمي وعلمك فيه سواء، ما شعرت بنفسي إلا وقد أخذتني الأمواج وأيقنت بالتلف، فسلمت الأمر لله تعالى وقلت:{ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام: 96]، فإذا بذلك الطائر قد فعل ما رأيت، فقال له الرئيس: فرأيته مد منقاره إليك، فهل كلمك؟ قال الرجل: نعم؛ وذلك أني فكرت في نفسي ما هو هذا الطائر، فألصق منقاره بأُذني، فقال لي: يا هذا! أنا تقدير العزيز العليم.
والحكايات في ذلك كثيرة.
113 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إجلال أبي بكر
، وتوقير عمر، واستحياء من عثمان، وحب هؤلاء وعلي بن أبي طالب، وحب سائر الصَّحابة رضي الله تعالى عنهم، ومعرفة فضلهم.
وأقسم بالله تعالى: ليس في ملائكة الله تعالى رافِضِيٌّ، ولا شيعيٌّ. روى أبو يعلى عن عقَار بن ياسر رضي الله تعالى عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا جِبْرِيْلُ! أَخْبِرْييْ عَنْ فَضائِلِ عُمَرَ عِنْدَكُمْ"، فقال له جبريل عليه السلام: "لَوْ مَكَثْتُ فِيْكُمْ ما مَكَثَ نُوْحٌ عليه السلام فِيْ
قَوْمِهِ ما حَدَّثتكَ بِفَضِيْلَةٍ واحِدَةٍ مِنْ فَضائِلِ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ لَحَسَنةٌ واحِدَةٌ مِنْ حَسَناتِ أَبِيْ بَكْرٍ رضي الله عنهما (1) -.
وروى ابن عدي في "الكامل" عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فِيْ السَّماءِ مَلَكٌ إِلَاّ وَهُوَ يُوَقِّرُ عُمَرَ، وَلا فِيْ الأَرْضِ شَيْطانٌ إِلَاّ وَهُوَ يَفِرُّ مِنْ عُمَرَ"(2).
وروى ابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُثْمانُ حَيِيٌّ تَسْتَحْيِيْ مِنْهُ الْمَلائِكَةُ"(3).
وروى البخاري، وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً بحافة بئر، وهو مكشوف الفخذ، فدخل أبو بكر رضي الله عنه فلم يغط فخذه، ودخل عمر رضي الله تعالى عنه فلم يغطه، ودخل عثمان فغطاه، وقال:"أَلا أَسْتَحِيْ مِمَّنْ اسْتَحْيَتْ مِنْهُ الْمَلائِكَةُ"(4).
(1) رواه أبو يعلى في "المسند"(1603)، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 429)، قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 239): قال أحمد بن حنبل: هذا حديث موضوع ولا أعرف إسماعيل، وقال أبو الفتح الأزدي: هو ضعيف.
(2)
رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء"(6/ 349) وقال: وهذه الأحاديث بواطيل.
(3)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(39/ 92).
(4)
في عزو هذا الحديث إلى البخاري بهذا اللفظ بُعدٌ؛ لأن هذا الحديث ملفق من حديثين: أحدهما في البخاري (3471) عن أبي موسى، وليس فيه=
وروى الَّلالكائيُّ في "السنة" عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، وعمر رضي الله عنه:"وَاللهِ إِنِّيْ لأُحبُّكُما لِحُبِّ اللهِ إِيَّاكُما، وَاللهِ إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتُحِبُّكُما لِحُبِّ اللهِ عز وجل لَكُما، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّكما، وَوَصَلَ مَنْ وَصَلَكُما، قَطَعَ اللهُ مَنْ قَطَعَكُما، أَبْغَضَ اللهُ مَنْ أَبْغَضَكُما فِيْ دُنْياكُما وَآخِرَتكُما"(1).
وروى الترمذي عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُحِبُّ عَلِيًّا مُنافِقٌ، وَلا يُبْغِضُهُ مُؤْمِنٌ"(2).
وكذلك ورد أن: حب الأنصار من الإيمان، وبغضهم من النفاق (3).
والمهاجرون أولى منهم بذلك لأنهم أفضل منهم، والملائكة عليهم السلام من خواص المؤمنين.
= موضع الشاهد، والثاني عند مسلم (2401)، والبخاري في "الأدب المفرد"(603) عن عائشة، وفيه موضع الشاهد لكن بلفظ مختلف.
(1)
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(7/ 1244)، ورواه أيضا عبد الله ابن الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(1/ 433)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(54/ 56)، قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 390) - والكلام على إسناد ابن عساكر -: قال الذهبي في الميزان: حديث منكر بمرة، وفيه محمد بن عبد الله بن ياسر نكرة، وداود بن سليمان الشيباني، قال الأزدي: ضعيف جداً، قلت - أي ابن عراق -: ما في هذا ما يقتضي أن يكون موضوعاً.
(2)
رواه الترمذي (3717) وحسنه.
(3)
روى البخاري (3573) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آيَةُ الإيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ".