الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 - ومنها: شفاعتهم للذاكرين، والترحم لهم، والأخذ بأيديهم، والثناء عليهم، واعتقاد الخير فيهم، والشهادة لهم عند الله، وتبشيرهم بالمغفرة بما هم فيه من الخير، والتأمين على دعائهم
.
روى ابن أبي شيبة عن سلمان رضي الله عنه قال: إذا كان العبد يذكر الله في السراء، ويحمده في الرخاء، فأصابه ضر، فدعا الله تعالى، قالت الملائكة: صوت معروف من امرئ ضعيف، فيشفعون له، وإذا كان العبد لا يذكر الله في السراء، ولا يحمده في الرخاء، فأصابه ضر، قالت الملائكة: صوت منكر (1).
وروى الأصبهاني في "الترغيب" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ سَيَّارَةً مِنَ الْمَلائِكَةِ إِذا مَرّوْا بِحِلَقِ الذِّكْرِ قالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اقْعُدُوْا، فَإِذا دَعا الْقَوْمُ أَمَّنُوْا عَلَىْ دُعائِهِمْ، فَإِذا صَلّوْا عَلَىْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَلّوْا مَعَهُمْ حَتَّىْ يَفْرُغُوْا، ثُمَّ يَقُوْلُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: طُوْبَىْ لِهَؤُلاءِ يَرْجِعُوْنَ مَغْفُوْراً لَهُمْ"(2).
وروى ابن أبي شيبة عن سهل بن حنظلة العبشمي (3) رضي الله عنه قال: ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا مغفوراً لكم (4).
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(29840).
(2)
ذكره ابن القيم في "جلاء الأفهام"(ص: 53)، وقال: رواه أبو سعيد القاص في "فوائده".
(3)
في "أ": "العبسي".
(4)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(35713)، والإمام أحمد =
ورواه الطبراني مرفوعًا، لكن قال: عن سهل بن الحنظلية - وهي أمه كما قال ابن قانع في "معجمه"(1) -، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسا يَذْكُرُوْنَ اللهَ عز وجل فِيْهِ فَيقُوْمُوْنَ حَتَىْ يُقالَ لَهُمْ: قُوْمُوْا قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكُمْ، وَبُدِّلَتْ سَيئاتُكُمْ حَسَناتٍ"(2).
وروى الإِمام أحمد بسند حسن، والبزار، والطبراني عن أنس، والبيهقي عن عبد الله بن مُغَفل؟ كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوْا يَذْكُرُوْنَ اللهَ تَعَالَىْ، لا يُرِيْدُوْنَ إلا وَجْهَهُ، إلا نادَاهُمْ مُنادٍ مِنَ السماءِ أَنْ قُوْمُوْا مَغْفُوْراً لَكُمْ قَدْ بُدِّلَتْ سَيئاتُكُمْ حَسَناتٍ"(3).
وروى البزار عن أنس رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ لله تَعَالَىْ سَيَّارَةً مِنَ الْمَلائِكَةِ يَطْلُبُوْنَ حِلَقَ الذِّكْرِ، فَإِذا أَتَوْا عَلَيْهِمْ حَفُّوْا بِهِمْ، ثُمَ بَعَثُوْا رائِدهمْ إِلَىْ السماءِ إِلَىْ رَبِّ الْعِزةِ تبارك وتعالى فَيَقُوْلُوْنَ: رَبَّنا! أَتَيْنا عَلَىْ عِبادٍ مِنْ عِبادكَ يُعَظِّمُوْنَ آلاءكَ، وَيتْلُوْنَ كِتابَكَ، وَيُصَلُوْنَ
= في "الزهد"(ص: 205).
(1)
انظر: "معجم الصحابة" لابن قانع (1/ 267).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(6039).
(3)
رواه الإِمام أحمد في "المسند"(3/ 142)، والبزار في "المسند"(6467)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1556) عن أنس.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان"(534) عن عبد الله بن مغفل. قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(2/ 206): رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا ميمون المرائي.
عَلَىْ نبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم، وَيَسْألوْنَكَ لآخِرَتهِمْ وَدنياهُمْ، فَيقُوْلُ اللهُ تبارك وتعالى: غَشُّوْهُمْ رَحْمَتِيْ؛ فَهُمُ الْجُلَساءُ لا يَشْقَىْ بِهِمْ جَلِيْسُهُمْ" (1).
13 -
ومنها: الأمر بذكر الله تعالى، وتسبيحه، وتحميده، وبكل معروف، وقد أمر جبريل نبينا وسائر الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام أجمعين - بكل معروف أمره الله تعالى أن يبلغهم إياه.
وروى أبو يعلى، وابن السُّنِّي عن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ صَباحٍ يُصْبحُ الْعِبادُ فِيْهِ إِلَاّ صارِخ يَصْرُخُ: أيها الْخَلائِقُ! سَبِّحُوْا الْمَلِكَ الْقُدُّوْسَ"(2).
وروى أبو الشيخ في "العظمة" عن ابن أبي عمرة رحمه الله تعالى (3) قال: حين يقول الملك: سبحوا الملك القدوس، تحرك الطير أجنحتها (4).
وروى الطبراني في "معجمه الأوسط"، و"الصغير" وسنده جيد، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا يُنادِيْ عِنْدَ كُلِّ
(1) رواه البزار في "المسند"(6494). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 77): رواه البزار من طريق زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري وكلاهما وثق على ضعفه، فعاد هذا إسناده حسن.
(2)
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(ص: 57).
(3)
في "أ": "ابن عمر رضي الله تعالى عنهما"، والمثبت من "العظمة" لأبي الشيخ (3/ 1012).
(4)
رواه أبو الشيخ في "العظمة"(3/ 1012).
صلاةٍ: يا بَنِيْ آدَمَ! قُوْمُوْا إِلَىْ نِيْرانِكُمُ التِيْ أَوْقَدْتُمُوْها فَأَطْفِئُوْهَا" (1).
وفي "الكبير" عن ابن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يُبْعَثُ مُنادٍ عِنْدَ حَضْرَةِ كُلِّ صلاةٍ فَيَقُوْلُ: يا بَنِيْ آدَمَ! قُوْمُوْا فَأَطْفِئُوْا ما أَوْقَدْتُمْ عَلَىْ أَنْفُسِكُمْ، فَيَقُوْمُوْنَ فَيتطَهرُوْنَ، وُيصَلُّوْنَ الظُّهْرَ، فَيُغْفَرُ لَهُمْ ما بَيْنَهُما، فَإذا حَضَرَتِ الْعَصْرُ قِيْلَ ذَلِكَ، فَإِذا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ قِيْلَ ذَلِكَ، فَإِذا حَضَرَتِ الْعَتَمَةُ قِيْلَ ذَلِكَ، فَيَنامُوْنَ؛ فَمُدْلجٌ فِيْ خَيْرٍ، وَمُدْلجٌ فِيْ شَر"(2).
وروى البزار بسند حسن، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى رضي الله تعالى عنه على سرية في البحر، فبينما هم كذلك قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف فوقهم يهتف: يا أهل السفينة! قفوا أخبرْكم بقضاءٍ قضاه الله على نفسه، فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبراً، قال: إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يومٍ صائف، سقاه الله يومَ العطش (3).
(1) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(9452)، و"المعجم الصغير" (1135). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 299): تفرد به يحيى بن زهير القرشي، ولم أجد من ذكره إلا أنه روى عن أزهر بن سعد السمان وروى عنه يعقوب ابن إسحاق المخرمي، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10252). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 299): فيه أبان بن أبي عياش وثقه أيوب وسلم العلوي، وضعفه شعبة وأحمد وابن معين وأبو حاتم.
(3)
رواه البزار في "المسند"(4974). وحسن المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب"(2/ 51).
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الهواتف" عن أبي بُردة، عن أبي موسى، قال: خرجنا غازين في البحر، فبينما نحن نسير بريحٍ طيِّبة إذ سمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة! قفوا أخبرْكم حتى والى بين سبعة أصوات، قال: فقام أبو موسى على صدر السفينة فقال: من أنت؟ ومن أين أنت؟ ألا ترى أين نحن؟ وهل نستطيع وقوفاً؟ فأجابه الصوت: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله عز وجل على نفسه؟ فقال: بلى، قال: إن الله عز وجل قضى على نفسه أنه من عطَّش نفسه لله عز وجل في يوم حار، كان حقًا على الله عز وجل أن يرويَه يوم القيامة.
قال: وكان أبو موسى رضي الله تعالى عنه يتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان أن ينسلخ حرًا فيصومه (1).
وفيه عن عبد الواحد بن الخطَّاب قال: أقبلنا قافلين من بلاد الروم نريد البصرة حتى إذا كنَّا بين الرصافة وحِمْص سمعنا صائحاً يصيح بين تلك الرمال - سمعته الآذان، ولم تره الأعين - يقول: يا مستور! يا محفوظ! اعقل في ستر مَنْ أنتَ، فإن كنت لا تعقل في ستر من أنت فاتق الدُّنيا؛ فإنها حمى الله عز وجل، فإن كنت لا تتقيها فاجعلها شَرَكًا، ثم انظر أين تضع قدميك منها (2).
وأخبار الهواتف في الأمر بالمعروف كثيرة، وأقرب ما تحمل على
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "الهواتف"(ص: 23).
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "الهواتف"(ص: 29).