المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌139 - ومنها: شدة الخوف من الله تعالى مع أنهم على قدم - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ١

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَة المؤلف

- ‌[مُقَدِّمَةُ الكِتَابِ]

- ‌ فَائِدَةٌ زَائِدةٌ:

- ‌ عَوْداً، عَلَىْ بَدْءٍ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ زَائِدَةٌ:

- ‌ تَتِمَّة:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تنبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌ تَتِمَّةٌ لِمَا سَبَقَ، وَتَوْضِيْحٌ لَهُ:

- ‌ تنْبِيْهٌ:

- ‌بَابُ بَيَان الحِكَمِ الظَّاهِرَة فِي تَأخِيرِ هَذِهِ الأُمَّةِ

- ‌1 - التي منها: إرادة التشبه بالصالحين من الأمم السابقة، والتجنب عن قبائح الطالحين منهم

- ‌2 - ومن الحكم الحاصلة بتأخير هذه الأمة - أيضاً -: أن الأنبياء، والعارفين من الأمم السالفة أخبروا أممهم وأتباعهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - ومن الحكم، واللطائف في تأخير هذه الأمة - أيضاً -: أن الله تعالى سترهم، ولم يفضحهم كما فضح عليهم من تقدمهم من الأمم

- ‌4 - ومن الحكم المذكورة: أن الله تعالى لما سبق في علمه أنه يورث هذه الأمة الأرض بعد سائر الأمم

- ‌5 - فمنها: شهادة هذه الأمة على الأمم السابقة

- ‌6 - ومن الفوائد المشار إليها: أن هذه الأمة لمَّا ورثوا علوم الأولين اطلعوا على أخبارهم

- ‌7 - ومنها: أن الله تعالى حيث أورث هذه الأمة علوم المتقدمين

- ‌8 - ومن الفوائد المذكورة: أن الله تعالى أطلع هذه الأمة على تعجيل هلاك الأمم

- ‌9 - ومنها - وهو مقصودنا من ذكر هذا الباب في هذا الكتاب

- ‌خَاتِمَة لَطِيفَةٌ لِهَذَا البَاب

- ‌القِسْمُ الأَوَّلُ في التَّشَبُّهِ بمَن وَرَدَ الأَمْرُ بِالتَّشَبُّهِ بِهِم وَالاقْتِدَاءِ بِهُدَاهُم وَهَدْيِهِم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌(1) بَابُ التَّشَبُّهِ بِالمَلَائِكَةِ عليهم السلام

- ‌1 - فمنها: الشَّهادة لله تعالى بالوحدانية:

- ‌2 - ومنها: الشَّهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة والنُّبوَّة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌3 - ومنها: الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌4 - ومنها: الإحسان:

- ‌5 - ومنها: اعتقاد أن الحسنات والسيئات من الله، والخير والشر من الله

- ‌6 - ومنها: الوضوء، ونضح الفرج بالماء بعده خشية الوسواس، وتعليم الوضوء، وسائر العبادات للغير:

- ‌7 - ومنها: السواك:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌8 - ومنها: إقام الصلاة:

- ‌9 - ومنها: كثرة السجود لله تعالى:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌10 - ومنها: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتقديس، والتحميد، والحوقلة:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌11 - محبة مجالس الذكر، وإقبالهم عليها، وحنينهم إليها، وحفهم بها، ومساعدتهم لأهلها في الذكر، وتكثير سوادهم

- ‌12 - ومنها: شفاعتهم للذاكرين، والترحم لهم، والأخذ بأيديهم، والثناء عليهم، واعتقاد الخير فيهم، والشهادة لهم عند الله، وتبشيرهم بالمغفرة بما هم فيه من الخير، والتأمين على دعائهم

- ‌14 - ومنها: قراءة القرآن العظيم، واستماعه، وحضور مجالس تلاوته:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌15 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام وأخلاقهم:

- ‌16 - ومنها: قيام الليل، وإيقاظ المتهجدين

- ‌17 - ومنها: شهود جماعات المؤمنين في صلواتهم، وخصوصاً في صلاة الفجر، وصلاة العصر

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌18 - ومنها: التصدق على المصلي منفردًا بالصلاة خلفه:

- ‌19 - ومنها: الإمامة:

- ‌20 - ومنها: القيام عن يمين الإِمام

- ‌21 - ومنها: الدعاء، والسؤال في الصلاة وخارج الصلاة:

- ‌22 - ومنها: قول: آمين إذا قال الإِمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} [

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فَائِدَة لَطِيْفَةٌ:

- ‌23 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام قول: (ربنا ولك الحمد) إذا قال الإِمام: (سمع الله لمن حمده)

- ‌24 - ومنها: إتمام الصف الأول في الصلاة، والتراصُّ في الصف، وإقامة الصفوف؛ أي: تسويتها، وجمع المناكب

- ‌25 - ومنها: تكثير سواد المصلين

- ‌ تنبِيْهانِ:

- ‌26 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: ركعتا الفجر

- ‌27 - ومنها: سجود التلاوة، أو سجدة النحل بالخصوص

- ‌28 - ومنها: سجودهم لآدم عليه السلام

- ‌29 - ومنها: صلاة الضحى

- ‌30 - ومنها: لزوم المساجد، وعمارتها بالعبادة، والتبكير إليها، والتأخر فيها

- ‌31 - ومنها: التبكير إلى المساجد يوم الجمعة للشهادة للسابقين والمبكرين على اختلاف مراتبهم

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌32 - ومنها: كراهية السفر يوم الجمعة

- ‌33 - ومنها: تفقد الإخوان الذين كانوا يجتمعون معهم في الصلاة

- ‌34 - ومنها: التذكير بالصَّلاة إذا حان وقتها، والدعاء إلها

- ‌35 - ومنها: إيقاظ النائم للصلاة - سواء صلاة الليل وغيرها كالصُّبح - وقد سبق أنهم يوقظون المتهجدين

- ‌36 - ومنها: الأذان والإقامة:

- ‌37 - ومنها: سماع الأذان، والإنصات للمؤذن:

- ‌38 - ومنها: الاستغفار للمصلين:

- ‌39 - ومنها: الاستغفار لمن بات على طهارة:

- ‌41 - ومنها: الاستغفار لمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب:

- ‌42 - ومنها: الاستغفار للعلماء:

- ‌43 - ومنها: الاستغفار لمحبي أبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، ولعن مبغضيهما:

- ‌44 - ومنها: الاستغفار لصُوَّام رمضان:

- ‌45 - ومنها: الاستغفار لعائد المريض:

- ‌46 - ومنها: الاستغفار لمن قال: سبحان من تعزز بالقدرة، وقهر العباد بالموت:

- ‌47 - ومنها: الاستغفار لكافة المؤمنين

- ‌48 - ومنها: الصَّلاة على الصفِّ الأول من المصلين مرتين

- ‌49 - ومنها: صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي عدها من خصالهم في محله إن شاء الله تعالى

- ‌وأمَّا أدلة ما أشرنا إليه:

- ‌50 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: لعن أهل المعاصي الْمُصِرِّين عليها بحيث لا يتوبون منها، ولا يستحيون من الله تعالى، خصوصاً الكفار

- ‌51 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الصَّلاة على الميت من المسلمين

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌ تنبِيهانِ:

- ‌52 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام:

- ‌53 - ومنها: تغسيل الموتى، وتكفينهم، وتحنيطهم، ودفنهم:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ أُخْرَىْ:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌54 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الأسف على الصَّالحين عند موتهم:

- ‌55 - ومنها: البكاء لموت الغريب لغربته لا جزعا لموته

- ‌ مَطْلَبٌ:

- ‌56 - ومنها: حضور جنائز الصالحين، وحملها، وتشييعها:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌57 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: المشي في الجنائز، والامتناع من الركوب فيها:

- ‌ فَائِدةٌ:

- ‌58 - ومنها: المشي أمام الجنازة:

- ‌59 - ومنها: الفكر في حال الميت، وما قدَّم من الأعمال، لا فيما ترك من الأهل والأموال

- ‌60 - ومنها: زيارة قبور الصالحين، والأبرار:

- ‌61 - ومنها: الدُّعاء بالمأثور عند رؤية الهلال:

- ‌62 - ومنها: الصيام، والإمساك عن الطَّعام والشراب، وعن سائر الشهوات

- ‌63 - ومنها: الاقتيات بالذكر:

- ‌ فائدة

- ‌64 - ومن أخلاق الملائكة عليهم السلام طلب ليلة القدر

- ‌ فَائِدَةٌ:

- ‌ نَنْبِيْةٌ:

- ‌ فَائِدَةٌ جَلِيْلَةٌ:

- ‌65 - ومن أخلاق الملائكة عليهم السلام أيضاً -: السرور بفطر هذه الأمة من رمضان

- ‌66 - ومنها: اختيار صحبة الصَّالحين في السفر، والتنزه عن المسافرة مع أهل المعاصي

- ‌67 - ومنها: قصد البيت الحرام بالحج، والعمرة، والزيارة

- ‌ فَائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ لَطِيْفَةٌ أُخْرَىْ:

- ‌68 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: التلبية في النُّسُكِ وغيره:

- ‌69 - ومنها: لقاء الحجاج، ومصافحتهم، ومعانقتهم:

- ‌70 - ومنها: زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌71 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام:

- ‌72 - ومنها: الصلاة، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌73 - ومنها: الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم المبنيُّ على محبته المستتبعة للإكثار من الصَّلاة والسَّلام عليه

- ‌74 - ومنها: موالاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومظاهرته، ومناصرته:

- ‌75 - ومنها: محبة الصالحين، ومجالستهم، ومساعدتهم على

- ‌76 - ومنها: محبة العلم، والعالم، والمتعلم، وكراهية الجهل، وأهله:

- ‌77 - ومنها: الإرشاد إلى أفاضل العلماء، وزهادهم، والدلالة عليهم، والإشارة بالتعلم منهم، واستفتائهم:

- ‌78 - ومنها: موالاة العلماء، ومخالطتهم، والتبرك بهم:

- ‌79 - ومنها: كتابة القرآن:

- ‌80 - ومنها: تعلم العلم، وتعليمه والتأدب بالآداب اللائقة بطلبة العلم والعلماء:

- ‌81 - ومنها: الوعظ، والنصيحة، والنطق بالحكمة:

- ‌82 - ومنها: قولهم فيما لا يعلمون: "لا علم لنا"، أو: "لا ندري

- ‌83 - ومنها: التواضع مع الأستاذ، وتعظيم حرمته، والتأدب معه:

- ‌84 - ومنها: الشفقة، والعطف على ولد الأستاذ وذريته - خصوصاً

- ‌85 - ومنها: التواضع لوجه الله تعالى، خصوصًا مع العلماء، وطلبة العلم:

- ‌ تَنْبِيْهٌ، وَمَوْعِظَةٌ:

- ‌86 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: الأمر بالسنة، ووفاء الحقوق، والحث على المحافظة على ذلك

- ‌87 - ومنها: الدعاء إلى الله تعالى، والتذكير بآلائه، والتزهيد في

- ‌88 - ومنها: الإيجاز في الخطبة والتذكرة

- ‌89 - ومنها: النصيحة للمسلمين:

- ‌90 - ومنها: الصدق، وتصديق أهل الصدق:

- ‌91 - ومنها: الجهاد في سبيل الله:

- ‌ فَائِدةٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌92 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: تكثير سواد

- ‌93 - ومنها التسويم في الحرب:

- ‌94 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: ركوب الخيل

- ‌95 - ومنها: معاونة المجاهدين، ومساعدتهم، وحَسُّ الكَلال عنهم وعن دوابهم

- ‌96 - ومنها: تثبيت المجاهدين، وتشجيعهم:

- ‌97 - ومنها: حفظ العبد وحراسته، وكَلأَتُه من الشياطين ومن كل ما يؤذيه

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌98 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: السعي في مصالح المسلمين

- ‌99 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام، وهو مندرج فيما قبله: قضاء حوائج العباد

- ‌100 - ومنها: المكافأة على المعروف، والتوسل بالصالحين، وطلب الدعاء منهم، والإحسان إليهم:

- ‌101 - ومنها: موافقة الطائعين، والقرب منهم، والثناء عليهم، ومجانبة العاصين، والتحذير منهم:

- ‌102 - ومنها: المؤاخاة في الله:

- ‌103 - ومنها: محبة أحباب الله، وبغض بُغَضاء الله تعالى، والحب فيه، والبغض فيه:

- ‌104 - ومنها: موالاة الصالحين: لقوله تعالى: {إِنَّ اَلَّذِينَ قَالُوْا

- ‌105 - ومنها: السلام ابتداءً ورداً، أو المعانقة، والمصافحة، والزيارة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌106 - ومنها: الاستئذان:

- ‌107 - ومنها: القيام للصالحين، والعلماء إكراماً:

- ‌108 - ومنها: تلقين العاطس: "الحمد لله"، وتكميله له، وتشميته إذا حمد، وأتم الحمد:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌109 - ومن أعمال الملائكة عليهم السلام: المذاكرة في أحوال الناس، والمسامرة من غير خوض فيما لا يعني

- ‌110 - ومنها: كراهية الغيبة، وإنكارها:

- ‌111 - ومنها: التودد للناس، والتنزل لعقولهم لأجل تعليمهم وإرشادهم

- ‌112 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إغاثة اللهفان:

- ‌113 - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إجلال أبي بكر

- ‌114 - ومنها: شهود النكاح والخِطْبَة، والإملاك، والْخُطْبَةُ لذلك:

- ‌115 - ومنها: التهنئة بالنكاح، وبالتوبة، وبكل ما يهنأ به:

- ‌116 - ومنها: تجنب اللهو، واللعب، وكل باطل:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌117 - ومنها: لبس البياض:

- ‌118 - ومنها: لبس العمائم خصوصا البيض، وإرخاء العَذَبة لها:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌119 - ومنها: لباس الصوف تواضعاً، وقناعة:

- ‌120 - ومنها: الائتزار إلى أنصاف السوق:

- ‌121 - ومنها: التأذي بالروائح الكريهة، وسائر ما يُتَأذَّى منه:

- ‌122 - ومنها: الرثاء لحال الفقراء والضعفاء، والتعطف عليهم، ولذلك يفرحون بذهاب الشتاء:

- ‌123 - ومنها: الفرح بتيسير الطَّاعة على المؤمنين:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌124 - ومنها: إدخال السُّرور على قلوب المؤمنين، وتبشيرهم، وتعزية المحزونين، وتسليتهم:

- ‌125 - ومنها: تفقد الإخوان، ومعاونتهم، وعيادة مرضاهم:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌126 - ومنها: الأمر بالتداوي خصوصاً بالحجامة:

- ‌127 - ومنها: مداواة المرضى، ومباشرة علاجهم، ومؤانستهم:

- ‌128 - ومنها: الرقية بذكر الله تعالى، وأسمائه، وكلامه:

- ‌129 - ومنها: حضور العبد المؤمن عند وفاته، وتسليته

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌130 - ومنها: زيارة قبور الصالحين، وحَمَلَة القرآن:

- ‌131 - ومنها: طرد الشَّياطين:

- ‌132 - ومنها: تعظيم جلال الله تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأمره:

- ‌133 - ومنها: الحياء، وغض البصر:

- ‌134 - ومنها المبادرة إلى الطاعة:

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌135 - ومنها: استدلال النفوس في طاعة الله، وعدم الاستكبار والاستنكاف عنها:

- ‌136 - ومنها: التبري من الحول والقوة في الطَّاعة وغيرها

- ‌137 - ومنها: شدة التحرز عن المعصية، وفرط الانبعاث إلى الطاعة، وشدة المبادرة إلى الامتثال والاعتصام بالله تعالى:

- ‌138 - ومنها: التوبة، كما تقدم في حديث أنس رضي الله تعالى عنه:

- ‌139 - ومنها: شدة الخوف من الله تعالى مع أنهم على قدم

الفصل: ‌139 - ومنها: شدة الخوف من الله تعالى مع أنهم على قدم

صَادِقِينَ} [البقرة: 31]، ففزعوا إلى التوبة فقالوا:{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا} [البقرة: 32] الآية (1).

‌139 - ومنها: شدة الخوف من الله تعالى مع أنهم على قدم

الاستقامة كما يظهر لك من هذه الآية: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)} [النحل: 50] إذا جعلت الواو في قوله تعالى: {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} واو الحال؛ أي: يخافون ربهم خوف العبد الذليل المفتقر من الرَّب العظيم المقتدر، كما يفهم من قوله:{مِنْ فَوْقِهِمْ} إذ هي فوقية العظمة والاقتدار؛ أي: هذا شأنهم، والحال أنهم يفعلون ما يؤمرون بفعله على حد المبادرة إلى الامتثال، وعدم التأخر والتأمل بدليل أنه قال:{مَا يُؤْمَرُونَ} ، ولم يقل: ما أمروا، فخوف الملائكة مع الاستقامة والجد في الطَّاعة لا مع الانحراف والتقصير؛ ولذلك يقولون لأهل الإيمان والاستقامة:{نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [فصلت: 31]؛ فالحالة الجامعة بين الملائكة وبينهم هي الإيمان والاستقامة، وهي سبب الولاية التي بينهم.

وقد أثنى الله تعالى على من تشبه بالملائكة في هذه الخصلة بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 57 - 61].

(1) رواه الطبري في "التفسير"(1/ 206).

ص: 478

وروى الحاكم وصححه، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قلت: يا رسول الله! قول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهو الرجل يزني، ويسرق، ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله عز وجل؟ قال:"لا، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُوْمُ، وَيُصَلِّيْ، وَيَتَصَدَّق وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَخافُ اللهَ عز وجل"(1).

وأما الأحاديث، والآثار الواردة في خوف الملائكة عليهم السلام فكثيرة نذكر منها نبذة هنا.

روى ابن عساكر في "تاريخه" عن عليِّ رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما شِئْتُ أَنْ أَرَىْ جِبْرِيْلَ عليه السلام مُتَعَلِّقاً بِأَسْتارِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُوْلُ: يا واحِدُ! يا ماجِدُ! لا تُزِلْ عَنِّيْ نِعْمَةً أَنْعَمْتَ بِها عَلَيَّ، إِلَاّ رَأَيْتُهُ"(2).

وروى محمد بن نصر المروزي في كتاب "الصَّلاة"، والبيهقي في "الدلائل" عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِيْ وَجِبْرِيْلُ بِالْمَلأِ الأَعْلَىْ كَالْحِلْسِ الْبالِيْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ"(3).

(1) رواه الحاكم في "المستدرك"(3486)، ورواه أيضاً الترمذي (3175)، وابن ماجه (4198).

(2)

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(51/ 164).

(3)

رواه البيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 369) لكن بلفظ مختلف، قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (2/ 1181): وفيه الحارث بن عبيد الإيادي ضعفه الجمهور، انتهى.

ص: 479

والحلس هو: الكساء الذي يلقى على ظهر البعير مما يلي ظهره.

وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن ابن عباس لهما قال: إن جبريل عليه السلام يوم القيامة لَقائمٌ بين يدي الجبار ترتعد فرائصه فَرَقاً من عقاب الله (1)؛ أي: خوفاً منه.

وروى الإمام أحمد، وابن أبي الدُّنيا بسند جيد، عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه - سأل جبريل عليه السلام: "ما لِيَ لا أَرَىْ مِيْكائِيْلَ يَضْحَكُ؟ " فقال جبريل: "ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار"(2).

(1) رواه أبو الشيخ في "العظمة"(2/ 790)، قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (2/ 1077): وفيه زميل بن سماك الحنفي يحتاج إلى معرفته.

وقال ابن حجر في "لسان الميزان"(2/ 490): قد ذكره في تخريج لشيخنا، وقال: يحتاج إلى معرفته، قلت -ابن حجر -: والذي أظن أنه أبو زميل سماك بن الوليد الحنفي، وهو من رجال مسلم فليراجع السند الذي وقع عند شيخنا، انتهى.

قلت: قد راجعت سند أبي الشيخ فوجدت فيه: حدثني خالي زميل بن سماك أنه سمع أباه

، فيظهر أن زميل بن سماك هو ابن سماك بن الوليد الذي طلب العراقي معرفته، وليس هو سماك بن الوليد الذي ظنه الحافظ ابن حجر، والله أعلم.

(2)

رواه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 224)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (ص: 135)، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 385): رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين، وهي ضعيفة، وبقية رجاله ثقات.

ص: 480

وروى البيهقي مثل ذلك في حق إسرافيل عليه السلام (1).

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الخائفين" عن رباح بن زيد رحمه الله تعالى: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: "

ما لَكَ لا تَأْتِيْنِيْ إِلَاّ وَأَنْتَ صارٌّ بَيْنَ عَيْنَيْكَ؟ " قال: "إني لم أضحك منذ خلقت النار" (2).

وروى "فيه" عنه، عن أبي فضالة، عن أشياخه قال: إن لله تعالى ملائكة لم يضحك أحدهم منذ خلقت النار مخافة أن يغضب الله عليهم فيعذبهم (3).

وروى "فيه" عن بكر العابد قال: قلت لجليس لابن أبي ليلى - يعني: أبا الحسن -: أتضحك الملائكة؟ قال: ما ضحك مَنْ دُوْنَ العرش منذ خلقت جهنم (4).

وروى "فيه" عن محمد بن المُنْكَدر قال: لما خلقت النار طارت أفئدة الملائكة من أماكنها، فلما خُلِقت بنو آدم عادت (5).

وروى أبو نعيم عن طاوس رحمه الله تعالى قال: لما خلقت النار

(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(913) عن المطلب.

(2)

كذا أشار العراقي في عزوه في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 1077)، ورواه أيضا الإمام أحمد في "الزهد" (ص: 27).

(3)

ذكره ابن رجب في "التخويف من النار"(ص: 38) وعزاه لابن أبي الدنيا.

(4)

رواه ابن أبي الدنيا في "صفة النار"(ص: 136).

(5)

رواه ابن أبي الدنيا في "صفة النار"(ص: 136).

ص: 481

طارت أفئدة الملائكة، فلما خلق آدم عليه السلام سكنت (1).

وقال الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد": أخبرنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، قال: إن من دعاء الملائكة عليهم السلام: اللهم ما لم تبلغه قلوبنا من خشيتك يوم نقمتك من أعدائك فاغفره لنا، أو نحو ذلك (2).

وروى الدِّينوري في "المجالسة" عن شعيب بن سليمان قال: أتى ذو القرنين مغرب الشمس، فرأى ملكا من الملائكة كأنه يترجح في أرجوحة من خوف الله تعالى فهاله ذلك، فقال له: علمني علماً لعلي أزداد إيمانا، قال: إنك لا تطيق ذلك، قال: لعل الله أن يُطَوِّقَنِي ذلك، فقال له الملك: لا تغتم لغدٍ، واعمل في اليوم لغد، وإذا آتاك الله من الدنيا سلطاناً فلا تفرح به، وإذا صرفه عنك فلا تأسَ عليه، وكن حسن الظن بالله، وضع يدك على قلبك، فما أحببت أن تصنع لنفسك فاصنع بأخيك، ولا تغضب؛ فإن الشيطان أغضب ما يكون على ابن آدم حين يغضب، فَرُدَّ الغضب بالكظم، وسكِّنه بالتؤدة، وإياك والعجلة؛ فإنك إذا عجلت أخطأت، وكن سهلاً لينا للقريب والبعيد، ولا تكن جباراً عنيداً (3).

(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 5).

(2)

رواه ابن المبارك في "الزهد (1/ 74).

(3)

رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 232)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(17/ 352).

ص: 482