الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لؤلؤة لؤلؤة، فجاءت تجري إليه، فأطعمها على العادة. والخواص تقدمت في باب السين في لفظ السنور.
تتمة
: قال الصاحب بن عباد أنشدني أبو الحسن بن أبي بكر الحسن بن علي العلاف البغدادي المقري الأديب قصيدة والده في الهر الذي كنى به عن ابن المعتز حين قتله المقتدر، فخشي من المقتدر ونسبها إلى الهر، وعرض به في أبيات منها.
وقيل: إنما كنى بالهر عن المحسن بن الوزير أبي الحسن علي بن الفرات «1» أيام محنته لأنه لم يجسر أن يذكره ويرثيه، وقيل: كان له هر يأنس به، فكان يدخل أبراج الحمام التي لجيرانه ويأكل فراخها، فأمسكه أربابها فذبحوه، فرثاه بقصيدة. وقال «2» ابن خلكان: وهي من أحسن الشعر وأبدعه. وعددها خمسة وستون بيتا، وطولها يمنع من الإتيان بجميعها، فنأتي بمحاسنها، وفيها أبيات مشتملة على حكم فنأتي بها وأولها:
يا هرّ فارقتنا ولم تعد
…
وكنت عندي بمنزلة الولد
فكيف ننفك عن هواك وقد
…
كنت لنا عدة من العدد
تطرد الأذى وتحرسنا
…
بالغيب من حية ومن جرد
وتخرج الفأر من مكامنها
…
ما بين مفتوحها إلى السّدد
يلقاك في البيت منهمو مدد
…
وأنت تلقاهمو بلا مدد
لا عدد كان منك منفلتا
…
منهم ولا واحد من العدد
لا ترهب الصيف عند هاجرة
…
ولا تهاب الشتاء في الجمد
وكان يجري ولا سداد لهم
…
أمرك في بيتنا على سدد
حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا
…
ولم تكن للأذى بمعتقد
وحمت حول الردى لظلمهم
…
ومن يحم حول حوضه يرد
وكان قلبي عليك مرتعدا
…
وأنت تنساب غير مرتعد
تدخل برج الحمام متئدا
…
وتبلغ الفرخ غير متئد
وتطرح الريش في الطريق لهم
…
وتبلع اللحم بلع مزدرد
أطعمك الغي لحمها فرأى
…
قتلك أربابها من الرشد
حتى إذا داوموك واجتهدوا
…
وساعد النصر كيد مجتهد
كادوك دهرا فما وقعت وكم
…
أفلت من كيدهم ولم تكد
فحين أخفرت وانهمكت و
…
كاشفت وأسرفت غير مقتصد
صادوك غيظا عليك وانتقموا
…
منك وزادوا ومن يصد يصد
ثم شفوا بالحديد أنفسهم
…
منك ولم يرعووا على أحد
فلم تزل للحمام مرتصدا
…
حتى سقيت الحمام بالرصد
ومنها:
لم يرحموا صوتك الضعيف كما
…
لم ترث منها لصوتها الغرد
أذاقك الموت ربّهن كما
…
أذقت أفراخه يدا بيد
كأنّ حبلا حوى بجودته
…
جيدك للخلق كان من مسد
كأن عيني تراك مضطربا
…
فيه وفي فيك رغوة الزبد
وقد طلبت الخلاص منه فلم
…
تقدر على حيلة ولم تجد
فما سمعنا بمثل موتك إذ
…
متّ ولا مثل عيشك النكد
فجدت بالنفس والبخيل بها
…
أنت ومن لم يجد بها يجد
عشت حريصا يقوده طمع
…
ومت ذا قاتل بلا قود
يا من لذيذ الفراخ أوقعه
…
ويحك هلّا قنعت بالغدد
ألم تخف وثبة الزمان كما
…
وثبت في البرج وثبة الأسد
عاقبة الظلم لا تنام وإن
…
تأخرت مدة من المدد
أردت أن تأكل الفراخ ولا
…
يأكلك الدهر أكل مضطهد
هذا بعيد من القياس وما
…
أعزّه في الدنو والبعد
لا بارك الله في الطعام إذا
…
كان هلاك النفوس في المعد
كم دخلت لقمة حشا شره
…
فأخرجت روحه من الجسد
ما كان أغناك عن تسوّرك ال
…
برج ولو كان جنة الخد
ومنها:
قد كنت في نعمة وفي دعة
…
من العزيز المهيمن الصّمد
تأكل من فأر بيتنا رغدا
…
وأين بالشاكرين للرغد
وكنت بددت شملهم زمنا
…
فاجتمعوا بعد ذلك البدد
فلم يبقوا لنا على سبد
…
في جوف أبياتها ولا لبد «1»
وفرغوا قعرها وما تركوا
…
ما علقته يد على وتد
وفتتوا الخبز في السلال وكم
…
تفتتت للعيال من كبد
ومزقوا من ثيابنا جددا
…
فكلنا في المصائب الجدد
وكان ابن العلاف ينادم المعتضد بالله، فبات ليلة في دار المعتضد مع جماعة من ندمائه، فجاء خادم ليلا فقال: إن أمير المؤمنين يقول لكم: أرقت الليلة فقلت «2» :