الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إياس العسقلاني في كتاب الثواب، موقوفا عليه. وقيل: مرفوعا وقالوا في معناه: إن القطرب لا يستريح في النهار، والمراد لا ينامن أحدكم الليل كله كأنه جيفة، ثم يكون بالنهار كأنه قطرب، لكثرة جولانه وطوفانه في أمر دنياه، فإذا أمسى، كان كالا تعبا، فينام ليله كله حتى يصبح كالجيفة لا يتحرك.
القشعبان:
كمهرجان دويبة كالخنفساء قاله في العباب.
القعود:
من الإبل ما اتخذه الراعي للركوب وحمل الزاد، والجمع أقعدة وقعد وقعدان وقعائد، وقيل: القعود
القلو
ص، وقيل البكر قبل أن يثني ثم هو جمل والقعود الفصيل.
القعيد:
بفتح القاف الجراد الذي لم يستو جناحاه، والقعيد من الوحش الذي يأتيك من ورائك وهو خلاف النطيح.
القعقع:
كفلفل طائر أبلق ضخم من طير الماء طويل المنقار قاله الجوهري رحمه الله تعالى.
زاد ابن سيده: وفيه بياض وسواد.
القلو:
بالكسر الحمار الخفيف في السير.
القلقاني:
طائر كالفاختة. قاله الجوهري وغيره.
القلوص:
من النوق الشابة، وهي بمنزلة الجارية من النساء، وجمعها قلص وقلائص مثل قدوم وقدائم قال الراجز:
متى تقول القلص الرواسما
…
يحملن أم قاسم وقاسما
نصب القلص كما ينصب بالظن وهي لغة سليم ومنه قول عمر بن أبي ربيعة «1» :
أما الرحيل فدون بعد غد
…
فمتى تقول الدار تجمعنا «2»
وقال العدوي: القلوص أول ما يركب من إناث الإبل إلى أن تثني، فإذا أثنت فهي ناقة وقد تقدم في باب العين المهملة في الكلام على العير قول «3» سالم بن دارة «4» :
لا تأمنن فزاريا خلوت به
…
على قلوصك واكتبها بأسيار
روى ابن المبارك، في الزهد والرقائق، عن القاسم مولى معاوية، قال: أقبل أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم على قلوص له صعب، فسلم فجعل كلما دنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله: نفر به القلوص، وجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون، ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم وقصه فقتله. فقيل: يا رسول الله
إن الأعرابي قتله قلوصه، حين صرعه. فقال صلى الله عليه وسلم:«نعم وأفواهكم ملأى من دمه» . كذا رواه ابن المبارك مرسلا، وهو في الإحياء في الآفة العاشرة من آفات اللسان.
وفي سنن أبي داوود عن اسحاق بن عبد الله بن الحارث مرسلا، أن النبي صلى الله عليه وسلم «اشترى ببضعة وعشرين قلوصا حلة فأهداها إلى ذي يزن» «1» .
وفي كامل ابن عدي، في ترجمة عمارة بن زادان الصيدلاني، عن ثابت عن أنس بن مالك أن ذا يزن أهدى النبي صلى الله عليه وسلم حلة، قومت بعشرين بعيرا، فلبسها صلى الله عليه وسلم ثم كساها عمر رضي الله تعالى عنه، ثم قال:«إياك أن تخدع عنها» . وروى الحاكم عن أبي الزبير عن جابر، قال:«استأجرت خديجة رضي الله تعالى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرتين إلى جرش، كل سفرة بقلوص» . ثم قال:
صحيح الإسناد.
والمعروف من ذلك ما في طبقات ابن سعد. قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة، قال له أبو طالب: أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد علينا الزمان، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشأم، وخديجة بنت خوليد تبعث رجالا من قومك في عيرها، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها، لأسرعت إليك. وبلغ ذلك خديجة، فأرسلت إليه صلى الله عليه وسلم وقالت: أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك. وفي رواية أن أبا طالب أتاها، فقال لها: هل لك أن تستأجرى محمدا، فقد بلغنا أنك استأجرت فلانا ببكرين، ولسنا نرضى لمحمد دون أربع بكرات؟ فقالت خديجة رضي الله عنها: لو سألت ذلك لبعيد بغيض فعلنا، فكيف وقد سألت لحبيب قريب! فقال أبو طالب: هذا رزق ساقه الله إليك.
فخرج صلى الله عليه وسلم مع غلامها ميسرة، وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدموا بصرى من الشأم، فنزلا في ظل شجرة فقال نسطور الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي. قال السهيلي: يريد ما نزل تحتها هذه الساعة إلا نبي، ولم يرد ما نزل تحتها قط إلا نبي، لبعد العهد بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قبل ذلك. والشجرة لا تعمر في العادة هذا العمر الطويل إلا أن تصح رواية من قال في هذا الحديث: لم ينزل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام. فتكون الشجرة على هذا مخصوصة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وذكر أبو عمر بن عبد البر أن نسطورا رآه، وقد أظلته غمامة، فقال: هذا نبي، وهو آخر الأنبياء. ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته، فوقع بينه وبين رجل تلاح، فقال: احلف باللات والعزى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما حلفت بهما قط وإني لأمر بهما فأعرض عنهما» . فقال الرجل:
القول قولك. وكان ميسرة، إذا كانت الهاجرة واشتد الحر، يرى ملكين يظلان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشمس! وكان الله تعالى قد ألقى عليه المحبة من ميسرة رضي الله عنه، فكان كأنه عبد له، وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون، فلما رجعوا وكانوا بمر الظهران تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبر خديجة رضي الله تعالى عنها بالربح، ثم قدم ميسرة رضي الله عنه فأخبرها