الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر حديثا وهو أول من قضى بالكوفة، استعمله عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على قضائها قبل شريح.
عجيبة
: روى ابن عدي، عن حسن بن واقد القصاب، أن أبا جعفر البصري، وكان من أهل الخير والصلاح، قال: اضجعت شاة لأذبحها فمر أيوب السختياني «1» فألقيت الشفرة، وقمت معه أتحدث، فوثبت الشاة فحفرت في أصل الحائط، ودحرجت الشفرة فألقتها في الحفرة، وألقت عليها التراب. فقال لي أيوب: أما ترى أما ترى؟ فجعلت على نفسي أن لا أذبح شيئا بعد ذلك اليوم.
فائدة أخرى
: كان أبو محمد عبد الله بن يحيى بن أبي الهيثم المصعبي، من أصحاب الشافعي، إماما صالحا عالما من أهل اليمن، من أقران صاحب البيان. ومن تصانيفه: احترازات المذهب والتعريف في الفقه، روى أن ناسا ضربوه بالسيوف، فلم تقطع سيوفهم فيه، فسئل عن ذلك فقال: كنت أقرأ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
«2» وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً
«3» إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ
«4» فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
«5» لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ
«6» إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
«7» وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ
«8» وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً
«9» وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ
«10» وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
«11» وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ
«12» اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ
«13» وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ، كِراماً كاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ
«14» إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ
«15» إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ، إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ، وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ، هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ، فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ، بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ، وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ، بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ
«16» .
ثم قال: كنت خرجت يوما في جماعة، فرأينا ذئبا يلاعب شاة عجفاء ولا يضرها شيئا، فلما دنونا منهما نفر منا الذئب، فتقدمنا إلى الشاة، فوجدنا في عنقها كتابا مربوطا فيه هذه الآيات.
توفي المصعبي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
وقال الحافظ أبو زرعة الرازي: وقعت النار بجرجان فاحترق فيها تسعة آلاف بيت، وجدوا فيها تسعة آلاف مصحف قد احترقت، إلا هذه الآيات لم تحترق، في كل مصحف، وهي: ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*
«1» وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ*
«2» وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
«3» وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها
«4» وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
«5» تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى، الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى
«6» يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
«7» ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ
«8» وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
«9» وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ
«10» .
قال: فما وضعت هذه الآيات في متاع أو بيت أو حانوت أو غير ذلك إلا حفظه الله تعالى.
قلت: وهي نافعة مجربة.
وروى الثعلبي وابن عطية والقرطبي وغيرهم، عن سالم بن أبي الجعد، قال: احترق لنا مصحف فلم يبق فيه إلا قوله تعالى: أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ
«11» . وغرق لنا مصحف فانمحى كل شيء فيه إلا هذه الآية.
وحدثنا شيخنا الإمام العارف بالله عبد الله بن أسعد اليافعي رحمه الله تعالى قال: بلغني عن سيدنا العارف الإمام أبي عبد الله محمد القرشي عن شيخه أبي الربيع المالقي أنه قال له: ألا أعلمك كنزا تنفق منه ولا ينفد؟ قلت: بلى. قال: قل يا الله يا أحد يا واحد يا موجود يا جواد يا باسط يا كريم يا وهاب يا ذا الطّول يا غني يا مغني يا فتاح يا رزاق يا عليم يا حكيم يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والاكرام يا حنان يا منان، انفحني منك بنفحة خير تغنيني بها عمن سواك إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ
«12» إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
«13» نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
«14» اللهم يا غني يا حميد، يا مبدىء يا معيد، يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعالا لما يريد، اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك، واحفظني بما حفظت به الذكر، وانصرني بما نصرت به الرسل، إنك على كل شيء قدير. قال:
فمن داوم على قراءته بعد كل صلاة، خصوصا صلاة الجمعة، حفظه الله من كل مخوف، ونصره