الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخدع من ضبّ إذا جاء حارس
…
أعدله عند الذبابة عقربا
وقالوا: «أعقد من ذنب الضب»
» ، لأن عقده كثيرة. وزعموا أن بعض الحاضرة، كسا أعرابيا ثوبا، فقال له: لأكافئنك على فعلك بما أعلمك كم في ذنب الضب من عقدة؟ قال: لا أدري، قال: فيه إحدى وعشرون عقدة.
الخواص
: إذا خرج الضب من بين رجلي انسان، لا يقدر بعد ذلك على مباشرة النساء.
ومن أكل قلبه أذهب عنه الحزن والخفقان، وشحمه يذاب ويطلى به القضيب يهيج شهوة الجماع، ومن أكل منه لا يعطش زمانا طويلا، وخصيتاه من استصحبهما معه يحبه الخدم محبة شديدة، وكعبه يشد على وجه الفرس لا يسبقه شيء من الخيل، عند المسابقة. وجلده يجعل منه غلاف للسيف يشجع صاحبه، وإن اتخذ ظرفا للعسل، فمن لعق منه هيج شهوة الجماع، ويورث انعاظا شديدة، وبعره ينفع من البرص والكلف طلاء، ومن بياض العين اكتحالا، ومن نزول الماء فيها.
التعبير
: الضب في المنام رجل عربي خداع في أموال الناس، ومال صاحبه، وقيل: إنه رجل مجهول النسب، وقيل: إنه رجل ملعون لأنه من الممسوخ وقيل: إنه يدل على الشبهة في الكسب، وقيل: من رأى الضب في المنام فإنه يمرض.
الضبع:
معروفة، ولا تقل ضبعة، لأن الذكر ضبعان، والجمع ضباعين مثل سرحان وسراحين. والأنثى ضبعانة والجمع ضبعانات وضباع، وهذا الجمع للذكر والأنثى مثل سبع وسباع كذا قاله الجوهري. وقال ابن بري: قوله: والأنثى ضبعانة لا يعرف.
وفي مسائل الضبع مسألة لطيفة، وهي أن من أصول العربية التي يطرد حكمها ولا ينحل نظمها، أنه متى اجتمع المذكر والمؤنث غلب حكم المذكر على المؤنث، لأنه هو الأصل والمؤنث فرع عنه، إلا في موضعين: أحدهما أنك متى أردت تثنية الذكر والأنثى من الضباع قلت: ضبعان وأجريت التثنية على لفظ المؤنث، الذي هو ضبع لا على لفظ المذكر الذي هو ضبعان، وإنما فعل ذلك فرارا مما كان يجتمع من الزوائد أن لو ثنى على لفظ المذكر. والموضع الثاني أنهم في باب التاريخ أرخوا بالليالي، وهي مؤنثة دون الأيام التي هي مذكرة، وإنما فعلوا ذلك مراعاة للأسبق، والأسبق من الشهر ليلته هذا كلامه بحروفه.
وقال الحريري في الدرة: إذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر إلا في التاريخ، فإنه بالعكس وإلا في تثنية ضبع وضبعان، فيقال: ضبعان بفتح الضاد وضم الباء والنور مكسورة.
وعن ابن الأنباري أن الضبع يطلق على الذكر والأنثى، وكذلك حكاه ابن هشام الخضراوي، في كتابه الإفصاح في فوائد الإيضاح للفارسي عن أبي العباس وغيره. والمعروف في المحكم وغيره ما تقدم. وتصغير الضبع أضيبع لما تقدم، في أول باب الهمزة، مما رواه مسلم في باب إعطاء القاتل سلب المقتول، من طريق أبي قتادة، من حديث الليث، فقال أبو بكر رضي الله
تعالى عنه: «كلا لا يعطيه لأضيبع من قريش ويدع أسدا من أسد الله» . وشذ الخطابي، فقال:
الأضيبع نوع من الطيور.
ومن أسماء الضبع جيل وجعار وحفصة، ومن كناها أم خنور وأم طريق وأم عامر وأم القبور وأم نوفل والذكر أبو عامر وأبو كلدة وأبو الهنبر. وقد تقدم في باب الهمزة أن الضبع تحيض كالأرنب، تقول: ضحكت الأرنب ضحكا، أي حاضت قال الشاعر:
وضحك الأرانب فوق الصفا
…
كمثل دم الحرب يوم اللقا
يعني الحيض، فيما زعم بعضهم. وقال ابن الأعرابي في قول ابن أخت تأبط شرا «1» :
تضحك الضبع لقتلى هذيل
…
وترى الذئب لها يستهل
أي إن الضبع، إذا أكلت لحوم الناس، أو شربت دماءهم، طمثت وقد أضحكها الدم. قال الشاعر:
وأضحكت الضباع سيوف سعد
…
لقتلى ما دفن ولا ودينا
وكان ابن دريد يرد هذا، ويقول: من شاهد الضباع عند حيضها، حتى علم أنها تحيض؟ وإنما أراد الشاعر أنها تكشر لأكل اللحوم، وهذا سهو منه فجعل كشرها ضحكا. وقيل: معناه أنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم فيهر بعضها على بعض فجعل هريرها ضحكا. وقيل: أراد أنها تسر بهم، فجعل السرور ضحكا، لأن الضحك إنما يكون منه كتسمية العنب خمرا، وتستهل الذئاب تصيح وتعوي، قاله ابن سيده.
ومن عجيب أمرها، أنها كالأرنب، تكون سنة ذكرا وسنة أنثى فتلقح في حال الذكورة، وتلد في حال الأنوثة، نقله الجاحظ والزمخشري في ربيع الأبرار، والقزويني في عجائب المخلوقات، وفي كتابه مفيد العلوم ومبيد الهموم، وابن الصلاح في رحلته عن ارسطالطاليس وغيرهم، قال القزويني: وفي العرب قوم يقال لهم الضبعيون، لو كان أحدهم في قفل فيه ألف نفس، وجاء الضبع لا يقصد أحدا سواه. والضبع توصف بالعرج وليست بعرجاء وإنما يتخيل ذلك للناظر، وسبب هذا التخيل لدونة في مفاصلها، وزيادة رطوبة في الجانب الأيمن على الأيسر منها. وهي مولعة بنبش القبور لكثرة شهوتها للحوم بني آدم، ومتى رأت إنسانا نائما حفرت تحت رأسه، وأخذت بحلقه فتقتله وتشرب دمه. وهي فاسقة لا يمر بها حيوان من نوعها إلا علاها.
وتضرب العرب بها المثل في الفساد، فإنها إذا وقعت في الغنم عاثت، ولم تكتف بما يكتفي به الذئب، فإذا اجتمع الذئب والضبع في الغنم سلمت لأن كل واحد منها يمنع صاحبه. والعرب تقول في دعائها: اللهم ضبعا وذئبا أي اجمعهما في الغنم لتسلم. ومنه قول الشاعر:
تفرقت غنمي يوما فقلت لها:
…
يا رب سلط عليها الذئب والضبعا