الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحكمه
: الحل، لأنه من الطيبات، ونقل الإمام أبو عمر بن عبد البر في التمهيد، عن أبي يوسف أنه قال في الفنك والسنجاب والسمور: كل ذلك سبع مثل الثعلب وابن عرس.
الفنيق:
الفحل الكريم من الإبل الذي لا يركب ولا يهان لكرامته عليهم، وجمعه فنق وأفناق، ومنه حديث الحجاج لما حاصر ابن الزبير بمكة، ونصب المنجنيق عليها، وقال: خطاؤه كالجمل الفنيق.
الفهد:
واحد الفهود، وفهد الرجل أشبه الفهد في كثرة نومه وتمرده، وفي حديث أم زرع:
«إن دخل فهد» . وزعم أرسطو أنه يتولد بين نمر وأسد، ومزاجه كمزاج النمر، وفي طبعه مشابهة لطبع الكلب في أدوائه ودوائه. ويقال: إن الفهدة إذا أثقلت بالحمل حن عليها كل ذكر يراها من الفهود، ويواسيها من صيده، فإذا أرادت الولادة هربت إلى موضع قد أعدته لذلك. ويضرب بالفهد المثل في كثرة النوم، وهو ثقيل الجثة يحطم ظهر الحيوان في ركوبه. ومن خلقه الغضب، وذلك أنه إذا وثب على فريسة لا يتنفس حتى ينالها، فيحمى لذلك وتمتلىء رئته من الهواء الذي حبسه فإذا أخطأ صيده رجع مغضبا وربما قتل سائسه.
قال ابن الجوزي: إن الفهد يصاد بالصوت الحسن قال: ومتى وثب على الصيد ثلاث مرات، ولم يدركه غضب. ومن خلقه أنه يأنس لمن يحسن إليه. وكبار الفهود أقبل للتأديب من صغارها، وأول من اصطاد به كليب بن وائل، وأول من حمله على الخيل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأكثر من اشتهر باللعب بها أبو مسلم الخراساني.
فائدة
: سئل الكيا الهراسي الفقيه الشافعي عن يزيد بن معاوية هل هو من الصحابة أم لا وهل يجوز لعنه أم لا؟ فأجاب أنه لم يكن من الصحابة لأنه ولد في أيام عثمان رضي الله تعالى عنه، وأما قول السلف ففيه لكل واحد من أبي حنيفة ومالك وأحمد قولان: تصريح وتلويح. ولنا قول واحد: التصريح دون التلويح، وكيف لا يكون كذلك وهو المتصيد بالفهد واللاعب بالنرد ومدمن الخمر؟ ومن شعره في الخمر قوله «1» :
أقول لصحب ضمت الكأس شملهم
…
وداعي صبابات الهوى يترنم
خذوا بنصيب من نعيم ولذة
…
فكلّ وإن طال المدى يتصرم
وكتب فصلا طويلا أضربنا عن ذكره ثم قلب الورقة وكتب: ولو مددت ببياض لأطلقت العنان وبسطت الكلام في مخازي هذا الرجل. وقد أفتى الغزالي في هذه المسألة بخلاف ذلك، فإنه سئل عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية هل يحكم بفسقه أم يكون ذلك مرخصا فيه؟ وهل كان يريد قتل الحسين، أم كان قصده الدفع؟ وهل يسوغ الترحم عليه أم السكوت عنه أفضل؟ فأجاب:
لا يجوز لعن المسلم أصلا ومن لعن المسلم فهو المعلون، وقد قال عليه الصلاة والسلام:«المسلم ليس بلعان» «2» . وكيف يجوز لعن المسلم وقد ورد النهي عن ذلك؟ وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة، بنص من النبي صلى الله عليه وسلم، ويزيد صح إسلامه وما صح قتله للحسين رضي الله تعالى عنه ولا
أمره ولا رضاه بذلك، ومهما لم يصح ذلك عنه لم يجز أن يظن ذلك به فإن إساءة الظن أيضا بالمسلم حرام. قال «1» الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
وقال «2» صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم من المسلم دمه وماله وعرضه وأن يظن به ظن السوء» . ومن أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله لم يقدر على ذلك، وإذا لم يعلم وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به. ومع هذا لو ثبت على مسلم أنه قتل مسلما، فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر، والقتل ليس بكفر بل هو معصية، وإذا مات القاتل، فربما مات بعد التوبة، والكافر لو تاب من كفره لم يجز لعنه، فكيف من تاب من قتل؟ ولم يعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة وهو الذي يقبل التوبة عن عباده، فإذا لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين، ومن لعنه كان فاسقا عاصيا لله عز وجل، ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصيا بالإجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره لا يقال له في القيامة: لم لم تلعن إبليس؟ ويقال للاعن: لم لعنت ومن أين عرفت أنه ملعون؟ والملعون هو المبعد من الله عز وجل، وذلك لا يعرف إلا فيمن مات كافرا فإن ذلك علم بالشرع، وأما الترحم عليه فجائز بل مستحب، بل داخل في قولنا: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات فإنه كان مؤمنا. اهـ.
والكيا الهراسي هو أبو الحسن عماد الدين علي بن محمد الطبري، كان من رؤوس معيدي إمام الحرمين وثاني الغزالي، وتوفي في المحرم سنة أربع وخمسمائة ببغداد، وحضر دفنه الشريف أبو طالب الزينبي وقاضي القضاة أبو الحسن بن الدامغاني مقدما الطائفة الحنفية، وكان بينهما وبينه في حال الحياة منافسة، فوقف أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال «3» ابن الدامغاني:
وما تغني النوادب والبواكي
…
وقد أصبحت مثل حديث أمس
وأنشد «4» الزينبي:
عقم النساء فلا يلدن شبيهه
…
إنّ النساء بمثله عقم
وقد تقدم في باب الحاء المهملة، في الحمام ذكر شيء من مناقب الإمام الغزالي ووفاته رحمه الله تعالى.
وذكر ابن خلكان أن الرشيد خرج مرة إلى الصيد، فانتهى به الطرد إلى موضع قبر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الآن، فأرسل فهودا على صيد فتبعت الصيد إلى موضع قبره، ووقفت الفهود عند موضع القبر الآن، ولم تتقدم على الصيد، فتعجب الرشيد من ذلك! فجاءه رجل من أهل الخبرة وقال: يا أمير المؤمنين أرأيتك إن دللتك على قبر ابن عمك علي بن أبي طالب ما لي عندك؟ قال: أتم مكرمة. قال: هذا قبره. فقال له الرشيد: من أين علمت بذلك؟ قال:
كنت أجيء مع أبي فيزور قبره، وأخبرني أنه كان يجيء مع جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه فيزوره، وأن جعفرا كان يجيء مع أبيه محمد الباقر فيزوره، وأن محمدا كان يجيء مع أبيه علي زبن