الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه قبول للتعلم وسرعة إدراك لما يعلم. وقد تقدم في باب الزاي.
أم قشعم:
بفتح القاف النسر والعنكبوت والضبع واللبوة والمنية والداهية والحرب والدنيا أيضا. قال زهير «1» :
فشد ولم ينظر بيوتا كثيرة
…
إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم
قيل: أراد أحد هذه الأشياء وقال آخر:
فخر صريعا لليدين وللفم
…
إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم
أبو قير:
طائر معروف، قاله ابن الأثير وغيره، وقد تقدم.
أم قيس:
هي بقرة بني إسرائيل، وقد تقدم ذكرها في باب الباء، وفي باب العين المهملة في العجل.
باب الكاف
الكاسر:
العقاب، يقال له كسر الطائر يكسر كسرا وكسورا، إذا ضم جناحيه يريد الوقوع وعقاب كاسر. قال الشاعر:
كأنه بعد كلال الزاجر
…
ومسحه مر عقاب كاسر
ويعدى فيقال: كسر جناحيه، قال ابن سيده.
كاسر العظام:
المكلفة وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب الميم.
الكبش:
فحل الضأن في أي سن كان، وقيل: إذا أثنى، وقيل: إذا أربع، والجمع أكبش وكباش.
روى الجماعة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، قال: ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، فسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما.
وروى «2» أبو داود وابن ماجه عن جابر رضي الله تعالى عنه، قال: ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر كبشين أقرنين أملحين موجوأين فلما وجههما قال صلى الله عليه وسلم: «إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا» . إلى قوله: «وأنا من المسلمين اللهم منك وإليك عن محمد وأمته بسم الله والله أكبر» . ثم ذبح. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. قوله: أملحين الأملح الذي بياضه أكثر من سواده، وقيل: هو النقي البياض.
وفي الحديث الآخر، في صحيح مسلم:«يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد» .
ومعناه أن قوائمه وبطنه وما حول عينيه أسود. ونقل عن أصحاب الحديث، أن معنى كونه ينظر في سواد ويبرك في سواد ويطأ في سواد أن ذلك يكون في ظل نفسه لسمنه.
وروى ابن سعد في طبقاته أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدي له ترس، فيه تمثال كبش، «فوضع يده عليه فأذهب الله ذلك التمثال» . وفي رواية أنه كان له صلى الله عليه وسلم ترس، وفيه تمثال كبش. وفي رواية تمثال عقاب فكره النبي صلى الله عليه وسلم مكانه، فأصبح وقد أذهبه الله تعالى.
وفي سنن أبي داود وابن ماجه، عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
وروى البيهقي، في الشعب، عن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير مقبلا وعليه إهاب كبش، قد تنطق به، فقال صلى الله عليه وسلم:«أنظروا إلى هذا الذي نور الله قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب، ولقد رأيت عليه حلة اشتريت بمائتي درهم، فدعاه حب الله وحب رسوله إلى ما ترون» انتهى.
وفي الصحيحين «2» ، عن خباب بن الأرت قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله عز وجل، فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد له ما نكفنه به إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا بها رجليه خرج رأسه. فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه، وأن نجعل على رجليه من الأذخر.
ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهد بها أي يجتنيها. وهو إشارة إلى ما فتح الله عليهم من الدنيا، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والكبش هو الذبح العظيم الذي فدى الله به اسماعيل عليه الصلاة والسلام، وإنما سمي عظيما لأنه رعى في الجنة أربعين عاما، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال: وهو الكبش الذي قربه هابيل فتقبل منه. قال: ولو تمت تلك الذبيحة لصارت سنة ولذبح الناس أبناءهم، واستشهد أبو حنيفة رحمه الله تعالى بهذه القصة، على أن من نذر ذبح ولده، يلزمه ذبح شاة. ومنع الجمهور ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:«لا نذر في معصية الله ولا نذر لابن آدم فيما لا يملك» «3» .
وقد اختلف العلماء في الذبيح هل هو اسماعيل أو إسحاق عليهما الصلاة والسلام، فذهب قوم إلى أنه إسحاق منهم عمر وعلي وابن مسعود والعباس وكعب وقتادة ومسروق وعكرمة وعطاء والزهري والسدي، قالوا: كانت هذه القصة بالشام. وروي عن سعيد بن جبير أنه قال: أري ابراهيم عليه الصلاة والسلام ذبح إسحاق في المنام، فسار به مسيرة شهر، في روحة واحدة، حتى
أتى به المنحر في منى، فلما أمره الله تعالى بذبح الكبش ذبحه، وسار به مسيرة شهر في روحة واحدة، طويت لهما الأودية والجبال. واحتجوا أيضا بقوله تبارك وتعالى: فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ «1» فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ، قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ
. قالوا: وليس في القرآن أنه بشر بولد سوى ما قال في سورة هود فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ
«2» . وممن ذهب إلى أنه إسحاق شيخ التفسير محمد بن جرير الطبري رحمة الله عليه وروي عن مالك.
وقالت فرقة: الذبيح إسماعيل، واحتجوا بأن الله تعالى ذكر البشارة باسحاق، بعد الفراغ من قصة الذبيح. فقال: فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ
«3» فكيف يأمره بذبح إسحاق وقد وعده بنافلة منه؟ قال محمد بن كعب القرظي: سأل عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه رجلا من علماء يهود، وكان قد أسلم وحسن إسلامه، أي ابني إبراهيم أمر بذبحه؟
فقال: إسماعيل. ثم قال: يا أمير المؤمنين إن يهود لتعلم ذلك، ولكنهم يحسدونكم يا معشر العرب، على أن يكون أبوكم الذي أمر الله تعالى بذبحه، ويزعمون أنه إسحاق أبوهم، ومن الدليل عليه أن قرني الكبش، كانا منوطين بالكعبة في أيدي بني إسماعيل إلى أن احترق البيت، واحترق القرنان في أيام ابن الزبير والحجاج. قال الشعبي رحمه الله: رأيت قرني الكبش منوطين بالكعبة، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: والذي نفسي بيده، لقد كان أول الإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة قد وخش. يعني قد يبس. وقال الأصمعي: سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح، إسحاق كان أو إسماعيل؟ فقال: يا أصمعي أين ذهب عقلك متى كان إسحاق بمكة؟ وإنما كان إسماعيل بمكة، وهو الذي بنى البيت مع أبيه.
وقال محمد بن إسحاق: كان إبراهيم إذا زار هاجر وإسماعيل، حمل على البراق فيغدو من الشام ويقيل بمكة، ويروح من مكة فيبيت عند أهله بالشأم، حتى إذا بلغ إسماعيل معه السعي، وأخذ بنفسه ورجاه لما كان يأمل فيه من عبادة ربه وتعظيم حرماته، أمر في المنام أن يذبحه، وذلك أنه رأى ليلة التروية كأن قائلا يقول له: إن الله يأمرك بذبح ابنك هذا، فلما أصبح روى في نفسه، أي فكر أمن الله هذا أم من الشيطان. فمن ثم سمي يوم التروية. فلما أمسى رأى ما رأى في المنام ثانيا، فلما أصبح عرف أنه من الله تعالى، فمن ثم سمي يوم عرفة، فهم بنحر ابنه ففداه الله تعالى بالكبش.
وروى البيهقي، في البعث والنشور، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما فدى إسحاق بالكبش قال الله عز وجل: إن لك دعوة مستجابة. فقال له إبراهيم: تعجل دعوتك لا يدخل الشيطان فيها شيئا. قال إسحاق: اللهم من لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئا فاغفر له» . وكنية جماعة من الصحابيات رضي الله تعالى عنهن أم كبشة، منهن أم كبشة بنت معد يكرب عمة الأشعث بن قيس.
روى الدارقطني عن معاوية بن حديج، بحاء مهملة مضمومة ودال مهملة مفتوحة وبالجيم في آخره، أن أم كبشة هذه سألت النبي صلى الله عليه وسلم أنها آلت أن تطوف بالبيت الحرام حبوا، فقال لها