الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغداف:
غراب القيظ وجمعه غدفان، بكسر الغين المعجمة، وربما سموا النسر الكثير الريش غدافا. وكذلك الشعر الأسود الطويل، وقال ابن فارس: الغداف هو
الغراب
الضخم.
وقال العبدري وغيره من أئمة أصحابنا: هو غراب صغير أسود لونه كلون الرماد.
الحكم
: أباح الشعبي أكل الغراب الأسود الكبير، الذي يأكل الحبوب والزرع، فأشبه الحجل. وقال أبو حنيفة: الغربان كلها حلال. وروى هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، أنها قالت:«إني لأعجب ممن يأكل الغراب وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتله للمحرم وسماه فاسقا، والله ما هو من الطيبات» «1» وأما مذهب الشافعي، فحاصل ما في الروضة أن الغداف يحرم أكله، والذي في الرافعي أنه حلال، وهذا هو المعتمد في الفتوى، كما نبه عليه شيخنا في المهمات.
الخواص
: قال القزويني: إذا أخذت شحم الغداف مع دهن ورد، ودهنت به وجهك، ودخلت على السلطان قضى حاجتك.
الغذي:
السخلة والجمع غذاء، مثل فصيل وفصال، ومنه قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لعامل الصدقة: احتسب عليهم بالغذاء، ولا تأخذها منهم. وأنشد الأصمعي:
لو أنني كنت من عاد ومن إرم
…
غذى بهم ولقمانا وذا جدن
ورواه خلف الأحمر غذى بالتصغير حكاه الجوهري وغيره.
الغراب:
معروف، وسمي بذلك لسواده. ومنه قوله تعالى: وَغَرابِيبُ سُودٌ
«2» وهما لفظان بمعنى واحد. ومن أحاديث راشد بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى يبغض الشيخ الغربيب» فسره راشد بن سعد بالذي يخضب بالسواد. وجمعه غربان وأغربة وأغرب وغرابين وغرب. وقد جمعها ابن مالك في قوله:
بالغرب أجمع غرابا ثم أغربة
…
وأغرب وغرابين وغربان
وكنيته أبو حاتم وأبو جحادف وأبو الجراح وأبو حذر وأبو زيدان وأبو زاجر وأبو الشؤم وأبو غياث وأبو القعقاع وأبو المرقال قال الشاعر:
إن الغراب وكان يمشي مشية
…
فيما مضى من سالف الأجيال
حسد القطاة ورام يمشي مشيها
…
فأصابه ضرب من العقال
فأضلّ مشيته وأخطأ مشيها
…
فلذاك سموه أبا المرقال
ويقال له ابن الأبرص وابن بريح وابن داية، وهو أصناف: الغداف والزاغ والأكحل،
وغراب الزرع والأورق. وهذا الصنف يحكي جميع ما يسمعه. والغراب الأعصم عزيز الوجود.
قالت «1» العرب: «أعز من الغراب الأعصم» .
وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل المرأة الصالحة في النساء، كمثل الغراب الأعصم في مائة غراب» . رواه الطبراني من حديث أبي أمامة.
وفي رواية ابن أبي شيبة، قيل: يا رسول الله وما الغراب الأعصم؟ قال: «الذي إحدى رجليه بيضاء» . وروى الإمام أحمد والحاكم في مستدركه، عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران، فإذا بغربان كثيرة، فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين، فقال صلى الله عليه وسلم:«لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب، في هذه الغربان» «2» وإسناده صحيح. وهو في السنن الكبرى للنسائي. قال في الإحياء: الأعصم أبيض البطن. وقال غيره: الأعصم أبيض الجناحين. وقيل: أبيض الرجلين أراد عليه الصلاة والسلام قلة الصالحة في النساء، وقلة من يدخل الجنة منهن، لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل.
وفي وصية لقمان لابنه: يا بني اتق المرأة، فإنها تشيبك قبل المشيب، واتق شرار النساء فإنهن لا يدعون إلى خير، وكن من خيارهن على حذر. وقال الحسن: والله ما أصبح رجل يطيع امرأته فيما تهوى إلا كبه الله في النار. وقال عمر رضي الله تعالى عنه: خالفوا النساء، فإن في خلافهن البركة. وقد قيل: شاوروهن وخالفوهن. وفي السيرة، في قصة حفر زمزم لما رأى عبد المطلب قائلا يقول له: احفر طيبة، قال: وما طيبة؟ قال: زمزم. قال: وما علامتها؟ قال: بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم. قال السهيلي: في ذلك إشارة إلى أن الذي يهدم الكعبة صفته كصفة الغراب، وهو ذو السويقتين. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «3» :«يخرب الكعبة ذو السويقتين رجل من الحبشة» . وفي البخاري، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال «4» :«كأني به أسود أفحج، يقلعها حجرا حجرا» . وفي حديث حذيفة الطويل، «كأني بحبشي أفحج الساقين، أزرق العينين، أفطس الأنف، كبير البطن، وأصحابه ينقضونها حجرا حجرا، ويتناولونها حتى يرموا بها إلى البحر» . يعني الكعبة.
ذكره أبو الفرج ابن الجوزي، وذكر الحليمي أن هذا يكون في زمن عيسى عليه السلام. وفي الحديث:«استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يرفع فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة» .
وغراب الليل، قال الجاحظ: هو غراب ترك أخلاق الغربان، وتشبه بأخلاق البوم، فهو من طير الليل. وسمعت بعض الثقات يقول: إن هذا الغراب يشاهد كثيرا في الليل. وقال ارسطاطاليس، في النعوت: الغربان أربعة أجناس، أسود حالك، وأبلق ومطرف ببياض لطيف الجرم يأكل الحب، وأسود طاوسي براق الريش، ورجلاه كلون المرجان، يعرف بالزاغ، وفي