الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشغواء:
بفتح الشين وسكون الغين المعجمة وبالمد العقاب سميت بذلك لفضل منقارها الأعلى على الأسفل قال الشاعر:
شغوا بوطن بين الشيق والنيق
الشفدع:
الضفدع الصغير حكاه ابن سيده.
الشفنين:
كاليشنين بكسر الشين المعجمة وهو متولد بين نوعين مأكولين. وعده الجاحظ في أنواع الحمام. وبعضهم يقول: الشفنين هو الذي تسميه العامة اليمام، وصوته في الترنم، كصوت الرباب، وفيه تحزين، وجمعه شفانين وتحسن أصواتها إذا اختلطت. ومن طبعه أنه إذا فقد أنثاه لم يزل أعزب إلى أن يموت، وكذلك الأنثى إذا فقدت ذكرها، وإذا سمن سقط ريشه، ويمتنع من السفاد. ومن طبعه إيثار العزلة وعنده نفور واحتراس من أعدائه.
وحكمه
: حل الأكل بالاجماع.
الخواص
: لحم الشفنين حار يابس ولذلك ينبغي أن لا يؤكل من هذا النوع إلا الصغار والمخاليف. والدم المتولد عنه حار يابس، والدهن الكثير يعدله وأكل بيضه بزيت، يزيد في الباه، وزبله، إذا ديف بدهن ورد، وتحملت به المرأة نفع من وجع الأرحام، ومن طلى إحليله بدمه وجامع امرأته، لم يقدر عليها سواه، وإن مات لم تتزوج. ومما ينفع الرمد في العين والورم، أن يقطر فيها شفنين حار أو دم حمامة ويوضع على العين من خارج قطنة مبلولة ببياض بيض، مع شيء من دهن الورد، فإنه نافع مجرب.
الشق:
بالكسر، قال القزويني: هو من المتشيطنة صورته صورة نصف آدمي، ويزعمون أن النسناس مركب من الشق ومن الآدمي، ويظهر للإنسان في أسفاره. وذكروا أن علقمة بن صفوان بن أمية خرج في بعض الليالي، فانتهى إلى موضع فعرض له شق فقال علقمة: يا شق ما لي ولك اغمد عني منصلك أتقتل من لا يقتلك؟ فقال شق: هيت لك واصبر لما قد حم لك، فضرب كل واحد منهما صاحبه، فوقع ميتا. وأما شق وسطيح الكاهنان، فكان شق إنسان، له يد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة، وكان سطيح ليس له عظم ولا بنان، إنما كان يطوى مثل الحصير. ولد شق وسطيح في اليوم الذي ماتت فيه طريفة الكاهنة، امرأة عمرو بن عامر، ودعت بسطيح في اليوم الذي ماتت فيه، قبل أن تموت، فأتيت به فتفلت في فيه، وأخبرت أن سيخلفها في علمها وكهانتها. وكان وجهه في صدره ولم يكن له رأس ولا عنق. ودعت بشق، ففعلت به مثل ذلك ثم ماتت وقبرها بالجحفة.
وذكر الحافظ أبو الفرج بن الجوزي، أن خالد بن عبد الله الفهري، كان من ولد شق هذا.
وفي سيرة ابن هشام عن ابن اسحاق أن مالك بن نصر اللخمي «1» ، رأى رؤيا هالته،
فبعث إلى جميع الكهان والسحرة والمنجمين من رعيته، فاجتمعوا إليه فقال: إني رأيت رؤيا هالتني، وفظعت منها! فقالوا: قصها علينا نخبرك بتأويلها! فقال لهم: إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم في تأويلها، ولست أصدق في تأويلها إلا من عرفها قبل أن أخبره بها. فقال بعضهم لبعض: إن هذا الذي يرومه الملك لا يجده إلا عند شق وسطيح! فلما أخبروه بذلك، أرسل الملك من أتاه بهما، فسأل سطيحا فقال: أيها الملك إنك رأيت جمجمة خرجت من ظلمة، فأكلت كل ذات جمجمة! فقال الملك: ما أخطأت شيئا فما عندك في تأويلها؟ فقال سطيح: احلف بما بين الحرتين من حنش، ليهبطن أرضكم الحبش، وليملكن ما بين أبين إلى جرش. فقال الملك:
وأبيك يا سطيح، إن هذا لنا لغائظ موجع، فمتى يكون ذلك أفي زماني أم بعده؟ فقال: بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين تمضين من السنين، ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين. قال الملك:
ومن الذي يلي ذلك؟ من قتلهم إخراجهم؟ قال: يليه ابن ذي يزن، يخرج عليهم من عدن، فلا يترك أحدا منهم باليمن. قال: أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع. قال: ومن يقطعه؟ قال: نبي زكي، يأتيه الوحي من ربه العلي، قال: وممن هذا النبي؟ قال: من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر «1» ، يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر. فقال الملك: وهل للدهر من آخر يا سطيح؟ قال: نعم، يوم يجمع فيه الأولون والآخرون، ويسعد فيه المحسنون ويشقى فيه المسيؤون. فقال الملك: أحق ما تقول يا سطيح؟ قال: نعم، والشفق والغسق، والقمر إذا اتسق، إن ما أخبرتكم به لحق.
ثم إن الملك أحضر شقا فسأله كما سأل سطيحا فقال له شق: إنك رأيت جمجمة خرجت من ظلمة، فوقعت بين روضة وأكمة، فأكلت كل ذات نسمة. فلما سمع الملك مقالة شق، قال له: ما أخطأت شيئا. فما عندك في تأويلها؟ فقال شق: أحلف بما بين الحرتين من إنسان، لينزلن أرضكم السودان، وليغلبن على كل طفلة البنان، وليملكن ما بين أبين إلى نجران. فقال الملك:
وأبيك يا شق، إن ذلك لنا لغائظ مؤلم! فمتى يكون ذلك، أفي زماني أم بعده؟ فقال: بل بعده بزمان. ثم يستنقذكم منه عظيم الشأن، ويذيقهم أشد الهوان. فقال الملك: من هو العظيم الشان؟ قال: غلام من غلمان اليمن، يخرج من بيت ذي يزن. فقال الملك: أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع برسول، هو خاتم الرسل، يأتي بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل. فقال الملك: وما يوم الفصل؟ فقال شق: يوم يجزى فيه الولاة، ويدعى من السماء دعوات، يسمعها الأحياء والأموات، ويجمع الناس فيه للميقات، فيفوز فيه الصالحون بالخيرات. فقال الملك: أحق ما تقول يا شق؟ قال: أي ورب السماء والأرض وما بينهما، من رفع وخفض، إن ما أنبأتكم به لحق ماله من نقض. فوقع ذلك في نفس الملك، لما رأى من تطابق شق وسطيح، على ما ذكراه. فجهز أهل بيته إلى الحيرة فرقا من سلطان الحبشة.
وروي عنه، أنه لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ارتجس فيها إيوان كسرى،
وسقط منه أربع عشرة شرافة، فجزع كسرى أنوشروان من ذلك وتطير، ورأى أن لا يكتمه عن زعماء مملكته، فأحضر موبذموبذان، وهو رئيس حكمائهم، وعنه يأخذون نواميس شرائعهم، وأحضر الموابذة، وهم القضاة، والهرابذة وهم كالخلفاء للموابذة، والأصبهبذ، وهو حافظ الجيوش وأمير الأمراء، وأحضر بزر جمهر مداره، وهو الوزير الأعلى، والمرازبة وهم حفظة الثغور وولاة المملكة، وأخبرهم بما كان من ارتجاس الإيوان وسقوط ما سقط من شرفاته.
فقال رئيس الموابذة: إني رأيت في المنام، كأن إبلا تقود خيلا قد قطعت دجلة، وانتشرت في بلاد فارس. وأخبره في ذلك الوقت قومه بالنار وخمودها تلك الليلة. فهاله ومن حضر مجلسه، ذلك واستعظموه ولم يظهر لهم وجهه، ففزعوا وتفرقوا عن الملك يتروّون فيه.
ووافت البرد إلى كسرى، من جميع جهات ممالكه، تخبر بخمود النيران تلك الليلة، ووافاه الخبر بأن بحيرة ساوة قد غاض ماؤها فجمع زعماء دينه ورؤساء سلطانه، فأطلعهم على ما انتهى إليه من ذلك كله، وسألهم عما عندهم فيه؟ فقال موبذموبذان: أما رؤياي، فتدل على حدث عظيم يكون من العرب. فكتب كسرى إلى النعمان بن المنذر، يأمره أن يبعث إليه أعلم من في أرضه من العرب، فبعث إليه عبد المسيح بن عمرو الغساني «1» وكان معمّرا، فلما قدم على كسرى، قال له: هل عندك علم مما أريد أن أسألك عنه؟ قال: يخبرني الملك عما يريد علمه، فإن كان عندي علم منه أخبرته! فقال أنوشروان: إنما أريد من يعلم أمري قبل أن أذكره له! فقال عبد المسيح: هذا علم يعلمه خال لي يسكن بمشارق الشام يقال له سطيح. قال كسرى: فاذهب إليه فانطلق عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح فوجده قد أشفى على الموت فحياه فلم يجبه فقال «2» عبد المسيح رافعا صوته:
أصمّ أم يسمع غطريف اليمن
…
يا صاحب الخطة أعيت من ومن
ففتح سطيح عينيه، وقال: عبد المسيح على جمل مشيح، وافى إلى سطيح، وقد أشفى على الضريح، بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلا صعابا، تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة وانتشرت في بلاد فارس. يا عبد المسيح، إذا ظهرت التلاوة وبعث صاحب الهراوة، وغاضت بحيرة ساوة، لم تكن بابل للفرس مقاما، ولا الشام لسطيح شاما، وسيملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرافات، وكل ما هو آت آت ثم قضى سطيح مكانه. فاستوى عبد المسيح على راحلته، وعاد إلى كسرى فأخبره بمقالة سطيح. فقال كسرى: إلى أن يملك منا أربعة عشرة، تكون أمور. فملك منهم عشرة في مدة أربع سنين، وملك الباقون إلى أواخر خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه. انتهى.
وبابل هي بابل العراق، وسميت ببابل لتبلبل الألسن بها، عند سقوط صرح نمرود، أي تفرقها. قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: بابل أرض الكوفة، وقيل: جبل دنباوند. وكسرى أول ميت اقتص من قاتله، كما قال الحافظ أبو الفرج بن الجوزي في كتاب الأذكياء، وذلك أن كسرى قال له منجموه: إنك تقتل. فقال: والله لأقتلن قاتلي. فعمد إلى سم ناقع، فوضعه في